Revue Trimestrielle du cercle des Ambassadeurs du Liban - Quartely Review Published by the Circle of Lebanese Ambassadors

جملة ف�سلية ت�سدر عن منتدى �سفراء لبنان

2012ر

ذا اآ -

رش�عث

لثا

ل اددعلا

issu

e 13

- M

arch

201

2 N

umér

o 13

- M

ars

2012

ISSUE 13 / March 2012

فؤاد الترك برسم أهل السياسة سمير حبيقة آذاريات آفاق المرحلة ميشال سليمانعمر البرزنجي نحن أطلقنا »الربيع« ظافر الحسن الصهيونية والعنصرية عاصم جابر القناصل الفخريون جودت نور الدين الموروث اليهودي في المسيحية نهاد محمود عالقة لبنان باغترابه عبد اللطيف مملوك بين الجهل والتجاهل هشام حمدان معاداة السامية فؤاد حبيقة سوريا: لعبة االنتظار

الولء وهي: للوطن الولء على تتقدم اأبنائه عند عديدة ولءات اأن الكربى لبنان م�سكلة •لل�سخ�س، للعائلة، للمذهب، للحزب، للجيب وامل�سلحة ال�سخ�سية، والولء للخارج.

املطلوب اأن يعلو الولء للوطن على كل هذه الولءات، ولذا علينا اأن نرتجم فعليا م�سمون ن�سيدنا

الوطني: »كلنا للوطن« واأن نثبت قول وفعال اأننا »عاملون عند رب عمل واحد هو لبنان«.

الن�سان حقوق اىل الطائفة حقوق ومن املواهب دولة اىل املذاهب دولة من النتقال • يجب و�سمان والعمل وال�سكن ال�سحية والرعاية التعليم ومعهما اأول والأم��ن احلرية وهي الأ�سا�سية

ال�سيخوخة و�سائر متطلبات احلياة اليومية.

بالدين. املتاجرة هي الطائفية بينما بربه الن�سان عالقة هو • الدين والأجراأون. والأ�سرفون الأعرفون دائما امل�سوؤولية يتوىل اأن • يجب

• كل الوظائف لكل الطوائف وكل الوزارات لكل الكفاءات، واأن بدعة الوزارات ال�سيادية وح�سرها ن�ست التي الد�ستور من ال�سابعة للمادة وخمالف الأخ��رى للطوائف مهني اأم��ر معينة بطوائف

وال�سيا�سية املدنية باحلقوق بال�سواء يتمتعون وه��م القانون ل��دى �سواء اللبنانيني كل اأن »على

ويتحملون الفرائ�س والواجبات العامة دومنا فرق بينهم«.

اأن يعرف والعبقري غايتها اىل نف�سه يو�سل اأن يعرف الذكي اأن والعبقري الذكي بني • الفرق يو�سل وطنه اىل غايته.

ورجل املقبلة، لالإنتخابات يعمل ال�سيا�سة رجل اأن الدولة ورجل ال�سيا�سة رجل بني الفرق •الدولة يعمل لالأجيال املقبلة.

ثم امل�سارف يف وح�ساباته واأمالكه لقبه ثالثة: من اأول جرده ما ان�سانا تقيم اأن اأردت • اذا قيم ما بقي.

احلقيقة. اأجل من بالدبلوما�سية فلي�سح باحلقيقة الدبلوما�سية ا�سطدمت • اإذا • ل بد اأن نحذف من قامو�سنا ال�سيا�سي عبارات »التعاي�س« و»العي�س امل�سرتك« و»احلرب الأهلية« وم�سطلحات، عبارات من اليها وما الوطني« و»الن�سهار الوطني« و»التالحم الأهلي« و»ال�سلم

واعتماد خطاب �سيا�سي اأكرث طموحا ينطلق من النتقال من دولة املذاهب اىل دولة املواهب ومن

حقوق الطائفة اىل حقوق الن�سان الأ�سا�سية.

• ان لبنان يعي�س منذ ال�ستقالل على الت�سويات والت�سوية هي هدنة بني حربني )امليثاق الوطني 1943، ل غالب ول مغلوب 1958، اتفاق القاهرة 1969، اتفاق الطائف 1990، اتفاق الدوحة 2008(.

لبنان يحتاج اىل حل يعتمد على اعطائه دورا يف املجتمع الدويل يربر وجوده ودميومته من منطلق

دوليا املتحدة مقرا باعتماده من قبل منظمة الأمم اأن يكون ال��دور ميكن ر�سالة، وهذا انه وطن

للحوار بني الأديان والثقافات لأنه ل ميكن للبنان اأن يعو�س عن اجلغرافيا والدميغرافيا ال بالدور

والر�سالة وباجلودة والبداع والجنازات الكربى وال�سهام احل�ساري.

عليه. احل�سول عن اأهمية تقل ل ال�ستقالل على واملحافظة ي�ستجدى ول يوؤخذ • ال�ستقالل وهذا ل يتم ال بالدولة العادلة والقادرة والطموح.

أقوال وأمثالبرسم أهل السياسة في لبنان

فؤاد الترك

من رئي�س التحرير

اآذار 2012 �سهر �سوري بامتياز، يف الداخل ال�سوري، ويف دول اجلوار، كما يف املحافل القليمية

العربية والرتكية واليرانية، ويف اأروقة الأمم املتحدة.

ر�سم اإن��ه حماولة لع��ادة اأبعد من دول اجل���وار. بل �سوريا، اأك��رب من �سوريا وم��ا يجري يف

ي�سهدها التي احل��ادة والتجاذبات �سوريا، من انطالقا اجليو�سرتاتيجية املنطقة خريطة

جمل�س الأمن حتمل الدليل الوا�سح على هذه احلقيقة.

اآذاري، يفرد للحدث ال�سوري درا�سة خا�سة، حتاول »املجلة الدبلوما�سية« هذا العدد من

التي حتكم الداخلية واخلارجية، املفردات العودة اىل ا�ستك�ساف م�ستقبل الأزمة من خالل

ال�سيا�سية وال��ع��وام��ل الن��ت��ظ��ار«، ب�»لعبة و�سفه ميكن م��ا يف ع���ام، م��ن اأك���رث منذ م�سارها

وال�سرتاتيجية التي متلي هذا النتظار.

ولبنان الذي حتده �سوريا �سمال و�سرقا وجنوبا، ويف العمق التاريخي والجتماعي، معني جدا

بالأزمة وتداعياتها على اأكرث من م�ستوى، وبع�س هذه امل�ستويات م�سريي.

واآذار هو �سهر الفرنكوفونية يف لبنان، ومن الطبيعي اأن نواكبه بحوار مع ال�سفري الفرن�سي،

اأخرى لغات الدافعة، وترتاجع مل�سلحة بعد عام قواها الفرن�سية عاما اللغة تفقد يف زمن

اأولها النكليزية. وما بني لبنان وفرن�سا منذ القرن الثالث ع�سر حتى اليوم عالقة توا�سل

وتفاعل وتعاطف ل ميكن جتاهلها.

وال�سيا�سية والقت�سادية الثقافية اأبعادها بكل ح�سارية تاريخية �سراكة وفرن�سا لبنان

وعمقها املتو�سطي.

اآذار اأي�سا اإعادة و�سل عربي مع العراق، لأول مرة منذ التغيري الكبري يف العام 2003. واحلوار

مع ال�سفري العراقي يف بريوت حول القمة الثالثة والع�سرين وا�ستحقاقاتها، حماولة ملواكبة

هذا الو�سل.

املحطات الباقية: وقفة مع ال�سفري الرتكي، حوار مع ال�سفري ال�سباين، وكالعادة جمموعة

قراءات ودرا�سات لنخبة من الدبلوما�سيني اللبنانيني والعرب والأجانب.

باخت�سار، »املجلة الدبلوما�سية« عني على احلدث، وعني على التاريخ، وعني على امل�ستقبل،

وهي تريد نف�سها معاينة هادئة، بلغة راقية وب�سيطة، يف الع�سار العربي والقليمي.

اأن كل احللول يف لبنان تبداأ باأن يكون اللبنانيون جميعا للوطن قبل بهذه الروح هي ترى

اأي �سيء اآخر، وكل احللول يف �سوريا تبداأ يف اأن يكون ال�سوريون جميعا للوطن قبل اأي �سيء

اآخر... كذلك يف كل بقعة من اأر�س العرب، يف تون�س وم�سر وليبيا والبحرين واليمن وكل

امل�ساحات العربية.

وكل اآذار واللبنانيون جميعا والعرب جميعا بخري.

آذاريات

السفير سمير حبيقة

هذا العدد

ميشال سليمان)رئي�س اجلمهورية اللبنانية( *

ل��ت��ب��ادل ع���ام ك���ل م��ط��ل��ع نلتقي ع��ري��ق تقليد وف���ق

من اأت��ق��دم ك��ي منا�سبة وه��ي وال��ت��م��ن��ي��ات، التهانئ

ال�سلك عميد كات�سيا، غابرييللي ال�سفري �سعادة

ما على بال�سكر ل��ب��ن��ان، يف املعتمد الديبلوما�سي

اإىل وج��ه��ه م��ا وعلى طيبة، كلمات م��ن ب��ه ني خ�س

اللبنانيني من ر�سائل م�سجعة منفتحة على مقا�سد

الرجاء والأمل.

تغليب على اللبنانيني مبقدرة الإمي��ان اأب��ادل��ه واإذ

منطق احلكمة وال��ع��ق��ل، والب��ت��ع��اد ع��ن ك��ل م��ا قد

ي��ع��ر���س اأم��ن��ه��م ووح��دت��ه��م ل��ل��خ��ط��ر، ف���اإن���ه يهمني

اجلهد، موا�سلة على عزمي ج��دي��د، م��ن اأوؤك���د اأن

م���ن اأج�����ل ت���وف���ري ال�������س���روط امل��ن��ا���س��ب��ة ل���س��ت��ئ��ن��اف

احل�����وار ب���ني خم��ت��ل��ف الأط������راف ال��ل��ب��ن��ان��ي��ة، �سعيا

للمحافظة على �سالمة اللبنانيني ووحدتهم وهناء

على للتوافق ال��الزم بالتزامن مع اجلهد عي�سهم؛

ا�سرتاتيجية وطنية دفاعية حلماية لبنان.

اأ�سحاب ال�سعادة،

العامل ب��اأح��داث ب��داي��ات��ه، منذ املن�سرم ال��ع��ام طبع

التي طاولت املطلبية ال�سعبية العربي، وباحلركات

اآفاق اأرجائه. وبالرغم من عدم و�سوح العديد من

اأعربنا الأو�ساع، فلقد �ست�سفر عنه ملا النهائي والت�سور اأبع��اده��ا، ب����ك�ل املقب��ل���ة املرحلة

منذ البدء، عن الأمل يف اأن توؤدي املعاجلات املختلفة لهذه الأحداث، بعيدا من العنف، اإىل

اإىل امل�ستنري، والنتقال حتقيق الإ�سالح، والنفتاح على احلداثة، وتعزيز الفكر القومي

رحاب الدميوقراطية، وتاليا توفري ال�سروط املنا�سبة لتفعيل العمل العربي امل�سرتك على

قواعد �سليمة وثابتة. والواقع اأن من �ساأن الدميوقراطية احلقة، تاأمني التداول الدوري

املجتمعات يف وخ�سو�سا ال�سيا�سية، احلياة يف والفئات املكونات جميع واإ�سراك لل�سلطة،

التعددية، و�سون احلريات العامة وحقوق الإن�سان، ب�سفتها مكت�سبات للب�سرية جمعاء ل

يجوز التفريط بها اأو التنكر ملا ترمز اليه وتهدف اإليه.

وينطبق هذا التمني على �سوريا، التي يربطها بلبنان عالقات اأخوة وجوار مميزة، والتي

يرى لبنان م�سلحة، من منطلق قومي، يف اأن تنجح املبادرة العربية يف امل�ساهمة يف اإيجاد حل

�سيا�سي ومتوافق عليه لالأزمة التي تواجهها، والتي اأعاقت م�سريتها ومنوها القت�سادي

خالل الأ�سهر املن�سرمة، واأزهقت الكثري من الأرواح الربيئة.

العربية، ال�سعوب اهتمام ت�سرف اأن ميكن ل جديتها، على الن�سغالت، هذه كل اأن اإل

الحركات الشعبية المطلبية وآفاق المرحلة المقبلة

كما اعتقد البع�س، عن ق�سيتهم الأوىل، ق�سية فل�سطني. ل بل اأن

القراءة املعمقة ملا ي�سهده العامل العربي من حتولت، تفيد ب�سرورة

وبالطرق ال��الزم��ة، ال�سروط توفري يف لالإ�سراع اجلهد م�ساعفة

ال�سرق لق�سية و�سامل عادل حل اإيجاد اأجل من املنا�سبة، الفاعلة

قاعدة على ك��اف��ة، الإ�سرائيلي العربي ال�����س��راع ولأوج���ه الأو���س��ط

قرارات الأمم املتحدة ذات ال�سلة، ومرجعية موؤمتر مدريد، واملبادرة

اإقرارها يف العربية لل�سالم، التي �سيم�سي قريبا ع�سر �سنوات على

القمة العربية التي انعقدت يف بريوت يف العام 2002.

الطلب ت��ع��رث فهم العربية ال���دول على ي�سعب املنطلق، ه��ذا م��ن

الذي تقدم به الرئي�س حممود عبا�س بقبول فل�سطني كدولة كاملة

الدميوقراطية جوهر واأن خ�سو�سا املتحدة، الأمم يف الع�سوية

من ال�ساحقة الغالبية لإرادة بالن�سياع تق�سيان ال��ع��دال��ة وروح

الفل�سطيني، للطلب تاأييدها اأعربت عن التي العامل ودوله �سعوب

وظهر الأمر جليا عندما اعتمدت فل�سطني كدولة كاملة الع�سوية

يف منظمة ال��رتب��ي��ة وال��ع��ل��وم وال��ث��ق��اف��ة، الون�����س��ك��و. ك��ذل��ك تق�سي

حرة فل�سطينية دول��ة بقيام العدالة وروح احلقة الدميوقراطية

احرتاما ب��ال��ذات، الفل�سطينية الأر���س على �سيادة وذات وم�ستقلة

ملبداأ تقرير امل�سري، ولإرادة ال�سعب الفل�سطيني ولقرارات ال�سرعية

الدولية.

بناء اعمال يف بالتعجيل الإ�سرائيلية ال�سلطات ت�ستمر املقابل، يف

امل�ستوطنات غري ال�سرعية، وتهويد مدينة القد�س، ورف�س التزام اأي

�سرط من �سروط ال�سالم.

يف التوتر ح��دة ازدي���اد م�ساألة باهتمام لبنان يتابع ذل��ك، مب���وازاة

منطقة اخلليج، واملخاطر التي باتت تهدد الأمن وال�سلم الدوليني

يف ت��ل��ك امل��ن��ط��ق��ة. وه���و ي��اأم��ل يف تغليب م��ن��ط��ق احل����وار واحل��ل��ول

الديبلوما�سية، التي من �ساأنها تعزيز فر�س ال�ستقرار والزدهار يف

اأخ��وة و�سداقة، وقد دول اخلليج التي يرتبط معها لبنان بعالقات

وفرت على اأرا�سيها رعاية م�سكورة واأطر عي�س وعمل كرميني ملئات

اآلف اللبنانيني.

وين�سحب الهتمام نف�سه على العراق الذي تخل�س من الدكتاتورية،

على التوافقية الدميوقراطية ل وف�س التق�سيم، �سرك يف يقع ومل

الوطنية، وحدته �سون على منه حر�سا العددية، الدميوقراطية

وعلى اإ�سراك جميع مكونات �سعبه يف ال�سلطة ويف احلياة ال�سيا�سية

منفردا يت�سلم وه��و ال��ع��راق، يتمكن اأن يف ي��اأم��ل ول��ب��ن��ان ال��ع��ام��ة.

ال�سيا�سات يف امل�سي قدما اأرا�سيه، من الأمن على كامل م�سوؤولية

قاعدة على اأبنائه وت��واف��ق وع��زت��ه وا�ستقراره وح��دت��ه ت��وؤم��ن التي

املواطنة وال�سراكة والعي�س احلر الكرمي.

من لبنان متكن بالتوتر، امل�سوبة الإقليمية الأج����واء ه��ذه و�سط

املحافظة على ا�ستقراره، ومن تاليف تداعيات الأزمة املالية العاملية

وج���ذب امل��زي��د م��ن ال���ودائ���ع وال���س��ت��ث��م��ارات، ب��ال��رغ��م م��ن ت�سجيل

النمو. كذلك متكنت احلكومة من امل�سي انخفا�س ظريف يف ن�سبة

قدما يف تنفيذ بع�س ما تعهدت ال�سعي لتنفيذه يف بيانها الوزاري،

فتمت املوافقة على م�سروع قانون د�ستوري لف�سل الوزارة عن النيابة،

وم�سروع اللبنانية، اجلن�سية اكت�ساب باإعادة يتعلق قانون وم�سروع

قانون للمبا�سرة مبعاجلة م�سكلة الكهرباء. وبداأ البحث يف م�سروع

قانون النتخاب الذي اأعدته وزارة الداخلية والبلديات؛ والعمل قائم

اإعداد م�سروع قانون متكامل يف مو�سوع الالمركزية الإدارية على

يف اأقرب وقت، مع احلر�س على اإيالء اهتمام متزايد بحقوق املراأة

املوافقة على اللبناين وطموحاته، كذلك متت ال�سباب واحتياجات

وعلى فقرا، الأك��رث الأ�سر لدعم الوطني للربنامج تقدميات �سلة

تاأهيل، واإع��ادة ترميم من الراهنة، ال�سجون اأو�ساع ملعاجلة خطة

وفق خمطط توجيهي قيد الإجناز.

ومع �سدور قانون حتديد واإعالن املناطق البحرية وقانون النفط

اأ���س��ب��ح الإم���ك���ان م��ت��اح��ا لت��خ��اذ ل���ه، وال��غ��از وامل��را���س��ي��م التطبيقية

التنقيب، باأعمال العرو�س واملبا�سرة با�ستدراج الإج��راءات اخلا�سة

علما اأن لبنان �سيتم�سك بكامل حقوقه يف هذا املجال، وفقا لقواعد

القانون الدويل، خدمة مل�سالح اأبنائه واأجياله الطالعة.

اأ�سحاب ال�سعادة،

لقد متكن لبنان من حماربة الإرهاب الدويل على اأرا�سيه والنت�سار

ال�سعب ودعم امل�سلحة وقواته جي�سه وت�سحيات عزم بف�سل عليه،

اللبناين الثابت خليارات الدولة يف هذا املجال.

وبالرغم من ذلك، فقد �سهد العام املن�سرم، كما يف مناطق خمتلفة

من العامل تنت�سر فيها قوات حفظ �سالم، هجمات اإرهابية �سد قوات

اإدانتنا نكرر كي منا�سبة وه��ي اجل��ن��وب. يف العاملة املتحدة الأمم

التحقيق، العزم على متابعة امل�سينة، وكي جن��دد الع��ت��داءات لهذه

ملمو�سة، نتائج اإىل ل للتو�س الدولية، القوات قيادة مع بالتن�سيق

منا�سبات8 /

9 IS

SUE 1

3 / M

arch

2012

ت�سمح بك�سف الفاعلني وحمر�سيهم واإحالتهم اإىل العدالة، واحلوؤول

�سل�سلة اتخاذ مت باأنه علما م�ستقبال؛ مماثلة اع��ت��داءات قيام دون

اأف�سل حماية لتوفري املن�سرمة الأ���س��ه��ر خ��الل عملية اإج����راءات

لقوات اليونيفيل.

على وعزمها التزامها امل�ساركة ال��دول جتديد بتقدير ن�سجل واإذ

موا�سلة تنفيذ املهمة املوكولة اإىل القوات الدولية من قبل جمل�س

الأمن، بناء لطلب لبنان، وعدم الرتاجع اأمام الإرهاب، فاإننا ن�سجل

اإ�سافية اأخرى بامل�ساركة يف عداد بتقدير مماثل وارتياح، قرار دول

اليونيفيل، كايرلندا والربازيل والنم�سا وفنلندا.

اجلارية ال�سرتاتيجية املراجعة تاأتي اأن يف املجال ه��ذا يف ون��اأم��ل

اللبناين، مبقرتحات وق��ي��ادة اجلي�س ال��دول��ي��ة ال��ق��وات ب��ني راه��ن��ا

ت�سمح بتح�سني فر�س النجاح يف تنفيذ كامل مندرجات القرار 1701

كامل م��ن اإ�سرائيل ان�سحاب يفر�س وال���ذي لبنان، يلتزمه ال��ذي

الأرا�سي اللبنانية التي ما زالت حتتلها، ووقف خروقاتها املتمادية

لل�سيادة اللبنانية؛ علما باأنه ل بد للمراجعة ال�سرتاتيجية من اأن

تلحظ متكني اجلي�س اللبناين ال�ستح�سال على املعدات واخلربات

واملتابعة وال��ر���س��د امل��راق��ب��ة م��ن متكنه ال��ت��ي احل��دي��ث��ة والتقنيات

والتعقب.

ال��ذي ا�سطلع به ل��ل��دور التقدير اأع���رب ع��ن اأن ب��د يل هنا م��ن ول

القائد ال�سابق لليونيفيل اجلرنال Alberto Asarta ، واأن اأعرب

،Paolo Serra اجل��رنال اجلديد قائدها باختيار الرتحيب عن

واأن اأنحني اأمام ت�سحيات كل �سابط وفرد من اأفراد القوات الدولية

العاملة يف اجلنوب.

الثاين »امل��وؤمت��ر تنظيم يف جن��ح ق��د لبنان يكون اأن ي�سرين كذلك

اأرا�سيه«، على العنقودية الذخائر اتفاق حظر الأط��راف يف للدول

اآمال يف ا�ستمرار دعم املجتمع الدويل للجهود الالزمة لتاأمني املوارد

املالية والإمكانات ل�ستكمال برنامج نزع الألغام والقنابل العنقودية،

الإ�سرائيلي الق�سف التي ت�سبب بها النفطية البقعة اآثار وملواجهة

ملعمل اجلية احلراري.

اأ�سحاب ال�سعادة،

بال�ساأن اله��ت��م��ام م��ن امل��زي��د لإي���الء اإ���س��ايف لبنان بجهد ق��ام لقد

الإن�ساين واحلياتي لالجئني الفل�سطينيني. واأقر الإجراءات العملية

الالزمة لإقامة عالقات ديبلوما�سية مع دولة فل�سطني. اإل اأنه ل بد

لنا من التذكري با�ستمرار اإىل �سرورة وفاء املجتمع الدويل مبوجباته

جتاه الأونروا، وزيادة م�ساهمات الدول الطوعية يف ميزانية الوكالة،

لأن م�ساألة الهتمام بال�سوؤون احلياتية للفل�سطينيني هي م�سوؤولية

دولية قبل كل �سيء، ووكالة الأونروا اأن�سئت خ�سي�سا يف العام 1949

الإن�سانية امل��ج��الت يف الفل�سطينيني احتياجات تغطية اأج��ل م��ن

لق�سيتهم؛ ونهائي ع��ادل �سيا�سي حل اإيجاد انتظار يف واحلياتية،

وهي مهمة منف�سلة عن مهمة الهيئة العليا لالجئني التابعة لالأمم

املتحدة، التي يتعاون معها لبنان، والتي تعنى ب�سوؤون الالجئني من

جن�سيات غري فل�سطينية.

لبنان على بحر�س ت��ك��رارا نذكر اأن اإل املنا�سبة ه��ذه ي�سعنا يف ول

على الفل�سطينيني الالجئني توطني اأ�سكال م��ن �سكل اأي رف�س

يف وامل�سروع الطبيعي الالجئني ه��وؤلء حق من انطالقا اأرا�سيه،

ال�سيد يف لبنان وم��ن ح��ق الأ���س��ل��ي��ة، ودي��اره��م اأر�سهم اإىل ال��ع��ودة

عليها يقوم التي الأ�سا�سية املبادئ وتغليب العليا م�ساحله حماية

وفاقه الوطني.

اأ�سحاب ال�سعادة،

لقد اأكد لبنان دوما التزامه قرارات ال�سرعية الدولية، مبا فيها تلك

املالية بالتزاماته ووفى بلبنان، اخلا�سة الدولية باملحكمة املتعلقة

اأي����ام، ف��رتة ع�سويته غ��ري الدائمة اأن��ه��ى منذ يف ه��ذا امل��ج��ال، وق��د

له ت�سنى 2010-2011. وقد العامني ال��دويل عن الأم��ن يف جمل�س

بذلك، ا�ستعادة موقعه ودوره البارز على ال�ساحة الدولية، وهو الذي

�سارك يف اإن�ساء منظمة الأمم املتحدة، و�ساهم ب�سوغ الإعالن العاملي

حل��ق��وق الإن�����س��ان. وق��د �سرنا م��ا تبلغناه م��ن الأم���ني ال��ع��ام ل��الأمم

املتحدة ومن دول �سديقة عديدة من عبارات تقدير مل�ساهمة لبنان

املميزة يف اقرتاح احللول املنا�سبة للعديد من امل�سكالت الدولية التي

طرحت على طاولة املجل�س خالل العامني املن�سرمني. وكان ت�سنى

امل�ساركة يف اجلل�سة اخلا�سة ملجل�س الأم��ن يف مو�سوع يل �سخ�سيا

�سيانة ال�سلم والأمن الدوليني، وتروؤ�س اجلل�سة اخلا�سة يف مو�سوع

تالفيا تعزيزها على العمل من بد ل التي الوقائية الدبلوما�سية

للنزاعات.

اأو ب��ه للقيام �سعينا مل��ا ال�����س��ع��ادة، اأ���س��ح��اب عري�سة، خ��ط��وط ه��ذه

التي الآم��ال والأه���داف 2011، وبع�س العام التعامل معه يف خالل

ن�سعها لأنف�سنا للعام اجلديد.

اأغتنمها منا�سبة للتقدم منكم ومن عائالتكم باأطيب التمنيات، اآمال

وال�سديقة ال�سقيقة ال��دول وق��ادة وروؤ���س��اء اإىل ملوك تنقلوا اأن يف

قيادة يف والنجاح بال�سحة لهم اخلال�سة متنياتي متثلون، التي

دولهم على دروب ال�ستقرار والعزة والزدهار.

البابا قدا�سة اإىل ترفعوا اأن يف الر�سويل القا�سد �سعادة اآم��ل كما

خدمة يف �سامية مبهام ي�سطلع ال��ذي ع�سر، ال�ساد�س بينيدكتو�س

الإن�سانية والقيم الروحية وق�سية العدالة وال�سالم يف العامل، عميق

تقديري ودعائي له بدوام ال�سحة والعزم وال�سفاء.

*يف ا�ستقبال اأع�ساء ال�سلك الدبلوما�سي )17 كانون الثاين 2012(

عمر البرزنجي:نحن أطلقنا »الربيع العربي«

قبل اأيام اأكد العراق ح�سوره بعد التغيري الكبري، واأعطى مرة اأخرى الدليل على

اأنه ال يزال اإحدى عوا�سم القرار العربي، واأنه قادر على ا�سرتجاع دوره الفاعل،

ولو اأنه مل يتعاف ب�سورة كاملة بعد الأن العقود الثالثة االأخرية �سكلت الف�سل

االأ�سعب يف تاريخه املعا�سر.

»املجلة الدبلوما�سية« التقت يف بريوت ال�سفري العراقي عمر الربزجني،

وحاورته حول »الربيع العراقي« واأحداث الربيع العربي وبع�س حمطات االأم�س

وا�ستحقاقات الغد.

ما الدورية يف بغداد، العربية القمة العراق ال�ستقبال ■ ي�ستعد هي فر�س انعقاد هذه القمة و�سروط جناحها؟

- التهيوؤ ممتاز جدا يف بغداد ويف غاية اجلودة، ما يدل على اأن للعراق

و�سيا�سي كدبلوما�سي موقعي وم��ن ال��ع��رب. اأ���س��ق��ائ��ه ب��ني ح�����س��وره

عراقي، اأتوقع اأن يكون جميع الأ�سقاء العرب حا�سرين يف القمة كي

نثبت للجميع اأن بالدنا جزء حقيقي من العامل العربي.

�سوف �سوريا مع املتعاطف الر�سمي موقفكم اأن تعتقدون هل ■ي�سكل عائقا اأمام م�ساركة املجموعة اخلليجية )ف�سال عن تون�س

واالأردن( يف القمة؟

- مل نقم بدعوة �سوريا اإىل القمة نزول عند رغبة اجلامعة العربية،

لكن يف املقابل �سيكون هناك ح�سور قوي لزعماء الدول العرب.

■ بني املوقفني الرتكي واالإيراين اأين العراق من االأزمة ال�سورية؟- نحن العراق، واإيران هي اإيران، وتركيا هي تركيا، وكل منا م�سوؤول

عن موقفه. اإننا كحكومة عراقية متواجدون دائما يف اجتماعات وزراء

ثمة اأن اأ�سمع الأخ��رى، ومل العربية والجتماعات العرب اخلارجية

غبارا على مواقفنا، لأن اجلميع يتفهمون موقفنا الو�سطي الذي ل

ت�سدد فيه، خ�سو�سا واأننا مع الإجماع العربي.

■ ماذا يعني يف راأيكم التوجه االأمريكي اإىل خف�س عدد العاملني هذا اأبعاد هي وما الن�سف، اإىل بغداد يف االأمريكية ال�سفارة يف

التوجه على م�ستوى العالقات االأمريكية العراقية؟

- لطاملا قلنا وراهنا ورددنا مرارا اأن اجليو�س الأمريكية لن تبقى اإىل

الأب��د يف ال��ع��راق. ثمة من مل ي�سدقنا يف ذل��ك احل��ني، اإىل اأن حدث

الأمريكية ال�سفارة �ستزاول الزمن ومب��رور راأي��ت��م. كما الن�سحاب

مهامها يف بغداد ب�سكل طبيعي ك�سفارة اأي دولة اأخرى.

و�سوريا؟ العراق يف يلوح اأهلية حرب �سبح تخ�سون ■ هل - من قال اإن هناك �سبح حرب اأهلية يف العراق؟ املو�سوع لي�س موجودا

يف الأ�سا�س. اأما يف الدول ال�سقيقة، ول �سيما يف �سوريا، فال ن�ستطيع

اإخواننا يعي�سون يف ب�ستان ورود، لأن كل الحتمالت قابلة اإن القول

للحدوث، لكننا ل نتمنى بالطبع اأن حت�سل حرب اأهلية، بل نعمل ما

بو�سعنا ملنع حدوثها.

الربيع بلدان يف حدوثها تتوقعون التي التغيريات هي ما ■العربي يف هذه املرحلة االنتقالية؟

- نتوقع خريا من هذه التغيريات التي كان ل بد من حدوثها، ونحن

يف العراق د�سنا الربيع العربي عندما تخل�سنا من النظام ال�سابق يف

العام 2003.

بداأت العربي العامل يف الدكتاتورية اإن اإذا القول ميكن هل ■اأن اإىل �سدام، مدر�سة من تخرجوا كثريين قادة واأن العراق يف

اأ�سرق »الربيع العربي« يف العراق اأوال؟

ل��و مل ننته امل��ئ��ة. - ه��ذا ك��الم مم��ت��از وجميل ج���دا و�سحيح مئة يف

نحن من النظام الدكتاتوري ملا عربت الدول العربية الأخرى طريق

الدميقراطية. كنا مفتاح خري لالأ�سقاء العرب.

