تم تصدير هذا الكتاب موقع لقمان www.lokmaine.com

1األخالق جزء ثاني 11: الكتاب

الفصل الثالث المنهج اإلسالمي في تنمية القيم الخلقية

نا فطرة اتضح لدينا في الفصل السابق، طبيعة األخالق اإلسالمية، ومصادرها، وفي أثنائها تناول:اإلنسان وطبيعته وأبعادها باعتبار أن اإلنسان مكلف ومتحمل مشاق التكليف، ولعلنا نتساءل

نى بة؟ بمع ان أو مكتس في اإلنس ية لوك : هل األخالق فطر ية الس يه ترب مد عل يء تعت على أي شمد على التنشئة ستعدادات؟ أم تعت من فطرة وقوة وا ان ما لدى اإلنس مد على هل تعت قي؟ الخل

والتوجيه؟لوك تم تنشئة الس يف ي ان؟ وك قي لدى اإلنس مو الخل تم الن يف ي قف، فك وعلى أي حال كان المو

الخلقي عند اإلنسان؟ نا وتحليلنا في هذا الفصل، في محاولة إليضاح هذا األمر، خاصة أن هناك نظريات هذا هو حديثصاغها علماء وباحثون غربيون يه يعتمدون على نظريات في هذا المجال، والباحثون ف كثيرة

ها ويحللون نا مساحة لالستفادة مما كتبوا، إال أن األفضل أن نحاول . يفسرون في ضوئ وليس لدي.االستفادة مما تحت أيدينا من أفكار في هذا المجال، مما أنتجه علماؤنا وخبروه

:هل تكتسب األخالق : أوال

يث اب، بح هر بالتنشئة واالكتس نة تظ ستعدادات كام يه ا ان مخلوق لد نا أن اإلنس قد تقرر لدي لعله عا مميزا لإلنسان مو وتنضج، وتصبح طاب . 1(تن فة ) مل لكا هج شا وتقرر أيضا ـ أن اإلسالم من

به، مد ر قد ح ها ف من التزم ب ان، من اهللا لإلنس ية ان، واألخالق اإلسالمية هدا نب حياة اإلنس جوا.ألنها سعادة في الدنيا واآلخرة

تي ما يرد تكوين السلوك إلى التكوين الحيا ها قي من مة تفسيرات طرحت للسلوك الخل وإذا كان ثير ما يرده إلى التأث ها ان، ومن هم العقلي لدى اإلنس ما يرده إلى مدى التف ها ان، ومن لإلنس

.االجتماعي __________

.الفصل السابق : راجع ) 1(

)1/1(

نى أن الخلق ير واالستجابة، بمع ما يسمى بالمث تي لتكوين األخالق ب ير الحيا خل التفس بط مد ويرتيتكون عن طريق الربط بين مثيرات معينة مثل الخسائر المادية والعقاب أو ما يشبه العقاب من ين الرغبة في إشباع بة، وهذا االرتباط وتعميمه يختلف نوعا عن الصراعات ب مثيرات غير محبالمشاعر الداخلية، أو الحاجات الفورية وبين المتاعب التي تنشأ من القلق، ومن ثم يتكون الضمير به، في القيام ير تى التفك عل الشائن أو ح يم بالف احب الق من أنواع القلق الذي يص عا باعتباره نو

).1(ومن ثم ينصرف عنه لما يسببه من ألم لدى اإلنسان

وبالرغم من التفصيالت الكثيرة في هذا المجال والتي يمكن مراجعتها في مصادرها األصلية، إال ها تنتمي إلى التفسير المادي لسلوك ها وتطبيقات ها وتفريعات نه يمكن القول بأن هذه النظرية بكامل أاإلنسان، وتحاول أن تلخص السلوك الخلقي فيما يصدر عن اإلنسان من أفعال فيما يمكن قياسه ان يم لدى اإلنس شف للق مى بالنور الداخلي أو الضوء الداخلي الكا ما يس قط، ولذلك يفقدون فويرفضون أثره في تكوين األخالق بحجة أننا ال نستطيع أن نخضعه للبحث، وألنه ال يستطيع أن

.يفسر الفروق الفردية في اكتساب الخلق

وال يخفى ما لهذه النظرة من آثار سلبية، حيث إنها تجعل المادة وتركيباتها واستجاباتها األسباب بد نه قطعة هامدة ال ستجاباته، وهي بذلك تجعل م تبرة لتفسير تصرفات اإلنسان وا الوحيدة المع

).2(من تشغيلها بطاقة وبقوى خارجية __________

ظر ) 1( مو األخالقي، ط : ان في الن حي، قي محمد فت ـ 1403، الكويت، دار القلم، 1محمد رف /ه

26-13م، ص 1983

ستانسيو، العلم في منظوره الجديد ـ ترجمة كمال خاليلي، . أجروس، جورج ن . روبرت م ) 2(.84ت، ص . عالم المعرفة، الكويت، د ) 34(العدد

)1/2(

ساليب يد وإعطاء النموذج وغير ذلك من أ وهذه النظرية تؤمن بضرورة التدريب والتكرار والتقلير، عد فترة دون تفك يا ب ان آل سها اإلنس تة يمار تى تتحول األخالق إلى عادات ثاب يب ح التدروالتركيز دائما على السلوك الظاهري الذي يمكن مالحظته، فموضوع مثل تكون مفهوم العدل أو نب اب القول، أو محاولة لتج ابق أو محاولة الكتس يز الس عل للتعز يره كردود ف كن تفس العدالة يمكن ية يم يم األخالق يم العدل أو الق ثم فإن مفاه من ير العادل، و لوك غ احب الس العقاب الذي يص

).1(تغييرها عن طريق اإلثابة أو العقاب، أو التقليد أو التكرار

أما من يرد تكوين السلوك الخلقي إلى التأثير االجتماعي، فإنه يرى أن الجانب الخلقي في اإلنسان يتكون من تعلم الطفل أن يكف أو يعبر عن أعمال معينة يتم تحديد نوعيتها من الخير أو الشر أو عن طريق ممثلي المجتمع الذين يقومون بعملية التنشئة االجتماعية، ويتم تعزيزها أو عقابها عن قف في موا من، و عبر الز تمر أداؤه تم تعزيزه، ويس يا، ي لوك مقبول اجتماع هم، فإذا الس طريقمختلفة، وإذا ما كان السلوك غير مقبول اجتماعيا، فإنه سيتم العقاب عليه، بأي صورة من صور لوك ية للس قت كله يدور حول اإلرادة الخارج ار فإن الو في، وباختص نه يخت ثم فإ من العقاب، و

).2(والرغبة الداخلية في الحصول على الثواب وتجنب العقاب __________

.17مرجع سابق، ص : محمد رفقي محمد فتحي ) 1(

.18، 17ص : المرجع السابق ) 2(

)1/3(

إن أصحاب هذا الموقف مع إيمانهم بنظرية المثير واالستجابة، والتعزيز والعقاب، يرون أن أثر من القوى ها ين، وضغوط جماعات األقران وغير سلطة الوالد في ية المتمثلة التنشئة االجتماعفي ية المتمثلة في تنظيم النشاط اإلنساني، وأن اكتساب االتجاهات األخالق هم مر م االجتماعية، أمسايرة األهداف االجتماعية، إنما يتم عن طريق التعلم، وهم يركزون في األساس على العالقات

، وهي مقاييس )السوسيومترية (االجتماعية التي يمكن أن تقاس عن طريق المقاييس االجتماعية سة من خالل ممار مع يه المجت فق عل ما يت ية، و فات االجتماع قق العالقات والص يس مدى تح تقعل علماء االجتماع ما ج يا، وهذا ل باألخالق يكون أخالق ما يتص ية على أن التفاعالت االجتماعفي عل الحادث جة التفا قا لدر بية طب ها نس خر، وأن مع آل من مجت يقولون أن األخالقيات تختلف

).1(المجتمع واتفاقه عليها

يرمز إلى مكانته فيها، وترفض الجماعة أخالقا معينة على ] دورا [على أن لكل فرد في الجماعة أو ] االبن [غير األخالق المتوقعة من ] األب [مختلف األدوار االجتماعية، فاألخالق المتوقعة من

وهكذا، والتزام هذه األخالق يطلق ] الجندي[غيرها عند ] القائد[، واألخالق المتوقعة من ]االبنة [يه مصطلح ير [عل صلها أن األفراد ] الضم قع ] يضمرون أو يبطنون [وأ يا واحدا يتو معيارا أخالق

اب ب حس خر، وأن يحس كل فرد شاهدا على اآل بح ها وأن يص سلوكا متشاب لكوا هم أن يس من).2(اآلخرين فيخجل منهم عند سوء الخلق، ويسر عند حسنه

__________

131،132، دار المعارف، ص 2إبراهيم عصمت مطاوع، أصول التربية، ط ) 1(

.21ماجد عرسان الكيالني، اتجاهات معاصرة في التربية األخالقية، مرجع سابق، ص ) 2(

)1/4(

ما من يرد تفسير السلوك األخالقي إلى مدى التفهم العقلي لدى اإلنسان، وأصحابه يطلق عليهم أقي [ لوك األخال في الس مو العقلي ية الن صحاب نظر فة ] أ ية المعر كد على أهم فا يؤ فيتخذون موق

والفكر في تكوين المواقف والسلوك الخلقي وقد تبلورت هذه النظرية على يد المربي السويسري يه [المعروف يه ] بياج ضه عل ما يفر ما يراه حوله أو سلبيا ل تجيب الذي يرى أن الفرد ال يس

في ها ترشد ب مة يس نه مبادئ عا تنتج م تقبله ويس ما يس كر في ط يتف هو كائن نش ما اآلخرون، وإنسلوكه وأحكامه، بمعنى أن السلوك األخالقي هو تفاعل الفرد مع بيئته أو هو عمل الفرد في البيئة

.وعمل البيئة في الفرد

هو المجرد أو التركيب العميق : المستوى األول : ويميز بياجيه بين مستويين من السلوك األخالقي المحتوى على األسس النظرية، ويتميز باعتبارات الواجب واالنصياع للسلطة الخارجية، فالطفل يتقبل من الراشد من األوامر يجب االنصياع لها مهما كانت الظروف، والصواب عنده ما يتفق مع هذه األوامر، والخطأ هو ما يتعارض معها، وهذا هو ما أسماه بالتحكم أو القسر وهنا تقوم يا تم تطبيعه اجتماعيا وأخالق نب الطفل، وبهذا االعتبار ي ية االحترام من جا األخالقيات على واقعإال أن الطفل حين ينمو متفاعال مع بيئته ومجتمعه يتفاعل مع أقرانه على أساس التبادل والعطاء،

.ومن ثم يأتي التعاون أساسا لتنمية السلوك األخالقي، وتظهر أهمية االحترام المتبادل

ت ساسها االتزان القائم على العدل، وليس يه أ ند بياج هم أن ندرك أن األخالقيات ع من الم ولعله (حسب اإلنسان أو اإلحساس البديهي بالواجب، وقدسية الخير، وإنما االرتكاز إلى األخذ والعطاء

1.(__________

.49، 48محمد رفقي، مرجع سابق، ص ) 1(

)1/5(

ني توى الثا ما المس من : أ ية، ويبدو ستجابات محددة وموضوعات فعل ي الذي تميزه ا هو الحس فية األولى حل العمر في المرا ية في األحكام الخلق فا لدى األطفال يه، أن هناك تخل سات بياج درا

طبيق مبدأ سة وت يه القدرة على ممار جا لد ثر نض فل األك كس األطفال الكبار، وبالتالي فالط ع).1(التعاون أو األخذ والعطاء

وإذا كان بياجيه قد قدم نظريات هامة في مجال النمو اإلنساني طبقا لمراحل النمو، فإنه قدم أسسا :للنمو األخالقي نوردها فيما يلي

:النمو األخالقي والنمو المعرفي - 1

حيث يرى أن هناك عالقة بين مستوى الذكاء ومستوى النمو األخالقي بمعنى أن الخبرة والذكاء نة ن المؤشرات الدالة على التعرف على األعمال المشي من أحس تبران ني يع مر الزم يس الع ولوغير المشينة، ولكن ليس معنى كون اإلنسان ذكيا يعني أنه أخالقي، فكثير من الحاالت تشير إلى أن الذكاء البشري قد يتوجه إلى الشر، إال أنه من المهم التأكيد على أن النمو في المعرفة الخلقية

.يلزمه قدرة معرفية مناسبة في الفرد أيا كان ذلك النمو

:الخبرة االجتماعية القائمة على المساواة - 2

ي إلدراك أن در الرئيس هو المص اواة ين الرفاق القائم على المس عي ب عل االجتما ويرى أن التفاتي تحقق االنسجام بين أفراد أخالقيات التعاون هي أساس العالقات االجتماعية المتناغمة وهي الكل يد التزامات اواة بتأك فل شعورا بالمس طى الوالدان الط نه إذا أع يه إلى أ مع، وأشار بياج المجتما يدفعان الطفل إلى الترقي على هر عجزه، وأن يقوما بالوعظ عن طريق القدوة فإنه فرد ومظافي مط غير التسلطي كبرى للن مة ال ية األطفال يؤكد القي حى في ترب قي، وهذا المن مو الخل سلم الن

.التربية

:االستقالل عن سلطة الكبار القسرية - 3__________

.32، وماجد عرسان الكيالني، ص 49المرجع السابق، ص ) 1(

)1/6(

سبب ـ ها رية وإكرا تبر قس تي تع ـ ال سلطة الكبار يد على ستقالل المتزا تبر أن اال يث يع حونتيجة لتزايد إقبال الطفل على أخالقيات التعاون، وبالتالي يقهر التمركز حول الذات ويقبل أكثر ما زاد سيطرة الكبار كل عن فل ستقالل الط ما زاد ا نه كل نى هذا أ ين األقران، ومع على التعاون ب

ومعنى هذا أن االتجاهات . انطالقه وإخالصه لمبدأ التعاون بين األقران الذي يؤكد هذه االستقاللية .الوالدية القسرية والمتطرفة في القسر ترتبط ارتباطا سالبا بالنمو الخلقي السليم

ثل من آرائه م ير في كث يه به بياج ما نادى ين على ين الباحث مة اتفاق ب هم أن : وإذا كان ث تأكيدين واإلرشاد يه كبالغ ـ تنقصه جرعة من التلق ما يبدو . الطفل ـ وهو ال يمكن أن ننظر إل وأن

في اإلطار العام يه نا إل تبر نموا سويا ناضجا إذا ما نظر قد يع عدم نضج حين ننظر إلى الطفل وأن األحكام الخلقية التي يصدرها الطفل ال توجد في مناخ اجتماعي أو ثقافي رغم ما يبدو . للنمو

ية واالجتماعية في معدل نموها وهيئة تواجدها، من تلقائية نحوها، وإنما تخضع للمؤثرات الثقافما ال قة، وهذا ما كجهات متفر كل، وإن مو ك قي ال ين كر الخل ها، إال أن الف تي تظهر في واألبعاد ال

).1(يمكن أن نستخلصه من فكر بياجيه وال من كتبه

رد في بس كن نكت في هذا المجال، ول صحاب نظريات كثيرة عض أ سماء ب يد أن نعرض أ وال نر:بعض أسماء بعض أصحاب النظريات التي اشتهرت في هذا المجال والتي منها

).4(ـ نظرية بل ). 3(نظرية رست ). - 2(نظرية كولبرج -

).5(نظرية البيئة االجتماعية . - نظرية ايزنبرج . - نظرية دامون - __________

) .بتصرف يسير . ( 69 - 62محمد رفقي، ص ) 1(

.32 - 24، وماجد عرسان، ص 89 - 76راجع نظريته في المرجع السابق، ص ) 2(

.110 - 101راجع نظريته في محمد رفقي، ص ) 3(

.40 -32راجع نظريته في ماجد الكيالني، ص ) 4(

.ولم نحدد األسماء لشهرتها بهذا االسم . 158-135راجع محمد رفقي، ص ) 5(

)1/7(

قي واألخالقيات لوك الخل ين الس ير تكو تي حاولت تفس جز للنظريات ال في بهذا العرض المو ونكت.لدى األفراد واألطفال، وقد كان لها تطبيقات جيدة في مجال التربية الخلقية

:نظرة نقدية

بالرغم من كثرة اآلراء المتعلقة بالنمو الخلقي في الغرب، إال أن الوضع يوحي بضعف شديد في صبحت صحابه، وأ من عالم المال وأ قة هي مشت يم الجديدة، و عت الق ية، فتزعز ية الخلق التربب المادي، يم الكس يب ق هم إال تغل ين ال يهم يم، الذ ية، وأرباب اإلدارة والتنظ ية الفن سة التقن الدرا

ية ية والبشر ى للموارد الماد ستثمار األقص بح، واال انية . والر يم اإلنس من الق يم قد خلت تلك الق والرفيعة، وأصبح اإلنسان صاغرا أمام سلطان اآللة وغدا العالم في ضياع خلقي وقيمي، حتى إن

يس من الممكن أن : يتساءل - وعلى لسان علماء الغرب - اإلنسان هل هناك حاجة إلى قيم؟ أو ليم واألخالق إلى أن تمسك اإلنسان يم؟ بل يذهب المنكرون للق يقوم عالم إنساني بال أخالق وبال قيم خلقها المجتمع هو ضرب من االمتهان لقيمة اإلنسان نفسه، وشكل من أشكال الطغيان على بق

.حريته، ولون من ألوان التسلط على اإلنسان

ية، إال أن هب األخالق من انتشار النظريات والمذا غم نه على الر هو أ نا يد إبرازه ه إن الذي نرهناك نظريات تنكر األخالق، وهي أوسع انتشارا وهذا دليل على تدني األوضاع القيمية والضياع القيمي في العصر الذي نعيشه، وهذا بالتأكيد تجن على فطرة اإلنسان، وانحطاط به إلى مستوى

.الحياة العضوية والغريزية الحيوانية

)1/8(

والذي نعرفه ونؤمن به وما يؤمن به أصحاب التأمل في الواقع والتاريخ، وما تدل عليه الدراسات أن اإلنسان بالتعريف كائن ذو قصد وهدف، وأنه ال يستطيع الحياة بال هدف يؤمن به، : [المنصفة

ب وجوده تي يكتس ها وال من ب تي يؤ سالة ال جد الر ين ي انيته ح في معارج إنس يا نه يزداد رق وأق بحمأة تطيع أن يلص ما تدل األبحاث ال يس قع وك ما يدل الوا نه ك ها معناه أ من خالل اني اإلنسسعه أن في و نه صح أ انيته، إن عن إنس ما لم يتخل ة ية المحض ته البيولوج يا حيا األرض ويحهو هو بالمالك وال ما نا انا، أي كائ صفه إنس ها بو بل علي تي ج طبيعته ال عن ها، أي يتخلى عنطبيعته ما إلى التغلب على ية دو انية الملك طبيعته اإلنس ما، تتوق هو عوان بينه بل بالشيطان، ية، وهذا هو الذي يفسر ما يتعرض له إنسان العصر الحديث من اضطرابات ية والشيطان الحيوانوأمراض في حياته النفسية حين يجرب التنكر لطبيعته اإلنسانية عن طريق تنكره للقيم اإلنسانية، وال نغلو إن قلنا إن الطبيعة اإلنسانية حين ينكرها إنسان العصر الحديث ظنا منه أن في وسعه أن يغيرها أو يتنكر لها، تنتقم لنفسها عن طريق وقوعها في االضطراب والتفكك والحيرة، أي عن

ها بالمرض يق احتمائ . 1(طر عة ) في للطبي خل المنا هد تدل على أن التد يع الشوا يث إن جم حفي المرض العقلي صول صل األ هو أ ها، خص، أثناء الطفولة وبعد مو الش في ن انية اإلنس

).2(واالجتماعي عامة والتدمير خاصة __________

يم، نحو فلسفة تربوية عربية، مركز دراسات الوحدة العربية، ط ) 1( م،1991، 1عبداهللا عبدالدا239.

أريك فروم، اإلنسان بين الجوهر والمظهر، ترجمة سعد زهران، مراجعة وتقديم لطفي فهيم، ) 2( .83هـ، ص 1409، ذوالحجة 98أغسطس ) 140(عالم المعرفة، العدد

)1/9(

كز على التملك يش المرت سلوب الع اني، أن أ توى اإلنس ني المس يم، وتد هد على فقدان الق ويشواألنانية، والسلوك الذي يتركز حول الملكية والربح يؤكد األنانية المنوطة والفردية المفرطة، فهو ية أخرى، يطرة على كائنات بشر جل الس من أ جة إلى القوة، ف بل الحا بة، بد وأن يخلق الرغ ال من يه ستولينا عل ما ا ة على هم، وإلحكام القبض يم مقاومت ستخدام القوة لتحط ان إلى ا يحتاج اإلنسممتلكات خاصة فهو بحاجة الستخدام القوة لحمايتها من الذين يمكن أن يأخذوها، ألنهم ـ والحال صة ية خا ول على أعلى ملك في الحص بة هم والرغ ما عند كن أن يقنعوا ب ـ ال يم ه من بعضوأكبرها تولد الرغبة في استخدام العنف من أجل سرقة اآلخرين بوسائل سافرة أو خفية مما يؤكد

).1(األنانية والفردية المطلقة

ويتبع نزعة التمركز حول الذات واألنانية نزعة التميز عن شيء واحد ووحيد هو المتعة الفردية، ية المباشرة عة الفرد عن المت يق حث الض با (والب ية غال ية ) اللذة الجنس وشيوع األمراض النفس

ى، وانتشار لوك الجنس في الس حية، واضطرابات خطيرة دية الص ية، واألمراض الجس الجنس.المخدرات والعنف واإلرهاب وما إلى ذلك من أمور تؤكد النزعة األنانية المفرطة

حي، انتشار اللجوء إلى ند الرو ية والس يم الروح عن فقدان الق مة هر االضطرابات الناج ومن مظاصحاب األعمال اعدة أ بل مس ية ية والنفس من األمراض االجتماع با للشفاء حر والشعوذة طل الس

).2(على تنظيم أعمالهم وغير ذلك من أمور

نا إلى القول بأن هذه ما يدفع صر، م بي المعا مع الغر في المجت ية يم الخلق وتتعدد أشكال فقدان القالنظريات في تكوين السلوك الخلقي تكاد تكون قد فقدت فعاليتها في واقع الحياة، بالرغم من تحقق ان وعقله سات على روح اإلنس سب انعكا في المجال المادي وإن كان لهذه المكا سب واضحة مكا

.وفكره، ومظاهر إيجابية من القيم الجيدة التي يرتكز عليها __________

) .بتصرف يسير ( 83ص : المرجع السابق ) 1(

.240عبداهللا عبدالدايم، مرجع سابق ص : راجع ) 2(

)1/10(

:منهج اإلسالم في تنمية القيم الخلقية : ثانيا

ية لدى اإلنسان يم الخلق ية الق في تنم هج اإلسالم حة لطرح من نا اآلن ضرورة مل قد ظهر لدي لعله سالمية اب األخالق اإل اعد على اكتس ستطاع أن يس ته ا صالته ورباني هج بأ لم وهذا المن المسواستمرارها استمرارا مشهودا، وسيادتها في حركة اإلنسان المسلم الصادق، وبداية ال بد أن نقرر

:مجموعة من المبادئ األساسية التالية

إن تنمية القيم الخلقية لدى المسلم تعتمد على فطرة اإلنسان وما زود به من استعدادات فطرية - 1ية في إطار التنم يط مع المح من المجت اب األخالق ية اكتس عد ذلك عمل تي ب ثم يأ للتعلم والتخلق، ية ية والعقل ية والوجدان نب الروح من خالل الجوا ان ية اإلنس مل شخص نة لكا المتكاملة المتوازفة من كا ان ية اإلنس ما الزاد لتنم ية أن يقد يم والترب سه، وعلى ذلك فإن على التعل ان وحوا لإلنسير وطلب الكمال فة إلى الخ نب كا عة وأن يحفزا هذه الجوا صعيدي الفرد والجما حي، على (النوا

1.(انية وعلى ية اإلنس نب الشخص فة جوا ب على كا هي التربوي ينص هد التوجي نى أن الج وهذا يعفي مل فة والع ين المعر يف يمزج ب غي لإلنسان أن يعرف ك لوك، وينب فة والس ين المعر مل ب التكا

).2(إطار كلي، وبذلك تزداد خبرته وتجربته بالممارسة التي تعدل وتنسق الكثير من خبراته __________

ين الرباط، السعودية، ) 1( ين حس مة أم يم اإلسالمي، ترج في التعل سيد على أشرف، آفاق جديدة ـ 1404عكاظ، .29، 28م، ص 1984/ه

فه ومقاصده، ترجمة عبدالحميد محمد الحديبي، ) 2( يم اإلسالمي أهدا محمد النقيب عطاس، التعلـ 1404سلسلة التعليم اإلسالمي، عكاظ وجامعة الملك عبدالعزيز، .14م، ص 1984/ه

)1/11(

2 - ان يه حياة اإلنس امية ضروري لتوج يا واألهداف الس ية والمبادئ العل يم الخلق إن وجود القانية صورة إنس في ه عل نفس كي يج ان ل سليمة صحيحة، فاإلنس ته بط حرك ها صحيحا يض توجيفي ثل ذلك عن غيره، ويتم سلوبه الخاص الذي يميزه ته أ في حيا غي أن يكون له ية ينب مرضمجموعة من القواعد الخلقية، والمثل العليا التي يلزم نفسه بها ويسير على منهاجها طوعا وتزيد فرادته في قوة خلقه ومثابرته في التمسك بها، وعندما ينعدم وجود هذه المبادئ والمثل تفقد الحياة ها الهدف ته بافتقاد مد إراد حل اإلنسان وته جة، ويضم ير منت بل تبدو راكدة غ ها، دوافعها ومعاني

.والمبدأ والخلق والقيمة

من در ها كمص ان، وكذا أهميت في بناء اإلنس ية يم الخلق ية الق ما على أهم نا مؤشرا ها وهذا يعطي.مصادر األهداف التي ترتجى وتؤمل في نمو الشخصية المسلمة في المجتمع