العام بعد اللبنانية العراقية العالقات يف تبدل ال��ذي ما ■2003، وما هي اأبرز عناوين هذا التبدل؟

- العالقات متجذرة بني لبنان والعراق منذ زمن بعيد، لأنهما دولتان

عربيتان �سقيقتان ومن الدول املوؤ�س�سة للجامعة العربية. كما اأنه ثمة

حمبة وودا بني ال�سعبني من جهة، وبف�سل �سالت القربى والزيجات

من اجلهة الثانية. ويف العالقات اخلارجية ل م�ساكل بيننا لأن اأحدا

منا ل يتدخل يف ال�سوؤون الداخلية لالآخر، ما يعزز م�ساحة العالقات

ولبنان، ال��ع��راق ب��ني م�سهلة ال��دخ��ول �سمات اإن كما بيننا. امل��م��ت��ازة

واأبواب ال�ستثمارات مفتوحة على م�سراعيها للبنانيني، خ�سو�سا يف

اإقليم كرد�ستان حيث ت�سري الأرقام اىل اأن العالقات متينة اقت�ساديا

وجتاريا وعمرانيا.

وجهة اإىل �سنوات بعد تتحول اأن الأربيل التوقع ميكن هل ■ا�سرتاتيجية ت�سبه دبي بتطورها العامودي؟

اإقليم لأن ال��ق��ري��ب امل�ستقبل يف اأرب��ي��ل ع��ل��ى امل��ع��اين ب��ك��ل اأراه����ن -

كرد�ستان كنز مل يكت�سف بعد، وهو مثل الغابة العذراء. ومن املعروف

الغنية املنطقة ه��ذه على التغطية ي��ح��اول ك��ان ال�سابق ال��ن��ظ��ام اأن

برثوتها النفطية، ويحجب عنها الفر�س. لكن بعد ا�ستقرار الو�سع

الأمني وال�سيا�سي يف كرد�ستان ازدهر العمران وحت�سنت اأحوال البنى

التحتية، فبات يف اإمكان امل�ستثمر اأن يوؤ�س�س مل�ستقبله هناك، ول �سيما

يف ظل الت�سهيالت الكربى التي توفرها احلكومة.

عن احلديث ميكن هل اليوم، العراقي امل�سهد اإىل العودة يف ■يتم وهل التغيري، بعد اخلارجية ال�سيا�سة يف عراقية ثوابت

تطبيقها ب�سكل �سحيح؟

الن�����س��ان وال��ت��ع��ددي��ة وح���ق���وق ب��ال��دمي��ق��راط��ي��ة ال���ع���راق متم�سك -

ال�سماح الآخ��ر، ومتم�سك بنوع خا�س بعدم وال���راأي ال��راأي واح��رتام

حوار12

/ 13

ISSUE

13 / M

arch

2012

لأحد بالتدخل يف �سوؤونه الداخلية. هذه الثوابت يتم تطبيقها ب�سكل

تدريجي يف البالد، واملو�سوع يحتاج اإىل تربية حقيقية لالأجيال منذ

ال�سليم يف اجلامعات على مفهوم الدميقراطية ال�سغر مع التدريب

ت�سيطر اأن ي��ج��وز اأن���ه ل ال��ع��راق��ي امل��واط��ن وامل��واط��ن��ة، بحيث يفهم

للعراقي يحق ل كما العددية، من انطالقا الأقلية على الأك��رثي��ة

اأو امل�سيحي الخ. اأو الرتكماين العربي اأن ي�سيطر على اأخيه الكردي

اإننا نبذل اليوم جهودا جبارة لتتحقق امل�ساواة يف العراق وي�سود العدل

على امل��ق��اب��ل يف ويح�سل ب��واج��ب��ات��ه م��واط��ن ك��ل فيقوم املجتمع، يف

وانتماءاته دينه ومذهبه وقوميته النظر عن بغ�س الكاملة حقوقه

ال�سيا�سية والفكرية.

الوطنية امل�ساحلة �سروط ا�ستكمل العراق اأن تعتقدون هل ■بعد 7 �سنوات على التغيري؟

امل�ساحلة لأن الطريق نهاية اإىل و�سلنا اأن��ن��ا الدع���اء اأ�ستطيع ل -

الوطنية لي�ست فورية بل حتتاج اإىل وقت. لكننا ما�سون يف الطريق

ال�سحيح.

م�سر، يف يوؤلف الكتاب اإن قيل لطاملا الثقايف، ال�سعيد على ■تراجعت م��دى اأي اإىل ال��ع��راق. يف وي��ق��راأ ل��ب��ن��ان، يف ويطبع

الكتب ا�سترياد منع ب�سبب ال�سابق النظام اأيام العراقيني ثقافة

وحرمانهم بالتايل من القراءة؟

ال�سعوب بني نهما الأك��رث هو العراقي ال��ق��ارىء اأن به امل�سلم من -

العربية، لكنه كان ممنوعا من اأن يعرف �سيئا يف العامل غري �سدام!

وعندما ظهر النرتنت لحقا، بقي العراقيون حمرومني من الطالع

على هذه التكنولوجيا اإىل حني �سقوط النظام. رغم هذا كله، ل يزال

اجليل الأقدم متم�سكا بالكتاب، لالطالع والتثقف والتنور، اإىل جانب

اجليل اجلديد الذي يهوى اليوم املعلومات املتوافرة يف النرتنت، اإىل

اأن يعي�س من دون اأو �سواه جانب الكتب. ول ميكن لل�سعب العراقي

�سالح املعرفة املتمثل يف التكنولوجيا.

املواطنني يف �سدام نظام خلفها التي االأذي��ة اآث��ار اأب��رز من ■وذلك وعقلية، ذهنية باأمرا�س امل�سابني من املتقدمة الن�سبة

بح�سب ما اأ�سارت اإليه الدرا�سات العلمية. ما تعليقك؟

- كان نظام �سدام يزرع الرعب يف الن�سان العراقي امل�سامل اجلال�س يف

بيته الذي ل يعلم متى يح�سرون فجاأة ليقتادوه اإىل ال�سجن وي�سبعوه

تعذيبا من دون تهمة، األلهم �سوى اأن �سخ�سا من عائلته اأو ع�سريته

متهم زورا على الأرجح. وهذا من �ساأنه خلق م�ساكل �سحية وذهنية.

�سملتك االعتقاالت؟ ■ هل واللجوء ال��ع��راق م��غ��ادرة اإىل دفعني م��ا بالتاأكيد، اعتقايل مت لقد

املحاذير رغم ال�سيا�سة اأزاول متحم�سا �سابا كنت اأوروبية. دولة اإىل

ال���ذي كان الأك���رب الأه����ل، ل �سيما �سقيقي وال��ت��ه��دي��دات وت��و���س��الت

ينهرين خ�سية علي وعلى العائلة، مع العلم اأنه كان هو اأي�سا معار�سا

التجارب. ومن قليل �ساب اأنني كان من منطلق لكن خوفه للنظام،

جهة اأخرى، كان جميع العراقني تواقني اإىل التغيري، لكن قالئل هم

ال�سجعان الذين جتراأوا على قول »ل« ل�سدام وجماعته. بالن�سبة اإيل،

اأ�سهر كاملة من دون اأن يعلم اأحد عني �سيئا، ف�سهدت 6 مت اعتقايل

التعذيب، �سدة ماتوا من واآخرين �سنيعة، بطرق اأعدموا رفاق على

وغريها من ال�سور املاأ�ساوية التي ل ميكن اأن اأن�ساها.

عنه تنوب ل�سدام مطابقة ن�سخ اإعداد يتم كان اأنه �سحة ■ ما يف بع�س املنا�سبات ال�سعبية؟

- تذكرت نكتة طاملا تداولناها يف بغداد... ملاذا ل يتم �سنع ن�سخ عدة

من �سدام، على اأن يكون يف كل موقع �سدام، يف الوزارات اأو يف الربملان،

لأنه املواطن يرتاح هكذا ال��خ. اجلامعات اأو الر�سمية الإدارات يف اأو

حيثما ذهب �سيتعامل مع �سدام امل�ستن�سخ.

من ينتقم كان نظام ظل يف النكات هذه تتداولوا اأن ■ ا�ستغرب راوي النكتة من ي�سحك لها؟

- كنا جمموعات �سغرية من ال�سباب نثق ببع�سنا البع�س. ما تقولينه

�سحيح متاما، بحيث اأن من يلقي نكتة على �سدام يعدم. ومن ي�سحك

للنكتة يختفي. حتى من ي�سمع النكتة ول يعمد اإىل التبليغ عما �سمعه

مع تقرير مف�سل يعتقل. لذلك فاإن �سدام و�سياطينه كانوا حا�سرين

ي�سمعوا األ ويتمنون نف�سي، رع��ب يف يعي�سون والنا�س مكان، كل يف

�سيئا كي ل يدفعوا الثمن.

ال�ساب العراقي ابنا للرئي�س« من تاأليف ■ هل قراأت كتاب »كنت الذي يدعي باأنه �سبيه عدي �سدام ح�سني؟ وهل جتد اأنه عر�س

احلقائق من دون مبالغات؟

النظام لأن مبالغات، دون من واقعية حقائق اإىل الكتاب ي�ستند -

ال�سابق ارتكب جرائم ب�سعة ونكل بال�سعب العراقي. واأجد اأن ما رواه

»�سبيه عدي« يف ذلك الكتاب قليل جدا باملقارنة مبا كان يحدث فعليا

على اأر�س الواقع خالل حكم �سدام و�سيطرة جماعته. وما الرهاب

الذي �سهده العراق لحقا اإل دليل �سادق على خملفات �سدام.

العامل، يف الدكتاتوريني احلكام ب�ساعة على اثنان يختلف ■ ال االأقل، على واح��دة ان�سانية ميزة ه��وؤالء من لكل اأن يبقى لكن

كاأن يكونوا مثال اآباء ميزين، اأو...

- )مقاطعا(: �سدام مل يكن ان�سانيا مرة واحدة يف حياته! يكفي اأنه

قتل �سهريه الثنني وت�سبب برتميل ابنتيه. �سحيح اأن �سهره ح�سني

فاأين اأح���ف���اده... حتى يرحم مل ���س��دام لكن مثله، �سيئا ك��ان كامل

الن�سانية يف ذلك الأب اأو اجلد؟!

ال الذين العراقيني املواطنني من فئة موقف تف�سر كيف ■يزالون حتى اليوم يتح�سرون على اأيام �سدام؟

- اأظ����ن اأن ه�����وؤلء ل ي���زال���ون حت���ت ت���اأث���ري ال��ت��خ��دي��ر ب��ع��دم��ا ك��ان��وا

م�ستفيدين من النظام وكانوا ي�سرقون قوت ال�سعب لتجويعه. العراق

يحتاج اإىل 20 �سنة مقبلة كي تتغري فيه جميع الأمور وتت�سح ال�سورة

يف عيون كل النا�س.

حاورته: رميا �صرييف

مساواة الصهيونية بالعنصرية

قصة االلغاء الجائر )1(اجلمعية عن �سدر االأول كانون 16 يف

ال��ق��رار الرقم امل��ت��ح��دة ل���الأمم ال��ع��ام��ة

الرقم ال�سابق ق��راره��ا باإلغاء 86/46

1975 الثاين ت�سرين 10 تاريخ 3379

من �سكال »ال�سهيونية باعتبار القا�سي

العن�سري«. والتمييز العن�سرية اأ�سكال

يف باملبادرة االأمريكية االإدارة تكفلت

وتقدميه، االإلغاء قرار م�سروع �سياغة

الدول بني لت�سويقه حثيثة جهود وبذل

نفوذ من لديها ما وتوظيف االأع�����س��اء،

�سلطانها، اأوج بلغت وقت ويف لتمريره،

العراق، �سد الدويل التحالف راأ�س على

ال�سوفياتي االحت���اد ت�سع�سع ف��رتة يف

موؤمتر اطالق وبعد الغرق، على امل�سرف

م���دري���د ل��ل�����س��الم يف ال�����س��رق االأو����س���ط

رافقته، واالأوهام التي والوعود اخلالبة

الزاهية التي زرعها يف اأذهان البع�س، من

ع��رب وغ��ري ع��رب. وق��د ت�سابقت ال��دول

اىل رعاية امل�سروع حتى بلغ عدد الدول

اأيدت دول بينها من دول��ة، 85 الراعية

ال�سهيونية ي�ساوي ال��ذي االأول القرار

ودول ال�سوفياتي كاالحتاد بالعن�سرية،

الكتلة اال�سرتاكية �سابقا.

السفير الدكتور ظافر الحسن

... لأنه فل�سطيني

اأدىل بدلوه يف هذا املجال عندما ح�س يف كان الرئي�س بو�س �سخ�سيا قد

املتحدة الأمم ،1991 ايلول يف العامة اجلمعية ام��ام األقاها التي الكلمة

ومنذ قبال، تعهد كان بعدما واق��راره، الإلغاء تبني على كافة والأع�ساء

»اإع���دام هذا الأم��ريك��ي اليهودي املوؤمتر اأقطاب اأم��ام ف��رتة وجيزة فقط،

الأمم دورة نهاية قبل بالعن�سرية( ال�سهيونية م�ساواة )ق���رار ال��ق��رار«

املتحدة التي تنتهي يف 17 كانون الأول من ذلك العام. ولعل الرئي�س بو�س

كان يحاول، مبثل هذا التعهد، اإر�ساء اللوبي اليهودي يف بالده، ف�سال عن

ا�سرائيل، والتخفيف من انعكا�سات رفع احلظر عن �سمان القرو�س البالغة

ا�سرائيل كانت الذي ال�سمان العربية، ذلك للدولة ع�سرة مليارات دولر

العتبارات ان يف �سك ول ف���ورا. رفعه على امل��ذك��ور، اللوبي ومعها ت��ل��ح،

الذي بو�س الرئي�س ذهن يف دوره��ا لعبت الأمريكية للرئا�سة النتخابية

كان يعمل على تر�سيح نف�سه لولية جديدة.

يف مقابل اأي تعطي اأن دون م��ن ه��ائ��ل مبك�سب ا�سرائيل حظيت وه��ك��ذا

الطرفني املعنوي لكل من املوقع �سواء على �سعيد العرب، مواجهتها مع

موؤمتر اأطلقها ال��ت��ي امل��ف��او���س��ات عملية اإط���ار يف اأو وال��ع��امل، املنطقة يف

مدريد، كما على م�ستوى عقيدتها ال�سهيونية املتج�سدة يف جمموعة من

امليدانية ممار�ستها جمال يف اأو املبدئية، واملواقف التمييزية الت�سريعات

من الفل�سطينيني، �سد والتعايل والع�سف ال�سرا�سة يف املتمادية اليومية

�سكان ال�سفة والقطاع، و�سد العرب يف الأرا�سي التي حتتلها.

ا�ستثنائيا، ح��دث��ا امل�ساألة ا�سرائيل وك��ذل��ك الأم��ريك��ي��ة الإدارة واع��ت��ربت

فاأوفدت ا�سرائيل بهذه املنا�سبة وزير خارجيتها ديفيد ليفي واأوفدت الأوىل

قيادة احلملة كل منهما ليتوىل ايغلربغر، لورن�س وزير خارجيتها نائب

امل�سروع على ايغلربغر الإلغاء. وقدم تبني م�سروع الدبلوما�سية ل�سمان

باأنه امل�ساواة بني ال�سهيونية والعن�سرية اأنه ت�سويب خلطاأ، وا�سفا قرار

العمل »الأكرث افتقادا لالإن�ساف« الذي اأقدمت عليه الأمم املتحدة حيال

الباردة اآخر بقايا احلرب الوقت لإر�سال »احدى واأنه حان حقبة جديدة،

ال�سهيونية م�ساواة قرار اإلغاء ان على �سدد وبعدما التاريخ«. مزبلة اىل

ي�ستهدفها، ول الأو�سط ال�سرق يف ال�سالم بعملية يرتبط ل بالعن�سرية

العمل اأن هذا تعتقد اأن حكومتي اوؤك��د العك�س »وعلى القول: خل�س اىل

ميكن اأن ي�ساعد ل اأن يعوق اجلهود اجلارية لإحالل ال�سالم يف املنطقة«.

العربية. املجموعة رئا�سة ال��ف��رتة تلك يف ي��ت��وىل ك��ان لبنان اأن و���س��ادف

الأخ��رية م�سريا با�سم هذه ال�سفري خليل مكاوي الدائم فتحدث مندوبه

اىل »اأن الوليات املتحدة وحلفاءها تكون لديهما انطباع خاطئ باأن تبني

درا�سات16

/ 17

ISSU

E 13 /

March

201

2

اأك��رب، اإب��داء جت��اوب ل�سرائيل على �سيكون حافزا القرار ه��ذا مثل

ورمبا المتثال لدور الأمم املتحدة وقراراتها«. واأ�ساف مكاوي: »ان

اقراره لي�س من �ساأنه اأن يفتح �سهية املتطرفني الإ�سرائيليني الذين

يريدون موا�سلة ال�سم التدريجي فح�سب، بل �سيوؤدي اأي�سا اىل اثارة

عمل باأ�سرها ال�سالم عملية اأن يرون الذين العرب اولئك م�ساعر

ل طائل وراءه«. ويف موقف خمالف متاما ملوقف الدارة الأمريكية

اأعرب مكاوي عن اقتناع املجموعة باأن املوافقة على م�سروع الإلغاء

�ستعيق عملية الت�سوية.

اأن الأول ك��ان��ون 17 يف ال�����س��ادرة اللبنانية ال�سحف بع�س وذك���رت

املجموعة العربية طلبت جعل غالبية الثلثني �سرورية لتبني القرار،

اأه��م��ي��ت��ه، لكن حماولتها مل جت��د �سدى ال��رتك��ي��ز على م��ن خ��الل

عملية يف ملمو�س تقدم بتحقيق الإلغاء ربط اىل ف�سعت م�سجعا،

ال�سالم، وهنا اي�سا من دون جدوى.

لبنان مندوب بها ق��ام التي ال��دوؤوب��ة الت�سالت ان الطريف وم��ن

بهدف اآن���ذاك، العربية للمجموعة رئي�سا ب�سفته مكاوي ال�سفري

اإىل درجة جعلته الأمريكي الوفد اأزعجت الإلغاء، الت�سدي لطرح

ن�ساط لكبح م�سعى يف اللبنانية احلكومة ملقاربة ب��ادارت��ه ي�ستعني

مندوبها. فطلب القائم بالأعمال الأمريكي يف بريوت فن�سنت باتل

)الذي اأعيد اىل بريوت ب�سفة �سفريا يف خريف 2001( موعدا عاجال

معي يف اخلارجية حددته له يوم اخلمي�س 12 كانون الأول، اأي اأربعة

اأيام فقط قبل ت�سويت اجلمعية العامة على م�سروع الإلغاء. وعندما

اأن اللبنانية ال�سلطات اإع��الم اأن حكومته طلبت منه اأف��ادين ح�سر

يف الن�ساط زائ���د دورا عاتقه على اأخ���ذ م��ك��اوي ال�سفري مندوبها

الرئي�س بو�س والوزير بايكر يراهنان »ان جمابهة الإلغاء. واأو�سح

هذا وع��ل��ى امل�����س��األ��ة«، ه��ذه على ال�سخ�سي وبنفوذهما مبكانتهما

بالتخفيف ملندوبها الي��ع��از اللبنانية احلكومة تنا�سد ادارت���ه ف��ان

املحادثات يف يعر�س واعتماد موقف معتدل بحيث ل اندفاعه من

وا�سنطن للخطر«. )املق�سود حمادثات ال�سالم التي كانت منعقدة يف

ذلك الوقت يف وا�سنطن(.

وفيما اكدت له اأين �ساأنقل م�سمون كالمه اإىل وزير اخلارجية على

اأن الكثري مما كتبه واأعلنه فال�سفة ال�سرعة، لفت نظره اىل جناح

احلركة ال�سهيونية ودعاتها، وهم كما يعلم جميعا من اليهود، ي�سب

العامل وعلى علينا ال�سعب واأن��ه من العن�سري، التمييز يف منحى

العربي عموما اأن جند مربرا لهذا الإ�سراع يف اثارة م�ساألة الإلغاء يف

اإ�سرائيل هذا الظرف بالذات، ونعترب الطرح �سابقا لأوانه، طاملا ان

وممار�ستها ال�ستيطانية �سيا�ستها لتغيري توجهات اأي تظهر مل

اأنها وطاملا ال��ع��رب، �سد العرق اأ�سا�س على والتمييزية التع�سفية

تدابري يف ومتعن والعربية، الفل�سطينية الأرا���س��ي حتتل ت��زال ل

الإبعاد، والعتقال من دون حماكمة والتعديات على حرمات البيوت،

وتعرقل م�سرية العملية التفاو�سية لل�سالم يف ال�سرق الأو�سط )كان

الوفد الإ�سرائيلي املفاو�س قد ا�ستنكف عن الذهاب اىل وا�سنطن يف

املوعد املحدد وجعل الوفود العربية تنتظره عدة اأيام يف حماولة منه

بق�سد بالذات الأمريكية الإدارة وعلى الوفود، هذه على لل�سغط

ا�ستجالبها اإىل �سفه ب�سورة اأكرب(. وبالفعل اأطلعت وزير اخلارجية

فار�س بويز على فحوى مراجعة باتل. فاأجرى بدوره ات�سالت مع

باظهار مكاوي ال�سفري اىل الإب��راق بنتيجتها تقرر العليا، املراجع

تامني كانا والت�سميم القتناع ان العتدال يف حتركه. غري بع�س

بعدم املوافقة على م�سروع الإلغاء وب�سرورة الت�سويت �سده.

التاأموا يف املتحدة الأمم لدى العرب الدائمني املندوبني اأن ورغم

م�ساورات خا�سة بتاريخ اخلام�س من كانون الأول، قرروا بنتيجتها

ال��غ��اء م�ساواة ال��رام��ي اىل الأم��ريك��ي امل�����س��روع ب��الإج��م��اع معار�سة

يوم بالعن�سرية، فانهم مل يحافظوا على هذا الجماع ال�سهيونية

الت�سويت عليه يف 16 منه بحيث تغيب �سبعة منهم عن اجلل�سة، ما

يعترب مبثابة موافقة منهم على الإلغاء.

كانت دورة القرار يف العامة هذا تتخذ اجلمعية اأن املفارقة وكانت

الرئا�سة فيها لدولة عربية )هي ال�سعودية وقد �سوتت �سد القرار(،

كما كان قد مت فيها انتخاب عربي هو بطر�س غايل ملن�سب الأمني

العام. ومن اأ�سل 45 دولة ع�سو يف منظمة املوؤمتر الإ�سالمي �سوتت

ثمان فقط �سد الإلغاء، بالإ�سافة طبعا اىل الدول العربية الثالث

انتهاء موؤمتر القمة الإ�سالمي اأنه مل يكن قد مر على ع�سرة، مع

الذي كان قرر مقاومة م�سروع )1991 الأول كانون دكار )11-9 يف

الإلغاء، �سوى خم�سة اأيام.

التعاي�ش ال�سالمي - امل�سيحي

درا�سات18

/ 19

ISSUE

13 /M

arch

2012

العربية مل تكن اأن بع�س اجلهات ول �سك يف

متحم�سة لإ�سقاط امل�سروع الأمريكي اأو للعمل

�سده، يف مراهنة منها على اأن من �ساأن اإقراره

اأن ي�سكل انت�سارا �سيا�سيا للرئي�س بو�س، ميكن

ال�سهيونية املنظمات ا�سرت�ساء يف توظيفه

له، معار�ستها وتخفيف املتحدة ال��ولي��ات يف

الرئا�سية، ولي��ت��ه جت��دي��د يف فر�سه وت��ع��زي��ز

وبالتايل اإحراز بع�س الإطمئنان حيال ا�ستمرار

اأط��ول مل��دة ال�ستقرار وتثبيت ال�سالم عملية

العواقب، م�سمونة تكن مل املراهنة تلك اأن وال��واق��ع املنطقة. يف

لكنها يف الوقت نف�سه مل تكن بعيدة من تفكري بع�س امل�سوؤولني يف

ا�ستمرار الرئي�س بو�س يف باأن لبنان الذين كان يخاجلهم العتقاد

البيت الأبي�س ي�سكل عامال حا�سما يف تطبيق القرار 425 وتخلي�س

الأرا�سي اللبنانية من الحتالل الإ�سرائيلي.

111 قرار الإلغاء، وعار�سته اأي��دت 166 دولة اأ�سل النهاية، ومن يف

17. وقد هللت اأو مل ت�سارك يف الت�سويت 13 وتغيبت 25، وامتنعت

الإدارة الأمريكية لهذه النتيجة واأعربت عن حبورها بالتو�سل اإليها

يف ت�سريح اأدىل به الناطق الإعالمي با�سم البيت الأبي�س يف اليوم

نف�سه الذي مت فيه اإقرار الإلغاء اأي يف 1991/12/16 جاء فيه: اإننا

نرحب بالقرتاع الذي مت اليوم يف اجلمعية العامة لالأمم املتحدة

ال�سهيونية بني �ساوى وال��ذي 1975 �سنة اىل العائد احلكم باإلغاء

يوم منذ احل��ك��م ه��ذا امل��ت��ح��دة ال��ولي��ات رف�ست لقد والعن�سرية.

اتخاذه لأنه �سنف الآمال القومية لل�سعب اليهودي ووجود ا�سرائيل

على عمل الج���راء ه��ذا اأن كما م�سروعة. غري باعتبارها القومي

يف امل�ساهمة على وقدرتها املتحدة ل��الأمم اخللقية املكانة تقوي�س

»حتقيق« ال�سالم يف ال�سرق الأو�سط.

اأم��ام الإل��غ��اء، يف خطابه اىل دعوته لأن )بو�س( ممنت الرئي�س ان

اأيلول/�سبتمرب، قد حظيت الآن اجلمعية العامة لالأمم املتحدة يف

على نثني ونحن ال��دول��ي��ة. الأ���س��رة م��ن ال�ساحقة الأك��رثي��ة بدعم

احلكومات التي �ساركت يف رعاية هذا القرار اأو دعمته، ونحيي الأمم

املتحدة. وهو يخدم الأمم اليوم �سدقية اق��رتاع املتحدة. لقد عزز

مدريد م��وؤمت��ر يف ملمو�سة ب�سورة تقدمت التي ال�سالم م�سالح

)لل�سالم يف ال�سرق الأو�سط( وما تاله من مفاو�سات ثنائية.

بالرئي�س �سامري هاتفيا رئي�س احلكومة )ال�سرائيلية( ات�سل لقد

للتعبري عن امتنانه للجهود التي بذلها الرئي�س من اأجل نبذ احلكم.

وقال رئي�س احلكومة اإن ال�سعب اليهودي ممنت للدور القيادي الذي

قام به الرئي�س يف نتيجة القرتاع يف الأمم املتحدة )جملة الدرا�سات

الفل�سطينية العدد 9 �ستاء 1992 �سفحة 242(.

بانت�سارها ���س��روره��ا ع��ن الدارة ت��ع��رب اأن فهمه ي�سهل لأم���ر اإن���ه

من لتمكنها املتحدة الأمم يف اإ�سرائيل حليفتها مع الدبلوما�سي

اإلغاء القرار امل�ساوي بني ال�سهيونية والعن�سرية. لكن ما ل ي�سهل

اإىل التمويه والت�سليل عندما تقول باأن فهمه ول تربيره جلووؤها

لل�سعب القومية الآم���ال الإل��غ��اء لأن��ه »�سنف ي�ستحق ال��ق��رار ذل��ك

ذلك م�سروعة«. غري باعتبارها القومي اإ�سرائيل ووج��ود اليهودي

نف�سها التي ج�سدت ال�سهيونية �سلب كامن يف امل�سروعية عدم اأن

يف اإقامة دولة اإ�سرائيل على اأ�سا�س فل�سفة »ال�ستيطان« على ح�ساب

اأ�سحاب الفل�سطينيني ال�سكان ترحيل اأي و»الرتان�سفري« الغري،

وعلى اأرا�سيهم، وعلى بيوتهم يف اليهود الوافدين لإح��الل احل��ق

التمييز العرقي املنهجي باإعطاء الأرجحية والأف�سلية والمتيازات

الآخرين املواطنني دون من تخ�سي�سا اليهود للمواطنني املتنوعة

غري اليهود. و�ساأعود فيما بعد اىل بع�س التف�سيل يف هذا املجال.

بهذه التذكري م��ن بعيدا الإل��غ��اء على ال�����س��وري التعليق يكن ومل

احلقائق، كما �سرح به ناطق با�سم ال�سلطات ال�سورية يف 1991/12/16

ورد 17 منه، وقد ال�سادرة يف الدم�سقية »البعث« ون�سرته �سحيفة

فيه: ان اإلغاء قرار الأمم املتحدة الذي يعترب ال�سهيونية �سكال من

اأ�سكال العن�سرية مل يلغ حقيقة وجود قوانني وت�سريعات واإجراءات

متييزية يف ا�سرائيل ما زالت �سارية املفعول حتى الآن... لقد �سوت

املمار�سات ب��اأن ال��ق��رار ملعرفته الأك��ي��دة اإل��غ��اء ال�����س��وري �سد ال��وف��د

ت�ساعفت قد املحتلة العربية الأرا���س��ي يف العرب �سد العن�سرية

العام يف الأح���وال عليه كانت عما الأخ���رية ال�سنوات يف وت�ساعدت

العربية الأرا���س��ي يف للواقع انعكا�سا القرار اإلغاء جاء لو ...1975

املحتلة ملا اقت�سر الإرتياح على الإ�سرائيليني وحدهم من دون العرب.

ال��ذي مل يكن حينذاك يف احلكم، بل رئي�س �سليم احل�س وكم كان

وزراء �سابق فقط، م�سيبا عندما لفت وقتها اإىل اأن »اإلغاء قرار الأمم

املتحدة ب�ساأن العن�سرية ال�سهيونية يبلغ من اخلطورة حدا ل ميكن

م�سروعية واأ�سفى ب��راءة وثيقة �سكل الإلغاء اأن واحل��ال ت�سوره«.

غري م�ستحقة على جوهر العقيدة ال�سهيونية املغلوط، كما اأعطى

املربرات والغطاء الدويل لنوازع اإ�سرائيل التو�سعية على ح�ساب الغري

لعملية اغت�ساب الأر�س وقمع اأ�سحابها العرب، فل�سطينيني كانوا اأو

غري ذلك، وانتهاك حقوقهم الإن�سانية الطبيعية. فال�سهيونية، مبا

ال�سفري خليل مكاوي

هي فل�سفة عن�سرية، لي�ست جمرد »نظام حكم �سيا�سي« ل�سعب ما اأو

لدولة ما، ميكن تغيريه بعد فرتة وبالتايل اإزالة م�ساره واأخطاره اأو

وقفها، بل هي عقيدة �سعب هو ال�سعب اليهودي الإ�سرائيلي، وعقيدة

ال�سيا�سي النظام ك��ان اي��ا لها، مالزمة �ستظل اإ�سرائيل، هي دول��ة

للحكم فيها، واأيا كان احلزب ال�سيا�سي الذي يتوىل هذا احلكم.

واإذا كانت الوليات املتحدة الأمريكية قد اأ�سبحت، يف حينه، متلك

الوا�سع التاأييد بح�سد لها ت�سمح التي الطاغية الدولية ال�سيطرة

لالإلغاء، فاإنها مل تكن متلك املربرات املو�سوعية احلقة لهذا الإلغاء

واإج��راءات��ه��ا قوانينها م��ن والكثري اإ�سرائيل ممار�سات اأن باعتبار

الإدارية والأمنية التمييزية جتاه مواطنيها العرب، والفل�سطينيني

يف كانت والقطاع ال�سفة يف الإ�سرائيلي الإحتالل حتت الرازحني

اإ�سرائيل ن�سوء منذ بل ،1975 العام يف عليه كانت كما 1991 العام

للعن�سر العرقية والأف�سلية العن�سرية 1948، مبنية على العام يف

اليهودي على �سواه، اإمنا ب�سكل اأكرث منهجية وت�سلطا و�سرا�سة.