3 - ها اإلطار المرجعي لم باعتبار مع المس فة المجت ها ثقا يم والمبادئ واألهداف تحتوي إن هذه القلكافة سلوكيات الفرد والجماعة، وهي التي تمثل القيم واألخالق والمهارات واألذواق وما إلى ذلك

.مما يكتسبه اإلنسان وتشكل شخصيته القيمية واألخالقية

يم اإلسالمية باعتبارها فة الق نه وتدور حوله كا فة تقوم على مبدأ التوحيد حيث تشتق م وهذه الثقا

ها ية، وباعتبار ية واالجتماع قف الفرد في مختلف الموا يع أفعال الفرد جه جم ية تو ير واقع معايقف، درها الفرد على أي موضوع أو مو تي يص عن األحكام ال ئولة ية المس ني الكل ورا للمعا تص

.الحق والخير، وهذه ال تتم إال باالتصال بين األجيال : ويرى الفرد فيها شيئين

)1/12(

إن التوحيد، ومجموعة األحكام المعيارية بما فيها األخالق ال يتحققان إال في ثقافة هيئة اجتماعية وفي ذوات إنسانية، فالفرض يكتسب قيمه الخلقية من المصدرية الجماعية، ومن خالل التفاعل مع الجماعة يمتص الفرد القيم الخلقية وتنمو لديه األحكام الخلقية، ويحرص المجتمع الحرص الشديد األكيد على إكساب الفرد القيم الخلقية، حتى تصبح سمة من سمات شخصيته بل إنها في الحقيقة

.تعتبر األساس الجوهري لبناء شخصيته

4 - نذ في الفرد م ين الوازع الداخلي مد على تكو لم تعت ان المس ية لدى اإلنس يم الخلق ية الق إن تنمعي ها إلى إطاره المرج ها ويضيف بها ويتشرب يم، ويكتس من الفرد بالق يث يؤ الطفولة األولى حعل االجتماعي يتعلم الفرد أن تم ذلك من خالل التنشئة االجتماعية، وعن طريق التفا للسلوك، وي

.مواقفه يجب أن تتسم بالخلقية وذلك حتى يشارك في حياة المجتمع بفاعلية

:وبعد فإن منهج اإلسالم في تكوين القيم الخلقية يتأتى كما يلي

باستطالع اآليات القرآنية واألحاديث النبوية، تطالعنا طريقة فذة في معالجة القيم الخلقية من حيث وقد أتى اإلسالم ال ليصطدم مع الطبيعة البشرية بل . تكوينها لدى الفرد المسلم والجماعة المسلمة

بط بوعي واختيار واع قي ضا ها، وقد أقام السلوك على أساس خل ليضبطها، ويفجر أحسن ما في:وذلك كما يلي

1 - فة يه بكا في نفوس الناس، والدعوة إل ية ببناء اإليمان ته المك في مرحل يم تم القرآن الكر اهـ جل عز و ـ يه، لالستدالل على الخالق مل ف ظر إلى خلق اهللا، والتأ فت الن سائل، وذلك بل الو

.واإليمان به، والتصديق بما أنزله على رسوله

)1/13(

سنة اهللا في األسباب والمسببات، سنة اهللا في جزاء : وقد عرضت اآليات الواردة في هذا المجال من اتبع هداه، سنة اهللا في حال اإلعراض عنه، سنة اهللا في التدافع بين الحق والباطل، سنة اهللا في سنة اهللا ين، في الترف والمترف سنة اهللا ين، في الظلم والظالم سنة اهللا نة، في االبتالء والفت

الطغاة والطغيان، سنة اهللا في بطر النعمة وتغييرها، سنة اهللا في الذنوب والسيئات، سنة اهللا في وغير ذلك من سنن عرضها القرآن في قصصه أو في آيات منفصلة، بهدف تعريف . االستدراج

طأ والعثار والغرور في الخ ان قع اإلنس تى ال ي في الحياة، ح حيح لوك الص ية الس الناس بكيف.واألماني الكاذبة

نة كر الج في اآليات ذ احب بيان ذلك قد يص حيح، و مل الص ها الدعوة الكاملة إلى اإليمان الكا إنوالنار، والثواب والعقاب، ليحرك في النفس عاطفة الخوف واإلحساس باألمن، وهو في ذلك يريد في ظل اإليمان، وفي ية ية اإلله أن يحرك في اإلنسان اإلحساس باألمان النفسي والشعور بالحما

.الوقت نفسه يعطيه الثقة بنفسه، وبأنه مكرم ومؤهل لحمل أمانة الوجود،وحمل أمانة التكليف

فهي تستثير في اإلنسان أقصى طاقاته اإلنسانية لتسمو بها وتضعها على الطريق السوي السليم من اإليمان . 1(المنشود ته ) من جنبات حيا يء كل ش في ية الذليلة من التبع ان يل اإلنس وتحو

بث روح مة وذلك ب انية الكري يق اإلنس مة وتحق يت الكفرة والفجرة، إلى آفاق العزة والكرا للطواغ).2}(وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم األعلون إن كنتم مؤمنين {القوة والتخلص من العجز واالتكالية

__________.من سورة الشعراء والواقعة 7من سورة طه، 53من سورة لقمان، 10: اقرأ اآليات ) 1(

.139: آل عمران ) 2(

)1/14(

2 - ية ها عالقة تعاطف وتعارف، فال عبود ما حوله بأن جعل وقد صحح القرآن عالقة اإلنسان بفي هذا ستهانة وال إنكار، وقد ربى القرآن اإلنسان على حضور واع، واتخذ يه، وال ا ها وال تأل لالسبيل طرقا مختلفة لعملية التصحيح هذه، وهي الزمة لتكوين قيم صحيحة سليمة، وكان أول ما .قام به هو تصحيح عالقة اإلنسان باهللا الخالق الراعي لخلقه المعتنى بهم، الرحيم، المبدع، التواب

ير وفعله، وتجنب حب الخ ان إلى فع اإلنس يد، الذي د فس المسلم التوح في ن حد؛ غرس وهو الواالشر وكراهيته، وبالتالي كانت العالقة بين اإلنسان واهللا طريق اإلنسان إلى الكمال، وكانت طريقا إلى امتالء قلب اإلنسان بالوالء واالنتماء إلى اهللا وحده، ومنهجه الذي إذا تمسك به اإلنسان أصبح عل الشر، وبالتالي يتصف اإلنسان بمكارم عد عن ف عل الخيرات، ويبت إنسانا فاضال يسارع إلى فيث االتصاف بالكماالت والتنزه عن النقائص، ويصبح من ح به بأخالق اهللا تعالى األخالق، ويتش

.مجتمعه كله ذا أخالق دينية، تسوده مكارم األخالق

قا لتصحيح كافة العالقات األخرى بما حول اإلنسان ومن حوله، وما دام اإلنسان وكان ذلك منطلته كس على عالقا ية الكاملة هللا وحده، فإن ذلك ينع ه حالة العبود في نفس من موحدا وتولدت قد آ

باألشياء حوله، وعلى كافة مكونات حياته؛ ذلك أن اإليمان الصحيح هو أكبر القيم الخلقية الدافعة .لإلنسان في مجرى الحياة الصحيح الموصل للسعادة

ومن هنا تنبع مجموعة من القيم الخلقية الفذة النابعة من توجيه التوحيد،كحالة نفسية، وضرورية للتعايش مع الكون والعالم ومصادقة قوى الطبيعة، ودراستها وفهمها، واكتشاف أسرارها لتضفي

.قيمة عليا على العلم والبحث العلمي بالمعنى الواسع للكلمة

)1/15(

يد ها إلى عالم التوح ل عن بد أن ينفص نه ال ها، لك ية وال يعادي عة الماد في الطبي هو ال يذوب ثم المطلق والمجرد، فالطبيعة ليست مقصودة لذاتها، وهي ليست ثابتة، بل هي متغيرة ومتقلبة، ومن

ها لغة التسبيح هللا وفي هذا الذي أقره اإلسالم ووجه . حق المسلم أن يتجاوزها بعد أن يكتشف فييه تحقيق سام إلنسانية اإلنسان،ألن اإلنسان بهذا يتحرر من عبودية أي شيء سوى اهللا تعالى، إلقه المرضي؛ ألن المنهج اإلسالمي يضع اإلنسان حيث يجب أن يوضع، مخلوقا ويتخلص من قل

).1(ذا رسالة سامية في هذه الحياة

3 - بط عد أن ض من الناس، وذلك ب من حوله مع ثم ه مع نفس ان قة اإلنس وصحح القرآن عالانية تي لبناء اإلرادة اإلنس ية تأ نة تجاه الخالق واألشياء، واآليات المدن ية معي يم خلف ته بق حركها بعد أن قام يم السليمة لعالقات اإلنسان بنفسه، وباإلنسان في مجتمعه، وللجماعة كل وتكوين الق

.البناء اإليماني في نفس المسلم

سالم ستطاع اإل في العالم، وا ند العرب و نت موجودة ع تي كا سدة ال يم الفا هي تلك الق وكثيرة من اإليمان الصحيح ساس ية صحيحة على أ يم إيجاب ها إلى ق ها، ويحول ته أن يقضي علي بتوجيها

الخالي من الشوائب وقد اهتم القرآن كثيرا بتوضيح االنحرافات الخلقية التي يمكن أن توجد في المجتمع المسلم، فاهتم حت ـ ت لم ان المس يه؛ ألن اإلنس هل الوقوع ف يا يس فا نفس ها انحرا دقة النفاق وع بإيضاح حقيها الحرة نا، ويحبس حركت نه يصبح ضد نفسه أحيا فة، إ الظروف المستبدة ـ قد يعيش حالة مزيكة مد حر ي،يج ها الداخلي وهذا مرض نفس قف تيار من حالة إلى حالة، ويو قل في التنصور القرآن حالة قد يف والخداع،و يبه بالخواء والز ية، ويص كة الح من الحر مه ان،ويحر اإلنس

:المنافقين في آيات كثيرة منها

).2}(في قلوبهم مرض فزادهم اهللا مرضا - {__________

ـ : عبدالغني عبود ) 1( العقيدة اإلسالمية واأليدولوجيات المعاصرة ـ الطبعة األولى ـ القاهرة

.143م ص 1976دار الفكر العربي،

10: البقرة) 2(

)1/16(

إن المنافقين يخادعون اهللا وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصالة قاموا كسالى يراءون الناس وال - {).1}(يذكرون اهللا إال قليال

).2}(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة - {

مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب اهللا بنورهم وتركهم في ظلمات ال - { ونرصبي * ونجعرال ي مفه ىمع كمب مق * صربو دعرات وظلم يهف اءمالس نب ميكص أو

ن هللا محيط بالكافري ت وا والم ذرح قاعوالص ن م م ق * يجعلون أصابعهم في أذانه رالب كاديهللا لذهب بسمعهم م قاموا ولو شاء ا م عليه ه وإذا أظل هم مشوا في ما أضاء ل يخطف أبصارهم كل

).3}(وأبصارهم إن اهللا على كل شىء قدير

إن القرآن يعرض النفاق كطبيعة منحرفة وسلوك مريض، ويشخص هذا المرض ويحلله ويتحدث عنه باستفاضة وعن مضاعفاته ونتائجه، وقصده من ذلك التحذير منه، ومن النتائج الخطيرة التي ية والتجدد، دق والحر بط بالص في وجوده الذي يرت ان يب اإلنس هي نتائج تص يه، ف تب عل تتر

).4(فيتحول وجوده إلى زيف وجمود وهراء __________

.142: النساء) 1(

4: المنافقون ) 2(

20: 17: البقرة) 3(

يم ) 4( يد إبراه ثة، القاهرة، دار : عبدالحم عة الثال هب، الطب ية، الكتاب األول، المذ سطية العرب الو.157م،ص 1990المعارف،

)1/17(

ومن هذا المنطلق حارب البخل والجبن في نفس اإلنسان، وحارب التواكل الذي يحيل اإلنسان إلى ما يعتمد على اآلخرين في حل مشكالته، وفي حربه تلك يجعل المسلم ته، وإن طفل ال يستنفر ذا

).1(يجابه الواقع ويتحمل المسئولية، ويبتعد عن كل شيء يصادر تلك المسئولية

ستعداده لإليمان ته وا من إمكانيا تفيد يا، وأن يس من بوجود قوة عل لم أن يؤ سالم المس قد علم اإل لوعلمه القرآن أن الحق . بالغيبيات فضبطها، بحيث ال يصل إلى التصادم مع األسباب والمسببات

ماع ماء لس ص على الس حد أن يضره إال بإذن اهللا، وأن التلص يس بإمكان أ نه ل حر، وأ طل الس يب، وأن الشفاعة ال تنفع إال لمن أذن له الرحمن، وقد كان ذلك كله Jالغيب قد بطل منذ بعثة النبي

نا بتصحيح عالقة اإلنسان بنفسه، فال يخور وال يجبن وال ينافق وال يدع األسباب . 2(إيذا وكان )لم بالدعوة اإلسالمية إلى مرحلة ين، وانطلق المس مع اآلخر نا بتصحيح عالقة اإلنسان أيضا إيذا

.العالمية __________

.95 -93: اإلسراء : ، واقرأ159، 157المرجع السابق، ص ) 1(

.160المرجع السابق، ص ) 2(

)1/18(

بناء القيم الخلقية في النفوس المسلمة، وكانت طريقته في ذلك أبدع ما تكون Jوأتم رسول اهللا - 4الطريقة، وأساليبه أشهر ما تكون وأعظم، في ضربه المثل األعلى والقدوة الصالحة من ذاته، في ستثارة إمكانيات فة الطرق ال ستخدام كا ته، وأفعاله، وأقواله، وبا ه، وتوجيها في مجالس ه، و نفس

ـ Jاإلنسان من أجل تمثل القيم الخلقية، واألمثلة على ذلك كثيرة في مواقف الرسول ، نذكر منها ه ما يتعلق بمجلس ـ سبيل المثال بي هالة Jعلى بن أ ند يث ه في حد ما جاء ـ ك قد كان :، ف

مجلس حلم وحياء، وصبر وأمانة، ال ترفع فيه األصوات، وال تؤبن فيه الحرم، وال تثنى فلتاته، [سهل ر، م البش سكت تكلموا، كان دائ ير، فإذا سهم الط ما على رءو اؤه كأن إذا تكلم أطرق جلسالخلق، لين الجانب، ليس بفظ وال غليظ، وال سخاب في األسواق، وال فحاش وال عياب وال مداح

].وال يقبل الثناء إال من مكافئ

ته وبعدها مجتمعا إسالميا ملتزما، وفردا مسلما ملتزما توجهه Jوال عجب أن نجد في أثناء حياونجد األفراد في المجتمع اإلسالمي أصحاء . قيم خلقية صحيحة في كافة نواحي سلوكه المختلفة

.أزكياء مبدعين ملتزمين باإلسالم

:كيفية تكوين القيم الخلقية : ثالثا

يا ية عمل يم الخلق ين الق جد أن هناك عدة - وبالوسائل السابقة، وعلى أساس القدوة الحسنة - لتكو نمراحل هامة، وقد استنبطنا بعضها من أسلوب عرض القرآن، واستعنا ببعض القراءات في هذا

:المجال، وهي كما يلي

:عرض المواقف الخلقية لجذب االنتباه إليها - 1

لقد عرض القرآن مواقف خلقية كثيرة، وذلك لجذب انتباه اإلنسان، وإيقاظ إحساسه بالقيمة الخلقية في سبيل هذا العرض بقصد االستحواذ على انتباه المسلم فة اإلمكانيات نا تستخدم كا تبر . وه ويع

ية تركيز االنتباه، ويظهر تم عمل ها، وإثارة الرغبة في الترقي لت هذا درجة أولى لتكوين الوعي ب.اإلنسان نوعا من االهتمام تأتي بعده االستجابة النشطة الطوعية النابعة من داخله

)1/19(

قيمة الصالة، حين نريد تكوينها في نفس الناشئ الصغير، فإنه ال بد من جذب انتباهه : ومثال ذلك عد مرة، بحيث يبدأ ية الصالة مرة ب نبين له أهم مه، بحيث سه، والسلوك الفعلي أما ستثارة حوا بايز ها دون تمي ية أدائ ية الصالة وكيف شئ على أهم ها، ويتطلب هذا إطالع النا يه ب تكون الوعي لدبد من إتاحة وتهيئة جو يظهر اهتمام محدد أو إدراك للخصائص الموضوعية لها، بمعنى أنه ال

وبهذه - الناشئ بالقيمة فيصحبه إلى المسجد وبغير قصد وعن طواعية من الناشئ، وبالتالي يمكن ني تعاطفي في جو تعاو به شئ وتجذ تي تحترم إنسانية النا قة المبسطة ال مة - الطري أن نغرس قي

.أداء الصالة في نفسه

:موقف التقبل الواضح وتعزيز هذا التقبل - 2

فحيث يظهر اإلنسان تجاوبا معينا مع القيمة والوعي بها فإنه ال بد من مصاحبة ذلك بقول لطيف يز الوجود الفعلي دون هر إلى ح تي تكاد تظ بة ال ستجابة الطي كر هذه اال جع يحرض على ذ مشمن ية مة أصبحت متمثلة بدرجة كاف كن القول إن القي كن، وبهذه الخطوة يم إشارة إلى ضعف ممالعمق بحيث يمكن أن تصبح قوة مسيطرة باستمرار على السلوك، ومعنى هذا أن اإلنسان تتكون

.لديه رغبة مستمرة في تطوير قدرته على االلتزام بالقيمة

ما كل يم المطلع على ير االنتباه إلى حضور اهللا العل يث يث قد أشار القرآن إلى هذه الخطوة، ح وان يه اإلنس هللا به عليم : {يأت ما تفعلوا من خير فإن ا {215/البقرة }(و .( تقوم ينح اكري يالذ{

).218/الشعراء(

ين حو انطباع مع ان ن فع اإلنس عم جهوده، - إن د قا لد ما يحفزه ح في هذه الفكرة جد هو أن ي ووتغذية طاقاته، وترقية نفسه، ومضاعفة ما يقتضيه من ذاته وذلك من أجل المحافظة على جودة

.أعماله وطهارة نواياه،يقتضي أن يجد فيه ما يتقبله ليدفعه إلى أن يأتي دائما بالجديد وباألفضل

)1/20(

إن أفضل شيء يعزز هذا التقبل للقيمة هو دفع اإلنسان إلى التفكير في صلته باهللا لحظة العمل، حيث إن لهذا تأثيره على إرادة اإلنسان، ليضاعف ذلك من حماسه، ويكمل عمله وبالتالي يتحقق ثبات القيمة، وتحقيق التقدم المطرد في سبيل تعزيز القيمة، وليس هناك أعظم من الحب في تثبيت

).1(هذا التعزيز، وهذا الشعور بالحب يولد شعورا باالرتياح وبالقوة البناءة

اإلحسان أن تعبد اهللا كأنك تراه [ما اإلحسان؟ : حين سئل Jونجد ذلك ملخصا في قول رسول اهللا ).2](فإن لم تكن تراه فإنه يراك

:موقف تفضيل القيمة الخلقية - 3

عى مة ويس جة تجعله يحرص على القي مة لدر من خالل التزام الفرد بالقي قف هر هذا المو ويظين عبر عن هذا التفضيل، حيث يسعى إلى تكو نة ت ستجابات معي نا تظهر ا ها، وه ها ويريد وراء

.أرضية واسعة عنها، ويمكن أن يتعدى ذلك إلى الكتابة عما يشعر به إزاءها

بل هي، وال يجوز أن يكون هذا العمل صريحا جل زيادة العمل التوجي نا يتدخل المربي من أ وهيا يا عمل سع . ضمن ستجابات أو شئ إلظهار ا سع للنا صة أو حة فر مع إتا فق وأناة نة وبر ذا رزا

).3(وبتفكيره الذاتي المستقل

:موقف االلتزام بالقيمة - 4

ية ين، بل إلى درجة عال ته ـ يصل الفرد إلى اليق فة إمكانيا ستخدام كا عد ا في هذه المرحلة ـ وبمة، سخ بضرورة هذه القي يه، وإيمان را ك ف كد ال مجال للش ل إلى اقتناع عال وتأ ين فيص من اليقفي هذا مة وتأكيدها، وتتعمق مشاركته مل، فيعمل الفرد لتقرير القي ني الكا بل الوجدا ثم التق ومن التقرير والتأكيد، كما يبحث عن أشباهه المؤمنين بهذه القيمة والملتزمين بها فيشاركهم أنشطتهم

:وتعبيراتهم، إال أنه يجب أن نعي عدة أمور هامة، وهي __________

.324، 323دستور األخالق في القرآن، ص : محمد عبداهللا دراز ) 1(

ـ 50صحيح البخاري، كتاب اإليمان، حديث رقم ) 2( ـ فتح الباري، طبعة المكتبة التجارية، ج .157، ص 1

.84القيم اإلسالمية والتربية، مرجع سابق، ص : على خليل مصطفى : راجع ) 3(

)1/21(

أن االلتزام ليس مجرد قدرة عاطفية وقتية عابرة، أو مجرد حماس يوجد ويتالشى لتحل محلها - تة أخرى فة مؤق يد االلتزام . عاط يا لتأك ستمرارا عاطف ني ا فة . إن االلتزام يع خذ شكل العاط نه يأ إ

.الثابتة

قد بذل - به، إذ ال يكون ين فترة طويلة من الزمن ال يدل على االلتزام أن اعتناق الفرد لخلق معكبر قدر ستغالل أ من ا بد ما ال تم االلتزام، وإن ية بحيث ي قة الفرد العاطف من طا يا يه جهدا عاطف ف

.ممكن من طاقة الفرد العاطفية وتشغيلها بطريقة فعالة حتى يتم االلتزام الحقيقي

طة أو من - في البيئة المحي ما أن تهيأ مة تعد أمرا مهما، وهذه األعمال إ أن األعمال المؤيدة للقي).1(إتاحة مناخ تظهر فيه هذه األعمال من الفرد؛ ألنها تدل على وعي والتزام بحكم طبيعتها

ني ني البرا سلوكه العل في ية مة خلق عن اعتقاده بقي عبر الفرد ـ ي ا ـ أيض في هذه المرحلة و.المترتب على القناعة الجوانية، بمعنى إلزام المرء نفسه، وتعهده بانتهاج خلق معين

:ولزيادة درجة االلتزام في تنمية القيمة الخلقية يمكن استخدام واحد أو أكثر من العناصر التالية

.بمعنى توضيحه وخلوه من الغموض - صالحا أو طالحا - توضيح الفعل الخلقي -

.إبراز أهمية الفعل الخلقي الصالح -

.إبراز تعذر الرجوع في الفعل الخلقي الصالح أو الطالح -

.تكرار مواقف السلوك الخلقي -

.إتاحة فرصة االختيار والحرية أمام الملتزم في إقدامه على الفعل الخلقي -

مح جد هذه المال خص،ون كد لدى الش يث تقوى وتتأ ته بح يد االلتزام وزيادة درج كن تأك وبهذا يم.األساسية من خالل نصوص القرآن والسنة النبوية المطهرة

:وضوح التنظيم القيمي األخالقي - 5

ويعني هذا ترتيب القيم الخلقية في نظام ترتيبي معين أو في نسق معين، ويظهر ذلك في أنه حين يأخذ الفرد في تمثل القيم الخلقية بصورة متتابعة، يواجه العالقة ذاتها بأكثر من قيمة واحدة، وهنا

:تنشأ الضرورة ألمور ثالثة، وهي

.ضرورة تثبيت القيم في نظام تتابعي أو نسق واحد - __________

.85المرجع السابق، ص ) 1(

)1/22(

.تحديد العالقات المتبادلة بين هذه القيم الخلقية وبين المواقف الحياتية المختلفة -

.إبراز القيم المسيطرة ذات اليقين العالي عند الفرد -

وهنا يأتي التجريد لألحكام الخلقية المعلنة، ويكون التعبير عنها في صورة رمز أو عمل، ومن - خالل عملية التجريد هذه يقوم الفرد بتحديد األشياء العامة المعتمدة على التحليل والمفاضلة، حتى ـ على األشياء ابقة ـ بناءا على الخطوات الس مه نا أحكا مه، مكو ين لقي يم مع ل إلى تنظ يص

وهنا ال بد أن يتصف المرء بالمرونة األخالقية، التي تعني القدرة على صياغة . والعالقات حوله نة ية مر عد أخالق من وراء التعليمات . قوا قي الكا في التعرف على المبدأ األخال يث تفيده وح

.والقوانين وهذا من األمور المهمة

:التميز الخلقي والفعالية األخالقية - 6

يم قا للق تي طب لوكي الذا رف الس ل إلى التص بح الفرد متميزا، ويص يث يص وهذه مرحلة أخيرة حالتي تمثلها والتي أصبحت تسيطر على أفعاله وتصرفاته وتراقبها، فهي تقوم بدور المراقب على

.قدر كبير من سلوك وتصرفات اإلنسان، إذ يمكن وصفه وتقديره عن طريق هذه القيم األخالقية

ية ته بفعال سلوكيات حيا قف و في موا ها من ب تي آ ية ال طبيق المبادئ الخلق عه ت نا يكون طاب وهية متكاملة في رؤ ته فه واتجاها مه وأفكاره ومواق مج قي قد د يث يكون الفرد ية وإقبال، ح وإيجابقف واألشياء بصورة تة تجاه الموا مة والثاب ستجاباته الدائ به، وا يط مع العالم المح ته كل عالق تشمترابطة، أي تشكل توجها سلوكيا أساسيا يمكن الفرد من االستجابة لمواقف العالم المحيط والعمل

.بثبات وفعالية في هذا العالم

)1/23(

مل مع كل قي، حيث إن من يتصف بهذا اإلبداع يتعا ما يسمى باإلبداع الخل بط بهذه النقطة ويرتمع مل حب، ويتعا مع الناس بال مل هو يتعا قل، ف حب والع مل متوج بال يد بانفتاح كا قف جد مو

قة التصور ية فائ ية وثقاف يه قدرات علم قل، وتنطلق لد ع . المشكالت بالع نه ال يخض نى هذا أ ومعستقاللية، ويبلور لنفسه نة وا ما يتعامل معها بانفتاح ومرو يد، وإن خضوعا أعمى لألعراف والتقال

).1(ولمجتمعه قيما جديدة وأهدافا جديدة تتناسب مع طبيعة المجتمعات والتحديات التي تواجهها

:موقف دعوة الغير إلى االلتزام بالقيمة - 7

قف في موا نه نا لإلنسان ال يحيد ع قد ترسخت جذورها، وأصبحت ديد ية مة الخلق ما أن القي طاليدعو غيره إليها، ويحببه فيها بشتى الوسائل الممكنة، - ومن منطلق إيماني - الحياة المختلفة، فإنه

نه إال إذا أحب ألخيه ما يحبه لنفسه، يقول المصطفى ال يؤمن أحدكم : [Jفالمؤمن ال يكتمل إيما:وبهذا فقط تتحقق الخيرية المشار إليها في قول اهللا تعالى ) 2] (حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه

آل عمران } (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون باهللا {/110. (

من ساسيا با أ كل مطل ية أو تلك يش مة األخالق عن اقتناع تام بهذه القي تج مل النا إن االلتزام الكايا ) 3(متطلبات الدعوة إلى اهللا قا عمل قه تطبي ته وأخال ية أن تكون حيا من الداع ذلك أن المطلوب

).5).(4(لعقيدته

الفصل الرابع وسائل تنمية األخالق اإلسالمية

:مقدمة

ها ها، وتحقق أهدافها بدون وسيلة تمكن ال يمكن ألي مذهب أو نظرية أو فكرة أن تترجم عن ذات.من أن تتجسد في سلوك الناس

__________ .52ماجد عرسان الكيالني، مرجع سابق، ص ) 1(

.، أنظر صفة اإليمان 45، ومسلم )13(الفتح -البخاري ) 2(

.27انظر الدعوة والدعاة من القرآن ص ) 3(

.صفة الدعوة إلى اهللا ) 4(

..وال يتحقق ذلك إال باالستقامة ) 5(

)1/24(

وإذا كانت التربية اإلسالمية ـ في هذا المجال ـ تقوم بدور عظيم،وهو تغيير أنماط من السلوك وبعض من األخالق التي تكبل المسيرة الصحيحة نحو أهدافها، إلى األخالق اإلسالمية الصحيحة، وتخفيف حدة الصراع القيمي السائد، ذلك التغيير الالزم من وسط ومعطيات القيم اإلسالمية، وما ته الثقيلة الشديدة، فإن السؤال الذي يطرح كة، ومتغيرا ر المعقدة المتشاب به معطيات العص حي توفي هذا ية المتعددة سائط التربو ما دور الو سيلة إلى ذلك؟ و ما الو هو ـ و ـ بالذات نا ه ه نفس

السبيل؟ بة على هذا السؤال في ظل المعطيات السابقة تشكل تحديا حقيقيا، بل أمرا صعبا في ظل واإلجاالوضعيات االجتماعية السائدة، ألن الوسيلة ال يمكن أن تقدم، وال يمكن تحديد دور الوسائط بعيدا

.عن تلك الوضعيات، ألنها البؤرة الحقيقية التي تنعكس عليها تلك الوضعيات

مع العربي اإلسالمي، وخاصة ستمدادا من الممارسات السابقة للمجت ورغم هذا نحاول االجتهاد امن مراعاة في إطار سائط يد أدوار الو سائل، وتحد ته، فترة النبوة، لعرض الو هى فترا في أزسات ند مجرد الممار قف ع ر أو ال ي في إطار تربوي عام ال يقتص ر وذلك متغيرات العص

:التدريسية أو التعليمية، ومن أجل تحقيق هذا الغرض، سنتعرض هنا للنقاط التالية

.ـ بعض وسائل تنمية القيم اإلسالمية .…ـ شروط الوسيلة .…ـ مفهوم الوسيلة التربوية

:مفهوم الوسيلة التربوية : أوال

به إلى الشيء، والجمع وسائل : الوسيلة ، ويقصد بها ـ تربويا ـ اإلجراء المحدد )1(ما يتقرب

يق هدف تربوي مرغوب يم بهدف تحق قل المعلومات أو المعارف والمهارات أو االتجاهات والق لن.فيه

فإذا كنا نهدف ـ مثال ـ إلى تنمية شيء ما، كالقيم فال بد من إجراء نتخذه من أجل تحقيق هذا .الهدف، ومعنى ذلك أننا اتخذنا لذلك وسيلة، قد تكون أسلوبا تدريسيا أو تربويا عاما

__________ .253، ص 1977الفيومي، المصباح المنير ـ بيروت ـ مكتبة لبنان ـ ) 1(

)1/25(

قل ما في التدريس فهي األداة المستخدمة لن يق هدف تربوي، أ فالوسيلة إجراء محدد يستخدم لتحقية ها للتلميذ، ووسيلة التعلم أداة يستخدمها المتعلم بهدف تسهيل عمل محتوى الرسالة المرغوب نقل

).1(استيعابه لمحتوى الرسالة

:شروط الوسيلة : ثانيا

إن تكوين األخالق في الشخصية العربية اإلسالمية بحيث ال تخرج عن خصائصها األصيلة أمر ية ية الحضار يث تتكون الشخص ية، بح ية كاف خذ عنا بد أن تأ بت ال ية، وهناك ثوا بالغ األهمعة ية الهائلة، والطاقات المبد غي القدرات البشر تطيع أن نل نا ال نس من هذا فإن قا المتميزة، وانطالفيها، والتي يمكنها أن تثري تلك األخالق فال بد ـ إذن ـ من التكامل في بناء الشخصية األصيلة ادر من مص درا ما يكون مص سائل، ب ثم التنوع، وحدة الهدف وتنوع الو عة، لتكون الوحدة المبديق الحوار والتبادل، عن طر مو تح واالنطالق والن من أبواب التف با ية، وبا عن هذه الشخص

).2(واالختيار

عادة يق الس سالمية تحق ية األخالق اإل نت غا سائل، وإذا كا ين الغايات والو مل ب من التكا بد وال يا واآلخرة من خالل تحقيق رضوان اهللا تعالى، فإن للوسائل التي تستغل في تنمية للبشر في الدن

:هذه القيم شروطها، المتمثلة فيما يلي

.أن تصطبغ بروح اإلسالم، في إطار تعاليمه وأخالقه - 1

.أن تكون مرنة، متفتحة، قابلة للتكيف حسب الظروف واألحوال - 2

.أن تربط بين الجوانب الفكرية النظرية والجوانب التطبيقية العملية - 3

.أن تحترم اإلنسان ورأيه ودوره ونشاطه في كسب هذه القيم - 4

.أن تراعي الدوافع اإلنسانية، والرغبات واألهداف التي تتوخاها العملية التربوية - 5

.أن تحترم مبدأ تكافؤ الفرص، وتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين - 6__________

ـ ) 1( سلمة مناهج العلوم المدرسية ـ الطبعة األولى ـ المنصورة فة، أ بو الفتوح عطي حمدي أ.126م، ص 1986/هـ1407دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع ـ،

ـ ) 2( ـ بيروت ية عة الثان ـ الطب صرة ية المعا فة العرب يا الثقا من قضا صابر، ين حي الد م .79م ص 1987المكتبة العصرية ـ

)1/26(

.أن تؤكد على مبدأ القدوة الصالحة - 7

(أن تحرص على جعل عملية تعليم أو تعلم األخالق عملية سارة ومحدثة لألثر المطلوب منها - 81.(.أن تراعي واقع المجتمع اإلسالمي إمكانياته وأوضاعه، وما يحيط به من ظروف - 9

.أن تراعي ما استحدث في مجال التعليم والتعلم وغيرهما من أفكار ومستحدثات صالحة - 10

ته، الذي حمل إلى عة من اإلسالم ذا بد أن تكون ناب مي األخالق اإلسالمية ال تي تن إن الوسيلة اليه، ولذا فع إل بل يد جي مي والتكنولو ية والتقدم، الذي ال يعارض التقدم العل سالة المدن العالم كله رسيظل هو وأخالقه عامل تقدم ومعاصرة، ألنه مستقبلي، ولكي تحدث الوسيلة األثر المطلوب فإنه

:من الضروري

.تنقية العقيدة اإلسالمية مما علق بها وشابها من زيف وجهل وابتداع -

فة اإلسالمية ـ نظريا واجتماعيا ـ مما علق بها من أوهام ما زالت مسيطرة على - ية الثقا تنقفة، ية، والعلم، والمعر مة على الوحدان حيحة القائ يد العقائد الص هم، وتأك أفكار الناس واعتقادات

.والعدالة والمساواة، والتفتح والقوة، وعمارة األرض

تح - سباب التف عم الشخصية المسلمة، بأ مو، وأن تد ير المناخ الصحي للقدرة اإلسالمية أن تن توفيق إرادته، وتحصينه ضد الخوف بأشكاله [والعطاء، ألنه من المهم إطالق طاقات المجتمع وتحق

فة يا )2](المختل سالميا وعرب يرية إ يا المص ته بالقضا مع االهتمام بالفرد، وتوعي د قواه [، وحش).3](وتمكينه من المشاركة فيها، مما يجعله أكثر التزاما بالمعاصرة، وأكثر اهتماما بالمستقبل

__________ـ ] إعداد المعلم ودوره في تطبيق منهج التربية اإلسالمية [ عمر محمد التومي الشيباني، ) 1(

.30هـ، ص 14000-1399مؤتمر بحوث خبراء التربية اإلسالمية ـ مكة المكرمة ـ

.85، ص )مرجع سابق ( محيي الدين صابر ) 2(

.المرجع السابق نفسه، الصفحة نفسها ) 3(

)1/27(

ما ية والنفسية المعاصرة، طال ني أن اإلسالم ال يعارض إطالق بعض النظريات التربو إن هذا يعكن تي يم ساليب ال من األ يد يه العد ني توج نه يع ا فإ مه، وأيض مع تعالي ما يتعارض من ال تتض

.استخدامها لتحقيق أهداف اإلسالم من تنمية األخالق اإلسالمية

:وسائل تنمية القيم اإلسالمية : ثالثا

:لتنمية القيم في المجتمع اإلسالمي وسائل عديدة ومتنوعة منها

:العبادات- أ

ية في الترب سيلة األولى سلوب العملي والو هي األ حق العبادة (العبادات إال أن ) أي عبادة اهللا ية اإلنسان المسلم ككل، ها من وسائل ترب قط، ولكن ية الروحية ف العبادات ليست من وسائل التربية ية عقل ية وكذلك ترب ية جمال ية وترب ية خلق ية وترب ية اجتماع مية وترب ية جس في العبادات ترب ف

).انظر صفة العبادة (

فالصالة تربي اإلنسان خلقيا وعقليا، فهي تربط اإلنسان باهللا، كما أنها تقوي إرادة اإلنسان وتعوده بر والمثابرة فس والص بط الن ن الفحشاء : {يقول اهللا تعالى ) 1](على ض ى عه ن الصالة تن إ

).انظر صفة الصالة ). (2}(والمنكر

من دعاء الرسول نها إال [في افتتاح الصالة Jوكان ني ألحسن األخالق ال يهدي ألحس هم اهد اللنت سيئها إال أ سيئها ال يصرف عني نت واصرف عني ها ) 3](أ في أوقات ية الصالة كما أن تأد

تعلم النظام والدقة في حفظ المواعيد، حتى إذا شب الطفل على إقامة الصالة مع المحافظة عليها [عد بل ضياعها، وابت في الوقت المناسب، والمبادرة إلى انتهاز الفرصة ق مل تعود اإلقبال على الع

).انظر صفة الدعاء ). (4](عن التثاقل، وامتنع عن التكاسل __________

نحو توحيد الفكر التربوي في العالم اإلسالمي، الدار التونسية للطباعة : محمد فاضل الجمالي ) 1(.105، ص 1972والنشر والتوزيع،

).54(سورة العنكبوت، اآلية ) 2(

مد الغزالي ) 3( بن مح مد مد مح عب، دار : أبوحا من، كتاب الش ين، الجزء الثا إحياء علوم الد.1341، 1430ت ص .الشعب، القاهرة، د

ني ) 4( في اإلسالم، ط : أحمد فؤاد األهوا ية م، ص 1967، دار المعارف بمصر، القاهرة 2الترب117.

)1/28(

وفي الصوم، تربية خلقية، واألثر التربوي للصوم يتلخص في تربية الروح، وتربية الخلق حيث ته وبذلك تتقوى اإلرادة، يقول اهللا تعالى حة شهوا ه ومكاف بط نفس ان على ض ها : {يتعود اإلنس أيي

).1}(الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون

ها قالت نبي : [والصوم عبادة تتضمن التربية الخلقية، عن عائشة رضي اهللا عن :يقول Jسمعت ال

).انظر صفة الصوم ). (2](إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم [

حة ية ومكاف مر اإلله عة األوا ان إطا ها يتعلم اإلنس عن طريق ية، ف ية وخلق ية روح في الزكاة ترب و).انظر صفة الزكاة ). (3](األنانية واإلفراط في النزعة المادية والفردية

).4(والقرآن ينظم هذه الفريضة، ويجعل لها هدفا هو في غاية السمو

:األمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق - ب

القرآن الكريم يوصي ويفرض ضرورة التذكير واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي سبحانه وتعالى بر، يقول حق والص ع المؤمنين : {بال م خير أمة {،)5}(وذكر فإن الذكرى تنف كنت

).6}(أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر __________

).183(سورة البقرة، من اآلية ) 1(

يث : رواه أبوداود والترمذي ) 2( في أحاد صول مع لأل صف، التاج الجا ور علي نا يخ منص الشسول بي، بيروت 4، طJالر كر العر ـ، ص 5391، دار الف قق . 17، 16ه مع [وقال مح جا.إسناده صحيح ): 4/5] (األصول

م، ص 1967تربية اإلنسان الجديد، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، : محمد فاضل الجمالي ) 3(135.

.264، 263، 271: سورة البقرة، اآليات : يمكن الرجوع إلى ) 4(

).55(سورة الذاريات، آية ) 5(

3(، سورة العصر آية )17(، سورة البلد آية )110(يمكن الرجوع إلى سورة آل عمران آية ) 6(

.من هذه الموسوعة . صفة األمر بالمعروف، وصفة النصيحة والتواصي : وانظر ).

)1/29(

ية اإلسالمية التي وإن التذكير واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي من أساليب التربيا Jبدت خالل أحاديث المربي الرسول ، وفي طريقة التواصي دعوة كل مسلم إلى أن يكون مرب

هي ر والضرر والن نبيه إلى الش ما، والت حق، والدعوة إليه ير وال ير بالخ لم، والتذك يعلم أخاه المس

فس في ن سالمية يم واألخالق اإل ية الق سالمية لتنم ية اإل ساليب التربو صميم األ من هو ما، عنهاركب إلى هذا الوادي : قال ألخيه Jالمسلم، وفي الحديث الشريف أن أبا ذر لما بلغه مبعث النبي

).1](رأيته يأمر بمكارم األخالق : [فاسمع من قوله، فرجع فقال

ولما كانت هذه الوسيلة من أهم الوسائل التربوية التي حث عليها القرآن الكريم والتي يتحقق بها قق المبدأ قة يتح في هذه الطري اد و ر والفس من الش يانة الحياة ها تقوم بص ية، ألن من الترب الهدف

.الديمقراطي في التربية

:ضرب األمثال - جـ

ني [األمثال قل، ألن المعا ه الناس فيتقبله الع وس الذي يلمس صورة المحس في تبرز المعقول عن هم، وتكشف األمثال بة الف ية قري في صورة ح هن، إال إذا صيغت في الذ تقر المعقولة ال تس

.الحقائق وتعرض الغائب في معرض الحاضر، وتجمع األمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة

ير في العواطف، وفي التأث ير غا، في التأث ما وبال عب دورا ها في القرآن، وهي تل واألمثال كثيرة في السلوك اإلنساني، وفي غرس القيم اإلسالمية في نفس المسلم، فيما لو استعملت بحكمة، وفي

تم بضرب األمثال ها القرآن، واه سبة، ولذلك أبرز ها للناس {الظروف المنا ربثال نضاألم ك وتل).3}(وتلك األمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون {، )2}(وما يعقلها إال العالمون

__________.16صحيح البخاري، كتاب األدب، الجزء الثامن، ) 1(

).43(العنكبوت، اآلية ) 2(

).12(الحشر، اآلية ) 3(

)1/30(

-ففي الحديث الشريف عن أبي موسى - كما تضرب األمثال لتربية اإلنسان تربية روحية وخلقية

مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل األترجة، ريحها طيب : [Jقال رسول اهللا : قال- رضي اهللا عنه ثل ها، وم ثل المؤمن الذي ال يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب، وال ريح ل وطعمها طيب، ومجر الذي ال يقرأ ثل الفا مر، وم ها يب وطعم ها ط نة ريح ثل الريحا جر الذي يقرأ القرآن كم الفا

).1](القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر، وال ريح لها

إن مثلي ومثل األنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وجمله [وفي الحديث الشريف أيضا به ويعجبون له، ويقولون عل الناس يطوفون ية فج من زاو نة ضع لب عت هذه : إال مو هال وض

).2](فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين : اللبنة؟ قال

مثل : [Jوقد تضرب األمثال لتربية المسلم تربية عقلية ينمو فيها العقل ويزداد علم اإلنسان يقول

ير أصاب أرضا، فكان منها نقية قبلت الماء، ما بعثني اهللا به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثسقوا ها الناس فشربوا و فع اهللا ب كت الماء فن ها أجادب أمس ير وكان في ب الكث تت الكأل والعش فأنب

فذلك مثل من - وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان ال تمسك ماء، وال تنبت كأل فقه في دين اهللا ونفعه ما بعثني اهللا به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى اهللا

).3](الذي أرسلت به

سلوك : وخالصة القول ير على في التأث ما عب دورا ها مة تل ية ها سيلة تربو أن ضرب األمثال واإلنسان، وفي غرس القيم اإلسالمية لدى النشء والمسلم، فيما لو استعملت بحكمة وفي الظروف

.المناسبة

:الموعظة والنصح - د __________

ـ 8/124(والنسائي ) 2869(والترمذي رقم ) 797(ومسلم رقم ) 5020(رواه البخاري رقم ) 1().2/453] (جامع األصول : [وانظر ) 4830(وأبو داود رقم ) 125

115صحيح البخاري، كتاب االعتصام بالكتاب والسنة، الجزء التاسع، ص ) 2(

.30صحيح البخاري، كتاب العلم، الجزء األول، ص ) 3(

)1/31(

التربية بالوعظ، لها دورها الهام في غرس القيم اإلسالمية بميادينها المختلفة، وهي قد تكون في ان كل نصائح، فاإلنس حبيه [صورة مباشرة على ش من م سماع النصح في غى ويرغب قد يص

).1](فالنصح والوعظ يصبح في هذه الحالة ذا تأثير بليغ في نفس المخاطب - وناصحيه

عظ خر بالموا يم زا في {والقرآن الكر ما م وشفاء ل ن ربك ظة معوم م س قد جاءتك ها النا ا أيي).3}(إن اهللا نعما يعظكم به ). {2}(الصدور

المرء على دين : [Jقال رسول اهللا : قال - رضي اهللا عنه -عن أبي هريرة [وفي الحديث الشريف قال رسول : [قال- رضي اهللا عنه -، وعن أبي سعيد الخدري )4](خليله، فلينظر أحدكم من يخالل

).5](البخل وسوء الخلق : خصلتان ال تجتمعان في مؤمن : Jاهللا

ابه سلوك الفرد وإكس ير في تغي ثر ما يؤ فس مباشرة م ها إلى الن تح طريق ظة المؤثرة تف والموعخرج ومعه بالل فظن Jعن ابن عباس قال إن رسول اهللا : الصفات المرغوب فيها، وكمال الخلق

).6](أنه لم يسمع فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرطم والخاتم

عا يا رائ سلوبا تربو حظ أ ية نل غي كمال اإلنسان، بحيث : وفي المواعظ القرآن ها [يب يجب أن يتمثلوالمثال على ذلك نأخذ خالصة ) 7](المعلم والمتعلم، إذ هي صادرة عن حكمة، وليس عن هوى

:من عظة لقمان البنه، التي تهدف إلى __________

ضل الجمالي ) 1( مد فا سابق، ص : مح جع سالمي، مر في العالم اإل كر التربوي يد الف حو توح ن111.

).57(سورة يونس، اآلية ) 2(

).58(سورة النساء، اآلية ) 3(

)مرجع سابق (أخرجه ابوداود والترمذي، ابن الديبع الشيباني، تيسير الوصول، الجزء الثالث ) 4(

.إسناده حسن ): 6/667] (جامع األصول [وقال محقق . 73، ص

.81، الجزء األول، ص )المرجع السابق (أخرجه الترمذي ) 5(

.35صحيح البخاري، كتاب العلم، الجزء األول، مرجع سابق،ص ) 6(

، مكتبة ابراهيم حلبي، 3علي خليل مصطفي أبوالعينين، فلسفة التربية في القرآن الكريم، ط ) 7(.م1988المدينة المنورة،

)1/32(

هو محدد -1 ته، وذلك به، واتباع شريع ان نى إيمان اإلنس لوك، بمع در الس هو مص أن يكون اهللا نى أن يكون مخلصا هللا، وذلك عن طريق عدم ية لسلوكه، بمع سلوك اإلنسان، وهو الهدف والغا

.اإلشراك باهللا، والشكر له

أن يكون السلوك كما حددته الموعظة، في قصد واعتدال في كل شيء، فال مغاالة وال تفريط، - 2ية اإلسالمية السلوكية ما توسط واعتدال، وهذا يعكس هدف الترب ها تنشئ إنسانا معتدال في : إن إن

.سلوكه وفي عقيدته

وهكذا يبدو دور الوعظ كوسيلة في التربية اإلسالمية، تصلح في ميدان التربية الخلقية، كما هي .في ميدان التربية االجتماعية والعقلية وباقي الميادين اإلسالمية

:هـ – القدوة

قد أشاد رفاته، و في أفعاله وتص به عي مثاال يحتذى بي أو الدا رنا أن يكون الم ني القدوة ه تع}قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه : {القرآن الكريم بهذه الوسيلة فقال عز من قائل

تي J، وقد كان المصطفى )4/الممتحنة ( ـ وال يزال ـ قدوة للمسلمين جميعا، والقدوة الحسنة الية لإلسالم قة دعوة عمل بة هي في الحقي ها الداعي بسيرته الطي كل ما يحمله من مبادئ ) 1(يحقق ب

.وقيم تدعو إلى الخير وتحث على الفضيلة

سول يم، كان الر في مجال االتجاهات والق صة ية، وخا ية الترب في عمل ثر القدوة هو قدوة Jوأل

ستطاع بفضل تلك القدوة أن يحمل معاصريه يه القرآن الكريم، وقد ا ما نص عل قا ل المسلمين طبيم اإلسالم وتعاليمه وأحكامه، ال باألقوال فقط، وإنما بالسلوك الواقعي الحي، وقد حرصوا على ق

، لقد كان Jتتبع صفاته وحركاته ورصدها والعمل بها، وما ذلك إال حرصا منهم على تمثل أفعاله .المثل األعلى لهم

سول في الر قد تمثلت عض تلك Jو نا أن نعرض لب عل، ويمكن نه قدوة بالف صفات جليلة جعلت م.الصفات التي تفيد في توضيح القدوة وصفاتها الفعالة كأسلوب من أساليب تنمية القيم

:العقل - 1__________

.8مبادىء ونماذج في القدوة للشيخ صالح بن حميد، ص ) 1(

)1/33(

قب نه ثا فة، ويتفرع ع عث العلم والمعر نه ينب طة الدائرة، م يع، ونق ر اليناب صل، وعنص هو األ ففس، ومجاهدة الح الن قب ومص ظر للعوا ظن، والن صدق ال صابة، و نة واإل الرأي وجودة الفط

ير، وانتقاء الفضائل وتجنب الرذائل، وقد بلغ الرسول قل Jالشهوة، وحسن السياسة والتدب في العوإذ جاللة ذلك وما تنوع منه متحقق عند : [الغاية التي لم يبلغها بشر سواه، يقول القاضي عياض

سيره، ن شمائله، وبدائع مه، وحس مع كال سيره، وطالع جوا بع مجاري أحواله، واطراد من تتمم سير األ كم الحكماء، و تب المنزلة، وح يل والك في التوراة واإلنج ما مه م ثه، وعل كم حدي وحية، صيل اآلداب النفس ير الشرائع، وتأ سياسات األنام، وتقر ها وضرب األمثال و ية وأيام الخالته حجة، ها قدوة، وإشارا يه السالم في ها كالمه عل خذ أهل تي ات والشيم الحميدة إلى فنون العلوم، ال

ير ذلك طب والحساب والفرائض والنسب، وغ . كالعبادة وال عة . يم وال مدارسة، وال مطال دون تعلتى شرح اهللا من ذلك ح مي لم يعرف بشيء نبي أ بل هم، من تقدم، وال الجلوس إلى علمائ تب ك

مه وأقرأه . صدره، وأبان أمره وعل فه . نت معار مه اهللا تعالى، Jوبحسب عقله كا ما عل سائر إلى ).1](وأطلعه عليه من علم ما يكون وما كان من عجائب قدرته وعظيم ملكوته

:الحلم واالحتمال والعفو عند القدرة، والصبر على المكروه - 2__________

القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفي، تحقيق على محمد البجاوي، الجزء األول، ) 1( .134، 133م، ص 1984/هـ1404بيروت، دار الكتاب العربي،

)1/34(

قد كان في القدوة، و خر به Jوهذا شرط آ قد أمره ر ف {متمثال هذا، ف ربالع رأمو فوالع خذ، والمقتدي به إن لم )2(يدل على هذا داللة واضحة Jوما يروى عنه ). 1}(وأعرض عن الجاهلين

قد كثيرا من مؤهالته التي يتمكن عن طريقها من احتواء يا بهذه الصفات أو الشمائل ف كن متحل ي.انفعاالت الناس، وهذا شرط ضروري كي يؤثر في الناس، أو يتأثر به الناس