القراران

لذلك جاء قرار الإلغاء مقت�سبا، يف عبارة واحدة، هي الفقرة العاملة،

من دون ديباجة درجت الأمم املتحدة على ت�سمينها الأ�سباب املربرة

طبيعا يبدو بحيث بها، قراراتها وا�ستهالل القانونية واملرجعيات

املتخذة. وهكذا القرارات اإىل فر�س الذرائع ي��وؤدي اجتماع هذه اأن

متت �سياغة القرار الذي و�سعه على ما اأ�سيع نائب وزير اخلارجية

الأمريكي لورن�س ايغلربغر بنف�سه، على الوجه الآتي:

ان اجلمعية العامة،

تقرر اإبطال احلكم الذي يحتويه قرارها الرقم 3379 ال�سادر يف 10

ت�سرين الثاين 1975. بينما ا�ستمل القرار 3379 امللغى على ديباجة

من خم�س فقرات، وفقرة عاملة اأكد فيها اأن اجلمعية العامة »حتكم

باأن ال�سهيونية هي �سكل من اأ�سكال العن�سرية والتمييز العن�سري«.

اأن اأن نورد هنا م�سمون الفقرات اخلم�س للدللة على ومن املفيد

الأ�سباب واملمار�سات ال�سهيونية الإ�سرائيلية التي دعت اىل م�ساواة

ال�سهيونية بالعن�سرية، ل تزال اليوم بعد انق�ساء ع�سرة اعوام على

الإلغاء كما كانت لي�س منذ تاريخ اتخاذ قرار امل�ساواة يف العام 1975

فقط، بل حتى منذ ن�سوء فكرة ال�سهيونية، لأن العن�سرية، يف واقع

الأمر، هي اأحد اأهم مكونات ال�سهيونية، ويتعذر الف�سل بينهما ما

اأمر مل يطراأ تغيري جذري على ماهية الفل�سفة ال�سهيونية، وهذا

م�ستبعد بل م�ستحيل.

ت��ق��ول ال���ف���ق���رات اخل��م�����س ت��ب��اع��ا يف ت��ع��ري��ب ل��ه��ا غ���ري ر���س��م��ي عن

النكليزية، والفقرة العاملة التي تتوجها ما يلي:

ن�س القرار امللغى الرقم 3379 تاريخ 1975/11/10:

ان اجلمعية العامة،

اإذ ت�ستذكر قرارها الرقم 1904 تاريخ 1963/11/20 املنادي باإعالن

العن�سري، وبوجه التمييز اأ�سكال باإزالة كل املتعلق املتحدة الأمم

اأو العن�سري ال��ت��ف��اوت على قائمة عقيدة »اأي اأن ت��اأك��ي��ده خا�س

عادلة وخطرية اأخالقيا، غري مدانة علميا، مغلوطة التفوق هي

التمييز »مظاهر حيال ال�سديد القلق ع��ن وتعبريه اإجتماعيا«،

العن�سري التي ل تزال بارزة للعيان يف بع�س مناطق العامل، وما

تزال تفر�سها بع�س احلكومات بوا�سطة اجراءات ت�سريعة واإدارية

اأو تدابري اأخرى«،

اإذ ت�ستذكر اأن اجلمعية العامة يف قرارها الرقم 3151 تاريخ 14 كانون

الأول 1973 اأدانت احللف األئم بيت جنوب اأفريقيا وال�سهيونية،

للمراأة الدولية لل�سنة العاملي امل��وؤمت��ر بيان يف ورد م��ا ت�ستذكر اإذ

املبداأ اأعلن ال��ذي 1975/7/6 -6/19 يف مك�سيكو مدينة يف املنعقد

وال�ستقالل التحرير اإجناز يتطلبان الدوليني وال�سلم التعاون اأن

الوطني، واإزالة ال�ستعمار وال�ستعمار اجلديد، والحتالل الأجنبي

وال�سهيونية والتفريق العرقي والتمييز العن�سري يف جميع اأ�سكاله،

وكذلك العرتاف بكرامة ال�سعوب وحقها يف تقرير امل�سري.

الدول واحلكومات روؤ�ساء اتخذته قمة الذي 77 القرار ت�ستذكر اإذ

1975/8/1-7/28 يف كامبال يف املنعقدة الأفريقية الوحدة ملنظمة

والأنظمة املحتلة فل�سطني يف العن�سري النظام »اأن اعترب ال��ذي

الإ�ستعماري املن�ساأ لها اأفريقيا وج��ن��وب زمي��ب��اب��وي يف العن�سرية

وال��رواب��ط نف�سها العن�سرية البنية ميتلك ك��ال وت�سكل ال��واح��د،

الكائن ك��رام��ة ق��م��ع اىل ال��رام��ي��ة �سيا�ساتها ب��ني م��ا يف الع�سوية

الب�سري و�سالمته«.

الدويل ال�سلم لتقوية وال�سرتاتيجية ال�سيا�سي البيان ت�ستذكر اإذ

والأمن ولتكثيف الت�سامن والغوث املتبادل بني الدول غري املنحازة،

اللذين مت تبنيهما يف موؤمتر وزراء اخلارجية للبلدان غري املنحازة

ق�سوى ب�سدة اأدان وال���ذي 1975 اآب و30 25 ب��ني ليما يف املنعقد

اإىل البلدان العاملي والأم��ن ودعا جميع ال�سهيونية كتهديد لل�سلم

معار�سة اليديولوجية العن�سرية والإ�ستعمارية،

اأ���س��ك��ال ال��ع��ن�����س��ري��ة والتمييز حت��ك��م ب����اأن ال�����س��ه��ي��ون��ي��ة ���س��ك��ل م���ن

العن�سري.

ال�سهيونية اأن ال��دول وم��ن معها من املتحدة ال��ولي��ات راأت فكيف

العفو بهذا لتحظى ال�سهيونية يف تغري ال��ذي وم��ا كذلك؟ لي�ست

العام؟

■ إذا كانت الواليات المتحدة األميركية قد أصبحت، في حينه، تملك السيطرة الدولية الطاغية التي تسمح لها بحشد التأييد الواسع لإللغاء، فإنها لم تكن تملك المبررات الموضوعية الحقة لهذا اإللغاء

درا�سات20

/ 21

ISSUE

13 /M

arch

2012

العن�رشيون

1958 ني�سان 30 يف ال�سادرة الإ�سرائيلية »هاآرت�س« �سحيفة ذك��رت

املنظمة الهوية بطاقة رف�س احل��ك��وم��ة، رئي�س غ��وري��ون، ب��ن- اأن

هذا على وتعليقا بالعربية. طبعت كما بالعربية طبعت لأنها له

فيرني رئي�س حترير جملة وري اأ

اخلرب كتب ال�سحايف الإ�سرائيلي اأ

كتابه يف غيلمور ديفيد عنه نقله م��ا ح��ي��ن��ذاك ه��ازي��ه« »ه��اع��ولم

لندن يف املن�سور الفل�سطينيني« معاناة - ملكيتهم من »امل��ج��ردون

عن دار �سفري بوك�س 1982 يف ال�سفحتني 93 و94، واأورده معربا نور

اأكرث عرب »اأر���س ال�ساد�سة من كتابه ال�سفحة الدين م�ساحلة يف

اأقل« )الطبعة الأوىل- بريوت 1997، املن�سور عن موؤ�س�سة الدرا�سات

الفل�سطينية(:

كان بن- غوريون رجعيا ب�سورة مطلقة يف معار�سته اأي �سيء عربي.

اإقامة منذ عربية قرية اأو مدينة قط ي��زر مل احلكومة رئي�س اإن

يزور اأن رف�س اليهودية العليا النا�سرة بلدة زار وعندما الدولة،

النا�سرة العربية التي تبعد فقط مئات الأمتار عن البلدة اليهودية.

بن ي�ستقبل مل ال��دول��ة، تاأ�سي�س بعد الأوىل الع�سرة الأع����وام ويف

غوريون اأي وفد من املواطنني العرب.

وي���الح���ظ اأن اأف���ن���ريي ال���ي���ه���ودي ال��ت��ق��دم��ي ن��ع��ت ه����ذا ال��ت�����س��رف

»بالرجعي« كي ل ي�سميه باإ�سمه اأي بالعن�سري«.

بوقاحة هرميلي ال��ي��اه��و الكني�ست يف ال��ع��م��ايل ال��ن��ائ��ب ع��رب وق��د

اأن��وي »ل�ست ق���ال: عندما الكلي« »ال��رتح��ي��ل مفهوم ع��ن �سريحة

م��ن غري واح��د ب��اأي ب��ل بعربي فقط ولي�س واح���د، بعربي القبول

اإبراهيم �ساللة م��ن كليا يهودية اإ�سرائيلية دول���ة اأري���د ال��ي��ه��ود.

اأبناء اأحد اأي�سا اإ�سماعيل هو اأن اأنه ن�سي واإ�سحق ويعقوب«. ويبدو

اإبراهيم واأن هذا الأخري هو جد للعرب املتحدرين من اإ�سماعيل كما

هو جد لليهود اأبناء اإ�سحاق ويعقوب.

للحكومة 2001 رئي�سا ال��ع��ام اأ���س��ب��ح يف ال���ذي ���س��ارون اآري��ي��ل وك���ان

لي�س فقط من ال��ع��رب واملندفعني لرتحيل ال��دائ��م��ني ال��دع��اة م��ن

اإ�سرائيل، بل من ال�سفة الغربية وغزة، واإقامة امل�ستوطنات واإحالل

لنف�سه الإج���ح���اف ه���ذا ي���ربر وك���ان م��ك��ان��ه��م. ال��ي��ه��ود امل�ستوطنني

الأل��غ��ام زرع اأن وه��ي حقيقة ب�����س��اأن م��رت��اح �سمريي »اإن ب��ال��ق��ول:

واأعمال القتل هي اأكرث �سوءا من اإجالء الأبرياء« )م�ساحلة: »اأر�س

اأكرث عرب اأقل«. �سفحة 120(. لكن �سارون فعل الأكرث يف العام 2001

يف حماولة م�سممة منه خلنق انتفا�سة الأق�سى، ومل ي�سجل يف ذلك

غري الف�سل.

ويف 14 مت���وز 1972 ك��ت��ب ال�����س��ح��ايف وال��داع��ي��ة الإ���س��رائ��ي��ل��ي ال��ب��ارز

ب�سعياهو بن- بورات يف �سحيفة »يديعوت اأحرونوت« اأن »من واجب

القيادة الإ�سرائيلية اأن تو�سح للعموم عددا من احلقائق، اإحداها اأنه

اإج��الء العرب ل �سهيونية ول ا�ستيطان ول دول��ة يهودية من دون

ومن دون ال�ستيالء على الأرا�سي وت�سييجها« )املرجع نف�سه(.

يف »التخنيون« معهد يف األ��ق��اه خطاب يف داي���ان مو�سى يخف ومل

دولة به قامت ما حقيقة والعامل م�ستمعيه على 1969 �سنة حيفا

كان ال��ذي البلد ه��ذا اإىل جئنا لقد ق��ال: اإذ تعديات من اإ�سرائيل

العرب تواطنوا فيه، ونحن نبني دولة يهودية... لقد اأقيمت القرى

هذه اأ�سماء حتى تعرفون ل اأنتم العربية، القرى مكان اليهودية

القرى العربية واأنا ل الومكم، لأن كتب اجلغرافيا مل تعد موجودة.

القرى ب��ل م��وج��ودة تعد مل التي وح��ده��ا اجلغرافيا كتب ولي�ست

العربية نف�سها زالت اأي�سا. فقد قامت م�ستعمرة »نهالل« يف مو�سع

يف »�ساريد« وكيبوت�س جباتا، مو�سع يف »غفات« وكيبوت�س معلول،

من وم��ا ال�سومان. تل مو�سع يف و»كناريهو�سوع« خنيف�س مو�سع

مو�سع بني يف هذا البلد اإل وكان فيه اأ�سال �سكان عرب.

وكان دايان يكرر اإجهاره باأن على الفل�سطينيني اأن يجربوا بطريقة

اأو باأخرى على الرحيل وذلك باإفهامهم مبا�سرة وعلنا اأن »لي�س لدينا

يذهب اأن يريد وم��ن كالكالب. تعي�سوا اأن عليكم �سيكون ح��ل. اأي

ففي و�سعه ذلك. �سرنى اإىل اأين توؤدي هذه العملية... وبعد خم�سة

اأعوام �سيقل العدد 200000 �سخ�س. وهذا اأمر له اأهمية كبرية جدا«

)نف�سه �س 114 نقال عن كتاب و�سعه Noam Chomsky بعنوان

Hill and Wang »Deterring Democracy« ون�سرته دار

يف نيويورك يف العام 1992 �س 434(.

يف �سنة 1967 قررت احلكومة الإ�سرائيلية اإعادة اإحياء لوائح الدفاع

اأي اأنظمة الطوارئ يف ما يتعلق بال�سفة الغربية وقطاع غزة، وعلق

للعدل وزي��را كان ال��ذي �سابريا �سم�سون يعكوف التدبري على هذا

منذ فل�سطني امل��ق��رر يف النظام »اإن ي��ل��ي: كما اإ���س��رائ��ي��ل يف اآن���ذاك

املانيا بلد متمدن. حتى يف اأي له يف الدفاع ل نظري لوائح �سدور

)النازية( الأع��م��ال اإن ال��ق��وان��ني. ه��ذه مثل هناك يكن مل النازية

التي ارتكبت يف »مايا دينك« وغريها من الأمور ال�سبيهة بها، كانت

مناه�سة للقوانني. ل وجود لنظام ي�سبه نظامنا ال يف بلد حمتل.

هم يحاولون طماأنتنا بالقول اإن هذه القوانني ل ت�سري ال على من

يف النازي احلاكم ولكن كلهم. ال�سكان على ولي�س جرما، يركبون

الذين ل يتدخلون يف اأنه ل �سرر ي�سيب اأي�سا قال املحتلة اأو�سلو

ما ل يعنيهم«. )نف�سه �س 130 من كتاب �سربي جري�س بالنكليزية

Monthly 1976 عن دار The Arabs in Israel ال�سادر �سنة Review Press، N.Y، �س 120(.

بطر�ش غايل

جورج بو�ش )الأب(

فن�سنت باتل

وذكر هامي �ساليف يف دافار ال�سادرة يف 1992/12/18 اأن ا�سحق رابني،

الكني�ست مناق�سات اإح��دى يف فاخر الإ�سرائيلية، احلكومة رئي�س

باأنه »حطم عظاما فل�سطينية، وهدم بيوتا يف ال�سفة الغربية وقطاع

غزة، وطرد حمر�سني فل�سطينيني، اأكرث مما فعله الذين ينتقدونه

من حزب الليكود« )اقتب�س اخلرب م�ساحلة �س 144(.

ويخل�س م�ساحلة يف ال�سفحة 174 من كتابه املذكور اآنفا اإىل القول

اليديولوجيا من اأ�سا�سا ن�ساأت العرب املواطنني �سد التفرقة باأن

التي تعرف عن الر�سمي للدولة الذاتي التعريف ال�سهيونية ومن

نف�سها باأنها »دولة ال�سعب اليهودي«، مبا يف ذلك اليهود الذين لي�سوا

من مواطنيها، ولي�ست دولة جلميع مواطنيها، فما بالك باملواطنني

ال���ع���رب«. وم�����س��احل��ة مل ي��خ��رتع ه���ذا ال��ق��ول. ف��ق��د اأك����ده ال��ي��ه��ودي

الإ�سرائيلي مريون بنفني�ستي النائب ال�سابق لرئي�س بلدية القد�س

يف هاآرت�س ال�سادرة يف 15 اآب 1997 بالعبارات الآتية: اإن التمييز �سد

الأقلية العربية جار منذ قيام دولة اإ�سرائيل. ويعي�س عرب اإ�سرائيل

يف ظل حرمان يف جميع جمالت احلياة تقريبا. اإن احلكومة احلالية

)الليكود( مل تغري ال الأ�سلوب، ل امل�سمون. حتى الآن كان التمييز

ل يزال يربر بحجج »مو�سوعية« اأو »عملية« مثل الأمن... اأما الآن

فيبدو اأن احلكومة تخلت عن هذه التف�سريات اللطيفة ذات الأ�سلوب

املنمق.

»عرب كتابه يف �سبلر ديفيد الأمريكي اليهودي ال�سحايف ويو�سح

اأرواح جريحة يف الأر���س املوعودة« ال�سادر يف لندن عن دار ويهود:

بلوم�سربي يف العام 1987، �س 439-440، بع�س مظاهر هذا التمييز

يف الوظائف العامة حيث نبه اإىل: ان ن�سبة العرب من جمموع ال�سكان

60 يف منا�سب اإىل 1 ال الن�سبة لي�ست 6، لكن هذه اإىل 1 هي نحو

احلكومة الرئي�سة و1 اإىل 300 يف املنا�سب اجلامعية الأكادميية، و1

)اله�ستدروت(. اليهود العمال لنقابة التنفيذية اللجنة يف 16 اإىل

ومنذ اأوائل الثمانينيات مل يكن يوجد عربي واحد بني 625 موظفا

اأو يف اإ���س��رائ��ي��ل، اأو يف م�����س��رف ك��ب��ريا يف مكتب رئ��ي�����س احل��ك��وم��ة،

املالية والإ�سكان وال�سحة اأو يف وزارات العام للدولة املراقب مكتب

وال�سناعة واملوا�سالت.

وعلى مدى اأربع حلقات ن�سرها يف �سحيفة »النيويورك تاميز« �سدد

�سبلر على �سمات اأخرى ل�سيا�سة اإ�سرائيل القائمة على التمييز �سد

قوانني« يف منظم التمييز من الكثري »اإن بقوله العرب املواطنني

التي والقرو�س الأطفال لرعاية ال�سخية »املنح على مثال واأعطى

تقدمها احلكومة لالإ�سكان، وغري ذلك من املنافع املتاحة فقط للذين

اأف��راد الأ�سرة يف اجلي�س. وبذلك لديهم فرد واح��د على الأق��ل من

ي�ستثنى العرب جميعا، اإذ اأنهم م�ستثنون من اخلدمة الع�سكرية« اأي

اأن املواطنني الإ�سرائيليني العرب ممنوعون بالقانون من اخلدمة يف

اجلي�س الإ�سرائيلي وبالتايل من الإفادة من تلك املنافع.

ويذكر نور الدين م�ساحلة يف كتابه »اأر�س اأكرث عرب اأقل« )ال�سفحة

كتبها م��وؤل��ف��ات م��ن مقتب�س معظمها وب��ع��ب��ارات ب��ع��ده��ا( وم��ا 228

مفكرون يهود، واأحيانا يهود اإ�سرائيليون، اأو م�ستند اإىل فقرات من

»امل�سيحانيني« اأي اليهود« »املتع�سمني اأو�ساط توجهات اأن التوراة،

بالت�سديد تكتفي ل وال�سيا�سيني احل��اخ��ام��ني م��ن الكثري ومنهم

»الأع��راب اأي »الهالغائيني« وكل العرب، الفل�سطينيني طرد على

املقيمني« بل وقتلهم واإبادتهم. وكثريا ما تطلق هذه الأو�ساط على

الفل�سطينيني اإ�سم »عمالقة الع�سر«.

�سكن ق��دمي��ا ب��دوي��ا �سعبا ك��ان��وا العمالقة اأن ال��ت��وراة وق��د ج��اء يف

عتيدين اأع����داء »اع���ت���ربوا وق��د فل�سطني، وج��ن��وب �سيناء ���س��ح��راء

اأن ويجب مقد�سا، واج��ب��ا عليهم الق�ساء واأ�سبح لالإ�سرائيليني،

ت�سن احلرب عليهم اأي اأن »متحى ذكراهم« اإىل الأبد )�سفر اخلروج

16/17(... وي�سر بع�س امل�سيحانيني ال�سيا�سيني على اإعطاء الو�سية

التوراتية الداعية اإىل »حمو ذكرى العمالقة« معنى فعليا معا�سرا

يف النزاع بني الإ�سرائيليني والفل�سطينيني. وعلى �سبيل املثال ن�سر

احلاخام ي�سرائيل ه�س، احلاخام ال�سابق حلرم جامعة بار-ايالن، يف

�سباط )فرباير( 1980، مقالة يف الن�سرة الطالبية بات كول عنوانها

»و�سية الإبادة يف التوراة« جاء فيها: اإن اليوم غري بعيد الذي ندعى

كلنا اىل هذه احلرب املقد�سة التي هي و�سية الق�ساء على العمالقة.

وي�ست�سهد ه�س بالو�سية التوراتية التي يعتقد اأن اإ�سرائيل يجب اأن

تعمل مبوجبها: »فالآن اذهب وا�سرب عماليق وحرموا كل ما له ول

تعف عنهم بل اقتل رجال واإمراأة، طفال ور�سيعا، بقرا وغنما، جمال

ال�سبب ه��ذه احل��رب تخا�س لهذا ث��م ي�سيف: »ويف وج��ه وح��م��ارا«

نق�سي ب��اأن را�سيا يكون لن اهلل �سعبني... بني نزاعا لي�ست واأنها

على العمالقة – »امح ذكرى العماليق«- اإنه جمند �سخ�سيا يف هذه

احلرب... لأنه، كما قيل، له م�سلحة �سخ�سية يف هذه الق�سية. ذلك

هو الهدف الرئي�س«.

ي�ستطرد م�ساحلة قائال: وم�ست�سهدا مبقال ه�س، علق الربوف�سور

�سينوي ح��زب ومي��ث��ل الكني�ست يف ع�سو وه��و روبن�ستاين اآم��ن��ون

»احلاخام قائال: اأبيب تل جامعة يف القانون يف وحما�سر الو�سط

ويقول العمالقة ذك��رى حم��و اىل تدعو التي الو�سية ي�سرح ه�س

اإن��ه ل يوجد احل��د الأدن��ى من الرحمة يف ه��ذه الو�سية التي تاأمر

بقتل الأطفال واملواليد واإبادتهم. اإن العمالقة هم من يعلن احلرب

على �سعب اهلل«. وي�سري الربوف�سور روبن�ستاين اإىل »عدم �سدور اأي

حتفظ بالنيابة عن هيئة التحرير اأو الطالب اأو اجلامعة بعد ن�سر

بن غوريون

مو�سي دايان

ا�سحاق �سامري

درا�سات22

/ 23

ISSUE

13 /M

arch

2012

هذا املقال الذي اأعيد ن�سره يف �سحف اأخ��رى«. على اأن عددا لحقا

من بات كول ت�سمن مقالني للربوف�سور اأوريئيل �سيمون والدكتور

مل��ق��ال ه�����س. وم���ن ال��وا���س��ح ت�سفي ف��ي��رنغ وج��ه��ا فيهما ن��ق��دا ح����ادا

الذين الفل�سطينيون ال��ع��رب ه��م العمالقة اأن ه�س اإىل بالن�سبة

يخو�سون �سراعا مع اليهود الإ�سرائيليني، ويجب اأن »يبادوا« مبا يف

ذلك الن�ساء والأطفال واملواليد... وا�ستعماله لكلمة »جهاد« العربية

ل يرتك �سكا يف �ساأن الذين �ستخا�س حرب »الإبادة« �سدهم.

الفل�سطينيني ال��ع��رب ب���اأن ال��ق��ائ��ل امل��ف��ه��وم اأن م�ساحلة: وي��و���س��ح

داين بني فقد ه�س. باحلاخام حم�سور غري الع�سر« »عمالقة هم

يف منت�سرة الفكرة ه��ذه اأن اهلل« جانب »اإىل كتابه يف روبن�ستاين

ن�سرات حركة غو�س اإميونيم. يف �سنة 1980 ن�سرت جملة امل�ستوطنني

قال البغ�س« يف »احلق عنوانه ت�سوريا حاييم كتبه مقال »نيكودا«

فيه »اإن عمالقة جيلنا جتد تعبريها يف البغ�س العربي العميق نحو

اإنبعاثنا القومي يف اأر�س اأجدادنا«. ثم اأن الفكرة نف�سها التي يبثها

والعمالقة الفل�سطينيني بني ال��رتداف �ساأن يف امل�سيحاين التوجه

ويف اليومية، الإ�سرائيلية ال�سحافة يف وا�سع، نطاق على نوق�ست

اأم��ا امل��ع��ت��دل��ة. الدينية الأو����س���اط ان��ت��ق��دت يف وق��د اأي�����س��ا. التلفزة

بارزا توراتيا بحاثة كان وال��ذي طال، اأوريئيل الراحل الربوف�سور

فعل فقد الثمانينيات، اأوائ��ل يف بدرا�سته وق��ام اأبيب تل يف جامعة

اإليها التي يدعو »الإب���ادة« اأف��ك��ار اآخ��ر لف�سح اأي �سخ�س اأك��رث من

التوجه امل�سيحاين احلاد يف اإ�سرائيل. وا�ستنتج طال الذي قام اأي�سا

هذه اأن العامليتني، احلربني بني لل�سامية العداء عن وا�سع ببحث

اأثناء عهد اأملانيا يف ال�سائعة يف بالأفكار �سبيهة امل�سيحانية العقائد

ل��ب بحث ط��ال على منرب وق��دم الثالث. جمهورية فامير وال��راي��خ

اأكادميي يف جامعة تل اأبيب يف اآذار )مار�س( 1984 ثم عمم بالتايل،

على نطاق وا�سع، يف ال�سحافة العربية واملجالت الإ�سرائيلية. اأو�سح

العرب اىل ي�سري الدكتاتوري ال�سيا�سي امل�سيحاين التيار اأن ط��ال

اإىل ال��ع��رب 1- خف�س درج���ات: اأو م��راح��ل ث��الث الفل�سطينيني يف

اأي العرب ترحيل ت�سجيع -2 املقيم«، »الغريب اأو الهالخاه و�سع

العمالقة كما عرب عنها يف مقال احلاخام تنفيذ و�سية -3 الطرد،

ه�س: »ابادة العرب الفل�سطينيني«.

ي�سيف م�ساحلة: دل اكت�ساف ن�ساطات املنظمة اليهودية ال�سرية يف

اأوا�سط الثمانينيات على اأن اأفكار التوجه امل�سيحاين مل تكن حم�سورة

يف جمال الوعظ. ويف 2 اأيار )مايو( 1985 ن�سرت »جريوزاليم بو�ست«

على حاخامني �سبعة اأن اأىل فيه اأ�سار ريت�سارد�سون لديفيد مقال

الأقل بينهم املر�سد الروحي البارز حلركة غو�س اإميونيم كانوا على

ال�سرية. اليهودية املنظمة بها تقوم التي العنيفة باحلملة معرفة

وبح�سب املقال فاإن قائد املجموعة ال�سرية املتهم مناحيم ليفي اأدىل

27 البالغة اإفادته بت�سريح ل�سرطة القد�س يوؤكد ذلك. كما قدمت

1985. من اأي��ار )مايو( اأول �سفحة اإىل حمكمة منطقة القد�س يف

هوؤلء احلاخامني ت�سفي يهودا كوك وعوفاديا يو�سف و�سلومو اأفنري،

اإميونيم(، غو�س يف ال��ب��ارز )القائد ليفنغر مو�سيه اإىل بال�سافة

اأريئيل ويوعيزر هتحيا( عن الكني�ست )ع�سو فالدمان واليعازر

ودوف ليئور. وا�سرتك فالدمان واأريئيل وليئور وليفنغر جميعا يف

لقاء نوق�س فيه وتقرر بالإجماع �سن حملة وا�سعة من العنف على

الذي طالب اأريئيل ي�سرائيل احلاخام وب��رر املحتلة. املناطق �سكان

اإىل ب�سراحة بطرد العرب، حملة املنظمة اليهودية ال�سرية م�سريا

اأن قتل العربي لي�س جرمية اغتيال: »اإن كل من يبحث يف جمموعة

اليهودي العامل يف الهالخاه دعامة هي التي ميمون اإب��ن قوانني

)ويفت�س عن( مفهوم »ل تقتل« اأو عن مفهوم »الدم املقد�س« بالن�سبة

اإىل قتل من لي�س يهوديا، �سيبحث عبثا لأنه لن يجده... ي�ستنتج من

اأن اليهودي »الذي يقتل غري اليهودي... معفى اإبن ميمون كلمات

من التحرمي« ل تقتل«. وهكذا فاإن اإبن ليمون يكتب يف هالخاهات

القتل: »اإن الإ�سرائيلي الذي يقتل مقيما غريبا ل يحكم عليه باملوت

يف املحكمة«.

ال�سيا�سيني القوميني امل�سيحانيني اإيديولوجيا اإن يتابع م�ساحلة:

مب��ا يف ذل���ك ن��ظ��ري��ة »ع��م��ال��ق��ة ال��ع�����س��ر« وج����دت ل��ه��ا ���س��دى اأي�����س��ا

يف م��ق��ال ن�����س��ره احل���اخ���ام ال��ع�����س��ك��ري الأك�����رب يف ال��ق��ي��ادة امل��رك��زي��ة

التربير اأعطى الذي )افيدان( اأبراهام زمييل الإ�سرائيلي للجي�س

اأمنون روبن�ستاين »لقتل املدنيني غري اليهود لهالخاهي، كما قال

اأثناء احل��رب«... ويذكر روبن�ستاين مبن فيهم الن�ساء والأطفال يف

يف كتابه »من هريتزل اإىل غو�س اميونيم واإليه ثانية« عدة اإ�سارات

العرب اإىل ت�سري اإميونيم، غو�س يف الروحيون املر�سدون اأورده���ا

منتقدا: كتب هااآرت�س يف مقال ويف الع�سر«. »عمالقة باعتبارهم

»اإننا نتعامل مع ليديولوجيا �سيا�سة العنف، ل داعي ان نبني كيف

اإن العرب. بها يعامل التي بالطريقة الإيديولوجيا يعرب عن هذه

حاخامي غو�س اإميونيم با�ستثناء قلة من ال�سجعان يدعون علنا اإىل

قتل املدنيني العرب. ثم اأن الذين يقتلون املدنيني، ويعتقلون ويوؤتى

بهم اإىل املحكمة، يعفو عنهم يف وقت لحق رئي�س الأركان )رفائيل

ايتان( الذي يوؤمن با�ستعمال العنف الذي يفهمه العرب. اإن اأولئك

اإن احلكم التمييز بني دم ودم خمطئون. اأنه ميكن الذين يفكرون

على العمالقة ميكن اأن يو�سع لي�سمل الأعداء يف الداخل، اخلونة«.

للبحث �صلة

■ الصهيونية، ليست مجرد »نظام حكم سياسي« لشعب ما أو لدولة ما، يمكن تغييره بعد فترة،

بل هي عقيدة شعب هو الشعب اليهودي اإلسرائيلي، وعقيدة دولة هي إسرائيل

القن�سل ونظام Patronageو Proxoni نظامي بني ال�سبه اأوج��ه ان

حيث اجلن�سية يف �سبه فهناك كثرية: Honorary Consul الفخري

كان الربوك�سين�س اليوناين والباترون الروماين، كما حال القن�سل الفخري

املركز و�سبه يف امل�سيفة، الدولة الغالب من بني مواطني حاليا، يختار يف

اخ��ت��ي��ار الربوك�سين�س وال��ب��ات��رون م��ن بني ي��ج��ري ك��ان الج��ت��م��اع��ي، حيث

ال�سخ�سيات البارزة )دميو�ستني و�سينون وبندار يف عهد اليونان، و�سي�سرون

وكاتو ويوليو�س قي�سر يف عهد الرومان( وهذا ينطبق على اختيار غالبية

القنا�سل الفخريني حاليا، و�سبه يف م�سدر الدخل، حيث مل يكن الربوك�سيني

م�ساحلها بحماية يقومون التي الدولة من مرتبا يتقا�سان والباترون�س

وم�سالح رعاياها، وامنا يعي�سون من اأعمالهم اخلا�سة، وهذا حال القنا�سل

الربوك�سيني بقي اذ واحل�سانات، الم��ت��ي��ازات يف و�سبه حاليا، الفخريني

الم��ت��ي��ازات ببع�س متتعهم رغ��م املحلي للقانون يخ�سعان والباترون�س

اليوم، الفخريني القنا�سل و�سع هو وه��ذا الجتماعية، واملزايا املرا�سمية

و�سبه يف املهام املتعلقة بالدفاع عن مواطني الدولة اأو املدينة التي ميثلونها

وتقدمي الت�سهيالت التجارية لهم وتويل �سوؤون تركاتهم الخ...)1(

الأع��م��ال ورج���ال التجار ب��ني م��ن الفخريني قنا�سلها ع��ادة ال���دول تختار

وال�سخ�سيات البارزة يف الدولة امل�سيفة ممن يحملون جن�سية هذه الدولة

غالبا، وقد يحمل هوؤلء القنا�سل اأحيانا اأي�سا جن�سية الدولة التي عينتهم.