:الجود والكرم والسخاء - 3

نه كان Jكان نه أ فه، ويروى ع من عر كل صفه فات، وبهذا و في هذه الص ن [ال يبارى أحس).3](الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس

:الشجاعة والنجدة - 4

بالمكان الذي ال يجهل، وقد حضر المواقف الصعبة، وفر الكماة واألبطال عنه [منهما Jوقد كان يت له قد أحص ما شجاع إال و بل ال يدبر، وال يتزحزح، و يبرح، ومق بت ال هو ثا غيره مرة، و

وإذا كان القدوة يدعو إلى صفات مثل هذه، فال بد وأن تكون ). 4](فرة، وحفظت عنه جولة سواه فيه متمثلة، وهاتان الصفتان أساسيتان في القدوة، ألنها إذا ما توفرت فيه، كان قادرا على ترجمة

.القيم إلى سلوك، واعتراض ما يواجهه من صعاب في تأدية مهامه، إنهما أساسيتان ألي قدوة

:الحياء واإلغضاء - 5__________

.199: سورة األعراف ) 1(

سابق، ص ) 2( جع ضي عياض، مر صفة 147-136القا جع من : ، ورا بر فو، والص الحلم والع.الموسوعة

نس ) 3( يث صحيح عن أ يث رقم : حد لم، حد ظر مختصر صحيح مس ، ومحمد ناصر 1581انتب ية، بيروت، المك عة الثان ني، الطب ته، المجلد الثا مع الصغير وزياد ني، صحيح الجا ين األلبا الد

.4634م، حديث رقم 1981/هـ1406اإلسالمي،

.الجود والكرم والسخاء من الموسوعة : وراجع صفة

.الشجاعة من الموسوعة : وراجع صفة . 148، 147القاضي عياض، مرجع سابق، ص ) 4(

)1/35(

وعن أبي سعيد الخدري ـ رضي ] أشد الناس حياء، وأكثرهم عن العورات إغضاء [Jوقد كان في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه Jكان رسول اهللا : [اهللا عنه ـ قال أشد حياء من العذراء

هه . 1](في وج هه حياء وكرم : [Jوكان ) ما يكر ه أحدا ب شافهر، ال ي يق الظا يف البشرة، رق لط

ـ ]. نفس ما : إذا بلغه عن أحد ما يكرهه، لم يقل Jكان النبي : [وعن عائشة ـ رضي اهللا عنها كن يقول مى : بال فالن يقول كذا؟ ول نه وال يس هى ع نعون أو يقولون كذا؟ ين ما بال أقوام يص

).2](فاعله

كل فع المرء إلى التحلي ب من ارتكاب النقائص والقبائح والمنكرات، ويد صاحبه نع إن الحياء يمبه اإلسالم في أتباعه، فإن تحلي القدوة به قا إسالميا عاما يطل جميل محبوب، وإذا كان الحياء خللمين إلى فع المس سول القدوة وتد ف حياء الر ية الكثيرة تص يث النبو جب،ولذا وردت األحاد أو

.التزامه

:حسن العشرة واألدب، وبسط الخلق مع أصناف الخلق - 6

نبي في وصف ال ـ نه ـ رضي اهللا ع صدق الناس : [Jيقول علي كان أوسع الناس صدرا، وأويكرم [، وكان يؤلف أصحابه، وال ينفرهم، ويكرمهم )3](لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة

يه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره، وال كريم كل قوم ويوليه منه، من قه، يتفقد أصحابه، ويعطي كل جلسائه نصيبه، ال يحسب جليسه أن أحدا أكرم عل خلجالسه أو قاربه لحاجة صابره، حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إال بها، حق في ال صاروا عنده با، و هم أ ار ل قه، فص سع الناس بسطه وخل قد و من القول، و ور أو بميس

).4](سواء __________

األلباني مرجع سابق، ص : ، وانظر1568حديث صحيح، مختصر صحيح مسلم، حديث رقم ) 1( .4799، حديث رقم 870

ابق، ص ) 2( يث صحيح، المرجع الس قم 857حد يث ر . 4692، حد جع صفة من : ورا الحياء .الموسوعة

.155القاضي عياض، الشفا، مرجع سابق ص ) 3(

.156المرجع السابق، ص ) 4(

)1/36(

نه كان صف بأ في [و صخاب يظ وال فظ وال غل يس ب نب، ل ين الجا سهل الخلق، ل ر، دائم البشوال يخيب فيه، قد ) راجيه (األسواق، وال عياب، وال مزاح، يتغافل عما ال يشتهي، وال يؤيس منه

كان ال يذم أحدا، وال : المراء واإلكثار وما ال يعنيه، وترك الناس من ثالث : ترك نفسه من ثالث ).1](يعيره، وال يطلب عورته، وال يتكلم إال فيما رجا ثوابه

بن عبداهللا ير م، كان يمازح : ويقول جر ني إال تبس سلمت، وال رآ نذ أ سول اهللا م ني ر ما حجب

أصحابه ويخالطهم ويحادثهم، ويداعب صبيانهم، ويجلسهم في حجره، ويجيب دعوة الحر واألمة ).2](والمسكين، يعود المرضى في أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر

يبدأ من لقيه بالسالم، ويبدأ أصحابه بالمصافحة، ولم ير قط مادا رجليه بين أصحابه حتى [وكان ته، تي تح سادة ال به ويؤثره بالو ط له ثو ما بس يه، ورب خل عل من يد حد، يكرم ما على أ يضيق بهيه في الجلوس عليها إن أبي ويكني أصحابه، ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، وال ويعزم عل

).3](يقطع على أحد حديثه حتى يتجوز فيقطعه بنهي أو قيام

:الشفقة والرأفة والرحمة لجميع الخلق - 7__________

أبونعيم األصفهاني، دالئل النبوة، تحقيق محمد رواس قلعجي، عبدالبر عباس، الجزء الثاني، ) 1( .136316م، ص 1981/هـ1406الطبعة الثانية، بيروت، دار النفائس،

.157القاضي عياض، الشفا، مرجع سابق، ص ) 2(

.حسن العشرة، وحسن الخلق من الموسوعة : وراجع صفة . 815851المرجع السابق، ص ) 3(

)1/37(

).1}(عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيمJ}: وقد وصف القرآن محمدا

تخفيفه وتسهيله عليهم وكراهته أشياء مخافة [فهو رءوف ورحيم، وشفيق، ومن شفقته على األمة وكذا خبر ).2](لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك مع كل وضوء : [أن تفرض عليهم كقوله

صالة الليل، ونهيه عن الوصال، وكراهته دخول الكعبة لئال يعنت أمته، ورغبته لربه أن يجعل ).3(سبه ولعنه رحمة بهم، وأنه كان يسمع بكاء الصبي فيتجوز في صالته

:الوفاء بالعهد، وصلة الرحم - 8

]إن حسن العهد من اإليمان : [وفيا لعهده، حسن العهد، يقول Jوالشواهد على ذلك كثيرة، فقد كان

).4(، وكان يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هم أفضل منهم

:التواضع - 9

ية عنه قد خرج ذات يوم Jواآلثار المرو في هذا المجال كثيرة، لم يكن يحب أن يعظمه الناس، ف).5](ال تقوموا كما يقوم األعاجم يعظم بعضهم بعضا : [متكئا على عصا فقام له الناس، فقال

__________ .128: سورة التوبة ) 1(

ـ ) 2( .5317، حديث رقم 940، ص 2حديث صحيح، انظر األلباني، مرجع سابق، ج

سابق، ص ) 3( جع ص 162القاضي عياض، مرجع صفة . 164، 163، ورا جع قة، : ورا الشف

.والرأفة، والرحمة من الموسوعة

.167-165المرجع السابق، ص ) 4(

حديث حسن، انظر البغوي، مصابيح السنة، تحقيق يوسف عبدالرحمن المرعشلي وآخرون، ) 5(ـ 1407، الطبعة األولي، بيروت، دار المعرفة، 3مجلد .3641، حديث رقم 287، ص 1987/ه

)1/38(

رسول اهللا : ياخير البرية، فقال : فقال Jجاء رجل إلى النبي : [وعن أنس ـ رضي اهللا عنه ـ قال J] : يم . 1](ذاك إبراه نا عبده، : [Jوقال ) ما أ يم، فإن بن مر ارى ا ت النص ما أطر ال تطروني ك

.واآلثار واألحاديث في هذا الباب وافرة ). 2](عبد اهللا ورسوله : فقولوا

ته، مع نبوته كان متواضعا، ومع علو منصبه ورفعة رتب نه يه، هو أ يد عل واألمر الذي نود التأكوغزارة علمه، كان أشد الناس تواضعا، فالتواضع من أهم شروط التأثير في الناس، ومع أن اهللا ضع، ال يتطاول على الناس وال على شد التوا في أ نه كان في القرآن، إال أ حه سبحانه وتعالى مد

.الخلق، وكان هذا أكبر داعية التخاذ الناس الرسول قدوة لهم

:العدل واألمانة والعفة، وصدق اللهجة - 10

قد كان آمن الناس، وأعدلهم، وأعف الناس، وأصدقهم لهجة وقد كان مشهورا بهذه األوصاف Jفبه عن ما يبلغ يه ب قة ف ما حصلت الث نة ل بل الرسالة وبعدها، ولوال هذه الصفات، وخاصة األما ق

).3(ربه، ولما اصطفاه اهللا لحمل الرسالة إلى البشر

هو من ثق الناس في تى ي يه ح فر ف بد أن تتو ئولية القدوة، وال ية لحمل مس وهذه الصفات ضرور.قدوة لهم، وبالتالي يثقون فيما يصدر عنه ويصدقونه فيه

:الوقار والتؤدة والمروءة والهدى والرفق - 11__________

.3804، حديث رقم 340، ص 3حديث صحيح، أخرجه مسلم، انظرالمرجع السابق، جـ ) 1(

ابق، جـ ) 2( جع الس لم، المر جه البخاري، ومس صحيح، أخر يث قم 340، ص 3حد يث ر ، حد.الوفاء بالعهد، وصلة الرحم، من الموسوعة : وراجع صفة . 3805

نة والعفة، من : وراجع صفة . 176 - 172القاضي عياض، مرجع سابق،ص ) 3( العدل، واألما.صفات الموسوعة

)1/39(

أوقر الناس في مجلسه، ال [كان Jوقد جاء في ذلك الكثير من اآلثار، فقد جاء في الروايات، أنه كان كثير السكوت ال يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم [وأنه ] يكاد يخرج شيئا من أطرافه

صحابه حك أ ير، وكان ض ال،ال فضول وال تقص مه فص ما، وكال كه تبس يل، وكان ضح ير جم بغيه فع ف نة، ال تر ير وأما ه مجلس حلم وحياء، وخ به، مجلس م، توقيرا له، واقتداء عنده التبس

).1](األصوات، وال توبن فيه الحرم، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير

في ذلك كثيرة وافرة قا بالناس واألشياء والحيوان، واآلثار ن الهدى رفي قد كان حس من هذا . و وته سه Jمراعا به، ولبا مه وشرا في طعا في قوله وفعله، سلوكه وتعامله، في سط واالعتدال التو

قد تبعه في تلك الوسطية أصحابه، فقصوا أثره إلى ومسكنه، ومات وهو على ذلك، وألنه قدوة ف).2(حد بعيد خاصة الخلفاء الراشدين

:الزهد في الدنيا والتقلل منها - 12

نه يه فتوحها، إال أ يا بحذافيرها، وترادفت عل Jولم يكن هذا الزهد عن ضعف، فقد سيقت له الدن

.واآلثار في ذلك وافرة ). 3](اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا : [رغب عنها وكان يقول __________

ظر 177المرجع السابق، ص ) 1( ـ : ، وان سابق ج يم، دالئل النبوة، مرجع -629، ص 2أبونع

632. نبتووبن [القاموس (تؤذي : و.([

ية، ) 2( ة العرب ها، بيروت، دار النهض بل الهجرة وبعد نة ق مع المدي ن خالد، مجت ـ 1406حس /ه

.الوقار والتؤدة والرفق من صفات الموسوعة : وراجع صفة . 177م، ص 1981

ـ ) 3( سابق، ج جع نة، مر ابيح الس ظر البغوي، مص لم، ان جه مس صحيح، أخر يث ، ص 3حد.4006، حديث رقم 417

)1/40(

نبي عود أن ال بن مس يه ا ما يرو من ذلك بن Jو ده، فقال ا في جس ثر قد أ نام على حصير، فقام وعود مل، فقال : مس ط لك ونع نا أن نبس سول اهللا لو أمرت يا إال [يا ر نا والدن ما أ يا، و مالي وللدن

).1](كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها

درعا بالمدينة عند Jبخبز شعير وإهالة سنخة، ولقد رهن النبي Jأنه مشى إلى النبي : [وعن أنس سمعته يقول قد نه شعيرا ألهله، ول خذ م صاع : يهودي وأ صاع بر وال مد ند آل مح ما أمسي ع

وهذا الزهد لم يكن زهد الحرمان والقهر وترك األسباب، وإنما ). 2](حب، وأن عنده لتسع نسوة هو القوة والقدرة واليسر واألخذ باألسباب، وهو عدم تعلق همة القلب بمتع الحياة الدنيا وزخارفها

نبي ني أن ال كن يع ها، وهذا الزهد النبوي، لم ي ما Jوزينت ير، وإن يه المال الوف يزهد بأن يدخل عل

هو الذي يقول يه، ف صه عل ه وحر في ادخاره لنفس ني زهده با : [كان يع حد ذه ثل أ لو كان لي م).3](لسرني أن ال يمر على ثالث ليال وعندي منه شيء، إال شيء أرصده لدين

:الخوف من اهللا وطاعته وعبادته - 13

قد كان تغفر Jو وم، ويقرأ القرآن، ويس لي ويداوم العبادة، ويص من اهللا، وكان يص أخوف الناس .ربه، ويدعوه، واآلثار في ذلك وافرة

__________ظر ) 1( يث صحيح، ان ني، : حد جه، المجلد الثا بن ما سنن ا ني، صحيح ين األلبا مد نصر الد مح

ـ 1407الطبعة األولي، بيروت، المكتب اإلسالمي، .3317، حديث رقم 394م، ص 1986/ه

ـ ) 2( سابق، ج جع نة،مر ابيح الس ظر مص جه البخاري، ان صحيح، أخر يث ،431، ص 3حد .4048حديث رقم

.1314، حديث رقم 238، ص 2حديث صحيح، متفق عليه، انظر المرجع السابق ج ) 3(

)1/41(

نبي أن يغرس القيم J، وبهذه الصفات الجامعة استطاع Jهذه هي صفات القدوة كما تمثلت في الية وقد أدرك ية قو ها نام في نفوس أصحابه، ويرعا يم Jاإلسالمية يس هناك أخطر على الق نه ل أ

ين يذ، ب ين الدعوة والتنف ين المعلم والمتعلمين، ب ين الداعي والمدعوين، ب ثل االنفصال ب ونموها م:القول والعمل، خاصة أن هذا ما نعاه اهللا على بني إسرائيل في القرآن

} لونقأفال تع تابالك تتلون أنتمو كمأنفس نوتنسو بالبر الناس ونر1}(أتأم.(

هب بافتقاد صيبت دعوة أو فكرة أو مذ ما أ في حياة األفراد والجماعات، و هم إن دور القدوة ملوك صحة دعواه إال بالس يل العملي على صاحب دعوة الدل ما قدم ها، و القدوة إال فقدت تأثير

.والقدوة، وحينئذ يقتنع الناس وتصبح واقعا سلوكيا في حياة الناس

ين افتقدت القدوة صميمها إال ح في سالمية نا اإل صيبت مجتمعات ما أ ية . و مة عمل إن القدوة ترجثل قد الم ين تفت ثل األعلى، ولذا ح مع الناس حول الم تطيع أن تج ية للمبادئ واألفكار تس واقعطح، في التنا عل ويغرقون هب، فيفقدون إرادة الف قا وجماعات ومذا بح الناس فر األعلى، ويصشق باالتهامات، ته بالكالم والترا ار لفكر كل يحاول االنتص كر، يس الف سون خلف متار تتريو

.والتعصب األعمى القائم على التقليد األعمى __________

الزهد : وراجع صفة . 119محمد صابر قميحة، مرجع سابق، ص : وانظر 44: سورة البقرة ) 1(.والقناعة من صفات الموسوعة

)1/42(

إن مجتمعاتنا تشكو من فقر خلقي وعلمي وحضاري، وما ذلك إال نتيجة الفتقادها للقدوة الصالحة فهو - ولو صحت عزائم الناس والعلماء منهم خاصة ألصبح كل واحد منهم قدوة حسنة في مجاله

ها ولتحولت األفكار والمبادئ إلى فعاليات سلوكية صحيحة، وهذا ما نحتاجه فعال، - يملك مقوماتولكن ـ ولألسف ـ ما زلنا نعيش مرحلة اجترار المبادئ واألفكار بدون فعالية، فنحن في أمس ها وبشروطها السابقة، ويوم أن توجد تلك القدوة نستطيع فة أشكال جة إلى القدوة الصالحة بكا الحا

.أن نمتلك الفعالية، وننتج الحضارة، ويكون لنا مكاننا العالمي عطاء وإبداعا

ما امتازت يا، و ها حقيق ية لتكون موج صبغها بالفعال يم و ية الق مر الزم لتنم لوكية أ إن القدوة السها ها إال بتلك القدوة، ويوم أن فقدت القدوة فقدت فعاليت تي عاشت ها ال عبر عهود ية اإلسالمية التربير واإلبداع، ير هذه القدوة حتى تعاود التأث ية اإلسالمية توف جب الترب في حياة الناس، ولذا فإن وا

سول اهللا في هدي ر ها ين القدوة، وكذا اآلباء Jول في إعداد المرب نه تمد م كبير ومدد تس زاد في دة سالمية مجس يم اإل جة إلى الق مس الحا في أ هو مع اإلسالمي الذي سائر المجت واألمهات و

.أفراده

:التربية العملية والتربية بالوقائع - و

)1/43(

سول بع الر لمين ات ية األخالق لدى المس بط Jلتنم با، ور ما وتدري ية، تعلي ية العمل سلوب الترب أية اإلسالمية في هذا المجال تظهر من التوجيه باألحداث والوقائع الجارية في حياة الناس، والترب

يث الرسول مة إلى عمل بناء، أو [، وقبله القرآن الكريم Jخالل حد ها الكل ية، تتحول ب ية عمل تربإلى خلق فاضل، أو إلى تعديل في السلوك على النحو الذي يحقق وجود ذلك اإلنسان كما تصوره

سالم . 1](اإل سول ) ية Jوكان الر قف عمل نه إلى موا لمون م ما يتلقاه المس مه أن يتحول يهسلوكيات، وكان كمرب مر [و هو أ يه عو إل ما يد ية أن ية والتجارب الفعل ين العمل بت بالبراه يث

سلوكه في نه مشخص ية ذلك أ يذ، وآ . 2](ممكن التنف قف حياة الرسول ) ير من موا Jوهناك الكث

.تترجم هذا وتدل عليه __________

كر العربي، ) 1( عة األولى،القاهرة، دار الف ية اإلسالمية، الطب فى الترب ني عبود، م، 1977عبدالغ .157ص

م،8791أصول التربية اإلسالمية، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنشر : سعيد إسماعيل على ) 2( .28ص

)1/44(

قف، من األفكار موا يا، و سلوكا حقيق من العلم عل تي تحاول أن تج هي ال ية ية الحقيق إن التربيصور هذا فيما يروى عنه، فالعلم قبل القول والعمل، ولكن العمل ضروري ال يكفي Jوالرسول

من قال إن : [القول وال العلم، حتى اإليمان يعتبر عمال، وقد جاء في صحيح البخاري باب بعنوان وقال عدة ). 1}(وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون : {لقول اهللا تعالى ] اإليمان هو العمل

عن قول ال إله ). 2}(عما كانوا يعملون * فوربك لنسألنهم أجمعين : {من أهل العلم في قوله تعالى أي[سئل Jويروى عن أبي هريرة أن رسول اهللا ). 3}(لمثل هذا فليعمل العاملون : {إال اهللا، وقال

يل : العمل أفضل؟ فقال يل : ثم أي؟ قال : اإليمان باهللا ورسوله، ق ثم ماذا؟ : الجهاد في سبيل اهللا، ق).4](حج مبرور : قال

__________ .72: سورة الزخرف ) 1(

.93 - 92:سورة الحجر ) 2(

.61: سورة الصافات ) 3(

مصطفى ديب البغا، الطبعة األولى، الجزء : اإلمام البخاري، صحيح البخاري، ضبط وإخراج ) 4(ـ 1401األول، بيروت، دار القلم، .26، حديث رقم 18م، ص 1981/ه

)1/45(

يغ عن رسول يل األمر بالتبل بي Jومن هذا القب ما روي عن شعبة عن أ يل أيضا ، ومن هذا القبين الناس، فقال : جمرة، قال بن عباس وب ين ا نت أترجم ب نبي : ك يس أتوا ال ني عبدالق فد ب ،Jإن و

]مرحبا بالقوم أو الوفد، غير خزايا وال ندامى : [ربيعة، فقال : قالوا] من القوم أو من الوفد؟ : [فقال

نك هذا الحي من كفار مضر، وال نستطيع أن نأتيك إال : قالوا نا وبي نا نأتيك من شقة بعيدة، وبين إعن هم بع ونها هم بأر نة، فأمر به الج خل نا، ند من وراء به خبر مر ن نا بأ في شهر حرام، فمر

اهللا : قالوا] هل تدرون ما اإليمان باهللا وحده : [أمرهم باإليمان باهللا ـ عز وجل ـ وحده، قال :أربع شهادة أن ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا، وإقام الصالة، وإيتاء الزكاة، : [ورسوله أعلم، قال

نم من المغ . وصوم رمضان، وتعطوا الخمس بة ] فت، قال شع تم والمز عن الدباء والحن هم :ونها

).1](احفظوه وأخبروه من ورائكم : [، قال]المقير [وربما قال ] النقير : [ربما قال

ين سلوك، وكال األمر مة اإليمان إلى كل الحرص على ترج سول يحرص حظ فإن الر ما نال وكعلى Jالنهي واألمر ال بد وأن يترجما إلى سلوك، وهو حرص الوفد نفسه على أن يدله الرسول

هو قوله يث، و في الحد ظه خر نالح مر آ ثم أ نة، هم الج مل يدخل من : (Jع خبروه احفظوه، وأ.حفظ ووعي وفهم وتطبيق ثم تبليغ ) وراءكم

__________ـ ) 1( سابق، ج يث رقم 29، كتاب اإليمان، ص 1اإلمام البخاري، مصدر تم 3553، حد :والحن

عر ودم، والدباء ين وش من ط مل نت تع خذ وعاء : جرار كا بس ات ين إذا ي ير . اليقط صل : والنق أ.ما طلي بالقار : المقير . ما طلي بالزفت: المزفت . النخلة ينقر ويجوف فيتخذ منه وعاء

)1/46(

ية، يقول في Jإن الرسول ية العمل يحرص على أن يعلم الناس، وأن ينشر العلم، ألنه أساس التربيه نى عل مد اهللا وأث عد أن ح بة ب حل المرئ : [خط ها الناس، فال ي ها اهللا، ولم يحرم كة حرم إن م

ها دما، وال يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول يؤمن باهللا واليوم اآلخر أن يسفك فيها، فقولوا Jاهللا ثم : في من نهار، ساعة ها ما أذن لي في كم، وإن سوله ولم يأذن ل قد أذن لر إن اهللا

).1](عادت حرمتها اليوم كحرمتها باألمس، وليبلغ الشاهد الغائب

نبي مثل ما بعثني اهللا به من الهدى والعلم، :[قال Jوعن أبي موسى ـ رضي اهللا عنه ـ عن التت الكأل والعشب وزرعوا، ية، قبلت الماء، فأنب ها نق صاب أرضا، فكان من ير أ يث الكث ثل الغ كمفي قه ثل من ف بت كأل، فذلك م ما هي قيعان ال تمسك ماء وال تن فة أخرى، إن ها طائ وأصابت مندين اهللا ونفعه ما بعثني اهللا به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى اهللا الذي

).2](أرسلت به

نت نا كا من ه فة،و مل، ال مجرد المعر طبيق والع في العلم الت عبرة تبين أن ال هد متعددة هذه شوا.بالتربية العملية، ألنها أكثر فعالية في تطبيق األخالق ورعايتها Jعنايته

__________ .104، حديث رقم 51المرجع السابق، كتاب العلم، ص ) 1(

.79، حديث رقم 42اإلمام البخاري، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب العلم، ص ) 2(

)1/47(

يا ليأخذ منه Jوكان الرسول ها تربويا أو عمل ية التي تقتضي توجي يغتنم فرصة التصرفات العمللوك الخاطيء في هذا الس سلوكا، أو ين مة أو يصحح عو إلى قي يا، فكان يد لمون درسا إيجاب المسوهي طريقة فعالة ألنها ترتبط بالوقائع المشاهدة وتتصل بما يعيشه الناس، ولذا ترسخ في الذهن، ر على يم ال يقتص ني أن غرس الق قع الحياة، وهذا يع يم بوا بط الق في القلوب، وبهذا ترت بت وتثية وبالتالي يكون خبرة المعيش قع الحياة وال مد على وا ما يعت ميع، وإن فظ والتس مجرد التعلم والح

تثير االنتباه الذي يجمع الفاعلية النفسية حول ظاهرة ما، عن طريق الحس إن [تأثيرها قويا، ألنها ).1](كانت هذه الظاهرة خارجية، وعن طريق التأمل إن كانت داخلية

:والحديث الشريف مليء باألمثلة من ذلك النوع، من ذلك

ـ قال نه ضي اهللا ع ـ ر بي ذر عن أ ما يروى مه : ـ نت أ جل كالم، وكا ين ر ني وب كان بينبي ها فذكرني إلى ال ]أفنلت من أمه؟ : [نعم، قال : قلت] أساببت فالنا : [، فقالJأعجمية، فنلت من

ية : [نعم، قال : قلت نعم، : [هذه من كبر السن؟ قال : ، قلت على حين ساعتي ]إنك امرؤ فيك جاهلهم إخوانكم جعلهم اهللا تحت أيديكم، فمن جعل اهللا أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما

).2](يلبس،وال يكلفه من العمل ما يغلبه، فإن كلفه فليعنه عليه

ـ : [Jفأثنى عليه رجل خيرا، فقال النبي Jوذكر رجل عند النبي - ويحك، قطعت عنق صاحبك نه كذلك، ب كذا وكذا، إن كان يرى أ حا ال محالة فذلك أحس ما د كم ـ إن كان أحد يقول مرارا

).3](واهللا حسيبه وال يزكي على اهللا أحدا __________

ية ) 1( كة التونس عة الجزائر، الشر في القرآن، الجزائر، جام ة سيكولوجيية القص مي نفرة، التها.572م،ص 1971للتوزيع،

ـ ) 2( سابق، ج جع صحيح البخاري، مر يث 2248، كتاب األدب، ص 5اإلمام البخاري، ، حد .5703رقم

.5714، حديث رقم 2252المصدر السابق، كتاب األدب، ص ) 3(

)1/48(

بن عبداهللا - نبي : ويروى عن جابر مع ال بن جبل كان يصلي تي قومه فيصلي Jأن معاذ ثم يأ ،هم البقرة، قال الة، فقرأ ب هم الص فة فبلغ ذلك معاذ، فقال : ب صالة خفي لى جل فص نه : فتجوز ر إ

نبي فق، فبلغ ذلك ال نا، وإن معاذا : فقال Jمنا قي بنواضح نا، ونس مل بأيدي نا قوم نع سول اهللا إ يارنبي فق، فقال ال ني منا نا البارحة فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أ ـ : [Jصلى ب نت يا معاذ، أفتان أ

).1](ونحوها } سبح اسم ربك األعلى {و } والشمس وضحاها : {ثالثا ـ اقرأ

نه ما من واقعة تحدث، إال وكان يبينها رسول اهللا ال J، وكان Jإن هذه األمثلة وغيرها توضح أها، وهناك عدة أمور رفون حيال يف يتص عد ذلك، عرف الناس ك عت ب عن الهوى فإذا وق طق ين

:توافرت لتضمن فعالية هذا األسلوب، وهي

.وقوع الشخصية في موقف ما، اجتماعي أو إنساني أو غير ذلك من مواقف أو واقعات -

نة - ساليب الممك فة األ ية بكا ية والعقل ية االنفعال ؤال، االعتراض، : إثارة قوى الشخص الس.الخ، وإشعارها أنها تقف موقفا يحتاج إلى معيار يضبطه ... االستنكار

.اإلجابة عن السؤال أو االعتراض -

.تزويد الشخصية بالحل األمثل بالقيمة المطلوبة في هذا الموقف -

قة به، وهكذا وبهذه الطري في إطار هذا الخلق وااللتزام ستجابة واالختيار عد ذلك اال تي ب وتأ.أن يبني األخالق في نفوس المسلمين Jاستطاع الرسول

:القصة - ز

، وحرص على Jوهي من أكبر وأكثر الوسائل فعالية في تنمية األخالق، وقد استخدمها الرسول أن يضمنها الكثير من األخالق اإلسالمية، إما من أجل توضيحها أمام المسلمين من ناحية، وإما

من خالل جعلها موضوعات تدور حولها أو [من أجل تعميقها في نفوسهم من ناحية ثانية، وذلك ).2](تتحدث عنها أحداث القصة ومواقفها، وهي قيم ذات جوانب متعددة

__________ .5755، حديث رقم 2264المصدر السابق، كتاب األدب، ص ) 1(

ـ 1405محمد بن حسن الزير، القصص في الحديث النبوي، الطبعة الثالثة، بدون ناشر، ) 2( /ه

.388م، ص 1985

)1/49(

مزيجا من الحوار واألحداث والترتيب الزمني مع وصف لألمكنة [وتأتي فعالية القصة من كونها ).1](واألشخاص والحاالت االجتماعية والطبيعية التي تمر بشخصيات القصة

ستثارة يق ا عن طر يم واألخالق، وذلك سيخ الق بة وتر يد االتجاهات المرغو هي قادرة على تأك وتي قف ال ها وللموا ة بتقديم تي تقوم القص يم ال لوك والق ية لنماذج الس ان العاطف كة اإلنس مشار

.تصورها

سالمية، وذلك ية اإل يم الخلق ية الق ية وتنم سائل الترب من و سيلة ية و ة القرآن نت القص قد كا وباستخراج العبرة من التجربة السابقة، واستخراج المثل وشرح طرق الخير، والتحذير من الكفر

نحن نقص عليك أحسن القصص * إنا أنزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون : {والجحود، يقول تعالى ).2](بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين

:ويقول تعالى

} كليع صنقص لم نم منهمو كلينا عصقص نم منهم كلقب نال مسلنا رسأر لقد3}(و.(

).4}(تلك القرى نقص عليك من أنبائها {

} ونتفكري ملهلع صص القص5}(فاقص.(

عث الرسول من لدن آدم لب وهذا القصص باحتوائه على ألوان كثيرة وصور كثيرة عن الماضي J وما كان من أخبار الرسل واألمم السابقة، وما يعرض من صور المكذبين لتخليهم عن تحكيم ،

ستخدام هذا القصص في ا يا ما بارزا ح كد معل كل هذا يؤ سل، ها الر تي جاء ب ير ال يم والمعاي الق.كوسيلة من أهم وسائل التربية وتنمية القيم

__________ية ) 1( ير منشورة، كل سالة دكتوراه غ ية الطفل واإلسالم، ر يم عبدالعال، أصول ترب حسن إبراه

.295م، ص 1980/ ه،1400تربية، جامعة طنطا،

.3، 2: سورة يوسف ) 2(

.78: سورة غافر ) 3(

.101: سورة األعراف ) 4(

.176: سورة األعراف ) 5(

)1/50(

هم ية اإلسالمية الصادقة وتس يم األخالق عة بالق ية الفرد والجما مد القصة القرآن ية - ت في - بإيجابالقصة تؤثر [فإن . غرس هذه القيم في نفوسهم، وهي إحدى وسائل التربية، التي يميل إليها النشء

ما يقرأ أو ثر ب امع يتأ عل القارئ أو الس ثر، وهي تج في قالب عاطفي مؤ فس إذا وضعت في الن).1](يسمع، فيميل إلى الخير وينفذه، ويمتعض من الشر فيبتعد عنه

ية به القرآن للترب عي، جاء هو قصص واق يم نه القرآن الكر كل القصص الذي تضم وهذا . [وسرد، إلى إحياء من حوار إلى اته، ني ومشخص عبير الف كل أنواع الت مل على ص يشت القص

).2](للشخص، إلى دقة في رسم المالمح، إلى اختيار دقيق للخطة الحاسمة في القصة

في لفظ قصير، وأسلوب جميل، وبيان معجز، - منذ مئات السنين - والقرآن الكريم يقرر ذلك كله ونستدل من ذلك على أن القصة تلعب دورا فعاال في غرس كثير من القيم اإلسالمية السامية في

.نفوس األفراد

إال بعد أن قطعت الدعوة [والقصة لم تكن وسيلة من وسائل الدعوة اإلسالمية إلى اهللا في القرآن مع العقل اإلنساني، والتعريف بالخالق العظيم الرزاق، بالنظر في آيات اهللا، أشواطا من سيرها

).3](وما صورت من عجائب الخلق واإلبداع

فة ية الهاد ة القرآن في إقناع [والقص يد، و سالمية إلى عقيدة التوح في الدعوة اإل ي، سالح نفس).4](المخالفين عن طريق الجدال والحوار بسمو هذه العقيدة ونيل أهدافها

__________.141، 140تريبة اإلنسان الجديد، مرجع سابق، ص : محمد فاضل الجمالي ) 1(

،1978أصول التربية اإلسالمية، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنشر، : سعيد إسماعيل علي ) 2( .26ص

تا وموضوعا، القاهرة، ط ) 3( يب، اهللا ذا يم الخط بي، 2عبدالكر كر العر ، ص 1971، دار الف403.

ية ) 4( كة التونس عة الجزائر، الشر في القرآن، الجزائر، جام ة سيكولوجية القص مي نفرة، التها .572م، ص 1971للتوزيع،

)1/51(

ذلك- غاية في األهمية، في عالقات اإلنسان األخالقية [وجاء القرآن الكريم بقصص تربوية، هي ).1](مع جمال األسلوب وبالغة المعنى

كما نص القرآن الكريم على أهمية القصة، ودورها في غرس القيم األخالقية، وذلك في مثل قوله نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن : {تعالى

).2}(الغافلين

ونتيجة لما للقصص من دور خطير في التوجيه الفني الخفي، ألح علماء التربية على حسن اختيار هم هم، وتكوين من تربيت سيء األثر من قصص، حتى ال ينقلب عامال ما يعرض أو يقدم للناشئة من الحكم الصحيح هم يز، وتمكن هم للتمي من النضج تؤهل قي، وهم لم يبلغوا درجة الفكري والخل

).3(على المواقف والتصرفات

ها تي يشمل يه ال ية والتوج يع أنواع الترب ة لجم ستخدم القص يم ا ية : والقرآن الكر ية الخلق، ترب ترب.الوجدان، تربية الجسم، والتربية بالموعظة

نت القصة قد كا ما تزال - ل صحاب الرساالت والدعوات والهواة - و نه أ خل م مدخال طبيعيا، يد(والقادة إلى الناس، وإلى عقولهم وقلوبهم، ليلقوا فيها ما يريدونهم عليه، من قيم وآراء ومعتقدات

4.(__________

.49تريبة اإلنسان الجديد، مرجع سابق، ص : محمد فاضل الجمالي ) 1(

.3: سورة يوسف ) 2(

.14التهامي نفرة، سيكولوجية القصة في القرآن، مرجع سابق، ص ) 3(

القيم التربوية في القصص القرآني، رسالة ماجستير منشورة، دار الفكر : سيد أحمد طهطاوي ) 4(.م1996/ هـ 1416، القاهرة، 1العربي، ط

)1/52(

أقوى أجهزة التأثير في قيادة الجماعات البشرية، فال عجب أن [والقصة في عصرنا الحاضر من مة على االقتناع العقلي، سالمية، القائ من ركائز الدعوة اإل ية في القرآن ركيزة قو ة تكون القص

سله واليوم اآلخر به ور من اإليمان باهللا وكت يه، عو إل ما تد بي، ل . 1(واالطمئنان القل وبهذا تكون ).القصة القرآنية لها دور فعال في غرس القيم المرغوب فيها في نفوس النشء

ها، يم المرغوب في ر االتجاهات والق في نش ما كن أن تكون عمال تربويا ها ية يم ة القرآن والقصفي نفوس يم يق وعظ ثر عم من أ ها ما ل يم األخالق، ب صالح، والتحلي بكر والدعوة إلى اإلالمتعلمين، ولما لها من قدرة على التأثير والتغيير والتوجيه، وفي هذا الشأن يقول رب العزة في

يه السالم ومن هذه ). 2}(فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين : {قصة يونس علاآلية الكريمة، يمكن غرس قيمة وجدانية أساسية، وهي قيمة اإليمان باهللا، وتشير اآلية أيضا إلى

.أن اإليمان يجعل المؤمن مستجاب الدعوة، حيث ينجي الدعاء صاحبه حتى في أحرج الظروف

تي ية ال يم األخالق ها داللة صريحة على الق تي في مة، ال ويمكن اإلشارة إلى أن بعض اآليات الكرييعني بها القصص القرآني، ومن هذه اآليات يمكن اإلشارة إلى أهم القيم الخلقية، التي تتشكل في

: -ضوئها أهداف التربية الخلقية للقصص القرآني منها على سبيل المثال ال الحصر

ـ - أ وأيوب إذ نادى ربه أني : {الرحمة، حيث يقول اهللا تعالى، على لسان أيوب ـ عليه السالم ).3}(مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

).4}(وزنوا بالقسطاس المستقيم -: {عليه السالم-على لسان شعيب - جل شأنه -العدل، يقول - ب __________

يب ) 1( يم الخط مه، القاهرة، ط : عبدالكر قه ومفهو في منطو ني ص القرآ نة 1القص بة الس ، مكت .6م، ص 1964المحمدية،

.88: سورة األنبياء ) 2(

.83: سورة األنبياء ) 3(

.182: سورة الشعراء ) 4(

)1/53(

).1}(ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء : {جـ – الصدق، يقول اهللا تعالى

ير من القصص التربوية، التي تسهم إسهاما فعاال وجملة القول، أن القرآن الكريم يشتمل على كثاعد على ما يس ين، م ثل أمام المتعلم ع الم ها تض سالمية، وذلك ألن ية اإل يق أهداف الترب في تحقمد القراء ها ت في القرآن بأن ة يز القص سهم، وتتم في نفو امية ية الس يم التربو من الق ير غرس كث

.والجماعات بالقيم اإلسالمية الصادقة النابعة منه

:القصة في الحديث الشريف

بي سول المر قد أدرك الر ساحر على Jل ير من تأث ها ما ل ة، وأدرك يل الفطري إلى القص المسالح نفسي [والقصة الهادفة المربية . القلوب، فاستغلها لتكون وسيلة من وسائل التربية والتقويم

مو يق الجدل والحوار بس عن طر ين في إقناع المخالف يد، و ية إلى عقيدة التوح في الدعوة المحمد).2(بهذه العقيدة ونبل أهدافها

وفي الحديث الشريف، قصة موسى ـ عليه السالم ـ والخضر، التي وردت في القرآن الكريم، -التي وقعت فعال - ، مستخدما هذه القصة Jجاء بها الحديث مبينا دقائقها كما حدث به الرسول

ة في هذه القص لم، ف ان المس ية لإلنس ية العقل حد [في الترب كل وا في العلم إذا كان جواز التمادي الرجوع إلى قول أهل العلم عند التنازع، كما يجب على العالم الرغبة - يطلب الحق ولم يكن تعنتا

الة يه الص سى عل تف مو ما لم يك ما عنده، ك نع ب يه، وأال يق من العلم والحرص عل في التزود .والسالم بعلمه

__________ .9: سورة األنبياء ) 1(

.237، ص )الحلقة الثالثة(سيكلوجية القصة في القرآن، رسالة دكتوراة، : التهامي نفرة ) 2(

)1/54(

يه وأراه من يه السالم ـ حين لم يرد العلم إل ويجب التواضع، ألن اهللا تعالى عاتب موسى ـ علفي طلب العلم نه، والرحلة . 1](هو أعلم م يث ) نبي : [وفي الحد بن كعب عن ال بي نا أ ، أنJحدث

أنا، فعتب اهللا عليه، إذ لم يرد إليه : فقال: موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم ).2...](العلم

وقد تستخدم القصة في الحديث الشريف كوسيلة من وسائل تنمية األخالق اإلسالمية، وعلى سبيل

عن يف يث الشر ها الحد ة أورد مبيت إلى الغار [المثال هناك قص ين أووا لل ثة األخوة الذ ثالية خلقية وآداب ). 3](فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار في هذه القصة ترب

ته، فة اهللا ومهاب حق إلى أصحابه ومخا فة والطهارة، وأداء ال ها احترام األبوين والع اجتماعية، ففي.إيمانا حقيقيا خالصا به

).4(وهناك أمثلة أخرى متعددة ال مجال هنا للحديث عنها

جل نشر الوعي Jوهكذا استخدم الرسول القصة، وترسم خطى القرآن في توظيف القصة من أاإلسالمي وتعميق مبادئ اإلسالم وقيمه في نفوس المسلمين، واستخدم هذه الوسيلة أيضا صحابة رسول اهللا ـ رضوان اهللا عليهم ـ وجاء استخدام القصة ألغراض شتى ومتنوعة وبأشكال شتى

:أيضا، كلها تؤدي إلى تعميق القيم أو تأسيسها، وتتمثل تلك األغراض فيما يلي

:غرس القيم الخلقية - 1__________

ني ) 1( صحيح البخاري، المجلد األول : العي - 1أجزاء (عمدة القارىء، شرح ، كتاب العلم، )2 .65، 64ص

.183كتاب بدء الخلق، الجزء الرابع، ص : صحيح البخاري : انظر الحديث الشريف ) 2(

.124، 119صحيح البخاري، كتاب اإلجارة، الجزء الثالث، ص : انظر الحديث الشريف ) 3(

.القيم التربوية في القصص القرآني، مرجع سابق : سيد أحمد طهطاوي : يمكن الرجوع إلى ) 4(

)1/55(

ية، كالثبات على العقيدة، يم الخلق ية الق ير تنم يا ومعاي ية لقضا ية والنبو ة القرآن ضت القص تعركد على قة التكرار لتؤ ها، وبطري عن مبادئ ها، وعدم التنازل ك ب قف [والتمس يق هذه الموا تعم

وترسيخها في نفوس المسلمين، لتستقر في وجداناتهم ومشاعرهم ولتكون معلما يضئ لهم الطريق وهم يواجهون ما يواجهون من ألوان االضطهاد والتنكيل بسبب ما يعتقدونه من دين وما يؤمنون

من عقيدة . 1](به ها، واألمر بالمعروف ) ها، والصدقة وفضل ما تتعرض القصة للصالة وفضل كوالنهي عن المنكر، والتوبة، واألمانة والصدق، وغير ذلك من قيم إسالمية صحيحة أكدتها القصة ودعت إلى التزامها، سواء فيما يتصل بالسلوك الفردي أو السلوك مع الجماعة وما يصون عليها

).2(وحدتها وأفعالها من قيم

مه سالم وقي يم اإل مع تعال بة طف متجاو صيلة تهدف إلى إيجاد عوا ادر األ في المص ة إن القصني ص القرآ عة، فالقص يم، واألمثلة كثيرة ومتنو عو إلى االلتزام بهذه الق ما يد قه، وذلك م وأخاليق هذا فا إلمكانيات القصة في سبيل تحق ها توظي يم اإلسالمية، ونجد في والنبوي زاخر وغني بالق

نت قد كا نب األغراض األخرى، ف يم اإلسالمية، إلى جا ية الق ها [الغرض وهو تنم تسعى إلى هدفحو األفضل، هه واألخذ بيده ن ية اإلنسان وتوجي في ترب ها أثرها الحيوي فة، ل لوك طرق مختل بسوهو أثر نابع من االستجابة الطبيعية التي يحس بها اإلنسان، وهو يتعامل مع تلك الوسائل، ألنها قع على ستعدادات وقوى، وتو من طبائع وا يه بل عل ما ج ية، و ته النفس مع إمكانا سائل تتجاوب و

).3](أوتارها ما تنشده من غايات تربوية

:تأكيد العقيدة وتعميقها في وجدان الناس - 2

ته ونظمه، يع فروع الدين وجزئيا ها جم في ظل ها وتحيا تي تقوم علي باعتبارها القيمة األساسية ال.وذلك كتأكيد قضية وحدانية اهللا وإفراده باأللوهية والعبادة

__________ .390محمد بن حسن الزير، مرجع سابق، ص ) 1(

.402 - 397المرجع السابق، ص ) 2(

.444المرجع السابق، ص ) 3(

)1/56(

عة ان وللجما يد المحرر لإلنس ية مبدأ التوح عة، وألهم لم فردا وجما ية البناء العقيدي للمس وألهممن هو المهي نه يد على أ فات اهللا تعالى، والتأك يم العقيدة، كص ة بعرض جزئيات ق تم القص تهكد ما تؤ يد، ك ما ير في هذا الكون الفعال ل نه تعالى صاحب الشأن في هذا الوجود، وأ المتصرف أهمية الثقة في اهللا والكفاية به، واالعتماد الدائم عليه واالعتصام به، واإليمان بالمالئكة، والرسل والكتب واليوم اآلخر، وبالقضاء والقدر، خيره وشره، وحلوه ومره، وأن اإلنسان لم يسلب إرادته ساس هو أ به، و يز طى عقال يم ته المختارة، وأع ته وإراد طى حري بل أع ته بهذا اإليمان، وحرييم، كل الق ساس ل تبر األ تي تع ية ال يم العقيد من جزئيات الق ير ذلك ئولية، إلى غ يف والمس التكل

).1(وعرضته القصة عرضا جيدا

:، وما تضمنته من قيم خلقية Jعرض حياة الرسول - 3

حيث إنه الرائد الذي ال يكذب أهله، وهو الهادي إلى الحياة الصحيحة، من تبعه فيما دعا إليه فاز ونجا، ومن كذبه خسر وبار، وأنه خاتم الرسل وال نبي بعده، ودالئل النبوة وبراهين الرسالة، كما

.Jتعرض لصفات النبي

قف هم، وموا هم إلى أقوام ـ ودعوت هم سالمه علي صلوات اهللا و ـ وتعرض القصة حياة الرسل األمم من الدعوة وانتصار الحق وغير ذلك من مالمح تاريخ الرسل، ومحاولتهم تخليص العقيدة يه ما كانوا عل يم الصحيحة لالقتداء بهم، والتأسي بهم في ها، وإرساء الق تك ب تي تف من األمراض ال

.من الهدى __________

جع ) 1( ابق، ص : را جع الس - 379المر في 385 مي، معالم الدعوة طف الديل ، وعبدالوهاب لـ عة األولى، ج يم، الطب ص القرآن الكر يع، 1قص ر والتوز مع للنش /1046، جدة، دار المجت

.120- 61م، ص 1986

)1/57(

وجملة األمر أن القصة كوسيلة من وسائل تنمية القيم الخلقية تتسع إمكاناتها، إذ أنها تستخدم كافة اإلمكانات التي تفيد في هذا المجال، استخدام عناصر التشويق، والتقرير والحوار والسؤال وغير

من إمكانات . 1(ذلك حد ) ان أ يه التقريري على لس ها، والتوج كالنموذج والقدوة لالحتذاء بشخصياتها، والمادة التاريخية الواردة بها، والوسائل التعليمية والتربوية، ومعنى هذا أن إمكانياتها

.واسعة جدا، يمكن االستفادة منها في مجال تنمية القيم الخلقية اإلسالمية

سول عد وفاة الر ية، فب يم الخلق ية الق في تنم ة مة القص لمون قي حس المس قد أ ، كان اآلباء Jويق هذا الهدف، وبدأ جل تحق من أ ة تخدمون القص حابيات يس حابة والص من الص واألمهات

وسيرته، وأخبار األمم السابقة، والقارئ Jالقصاص يجلسون في المساجد يقصون أخبار الرسول ند ستخدام القصص ع هد الدالة على شيوع ا ير من الشوا نه يستدل على الكث كر اإلسالمي وفنو للف

.المسلمين

تمرة ها ال تزال مس ية اإلسالمية، فإن أهميت يخ الترب في تار ية تل تلك األهم نت القصة تح وإذا كاكن سبه، ويم صه الذي ينا ية جيدة لألطفال والشباب والشيوخ، فلكل قص فا تربو قق أهدا وتح

:استخدامها بطريقة فعالة لغرض القيم الخلقية اإلسالمية، ولذلك شروطه كما يلي

في إطار - يم يث تقدم هذه الق مه بح سالم ومبادئه وقي مع أهداف اإل جمة ة منس أن تكون القص.أهداف اإلسالم بعيدة عن التهويل والمبالغات، فضال عن األساطير واألكاذيب والبدع

في صفاته، - يس واحدا متجانسا سبة للسن الذي تكتب له، فجمهور القصة ل أن تكون القصة مناوخصائصه ورغباته وقدراته، ومعنى هذا مراعاة خصائص النمو بكافة جوانبها النفسية واللغوية

.والحضارية والعلمية

يم والمعلومات - هر الموضوع االتجاهات والق سبة، بحيث يحوي جو أن تختار الموضوعات المنا.المناسبة لما تعرضه

__________

ـ 123-94المرجع السابق، ص : راجع ) 1( ،2، وعبدالوهاب بن لطف الديلمي، مرجع سابق، ج .1084ص

)1/58(

يج القصصي، واألسلوب - مة، والنس ية العا من حيث البن أن تراعي العناصر األساسية للقصة، المناسب، والتشويق، ومراعاة اإلطارين الزمني والمكاني، وطريقة العرض والشخصية األساسية والشخصيات الثانوية، ثم نوع القيم ومصادرها، وطريقة عرضها، وغير ذلك من شروط تتصل

).1(بهذا الموضوع

هت سالمية، لو وج ية واالتجاهات اإل يم الخلق ية الق في تنم ية عب دورا بالغ األهم ة تل إن القصالتوجيه اإلسالمي في الهدف والنزعة واألسلوب، وقد تكون فائدة القصة أكثر في مرحلة الطفولة

.مما يستدعي اهتماما جيدا بهذا اللون من القصص وتضمينه القيم اإلسالمية الصحيحة

:السؤال والحوار والمناقشة - ح

قد تكون هذه الوسيلة من أساليب التدريس العامة، إال أن استخدامها في مجال تنمية القيم الخلقية Jيعتبر فعاال، وهذا ما تدل عليه النصوص القرآنية والنبوية، فقد كان المسلمون يسألون الرسول

ويستفتونه فيما يواجههم من شئون الدين والدنيا، وكان القرآن يجيب عن تلك األسئلة، وكثيرة تلك ).2(الموضوعات التي أجاب القرآن فيها على أسئلة المسلمين

ستخدم الرسول هم Jوا سئلة تواجه من أ هم عن ل ما ي لمين على قة نفسها، فكان يجيب المس الطريبة دائما شافية [معطيا كل سؤال حقه من اإلجابة، إيجازا وتفصيال تبعا لمقتضيات الحال، واإلجا

السائل وفي نفسه أثارة من حرج أو أثارة من جهل، بأي جانب من Jكافية، بحيث ال يترك النبي ).3](جوانب الموضوع الذي يسأل عنه

__________سابق، ص ) 1( جع يم عبدالعال، مر ن إبراه ظر حس - 303ان مة 305 يل : ، ورشدي طعي تحل

بي، بدون كر العر ستخداماته، القاهرة، دار الف سسه، ا مه، أ انية، مفهو في العلوم اإلنس المحتوى .340-322تاريخ، ص