ال��ن��وع م��ن القنا�سل بحجة انهم ال��ت��ي وج��ه��ت اىل ه��ذا ورغ���م الن��ت��ق��ادات

التي ال��دول��ة مب�سالح اهتمامهم من اأك��رث اخلا�سة مب�ساحلهم يهتمون

تعينهم وم�سالح رعاياها، ورغم اأن الكثري من الدول قد ا�ستغنت عن هذه

املوؤ�س�سة، فاإن دول عدة ما زالت تعتمدها، وخ�سو�سا الدول ال�سغرية والدول

اإتاحة املجال ال��دول من حيث ملا توفره من فوائد لهذه غري الغنية، نظرا

اأمام اإن�ساء قن�سليات لها حيث تدعو احلاجة من دون تكبد نفقات تذكر )2(.

اإ�سافة اىل الفادة من اخلربة الوا�سعة والنفوذ اللذين يتمتع بهما اأ�سخا�س

اأو���س��اع��ه وي��ع��رف��ون ط��وي��ل��ة، ف��رتة منذ امل�سيف البلد يف يقيمون ب����ارزون

�سبكة ويقيمون املعرفة، حق املختلفة و�سوؤونه والجتماعية القت�سادية

عالقات وا�سعة مع م�سوؤوليه وفاعلياته، ما ميكنهم من تقدمي خدمات قيمة

للبلدان التي اختارتهم )3(.

اأوال: ماهية القنا�سل الفخريني

تعريف اأي 1963 للعام القن�سلية للعالقات فيينا اتفاقية يف ي��رد مل

السفير الدكتور عاصم جابر

القناصل الفخريون )1(

القن�سلية ال��ع��الق��ات القدمية ال���دول مار�ست

ال��ع��الق��ات ال��ف��خ��ري��ة اىل ج��ان��ب م��ار���س��ت��ه��ا

الدبلوما�سية املوؤقتة Ad-hoc، وذلك قبل قرون

الدبلوما�سية البعثات نظام اعتمادها من عدة

العالقات ن�����س��اأت وق��د ال��دائ��م��ة. والقن�سلية

الدولية، التجارة ملتطلبات كنتيجة القن�سلية

برزت اليونان عهد ففي تطورها. مع وتطورت

االأجانب، كان حيث االأج��ان��ب« »حماة موؤ�س�سة

يونانيني م��واط��ن��ني ي��خ��ت��ارون ،Metequesمار�ستهم وت�سهيل حلمايتهم Prostates»حماية موؤ�س�سة برزت كما التجارية، االأعمال

حيث Proxeni االأج��ن��ب��ي��ة« ال���دول م�سالح

اأجنبية ما تتعاقد مع �سخ�س يوناين كانت دولة

Proxenos لرعاية م�ساحلها وم�سالح رعاياها اأي �سفة اأن مينحه ذلك اأر�س دولته، من دون يف

ميزة يف بلده با�ستثناء مركز ال�سرف الذي يناله

والذي مينحه حق ح�سور اجلمعيات العامة وحق

التي الدولة �سعار ورفع خا�سة اختام ا�ستعمال

اعفائه اىل اإ�سافة منزله، على م�ساحلها يحمي

من بع�س ال�سرائب والر�سوم ومنحه حق احلماية

بني ح��رب ن�سوب ح��ال يف ومتلكاته ل�سخ�سه

ولي�س م�ساحلها. يحمي التي وال��دول��ة اليونان

يتقا�سى ك��ان الربوك�سين�س ان يوؤكد ما هناك

حتى يدعي اليوناين القن�سل زال وما ما. مرتبا

عرف ك��ذل��ك .Proxenos ب��ل��ده بلغة ال��ي��وم

»الربوك�سيني« مبوؤ�س�سة �سبيهة موؤ�س�سة الرومان

حيث ،Patronage مبوؤ�س�سة عرفت اليونانية

اأجنبية من املقيمني يف روما كان مواطنو مدينة

يختارون �سخ�سا من نبالء روما حلماية م�ساحلهم

.Patron وم�سالح مدينتهم اأطلق عليه لقب

اأهمية هذا رغم ذل��ك، الآراء حول ت�سارب نتيجة الفخري للقن�سل

التفاقية لأحكام يخ�سعون الذين الأ�سخا�س حتديد يف التعريف

املتعلقة بالقنا�سل الفخريني. ولقد راأى زوريك، مقرر جلنة القانون

العام يف و�سعه ال��ذي الأول تقريره يف القن�سلية للعالقات ال��دويل

مل اأم اأك��ان �سواء قن�سلي، ممثل كل هو الفخري القن�سل ان 1957

منها ولي�س من اأج��را يتقا�سى املوفدة، ل الدولة يكن من مواطني

امل�سلكيني القن�سليني املوظفني اأن واع��ت��رب الر�سميني. موظفيها

يف مك�سبة اأع��م��ال ممار�سة امل��وف��دة ال��دول��ة قوانني لهم تتيح الذين

حكم يف هم القن�سلية بالأعمال قيامهم جانب اىل امل�سيفة الدولة

القنا�سل الفخريني )4(.

القن�سل ال���دويل يف دورت��ه��ا احل��ادي��ة ع�سرة ال��ق��ان��ون وع��رف��ت جلنة

ال��دول��ة م��ن منتظما م��رت��ب��ا يتلقى ل »ال����ذي بال�سخ�س ال��ف��خ��ري

املوفدة والذي جتيز له هذه الدولة ممار�سة ن�ساطات مك�سبة اأخرى

املعيار ال��دول ح��ول الخ��ت��الف بني اأن اإل امل�سيفة« )5(. ال��دول��ة يف

امل�سلكي والقن�سل الفخري القن�سل بني للتفريق اعتماده الواجب

اأدى اىل عدم ت�سمني اللجنة م�سروعها النهائي لالإتفاقية القن�سلية

اأن راأينا ويف .)6( امل�سلكي للقن�سل اأو الفخري للقن�سل تعريف اأي

القن�سل الفخري »هو ال�سخ�س الذي تختاره الدولة املوفدة من بني

املقيمني يف اأرا�سي الدولة امل�سيفة، ممن يحملون جن�سيتها اأو جن�سية

الدولة امل�سيفة اأو جن�سية دولة ثالثة، وتكلفه القيام باأعمال قن�سلية

حتددها له من دون اأن تعتربه موظفا ر�سميا من موظفيها، ومن دون

اأن تقوم بدفع مرتب منتظم له«.

وعليه، فاإن ما مييز القن�سل الفخري عن القن�سل امل�سلكي هو الآتي:

■ عدم تقا�سيه مرتبا منظما: على عك�س القن�سل امل�سلكي ل يتلقى يقدم التي عينته، فهو الدولة من منتظما الفخري مرتبا القن�سل

ن�سبة اإقتطاع ال��دول بع�س له تتيح وقد الغالب. يف خدماته جمانا

معينة من الواردات القن�سلية التي يح�سل عليها مقابل العمل الذي

يوؤديه. ففي لبنان مثال كان القنا�سل الفخريون الذين يعينهم لبنان

واملغرتبني اخلارجية وزارة نظام م��ن 30 امل���ادة مبوجب يتقا�سون،

للعام 1971 )7( تعوي�سا مقابل الأعمال التي يوؤدونها والنفقات التي

يف ل.ل. 2000 حتى القن�سلية ال��ع��ائ��دات بكامل يتمثل يتكبدونها

ال�سنة و10% من العائدات التي تزيد عن 2000 ل.ل �سنويا �سرط اأن

ل يتجاوز جمموع املبالغ املقتطعة 5000 ل.ل يف ال�سنة. وقد األغي هذا

التعوي�س لحقا.

اأن بع�س الدول تعترب قنا�سلها ر�سميا: رغم ■ عدم اعتباره موظفا من العظمى الغالبية فان ،)8( لديها ر�سميني موظفني الفخريني

الدول ومن بينها لبنان ل يعتربهم كذلك، وهم ل يخ�سعون بالتايل

لالأنظمة والقوانني التي ترعى �سروط اخلدمة العامة ومنها �سروط

القن�سل اخ��ت��ي��ار وي��ت��م امل�سلكيني. القنا�سل م��ن املطلوبة التعيني

الفخري عادة من بني ال�سخ�سيات البارزة اجتماعيا املعروفة مبكانتها

اخلدمات تقدمي على وقدرتها وجناحها و�سلوكها �سمعتها وح�سن

املفيدة للدولة املوفدة ورعاياها.

القن�سل عك�س على املوفدة: الدولة جن�سية حمله ا�سرتاط ■ عدم القن�سل ف���اإن امل��وف��دة، ال��دول��ة جن�سية دائ��م��ا يحمل ال���ذي امل�سلكي

الفخري يختار عادة من بني املقيمني يف اأرا�سي الدولة امل�سيفة، وهو

اأو من اأو من رعايا الدولة املوفدة، قد يكون من رعايا هذه الدولة،

رعايا دولة ثالثة. وعمال باأحكام املادة 22 من اتفاقية فيينا للعالقات

امل�سيفة الدولة 1963، يجب احل�سول على موافقة للعام القن�سلية

)اأو م�سلكي( وامل�سبقة عند تعيني موظف قن�سلي فخري ال�سريحة

من رعاياها، كما اأن لهذه الدولة اأن ت�سرتط احل�سول على موافقتها

يف حال تعيينه من بني رعايا دولة ثالثة، وميكنها يف احلالتني �سحب

موافقتها على هذا التعيني متى �ساءت.

القنا�سل القن�سلية: الأعمال جانب اىل خا�سا عمال ممار�سته ■القن�سلية املهام يتولون وجت��ار اأع��م��ال رج��ال الغالب يف الفخريون

القنا�سل غالبية وي��دي��ر اخل��ا���س��ة. ب��اأع��م��ال��ه��م قيامهم ج��ان��ب اىل

الفخريني مهامهم القن�سلية من مكتب يخ�س�سونه للبعثة القن�سلية

�سمن موؤ�س�ستهم التجارية اأو �سركتهم اخلا�سة، �سرط اأن يكون هذا

اخلا�سة. القن�سل موؤ�س�سة عن للعيان ظاهر ب�سكل م�ستقال املكتب

معظم اليه ذه��ب ما القن�سلية للعالقات فيينا اتفاقية تبنت ولقد

الفقهاء والدول من اعتبار اأي موظف قن�سلي يتعاطى عمال مقابل

اعتربته لو حتى قن�سال فخريا القن�سلية نطاق مهامه خ��ارج اأج��ر

امل�سلكي القن�سل اأن قيام ال املوفدة قن�سال م�سلكيا. الدولة قوانني

ي�سكل ل وال�سندات والأ�سهم البور�سة يف اخلا�سة اأمواله با�ستثمار

عمال ماأجورا يفقده �سفته امل�سلكية ويجعل منه قن�سال فخريا، لأن

ا�ستثمار وامن��ا جمرد دائما ن�ساطا جتاريا ي�سكل العمل ل هذا مثل

م�سروع لالأموال اخلا�سة.

ثانيا: ان�ساء البعثات القن�سلية الفخرية وتعيني القنا�سل

الفخريني:

تن�ساأ البعثات القن�سلية الفخرية عادة يف الأماكن التي لي�س للدولة

الأم��اك��ن ه��ذه وت��ك��ون م�سلكية. قن�سلية اأو دبلوما�سية بعثات فيها

عوا�سما اأو مدنا مهمة اأو مرافئ اأو مناطق يقطنها عدد من مواطني

وحتول مهمة، اقت�سادية م�سالح فيها لها تقوم اأو املوحدة الدولة

درا�سات24

/ 25

ISSUE

13 /M

arch

2012

القناصل الفخريون )1(

م�سلكية لقن�سليات افتتاحها دون اأخرى اأ�سباب اأو اقت�سادية اأ�سباب

بهدف الفخرية القن�سلية البعثات تن�ساأ م��ث��ال لبنان ففي فيها.

بعثات فيها للبنان لي�س اأماكن يف واللبنانيني لبنان م�سالح خدمة

م�سلكية، ويوؤخذ يف العتبار عند اإن�ساء هذه البعثات اأهمية املكان الذي

وحجم وال�سياحية والتجارية القت�سادية النواحي من فيه �ستن�ساأ

وتعيني فخرية قن�سليات اإن�ساء يجوز ول فيه. اللبنانية اجلالية

قنا�سل فخريني لبنانيني يف الأماكن التي يوجد للبنان فيها بعثات

دبلوما�سية اأو قن�سلية م�سلكية )9(. وتن�ساأ هذه القن�سليات الفخرية

بالطريقة نف�سها التي يتم بها اإن�ساء البعثات القن�سلية امل�سلكية وذلك

مبر�سوم يتخذ يف جمل�س الوزراء بعد موافقة الدولة امل�سيفة. ويتم

ذلك عادة باتخاذ قرار يف جمل�س الوزراء بناء لقرتاح وزير اخلارجية

الدولة راأي ا�ستمزاج يتم ثم القن�سلية، البعثة باإن�ساء واملغرتبني

على احل�سول بعد البعثة اإن�����س��اء مر�سوم ي�سدر اأن على امل�سيفة،

موافقة هذه الدولة. ويحدد مر�سوم اإن�ساء البعثة منطقة �سالحيتها

القن�سلية بالبعثات الفخرية القن�سلية البعثات وت��رت��ب��ط .)10(

وتخ�سع مبا�سرة، الدبلوما�سية بالبعثات اأو لها تتبع التي امل�سلكية

لإ�سرافها، وتت�سل بوزارة خارجية الدولة امل�سيفة عن طريقها )11(.

ال��دول��ة رع��اي��ا ب��ني م��ن الفخريني القنا�سل اختيار عند وي�سرتط

امل�سيفة احل�سول، كما �سبق وذكرنا، على موافقة هذه الدولة امل�سبقة

احل�سول اأي�سا اأن ت�سرتط امل�سيفة وال�سريحة على ذلك. وللدولة

الفخريني القنا�سل اختيار عند وال�سريحة امل�سبقة موافقتها على

م��ن ب��ني رع��اي��ا دول���ة ث��ال��ث��ة. ول��ه��ا يف احل��ال��ت��ني �سحب موافقتها يف

ال��دول على �سرورة بع�س تن�س قوانني ترتاأيه )12(. وقد اأي وقت

اإج��ازة قن�سلية قبل الفخرية على القن�سلية البعثات روؤ�ساء ح�سول

اإج�����راءات احل�����س��ول ع��ل��ى ه��ذه مبا�سرتهم مب��ه��ام��ه��م، وع��ن��ده��ا ت��ت��م

الإج��ازة Exequatur )13( وفقا لإج��راءات احل�سول على اإجازة

رئي�س البعثة القن�سلية امل�سلكية )14(، بحيث يزودون بكتاب تعيني )اأو

Consular Commission يدرج فيها ا�سم كتاب تفوي�س(

القن�سل الفخري و�سفته ودرجته ومنطقته القن�سلية ومقر البعثة

ويتم اإيداعه وزارة خارجية الدولة امل�سيفة بالطرق الدبلوما�سية، اأو

مبا�سرة بوا�سطة البعثة القن�سلية الفخرية. وبناء لهذا الكتاب تقوم

الدولة امل�سيفة باإ�سدار الإجازة القن�سلية التي متنح مبوجبها رئي�س

البعثة القن�سلية الفخرية حق ممار�سة مهامه القن�سلية يف اأرا�سيها.

اإعادة اأو واإعادته، التفوي�س امل�سيفة بختم كتاب الدولة تكتفي وقد

�سورة خمتومة عنه، اىل البعثة القن�سلية ويعد هذا الإجراء مبثابة

منح الإجازة القن�سلية.

ويف لبنان يتم تعيني القن�سل الفخري مبر�سوم بناء على اقرتاح معلل

�سادر عن رئي�س البعثة اللبنانية املعتمدة ر�سميا يف البلد الذي يجري

اأن يبني يف القرتاح الو�سع الجتماعي لل�سخ�س التعيني فيه، على

وعالقاته اللبنانية اجلالية ل��دى ومكانته و�سلوكه تعيينه املقرتح

اإل��خ... املادية واإمكاناته ثقافته ودرج��ة وعمله املحلية ال�سلطات مع

التي ل تقطنها جاليات املدن التعيني يف الأولوية يف )15(. وتعطى

اإن�ساء امل�سيفة. ول يجوز الدولة ملر�سح من مواطني كثيفة لبنانية

يوجد التي الأم��اك��ن يف فخريني قنا�سل وتعيني فخرية قن�سليات

القن�سل وي��زود فخرية. قن�سلية اأو دبلوما�سية بعثات فيها للبنان

اللبنانية بجواز �سفر خا�س، اللبناين من حاملي اجلن�سية الفخري

وميكن منح جواز �سفر خا�س اأي�سا للبنانيني الذين يعملون قنا�سل

فخريني لدول اأجنبية يف لبنان �سرط املعاملة باملثل )16(. هذا ويجوز

وق��ت من دون �سرط وم��ن دون اي الفخري يف القن�سل انهاء مهمة

اأي تعوي�س )17(. ولقد اعترب جمل�س �سورى الدولة اأن ي�ستحق له

اإنهاء يف الدارة عمل »ان 1960 العام يف �سادر له ق��رار يف اللبناين

خدمات القن�سل الفخري يف اأي وقت ومن دون اأي تعوي�س هو عمل

تقديري ل يخ�سع لبيان الأ�سباب )18(«.

اإل اأن القن�سل الفخري ل ينقل من مكان اىل اآخر كالقن�سل امل�سلكي،

اإنهاء اأ���س��ال اىل حني فيه ال��ذي عني املكان ي�ستمر يف عمله يف فهو

ال��ذي ال��دائ��م اإقامته الغالب مكان ه��و يف امل��ك��ان ه��ذا ك��ون خدماته،

ميار�س فيه اأعماله اخلا�سة.

قن�سليات لها تفتح اأن الأجنبية ل��ل��دول ميكن ل اأخ���رى، جهة م��ن

اإذا كان لها يف هذه امل��دن اللبنانية الأخ��رى، اأو يف فخرية يف ب��ريوت

ميكن ل كما م�سلكية. قن�سليات اأو مقيمة دبلوما�سية بعثات امل��دن

تعيني اأكرث من قن�سل فخري واحد يف اأي من املدن اللبنانية )19(.

هذا يف لبنان، اأما يف بع�س الدول الأخرى فاإن القوانني جتيز، �سرط

موافقة الدولة امل�سيفة، تعيني قنا�سل فخريني يف مدن ت�سم بعثات

دبلوما�سية مقيمة، اأو بعثات قن�سلية م�سلكية.

ثالثا: مهام ووظائف البعثات القن�سلية الفخرية

حت��دد ق��وان��ني واأن��ظ��م��ة ال��دول��ة امل��وف��دة م��ه��ام و���س��الح��ي��ات البعثات

دون ما يحول ال��دويل القانون ولي�س هناك يف الفخرية، القن�سلية

ممار�سة هذه البعثات جلميع املهام التي متار�سها البعثات القن�سلية

امل�سلكية.

حتد دول عدة من �سالحيات القنا�سل الفخريني فال ت�سمح لهم القيام

باأعمال كتابة العدل مثال وبالكثري من الأعمال الق�سائية والدارية

)20(. وت�ستثني الكثري من الدول، ومن بينها لبنان، من �سالحيات

26 / 2

7 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

التاأ�سريات. ال�سفر ومنح الفخريني منح وجتديد جوازات القنا�سل

العالقة اأ���س��ح��اب طلبات تلقي على القنا�سل ه���وؤلء دور ويقت�سر

التابعني امل�سلكية القن�سلية اأو الدبلوما�سية البعثة اىل واإحالتها

اإليهم. وبالن�سبة اىل وقوعات الأحوال لها للقيام باإجنازها واإعادتها

الفخريون القنا�سل يقوم زواج، ط��الق...( وف��اة، ال�سخ�سية )ولدة،

اللبنانيون بتنظيم وثائق هذه الوقوعات وت�سجيلها يف �سجالت البعثة

ويحيلونها عرب البعثة التابعني لها اىل وزارة اخلارجية واملغرتبني،

اإل اأن هناك بع�س الدول التي حتد من �سالحية القنا�سل الفخريني

واإحالتها املحلية الوثائق با�ستالم حت�سرها بحيث امل��ج��ال ه��ذا يف

املقت�سى. لإج���راء امل�سلكية القن�سلية اأو الدبلوما�سية البعثة اإىل

هذا ول يحق للقنا�سل الفخريني يف الغالب جتديد ج��وازات ال�سفر

الدبلوما�سية واخلا�سة وما �سابهها.

ونظرا للتفاوت يف ال�سالحيات املمنوحة للقنا�سل الفخريني للدول

الدولة �سلطات ب��اإب��الغ امل��وف��دة ال��دول��ة تقوم اأن ي�ستح�سن املختلفة

امل�سيفة باملهام التي تخول قنا�سلها الفخريني القيام بها.

على �سعيد متتني يلعبوا دورا مهما اأن الفخريني للقنا�سل وميكن

ال��ع��الق��ات ال���ودي���ة ب���ني ال��دول��ت��ني امل���وف���دة وامل�����س��ي��ف��ة خ��ا���س��ة على

ال�سعيدين القت�سادي والثقايف. ويزداد هذا الدور اأهمية يف حال عدم

اأو قن�سلية م�سلكية للدولة املوفدة يف الدولة وجود بعثة دبلوما�سية

الفخرية يف مدينة القن�سلية البعثة اأو يف حال وقوع مقر امل�سيفة،

الفخري القن�سل م��رك��ز وي�سهل البعثتني. ه��ات��ني مقر ع��ن بعيدة

ال�سخ�سيات بني من ع��ادة يختار ال��ذي وهو وال�سيا�سي، الجتماعي

الكثري من وه��ن��اك ال���دور. بهذا قيامه امل�سيفة، ال��دول��ة ال��ب��ارزة يف

وظيفتهم يف ي�ستمرون قد والذين الناجحني، الفخريني القنا�سل

�سنوات طويلة، يقومون اىل جانب وظائفهم القن�سلية املعتادة بتتبع

الأحداث القت�سادية وال�سيا�سية يف مناطق عملهم ويرفعون ب�ساأنها

وزارة اىل اأو لها، التابعني الدبلوما�سية البعثة رئي�س اىل التقارير

خارجية الدولة املوفدة مبا�سرة. كذلك ي�ستقبل القنا�سل الفخريون

امل�سيفة، الدولة اىل املوفدة الدولة تر�سلها التي الر�سمية الوفود

م�سلكية، قن�سلية اأو دبلوما�سية بعثة وج��ود ع��دم ح��ال يف خ�سو�سا

وينظمون جداول مواعيدها وي�ساركون يف اجتماعاتها. كما يقومون

الدولة يف املخت�سة ال�سلطات اىل املوجهة الر�سمية الر�سائل بتبليغ

امل�سيفة، والتي يتلقونها من وزارة خارجية الدولة املوفدة مبا�سرة اأو

بوا�سطة البعثة الدبلوما�سية، وذلك عرب مذكرات ر�سمية يوجهونها

اىل وزارة خارجية الدولة امل�سيفة يرفقون بها هذه الر�سائل، اأو عرب

ت�سليمها باليد اىل مديرية املرا�سم يف هذه الوزارة.

اأجل الناجح، من ولي�س هناك ما يحول دون قيام القن�سل الفخري

املحافظة على م�سالح دولته وتنميتها وخلق اأ�سواق جديدة ل�سادراتها،

الأو���س��اع تتبع ومنها امل�سلكي القن�سل بها يقوم التي عينها باملهام

وحتليلها ودرا�ستها القن�سلية منطقته يف والتجارية القت�سادية

حول التقارير وكتابة ب�ساأنها، الع���الم و�سائل تن�سره م��ا ومتابعة

ذلك مدعمة بالإح�ساءات والأرقام والبيانات وامل�ستندات، اإ�سافة اىل

املتاحة الفر�س تبيان ت�سمينها مالحظاته واقرتاحاته مبا يف ذلك

التفاقات بعقد املتعلقة والقرتاحات وال�ستثمارات الأ�سواق جلهة

�سلطات تقيد م��دى وت��ب��ي��ان القائمة الت��ف��اق��ات وت��ع��دي��ل ال��ت��ج��اري��ة

رجال ملواطنيه من يقدم اأن عليه كذلك باأحكامها. امل�سيفة الدولة

الأعمال والتجار وامل�ستثمرين املعلومات الأ�سا�سية ال�سرورية ل�سيانة

م�ساحلهم يف الدولة امل�سيفة، ويجيب عن ا�ستف�ساراتهم وي�ساعدهم

يف كل ما ي�سهل اأعمالهم يف حدود القوانني والأنظمة املرعية الجراء

يف الدولة امل�سيفة، وي�سجع على تبادل الزيارات بني مديري املوؤ�س�سات

القت�سادية وم�سوؤويل غرف التجارة يف البلدين.

وعلى ال�سعيدين الثقايف والعلمي، ميكن للقن�سل الفخري اأن ي�سعى

اىل تن�سيط العالقات بني الدولة املوفدة والدولة امل�سيفة عرب ت�سجيع

تبادل الوفود والفرق الفنية والريا�سية والعلمية، وتنظيم املعار�س

والعرو�س الفنية الرتاثية باإ�سرافه وحتت رعايته. كما يتوجب عليه

الذين املوفدة الدولة ن�ساطات الطالب من مواطني ال�سراف على

م�ساعدة ك��ل لهم وي��ق��دم القن�سلية منطقته يف درا�ستهم يتابعون

قن�سلية لبنانية يف اأمريكا

�سهاداتهم و�سحة قانونية م��ن وي��ت��اأك��د اليهما، بحاجة ه��م وع��ون

وي�سادق عليها. وعليه العمل على تن�سيط احلركة ال�سياحية باجتاه

وتوزيع والأثرية ال�سياحية برثوتها التعريف عرب املوفدة الدولة

لأ�سحاب ال�سياحية ال��رح��الت وتنظيم ب��ذل��ك املتعلقة امل��ن�����س��ورات

بالده القا�سدين لل�سائحني الت�سهيالت وتقدمي ال�سياحة، مكاتب

يف املوجودين مواطنيه من لل�سواح م�ساعدة كل تقدمي اىل اإ�سافة

الدولة امل�سيفة.

م�سالح حماية امل�سلكيني، كالقنا�سل الفخريون، القنا�سل وميار�س

رعايا الدولة املوفدة املقيمني يف مناطقهم القن�سلية، وذلك يف احلدود

التي ي�سمح بها القانون الدويل، وهو ما يعرف باحلماية الدبلوما�سية

لهوؤلء احلماية هذه وتتيح .Diplomatic protectionالقنا�سل حق التدخل لدى ال�سلطات املخت�سة يف مناطقهم القن�سلية

املوفدة. الدولة رعايا من املت�سررين الأ�سخا�س حقوق عن للدفاع

اأو الدبلوما�سية البعثة اع��الم احلماية ه��ذه ممار�سة عند وعليهم

طبيعيا �سخ�سا املت�سرر يكون وقد بالأمر. لها التابعني القن�سلية

ال�سركات ك��ف��روع معنويا �سخ�سا اأو امل��وف��دة ال��دول��ة جن�سية يحمل

وللقن�سل ال��دول��ة. تلك يف الرئي�س مركزها يقع التي واملوؤ�س�سات

�سجنهم، اأو توقيفهم اأثناء حتى مبواطنيه، الت�سال حق الفخري

لتزويدهم مبا يحتاجون اليه من معلومات اأو مال اأو ا�ست�سارة قانونية.

مبنح امل�سيفة ال��دول��ة ق��ي��ام م��ن بالتاأكد ال��ف��خ��ري القن�سل وي��ق��وم

Minimum standard املعاملة الأدن��ى من احلد مواطنيه

عند وله، ال��دويل. القانون لهم يقررها التي of treatmentللتعوي�س وال�سعي املت�سررين مل�ساعدة التدخل احل��د، ه��ذا تخطي

للقن�سل التي ميكن ن�سابه. ومن احل��الت واإع��ادة احلق اىل عليهم

الفخري اأن يتدخل فيها ويبذل م�ساعيه احلميدة مل�ساعدة مواطنيه

املت�سررين نذكر على �سبيل املثال �سعيه لت�سهيل ح�سول مواطنيه من

اأن ترحيل مواطن وتاأكده من تاأ�سريات دخ��ول، الأعمال على رج��ال

اأو تع�سفي، ب�سكل يتم مل امل�سيفة الدولة اأرا�سي من مواطنيه من

العدالة قد واأن قواعد قانوين وب�سكل لأ�سباب جدية توقيفه مت اأن

اأن له احلق بالتدخل للدفاع التوقيف واملحاكمة. كما روعيت خالل

عن حقوق مواطنيه املالية يف حالة احلاق ال�سرر بها من دون م�سوغ

اإخ��الل الدولة امل�سيفة اأو يف حالة قانوين ومن دون تعوي�س ع��ادل،

باأحكام العقود املوقعة معها )20(.

والقنا�سل القن�سلية البعثات وح�سانات )ام��ت��ي��ازات �سلة- للبحث

الفخريني(.

املراجع:

■ راجع بحثا مف�سال عن نظامي الربوك�سيني والباترون�س يف كتابنا »الوظيفة ب��ريوت، ع��وي��دات، من�سورات وامل��م��ار���س��ة«، القانون يف والدبلوما�سية القن�سلية

للموؤ�س�سة التاريخي التطور ع��ن وك��ذل��ك .40-27 ���س ،2001 الثانية، الطبعة

القن�سلية يف الع�سور الو�سطى واحلديثة يف ال�سفحات 127-41

Lee، Luke T: “Consular law and Practice”. Stevens and sons، ■

London، ، 1961، p. 205 Zourek، Jaroslav: “Le Statut et les Fonctions des Consuls «، ■

Recueil des cours de l’Academie de Droit International،

.Tome 106، 1962-2، A.W. Sijthoff، Leyde، Netherlands، p. 480 Year book of the International law commission، 1957. UN ■

publication، New York، 1957، p. 102United Nations Conference on Consular Relations، Vie -U

na، 4 March - 22 April 1963، Official Records vol. II، UN pub-

.lications، New York، 1963، p.37Ibid p.37 ■

1971/6/18 بتاريخ ال�سادر 1306 رقم ■ املر�سوم وبريطانيا ■ كهولندا

املر�سوم واملغرتبني، اخلارجية وزارة نظام من 18 املادة من الرابعة ■ الفقرة رقم 1306 ال�سادر بتاريخ 1971/6/18 وتعديالته.

يتولها فخرية قن�سلية بدرجة هي اللبنانية الفخرية القن�سليات جميع ■فخرية ع��ام��ة قن�سليات ب��اإن�����س��اء ت��ق��وم ال���دول بع�س ان ال ف��خ��ري��ون. قنا�سل

يتولها عادة قنا�سل عامون فخريون.

تاريخ 13/23 رقم اللبنانية واملغرتبني اخلارجية وزارة تعميم مثال راجع ■مرا�سالتها اي���داع م��ن الفخرية القن�سلية البعثات مينع ال���ذي 1979/8/19

ذل��ك احلقيبة اي��داع��ه��ا )مب��ا يف وي��ف��ر���س عليها ال����وزارة مبا�سرة اىل امل��وج��ه��ة

الدبلوما�سية( بوا�سطة البعثات امل�سلكية التابعة لها.

1963 لعام القن�سلية للعالقات فيينا اتفاقية من 22 ■ املادة يعمل« »دعه معناها لتينية ■ كلمة

كونهم امل�سيفة ال��دول��ة موافقة اىل امل�سلكيني القنا�سل تعيني يحتاج ل ■يحتاجون منهم البعثات روؤ���س��اء اأن ال امل��وف��دة، ال��دول��ة جن�سية فقط يحملون

للح�سول على الجازة القن�سلية.

■ واإن كان اقرتاح رئي�س البعثة هذا، ولالأ�سف، ل يوؤخذ به دائما، ويتم جتاوزه غالبا لعتبارات خمتلفة معروفة.

الر�سمية اجلريدة يف املن�سور 1960/7/22 تاريخ 4780 رقم املر�سوم راجع ■العدد 32 تاريخ 1960/6/27 وتعديالته.

رقم باملر�سوم ال�سادر واملغرتبني اخلارجية وزارة نظام من 18 املادة راجع ■1306 تاريخ 1971/6/18 وتعديالته.

تاريخ 120 رق��م ال�سورى جمل�س ق��رار ال��دول��ة. على احلايك ع��زت دع��وى ■ ،1960 ال��راب��ع��ة، ال�سنة والت�سريع، لالإجتهاد الداري���ة املجموعة ،1960/5/17

�س. 157

املذكور واملغرتبني اخلارجية وزارة نظام من 19 املادة من الثالثة ■ الفقرة Reports on Consular Intercourse and Immunities by Jar -R

slav Zourek، special rapporteur of the International Law Commission on Consular Relations، First report، yearbook

of the I.L.C 1957 vol. 2، p. 10يف املقيمني للمواطنني الدبلوما�سية »احلماية ع��ن املف�سل بحثنا راج��ع ■

اخلارج« املن�سور يف املجلة الدبلوما�سية، العدد التا�سع، اآذار 2011، �س. 46-40

والتعاليم املعتقدات بع�س يف يكمن اليهودية من امل�سيحية ورثته ما اإن

التب�سري االط��الق على واأهمها التوراة، اأ�سفار يف وردت التي والتنبوؤات

وعندما تاريخه. طوال معاناته من لل�سعب منقذ مبخل�س اأي ب�»امل�سيح«

ظهر ي�سوع النا�سري يف عهد االمرباطور الروماين تيباريو�س )14م- 37م(

مب�سرا بتعاليم جديدة، راأى فيه اأنا�س من اليهود اأوال ثم من غري اليهود اأنه

هو امل�سيح املنتظر.

وقد جعل ي�سوع )اأو عي�سى( ظهوره يف �سياق العقيدة اليهودية مكمال لها:

»ال تظنوا اأين اأتيت الأحل النامو�س واالأنبياء. اإين مل اآت الأحل، لكن الأمتم«

)1(. )ويق�سد باالأنبياء تعاليمهم املوجودة يف اأ�سفارهم(.

وقد تبنت امل�سيحية، تبعا لذلك، جمموعة اأ�سفار اليهود اأو التوراة وجعلتها

توؤلف الق�سم االأول من »الكتاب املقد�س« واأطلقت عليه ا�سم اأ�سفار

»العهد العتيق« باملقارنة مع الق�سم الثاين منه وهو ي�سم اأ�سفار

»العهد اجلديد« اأي االأناجيل الر�سمية االأربعة واأعمال

والر�سائل بول�س ور�سائل )احل��واري��ني( الر�سل

الكاثوليكية وروؤيا يوحنا.

السفير جودت نور الدين

الموروث اليهودي في المسيحيةووقفات الحق المسيحية - اإلسالمية

30 / 3

1 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

اهلل اأبرمه ال��ذي احللف( اأو امليثاق )اأو العهد العتيق« ب�»العهد يعنون

مع ال�سعب اليهودي على جبل �سيناء بعد خل�سه من العبودية يف م�سر

فك�سف له عن م�سيئته يف اإعطائه الأر�س املوعودة ويف الأخذ بيده من

جيل اىل جيل على مدى تاريخه. اأما الثاين فيتعلق باعتقاد امل�سيحيني

باأن اهلل باإر�ساله ي�سوع، وخ�سو�سا مبوته ثم بقيامته من بني الأموات،

الب�سرية ولي�س �سعب دائ��رة حلفه وميثاقه لت�سمل عموم قد و�سع من

ا�سرائيل فقط، فكان »العهد اجلديد«.

واإننا يف هذا املقام، ل نتعر�س لالأناجيل، الأخرى التي اعتربت خمالفة

ل�»الدين القومي« اأو منحولة اأو مزيفة، مثل الإجنيل الغنو�سي واإجنيل

امل�سريني واأناجيل توما وفيليب�س ويعقوب وغريهم. اأما اإجنيل »برنابا«

الذي ظهرت ن�سخة منه يف اأواخر القرن ال�ساد�س ع�سر فقط، فهو حالة

خا�سة، نرجح، مع املرجحني، اأنها مزيفة، على الأقل بدليل عدم ذكر هذا

امل�سلمني، رغم اأي من الإخباريني والفقهاء والكتاب الإجنيل من قبل

اأنه ب�سر مبجيء نبيهم بال�سم ال�سريح ويقول بروؤية ن�س ال�سهادتني

م�سطورتني باأحرف من نور فوق باب اجلنة منذ خلق اآدم، ويطابق ما

جاء يف القراآن من نفيه قتل امل�سيح و�سلبه )2(.

الر�سمية العربية ال��رواي��ة قبلت الكني�سة اأن انتباهنا يلفت ما واأول

الثابتة الن�سخة اأن علمها م��ع متحي�س، دون م��ن ل��ل��ت��وراة ال�سخمة

التا�سع القرن اأواخ���ر يف اإل نهائي ب�سكل اليهود يحررها مل املعتمدة

اىل )ن�سبة »امل��ازوري��ة« الن�سخة وه��ي امل��ي��الدي، العا�سر القرن واأوائ���ل

اأي تغيري«. »امل��ازوري��ت«( »كي ل يعود يلحق بها علماء يهود من فرقة

اأتباع الديانة الإ�سرائيلية كانوا يكتفون بكتابة اأحرف الكلمات ذلك اأن

من دون حتريك ول ف�سل بني الكلمات املنف�سلة احلروف اأ�سال. وكان

يت�سبب كان واإن العموم، العربية حمكية من قبل دامت ما كافيا هذا

اأح��ي��ان��ا يف غ��م��و���س وال��ت��ب��ا���س ف��ي��ح��دث خ��ل��ط ب��ني ال��ك��ل��م��ات وق��راءات��ه��ا

بحركات خمتلفة، فيتغري املعنى.

اأ�سبحت ميتة يف ال��ت��ورات��ي��ة منذ زم��ن ط��وي��ل ق��د ال��ع��ربي��ة ومل��ا ك��ان��ت

اإل من قبل التا�سع والعا�سر( ومل تعد مفهومة ذلك احلني )القرنني

خ�سو�سا القراءة، ت�سهل بعالمات الن�س املازوريون زود املتخ�س�سني،

اجلمل ق��راءة كيفية نهائيا ح��ددوا وبهذا الوقف. وعالمات احلركات

وح�سروا فهمها مبعنى من دون اآخر.

وكان الن�س الذي اهتم به املازوريون قد ا�ستفاد من جهد فريق اآخر من

الأول القرن اأواخ��ر به يف اليهود، قاموا ال�سريعة« »فقهاء العلماء من

امليالدي، وقد لحظ هوؤلء اأن املخطوطات التي كانت يف حوزتهم كانت

قليلة وغري متماثلة ب�سكل دقيق. وكي يعاجلوا هذا العيب، و�سعوا ن�سا

الن�سخ غري اأتلفوا املتوافرة، وبعدها الن�سخ باإجراء مقارنة بني ر�سميا

املتفقة مع الن�س الذي و�سعوه!

الأوىل اخلم�سة الأ�سفار اأن الدينية ال��رواي��ات تذكر اأخ��رى، جهة من

الأخرى الأ�سفار وتتابع و�سع 450 و400 ق.م. التوراة و�سعت بني من

واإ�سافتها اليها )وفقا لدائرة املعارف الربيطانية( حتى العام 135 م اأو

املعا�سرين الباحثني »التوراة«. وهذا ما حدا ببع�س 150 ب.م. لت�سكل

اىل اآلقول باأن »التوراة مكتبة« )3(، اأي هي كتب جمعت لحقا يف اأوقات

خمتلفة. فال ي�ستغرب- واحلالة ما ذكرنا- اأن تكون قد تعر�ست خالل

التاأويل... عن ف�سال والتغيري، التعديل اىل �سنة ال���1500 تناهز مدة

حتى اأن »مدر�سة �سيكاغو« الدينية �سبهتها ب�»حقل األغام حقيقي« )4(.

يعني ما هي تكن مل ال��ت��وراة تاريخية من العلمية الناحية اأن ويبدو

امل�سيحية، رغم اإمكان التحريف فيها، ولي�س جمرد التعديل والتغيري.

اإن قراءة الن�سخة املازورية بتحريكها بطريقة اأحادية من قبل حاخامات

وهذا ومو�سوعيتها. القراءة تلك �سحة يف ال�سك اىل تدفع ال�سريعة

اأ�سماء ق��راءة اىل الدعوة اىل ال�سليبي كمال اللبناين باملوؤرخ حدا ما

الأم���اك���ن ال�����واردة يف ال���ت���وراة ق����راءة حم��اي��دة ب��ال���س��ت��ن��اد اىل احل���روف

اىل بال�ستناد ولي�س التحريك( )قبل الأ�سلية ال�سجالت يف الأ�سلية

الرتجمات. واأدت به حماولته ال�سخ�سية يف هذا ال�سدد اىل ال�ستنتاج

التوراة ج��اءت من وب��اأن العرب، الأماكن يف جزيرة بوجود معظم تلك

ك��ان يف غربها، ويف اأح��داث��ه��ا وح��وادث��ه��ا وتنبوؤاتها وب���اأن م�سرح ه��ن��اك،

ع�سري وجنوب احلجاز حتديدا )5(.

اأخ��رى عندما نالحظ زاوي��ة املو�سوع من اأم��ا نحن فننظر اىل �سلب

اأن هريودوت )وقد عا�س بني 484 و420 ق.م( مل ياأت يف اأي مو�سع من

تاريخه على ذكر اأي من اإ�سرائيل واليهود ومو�سى و�سليمان مع اأنه »مر

بفينيقيا يف طريقه اىل م�سر وتوغل يف هذه حتى بلغ جزيرة »اإلفنتني«

)اأ�سوان( وو�سل يف ترحاله غربا اىل قورينة )ليبيا( و�سرقا اىل ال�سو�س

)فار�س( و�سمال اىل املدن اليونانية القائمة على البحر الأ�سود )اآ�سيا

« »ق�سة احل�سارة«، ديورانت« �ساحب »ول ال�سغرى(. وكان كما يقول

لإي��راد املجال له ويت�سع ،« الطفل بعني ويتطلع العامل بعني يالحظ

وعن ي�سفها ال��ت��ي اجل��م��اع��ات مالب�س ع��ن حت�سى ل طريفة حقائق

عاداتها واأخالقها ومعتقداتها. فكيف فات هذا الرحالة ال�سديد الف�سول

مناطق كل يف وعاداتهم واأخبارهم واأنبيائهم ورجالتهم اليهود ذك��ر

والفر�س وداري��و���س بقور�س احلميمة عالقتهم رغ��م الأو���س��ط، ال�سرق

الذين كانوا يهمونه كثريا، ومن قرب عهد هوؤلء بتحريرهم من ال�سبي

البابلي والعطف وعليهم وم�ساعدتهم؟ )6(. بل اإن النقو�س الأخمينية

التي تركها قور�س وداريو�س ل تتحدث- ح�سب علمنا- عن اليهود. واإن

اأ�سدره قور�س ثم تبناه داريو�س ببناء اأمر ملكي كان قد ما جاءنا عن

هيكل اأور�سليم واإعادة ما كان فيه من اآنية الذهب والف�سة مل يرد اإل يف

روايات التوراة )�سفر عزرا/ الف�سول 5 و6 و7(. والروايات الدينية- ما

اأو موثقة بطريقة حيادية- ل تعد مل تكن موثوقة من طرف حيادي

تريخا باملعنى العلمي.

ال��ت��وراة ق����راءة ي��ع��د ميكننا ب��اأن��ه مل ال��ق��ول اإىل ي��دف��ع��ن��ا ك��ل��ه اإن ه���ذا

كتابها لأزم��ان تف�سريات خمتلفة يقدم كن�س واإمن��ا تاريخي، كم�ستند

املعنى وب��ه��ذا ت�����س��وروه. اأو الإ�سرائيليون ���س��وره مل��ا���س واهتماماتهم،

اأفهم قول »ول ديورانت« عن اليهود باأنهم »مل يوجدوا تاريخهم بل اإن

تاريخهم هو الذي اأوجدهم« )7(.

ولعل ما كان يعني الكني�سة اأكرث من الناحية العلمية يف تاريخية التوراة

الر�سول بول�س ي��دي على امل�سيحية العقيدة اتخذته ال��ذي املنحى هو

نقا�س يف تدخل ل فجعلها ق�سطنطني، الإم��رباط��ور اأي��ام يف ثم اأول،

تفعل اإن لأنها بامتياز، الزمنية الدينية- العقيدة تلك اليهودية، مع

�ست�سطر اإىل تغيري، اإن مل نقل اإىل ثورة، يف مفاهيمها:

ب�سر ال��ذي امل�سيح ر�سائله هو بول�س يف يتلكم عنه ال��ذي امل�سيح اإن -1

اأن يكون يف حياة ي�سوع »التاريخية« اإ�سرائيل، ويجهد يف اأنبياء بني به

الوقائع والكلمات التي وردت يف اأ�سفار التوراة ب�ساأن امل�سيح املنتظر، اإنه

امل�سيح الذي �سياأتي ليخل�س �سعب اإ�سرائيل، اإنه �سليل داود ذي الدورين

والعظمة القوة ذات مملكته ليبعث �سياأتي الذي والع�سكري ال�سيا�سي

اأ�سحاب هم اأعاجيبه«.و�سار واملجد »ويج�سد جربوت الرب املتجلي يف

الأناجيل، ول �سيما متى، اأن يدرجوا- من منظور بول�س- تاريخ ي�سوع

يف �سياق التاريخ اليهودي، بينما ي�سوع احلقيقي لي�س مو�سى جديدا، ول

داود جديدا، ول ميكن اأن يكون ر�سول »لرب اجليو�س ال�سديد النتقام،

يف جاء )كما وغريهم واليبو�سي« والكنعاين احلثي اإفناء اإىل الداعي

من بطر�س ي�سوع منع ال�سبب لهذا ورمب��ا وامل��زام��ري(. التثنية �سفر

ينتظره الذي »امللكي« باملعنى امل�سيح لي�س اإنه ،)8( بامل�سيح يدعوه اأن

اليهود، بل هو باملعنى »املالئكي«، م�سيح املحبة وال�سالم وم�سيح الفقراء

وال�سعفاء.

بول�س ���س��اأن كبري يف خطاب اأن��ه مل يكن للحرية وال���س��رتق��اق وي��ب��دو

بدليل اأنه دعا اإىل اأن »تخ�سع كل نف�س لل�سلطات العليا... فمن يقاوم

كانت اإذا عما النظر )ب�سرف ،)9( اهلل« ترتيب يعاند فاإنه ال�سلطات

ال�سلطة عادلة اأم ظاملة(... طبعا نحن ل نن�سى اأن بول�س عندما دعا اىل

ا�ست�سهد ال��ذي ن��ريون الطاغية القائمة كان يف عهد ال�سلطات م��داراة

اإن مل يكن على يده مبا�سرة. وكان �سيعة الدين اأيامه هو وبطر�س يف

وامل�سايرة حمافظة عليهم الواقعية قلة، فوجبت هنا زالوا اجلديد ما

اإن الأ�سا�سية- القاعدة هي كانت تعاليمه لكن الدين. م�ستقبل وعلى

مل نقل التاأ�سي�سية- للكني�سة يف وقوفها مع ال�سلطان بل واخل�سوع له

منذ موؤمترها يف »نيقية« �سنة 325، الذي تراأ�سه المرباطور ق�سطنطني

و�سفها زال ما فاخرة، ماأدبة امل�ساركني لالأ�ساقفة فيه واأق��ام بنف�سه،

فيها »ب�����دا اإذ الآن ح��ت��ى ن�����س��را ط���ازج���ا

الإمرباطور كر�سول �سماوي، فيما ا�ستلقى

رجال اهلل على اأ�سرة و�سعت على اجلانبني،

حتى ليخيل للرائي اأنه اأمام مملكة امل�سيح«

.)10(

ه�����ذا ال���ل���ق���اء ب����ني ال���دي���ن���ي وال����زم����ن����ي يف

ا�ستغالله على اليهودية عملت امل�سيحية،

اأم��وم��ت��ه��ا- اأو اأب���وت���ه���ا- ف���ك���رة ل��رت���س��ي��خ

امل��ت��اأخ��رة الع�سور يف واأخ����ذت للم�سيحية،

القائلة الفكرة تغذي الغرب، يف �سيما ول

املركبة امل�سيحية اليهودية/ وت�سدد على �سفة لها الوحيد املنبع باأنها

ال�سعيد على ل��ذل��ك اإيجابية اأ���س��داء لق��ت وق��د الغربية، للح�سارة

ال�سيا�سي، كما لقت �سكوتا ورمبا تفهما على �سعيد الكني�سة، متنا�سية

اأن الكثري الذي اأخذته من اليهودية، اأخذته اليهودية نف�سها عما قبلها،

الرمز اإل ال�سماء م��ن فيها لي�س من�سوخة ن�سخة ال��ت��وراة ل��ك��اأن حتى

واملجاز:

هي تكون تكاد التكوين �سفر ذكرها التي والطوفان اخللق ق�سة ■ب�سورتها ون�سها الق�سة التي ذكرتها ملحمة جلقام�س البابلية.

العقيدة يف بهذه ب�سر اأول من اأخناتون كان القول بوحدانية اخلالق:

القرن الرابع ع�سر ق.م. وجعل ال�سم�س �سورة لإلهه الواحد.

ل�سورة مماثلة نزولها �سورة مو�سى: على ال�سريعة األ��واح ن��زول ■الإل����ه »���س��م�����س« )ال�����س��م�����س( وه���و ي��ن��زل �سريعته ع��ل��ى ح��م��وراب��ي، وه��ي

ما عليه، وحتتوي، يف نق�ست ال��ذي البازلتي الن�سب اأعلى حمفورة يف

حتتوي، قانونه اجلنائي »العني بالعني وال�سن بال�سن...«.

الرعد اإل���ه اإ���س��م م��ن املو�سوية ال�سريعة ا�ستعارته نف�سه ي��ه��وه: ا���س��م

واحلرب الكنعاين »ياه« اأو »ياهو« الذي وجد يف قطعة من اخلزف تعود

اىل ع�سر الربونز )3000 ق.م(.

الو�سايا الع�سر: معظمها وارد يف الو�سايا ال�42 املذكورة يف »كتاب املوتى

الفرعوين« )11( واملكررة يف برديات »اآين« و»نو« وغريهما، وهي برديات،

اأق��دم من ع�سر وهما ع�سرة احلادية والأ���س��رة اىل ع�سر طيبة ترجع

مل كنف�سك« قريبك »اأحبب و�سية اأن اإىل الإ���س��ارة مع بكثري. مو�سى

ترد �سمن الو�سايا الع�سر، بل جاءت يف �سفر »الالوين« ومبعنى اأحبب

قريبك اليهودي كنف�سك، )وفقا لروح ال�سريعة(، اأي بتعار�س وا�سح مع

ر�سالة املحبة امل�سيحية املت�سفة بال�سمول.

اأر���س��ا العربانيني ب��اإع��ط��اء اهلل« م��ن »ال��وع��د اأو اهلل« م��ع »العهد حتى

اقتب�سه اليهود عمن �سبقهم:

يف م�سلته نق�س يف وع��ده )1450 - 1485 ( الثالث حتومت�س رب ■

32 / 3

3 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

ال��ك��رن��ك ب�����»اأين اأع��ط��ي��ك مب��ر���س��وم مني الأر�����س ط���ول وع��ر���س��ا، واإين

اأمنحك القوة ل�سحق بالد الغرب«.

واحد كل »اإعطاء اخللق( ملحمة )يف قرر م��اردوك البابلي الرب ■اأر����س���ا حم���ددة . وك���ي مي��ه��ر ه���ذا احل��ل��ف م��ع �سعبه »اأم����ر ب��ب��ن��اء بابل

وهيكلها«.

■ اإلهة احلثيني »اأرينا« )ال�سم�س( »ت�سهر على اأمن ال�سماوات والأر�س وتعني حدود البالد...«.

�سعبا ال��ي��ه��ود اع��ت��ب��ار ت��ربر لليهودية م��ا ا�ستثنائية ثمة لي�س وه��ك��ذا

خمتارا من اهلل لأداء ر�سالته. كما لي�س- بالتايل- من ا�ستثنائية تربر

للم�سيحية يف الغرب جعل ر�سالتها يف �سياق التب�سري اليهودي بامل�سيح:

■ مل يوؤمن اليهود- ول يزالون- مب�سيح امل�سيحيني، ويرون يف اختالف ويف التاريخي. ي�سوع وج��ود لل�سكوك يف قويا م��ربرا الأناجيل رواي��ات

طائفة اأم��ث��ال م��ن اليهود امل�سلحني اأح���د فيه ي���رون الأح����وال اأح�سن

ال�سعب لتهيئة 70م ال�سنة قبل ن�سطوا الذين الزاهدين »الأ�سينيني«

ال�سرائيلي ملجيء امل�سيح املخل�س.

تف�سريا واجلديد القدمي العهدين من بعينها اآيات اليهود يف�سر ■ا�سرائيل دول���ة واإق��ام��ة فل�سطني اىل اليهود ع���ودة لي�سوروا م��ن��ح��ازا

ل�ساللة وورث��ة املختار �سعب اهلل ب�سفتهم اإلهية اأن��ه م�سيئة فيها على

ثانية امل�سيح لظهور �سرط بالذات فل�سطني عهم يف م جت واأن اإبراهيم،

اأن يوظفوا املوؤمنني امل�سيحيني واأن على والدينونة، يوم احل�ساب قبل

الآي���ات: تلك وم��ن ت��ل��ك، اهلل م�سيئة لتحقيق وق��درات��ه��م اإم��ك��ان��ات��ه��م

اإىل بكم واآت��ي الأرا�سي واأجمعكم من جميع الأمم »�ساآخذكم من بني

اأر�سكم« )حزقيال(- »واإذا راأيتم اأور�سليم قد اأحاطت بها اجلنود فاعلموا

اأن خرابها قد اقرتب... وحينئذ ي�ساهدون ابن الب�سر اآتيا على �سحابة

بقوة وجالل عظيمني« )لوقا(- »اأنا يوحنا راأيت املدينة املقد�سة اأور�سليم

اجلديدة نازلة من ال�سماء من عند اهلل مهياأة كالعرو�س املزينة لرجلها«

)روؤيا يوحنا(.

ل��ذل��ك- ظ��ه��رت يف ع�سرنا حركة ام���ت���دادا اأو رمب��ا ذل���ك- وب��ن��اء على

كن�سية تطلق على نف�سها ا�سم »امل�سيحية ال�سهيونية« نا�سطة يف اأمريكا

دعمه على وتعمل الأب��ع��اد، ال�سيا�سي املفهوم هذا تتبنى الأخ�س، على

وحتقيقه.

على اأن الالفت للنظر اأن التيار الرئي�سي يف الكنائ�س امل�سيحية ل يفعل

�سيئا يذكر يف ميدان ن�ساط تلك احلركة )با�ستثناء دور متوا�سع يقوم به

بع�س رجال كنائ�س امل�سرق الأ�سلية(، مع اأن ذلك التيار يقول بالتف�سري

ال�سحيح لأمثال تلك الآيات:

يقول بول�س: »فاإن كنتم للم�سيح فاأنتم اإذن ن�سل ابراهيم وح�سب الوعد

ويعطى منكم ينزع اهلل ملكوت »اإن لليهود: متى ويقول .)12( ورث��ة«

اليهودي هذا ال�سعب اإدع��اء اأن��ه يدح�س اأي لأم��ة ت�سنع ثمره« )13(.

احلق وح�سرية هذا احلق يف مرياث اإبراهيم.

يقول بول�س اأي�سا: »يف امل�سيح ي�سوع لي�س اخلتان ينفع �سيئا ول الغرلة،

اإ�سرائيل اإن اأي .)14( اهلل« ا�سرائيل )التي هي( اجلديدة اخلليقة بل

بالن�سبة اىل امل�سيحية احلقيقية لي�ست موقعا جغرافيا ول اإتنية معينة

اأو ال�سالح املجتمع املوؤمنني، جمموعة هي بل �سيا�سية، موؤ�س�سة ول

من النازلة العائدة، »اأور�سليم« هي وتلك ك��ان اأينما الفا�سلة املدينة

ال�سماء.

ملاذا ال�سمت؟

اإىل املادية اإ�سرائيل ع��ودة اأن امل�سيحيني الدين الكثري من رج��ال يرى

فل�سطني هي عودة اليهود من الأ�سر البابلي يف عهد قور�س، وقد متت

يف حينه. ويرون من جهة اأخرى، »اأن اإعادة بناء اأور�سليم املادية لت�سبح

نبوءات التناق�س مع يتناق�س كل ا�سرائيل بعد تكوينها مركزا لدولة

باأن العامة، اأو الأمم )»اجلانتيل«، اأي غري امل�سيح الذي اأخربنا م�سبقا

حتى اأي العامة زم��ن نهاية حتى القد�س على ت�سيطر �سوف اليهود(

نهاية الزمان... واإن الإميان امل�سيحي، وفقا ملا ورد يف اإجنيل لوقا يق�سي

بعدم جعل اأور�سليم عا�سمة لدولة يهودية حتى قيام ال�ساعة: »وتدو�س

الأمم اأور�سليم اإىل اأن تتم اأزمنة الأمم« )15(. )وهكذا يكون اليهود كما

قال بابا الأقباط �سنودة الثالث »قد احتلوا فل�سطني بوعد من بلفور ل

بوعد من اهلل«(.

ولكن اأنف�سهم. اأ�سحابه امل�سيحي، يف منظور الإمي��ان تلك هي حقيقة

املق�سود والتحريف املغلوط التف�سري عن وال�سكوت بل التغا�سي مل��اذا

الذي تلجاأ اإليه حركة »امل�سيحية ال�سهيونية«؟ لذلك احتمالن:

�سفوف اخ��رتق��ت متم�سحنة« »�سهيونية احل��رك��ة تلك ت��ك��ون اأن اإم���ا

ول�سان حالها الطيبني منهم، »فاختطفت« بع�س الغرب امل�سيحيني يف

يقول: دعونا منا�سيهم يف اعتقادهم بعودة ثانية مل�سيح نحن ل نوؤمن به

اأ�سال، فن�سيب ع�سفورين بحجر:

اأ- ن�ستغل ال�سق »التقني« من هذا العتقاد اأي �سرورة جتميع اليهود يف

فل�سطني متهيدا لتلك العودة.

ب- ن�سهل عملنا وعمل كبار ال�سا�سة يف الغرب اأمام الراأي العام خلدمة

يف اآخ���ر ح��دي��ث ا�ستعمار تر�سيخ يف ال��واح��د، ب��ل امل�����س��رتك، م�سروعنا

املنطقة.

وطاأة حتت زال��ت ما الكاثوليكية- وخ�سو�سا الكني�سة- تكون اأن واإم��ا

ب�سبب الثانية العاملية الذي تتعر�س له منذ احلرب ال�سيا�سي البتزاز

ما قيل عن دور الفاتيكان يف �سعود احلركة النازية يف اأملانيا و�سكوته عن

املحارق التي ذهب �سحيتها مئات الألوف من جن�سيات واأعراق خمتلفة

يف طليعتهم اليهود.

وقد يكون هذا ما حدا باملجمع امل�سكوين الثاين الذي انعقد يف الفاتيكان

�سنة 1965 )اأي بعد ثالث �سنوات من مقتل كيندي واملجيء بجون�سون

الإث��م م��ن اليهود ق��رار بتربئة اإ���س��دار اإىل امل��ت��ح��دة( ل��ل��ولي��ات رئي�سا

الأ�سلية ال��رواي��ات ف��ق��دان »ب�سبب و�سلبه، امل�سيح بقتلهم اجلماعي

والغمو�س اللتبا�س من زاد ال��ذي الأم��ر الأناجيل، و�سع يف والتاأخر

ثابت »التلمود كم�سدر ديني يهودي اأن ي�سوع«، علما اإع��دام يف ظروف

يعرتف باأن ي�سوع اأعدم تنفيذا حلكم حمكمة دينية �سليمة بتهمة الوثنية

احلاخامية« ال�سلطات واحتقار الأوث���ان عبادة على اليهود وحتري�س

)مقال ل�سليم ن�سار- »النهار« 2004/4/10(.

الكهنة باأن »روؤ�ساء 27 فكيف يكون ذلك واإجنيل متى يوؤكد يف الف�سل

اأ�سنع فماذا �ساألهم: عندما بيالط�س للوايل قالوا واجلموع وال�سيوخ

بي�سوع الذي يقال له امل�سيح؟« فقالوا: »لي�سلب... لي�سلب«... وملا غ�سل

يديه قدام اجلمع قائال »اإين بريء من دم هذا ال�سديق، اأب�سروا اأنتم«

فاأجاب جميع ال�سعب قائلني: »دمه علينا وعلى بنينا«؟

وهنا ل بد من املالحظة اأن مربر الفاتيكان لتربئة اليهود من دم امل�سيح

الأناجيل...( خطري و�سع والتاأخر يف الأ�سلية الروايات فقدان )وهو

وطبق ومنطقيا وجديا حرفيا به خ��ذ اأ اإذا لأن��ه نف�سها امل�سيحية على

على الكثري من ظروف ن�ساأتها وعلى تعاليمها وكتبها املقد�سة، ي�سل بنا

تقريبا اإىل النتيجة نف�سها من حيث اللتبا�س وال�سك والت�ساوؤل.

اليهودية على ينطبق ما ب��اأن اأ�سيف اأن ينبغي يل اأخ���رى، وم��ن جهة

اأي�سا على امل�سيحية التي يب�سر »اأم��ا« للم�سيحية، ينطبق جلهة جعلها

بها الغرب يف الع�سر احلديث اإذ يح�سر منابعها وم�ستوحياتها الأخرى

بالرتاث اليوناين/ الروماين، وكاأن هذا الرتاث منبت منقطع عن بالد

ال�سرق بكل فل�سفتها وحكمتها وروحانياتها. ويبدو اأن الغرب قد بداأ منذ

زمن طويل بالرتويج لهذه ال�سورة، حتى يف وجهها املادي، منذ اأن بداأ

واللوحات الأيقونات يف ال�سحنة الكنعاين الآرام��ي امل�سيح وجه ي�سور

مبالمح احلديث( الع�سر يف ال�سينمائية الأف��الم عن )ف�سال الفنية

الرجل الغربي الأبي�س ذي العينني الزرقاوين!