.222، 221، 219، 217، 215، 189: ، البقرة 4: المائدة: اقرأ) 2(

.123جابر قميحة، مرجع سابق، ص ) 3(

)1/59(

، وتارة يسأل Jواألمثلة من السنة كثيرة وافرة، ونالحظ أن السؤال تارة يأتي من المسلمين للنبي .ونذكر هنا أمثلة حسب مقتضى الحال . مستثيرا الرغبة في المعرفة لدى المستمعين Jالرسول

نذرا كان على أمه، فتوفيت قبل أن Jأن سعد بن عبادة ـ رضي اهللا عنه ـ استفتى النبي [يروى ).1](تقضيه، فأفتاه بأن يقضيه عنها

نبي سأل ال نه ـ رضي اهللا عنه ـ أ مر بن عا بة حج Jويروى عن عق خت له نذرت أن ت عن أ).2](مرها فلتختمر ولتركب، ولتصم ثالثة أيام : [حافية غير مختمرة؟ فقال

بي موسى ـ رضي اهللا عنه ـ قال نبي : ويروى عن أ يارسول اهللا، ما : فقال Jجاء رجل إلى اليه رأسه، قال ية، فرفع إل تل حم تل غضبا، ويقا نا يقا يه : القتال في سبيل اهللا؟ فإن أحد وما رفع إل

](من قاتل لتكون كلمة اهللا هي العليا، فهو في سبيل اهللا حتى يرجع : [رأسه إال أنه كان قائما، فقال 3.(

نبي لمين لل سئلة المس من Jواألمثلة على أ قف عديدة ائل كثيرة وموا عة، تتعلق بمس كثيرة، متنو.مواقف الحياة التي كان يعيشها الناس

على تعليم المسلمين أمر دينهم Jللمسلمين فأمثلته كثيرة، تدل على حرص النبي Jأما سؤال النبي إن من الشجر : [قال Jوغرس القيم لديهم، من ذلك ما يروى عن عبداهللا بن عمر أن رسول اهللا

قع الناس في شجر البادية، ووقع ] شجرة ال يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟ فو:Jيارسول اهللا، أخبرنا بها، فقال رسول اهللا : فاستحييت، فقالوا : في نفسي أنها النخلة، قال عبداهللا

ألن تكون قلتها أحب إلي من أن : فحدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال : قال عبداهللا ]. هي النخلة [).4](يكون لي كذا وكذا

__________صحيح ) 1( يث ـ : حد سابق، ج جع ظر البغوي، مر يه، ان فق عل قم 597، ص 2مت يث ر ، حد

2573. .2582، حديث رقم 500المرجع السابق، ص : حديث حسن، انظر ) 2(

ـ ) 3( .123، حديث رقم 58، كتاب العلم، ص 1اإلمام البخاري، مصدر سابق، ج

ـ ) 4( .131، حديث رقم 1، كتاب العلم، ص 1اإلمام البخاري، مصدر سابق،ج

)1/60(

وسواء كان السؤال لالستفهام أو لالستفسار أو للتقرير أو لإلنكار أو للتوبيخ، أو للتهكم، أو لألمر أو للتنبيه أو للتحقيق، وغير ذلك من أغراض السؤال، فإنه يعد وسيلة من أهم وسائل تقرير القيمة نا له تبر ف بل إن صياغته تع يم والتعلم، ساليب التعل من أ سلوب نه أ ها، فضال عن أ ية وتنميت الخلقية وله ما تزال له فعال هم، و في مجال فه ستخداما له أهدا تخدمه المربون ا ته يس طه وطريق شرو

).1(شيوعه في أساليب التعليم منذ القدم وحتى اليوم

أو استخدمه Jهذه بعض وسائل تنمية القيم الخلقية اإلسالمية، ولكنها ليست كل ما كان يستخدمه قل ستخدام الع سائل أخرى كثيرة كا يم، فهناك طرق وو يب، )2(القرآن الكر يب والتره ، والترغ

ير ذلك . 3(وغ تي بدت ) سالمية، وال يم اإل في غرس الق ية غة األهم ية بال قت نتائج تربو قد حق وآثارها في تقدم وتفوق المجتمع اإلسالمي، وهذه استخدمت بفعالية كطريقة في حد ذاتها، وكوسيلة تتخلل الوسائل السابقة الذكر وتتكامل معها، فكل هذه الوسائل مترابطة، لها أثرها في تنمية جانب

.أو أكثر من القيم اإلسالمية __________

ظر ) 1( عة األولى، الرياض، دار عالم الكتب، : ان هج، الطب يم مرسي، المعلم والمنا محمد عبدالعلـ 1405 .192، 191م، ص 1985/ه

النظر بواسطة الحجة والتعليل والقياس، مما يؤدي : يراد باستخدام العقل وسيلة للتنمية الخلقية ) 2(.إلى االقتناع بسواء بما يتلقاه اإلنسان من معلومات أو يتخذه من سلوك

جع ) 3( عة األولى، : را يم،الطب في القرآن الكر سالمية ية اإل فة الترب ين، فلس يل أبوالعين على خلبي كر العر ية 252 -219م، ص 1980القاهرة، دار الف فة الترب كر، فلس سيد ب ، وعبدالجواد

.355 -301، ص 1973اإلسالمية في الحديث الشريف،الطبعة األولى، دار الفكر العربي،

)1/61(

وهذه هي أهم وسائل تنمية القيم الخلقية اإلسالمية في الشخصية المسلمة، فإن محاولتنا ربطها أو استنباطها من النصوص القرآنية الكريمة والسنة المطهرة الشريفة ال تعني أنها ثابتة غير مرنة، يم والتعلم، إذ هي من ستيعاب الجديد من وسائل التعل حة، أو عاجزة عن ا قة جامدة غير متفت مغلاألصول العامة التي يمكنها أن تستوعب الجديد من الوسائل، ما لم يتعارض مع نص صريح من في سائل مل على اإلخالل بأهداف ومبادئ اإلسالم، وإال فإن هذه الو النصوص اإلسالمية، أو يع

.حد ذاتها أكبر داعية لألخذ بأي وسيلة مستحدثة، ما دامت تفيد في تحقيق أهداف رسالة اإلسالم

ية االستخدام تعود إلى ثم فإن فعال ستهالك الكالم، ومن في كل هذا باالستخدام ال با عبرة كن ال ولسائل تخدم هذه الو ني أن يس مي والمه نه العل تطيع بتمك جح والذي يس فء النا بي والمعلم الك المرسبيل في حة فة الطاقات واإلمكانيات المتا تغال كا في المجال، مس يد كل جد من تفيدا ية مس بفعال

.تنمية القيم الخلقية بطريقة صحيحة وجيدة

هذا فيما يتعلق بالوسائل التربوية بوجه عام، أما إذا تعلق بتربية التالميذ فإنه يمكن أن يضاف إلى :الوسائل السابقة مجموعة أخرى من الوسائل أهمها

:أسلوب األحداث الجارية - 1

سة هم لدرا يذ وتشويق يب التالم خل لترغ ية كمد سبات الدين ية والمنا ستخدام األحداث الجار إن اموضوعات التربية اإلسالمية، طريقة لها أثرها الفعال في العملية التعليمية، وذلك لكونها تربط ما من يد مر الذي يز هم، األ خبراتهم ومشاهدات هم و قع حيات من الكتاب المدرسي بوا يذ مه التالم يتعل

.فعالياتهم ونشاطهم ومشاركتهم اإليجابية في دراسة موضوعات التربية اإلسالمية

)1/62(

ليس ثمة من شك في أن كشف أسباب النزول تؤدي في هذا الصدد خدمة كبيرة في تربية النشء، في ضوء تكشفه جب أن نس ما ي مة إال إذا عرف المعلم بصورة محددة كن لن تتحقق هذه الخد ولهم، يذ قيادة مثمرة للف ية وحدها أن تقود التالم في مقدور هذه الحوادث المرو يس هذه األسباب، فلتي مة ال ها األوضاع العا من ثنايا يذ ليروا اعد التالم ستطاع أن يس ها وا ن المعلم تدبر إال إذا أحسطل، وليمحوا العقائد الضالة طل البا حق ويب حق ال ين لي من لدن رب العالم أدت إلى نزول القرآن

.واألوضاع االجتماعية الفاسدة

:أسلوب تفريغ الطاقة - 2

ثم من من الطاقات، و ان باعتباره جهازا معقدا ظر إلى اإلنس سالمية على الن ية اإل تحرص التربفع من الدوا يه عة للفرد، ويحم ما يجلب المنف كل حيحة ل ها الص يه هذه الطاقات وجهت جب توج ي

:والميول التي قد تعرضه لالنحراف أو السلوك غير السوي، ويتجلى هذا األسلوب فيما يلي

ية - أ في موضوعات الترب ساسا محددا ها أ يذ وجعل االهتمام بحاجات وميول ورغبات التالم.اإلسالمية

يغ - ب ما يؤدي إلى تفر ها م يذ على االشتراك في فز التالم فة وح جه النشاط المختل االهتمام بأو).1(الشحنات المتجمعة في داخلهم بصورة تهدف إلى تحقيق أغراض التربية

ـ اب - ج تي تؤدي إلى اكتس جي، والقيام بالرحالت ال يذ على اإلطالع الخار اعدة التالم مس.المهارات المستخدمة في إفراغ طاقتهم بصورة سليمة

:أسلوب العادة - 3

شء ية الن في ترب من قدرة ما له يم ل ية والتعل في ميدان الترب ما سلوب العادة مركزا مه غل أ يشسالمية ية اإل قق ألهداف الترب ثل المح يه األم هه التوج هي . وتوجي سلوك متكرر (والعادة كل

).2(يكتسب اجتماعيا ويتعلم اجتماعيا، ويمارس اجتماعيا، ويتوارث اجتماعيا

:أسلوب الممارسة والعمل - 4__________

.53-52بإيجاز وتصرف عن التربية اإلسالمية، كيف نرغبها ألبنائنا ص ) 1(

.64انظر في ذلك، وفي الموجهات التي يجب االلتزام بها، المرجع السابق، ص ) 2(

)1/63(

بل فظ وحده، ية ال تقوم بالوعظ وحده وال بالح ته االجتماع ان وبناء عالقا ين أخالق اإلنس إن تكوقع ني اإلنسان بالوا مع ب ني عالقات (تحتاج إلى أفعال يمارسها اإلنسان لتتكون أخالقه عمليا ليب

1 . يه أن ) ما تجدر اإلشارة إل فس وعلى [إذ م بط الن في الحياة، وعلى ض تعود المرء على النظام يل نهار ان ل ية تالزم حياة اإلنس ها تتطلب مرانا وممارسة يوم ية، كل ية التعاون ] (الحياة االجتماع

2. (الفصل الخامس

وسائط تنمية األخالق يم الخلقية كثيرة ومتعددة، ويتم عن طريقها تنشئة األفراد المسلمين على القيم إن وسائط تنمية القاإلسالمية الصحيحة، وهذه الوسائط هي نفسها وسائط أو وكاالت الثقافة المنوط بها تنشئة األفراد

هي فة مع، ذلك أن الثقا فة المجت ية [على ثقا يه الشخص مو ف سط الذي تن ساسي والو اإلطار األته، وخبراته ودوافعه، وطرق ته ومهارا ته ومعلوما تي تؤثر في أفكاره ومعتقدا وتترعرع، فهي التعبيره عن انفعاالته ورغباته، كما تحدد له القيم والمعايير التي يسترشد بها وتفرض عليه التقاليد

ها ك ب تي يتمس يم )3](ال ها الق كل، وتقدم ل ية بهذا الش كل الشخص ها أن تش فة ال يمكن ، إال أن الثقاتي يم أو ما يسمى بالتنشئة االجتماعية، وال الالزمة الستمرار حياتها إال عن طريق التربية والتعل

).4(ينظمها المجتمع تنظيما دقيقا بها وكاالته أو مؤسساته أو وسائطه __________

104محمد فاضل الجمالي، نحو توحيد الفكر التربوي، ص ) 1(

ابق، ص ) 2( جع الس ضل الجمالي، المر مد فا ـ 105مح يف : ، وقارن ب سالمية، ك ية اإل الترب .99نرغبها ألبنائنا، ص

سامية الساعاتي، الثقافة والشخصية، بحث في علم االجتماع الثقافي، الطبعة الثانية، بيروت، ) 3( .223م ص 1983دار النهضة العربية،

.226 - 224المرجع السابق، ص ) 4(

)1/64(

ـ ـ إذن فة ية التنشئة [فالثقا يث تحدث عمل تبر الوعاء التربوي العام ح سائطها، تع كل و بعبر عن نفسها هم وت سلوكية تحدد عالقات طا ابهم أنما من اكتس يه ما تؤدي إل ية لألفراد ب االجتماع

).1(فيما يقومون به من أدوار اجتماعية

نه لن يقتصر على المدرسة وحدها كمؤسسة تعليمية وتربوية تي البحث هنا عاما بمعني أ ولذا يأية ية تنم في عمل ية ها من دور بالغ األهم ما ل ها، ل ية كل سنبحث عن الوسائط الثقاف بل مقصودة، في هذا اإلطار تي سائط يأ نا لهذه الو يم اإلسالمية موصول، فإن تناول عن الق نا يم، وألن حديث القمن تي لحقت بالحياة المعاصرة وما صاحبها ثر التطورات والتغيرات ال ين أ اإلسالمي غير مغفلفي المؤخرة، صبحت تل الصدارة فأ نت تح كز كا تى ضياع مرا مل أو ح خل وتكا ص وتدا تخص

.وتقدم أخرى حتى أصبحت في المقدمة

ويأتي الحديث عن هذه الوسائط في محاولة لتحديد دور كل واحد من هذه الوسائط وما يجب أن .يقوم بأدائه من أدوار في إطار تنمية القيم اإلسالمية في المجتمع اإلسالمي المعاصر

:األسرة- أ

يه، وهي الوعاء االجتماعي الذي يتلقى الطفل معلوماته، ويتفاعل مع أفرادها، ويشعر باالنتماء إلوبذلك يكسب الطفل أول عضوية له في جماعة، ويتعلم منها كيف يتعامل مع اآلخرين في سعيه

.إلشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خالل تفاعله مع أعضائها

قف واألشياء واألشخاص واألهداف مع الموا كل تعامله يء يحدد ش من أي ش فل خلوا ويولد الطالتي تنتظم عليها حياته بعد ذلك، واألسرة هي التي تتولى رسم توجهاته في الحياة من خالل القيم التي تحتويها ثقافة المجتمع ويستجيب الطفل لها نظرا لما لألسرة من قدرة وإمكانات على إشباع

).2(حاجاته، ومعاونته على مواجهة المواقف التي تواجهه في حياته المبكرة __________

محمد الهادي عفيفي، في أصول التربية، األصول الثقافية للتربية، القاهرة، األنجلو المصرية، ) 1( .218، ص )بدون تاريخ (

.59، ص )مرجع سابق ( محيي الدين أحمد حسين ) 2(

)1/65(

وأهم مشكلة تواجه الفرد في حياته، تلك التي تتمثل في الكيفية التي يتعامل بها مع محيطه، بعبارة كيف يتمكن من التعامل مع عالمه بطريقة منسقة؟ والجواب هنا يتمثل في الخبرات التي : أخرى

لمات تتعلق بدالالت األشياء و واألشخاص من مس نه ما تتضم ته، و من بيئ فل تمدها الط يسعه ظل م سرته، وت من خالل أ ته في ذا تدخلها ها ويس تي يتشرب يم ال من خالل الق واألحداث، أي

).1(طوال حياته في بنائه الشخصي والذات

ها الحكم تي يكتسب الطفل عن طريق ية التنشئة االجتماعية عن طريق األسرة، ال تبرز أهم وهنا من تعاون وده ما يس سري و جو األ ية بال ثر تلك العمل خبرات، وتتأ قف وال على األشياء والموابة تند إلى المح ين تس ين الوالد مة ب قة القائ نت العال ما كا حن واضطراب، وكل ستقرار، أو تشا واقة يم بطري فل الق سليمة، فيتشرب الط صحيحة و ية تي التنشئة االجتماع هم والتعاون، تأ والتفا

.صحيحة سليمة

ما كانت األسرة متمسكة بدينها، ومبادئه وقيمه، انعكس ذلك على تربية األطفال، حيث تعمل وكلرفات كل تص في مه ين ومبادئه وأحكا حيحة، فيحكمون الد يم الص ها على الق على تنشئة أبنائ

).2(حياتهم، والعكس صحيح

ليمة، فأرسـى الدعائم السلـيمة وقـد أراد اهللا لألسـرة أن تقوم على األسـس الصحـيحة السسوية، أ نشأة سليما كحاضن جيد للطفل، بحيث ينش نا ها تكوي مة لتكوين الصحيحة،واألسس القويسالم ة روح اإل يه، عاكس هة إل وص الوافرة موج سالمية، ولهذا وردت النص يم اإل كا بالق متمس

).3(وأهدافه في بناء األسرة __________

.59المرجع السابق، ص ) 1(

منير المرسي سرحان، في اجتماعيات التربية، الطبعة الثانية، بيروت، دار النهضة العربية ) 2( .183،184م، ص 1891

ـ ) 3( -179أحمد محمد العسال، مرجع سابق، ص : راجع في نظام األسرة في اإلسالم ـ مثال 200.

)1/66(

سليم ير جو صحي جل توف من أ مة وجليلة الشأن نة، ها إن األسرة المسلمة تقوم على مبادئ معيومن آياته أن : {لتربية األوالد تربية سليمة على القيم اإلسالمية، فهي تقوم على المودة والرحمة

م لقو ت ن في ذلك آليا كم مودة ورحمة إ ها وجعل بين كنوا إليا لتسج ن أنفسكم أزوا م م ق لك خل).1}(يتفكرون

}(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة : {كما تقوم على مبدأ العدل والمساواة 2.(

سرة تقوم على مبدأ ما أن األ سرة، ك في األ فة جل والمرأة وظي من الر كل على اعتبار أن ل).3} (وعاشروهن بالمعروف : {المعاشرة بالمعروف

وفي مثل هذا الجو األليف الودود تقوم عملية التربية لألبناء وسط جو من ضمان حقوقهم، ووسط

الشعور بالمسئولية التامة عن هذه التربية التي أكدها الشارع الحكيم، فاألسرة قائمة على قيم ومن أال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته : [Jأجل قيم، يقول الرسول

وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم، وعبد الرجل ).4](راع على مال سيده وهو مسئول عنه، أال فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته

في مسئولية األسرة عن ين في هذا المجال يؤثران تأثيرا واضحا يه بأمرين هام بد من التنو وال :تنمية القيم الخلقية، وهما

:األمر األول __________

.21: سورة الروم ) 1(

.228: سورة البقرة ) 2(

.19: سورة النساء ) 3(

يه، راجع ) 4( فق عل ـ : صحيح مت ، حديث 12، ص 3البغوي، مصابيح السنة، مرجع سابق، ج.وراجع صفة المسئولية من صفات الموسوعة . 2776رقم

)1/67(

في بل تي وحده، يم ال يأ ية الق هم، ذلك أن تنم سرة متكاملة تجاه األطفال وتربيت ئولية األ إن مسية ية وعقد ية ونفس ية وجمال ية وخلق مية وعقل فل، جس ها الط تي يحتاج إطار إشباع الحاجات الها ية بهذه الحاجات وإشباع نى العنا فة هذه الحاجات، ومع يم تتخلل كا ية، ومعلوم أن الق واجتماع

.االهتمام الشامل بتنمية هذه الجوانب على أساس قيمي

ما : [Jقال رسول اهللا : وتشير السنة المطهرة إلى ذلك، فعن أبي هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ قال مة مة بهي تج البهي نه أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تن من مولود إال يولد على الفطرة، فأبواه يهودا

).1](جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها

يه، فالحاجات الجسمية، توفرها يم لد ية الق فحاجات الطفل المتعددة وإشباعها هي األساس في تنمها عن طريق ير ذلك، و نب الصحية وغ ية بالجوا كن وعنا بس ومس كل وشرب ومل من أ سرة، األيتعلم الطفل الضبط وغير ذلك، فهي المدخل األساسي لتكوين نواة االلتزام، وكذا الحاجات العقلية والخلقية، ويحتاج الطفل إلى مجموعة حاجات أخرى تؤهله ال كتساب القيم، كالحاجة إلى األمن، ته إلى التحصيل والنجاح، نه يحتاج إلى إشباع حاج ما أ حب، ك عي، وال ير االجتما بل، والتقد والتق

).2(وإلى تعلم المعايير السلوكية، وإلى السلطة الضابطة المرشدة، وغير ذلك من حاجات __________

يه، راجع ) 1( ـ : صحيح متفق عل :والجمعاء . 69، حديث رقم 136، ص 1المرجع السابق، ج

كي ها وال ها ال جدع ب عة األعضاء كامل من العيوب فمجتم ليمة ية (الس في النها ير بن األث /1: ا296.(

.220-210، ص 124-119حسن إبراهيم عبدالعال، مرجع سابق، ص : انظر ) 2(

)1/68(

عض هو مزود بب فل يولد و سالمية، فالط يم اإل ية الق في تنم ساس تبر األ ته يع إن اإلشباع وطريقالقابليات، إال أنه يعيش في بيئة معينة يتفاعل معها وتتفاعل معه، والبيئة السلوكية التي يعيش فيها

ية عض العادات االنفعال ين ب ية، وتكو عه األول عض دواف يل إشباع ب أي أن البيئة . تضطره إلى تعدها النظام يا، ذلك ألن القيود االجتماعية التي يملي عبيرا حيوان السلوكية ال تدعه يعبر عن دوافعه ت

).1(الحضاري تملي عليه نوعا من تعديل هذه الميول الفطرية

إن أهمية األسرة المسلمة في تنشئة الطفل المسلم على المعايير والقيم اإلسالمية غاية في األهمية، ومسئوليتها متكاملة تجاه تلك التنشئة بحيث يكتسب الطفل المسلم الشخصية اإلسالمية الصحيحة،

.والمتكاملة المتوازنة

:األمر الثاني

ها بل يمكن القول إن جه مشكالت جمة، ما أصابها، وتوا ير من التغي صابها أن األسرة المسلمة أحب على ما انس ها حب علي قد انس سبابه، ف يس هذا مجال تحليله وبيان أ يا ل صراعا قيم يش تع

.المجتمع اإلسالمي، والمجتمع العالمي معا، وكان لهذا تأثيراته الواضحة عليها

ومع التغير االجتماعي تغيرت أشياء في األسرة منها اإليجابي، ومنها السلبي، وكان للتغيير الذي وهذا التغيير يجعل وظيفة ). 2(صاحب التصنيع والتقنية أثره الفعال على األسرة في نواح متعددة

األسرة المسلمة أكثر أهمية وصعوبة، خاصة في مجال تنمية القيم اإلسالمية، وفي إطار أهداف ها سرة، فإن دور صابت األ تي أ في إطار تلك المتغيرات ال سالة اإلسالمية الخالدة المتجددة، و الر

:في تنمية القيم الخلقية في إطار رعايتها للنمو المتكامل لشخصية الطفل يتحدد كما يلي __________

.223المرجع السابق، ص ) 1(

بدون تاريخ (سناء الخولي، الزواج والعالقات األسرية، بيروت، دار النهضة العربية، : انظر ) 2(.310-299، ص )

)1/69(

1 - مة سبة، بالكل فة الطرق المنا ـ، بكا جل عز و ـ يد اإليمان باهللا فل على تأك اعدة الط مسير في العبادات وقراءة القرآن، وغ فة الملتزمة،بالترغيب يم، بالقصة الهاد لوك القو ية، والس الحان

.ذلك من أسباب ووسائل تحقق األهداف اإلسالمية وتغرس عقيدة التوحيد في نفس الناشئ

2 - ية خبرات االجتماع يم والحقائق والمبادئ اإلسالمية، وإمداده بال ثل الق مساعدة الطفل على تمسب مع التبسيط المنا سالمي، في إطار إ ما وحقائق جديدة خبرته قي تي تضيف إلى المثيرة له وال

.المعبر عن حاجات الطفل ومشكالته

3 - ها، وكذا تي تمثل ته ومشاعره وآرائه ال مه واتجاها مة قي يح وترج فل على توض اعدة الط مس.مشكالته الخاصة، وتوجيهه لحلها في إطار إسالمي صحيح

تهيئة المناخ المناسب المساعد على اكتساب القيم، عن طريق صالح األسرة وصالح األبناء - 4.وتهيئة المجال للطفل لالقتراح والتخطيط المناسب، ومزاولة األنشطة التي تبدو هامة بالنسبة له

توجيه الطفل إلى ما يجب أن يفعله في المواقف المختلفة، وبيان أنه يتعين عليه أن يفعله دون - 5.ضغط أو إكراه من أحد

6 - ما ينوي ته، وتقدر سرة أن تحترم ذاتي فل، فعلى األ ية الط سالم لذات من احترام اإل قا وانطالفعله، وقدرته على األداء، واحترام أسئلته عن عالمه، واإلجابة عنها بأسلوب مناسب، حتى يتمكن

.من فهم عالمه واستقاء المعاني منه، وتكوين القيم اإليجابية تجاه هذا العالم

العدل بين األطفال والمساواة بينهم، على النحو الذي أشار إليه اإلسالم مما يحفظ على الطفل - 7.كرامته واعتزازه بنفسه، ويساعده على التمثل الفعال للقيم اإلسالمية

تعويد الطفل على اآلداب االجتماعية اإلسالمية، واألخالق اإلسالمية بالممارسة العملية وليس - 8.عن طريق الكالم النظري وإلقاء األوامر ليقتنع بها اقتناعا كامال

9 - من خالل المحاولة قا، ها تعامال رفي مل مع ته، والتعا يطرة على بيئ فل على الس يد الط تعو.والخطأ وتعليمه أن الواقع المحيط به يحتاج إلى التفاعل الجاد معه