اإن ال�ستمرار يف هذا الجتاه ي�سلب امل�سيحية عاملية ر�سالتها وي�ستبدل

ب��ع��ق��ي��دة »ال�����س��ع��ب امل��خ��ت��ار« ع��ق��ي��دة »ال���غ���رب امل��ت��ف��وق«، وي����ربر ب��ال��ت��ايل

»احلروب املقد�سة« اأو »احلروب امل�سروعة« ويربر ال�ستعباد وال�ستغالل

بكل اأ�سكاله، وعلى راأ�سها ال�ستعمار.

واأم��ريك��ا واآ���س��ي��ا افريقيا ب��ل��دان اإىل الدينية الإر���س��ال��ي��ات اتهمت وق��د

مهمتهم فيما ظ��اه��را، بالدين ليب�سروا ي��اأت��ون رجالها ب��اأن الالتينية

احلقيقية التمهيد لالحتالل وال�ستعمار، وكاأن الدين ح�سان طراودة

جديد. وي�سيف املتهمون اأن جتارة الرقيق ذات املئة مليون �سحية من

افريقيا وحدها مل تلق معار�سة تذكر من الكني�سة يف حينه با�ستثناء قلة

من رجال الدين ارتفعت اأ�سواتهم م�ستنكرة )ومنهم »البري �سوايتزر« يف

الغابون مثال(، ولكن هذه �سرعان ما هم�ست وا�سكتت.

التا�سع ع�سر القرن بداية العبيد يف اأن »حمولت« الإ�سارة اىل وجتدر

كانت قبل انطالقها من الربتغال باجتاه اأمريكا تبارك من قبل اأ�سقف،

وكانوا يدعون هذا »قدا�س احلرية«!

ول غرو، فالتب�سري الكن�سي يف اأمريكا قد متاهى يف القرن اخلام�س ع�سر

مع الغزو ال�ستعماري، واملتطهرون الأمريكيون ا�ست�سهدوا مبا جاء يف

ليربروا )الفل�ستينيني( الفل�سطينيني العمالقة مقتل عن ي�سوع �سفر

ق�ساءهم على �سكان البالد الأ�سليني من الهنود احلمر.

»التجليات« تن�سحب على زال���ت م��ا ف��ه��ذه اخللفية ب���دا، ع��دا مم��ا وم��ا

ال�سيا�سية الدولية يف مناطق عديدة من العامل، ويف مقدمتها منطقتنا،

ب��ال��ت��ح��دي��د، ح��ي��ث ي�ستوي ل��ل��م��ف��ارق��ة- فل�سطني وع��ل��ى الأخ�������س- وي���ا

دينيني اإميانه- حق وب��اهلل باحلق املوؤمنون واأج�سادا- نفو�سا بنارها-

الذين الفل�سطينيني امل�سيحيني من النخبة تلك ومنهم وعلمانيني-

اأطلقوا من قلب الواقع احلي �سرخة اأمل وكلمة اإميان ورجاء وحمبة،

فطالبوا اخوانهم املوؤمنني يف انحاء العامل، م�سيحيني وغري م�سيحيني،

بوقفة حق للخال�س مما يعانيه �سعبهم الفل�سطيني من جراء الحتالل

طالبوهم كما واجبا، مقاومته وتعترب �سرا تعتربه ال��ذي ال�سرائيلي

ب�»التوبة عن ال�سمت وعن الالمبالة وعن عدم امل�ساركة« )16(.

فكر الهوتي جديد

اإن هذه الوثيقة هي فعال »فكر لهوتي جديد« كما و�سفها الربوف�سور

متاأثرة غري بطريقة نقراأ اأن اإىل بنا يدفع لأن��ه مون�س يو�سف الأب

عن و�سموليته املقد�س الن�س ويبعد املقد�س، للكتاب اليهودي بالفكر

يهوديته وانطباقه على �سعب معني وحميط معني واأر�س معينة )17(،

حتتم�ش الثالث

طوفان املاء

اله بابلي

اله حثي

34 / 3

5 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

اأي اإنها وقفة �سد الالهوت »التحريفي« التربيري لالحتالل والظلم.

واإذا كانت هذه املقاومة تنظر يف جهادها مبنظار املحبة امل�سيحية التي

ترى �سورة اهلل حتى يف وجه العدو الذي ت�سعى اىل حتريره هو نف�سه

ولي�س باحلياة التب�سريي اأ�سلوبها للكني�سة كان »واذا نف�سه، ظلم من

العال، حقا م��روان عبد يقول كما ولل�سعب، لالآخرين ف��اإن ب��امل��وت...،

دولة اإره���اب ذات��ه بحد هو الح��ت��الل واإن املمكنة، بالو�سائل باملقاومة

.)18(

اإن هذا الالهوت اجلديد، امل�سيحي الميان والفل�سطيني النتماء، يلحق

الالتينية، اأمريكا يف التجليات بع�س عرف ال��ذي التحرير« ب�»لهوت

عرب النحياز اىل الفقراء وامل�ست�سعفني �سد الطغاة وامل�ستكربين.

ولقد و�سف ع�سو املجل�س الد�ستوري اللبناين الأ�ستاذ الدكتور انطوان

م�سرة ذلك املوقف الفل�سطيني ب�»ال�سجاع«، لت�سميته الأ�سياء باأ�سمائها

اأو التبا�س دون ال��ه��دف لهذا اجل��ه��ود وتعبئة علنا، بذلك والت�سريح

واأك��ادمي��ي��ني ي�سمى مثقفني م��ا اىل ال�سمت »ب��ام��ت��داد م��ن��ددا مت��وي��ه،

وباحثني واإعالميني« ممن »�سملته النتهازية«، ومت�سائال: »من �سوف

وانتهاك احلقوق الظلم على وعامليا: كفى... كفى �سمتا ي�سرخ عربيا

من كثري ومنها والعاملية، املحلية الهيئات قبل من احلقائق وطم�س

الهيئات الدينية امل�سيحية والإ�سالمية« )19(.

الدينية العن�سرية، اأ�سكال كل تدين املعنية الفل�سطينية الوثيقة اإن

امل�سلمني وو�سمهم لل�سامية وكراهية املعاداة منها والعرقية، مبا فيها

ب��الره��اب لأن »ج���ذور الره����اب ه��ي ظلم الإن�����س��ان و���س��ر الح��ت��الل...

والظلم الواقع على ال�سعب الفل�سطيني، اأي الحتالل ال�سرائيلي، هو

�سر يجب مقاومته، هو �سر وخطيئة يجب مقاومتها واإزالتها« )و: 2-1-

.)4

»اإن وجودنا نحن الفل�سطينيني على هذه الأر�س لي�س هو الطارئ، بل

له جذور متاأ�سلة ومرتبطة بهذه الأر�س وجغرافيتها مثل ارتباط اأي

�سعب باأر�سه: اأراد الغرب اأن يعو�س ما اقرتف هو يف حق اليهود يف بالد

اأوروبا، فقام بالتعوي�س على ح�سابنا ويف اأر�سنا. حاول ت�سحيح الظلم

فنتج عنه ظلم جديد، وبعد ذلك نرى بع�س الالهوتيني امل�سيحيني يف

اأن ي�سفوا على الظلم الذي حلق بنا �سرعية لهوتية الغرب يحاولون

و»كتابية« فيقدموا تف�سريات مغلوطة لكلمة اهلل« )و: 3-3-2(.

اإن مقولة ان اليهود هم »�سعب اهلل املختار« تتناق�س مع الإميان امل�سيحي،

اإذ كيف يكونون كذلك »وهم قد تنكروا للم�سيح و�سلبوه« )20(، وكذلك

القول باأن عودتهم اىل فل�سطني هي ارادة اإلهية باعتبار اأن تلك العودة

�سرورية لوقوع »هرجمدون«، اأي املعركة النهائية املمهدة لظهور امل�سيح

الذي ما زالوا ينتظرونه؟ و�سيء اآخر هو اأنه، تبعا لالإميان امل�سيحي، ل

اأور�سليم للمجيء الثاين للم�سيح »لأن الرب الإله حاجة لأي هيكل يف

القدير واحلمل )يعني ي�سوع( هما هيكلها« )21(.

اأو غري ق�سد تهمي�س كني�سة اأي�سا، عن ق�سد وي�سب يف الجتاه عينه

الكني�سة رج��ال لب�س اأن منذ روم��ا كني�سة حل�ساب الأ�سلية اأور�سليم

الكاثوليكية اأردية العظمة امللوكية يف موؤمتر »نيقية« اأمام الإمرباطور

الدينية ال�سلطة من م�سايرة ذلك كان ولو ،325 العام يف ق�سطنطني

لل�سلطة الزمنية امل�سيطرة، على غرار ما حث عليه بول�س اأيام نريون.

وهي اأور�سليم كني�سة تهمل لكي حاجة ل امل��ت��اأخ��رة الأزم��ن��ة يف ولكن

حل�ساب الأوىل، واجلماعة امل�سيح ر�سل على احلية ال�ساهدة »الكني�سة

كني�سة روما، كاأن مل يكن ثمة تاأ�سي�س لكني�سة اأور�سليم« )22(. األ ي�سب

ذلك، بطريقة ما، يف مقولة اإنكار جميء امل�سيح اأ�سال؟

من جهة اأخرى اإن ال�سهيونية نف�سها مل تكن موؤمنة باأر�س امليعاد التي

م�ستعدا 1897 �سنة »ب��ال« موؤمتر حتى ك��ان هرتزل اأن بدليل تدعيها

الأرجنتني لليهود يف اإقامة وطن قومي الربيطانيني يف للتباحث مع

اأو اأوغندا. وهذا ما مل يغب عن ذهن الباحث �سمري كرم يف مقالته عن

»الن�سال من اأجل عامل بال �سهيونية« )23(.

اأمام »اأر�س امليعاد« مفهوم »املنفى«الذي مل ي�سمد ويتالءم مع مقولة

التحقيق التاريخي والعلمي الأويل، حتى من قبل املوؤرخني والباحثني

ال�سرائيليني اأنف�سهم، ومنهم ابراهيم بولك واأرثر كو�ستلر. فقد كتب

التي الأماكن ال�سرقية يف معظمها م�سدرها اأوروب��ا »اأن يهودية الأول

طويلة رواي��ة كتب فقد الثاين واأم��ا عليها«. �سيطرتهم اخل��زر فر�س

بعنوان »القبيلة الثالثة ع�سرة«، اأراد من خاللها اإثبات اأن اأجداد اليهود

ولي�س الفولغا، �سهول م��ن ب��ل الأردن �سفاف م��ن ي��اأت��وا اأوروب���ا مل يف

من كنعان بل من القوقاز مهد العرق الآري الذي يعتز به هتلر، وهم،

جينيا، اأقرب اىل املجريني والأويغور )يف غرب ال�سني( والهون، ولي�س

لإبراهيم واإ�سحاق ويعقوب« )24(. )فكان اأن اعتربه الإ�سرائيليون خائنا

واأن الكتاب »عمل ل �سامي موله الفل�سطينيون(!

اأن اللغوي الإ�سرائيلي »وك�سلر« يجزم باأن لغة اليهود وزاد الطينة بلة

جنوب م��ن واألفاظها �سالفية قاعدتها )Yiddish�ال( ال�سرقيني

�سرق اأملانيا، وكذلك الأ�سماء اليهودية يف اأوروبا خزرية و�سالفية ولي�ست

اأملانية« )25(.

ويف هذا كله دح�س للرواية ال�سهيونية باأن يهود اأوروبا ال�سرقية جاءوا

من اأملانيا بعد اإقامة ق�سرية يف رومة اإثر طردهم من اإ�سرائيل )لحظ

التقريب التدريجي من فل�سطني بني املواقع اجلغرافية(.

اأطروحة كمال ال�سليبي اأن تدعم النتائج واخلال�سات ومن �ساأن هذه

يف اأن »ال���ت���وراة ج���اءت م��ن ج��زي��رة ال��ع��رب«، ويف اأن ي��ه��ود اجل��زي��رة قد

ا�سه عربي نبي اىل بن�سبتهم �سواء اإليها( يهاجروا )ومل فيها تهودوا

اأتوا اأو على يد مب�سرين يهود اإ�سرائيل ولفن�سون( »ه��ود« )كما يقول

اىل اجلزيرة )26(.

اأركيولوجي اأث��ر اأي ايجاد الآن يف ال�سهيونية مل ينجحوا حتى ودع��اة

التي النقو�س م��ن الكثري واإن ح�سية. ب�سورة ال��وج��ود ذل��ك اىل ي��دل

»اأولربايت« فعل كما اإم��ا حمرفة، كانت دعواهم بها يثبتوا اأن حاولوا

يف نقو�س »تل الدوير«، اأو اأنها كانت مزورة، كما بني علماء ا�سرائيليون

م��زورة اأو مثال، دان« »ت��ل نق�س اىل بالن�سبة وايطاليون ودامنركيون

مزيفة كما اأعلنت م�سلحة الآثار القدمية الإ�سرائيلية نف�سها بالن�سبة

اىل »م�ستعظم القد�س« مثال. ولي�س هنا جمال الدخول يف التفا�سيل،

فليعد اليها من ي�ساء يف مظانها من كتب و�سحف وغريها.

وجتدر الإ�سارة اىل اأنهم، يف �سياق �سعيهم لثبات ذلك الوجود التاريخي،

لهم وعمالء �سارعوا فل�سطني، اىل »العودة« يف حقهم اثبات وبالتايل

2003 اىل ان ي�سرقوا من اآذار اأوائ��ل الحتالل الأمريكي للعراق يف يف

املتحف العراقي يف بغداد املقتنيات الأثرية التي ميكن ان ت�سري اىل �سبي

الدارة هم ك��ان بل الأمريكية. القوات بحماية وذل��ك بابل، يف اليهود

اأيار اأول لقاء مع وزارة الثقافة يف احلكومة املوقتة يف املدنية الأول يف

يف الآث���ار عن التنقيب عمليات ا�ستئناف اإمكانية يف البحث هو 2003

العراق بحلول اأيلول 2003!

وهكذا، اإذا كان »ول ديورانت« قد اعترب اأن اليهود مل يوجدوا تاريخهم

)لأنهم مل يوجدوا ككيان �سيا�سي اأ�سال( بل اإن تاريخهم )الذي حاكوه

ف��اإن »�سلومو �ساند« يف كتابه »كيف مت اأوج��ده��م، ال��ذي يف ما بعد( هو

اململكة اأن »، قد اعترب )مثل كثريين غ��ريه( اليهودي ال�سعب اخ��رتاع

واأ�ساطري... رواي��ات واملنفى مبجمله هي والهيكل واخل��روج من م�سر

وبالن�سبة اىل »املنفى« بالتحديد، فقد اعترب انه »م�سطلح ميتافيزيقي

مل يعد مرتبطا بالوجود اجل�سدي )واملادي( اأو عدمه يف اأر�س امليعاد«...

ودور اليهود على حفاظا املنفى اأ�سطورة على حافظوا موؤرخيهم واأن

الأ�سطورة التعبوي قوميا، وخدمة لال�ستيطان )27(.

جغرافيا وال���رواي���ات والق�س�س ال��دي��ن ال�سهيونية ت��رج��م��ت وه��ك��ذا

وتاريخا وجمتمعا، اأي قومية، وقومية عن�سرية فوقية بامتياز...

من يكتب التاريخ؟

هذا يكتب وكيف التاريخ؟ يكتب ت��رى من نت�ساءل: اأن لنا يحق وهنا

التاريخ؟ وملاذا؟ وملن؟ وقبل كل �سيء: كيف يقراأ؟

للموؤرخني املتخ�س�سني الأكفاء اأن يجيبوا عن هذه الأ�سئلة و�سواها. ول

ي�سعني هنا اإل اأن اأ�ستعري تعبريا قاله اأديب لبناين يف موؤرخ لبناين هو

»اإنه يقراأ التاريخ بعينني مفتوحتني« )28(. والعينان املفتوحتان اللتان

اأرى بهما اأنا اإىل التاريخ هما عني العلم وعني الإن�سان. ولهذا يعجبني

اأرنولد توينبي مثال عندما يجعل »درا�سة التاريخ« درا�سة اإن�سانية عامة

قائمة على الإميان بوحدة الإن�سانية وجتربتها ال�سيا�سية واحل�سارية،

بحيث تفتح املعرفة ال�ساملة اأبوابا للتفاهم بني الأمم وتقلل من �سعور

الكراهية يف ما بينها... ويف �سياق هذا التوجه بني يف كالمه عن العقيدة

اليهودية زيف الدعوى التي روج لها ال�سهاينة »باأن مفكريهم هم اأ�سل

الأديان ال�سماوية، واأن الن�سرانية والإ�سالم حتريفات لها« )29(.

على اأن اخلطري املقلق يف الأمر هو اأن قاعدة هذه الدعوى العن�سرية

اآخذة يف النمو والتو�سع والتعمق. واآخر العرقية ال�ستعالئية ما زالت

البحر« اىل ال��ن��ه��ر م��ن اإ���س��رائ��ي��ل دول���ة »ي��ه��ودي��ة م��ق��ول��ة تعبري عنها

ولو العامل«، حتى يهود دولة »ا�سرائيل مبداأ الأمريكية الإدارة وتبني

كانوا اإذا الأغيار بقتل وال�سرقيون الغربيون ا�سرائيل حاخامات اأفتى

ي�سكلون عائقا يف �سبيلهم، مبن فيهم الأطفال »�سدادو الطرق« اأمامهم

يف امل�ستقبل، يف ما يزعمون!

ال�سامتني يجعل ما والال�سامية بالعن�سرية التهام من اخل��وف اأه��و

والراأ�سمالية ال�سهيونية الراأ�سمالية امل�سالح بني ي�سمتون؟ هو حلف

العاملية الذي يكم الأفواه مباله و�سلطانه واإعالمه؟

على اأن ل هذا ول ذاك ثنى البابا بنيديكتو�س ال�ساد�س ع�سر عن امل�سي

اتهمه ال��ذي ع�سر الثاين بيو�س البابا الأ�سبق �سلفه تطويب يف قدما

يف ال��ن��ازي احل��ك��م قبل م��ن حمرقتهم اإزاء ال�سمت »ل���زم ب��اأن��ه اليهود

خالل احلرب العاملية الثانية«. وملا كانت قد �سدرت ردود فعل كثرية يف

الأو�ساط اليهودية على قرار البابا بنيديكتو�س، فقد ا�سطر الفاتيكان

الأوىل اىل تقدير »بالدرجة اأنه يهدف فاأو�سح القرار الدفاع عن اىل

�سهادة احلياة امل�سيحية التي عا�سها ال�سخ�س... ولي�س البعد التاريخي

جلميع خياراته العمالنية« )30(.

وتاأتي ر�سالة امل�سيحيني الفل�سطينيني لت�سحب ورقة البتزاز ال�سهيونية

بدعوى العن�سرية والال�سامية �سدها، عندما ترى هذه الر�سالة بعني

املحبة �سورة اهلل يف وجه كل اإن�سان )�سديقا كان اأم عدوا(، وعندما تدعو

فل�سطني يف تكون »اأن اإىل امل�سيحيني( عن )ف�سال وامل�سلمني اليهود

دولة دميقراطية لكل مواطنيها مبنية على احرتام الدين، ولكن على

ال�سيطرة ولي�س التعددية واح���رتام واحل��ري��ة وال��ع��دل امل�ساواة اأ�سا�س

العددية اأو الدينية« )و:3-9(.

وكذلك هي تفعل عندما تعترب اأن »القد�س هي القاعدة الروحية لروؤيتنا

وحياتنا كلها... واليوم فيها �سعبان وثالث ديانات... واإن اإقرار قدا�ستها

ور�سالتها �سيكون م�سدر اإلهام حلل الق�سية كلها« )و: 5-9(.

اإنها فعال وقفة حق خمل�سة وذكية يف اآن... لكنها، كي حتقق اأهدافها،

ت�ستدعي وقفات حق اأخرى من قبل جميع امل�سيحيني وامل�سلمني واليهود

حريته �سيما ول اجلوهرية، وحقوقه بالإن�سان املوؤمنني والعلمانيني

جبل �سيناء

36 / 3

7 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

باملعنى الوا�سع ملفهوم احلرية، هذا املفهوم الذي يلتقي عليه ومن اأجله

اأحرار العامل، ومنهم »هوؤلء الغربيون املقاومون للظلم« الذين يعملون

لن�سرة الق�سية الفل�سطينية )ومنهم يهود مثل �ستانلي كوهني( والذين

بلغ املوقف ببع�سهم حد ال�ست�سهاد )را�سيل كوري مثال(.

اأي��ان الإن�����س��ان( ال��دائ��رة )وه��و اإىل مركز ت���وؤدي امل�ستقيمة الأ���س��ع��ة اإن

فكيف الأر���س��ي��ة... ال��ك��رة حميط م��ن منها تنطلق التي النقطة تكن

بال�سماوية؟

وامل�سلمني يف امل�سيحيني ب�سكل خا�س من ووقفات احلق هذه مطلوبة

البلدان العربية، ويف الطليعة منها لبنان:

اأوال: بالن�سبة اىل امل�سيحيني

اأو م�سر اأو �سوريا اأو لبنان يف ���س��واء املنطقة- ه��ذه يف امل�سيحيني اإن

العراق اأو الأردن اأو فل�سطني اأو غريها- هم من اأبنائها املتجذرين فيها،

وثقافيا، واجتماعيا وجغرافيا تاريخيا املت�ساركني فيها اإليها، املنتمني

اأن هذه العتبارات كانت وراء دعوة اأي �سريورة و�سريورة. ول �سك يف

يف الندماج اىل الثاين بول�س يوحنا البابا قبل من ال�سرق م�سيحيي

جمتمعاتهم.

العربية البلدان اأقليات يف اأنهم كانوا وما زالوا امل�سيحيني يدركون اإن

�سيما ه��ذه، ل اأيامنا ال�سالم حتى انت�سار ال�سالمية منذ النظم ذات

يف اأيامنا هذه، حيث دعاهم ادمون �سعب موؤخرا- ول �سيما اللبنانيني

والنوعية )31(. ال��دور الأ�سا�سي اىل اأن يوجهوا طموحهم منهم- اىل

الواقع وع��وا والعبا�سية الأم��وي��ة الدولتني ن�سوء منذ اأن��ه��م وال��واق��ع

والفن وال��ط��ب وال��رتج��م��ة اللغة يف والب����داع التميز اىل فان�سرفوا

وغريها من امليادين التي ميكن نعتها ب�»املحايدة« بالن�سبة اىل النظام

ال�سيا�سي والجتماعي القائم.

دولة تتحقق اأن انتظار يف التوجه، ه��ذا تابعوا امل��ت��اأخ��رة، الع�سور ويف

رعايا... والكفاءة بني مواطنني ل وامل�ساواة العدل تعتمد قيم حديثة

واملعالفة الب�ساتنة احل�����س��ر ل امل��ث��ال �سبيل ع��ل��ى ن��ذك��ر ه����وؤلء وم���ن

غامن و�سكري النقا�س وم���ارون ال�سدياق ف��ار���س واأح��م��د واليازجيني

و�سليم وب�سارة تقال وجرجي زيدان والأب لوي�س �سيخو والأب ان�ستا�س

ماري الكرملي و�سواهم...

اأي�سا مفكرون و�سا�سة بل و�سهداء ق�سوا يف �سبيل 3- ولقد كان منهم

وبرتو عقل و�سعيد اخلازنيان ه��وؤلء ومن العربية، الوطنية الق�سايا

باويل... ومن اأولئك جنيب عازوري و�سارل دبا�س ومكرم عبيد، وقبلهم

جميعا كان »قائمقام الن�سارى« يو�سف بك كرم الذي عمل على التحرر

هذا اأن اذ ال�����س��واء، على وواقعية ب��ج��راأة العثمانية ال�سلطنة ن��ري م��ن

امل�سيحي العربي »نظر اىل الدين ال�سالمي كمقوم ا�سا�سي من مقومات

امل�سلم يد يف ح�سرا تكون اأن يجب القيادة وب��اأن العربية... القومية

العربي لي�س غري«، وعلى هذا الأ�سا�س دعا الأمري عبد القادر اجلزائري

للقيام باأعباء ال�سلطنة )اأو الإمارة( )32(. وكم كان هذا »البطل« بعيد

النظر عندما تنباأ منذ العام 1876 ب�»اأنه لدى �سقوط احلكومة العثمانية

اأن العربي اجلن�س ي�ستطيع يعود ول عنها، ب���الإرث الأج��ان��ب يتلقانا

يتحد حتت راية واحدة« )33(.

واأما من اأواخر املواقف البارزة املتقدمة يف هذا الجتاه، فاعتبار مي�سال

عفلق )موؤ�س�س حزب البعث الأ�سلي( »اأن العروبة ج�سم روحه الإ�سالم...

واأن الإ�سالم هو »للم�سيحيني العرب« ثقافة قومية يجب اأن يت�سبعوا به

اأثمن على حر�سهم الإ�سالم على فيحر�سوا ويحبوها يفهموها حتى

�سيء يف عروبتهم« )34(.

4- اإن م�ساهمة امل�سيحيني يف حركة التنوير العربية، ثقافة وقومية، مل

تكن بدافع التعوي�س عن حالة دونية اأوذمية يف ظل الدولة الإ�سالمية-

واإن كان هذا الدافع م�سروعا- كما مل تكن ريادتهم احلديثة يف العروبة

اأو ال�ستعمارية، ال��دول مل�سالح خدمة العربية القومية فكرة وتبني

العثمانية ال�سلطنة اأعطت التي الإ�سالمية الدولة على للق�ساء حتى

�سورة �سيئة عنها مبعاملتها اإياهم معاملة متييزية، بل كان ذلك لديهم

»ب�سبب اإح�سا�سهم بالنتماء اىل الأمة العربية التي عا�سوا يف ظلها مئات

ال�سنني« )35(.

5- اإن الغرب امل�ستعمر ل يهمه حماية امل�سيحيني يف ال�سرق )ول يف اأي

التناق�س اجلوهري ب�سبب ولذاتها، ذاتها اآخ��ر( كجماعة يف حد مكان

بني روحه امل�ستغلة امل�ستعبدة والروح امل�سيحية املحبة، اإذ من نافل القول

م��وارد منطقتنا تكن ول��و مل �سيء. كل قبل يهمه هو م�ساحله ما ان

الطبيعية كالنفط والغاز )وعائداتها( هي امل�ستهدفة يف الدرجة الأوىل،

ملا اأقام القواعد الع�سكرية فيها )واأكربها اإ�سرائيل(، وملا اأ�سعل احلروب

نبي اهلل مو�سى

يكن مل ول���و لبع�سها. امل��ب��ا���س��ر الح��ت��الل ح��ت��ى عليها �سنها اأو فيها

الأل��وف من جنوده حتت ب��اأرواح ملا �سحى املبذول اأ�سعاف »املح�سول«

غطاء »ن�سر الدميقراطية« و»حماية حقوق الإن�سان«.

لذا كان من الطبيعي اأنه مل يفعل �سيئا حلماية م�سيحيي فل�سطني اأو

العراق من ال�سطهاد والتهجري. كما اأنه مل يدن جرمية قتل الأقباط

على الهوية يف م�سر موؤخرا. وجل ما فعله هو التنديد- ل بامل�سوؤولني

عن اجلرمية- بل باعتقال بع�س النا�سطني الذين حتركوا لالحتجاج

على املجزرة...

هذا مع التذكري باأن الأقباط يف م�سر وامل�سيحيني الآخرين يف العراق

وفل�سطني هم من اأبناء البالد الأ�سليني املتجذرين فيها قبل امل�سيحية

والإ�سالم، ولهم احلق يف مواردها واإدارتها على قدم امل�ساواة مع اأبنائها

الآخرين املتجذرين هم اأي�سا فيها منذ القدمي.

ملخاطبة غريهم م��ن اأك��رث موؤهلون ه��م اللبنانيني امل�سيحيني اإن -6

مل�ساعدة الف�سلى ال��و���س��ل ���س��ل��ة وه���م يفهمها، ال��ت��ي ب��ال��ل��غ��ة ال��غ��رب

امل�سيحيني الفل�سطينيني يف اإي�سال ر�سالتهم اإليه، وذلك لأ�سباب دينية

وتاريخية وثقافية معروفة.

ثانيا: بالن�سبة اىل امل�سلمني:

كما امل�سلمني اخ��وان��ه��م اىل الفل�سطينيني امل�سيحيني ر���س��ال��ة تتوجه

تتوجه اىل اخوانهم امل�سيحيني. وهذا بديهي لأن الق�سية واحدة. وهذا

�سروري لأن املقاومة متكاملة. امنا هي »ر�سالة حمبة وعي�س م�سرتك

ودعوة للتخل�س من التع�سب والتطرف. وهي اأي�سا ر�سالة للعامل باأن

امل�سلمني لي�سوا هدف قتال اأو عنوان اإرهاب بل هم هدف �سالم وعنوان

حوار« )و: 1-5-5(.

اأ���س��ك��ال��ه��م��ا ن��ع��م ان��ه��ا دع����وة للتخل�س م���ن ال��ت��ع�����س��ب وال��ت��ط��رف ب��ك��ل

واجتاهاتهما مبا يف ذلك ما يقوم به م�سلمون �سد م�سيحيني. ولقد عرب

الدكتور م�سرة عن هذا الهاج�س بالقول »ان امل�سلمني ال�سامتني حول

انتهاكات حقوق الن�سان يف بلدانهم العربية جتاه م�سلمني وم�سيحيني

هم �سركاء يف موؤامرة البتزاز وطم�س احلقائق« )36(.

وال���واق���ع اأن م��ا ج���رى وي��ج��ري يف بع�س ال��ب��ل��دان ال��ع��رب��ي��ة )ال���ع���راق،

اندوني�سيا، )نيجرييا، اخ��رى ا�سالمية ب��ل��دان ويف ال�����س��ودان( م�سر،

الت�سييق اأو كنائ�س اأو م�سيحيني ا�ستهداف م��ن ت��رك��ي��ا...( ماليزيا،

على رجال الإكلريو�س اأو غري ذلك، يقدم مربرات لهواج�س امل�سيحيني

اأو »م�سطهدون« باأنهم ي�سعرون ويجعلهم اأح��ي��ان��ا... ول�سرختهم بل

»الإ�سالم �سعارات مثل ترفع �سيما عندما الأق��ل، ول م�ستهدفون على

هو احلل«، بينما يت�سورون اأو ي�سور لهم اأن »الإ�سالم هو امل�سكلة« فيما

الإن�ساين الكائن املثايل هو يف احرتام احلل

احلل املختلفة، الب�سرية الهياكل يف الواحد

واأن��ه��اره الينابيع اإ���س��الم فيه ي�ساهم ال���ذي

ال��ع��ذب��ة امل�����س��اه��م��ة ال���ت���ي ت��ل��ي��ق ب��ال��ر���س��الت

ال�سماوية، وهي قد اأتت خلدمة الإن�سان، بعد

كل ح�ساب:

خلقناكم ا اإن النا�س ها ياأ )يا القراآن: 1- من

وق��ب��ائ��ل ن��ث��ى وج��ع��ل��ن��اك��م �سعوبا واأ ذك���ر ��ن م

اهلل اإن تقاكم

اأ

اهلل عند كرمكم

اأ اإن لتعارفوا

عليم خبري( )احلجرات- 13(.

)لقد قال النا�س )جميعا( ومل يقل امل�سلمني

اأو العرب فقط(.

لعاملني( )الأنبياء- ل رحمة ل ر�سلناك اإ)وما اأ

)107

)لقد قال العاملني ومل يقل امل�سلمني فقط(.

ر����س( الأ يف فيمكث النا�س ينفع ما ���ا م

واأ جفاء فيذهب ب��د ال��ز ��ا م

)ف��اأ

)الرعد- 17(.

)جعل نفع النا�س فوق الطقو�س وال�سعائر(.