)1/70(

تقبل األفكار الجديدة من الطفل، واحترام حبه لالستطالع دون التقليل من شأنه أو قهره أو - 10).1(احتقاره، ألن هذا يقلل من شعور الطفل بذاتيته مما يعتبر معوقا في نمو القيم لديه

عي طبيعي جدا والواق تي السؤال ال ير غيره كذلك، ويأ قد يكون هذا الكالم جميال مثاليا، وكث ما : ويق هذا؟ نقول تم : الطريق إلى تحق ية األطفال بهذه الصورة تحتاج إلى جهد ومشقة، ولن ي إن ترب

لذا. هذا إال في ظل أبوة حانية، وأمومة رحيمة لديها الوعي الكامل بأهمية وخطورة ما يقومان به .فإن تربية اآلباء يجب أن تأتي قبل تربية األبناء

يم اإلسالمية، ويستعينوا بالحكمة واألناة ثل اآلباء واألمهات الق إن هذا يستدعي ـ أوال ـ أن يتمجر ياسة الز يس لس ما بمجاهدة األيام والليالي، ول ين يوم وليلة، وإن تي ب ية ال تأ بر، فالترب والصمن هذا الممنوع، بالتمرد على ته فل إلى التطلع للممنوع، وإشباع حاجا فع بالط ها تد نف، ألن والع

هر الخضوع الكاذب ين، أو بالظهور بمظ يه األبو . توج في .. مر إلى ازدواج هى األ ما انت وربعي هو المرض الفردي االجتما قا، و بح مناف ية إلى أن يص في النها ما يؤدي شئ، م ية النا شخص

).2(الذي نشكو منه مر الشكوى __________

هوية الذات في إطارها الفردي والتي بها يتمايز اإلنسان عن غيره من البشر، : يقصد بالذاتية ) 1(.وهو أمر أكده اإلسالم في القرآن والسنة

ظر … في : وان في اإلسالم، ية ية التربو ية الطفل والنظر ير، ذات مي قم يم : محمود فه أحمد إبراهكز البحوث ـ مر فية ية والفلس صولها النظر سالمية وأ ية اإل في الترب سات ظم وآخرون، درا كا

.282م، ص 1985التربوية ـ المجلد التاسع ـ جامعة قطر ـ

.207، 206أحمد محمد العسال، مرجع سابق، ص ) 2(

)1/71(

وقد أدرك ابن . ولعلنا نعود هنا إلى ما سبق أن ذكرناه عن القدوة وما تتطلبه من الشفقة والرحمة ـ خطورة هذا، فقال ـ وغيره ين أو : [خلدون من المتعلم هر ف والق من كان مرباه بالعس و

هب بنشاطها ودعاه إلى اطها، وذ في انبس فس هر وضيق على الن به الق سطا يك أو الخدم، الممالفا من انبساط األيدي في ضميره، خو ما ير هر بغ الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو التظابالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقا، وفسدت معاني اإلنسانية التي له من حيث االجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عياال على ها عن غايت ت يل، فانقبض اب الفضائل والخلق الجم عن اكتس فس لت الن بل وكس في ذلك، غيره

).1](ومدى إنسانيتها، فارتكس وعاد في أسفل السافلين

إن األسرة المسلمة يجب عليها أن تتخلص من قيم الضعف وما يسودها من ضعف وقيم ال تنتمي بد يم اإلسالم الصحيحة، فال ني مجتمعا مسلما على ق نا أن نب يم اإلسالم الصحيحة، وإذا كان ل لقمن تغيير قيم األسرة وما يسودها من قيم ضعف وهوان تجاه القيم اإلسالمية الصحيحة، في بنائها وفي تربية أبنائها، وهذا هو أساس التغيير الصحيح نحو القيم اإلسالمية، إن عين الطفل وسمعه

يجب أال يقعا إال على سلوك صحيح مترجم عن واقع صحيح وقيم سليمة، ولذا فإن المطلوب من ته كد ذاتي ما يؤ ما مباشرة وبدون مباشرة فل منه قى الط نا فعال قدوة صالحة، ليتل ين أن يكو الوالد

.واستقالله في إطار التصور اإلسالمي الصحيح

سياسة االنغالق عن عد يد، والب تح واختيار الج مة على التف سرة قائ سياسة األ غي أن تكون وينبوالحرمان وإيصاد األبواب، واالعتماد على تكوين الحس اإلسالمي في نفوس األطفال، وبالتدرج

.وإنضاج القدرة على االختيار الجيد، والبعد عن السفاسف والرذائل

:جماعة األقران - ب __________

ر ) 1( نة المنورة للنش بة ودار المدي نة المنورة، مكت ني، المدي مة، الجزء الثا بن خلدون، المقد ا .407047م، ص 1984والتوزيع،

)1/72(

سرة إلى االلتحاق بجماعات الرفاق على من األ فل تتحول ميوله مر الط بمرور األيام، وتقدم عمن اختالط األطفال أ طبيعي ينش ين عة األقران أو الرفاق، تكو ن، فجما من تقارب الس ساس أستقاللية ته اال يه، والناشىء بنزع حي أو الشارع الذي يسكنون ف في إطار العائالت أو ال ببعضهم

.يندمج مع هذه الجماعة، ويؤدي به األمر إلى مجاراة ما يسود بينهم من قيم ومعايير

مر ها، األ سة وداخل عة، خارج المدر مع هذه الجما تا طويال شء وق ي الن في [ويقض ثر الذي يؤ).1](سلوكهم واتجاهاتهم تأثيرا كبيرا، وكذلك في قدرتهم على التعلم

ثر عة األقران أو الرفاق أك صة [وجما هم الخا صدقاء يهتمون بأمور من األ عة من مجرد جماها الكبار خل في عة يتد ين، جما نى خاص مع تبر كذلك، بمع بل تع ب، هم المتبادلة فحس وعالقات

كز ظة على بقاء هذه المرا من المحاف فل والغرض كل ط كز . 2](ويحددون مر عب هذه ) وتلسقة من حيث ها تضم جماعة متنا يم، نظرا ألن ية في إكساب الناشئ الق الجماعة دورا بالغ األهمخل األسرة، نة ال يمكن اكتسابها دا يم معي شئ من اكتساب خبرات وق ثم يتمكن النا العمر، ومن (وتنجح جماعة األقران في نقل قيم متميزة لألفراد، كما يمكنها أن ترسخ قيما سائدة في المجتمع

).4(وكذا يمكنها أن تحطم قيما سائدة في المجتمع أيضا ). 3__________

علم االجتماع التربوي في اجتماعيات التربية، القاهرة، دار النهضة : محمد مصطفى الشعبي ) 1(76م 8791العربية،

.430، ص 1981محمود حسن، األسرة ومشكالتها، بيروت، دار النهضة العربية، ) 2(

.64، 63محيي الدين أحمد حسين، مرجع سابق، ص : انظر ) 3(

.436، 435، 431، 430محمود حسن، مرجع سابق، ص : انظر ) 4(

)1/73(

فجماعة األقران ناتج اجتماعي يتكون على أساس فئات السن، إلشباع حاجات محددة، ومعنى هذا ومن أهم ما تقوم به . أنها تقوم بوظيفة شرعية في نمو الطفل وإكسابه القيم السائدة في المجتمع

في هذا المجال عة ير : هذه الجما جب، ومعاي صيغة الوا مو نا تن ين، وه االعتراف بحقوق اآلخرعة بط، ذلك أن هذه الجما من أدوات الض ها كأداة ها تقوم بدور ما أن ية ك ليم بتلقائ رف الس التصها قة، ويسود بينهم التآلف، ويتوحد في ين، تقوم بينهم عالقات ودية وثي تتكون من أشخاص متكافئاألعضاء بعضهم ببعض فتكون النتيجة أن يصبح األعضاء شديدي الحساسية لموافقة اآلخرين أو

، وهكذا تساعد جماعة )1(اعتراضهم، وهذا يعني شدة الضغوط التي تفرضها الجماعة على الفرد ين لوك المتطرف أو المنحرف ب حيح الس يم، وتص ين الق بط االتجاهات وتكو في ض الرفاق

.أعضائها

ية ها تكون وحدة ثقاف ما أن ير األمن واالطمئنان الجسمي والنفسي، ك من أدوات توف ها أداة ما أن كيم من الق نة عة معي عة مجال محدد للنشاط والميول، ومجمو كل جما صة ومتميزة، أي يكون ل خا

).2(واالختيارات والتفضيالت تتضافر فيما بينها ويتكون منها النمط االجتماعي للجماعة

ومن المهم اإلشارة إلى أن جماعة الرفاق تعتبر انعكاسا لثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه، وتتبلور فيها قيم المجتمع التي يؤمن بها، فالناشئ ينقل إلى هذه الجماعة ثقافة أسرته وثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، وبالجملة فإن جماعة الرفاق من أهم الجماعات التربوية المؤثرة في نقل القيم وغيرها

.من المكونات الثقافية للمجتمع، ولذا تعتبر وسطا مهما جدا في هذا المجال __________

.445، 444المرجع السابق، ص ) 1(

.449، 448المرجع السابق، ص ) 2(

)1/74(

ية يه ورجاالت الترب سالم، ومفكر من توجيهات اإل يت باهتمام خاص قد حظ ية ف ولهذه األهمسالمية جد توجيهات إ ها، ون صالح ل صالح الفرد صالح الفرد، و صالحها في سالمية، ف اإل

واضحة تدعو اآلباء واألمهات والمربين إلى العناية بتوجيه أبنائهم إلى اختيار رفقائهم من األخيار الصالحين دينا وخلقا وسلوكا حتى يقتدوا بهم، ويكتسبوا منهم الصفات الحميدة والخالل الفاضلة،

).1(وأن يجنبوهم مخالطة األشرار حتى ال يقلدوهم ويسلكوا طريقهم المعوج

يه، يقول اهللا نا إل ما ذهب كد قة، تؤ حبة والرف ية الص عن أهم في القرآن آيات يه عام نقرأ وبتوجيا ويلتى ليتني لم * ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيال : {تعالى

نا خليال . {2}(أتخذ فال ( ن ض عدو إال المتقي علب م هضعب ئذموي الء{3}(األخ . نا إال ) ما أضل و ونرمجالم * ينعشاف نا لنا ميم * فممح يقدال ص4}(و.(

نبي سمع ال نه ـ أ نه ـ رضي اهللا ع سعيد بي كل : [يقول Jوعن أ نا وال يأ ال تصاحب إال مؤمنه قال ). 5](طعامك إال تقي المرء على دين خليله فلينظر : [Jقال رسول اهللا : وعن أبي هريرة أ).6](أحدكم من يخالل __________

ية ) 1( يا، الدار العرب ية، ليب نة النبو في الس سالمية ية اإل سس الترب ني، أ يد الزنتا يد الس عبدالحم.776م، ص 1984للكتاب،

.28، 27: سورة الفرقان ) 2(

.67: سورة الزخرف ) 3(

.101 - 99: سورة الشعراء ) 4(

ظر ) 5( يث حسن، ان ـ : حد سابق، ج يث رقم 381، ص 3البغوي، مصابيح السنة، مرجع ، حد3902.

، حديق رقم 382حديث حسن غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، المرجع السابق، ص ) 6(3903.

)1/75(

إما : مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك : [Jوقال رسول اهللا ير فخ الك بة، ونا حا طي نه ري جد م ما أن ت نه، وإ ما أن تبتاع م يك وإ بك، : أن يحذ ما أن يحرق ثيا إ

).1](وإما أن تجد ريحا خبيثة

مر صالحين، أ هم حو اختيار يه األبناء ن مة، فإن اختيار الرفاق، وتوج قا لهذه التوجيهات العا وطبسليمة صحيحة و سرة تنشئه في أحضان األ هو تنشئة األطفال في ذلك كله ساس جب، واأل وامن جة فس الدر عة الرفاق على ن نت جما لمين كا سر المس مت تلك التنشئة أ ما ع مة، وإذا وقويالصالح، فال يكتسب الناشئ إال قيما صالحة، ويدعم هذا الوسط االجتماعي العام والذي بقدر ما

.يكون صالحا يكون األفراد كذلك، ومن ثم يعم الصالح جماعة الرفاق وغيرها

ستقالليته على يق ا اعده على تحق ها تس ته، ألن شئ على اختيار جماع اعدة النا جب مس من الوا إن يم الصالحة ته، وتدعم الق ألن ميل األطفال إلى ). 2(نحو تدريجي، كما تنمي لديه مفهومه عن ذا

تبر متغيرا من متغيرات الشخصية كما هم النفسية يع يم اآلخرين واتجاهات بل ق اختيار األقران وتق).3(دلت على ذلك دراسات علمية متنوعة

__________ .3895، حديث رقم 378من رواية أبي موسى األشعري، المرجع السابق، ص . متفق عليه ) 1(

229، 228م، ص 1983كافية رمضان، فيوال البيالوي، ثقافة الطفل، الكويت، كلية التربية، ) 2(.ظر ) 3( سالمة : ان يز مد عبدالعز مة أح ية، ترج سيكولوجية الطفولة والشخص جر وآخرون، كون

.482م، ص 1985وجابر عبدالحميد، القاهرة، دار النهضة العربية،

)1/76(

مة، يقول في ذلك اجتهادات وأقوال قي هم حبة، ول مة هذه الص لمون قي قد أدرك المربون المس و).1](الصبي عن الصبي أفهم وبه أشكل : [الجاحظ

إن حرص اإلسالم والمفكرين المسلمين على سالمة البيئة االجتماعية، وعلى إشباع حاجات الطفل إلى جماعة الرفاق واألتراب واضح،ومن خالل كل هذا نعود فنؤكد أهمية المحافظة على الوسط سليما وصحيحا يم اإلسالمية نموا مو الق اد أو الخلل للناشئة، لتن تى ال يتسرب الفس عي ح االجتما

.وقويا

:جـ – المسجد

ببناء Jكان المسجد وما يزال شعار الحياة في المجتمع اإلسالمي، ويدل على ذلك اهتمام الرسول ته وضرورته، ولم يكن المسجد نة، مما يدل داللة صادقة على أهمي المسجد أول قدومه إلى المديفي هذا إشارة نت له وظائف أخرى كثيرة تتعلق بسياسة الدولة، و بل كا قط، ية ألداء الصالة ف بناإلى أن المسجد إنما أقيم كمؤسسة محققة ألهداف اإلسالم ورعاية مصالح الدنيا واآلخرة، فقد كان في حياة ته ما يدل على أهمي ير ذلك، م مة االحتفاالت وغ ستقبال الوفود وإقا يم ال مقرا للتعل

.المسلمين

:وتظهر أهمية المسجد في إطار تنمية القيم الخلقية اإلسالمية في قيامه بالوظائف التالية

1 - ير سلوكية ية وغيرها، مما ينمي لديهم معاي يم الدين عة التعال يم األفراد والجما نشر العلم وتعل.إسالمية تحقق سعادة الفرد والمجتمع

__________ين، ) 1( حظ، كتاب المعلم حر الجا بن ب بو عثمان عمر غة واألدب ( أ في الل مل مش الكا على ها

مبرد عة التقدم، )لل ر، مطب عة األولى، الجزء األول، مص . 26، ص 1323، الطب ظر بن : وان ا،12مجلة المشرق البيروتية، السنة التاسعة، األعداد، ) نشرة األب لويس معلوف ( سينا، السياسة

.1075، 1074، ص 1906، 23

)1/77(

2 - مل كن للع ما يم سالمية، م يم اإل لوكي المعياري القائم على التعال إمداد األفراد باإلطار السالصالح لديهم، حبا وسلوكا، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ألن صالتهم فيه تنهاهم عن هم ما تأمرهم بالمعروف وتنها كر، وتأمرهم بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى، ك الفحشاء والمن

.عن المنكر

3 - يم مة المبادئ والتعال هم إلى ترج ثم دعوت عة، ومن ية الوازع الداخلي لدى األفراد والجما تنم.اإلسالمية إلى سلوك عملي واقعي

دعم روح األخوة والتعارف بين المؤمنين مما يؤدي إلى دعم القيم الخلقية اإلسالمية وتوحيد - 4سالبة، كالظلم يم من ق ية ية واالجتماع عف الروح اإليمان ما يض كل بذ عي، ون لوك االجتما السوالحسد، واحتقار الغير، والسخرية باآلخرين، والغيبة والنميمة، وغير ذلك من أمراض اجتماعية

.تضعف البناء االجتماعي اإلسالمي، وتفرق جهده

5 - مة، ألن األفراد الجدد ين األجيال الجديدة واألجيال القدي مي ب راع القي يب الص محاولة تذومن خالل المسجد، ومن تبرز جيدا لوكية مى، فالقدوة الصالحة والنماذج الس يقتدون باألفراد القداثم تضعف اتجاهات الصراع القيمي، في ظل القدوة ومبدأ الشورى، والمناقشات الموضوعية في

.شتى شئون الحياة بين الصغار والكبار

اإلرشاد والتوجيه المستمرين تحت رعاية أئمة المساجد الواعين، خاصة لاللتزام بالقيم الخلقية - 6).1(اإلسالمية، واستشارتهم فيما يجد من شئون الحياة

__________ظر ) 1( مع، : ان ية، جدة، دار المجت في الترب جد مد قادري، دور المس بن أح بد اهللا ـ 1407ع /ه

.132-109، ص /1987

)1/78(

ية تنمية القيم الخلقية اإلسالمية لدى األفراد والجماعات، إن للمسجد دوره الهام والخطير في عملنا في حاضر ية، وإذا كان دوره ية وإمكانيات ماد من قوى بشر صة إذا توافرت له اإلمكانيات خاالمعاصر قد تراجع ـ إلى حد ما ـ لوجود المدارس، ووسائل اإلعالم، فإن ذلك ال يعني اختفاء ته من القيام بوظيف قه ما يعي فا، م ية وأهدا به، وتطويره بنا ية جب العنا دوره، فدوره قائم، ولذا ت

.وأهدافه، بما يجعله قادرا على خدمة الحياة اإلسالمية المعاصرة في إطار أهداف اإلسالم

مع من تنظيمات المجت يم هو تنظ بل سسات قي المؤ ثل با ها م ية مثل سسة اجتماع جد مؤ إن المسسسات مع المؤ مل جب أن يتكا مل أو ي هو يتكا ستخدمها لتنشئة األجيال، ولذا ف تي ا سالمي، ال اإلما يه إعدادا جيدا ب ين عل يز على إعداد القائم مع ضرورة الترك ية األخرى، والتنظيمات االجتماعية جب العنا ية، ي من األهم ه صغارا وكبارا، وبالقدر نفس جد مع رواد المس مل هم للتعا يهيؤيه مع يغلب ف فة المسجد، فإذا كان المجت مل مع وظي مع،بحيث تتكا في المجت بالمؤسسات األخرى انحراف ما فإن المسجد لن يستطيع أن يؤدي وظيفته كما ينبغي، ألن هذا االنحراف سيحول بين

.أفراد المجتمع والتأثر بالمسجد وما يقدمه

ولقد اعتبر المسجد منذ أن وجد مؤسسة للصغار والكبار، للرجال والنساء، لكل طوائف المجتمع، سول اهللا غار، وكان ر ية للص سسة تربو نت له Jوكان مؤ بل كا جد، عن المس غار نع الص ال يم

:مواقف معينة تؤكد اهتمامه بهم، ومما يروى في هذا المجال

يؤم الناس وأمامه بنت أبي Jرأيت النبي : [عن أبي قتادة األنصاري ـ رضي اهللا عنه ـ أنه قال ).1] (رفعها ) ويروى (العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها

__________ .699، حديث رقم 336، ص 1جـ) مرجع سابق ( متفق عليه، مصابيح السنة ) 1(

)1/79(

إني ألدخل في الصالة وأنا أريد إطالتها فأسمع : [يراعي وجود األطفال في المسجد، يقول Jوكان ).1](بكاء الصبي فأتجوز في صالتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه

،Jما صليت وراء إمام قط أخف صالة وال أتم من النبي : [وعن أنس ـ رضي اهللا عنه ـ قال ).2] (وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه من بكائه

صالة األولى، ثم خرج إلى Jصليت مع النبي : [وعن جابر بن سمرة ـ رضي اهللا عنه ـ قال نا فمسح خدي ما أ ستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، وأ أهله وخرجت معه فا

).3] (فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار

وهناك أدلة غير هذه كثيرة نكتفي هنا بما ذكرناه، . إن هذا كله يدل على حضور الصغار المسجد

كانت قوية ومقصودة، وإن تنشئته على ذلك تجعله يألفه Jفصلة الناشئ بالمسجد في عهد الرسول .ويرتبط به، ليكون من رواده فيه مصلحة عظيمة، ولذلك أثره في تنمية القيم الخلقية اإلسالمية

عض نا ب سالمية نقدم ه يم اإل لمة على الق في تنشئة األجيال المس ته جد وظيف كي يؤدي المس ول:المقترحات، سواء فيما يتصل باألهداف أو الوسائل، كما يلي

:فيما يتصل باإلشراف على المسجد والقائمين عليه

.أن يقدم للمسلم كيفية أداء العبادات بطريقة صحيحة - 1

.أن يعرف المسلم بأركان اإلسالم وأسسه وأحكامه - 2

.أن يعني بتحفيظ القرآن الكريم وتفسيره - 3

.أن يعني بتعليم األحاديث الشريفة، حفظا وتفسيرا، وكذا العناية بالسيرة النبوية - 4

.أن يعني بتنمية اآلداب واألخالق اإلسالمية - 5

.أن يعني اإلمام باإلجابة على استفسارات رواد المسجد - 6

.أن يعني بتزويد المسلمين بآداب المسجد والصالة واحترام المصلين - 7

.أن يعني بتمرين المسلم على ممارسة السلوك االجتماعي اإلسالمي - 8__________

.809، حديث رقم 408متفق عليه، المرجع السابق، ص ) 1(

.808، حديث رقم 408متفق عليه، المرجع السابق، ص ) 2(

ـ ) 3( .4512، حديث رقم 49، ص 4أخرجه مسلم، المرجع السابق، ج

)1/80(

.أن يعني بوسائل جذب الناشئة إلى زيارة المسجد المنتظمة وحضور الصلوات فيه - 9

.أن يمرن الناشئ على خدمة المسجد ورواده، مما يساعد على غرس قيم العمل في نفسه - 10

:وفي سبيل تحقيق هذه األهداف، فإن هناك مواصفات معينة يجب أن تراعى، وهي

.أن يكون المسجد مركز نشاط اجتماعي وثقافي وعلمي، يضم مكتبة جيدة ومتنوعة - 1

.أن يقدم المسجد دروسا متنوعة حول ما يتعلق بأمور حياة الناس، ويقدم المعارف المتنوعة - 2

.أن يضم مركزا للمعلومات يرجع الناس إليه ليجدوا ما يجيب على تساؤالتهم - 3

أن يكون مقرا لتوجيه الشباب لما يتطلبه تكوين األسرة المسلمة الصالحة، بل يتعاون أهل كل - 4.مسجد على تزويج الشباب كل بقدر استطاعته

أن يكون المسجد مركزا إعالميا يسهم في تقديم ما تتطلبه ظروف الحياة المعاصرة وما يجد - 5.في الساحة اإلسالمية من أخبار، وتحليلها بعقلية واعية ومتفتحة لكي تواكب الحياة وما يدور فيها

أن يكون المجتمع هو الذي يضرب القدوة الصحيحة في إجابة نداء المؤذن بسرعة واستمرار - 6.بحيث يشاهد الناشئة هذا فيتمثلونه

7 - ها أن يذكر على أسماع الصغير وخاصة من أمه فضائل المساجد، والثناء على المصلين في.وما أعد اهللا لهم من ثواب، كل ذلك بهدف غرس حب المسجد في قلبه

.أن يصطحب الكبير الصغير إلى المسجد، حتى يألفه، ويألف المصلين وال يستوحش منهم - 8

9 - فة، وأال يغلظوا له القول، فإن غير معاملة لطي لون الص جد والمص مل العاملون بالمس أن يعا.المالطفة والمداعبة تجعله يألف المصلين ويحب أن يتردد على المسجد

).1(تنويع الوسائل المتاحة، لجذب الناشئ إلى المسجد، كنظم األناشيد وغير ذلك من وسائل - 10

:المدرسة- د __________

و عبداهللا أحمد قادري، مرجع 222، 122كافية رمضان وأخرى، مرجع سابق، ص : انظر ) 1( .146-132أحمد قادري، مرجع سابق، ص 146-132سابق،

)1/81(

ية وتعليم صغاره، وكالة عن الكبار وهي مؤسسة وتنظيم اجتماعي، أنشأها المجتمع خاصة لتربفي إلى الصغار، وللمدرسة ثه الثقا بة عن المجتمع في نقل ترا في مشاغل الحياة، ونيا المشغولين فة لتقوم بتلك في مجاالت العلم والمعر ها المتخصصون جد في مع، إذ يو في المجت مة ها الها وظائف

.الوظائف، ومن ثم فهى تبلور اتجاهات المجتمع وتعكس إطار حياته

ها ية بأن سائط الثقاف ية والو سسات االجتماع ية المؤ عن بق سة طة : وتمتاز المدر ية مبس بيئة تربوللمواد العلمية والثقافية، وأنها بيئة تربوية منقية للثقافة مما قد يتخللها من فساد وانحرافات، وأنها مه يق تعلي عن طر شئ فق النا سع أ حد، وتو مع الوا يع أبناء المجت م جم سعة تض ية مو بيئة تربوالمباشر من خالل خبراته الشخصية وخبرات اآلخرين، وأنها بيئة تربوية جاهزة وموحدة لميول ونزعات التالميذ وصهرهم في بوتقة ثقافية واحدة مما ييسر التفاهم والتعاون بينهم بعد الخروج

ية به، وتقوم من االعوجاج . إلى معترك الحياة العمل مه وتهذ في األسرة لتت ثم هي تستكمل ما بدأ ).1(الخلقي عند الناشىء، إذا ما كان قد تعرض لرفقاء السوء واتخذ طريقا خاطئا في سلوكه

ية النشء سبيل ترب في مع المؤسسات األخرى ها الذي تبذله وتمتاز المدرسة أيضا باتساق جهد.ولذا فهي على اتصال دائم بتلك المؤسسات، وتتعاون معها في هذا السبيل

خبرات من هم مه ل ما تقد هم، ب يف الناشئة وتربيت في تثق ثل إن دور المدرسة واضح وجلي، ويتممنظمة ومتنوعة وأنشطة مختلفة، ومعلومات تغطي مختلف مجاالت المعارف اإلنسانية، كل ذلك

في إطار فلسفة تربوية واضحة المعالم، تشتق من اإلطار العام لحياة المجتمع وأهدافه، وحاجات .التلميذ ومطالبه ومتطلبات العصر

__________محمد : سمير عبداللطيف هوانة، األدوار التربوية للمؤسسات االجتماعية، الفصل الخامس من ) 1(

بس، : عكيلة وآخرون عة األولى، الكويت، دار الق ية، الطب ،1404/1984مدخل إلى مبادىء الترب135-137.