�سركوا ولتجدن ذين اأ �سد النا�س عداوة للذين اآمنوا اليهود وال

)لتجدن اأ

ن منهم ب���اأ ��ا ن�سارى ذل��ك اإن ��ذي��ن ق��ال��وا ال اآم��ن��وا ة للذين ���ود م ق��رب��ه��م

اأ

ون( )املائدة- 82(. هم ل ي�ستكرب ني�سني ورهبانا واأ ق�س

اأهل الكتاب الذين )فهوؤلء- كما ترى- لي�سوا من امل�سركني، وهم من

طعامهم »حل لكم وطعامكم حل لهم« )املائدة- 5(.

2- ويف احلديث ال�سريف:

- »اخللق كلهم عيال اهلل واأحبهم اإليه اأنفعهم لعياله«.

- »الدين املعاملة«.

- »من اآذى ذميا فاأنا خ�سمه، ومن كنت خ�سمه خ�سمته يوم القيامة«.

3- اأما اخلليفة عمر فقد اأعطى امل�سيحيني اأمانا على اأرواحهم واأموالهم

وعباداتهم وطقو�سهم، ومنع امل�سلمني منعا قاطعا من ظلمهم والإ�سرار

بهم يف عهدته ال�سهرية لأهل اإيلياء/ القد�س وبطريركها �سفرونيو�س،

والرها مثلها، ولأهل عانات واللد الرقة ا�ستثناء، فالأهل لي�ست »وهي

اأي�سا: »... واأن ي�سربوا نواقي�سهم يف اأي �ساعة �ساوؤوا ليال اأو نهارا، اإل يف

اأوقات ال�سالة، واأن يخرجوا ال�سلبان يف اأيام عيدهم« )37(.

دائ��رة تتجاوز اإن�سانية جوهرية قاعدة فقد عمم الم��ام علي واأم��ا -4

اأخ لك يف اإما »الرعية �سنفان: قال: او�سع عندما امل�سلمني اىل رحاب

الدين اأو نظري يف اخللق«.

واإذا عرفنا اأنه قال ذلك يف ر�سالته اىل ال�سرت النخعي عندما وله م�سر،

يو�سف بك كرم

المام حممد عبده

38 / 3

9 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

اأن الأقباط )وغري الأقباط( كانوا ماثلني يف ذهنه لأنهم كانوا نعرف

الآخ��ر الذي انطوى ال�سامي املعنى الرعية... هذا عدا ج��زءا من تلك

عليه خطابه بجعله الرعية اإخوة م�ساوين للراعي نف�سه...

كذلك فعل حفيده زين العابدين عندما عرف الع�سبية التي ياأثم عليها

�ساحبها باأنها »اأن يرى الرجل �سرار قومه خريا من خيار قوم اآخرين...

ولي�س اأن يحب الرجل قومه، ولكن اأن يعني قومه على الظلم«.

ويعلق العالمة ال�سيد حممد ح�سني ف�سل اهلل على هذا التعريف قائال:

اأو م�سلمني كانوا �سواء وتتفاعل معهم، اأن حتب قومك »لك احلق يف

بعدها يف القومية تنطلق واأن الإن�سانية. ال��دائ��رة يف م�سلمني، غ��ري

الإطار، القومية هي بالإ�سالم، لأن تلتقي اأن فاإنها ت�ستطيع الإن�ساين

والإطار يبحث عن ال�سورة، والإ�سالم هو ال�سورة« )38(.

وبهذا تلتقي نظرة »ال�سيد« مع نظرة »ال�ستاذ« الذي يعترب اأن ال�سالم

»ه��و يف واق��ع��ه ع��رب��ي ويف م��رام��ي��ه املثالية ان�����س��اين. وم��ا دم��ن��ا ن��رى يف

العروبة ج�سما روحه ال�سالم فال جمال للخوف من اأن ي�ستط العرب

يف قوميتهم، وانها لن تبلغ ع�سبية البغي وال�ستعمار« )39(.

5- مبثل هذه النظرة الدينية ال�سمحاء والعقلية املنفتحة ميكن ان حتل

العربية التعدد احل�ساري يف جمتمعاتنا الناجتة عن امل�سائل وامل�ساكل

الإ�سالمية ب�سبب من العرق اأو الطائفة اأو الدين، �سواء بني الأفراد اأو

بني املجموعات ال�سغرية، اأو مع الأقليات الكبرية من عرقية اأو دينية او

طائفية او غريها كم�ساألة الأكراد يف العراق وتركيا ونزعات الرببر يف

�سمال افريقيا، وامل�سيحيني يف اأكرث من بلد عربي وا�سالمي، ف�سال عن

بلد عربي اأكرث من وال�سيعة يف ال�سنة املذهبي بني ال�سكل التنازع ذي

واإ�سالمي، وكذلك م�ساألة فل�سطني حيث ميكن اقامة دولة دميقراطية

من وك��ذل��ك امل�سيحيني وم��ن امل�سلمني م��ن ال�سليني ابنائها جلميع

اليهود الذين كانوا فيها قبل القرن الع�سرين.

العربية ل�سعوبنا ت��ام��ة وح��ري��ة حقيقية نه�سة حتقيق �سبيل يف -6

وال�سالمية، نحن يف حاجة اىل رجال دين من ذوي العقول النرية بعيدة

التي ترتفع بالفتوى والجتهاد اىل م�ستوى التحديات اجلدية النظر

ت��ارة ل��ب��الدن��ا، اجل��دي��د ال�ستعمار ميثلها ال��ت��ي احلقيقية والأخ���ط���ار

فتاوى فو�سوية اىل ولي�س مبا�سرة، ب�سورة �سافعة بالوا�سطة وطورا

قتل اىل الدعوة م�ستوى اىل تنحدر او بالق�سور وتتلهى الدين ت�سوه

»ميكي ماو�س« يف الأفالم الكرتونية مثال، بحجة »اأنه فاأر والفاأر جن�س

ي�سكنه ال�سيطان«!

لقد عملت الأمة يف ما م�سى بالقول املاأثور: »النا�س �سركاء يف ثالثة:

ذلك مبثل املفتون واأفتى املجتهدون اجتهد فهال والنار«. والكالأ املاء

بالن�سبة اىل موارد الأمة احلديثة كي ل تذهب اأموالها اىل غري اأهلها

التنمية، خادعة »علمية« اأو »حجرية« وم�ساريع مالية م�ساربات عرب

وغري ذلك مما �سماه ن�سري ال�سايغ »ملذات مليارية« )40(، ل ي�ستفيد

منها- يف راأيي- اإل ال�سركات الجنبية املتعهدة لها؟ اأم هال حذوا حذو

املحامي اليهودي �ستانلي كوهني يف عمق »الفتوى« وب�ساطتها و�سجاعتها

عندما �سئل: »كيف ميكن ليهودي اأن يكون مناه�سا ل�سرائيل«، فاأجاب:

»بل كيف ميكن لليهودي األ يكون مناه�سا لإ�سرائيل«... اإن فكرة الدولة

اليهودية التي قامت على اأر�س �سلبت من ال�سعب الفل�سطيني ل تختلف

عن نظام العبودية الذي عرفته الوليات املتحدة« )41(.

قال كما املنكر«، عن والنهي باملعروف الأم��ر ال��رب اأف�سل »اأن �سحيح

المام علي، ولكنه ا�ساف: »والأف�سل من ذلك كله كلمة حق عند اإمام

جائر« )42(.

خامتة

اإننا بعر�سنا هذا، نحاول اأن نتلم�س �سويا احلقائق واحلقوق بني مزالق

وتاأويال )وحتى تزويرا يف بع�س الأحيان( الن�سو�س الدينية، تف�سريا

وبني وقفات احلق التي ينبغي لقياديينا ونخبنا الدينية والعلمانية اأن

تقفها، فتالقي �� يف ما تالقي �� وقفة حق الطليعة امل�سيحية الفل�سطينية

واد، يف �سرخة تبقى فال باأ�سره، العامل �سمري اىل بها توجهت التي

�سوتا �سارخا يف الربية. ونحن مل نعدم مثل هذه النخب ل يف املا�سي

ول يف احلا�سر، ل يف دنيا العرب ول يف لبنان:

اأ- ل يف دنيا العرب... مع النه�سة العربية احلديثة: من حممد علي اىل

عبد النا�سر مرورا بيو�سف بك كرم وحممد عبده وفي�سل الأول وطه

ح�سني ومي�سال عفلق، و�سواهم...

ب- ول يف لبنان خ�سو�سا...: مع الرواد الذين ذكرنا عددا من ا�سمائهم

لبنان:

احلوار ال�سالمي - امل�سيحي

يف منت العر�س، ثم مع اأمثال تلك الرثيا الرباعية التي عرفتها �ستينيات

و�سبعينيات القرن الع�سرين يف �سماء الدين و�سمت املطران جورج خ�سر

وال�سيخ �سبحي ال�سالح والمام مو�سى ال�سدر والب يواكيم مبارك.

اأوجدت ان جتربة لبنان احلية يف التعددية الدينية والعي�س امل�سرتك،

ذا لبنانيا« »ا���س��الم��ا واأوج����دت خا�سة نكهة ذات لبنانية« »م�سيحية

الطوائف ين�سحب حتى على ان التو�سيف ميكن نكهة خا�سة. )وه��ذا

واملذاهب املختلفة فيه(.

ولغاته، العامل ثقافات على لبنان انفتاح ال��رثوة هذه اىل ا�سفنا واذا

بحوار ال��ت��ف��اوؤل لنا ح��ق ط��وي��ل، وق��ت منذ فيها الفعالة وم�ساهمته

ال��واح��د، ال��وط��ن اأب��ن��اء ب��ني ي��ع��زز الت�سامن ا���س��الم��ي م�سيحي خ���الق

بني اأ�سمل وتعاون لتفاهم جديا ومنطلقا او�سع حل��وار مثال وي�سكل

ال�سعوب، مثال يعزز املبادرة التي اأطلقها ال�سفري فوؤاد الرتك منذ اأكرث

حلوار مقرا املتحدة الأمم قبل من لبنان لعتماد �سنوات ث��الث من

الديان واحل�سارات والثقافات والتنيات، في�سري وطننا ال�سغري الكبري

»منوذجا لالن�سانية جمعاء يف احلياة امل�سرتكة ويف التفهم والتفاهم ويف

النفتاح على الآخر والع��رتاف بالآخر ويف ا�ساعة الأم��ان والطمئنان

بول�س يوحنا البابا كلمة اأكمل وج��ه على ويج�سد ،)43( الب�سر« بني

الثاين فيه من اأنه »اأكرث من وطن: اإنه ر�سالة«!

مراجع وم�سادر

)1( اجنيل متى: 5/17

)2( راجع »اجنيل برنابا« 39/14 و41/30.

jean- luc Potier- »le point« n 1197- 1995 )3(

)4( امل�سدر ال�سابق.

)5( راجع: كمال ال�سليبي: »التوراة جاءت من جزيرة العرب«- بريوت 1985.

Hérodote- la pléiade- Gallimard 1964 )6(

)7( »ق�سة احل�سارة« ج 2: -328 ترجمة حممد بدران- دار اجليل- بريوت- 1971.

)8( اإجنيل لوقا: 5/12.

)9( الر�سالة اىل اأهل رومية: 13/1 و2.

)10( من مقال لالأب مي�سال �سبع يف ال�سفري بتاريخ 5/4/2004.

)11( »كتاب املوتى الفرعوين«: الف�سل -125 ترجمة بدج/ عطية- مكتبة مدبويل-

القاهرة 2000.

)12( الر�سالة اىل اأهل غالطية 29:3.

)13( اإجنيل متى: -21/42 43.

)14( غالطية 1: -6/15 16.

)15( لوقا: 21/14.

)16( �سليم ن�سار: مقال يف »النهار« 10/4/2004.

)17( وثيقة امل�سيحيني الفل�سطينيني )= الوثيقة(: وقفة حق: كلمة اإميان ورجاء

وحمبة... بتاريخ 4/12/2009.

)18( »ال�سفري« 4/1/2010.

)19( »ال�سفري« 6/1/2010.

)20( »ال�سفري« 4/1/2010.

)21( الأب الدكتور م�سري با�سل عون يف »امل�سيحية نق�س لإطروحات ال�سهيونية«،

»النهار« 16/3/2003.

)22( روؤيا يوحنا: 21/2.

)23( الأب مي�سال �سبع يف »الف�سح الأور�سليمي«، »ال�سفري« 4/4/2004.

)24( »ال�سفري« 15/1/2010.

)25( �سلومو �ساند: »كيف مت اخرتاع ال�سعب اليهودي«- عر�س عبد الهادي عيد،

»ال�سفري« 8/1/2010.

)26( راجع كمال ال�سليبي: »التوراة جاءت من جزيرة العرب«- بريوت- 1985.

)27( امل�سدر )25 (.

)28( هو الأديب �سفيق املو�سوي يف حفل تكرمي املوؤرخ الدكتور ابراهيم بي�سون يف

املركز ال�سالمي الثقايف يف بريوت بتاريخ 8/1/2010.

)29( الدكتور ح�سني موؤن�س: »التاريخ واملوؤرخون«- �س -197 دار الر�ساد- القاهرة

.2001)30( »النهار«/ »ال�سفري« بتاريخ 24/12/2009.

)31( ادمون �سعب يف »ال�سفري« بتاريخ 21/1/2010.

)32( فدوى ن�سريات: »امل�سيحيون العرب وفكرة القومية العربية«- بريوت �� مركز

درا�سات الوحدة العربية 2009.

اأبعاد للطباعة دار اأب��و زي��د- ك��رم«- �سركي�س )33( راج��ع كتاب »عروبة يو�سف بك

والن�سر- بريوت 1997.

يف األقاه خطاب العربي- الر�سول )ذك��رى البعث« �سبيل »يف عفلق: مي�سال )34(

اجلامعة ال�سورية يف دم�سق يف 5/4/1943(.

)35( فدوى ن�سريات: م�سدر �سابق

)36( دكتور م�سرة : م�سدر �سابق.

)37( حممد طعيمة يف »مواطنة ع�مر« )ال�سفري 11/1/2020(.

)38( من حديث اىل جريدة »كيهان العربي« اليرانية بتاريخ 14/3/1993.

)39( مي�سال عفلق : م�سدر �سابق.

)40( ن�سري ال�سايغ يف »اإقراأ با�سم فل�سطني اأول« )»ال�سفري« 4/1/2010(.

)41( »ال�سفري« 12/1/2010.

)42( »نهج البالغة« ج -4 مكتبة املثنى بغداد- ب.ت.

)43( »املجلة الدبلوما�سية«- العدد الأول- كانون الأ ول -2008 بريوت.

في�سل الول

طه ح�سني

مي�سيل عفلق

�سادف يوم الحد يف 11 اآذار اليوم العاملي للمغرتب اللبناين، مبوجب

2000، بناء لقرتاح العام ال��وزراء يف ت�سرين الول من قرار جمل�س

مع اجلالية هذه تكون وقد حينه. يف املك�سيك يف اللبنانية اجلالية

عدد قليل من اجلاليات يف بلدان الغرتاب هي الوحيدة التي حتتفل

باملنا�سبة، وفاء لآلف ال�سباب الذين غادروا قراهم ومدنهم يف الربوع

اللبنانية يف اأواخر القرن التا�سع ع�سر واأوائل القرن الع�سرين، بحثا

الذين الأوائ����ل ال���رواد ه���وؤلء ولأب��ن��ائ��ه��م. لهم اف�سل ع��ن م�ستقبل

ا�سبحوا الآباء والجداد ملاليني املتحدرين املنت�سرين اليوم يف ا�سقاع

الر�س.

يف لبنان يقت�سر الحتفال ال�سنوي عادة على نخبة قليلة من الفراد،

برفقة عدد من �سفراء دول اأمريكا الالتينية حول متثال املغرتب.

هذه ال�سورة املوؤ�سفة تعك�س تعاطينا جمموعات وافرادا، هيئات مدنية

و�سلطات ر�سمية مع هذه املنا�سبة التي ق�سد بها تكرمي هوؤلء اجلنود

الع��الم فحتى احل��دي��ث. لبنان ت��اري��خ يف واملتجاهلني، املجهولني،

اللبناين، على تنوعه، وغزارة مواده، ل يجد يف هذه الظاهرة املتاأ�سلة

وامل�ستمرة يف حياتنا، الهجرة والغرتاب، مو�سوعا ي�ستحق الهتمام

وال�سواء، رغم الدور الكبري الذي يلعبه مغرتبونا يف انعا�س القت�ساد

اللبناين عموما ويف حياة الآلف من الفراد والعائالت يف هذا البلد،

منذ ما يزيد على قرن من الزمان. يف هذا املو�سوع، كما يف غريه، يلقى

اللوم على الدولة، علما باأن ال�ساأن الغرتابي يعني كل اأ�سرة لبنانية

بالغرتاب اهتمامها عن ع��ربت اللبنانية الدولة وحا�سرا. ما�سيا

يف الدبلوما�سية البعثات ف��اأن�����س��اأت الول. ال�ستقاليل العهد منذ

بلدان بعيدة، لي�س للبنان م�سالح مبا�سرة معها، بغر�س التوا�سل مع

معهم. ومعنوية قانونية عالقة على وللحفاظ وابنائهم، املغرتبني

ن�سئت اجلامعة اللبنانية الثقافية يف العامل، ويف اواخر اخلم�سينيات اأ

وب��رغ��م ج��ه��ود وت�سحيات واغ���رتاب���ه. ل��ب��ن��ان ب��ني ال�����س��الت لتعزيز

الكثريين لجناح هذه املوؤ�س�سة، فان حت�سينها من موؤثرات ال�سيا�سة

اللبنانية كان م�ستحيال. ففعل البوؤ�س يف الروؤية، والنق�سام الفئوي

فعله، ف�سارت اليوم جامعات تفرق ول جتمع.

يبدو ال�ساأن الغرتابي، ككل �ساأن وطني، يتيما حني جتري مقاربته

بهذه ال�سفة. لكن احلما�سة تدب يف النفو�س، وحتتل املواقف املتناق�سة

الو�سع زاوي��ة فئوية. وه��ذا الم��ر من ال�سحف حني يطرح عناوين

البحث عن �سيغة خالقة، جتمع ول تفرق، وجتعل نناأى عن جعلنا

املنكوب للبلد وتتيح ب��ال��وط��ن، اأوث���ق �سلة على اللبناين الغ���رتاب

ب�سيق الفق، اأن ي�ستفيد من انت�سار لبناين وا�سع ومزدهر يف العامل،

�سيا�سيا واقت�ساديا وثقافيا و�سياحيا.

ال�سلة ف��ق��دوا باعتبارهم وجتاهلهم املتحدرين ماليني اه��م��ال ان

ذهني، ك�سل ع��ن وي��ن��م فئوية، منطلقات م��ن غالبا ي��اأت��ي ب��ال��وط��ن،

الذين ه���وؤلء وجت��اه اول، لبنان جت��اه بامل�سوؤولية، لل�سعور وغ��ي��اب

توظيف اأن علما اهمالها، على درجنا هائلة، ان�سانية ث��روة ي�سكلون

اجلهد واملال فيها من �ساأنه ان ياأتي مبردود مادي ومعنوي مهم للبلد

ال�سغري واهله حمليا وعامليا.

وحم��ادث��ات جل�سات ا�ستغرق ب��الغ��رتاب، العالقة مو�سوع معاجلة

كثرية يف عهود خمتلفة، والنتائج ظاهرة للعيان. فكم بعثة تعليمية

اأر�سلت اىل بلدان الغرتاب لتعليم العربية والتعريف بلبنان؟... وكم

ن�سئت لهذا الغر�س يف بلدان النت�سار الكثرية؟ بل ما هو عدد مدر�سة اأ

املنح املدر�سية واجلامعية، خا�سة ور�سمية، التي افادت اولد املغرتبني

اأو املتحدرين؟ وكم بعثة اعالمية حاولت تعريف اللبنانيني باأقاربهم

نتجت لتعريف املتحدرين يف ا�سقاع الر�س؟ وكم عدد الربامج التي اأ

بالر�س التي خرج منها اجدادهم؟

السفير نهاد محمود

عالقتنا باالغتراب:إشكالية مزمنة

ال�سلة فقدوا باعتبارهم وجتاهلهم، املتحدرين ماليني اهمال

بالوطن، ياأتي غالبا من منطلقات فئوية، وينم عن ك�سل ذهني،

وغياب لل�سعور بامل�سوؤولية، جتاه لبنان اوال.

42 / 4

3 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12 درا�سات

وملاذا مل تلق فكرة ان�ساء »بيت املغرتب« املتعدد الوظيفة من ا�ستقبال ال�سباب،

اىل تعليم العربية واللغات واقامة املوؤمترات واملعار�س والن�ساطات الثقافية

م��ادي��ا جم��دي��ة �ستكون اأن��ه��ا علما وي�سجعها، يتلقاها م��ن وال��ف��ول��ك��ل��وري��ة،

ومعنويا؟

لبلد اللبنانية اجلالية من هدية املك�سيك من جاء امل��غ��رتب... متثال حتى

انت�ساره اأن علما املحلية، الو���س��اط بع�س يف ال��رتح��اب يلق ومل الأج����داد،

ال��ذي تت�سف العالقة ي��زداد يف مدن كثرية، بعد ان ا�سبح رديفا لالغرتاب

به بال�سلبية والتق�سري، رغم امل�ساعر ال�سادقة التي تعرب عنها اغاين فنانينا

الكبار.

العاطفي العامل يعد مل ال��وق��ت. م��ع تتغري بالنت�سار العالقة طبيعة ان

جم��دي��ا ب��ني اب��ن��اء اجل��ي��ل ال��ث��ال��ث اأو ال��راب��ع م��ن امل��ت��ح��دري��ن. معهم ينبغي

اآلف ل�ستقطاب لبنان مركزا امل�سلحة، مبا يجعل من الهوية مع مزاوجة

فر�س التبادل القت�سادي والتجاري بني املنطقة العربية والعامل. ففي ع�سر

ميثلهم ومن العمال رج��ال بني فعالة توا�سل �سبكات ان�ساء ميكن العوملة

من غرف جتارة واأعمال تقوم بتوفري الفر�س املجزية، بتفعيل العالقة مع

الآلف من اأ�سحاب امل�سالح يف بلدان العامل املختلفة. بدل الختالف على من

ميثل من يف قامو�سنا املحلي ال�سغري.

اإ�سراك يقت�سي وطني، ك�ساأن العامل يف اللبناين النت�سار مع التعامل اإن

للمقيمني ملمو�سة نتائج حتقيق اىل ال��ه��ادف اجل��ه��د يف ك��ث��رية ق��ط��اع��ات

ت�سق ل��الغ��رتاب وطني جمل�س اإن�����س��اء فكرة اإن وامل��ت��ح��دري��ن. وللمغرتبني

طريقها نحو التحقيق، يف الدوائر الر�سمية املعنية. فع�سى اأن نتجنب اأخطاء

املا�سي واحلا�سر، باإ�سراك الهيئات الر�سمية، والوزارات املعنية وهيئات املجتمع

للمغرتبني �سادق متثيل اىل بال�سافة فيه الإعالمية واملوؤ�س�سات امل��دين،

الن�ساطات لتغذية مايل �سندوق وتاأ�سي�س القارات، خمتلف يف واملتحدرين

وامل�ساريع الكثرية التي ت�سهم يف توطيد العالقة بني لبنان املقيم واملغرتب.

الدبلوما�سية البعثات اأداء ومراقبة تفعيل مع ذلك يرتافق اأن املفيد ومن

والقن�سلية، وتوظيف الإمكانات املتوافرة اأ�سوة مبا تقوم به دول كثرية.

تعطي اأن �ساأنها من العامل، يف اللبناين الوجود ملو�سوع خالقة مقاربة اإن

نتائج ملمو�سة للبلد ال�سغري واأهله، وهو الذي ما زال ي�سدر طاقاته ال�سابة،

ول ي�ساأل.

فليكن تفكرينا يف الغرتاب على قدر ات�ساعه وتاألقه، ولنكف عن حماولت

اأدرى اأنف�سهم يعتربون واملتحدرون فاملغرتبون لأه��داف �سغرية. م�سادرته

حققوا هم بائ�سة. فولكلورية كظواهر تبدو متثيلهم ادع���اءات ب�سوؤونهم.

معهم، التوا�سل �سبل ايجاد املطلوب املجالت. خمتلف يف جملية اإجن��ازات

�سورة لبلدنا يعطي مب��ا جمتمعاتهم، يف املتميزة مكانتهم م��ن والف����ادة

م�سرقة ودورا مميزا، بدل التقوقع وامل�سكنة التي ن�سبغها على الوطن العزيز،

مبا يعك�س الف�سل الداخلي وطنيا، واملتناق�س مع النجاح الكبري عامليا.

ن�سب املغرتب اللبناين

مر�سح جتاهل ب��ل جهالة، يكت�سف اأن اإن�����س��ان اأي على �سعبا لي�س

لرئا�سة الدولة الأكرب والأقوى ل�سعب ا�سمه »الفل�سطينيون«، وكاأن

يتعلم يف التاريخ، ومل كتب ول القدمي العهد يقراأ الكائن مل ه��ذا

املدار�س واجلامعات اي �سيء عن �سيدنا اإبراهيم او ابرهام يف لغتهم.

تاريخ الم��ريك��ي ال�سعب ي��زي��د جتهيل ان ي��ري��د املر�سح ه��ذا وك���اأن

الن�سانية وبع�س �سعوب العامل وح�ساراتهم التي بداأت- على ما جاء

النهرين، وكذلك ما عا�سته ح�سارات الكتب- يف منطقة ما بني يف

اأي فل�سطني والردن و�سوريا ولبنان... مدين- اأر�س الكنعانيني يف

عدا عن احل�سارة الفرعونية!

اخ��رتاع بعيد ح��د اىل ي�سبه نظرنا ويف اخ����رتاع... فل�سطني �سعب

ن�سوء قبل كان لكنه امللح... وا�ستعمال وال�سابون- وال��دولب النار

ا�سرائيل!

اجل��م��ه��وري امل��ر���س��ح غينغريت�س ن��ي��وت ال�سيد ان يف اب����دا ن�����س��ك ل

للرئا�سة المريكية ي�ستغبي �سعبه قبل ان ي�ستعدي اكرث من ن�سف

�سكان العامل.

من ج��اء اإبراهيم اأن يجهل املثقف املتح�سر العامل يف اأح��د من ما

اليوم فل�سطني م��دي��ن: ار����س اىل ال��ن��ه��ري��ن( ب��ني )م��ا اأور مدينة

وكل ارا�سيها وا�سحاب اهلها هم �سكان، فل�سطني يف كان وبالطبع

ما فيها. واإن مو�سى عندما ا�ستح�سر بني يهوديته من م�سر... مل

يتجراأ من معه على دخول فل�سطني- ملاذا؟ لأن فيها قوما جبارين!

اإن���ا ه��ا هنا قاعدون اأن��ت ورب��ك فقاتال. اإذه���ب ل��ه �سراحة: وق��ال��وا

)�سورة املائدة الآية 22- 24 وخال�سته من العهد القدمي(.

ك�سب اأج��ل م��ن ال�سهيونية اع��ت��اب على املت�سول ه��ذا ن�ساأل لذلك

ا�سواتهم يف النتخابات الرئا�سية املقبلة: هل ان جتاهل التاريخ يجعل

ي�سدقون املتهودين- بالأحرى او العامل- اليهود يف وحتى النا�س-

فل�سطني يف خ�سو�سا ال��ع��امل- ي��ه��ود فجميع العلني؟ ال��ك��ذب ه��ذا

يف ت�سعني تقارب باأكرثية فهم وف�سلهم. اأ�سلهم يعرفون املحتلة

امليالدي يف ال�سابع القرن اأ�سل خ��زري! تهودوا يف املئة )90 %( من

منطقة ت�سمى خزاريا وتقع بني بحر قزوين والبحر الأ�سود... لذلك

اليهودية كدين... باعتناق اإل ب�سعب مو�سى، لي�سوا على �سلة فهم

اأو كوطن! فماذا يجمع الفال�سا واخلزري والرو�سي ولي�ست ك�سعب

والوكراين، و�سواهم غري املذهب؟ ونذكر انه يف العام 1978 �سدر عن

Les جمعية ال�سداقة الفرن�سية العربية درا�سة عن �سعب فل�سطني

philistins الذين كانوا ي�سكنون تلك البالد )فل�سطني اليوم( قبل قدوم اإبراهيم. واإن من ق�سدهم اأهل مو�سى العائدون معه يف م�سر:

كانت قبل الحتالل التي فل�سطني �سعب كانوا بالقوم اجلبارين...

ال�سهيوين ار�س اللنب والع�سل )بح�سب ما جاء يف الكتب املقد�سة(...

ال��دم��ار ار����س اىل امل��ا���س��ي ال��ق��رن منت�سف يف ال�سهاينة وح��ول��ه��ا

واخلراب والدماء والتهجري والج��رام وبقر بطون احلباىل! هوؤلء

هم من ينت�سب اليهم فكريا اأو فعليا ذلك املر�سح اجلاهل املتجاهل...

ا�سوات ل�ستجالب ما لفظيا اخ��رتاع��ا يريد املر�سح ه��ذا ك��ان ف��اإذا

ونعتربه ال�سيا�سي- ال��ب��غ��اء ي��ق��ارب ه��ذا فعمله ال��ي��ه��ود، الناخبني

له... وا�ستغباء املتحدة الوليات الن�سانية وب�سعب بالقيم ا�ستهتارا

بل واحتقار لثقافة ومعرفة معظمه.

العادل امل�ستقيم الفكر و���س��ادة ال���راأي وا�سحاب املثقفني واج��ب اإن

و�سل مدى اأي اىل ووطنهم جلدتهم لأبناء يك�سفوا ان امريكا، يف

الت�سليل والتهويد يف الفكر المريكي. ويجب ان يعلموا اأن ما �سيع

للتاريخ وت��زوي��ر ه��و غ�س الب��ن بو�س اي��ام اجل���دد« »املحافظون ل��ه

ح�سارة من العامل يف كان اذا انه يعلموا ان ويفرت�س الن�ساين...

الو���س��ط: ال�سرق الكبري: ال��وط��ن ه��ذا ك��ان منبعهما ف���اإن وثقافة

مدين... فل�سطني- �سوريا ولبنان- العراق من دون ان نن�سى اإطالقا

ما قدمته احل�سارة الفرعونية على مدى قرون من الزمن لالن�سان

ولالن�سانية: ح�سارة وثقافة واديان �سماوية وعلوم!

ت�سرق اأي���ن م��ن ت��ع��رف ف��ع��ال ك��ن��ت اذا غينغريت�س، لل�سيد ون��ق��ول

ال�سم�س، فعليك ان تعرف من اأين اأ�سرقت ح�سارات العامل. واذا كان

اهل هذه املنطقة قد احجبت عنهم �سمو�س املعارف احلديثة... فذلك

كان من فعل ا�ستعمارات ع�سكرية وفكرية وثقافية وان�سانية!

السفير عبد اللطيف مملوك

بين الجهل والتجاهل!

نيوت غينغريت�ش

يف ال�سهيونية للمنظمة منتدى ال��ف��ائ��ت، ال��ث��اين ت�سرين يف اآي��ر���س بيون�س يف عقد

الرجنتني بعنوان »املعاداة احلديثة لل�سامية«. وح�سره حكام »الوكالة اليهودية من اأجل

ا�سرائيل« يف العامل. وهو عقد للمرة الأوىل خارج ا�سرائيل. ووجهت املنظمة ر�سالة اىل

ا�سرائيل، املوؤمتر هي تعبري ت�سامني مع امل�ساركة يف ان اليهودية معتربة كل اجلالية

للجي�س الكورال فرقة وح�سرت �ساليط. جلعاد ال�سرائيلي للجندي تكرميا وت�سكل

ال�سرائيلي. كذلك ح�سر ممثلون عن اجلالية اليهودية من دول خمتلفة من العامل،

ا�سرائيل بينهم دان مرييدور وناتان ت�سارن�سكي ورئي�س املنظمة ال�سهيونية ووفد من

العاملية ابراهام دوفديغاين وم�سوؤول الأن�سطة ال�سهيونية »ملجموعات ال�ستات« غو�ستي

غرابريمان.