)1/82(

ما تهيؤه له من مناخ صحي وتستطيع المدرسة أن تسهم اإلسهام الفعال في بناء شخصية الفرد بيساعد على النمو المعرفي واالنفعالي والجمالي واالجتماعي والعقدي، ال بما تقدمه من معلومات ية وما يعنيه هذا من تكامل بين المعرفة والممارسة، وهذا يعني نظرية فقط، بل بالممارسة العملطبيقي وذلك في ضوء ما هو نظري ت يا وإن يس نظر يم اإلسالمية ل في تنمية الق أن دور المدرسة

:االعتبارات التالية

:االعتبار األول

ها، وعلى هذا فإن مي األفراد علي ية، وتن ية خلق في األساس ـ عمل ـ تبر ية تع ية التربو أن العملية والتي العملية ال يجب أن تقوم على القيم الثابتة فقط، بل يجب أن تعتني بالقيم النسبية التفضيلسلوك الناشئة في ها عن نفس عبرة مة، والم خبرات المقد في نوع ال ثة ير حاد هي اتجاهات تغي

.والمتعلمين

:االعتبار الثاني

أن هذه القيم يجب أن تتخلل جميع المناهج الدراسية، إذ ال بد أن تسيطر على كل ميادين الدراسة، في إطار تكاملي يه الحياة في إعادة توج من ما يك في نفوس األفراد إن يم ية الق إذ أن الهدف لتنم

.شمولي إيجابي، بحيث يصبح األفراد أكثر إيجابية في حياتهم

:االعتبار الثالث

ته مع وهيئا مة المجت فة أنظ كة كا هد بدون مشار تم هذا الج كن أن ت ها ال يم سة وحد أن المدرمن القيام سة كن المدر يم تم ية الق في تنم ية كة التكامل ته وأفراده، وهذه المشار سساته وأنظم ومؤ

).1(بواجبها وتحقيق أهدافها كما ينبغي

:االعتبار الرابع

أن المدرسة في قيامها بهذه العملية يجب أن تعتمد على فلسفة تربوية نابعة من المجتمع اإلسالمي وإذا لم. ذاته، معبرة عن أهدافه، عاكسة لصورة المجتمع وفهمه عن اإلنسان، وأهدافه في الحياة

.تفعل باءت محاولتها بالفشل، ووقعت في محذور االنعزالية عن الواقع االجتماعي __________

.322-318محمد عبدالهادي عفيفي، األصول الفلسفية للتربية، مرجع سابق، ص ) 1(

)1/83(

هج وأنشطة، ين، ومنا من مرب ها، ها وأركان كل مكونات في هذا اإلطار تشمل فة المدرسة إن وظيها هذه تي تقدم ب قة ال تي تقدمها، والطري مع تعلم، والمادة ال سلوب حياة وكمجت والمدرسة نفسها كأقق غي أن تتح جب أو ينب سالمية ي يم اإل ية الق كي تقوم بتنم سة ل عة، فإن المدر مة جام المادة وبكل

:بالشروط التالية

1 - ير الخبرات المتنوعة لتنمية هذه القيم لدى الناشئة، وإتاحة الفرص أمامهم للتعرف عليها توفواالنفعال بها والوعي بها، إذ أن المسألة ليست مجرد تقديم للقيم الخلقية واستيعابها نظريا، وإنما جه ها ويت عل ب كن للفرد أهداف ينف نه إذا لم ي ثم إ سهم، في نفو ستدخالها يم وا ية بناء هذه الق كيفما ما ل ير كن أن يكون هناك تأث من خالل المشاركة والممارسة فال يم في إطارها مو ها وين نحو

.يعيشه

يم بعموم مة أو الق مة، إذ أن القي ساس القي جب أن تخضع لالختبار القائم على أ خبرات ي إن هذه المر المدرسة وتخطيط مناهجها يجب أن يكونوا ين على أ نى هذا أن القائم يد، ومع هو ج ما تحدد في اختيار اعدهم يم ألن هذا يس ق هذه الق سالمية وبنس ية اإل يم الخلق عي تام بأهداف الق على ومحتوى المنهج وتوجيه السلوك، إذ أن هناك مجموعة من التساؤالت الملحة التي تواجه مخططي

:هذه الخبرات في المنهج والتي يجب على المدرسة أن تضمنها في برنامجها التعليمي

ـ ما المعلومات المرتبطة بالقيمة الخلقية التي ينبغي نقلها للتالميذ عن طريق المدرسة؟ ـ كيف يمكن تنظيم هذه المعلومات بطريقة فعالة لتكون جزءا من المنهج؟

ـ ما العمليات التي سوف تؤكدها المدرسة للتعامل مع المشكالت المتعلقة بالقيم الخلقية؟ ـ كيف يمكن ترتيب العبارات عن العمليات في المنهج لتساعد في تطوير استراتيجيات تعليمية

).1(فعالة؟__________

مة ) 1( هج، ترج ية المن مب، نظر عة ممدوح : جورج بوشا سليمان وآخران، مراج مد ممدوح مح .105، ص 1987محمد سليمان، القاهرة، الدار العربية للنشر، توزيع

)1/84(

إن اإلجابة عن هذه األسئلة مهمة جدا من قبل المخططين وواضعي المناهج، حيث إنه يحدد نوع .الخبرات الالزمة لتنمية القيم الخلقية اإلسالمية كما ينبغي أن يكون

االهتمام بتوفير مواقف ممارسة هذه القيم، وهي مواقف عملية ألنه ال يكفي ترديد المعلومات - 2وال الوعظ والتلقين، وإنما ال بد من النشاط الواقعي والمواقف الحية التي ال بد أن يعيشها الناشئ حة الفرصة أمام الناشئة من إتا بد ستقدم ال تي يم ال يد الق عد تحد نه ب نى هذا أ في المدرسة، ومع

.للمشاركة في تحمل المسئولية إزاء المهام والقيم المطلوب االلتزام بها

ية والتفكير معا في تنمية القيم - 3 االهتمام باتجاهات الناشئة ومشاعرهم، واستخدام القوة االنفعالاإلسالمية، وإشعارهم بأهمية القيم بالنسبة لهم وبالنسبة للجماعة التي ينتمون إليها، وتدريبهم على االستقالل في االختيار، ومنحهم مساحة كافية من الحرية للتدريب على االختيار والممارسة لهذه

.القيم

االهتمام بتوفير القدوة الصالحة المتمثلة في المعلم الخير الكفء الذي يكون على درجة عالية - 4قف مع الموا عل من التفا شئ كن النا يم، ليم ية الق ين لتنم يب كافي عي وتدر من المهارة، وعلى و

:المتغيرة بشكل جيد، ومعنى هذا أن هناك شروطا معينة ال بد من توافرها في المعلم

.أن يكون واعيا بوظيفته وأهميتها في مجال تنمية القيم الخلقية -

.أن يكون على علم بتوجيهات الكتاب والسنة في هذا المجال -

.أن يكون عالما بما يريد تعليمه وتنميته من قيم في األفراد -

ها، اقتداء - سبق تناول تي يه الشروط ال يم، أي أن يكون قدوة متمثلة ف ما بتلك الق أن يكون ملتزJبالرسول

يم - ية الق ها تنم عن طريق تطيع تي يس ساليب ال مي، وباأل نا بتخصصه العل ما متمك أن يكون عال.الخلقية من خالل تدريس التخصص

5 - ين مع ومؤسساته، وكذا العالقة القائمة ب ين المدرسة والمجت مة ب االهتمام بتنظيم العالقة القائ.العاملين في المدرسة، إذ يجب أن يسودها جو قيمي موات ألن يتأثر به الناشئة إيجابيا

)1/85(

االهتمام بالجو االجتماعي المدرسي القائم على أساس الحب واأللفة والتفاهم والتشجيع، إذ أن - 6هذا يعطي المتعلم فرصا مناسبة ليكون على عالقة وطيدة توجيهية وإرشادية مع معلمين وإداريين ساتذته مع أ مة يم اإلسالمية عن طريق العالقة الحمي نه جيدا، وبالتالي يتشرب الق ين يعرفو وعامل

.ومعلميه

7 - ية، إذ يم الخلق ية الق سبة جدا لتنم تبر بيئة منا تي تع االهتمام باألنشطة المدرسية المتنوعة، والخبرة، والتعاون، يم، كالشورى والحوار وتبادل الرأي وال سة تلك الق ها ممار عن طريق كن يميم أفكار جديدة، وااللتزام بالقرارات واالقتراحات، والصدق، والتخطيط وحسن اتخاذ القرار، وتقدير ذلك،وتؤدي بة، وغ يم، والرقا يم التنظ ية، وق ياسية واإلدار يم الس ية الق مل على تنم ها تع ما أن ك

).1(دورا ملحوظا في تنمية المسئولية وقيمها

8 - كل يث الش من ح غة ية بال ها بعنا سية، على أن تختار محتويات بة المدر االهتمام بالمكت).2(والمضمون ومراعاة نوعها، وتنظيمها، وكذا االهتمام بأماكن الرياضة واللعب، وغير ذلك

ها هذا بد أن يعلم القائمون علي ية اإلسالمية وال يم الخلق ية الق في مجال تنم هم إن دور المدرسة مية كد أهم نا، نؤ ما أشر كن ك يم، ول ية هذه الق مل على تنم سبة تع ية منا ها بيئة تربو وأن يجعلوا منسة نه المدر جم ع عي العام الذي تتر سط االجتما مع، والو سسات المجت سة ومؤ ين المدر مل ب التكا

.وتعكس إطاره الثقافي وعالقاته وقيمه

:هـ – وسائل اإلعالم

في حياة مة، و في حياة الناس بعا ية ال بدور بالغ الخطورة واألهم سائل اإلعالم واالتص تقوم وير من قد احتلت مركزا بالغ األهمية لديهم، حتى إنها أصبحت ـ في كث الناشئ بصفة خاصة، ف

.األحيان ـ بديال عن الكتاب من مؤسسات التربية والتعليم والتثقيف __________

.201، 220كافية رمضان وأخرى، مرجع سابق، ص : راجع ) 1(

.214، 212المرجع السابق، ص : راجع ) 2(

)1/86(

يم واالتجاهات بالغ يم والق ية المفاه في مجال تنم ها فة فإن تأثير عة ومختل ها تقدم مواد متنو وألناألهمية، فهي تنقل إلى الناس معتقدات واتجاهات وقيما، في شكل قصة أو في شكل أنماط سلوكية قى الناشئة تلك المعتقدات سائل اإلعالم هذه يتل من خالل و فض، و قد تر ظى بالقبول و قد تحمي مع الذي تنت ما يرتضيه المجت مع قة من المفروض أن تكون متواف تي يم، وال واالتجاهات والقنى مع أو ذاك، وبمع في هذا المجت ثل األعلى المنشود ته، وأن تعرض الم يه ثقاف ما ترتض يه و إل

.أن تعكس أهداف المجتمع من اإلنسان والحياة : آخر

ساسية ها األ في ضوء وظائف ها ظر إلي كن أن نن نه يم عة ومتعددة، فإ سائل اإلعالم متنو وألن و:والمتمثلة فيما يلي

1 - نة مة : إضفاء المكا يا العا عض الحركات والقضا قي الضوء على ب ال تل سائل االتص فو.واألشخاص والمؤسسات، وتؤيدها أو ترفضها مما يضفي عليها مكانة أو يؤثر في مكانها سلبيا

إذ أن لها من القوة في استثارة العمل االجتماعي المنظم وفقا : تقويم ثقافة المجتمع ومعاييره - 2ير تقوم تلك عن هذه المعاي ما مع، ولو حدث انحراف في المجت ية ية والمثال ير األخالق للمعايفق قه وبأساليب مواجهته كي تت يه، حيث تقوم بإعالم أفراد المجتمع به وبحقائ نبيه عل الوسائل بالت

.األنماط السلوكية للناس مع المعايير االجتماعية المقبولة

يم، إلعادة ير والق هر االنحراف عن المعاي من مظا ية كبيرا للوقا طا سائل تفرض ضغ إن هذه الو.تثبيتها ودعمها وتطبيقها، وجعلها في بؤرة الوعي االجتماعي ولب اهتماماته

3 - ية الذوق العام فس الذي : تنم في الحياة، وكذا جمال الن اس بالجمال ية اإلحس يث تقوم بتنم حكن به أن يرى الوجود جميال، وكذا تنمية الذوق العام في السلوك العام في األما يستطيع اإلنسان

.العامة وااللتزام بمعايير المجتمع وقيمه

)1/87(

وهي في هذا تساعد وتكمل عمل التربية، فهي تعمل على تشكيل الشخصية : خدمة المجتمع - 4ير المفاهيم يق التقدم والتنمية، وذلك عن طريق بيان أهمية العمل وتغي اإلنسانية القادرة على تحقفي هذا المجال، وهي تخدم يد تي تف يم المعلومات ال مع، وتقد تي ال تصلح لمسيرة المجت السائدة ال

.قضية التغيير الثقافي واالجتماعي

لوك المقبولة ها ألنماط الس يق نقل عن طر عي، طبيع االجتما ية الت في عمل سائل ما أن هذه الو كها من خالل تلك الوسائل، وبالتالي اندتها، وبالتالي يكتسبها الناس صغارا وكبارا ويحتضنون ومس

).1(تؤثر في تكوين الشخصية، وتساعدها على التكيف للمواقف والخبرات الجديدة

مل كبير في الشيء، من هذه العوا ير ال مل على إحداث التأث ية : وتساعد عدة عوا التكرار، والجاذبوالمشاركة، وال نريد أن نستفيض في هذا المجال، ألن المقام ال يسمح،ولكن عوامل تأثر النشء

يز نا الترك ـ يستحق م صة التليفزيون ـ وخا ية ما . بالمواد اإلعالم مل في كر تلك العوا كن ذ ويم:يلي

امتصاص المواد المبثوثة في وسائل اإلعالم لما تنطوي عليه من مغريات : ومعناه : االستيعاب - 1.فنية وأدبية وإخراجية، وكلما تكررت المادة بصورة أو أخرى زاد االستيعاب

وخاصة بين الصغار، فالصغير يقلد النماذج التي تعرض له، ويتوقف التقليد على بيئة : التقليد - 2.الناشئ، وعلى ردود الفعل لدى أفراد هذه البيئة تجاه ما يقرأونه ويشاهدونه

3 - ها شخصية المشاهد أو القارئ مع النماذج : التقمص وهو حالة نفسية واجتماعية تتوحد خالل

سيلة إلرضاء أو إشباع مص كو قي التق تخدم المتل سائل اإلعالم، ويس من خالل و تي تقدم له ال).2(الحاجات األساسية

__________ .352، 252راجع كافيه رمضان وأخرى، مرجع سابق، ص ) 1(

.127، 126راجع عبداللطيف هوانة،مرجع سابق، ص ) 2(

)1/88(

يم ها تقوم على ق ية، واألمر كذلك، فإن في مجال الترب قد غدت واضحة سائل اإلعالم ية و إن أهممعينة، هي قيم المجتمع الذي نعيش فيه، وهي إما أن تساعد على تثبيت هذه القيم ودعمها، وإما ما رديئة ها قي صيلة جيدة، أو تخلع من ما أ في نفوس األفراد قي يث تغرس ها، بح مل ضد أن تعسائل ومدى مر هذه الو ين على أ يد إلى القائم ما أخرى جيدة، وهذا يعود بالتأك ها قي وتغرس محل

.فهمهم لثقافة المجتمع ومعاييره وقيمه

ما يم م مه بالق نه، واهتما في اإلنسان عقله ووجدا طل سيئا يع ستخداما قد تستخدم هذه الوسائل ا وما يسمى بعدم االهتمام أو االهتمام الظاهري من الركود والخمول والالمباالة، أو يؤدي إلى حالة ا، ستخدامات ضارة أيض ها ا ستخداماتها الفعالة، فإن ل ها ا ما أن ل مع، فك الكاذب بمشكالت المجت

.خاصة إذا ما وجهت توجيها ضد قيم المجتمع األصيلة، فهي في هذه الحالة تهدم وال تبني

)1/89(

نف، عة الع سائل اإلعالم، كإشا من خالل و نة هر معي رب ظوا نا تس في حيات حظ من المال ووالهروب من الواقع، واالستغراق في الخيال، والسلبية، والتقليد األعمى، وغير ذلك وهذا يؤكد ما

نا إليه، وتؤكده دراسات متعددة عن األثر السلبي لوسائل اإلعالم فهذه الوسائل قد تصبح ). 1(ذهببد أن في هذه الحالة ال مه المنشودة، و ية اإلنسان وقي ـ لتنم ها عض مواقف في ب ـ كبيرا قا معونعي أن اإلعالم في هذا الوضع يشكل معوقا وخطرا على القيم، ويكمن هذا في التناقض األساسي لحة صاحبة المص مع في المجت احقة ية الس ين األغلب هم وب ين على اإلعالم، أو بعض ين القائم بير الهادف البناء تجاه أهداف اإلسالم يم اإلسالمية الدافعة نحو التقدم والتغي ية في تنمية الق (الحقيق

2.(وتزداد خطورة وأهمية وسائل اإلعالم في مجال تنمية القيم، وذلك مع ما يمر به المجتمع العربي

من ان يه اإلنس ما يعان في، و سكاني ومعر من انفجار سرعته و ير و من ظروف التغ سالمي واإليم لدى األفراد والمجتمعات، عن اهتزاز الق تج ية النا ظم العالقات االجتماع في ن فراغ، واهتزاز وما يتطلبه هذا المجتمع من جهود تنموية تدفعه نحو التقدم ليعبر هوة التخلف المادي التي يعاني منها، والتي تتطلب تنمية القيم الالزمة لمساندة هذه الجهود لتحقيق إنسانية اإلنسان وتوفير جهده

.وحفظه وحفظ كرامته

عن عبرة سالمية الم يم اإل ية الق في مجال تنم سائل اإلعالم ية و كل هذا نقول إن خطورة وأهم ولفي هذا المجال، ولكي تكون هذه حركة المجتمع اإلسالمي واضحة، فهي تقوم بدور رائد وفعال

:الوسائل أكثر فعالية، فإنه من الالزم عليها __________

في هذا المجال ) 1( ظر في : ان ية، سالة التربو ين عبدالجواد، اإلعالم والر يد : نور الد ماذا يرـ 1404التربويون من اإلعالميين، الجزء الثاني، الرياض، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ه

.205م، ص 1984-

ظر ) 2( بي، : ان كر العر ثة، القاهرة، دار الف عة الثال ية، الطب مد، اإلعالم والتنم سيد مح مد مح .289 - 279م، ص 1985- هـ 1405

)1/90(

سائط األخرى، -1 ية الو مع بق قة متكاملة سالمي خالص، وبطري ور إ من تص سالتها ثق ر أن تنب.حتى تتضافر الجهود في سبيل تقديم القيم الخلقية اإلسالمية الخالصة

أن تخضع لتنظيم وتخطيط متكامل شامل إليصال القيم الخلقية اإلسالمية الخالصة للناس كافة - 2تي هذا بد أن يأ نة، وال ساليب الممك فة األ طق، وبكا قل والمن مد على الع ري يعت سلوب عص بأها عى إلي تي تس ثم تتحدد األهداف ال من ما جيدا و مه فه قع وفه سة الوا ساس درا يط على أ التخط

.وسائل اإلعالم في هذا المجال

أن تستخدم الحكمة في مخاطبة الناس، فتأتيهم من جانب اهتماماتهم وآالمهم اليومية مع انتقاء - 3ني الكريم ما بالتوجيه القرآ تح أقفال العقول والقلوب، التزا تي تف بة ال مة الطي ادع إلى سبيل : {الكل

ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله فبما رحمة من اهللا لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب النفضوا من ). {1}(وهو أعلم بالمهتدين

هللا يحب حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكل على اهللا إن ا).2}(المتوكلين

أن تتصدى للقيم واالتجاهات الهابطة التي تقدم بقصد أو عن غير قصد في المادة اإلعالمية، - 4

بهدف التشكيك في القيم اإلسالمية، بل في اإلسالم كله، وهنا ال بد من استخدام الحجة والبرهان .مع الصراحة والوضوح، وحسن البيان مع االلتزام باألدب في القول

5 - ال جل إيص من أ ية، وتبدع لمة، تقدم المادة اإلعالم ية مس مل على إيجاد كوادر إعالم أن تعالقيم اإلسالمية لكل فرد في المجتمع اإلسالمي وبصورة مناسبة ومشوقة، وتستطيع توجيه الناس

.إلى اإلسالم الصحيح لإلفادة به على نطاق واسع ومفيد __________

125: سورة النحل ) 1(

.159: سورة آل عمران ) 2(

)1/91(

أن تعمل على تكريس الطاقات المسلمة وتكثيفها، فكرا وثقافة وعلما واقتصادا، وأن تحشدها - 6في سبيل تقديم ما يفيد المسلمين في دنياهم وأخراهم، مع تكييف الدعوة للقيم اإلسالمية عن طريق

.الكلمة المسموعة أو المقروءة أو المرئية، والمعبرة تعبيرا صادقا عن القيم اإلسالمية الصحيحة

7 - مع نفسها يم اإلسالمية والصادقة يا والملتزمة بالق ير القدوة الحسنة إعالم مل على توف أن تعية والعبارة الخارجة، وذلك ألن هذه مة الناب بة للكل ير، المجان حو الخ ها ن ها، والموجهة جهود وربالوسائل تؤثر في اإلنسان وخاصة ميله للتقليد والمحاكاة والتي لها تأثير فعال في ميدان اإلعالم، ستثناء ها بدون ا ين كل ها رجال هذه المياد مد علي واء، لذلك يعت يم على الس ية والتعل .وميدان الترب

فرجال اإلعالم ينظرون إلى القدوة الحسنة على أنها من وسائل اإلعالم، تغني في ذاتها عن بذل سياسة جديدة ها، أو عقيدة أو ها أو فكرة يدعون إلي سبيل دعوة ينشرون في ية الجهود اإلعالم

](القدوة الحسنة هي من أنجح األساليب والوسائل لالتصال بالناس [ينشرونها، ونحو ذلك لذا فإن

1.(8 - يم اإلسالمية هم الق مج األطفال بوجه خاص، بحيث تقدم ل أن تركز باهتمام بالغ على برار حة على العص ائصها، متفت سالمية وخص ية واإل قف الحيات مد على الموا طة تعت ورة مبس بصيم ية فيعتزون بالق هم اإلسالمية العرب ية ذاتيت سلوب سهل ميسر، بحيث يساعد على تكوين وتنم بأ

أن تركز باهتمام على برامج المرأة - 9.اإلسالمية ويعملون على المحافظة عليها بالقول والسلوك من ير قارئة ها المرأة المسلمة قارئة وغ ما يهمها، وبصورة تتمكن مع فة ها كا المسلمة، وتقدم لفل يم لدى الط ية الق في تنم ثر مل مؤ طر عا هي أخ مج، ذلك ألن المرأة من هذه البرا ستفادة اال

هذه هي أهم الوسائط التي يناط بها تنمية القيم اإلسالمية، وهذه هي الصورة التي ينبغي أن .المسلمتكون عليها تلك __________

بي، ) 1( كر العر ية، القاهرة، دار الف عة الثان سالم، الطب صدر اإل في يف حمزة، اإلعالم عبداللط .74، ص 1978

)1/92(

ها، وحتى ال تقع في الوسائط لتقوم بوظيفتها، أو تبدأ بأدائها، حاولت توضيحها حتى ال تفقد قيمتتناقضات تفقدها ثقة الناس بها، وحتى ال تصبح عبئا ثقيال على المجتمع اإلسالمي، بحيث تقع في نب االستهالك المرذول بدال من أن تكون في جانب اإلنتاج المطلوب، وبحيث يتكامل بعضها جايد سالمي المتشوق بدور حضاري جد مع اإل مع أهداف المجت قة قة شاملة منس عض وبطري مع ب

ية الصحيحة حو التقدم والتحضر والرقي والتنم يم اإلسالمية الصحيحة الدافعة ن ني على الق إال.مبهد وجهاد للعبور فوق صعب وجاد، يحتاج إلى ج جد مر هو أ بل هولة، يس بهذه الس مر ل أن األالتخلف، لبناء إسالمي صحيح، والدفاع عنه بكل ما يستطاع بطريقة مدروسة ومخططة تخطيطا

إن األمر أوسع مما يتصور، وأخطر مما نقدر، ومن حجم هذه الكلمات، إن الجهد المبذول .جيداية اإلسالمية لن يكون ذا جدوى إذا لم تواكبه حركة قوية في بناء من أجل تقدم المجتمعات العربوتنمية القيم اإلسالمية التي بإمكانها أن تحفظ هذا الجهد فال يضيع وتحفظ اإلنسان الذي يبذل هذا الجهد من الضياع والعدم واالغتراب واالستالب والالمباالة، ولذا فإن القيمة الحقيقية لتلك الوسائط ان الذي في أعماق اإلنس ها ها ورعايت ظة علي يم والمحاف في االلتزام بتلك الق هي سائل وهذه الوفي هذه المجتمعات، ان ية لحاجات اإلنس ستجابة حقيق تجيب ا في هذا تس هي يه، و تحاول أن تبن

.وتنسق مع إمكانياته، وقدراته وتفجرها تفجيرا من أجل خيره وخير اإلنسانية

)1/93(