يف هذا الطار، ن�سر بيان للمنظمة على الإنرتنت ا�سار اىل ان املنتدى �سيناق�س معاداة

اىل اإ�سافة اليه، التعرف وكيفية ج��ذوره والعربي: ال�سالمي اجلانب من ال�سامية

معاداة ال�سامية يف النرتنت. وقال ان املحا�سرين هم اكادمييون معروفون وقادة راأي

ح�سروا خ�سي�سا من ا�سرائيل.

ما هو الرد العربي على هذا املوؤمتر؟

من اكرث بني اأرجائه يف القائم بالتعاي�س ميتاز دميقراطي بلد �سك، ول الرجنتني

العربية اجلالية �ساركت وقد ال�سماوية. الديانات كل اىل اإ�سافة خمتلفة، اأتنية 64

با�ستمرار يف كل الأن�سطة التي تعمق التالحم الجتماعي والت�سامن بني ال�سكان، ومل

يبدر منها يف اي يوم اأي ممار�سة متييزية �سد التنيات والديانات الأخرى مبا يف ذلك

اليهودية.

بيون�س يف �سيما ل الرجنتني، يف وفاعلة كبرية يهودية جالية ثمة ان املعروف وم��ن

اآير�س العا�سمة، ت�سم عددا كبريا من اأ�سول عربية �سورية ومغربية ولبنانية وغريها،

اإن�ساء ا�سرائيل دفعت اإل ان وكان اليهود من املوؤ�س�سني للجمعيات ال�سورية واللبنانية،

على حافظتا اجلاليتني لكن العربية. املوؤ�س�سات مع العمل عن النكفاء اىل ب��ه��وؤلء

عالقات �سلمية.

وطاملا �سعينا ك�سفراء عرب اىل اأن نوؤكد يف كل منا�سبة احرتامنا خ�سو�سية الرجنتني

وعدم التدخل يف �سوؤونها. لكنني راأيت ب�سفتي عميدا لل�سلك العربي، اأن هذا املوؤمتر ل

مي�س مب�ساألة داخلية يف الرجنتني، اإل من حيث ال�سكل، اأي جلهة منح الإذن بانعقاده.

فموا�سيعه ت�سيب كل عربي وكل بلد عربي. وعليه حملت املو�سوع اىل جمل�س ال�سفراء

تغيري ب�سبب املو�سوع يف البحث تاأجيل اىل وا�سطررت معه، التعاطي ب��رودة فهالني

ال�سلطة الذي كان منتظرا. لكنني فور اإعادة تنظيم وتوزيع املهمات يف وزارة اخلارجية

عليه للموافقة حم���ددا اق��رتاح��ا ال�سفراء جمل�س اىل وق��دم��ت امل�ساألة اث��رت اأخ����ريا،

اأير�س حول ورفعه اىل جامعة الدول العربية، يطلب عقد موؤمتر للجامعة يف بيون�س

النتهاكات واجلرائم ال�سهيونية �سد الن�سانية يف فل�سطني والدول العربية الخرى.

ويل ثقة يف اأن الرجنتني لن تعار�س هذه اخلطوة، بل لعلها اخلطة العلمية الوحيدة

للرد على ذلك املوؤمتر.

اآراب« اىل تعميم ر�سالة حتذر من من جهة اخ��رى، انربى احتاد اجلمعيات العرب »يف

خطورة املوؤمتر. وذهب املركز ال�سالمي بعيدا حيث كتب رئي�سه �سمري �سالح اىل املنظمة

هشام حمدان )�صفري لبنان يف الأرجنتني(

المؤتمر الصهيوني في بيونس آيرس

ال�سهيونية يف الرجنتني، حمتجا على اعمال التمييز التي تقوم بها

املنظمة، ومعتربا انها حتر�س على الكراهية وت�سجيع ال�سطهاد �سد

جمموعة من ال�سخا�س ب�سبب الدين والعرق واجلن�سية وت�ستهدف

حتديدا اجلالية ال�سالمية والعربية يف الرجنتني، ما ميثل انتهاكا

املركز وه���دد التمييزية. ب��الأع��م��ال املتعلق 23592 ال��ق��ان��ون لأح��ك��ام

باتخاذ اإجراءات جنائية اذا مل يتم الرتاجع عن هذه املوا�سيع. كذلك

ا�سدر بيانا اإعالميا يدين ب�سدة ا�سفاء الطابع املوؤ�س�سي للكراهية �سد

ال�سالم والعرب. واعترب ان كل �سخ�س ي�سارك يف املنتدى، �سواء كان

م�سوؤول ر�سميا ام ل، يوؤيد بح�سوره هذا التمييز. واملركز ال�سالمي

مركز مرموق يحظى باعرتاف ال�سلطات الر�سمية واحرتام املجتمع

دي كري�ستينا الدكتورة اجلمهورية رئي�سة زارت��ه وق��د الرجنتيني.

كريت�سرن اأكرث من مرة، للتاأكيد على احرتامها للجالية ال�سالمية.

كما انربى عدد من الرموز اليهودية كاأنخيل كوهان وغريه لرف�س

ب��اأن الرج��ن��ت��ني امل��ف��ك��ر ادري����ان �سالبوت�سي م��ذك��را امل��ن��ت��دى. وك��ت��ب

الرجنتني هدفا اج��زاء من و�سعوا كانوا الوائ��ل ال�سهيونية رم��وز

على الم��ر خطورة اىل �سحافيون ونبه عليها. دولتهم لإن�ساء لهم

التعاي�س ال�سلمي بني ابناء املجتمع الرجنتيني وت�ساءلوا عن توقيته

اإذ ياأتي يف وقت تتعزز فيه العالقات الرجنتينية العربية.

لكننا بينهم وزير اخلارجية. املنتدى، ومن ح�سر م�سوؤولون يف هذا

نثق يف انهم ح�سروا ب�سفتهم ال�سخ�سية او لأ�سباب بروتوكولية، لأن

الرجنتني من الدول البارزة يف مناه�سة كل ا�سكال التمييز.

من املحزن اأن ي�سدر بيان لل�سهيونية من بيون�س اأيري�س ي�سري اىل

امل�سلمني والعرب كنموذج جديد ملعاداة ال�سامية بعد النموذج النازي.

�سيكون البيان قاعدة للعمل ال�سهيوين يف العوام املقبلة، و�سنذكره

يف قراءاتنا كما نقراأ بيان املوؤمتر ال�سهيوين يف بازل. لكن من املوؤ�سف

اننا يف العربية للرد ول �سيما العرب واجلامعة اذا مل يتحرك اكرث

زمن خمتلف مل يعد فيه العرب مك�سر ع�سا. اإ�سافة اىل ان الرجنتني

لن تبخل بحق الرد على العرب �سواء لعالقات ال�سداقة التي تربطها

باإقامة خاللها م��ن �سمحت التي ذات��ه��ا امل��ب��ادئ منطلق م��ن او بهم

املنتدى ال�سهيوين.

يهود

يف بيون�ش اآير�ش

قراءات46

/ 47

ISSUE

13 / M

arch

2012

قراءات48

/ 49

ISSUE

13 /M

arch

2012

نبداأ من البداية. والبداية تقت�سي التذكري باأن ما يجري منذ اآذار

2011 لي�س فقط �سراعا داخليا �سوريا على ال�سلطة، وامنا هو اأي�سا

اأكرث من ن�سف ال�سراع )اخلارجي( عمره �سوريا. هذا �سراع على

ال�ستينيات مطلع حتى عربيني حم��وري��ن ب��ني انح�سر وق��د ق��رن،

)امل��ح��ور ال��ع��راق��ي- الردين وامل��ح��ور امل�����س��ري- ال�����س��ع��ودي( قبل اأن

1963. وقد ظل على هذا يتحول اىل �سراع دويل اعتبارا من العام

النحو حتى ان�سحبت م�سر من املواجهة مب�ساحلة ا�سرائيل )1977-

اىل النظام رك��ائ��ز فتحولت ال�سوفياتي، ال���دور ت��راج��ع ث��م ،)1979

ركيزتني اأ�سا�سيتني: الوظيفة اأو الوظائف التي يتطوع لها مل�سلحة

الوليات املحدة، واحلفاظ على ا�ستقرار اجلبهة مع ا�سرائيل، حتت

�سعار املقاومة واملمانعة. ويف ت�سعينيات القرن الفائت، وبعدما تقهقر

مواجهة يف بايران عالقته النظام وثق ال�سدامي، العراقي ال��دور

العراق، ثم يف مواجهة �سائر العرب.

ولي�س �سرا ان العالقة بني دم�سق ومو�سكو )يف الزمن ال�سوفياتي(

الو�سع مل واأن زع��ني، اأي��ام حكومة يو�سف 1966 العام تعمقت منذ

على حافظ ال��ذي )1970( الأ���س��د حافظ انقالب مع كثريا يتغري

لكنه خا�سة، ب�سورة الت�سليح م�ستوى على بال�سوفيات، عالقاته

حر�س على رعاية امل�سالح الأمريكية يف املنطقة، يف اكرث من موقف

وال��ده ومل يعدل فيها �سيا�سة الب��ن الأ���س��د او منعطف. وق��د ورث

�سقوط ن��در. م��ا اإل يف اخل��ارج��ي��ة، التحالفات م�ستوى على ك��ث��ريا

�سدام ح�سني اأعاد فتح باب العالقات ال�سورية - العراقية بعد قطيعة

ث��الث��ة ع��ق��ود، واغ��ت��ي��ال رف��ي��ق احل��ري��ري ا���س��ط��ره لالن�سحاب من

لبنان... والنفتاح العري�س على تركيا مت مببادرات تركية يف الوقت

الذي كانت دم�سق ت�سعى اىل ا�ستئناف املفاو�سات مع ا�سرائيل.

هذه التغريات اأو النعطافات التي ح�سلت يف مطلع الألفية الثالثة،

ويقول ال�سبعينيات، مطلع منذ النظام ثوابت يف الكثري تبدل مل

سوريا: لعبة االنتظار

نقاط القوة ونقاط الضعف في النظام األسدي

االحتجاج حركة على م�ست �سنة

ال�سورية، بف�سولها ال�سلمية والدامية،

العالمة وال��ع�����س��ك��ري��ة. ال�سيا�سية

الفارقة يف االأزمة املت�ساعدة اأن اأيا من

القوى االقليمية اأو الغربية، مل تظهر

للتدخل جديا ا�ستعدادا االآن حتى

املبا�سر من اأجل ح�سم النزاع، والذين

نزلوا اىل ال�سارع من ال�سوريني، مدنيني

وجمموعات اجلي�س ع��ن ومن�سقني

م�سلحة، وحيدون يف املواجهة.

هي وم���ا ال�����س��راع ي��ت��ج��ه اأي����ن اإىل

التي واخلارجية الداخلية العوامل

امل��اأزق يقود ه��ل مندرجاته؟ حتكم

الداخلي ال�سرخ تعميق اىل ال�سيا�سي

وحتويله اىل حرب اأهلية طويلة؟ ما

الرتكية، العربية، اخل��ي��ارات �سقف

االأمريكية االأوروب���ي���ة، االي��ران��ي��ة،

للموقفني الت�سدي يف واالأطل�سية

وهنا ث���م، وال�����س��ي��ن��ي... ال��رو���س��ي

�سوريا، دخلت ه��ل الكبري: ال�����س��وؤال

الت�سرذم مرحلة ككل، املنطقة ومعها

ر�سم اعادة منها يراد التي والتق�سيم

اخلريطة اجليو�سرتاتيجية يف ال�سرق

االأو�سط؟

فؤاد حبيقة

للرئي�س ال��ذات��ي��ة ال�����س��رية وا���س��ع �سيل ب��ات��ري��ك

ح��اف��ظ الأ����س���د )ال�������س���راع ع��ل��ى ����س���وري���ا: ���س��راع

وفاة بعد اجل��دي��دة النقلة حدثت لقد الخ���وة(:

الرئي�س حافظ الأ�سد وخالفة ابنه له، فقد غزت

ال��ولي��ات امل��ت��ح��دة ال��ع��راق، فح�سم ال��ن��ظ��ام اأم��ره

قبل واأ نفوذها، ومناطق وحلفائها اإي��ران ل�سالح

مثل اإي��ران، بل قبلها، على التجاذب مع الوليات

ال��ولي��ات وردت ل��ب��ن��ان، ال���ع���راق ويف امل��ت��ح��دة يف

املتحدة ب�سحب التكليف منه ب�ساأن لبنان )القرار

1559(، ومطالبة النظام ال�سوري بتغيري �سلوكه.

لكنه من الوا�سح اأن اخلالف ال�سوري- الأمريكي

حول غزو العراق، مل يبدل الكثري يف طبيعة التعاطي الأمريكي مع

دم�سق، ومع نظام الرئي�س ب�سار الأ�سد بالتحديد، بدليل اأن وا�سنطن

توافر ع��دم الأول �سببان: وال�سبب اإ���س��ق��اط��ه. على ي��وم��ا تعمل مل

توافر والثاين عدم الأمريكية، ال�سيا�سات مع يتعاطف بديل جاهز

ال�سمانات الكافية باأن النظام البديل �سوف يحر�س على ال�ستقرار

الذي ت�سهده اجلبهة ال�سورية- ال�سرائيلية منذ العام 1973، رغم اأن

�سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي ل تزال اأر�سها حمتلة من

جانب ا�سرائيل.

الفائت، القرن �سبعينيات اأوا�سط منذ النظام، رهانات كانت وهكذا

ترتكز على اأن لي�س هناك م�سلحة اقليمية اأو دولية يف تغيريه. ثم ان

حتالفه الوثيق مع ايران اأمن له قوة اإ�سافية هي مبثابة مظلة واقية

والوليات ا�سرائيل على الوا�سع ال�سالمي العرتا�س مواجهة يف

1981 العام الك�سندر هيغ يف اأنه منذ حل اجلرنال املتحدة. والواقع

اىل و���س��ول الأ���س��د، حافظ الرئي�س اىل الأمريكية املطالب لئحة

ال�سيا�سات ك��ان��ت ،2006 ال��ع��ام ل��ب��ن��ان يف ع��ل��ى ال���س��رائ��ي��ل��ي��ة احل���رب

ال�سيا�سة وكذلك احل���وار، مبداأ على تقوم �سوريا جت��اه الأمريكية

ال�سرائيلية. منذ عهد بو �س الثاين )بو�س البن( جتنبت وا�سنطن

ا�ستعمال القوة ملعاقبة �سوريا، وامتنعت عن ال�سعي لتطبيع عالقاتها

ال�سيا�سات على �سجلتها التي امل��اآخ��ذ كل رغ��م كاملة، ب�سورة معها

باراك واي��ران. وعندما و�سل والعراق وفل�سطني لبنان ال�سورية يف

اإل يف بع�س امل�����س��ار ي��خ��رج ع��ن ه��ذا اأوب��ام��ا اىل البيت الأب��ي�����س مل

الأح��داث اأعقاب يف تبلورت التي الأمريكية واخل��ي��ارات التفا�سيل،

الأخرية، وبعد م�سي �سنة كاملة على تفاقم هذه الأحداث، اقت�سرت

حتى الآن على اغالق ال�سفارة يف دم�سق واعادة جميع موظفيها اىل

الن�سانية« »امل�سوؤوليات حول داخلي نقا�س وعلى املتحدة، الوليات

�سوريا، من تكرب يف التي املاأ�ساة مع التعامل الأمريكية يف ل��الدارة

دون اأن ترقى اىل قرار موؤثر يف جمرى الأحداث.

ومي��ك��ن ال����س���ت���دلل اىل اخل���ط���وط ال��ع��ري�����س��ة ال��ت��ي حت��ك��م م�����س��ار

ورق��ة مراجعة ع��رب ال�سرائيلية ال�سورية- الأم��ريك��ي��ة- العالقات

�سابان ع��ن مركز ال�����س��ادرة )2009 اآذار /19 ال��رق��م )ال��ورق��ة حتليل

ال�سرق الأو�سط يف معهد بروكينغر، وهو م�سار مل يتبدل ل�سيا�سات

منذ ذلك التاريخ. نقراأ يف الورقة: �سهدت طبيعة العالقة الثالثية

بني الوليات املتحدة واإ�سرائيل و�سوريا حتول خالل الأ�سهر الأخرية

من �سنة 2000 والأ�سهر الأوىل من 2001، اإذ اأثرت التغريات ال�سيا�سية

املحلية لهذه الدول على �سيا�ستها اخلارجية. يف �سوريا، تويف حافظ

�سنوات �ست بقي ال��ذي ب�سار ابنه وخلفه 2000 ح��زي��ران يف الأ���س��د

ي�ستعد لت�سلم احلكم، وذلك بعد موت اأخيه با�سل يف حادث مفاجئ.

تعزيز يف �سعوبة وج��د ب�سار اأن اإل ال�سلطة، انتقال �سهولة ورغ��م

قوته وتثبيت �سلطته جتاه �سركاء اأبيه وبدا �سعيفا يف مقاربة القوى

املحلية والقليمية. يف الوقت نف�سه، توىل جورج بو�س البن ال�سلطة

اأن ادارة وقام بتفكيك فريق ال�سالم يف وزارة اخلارجية اعتقادا منه

كلينتون اهدرت وقتا كبريا يف عملية ال�سالم ال�سرائيلية- العربية،

والتي انتهت بانهيار كامل، فقام باإغالق مكتب املن�سق اخلا�س لل�سرق

�سوؤون الأو�سط اىل مكتب ال�سرق �سيا�سة واأع��اد م�سوؤولية الأو�سط،

ال�سرق الأدنى، يف اإ�سارة اىل اأن عملية ال�سالم مل تكن اأولوية يف اإدارة

بو�س.

ق�سوى. اأهمية الأو�سط ال�سرق �سيا�سة ا�سرتاتيجية لنقالب كان

وال�ستقرار التهدئة مفاهيم على كلينتون ادارة �سيا�سة بنيت فلقد

هذا معاجلة اىل بال�سافة وذل���ك ال���س��رائ��ي��ل��ي، ال��ع��رب��ي- لل�سراع

ال�سراع الطويل لتاأمني منطلق ثابت وقوي للتعامل مع التحديات

الأمنية الكبرية من قبل ايران والعراق. يف املقابل عك�ست ادارة بو�س

وال�سيا�سة الفكر على وبنتها الأو���س��ط ال�سرق يف كلينتون �سيا�سة

الواقعية ما جعل تغيري الأنظمة اأي الطاحة بالأنظمة الراديكالية

تظاهرة موؤيدة لالأ�سد

قراءات50

/ 51

ISSUE

13 /M

arch

2012

دميقراطية باأنظمة وا�ستبدالها وال��ع��راق اي���ران يف والدكتاتورية

معتدلة هدفا مبدئيا لها.

النتخابات، ب��اراك اأيهود ال��وزراء رئي�س ا�سرائيل، فقد خ�سر اأما يف

النتفا�سة على بالتغلب اأولوياته حدد ال��ذي �سارون اآرييل وخلفه

الثانية، ثم ايجاد معادلة قابلة للتطبيق تعالج امل�ساألة الفل�سطينية،

وحتول يف الوقت نف�سه دون اأي ان�سحاب من اأرا�سي 1967 اأو تق�سيم

القد�س. كما اأنه بقي معار�سا وبقوة لفكرة الن�سحاب من مرتفعات

اجلولن، وهذا ما انعك�س يف عدم اهتمامه بامل�سار ال�سوري. وقد جرت

حماولتان ملتابعة املفاو�سات مع ا�سرائيل وبتاأييد من قيادات النظام

ال�سوري وذلك يف حماولة منها لراأب ال�سدع يف عالقتها مع الوليات

�سوريا اطلقت كذلك الدبلوما�سية. عزلتها من واخل���روج املتحدة

بيانات عنيفة منذرة باللجوء اىل القوة، وا�ستمر »حزب اهلل« يف بناء

تر�سانته ال�ساروخية... اإل اأن �سارون ا�ستمر يف �سيا�سة العزلة ل�سوريا

حماكيا بذلك ادارة بو�س.

ت�سيف الورقة التحليلية: كان ت�سميم �سيا�سة خا�سة ب�سوريا تعالج

فتجنبت بو�س، لإدارة حتديا فعال ب�سكل واملعقدة الكثرية الق�سايا

لت�سوية ال�سعي ورف�ست جهة، م��ن �سوريا ملعاقبة ال��ق��وة ا�ستعمال

ال�سغط على ب��و���س ادارة اأخ���رى. فقد ح��اول��ت م��ن جهة ال��ع��الق��ات

�سوريا، خ�سو�سا بعد ا�سقاط �سدام، عرب تهديدات تكاد تكون وا�سحة

اأيار يف �سوريا ب��اول كولن زار كما �سلوكها. لتغيري القوة با�ستعمال

2003 وطالب بتغيري �سيا�سات �سوريا. يف املقابل، وعد الأ�سد بت�سوية

الوعود اجن��ازا حقيقيا خالفاته مع وا�سنطن، لكن مل تنعك�س هذه

على ار�س الواقع، ما اأحرج الوليات املتحدة الأمريكية، اذ تبني ان

ال�سغوط التي مار�ستها هي جمرد تهديدات فارغة. وقد �سعرالأ�سد

حتقيقات با�ستعمال وذل���ك ل�سقاطه، ت�سعى ك��ان��ت ب��و���س ادارة اأن

ا�سا�سية لهذه ك��اأدوات ان�ساء حمكمة دولية اغتيال احلريري وتوقع

جعلها العراقي امل�ستنقع يف املتحدة ال��ولي��ات غ��رق لكن ال�سيا�سة.

الأ�سد اأدرك وعندما ال�سيا�سة. ه��ذه عن تتخلى

الغتيالت من �سل�سلة ح�سلت ه��ذا، وم�ساعدوه

ال�سيا�سية ملعار�سي �سوريا يف لبنان.

نحو على تت�سرف او تتكلم بو�س ادارة تكن مل

واح�����د، وه�����ذا ك����ان م���ن اأك�����رث ال��ع��ي��وب امل��ح��رج��ة

ل�������الدارة. ف��ق��د ت��ب��ن��ى ال��ب��ي��ت الأب���ي�������س وجم��ل�����س

الأمن القومي موقفا اأق�سى من وزارة اخلارجية.

ولية نهاية حتى ال�سيطرة يف ال�سقور وا�ستمر

بحكمة بو�س راي�س كونداليزا اأقنعت حني بو�س

اىل بالن�سبة اأم��ا �سوريا. احل��وار مع فتح ب��اإع��ادة

دور ا�سرائيل يف التوتر ال�سوري- الأمريكي، فقد

لها باليعاز وذلك �سوريا ملعاقبة ا�سرائيل ا�ستخدام امريكا حاولت

بتو�سعة عدوانها يف حرب 2006 لي�سمل �سوريا. وقد �سرح اأحد كبار

املوظفني ال�سرائيليني اي�سا، ان ال�سوريني ا�ستعدوا لطالق �سواريخ

يف اجتاه ا�سرائيل واهداف اأمريكية يف العراق يف اأوج الأزمة ال�سورية-

الأمريكية يف �سنة 2005.

يف غمرة هذه التجاذبات او�ست جلنة بيكر- هاميلتون بالتعامل مع

�سوريا، ملا يف ذلك من م�سلحة للطرفني. ف�سوريا قادرة على امل�ساهمة

يف تهدئة الو�سع يف العراق ولها م�سلحة يف جتنب الفو�سى هناك.

كما �سجعت اللجنة التزاما امريكيا بعملية �سالم عربية- ا�سرائيلية

ت�سمل مفاو�سات ا�سرائيلية- �سورية ورغم رف�س ادارة بو�س لتو�سيات

اللجنة جرى ات�سال مع ال�سوريني لبحث الق�سية العراقية ما عك�س

اعتدال يف �سيا�سات ادارة بو�س يف ال�سنتني الأخريتني من وليته.

وقامت الدميقراطية نان�سي بيلو�سي، املتحدثة با�سم جمل�س النواب

2007. وقد �سبقتها زي��ارة اىل العام الأمريكي، بزيارة اىل دم�سق يف

با�سم املتحدثة ات���زك، ودال��ي��ا اأومل���رت م��ن ك��ل �سجع ا�سرائيل، حيث

بو�س ادارة حفيظة اث���ار م��ا ل�سوريا الأم��ريك��ي��ة ال��زي��ارة الكني�ست،

وا�سطر اوملرت للرتاجع عن موقفه. كما جرى عدد من الت�سالت

الخرى بني �سوريا والوليات املتحدة، منها م�ساركة �سوريا يف موؤمتر

راي�س وليد التقت ا�سرائيلي لالأمريكيني. كما انابولي�س وبت�سجيع

املعلم، وزير اخلارجية ال�سوري، قبل انابولي�س يف تركيا يف العام 2007

وعلى هام�س انعقاد الهيئة العامة لالأمم املتحدة اي�سا يف العام 2008.

لكن مل ير�س بو�س، املعار�س ل�سوريا والأ�سد، عن هذه اخلطوات بل

ا�ست�ساف، يف املقابل، معار�سني �سوريني يف مكتبه البي�ساوي واعرب

اي�سا لأوملرت عن عدم ر�ساه عن مواقف ا�سرائيل جتاه �سوريا وهاجم

هذه الأخرية خالل اجتماع الهيئة العامة لالأمم املتحدة.

وم���ا ل ���س��ك ف��ي��ه، ان ال�����س��رب��ة الأم��ريك��ي��ة مل��وق��ع ت��اب��ع ل��ل��ق��اع��دة يف

... ومعار�سة

ت�سرين يف �سوريا �سرق �سمال

م��ن وال���ق���ري���ب 2008 الأول

غاية ك��ان��ت العراقية احل���دود

اللعبة ك�سفت اذ الأه��م��ي��ة، يف

امل����زدوج����ة وامل���ع���ق���دة ل�����س��وري��ا

وفجرت ردا �سوريا غا�سبا.

وكما يف وا�سنطن كذلك يف تل

�سار ،2006 ال��ع��ام ففي اأب��ي��ب،

اومل����رت ع��ل��ى خ��ط��ى ���س��ارون يف

موقفه الراف�س جتديد املفاو�سات مع �سوريا وفكرة ت�سوية اخلالف.

لكن �سرعان ما ادرك اوملرت ان رف�سا �سريحا لعرو�س خ�سمه لي�س

ال�سروط من ب�سل�سلة جوابه واردف ع��اد ل��ذا احلكيمة. بال�سيا�سة

اومل��رت بتزويد ملوقفه ب��و���س تعديل �ساعد كما امل��ف��او���س��ات. ملتابعة

بف�سحة دبلوما�سية ا�سافية للبدء باملفا�سوات.

ال�سرائيلية- املفاو�سات من جديدة مرحلة ب��داأت ،2007 �سباط يف

ال�����س��وري��ة، وب��و���س��اط��ة ت��رك��ي��ة، يف حم��ادث��ات ���س��ري��ة. لكن ���س��رع��ان ما

ك�سف الغطاء عن املحادثات وذلك مل�سلحة الطرفني. كان ال�سوريون

ادارة ع��زل بعد خ�سو�سا عاملية دبلوما�سية مكا�سب جني ي��ري��دون

بعد ال�سرائيليني معنويات رف��ع اي�سا اومل��رت ويريد �سوريا. بو�س

واي��دت وغ���زة، وح��زب اهلل( )اي����ران، املنطقة ال�سلبية يف ال��ت��ط��ورات

ال��ق��وم��ي امي��ان��ا منها باأهمية امل��وؤ���س�����س��ة ال���س��رائ��ي��ل��ي��ة ل��الأم��ن ذل���ك

مع املبا�سرة حمادثاتها يف ا�سرائيل ولدعم ال�سوريني مع قناة فتح

العتبارات ورغ��م حما�س. مع املبا�سرة وغري الفل�سطينية ال�سلطة

م�ساكل نتيجة ك��ان توقيتها اأن اإل للمحادثات اجليو�سرتاتيجية

اوملرت ال�سيا�سية وال�سخ�سية والتي ادت فيما بعد اىل تنحيته.

كان هناك بعد اخر مهم لقرار اوملرت يف حماولة اعادة احياء امل�سار

ال�سوري والعالن عنه. فا�سرائيل مل ترد ب�سربها ما �سمي باملفاعل

درج��ة حتتاج فيها �سوريا اىل اهانة 2007 ايلول ال�سوري يف النووي

�سوريا م��ع باملفاو�سات ال��ب��دء اىل �سارعت ل��ذل��ك ع�سكري. رد اىل

والعالن عنها لتزويد ال�سد بتربير اأمام �سعبه لعدم رده ع�سكريا، يف

هذا ال�سياق، ويف املقابل، اأراد البيت الأبي�س احراج الأ�سد والكوريني

ال�سماليني، الذين يدعمون ال�سوريني يف م�سروعهم النووي، فك�سفت

ع��ن الأم���ر يف وق��ت م��ت��اأخ��ر م��ن رب��ي��ع 2008. و���س��ارع ال�����س��وري��ون اىل

الدعاء، من خالل ناطقتهم، رفيعة ال�ستوى، بثينة �سعبان، ان اوملرت

وافق على ان�سحاب كامل من مرتفعات اجلولن ولكن مكتب الخري

رف�س التعليق.

الدبلوما�سية التقارير فتحدثت املحادثات، اىل فحوى بالن�سبة اأما

عن اربع جولت من املحادثات غري املبا�سرة والتي تناولت تفاهمات

الأط��راف الأت���راك من الو�سطاء وق��د طلب اأخ���رى. وق�سايا اأمنية

املجيء اىل اجلولة اخلام�سة باجابات عن �سوؤالني:

ا�سرائيل م�ستعدة اأي خط وال�سالم، اىل الأم��ن �سياق ترتيبات - يف

لالن�سحاب؟

طبيعة �ست�سبح كيف ا�سرائيل، م��ع �سالم ات��ف��اق ح��دوث ح��ال يف -

العالقات ال�سورية مع ايران وحزب اهلل وحما�س؟

من املقاي�سة »حت��ول��ت ان��دي��ك: م��ارن ال�سابق ال�سفري يقول وكما

ال�سطفاف اع��ادة »مناطق اىل والتطبيع« ال�سالم مقابل الر���س

ال�سرتاتيجي«. احرزت املفاو�سات غري املبا�سرة تقدما ملمو�سا، لكن

احتمال البناء على ذلك كان م�ستحيال وذلك لعدة ا�سباب: اول، مل

ا�سرائيلي لأي قرار التزام اوملرت ال�سالحية لعطاء اي يكن لدى

ا�سرائيل. فيها م��رت ال��ت��ي احل��ك��م م��ن النتقالية للمرحلة ن��ظ��را

ثالثا، عدم ال�سرائيلية. النتخابات املتابعة يف ظل ا�ستحالة ثانيا،

وحتديد احلكم اوباما ت�سلم قبل املفاو�سات انهاء يف �سوريا رغبة

الئتالف تكوين وطبيعة املقبل ال�سرائيلي ال���وزراء رئي�س هوية

احلاكم. فالأ�سد ودبلوما�سيوه �سعوا اىل حتقيق ثالثة ا�سياء: التزام

وحت�سني ،1967 ح��زي��ران ح��دود اىل بالن�سحاب وا���س��ح ا�سرائيلي

تعريف املعنى لكلمة حدود، وجعل م�سار املفاو�سات املبا�سرة ر�سمية

امل�سار تف�سيل احتمال يح�سن ما الأمريكي الرئي�س تن�سيب قبل

ال�سوري اأمريكيا.

التحول الكبري

يف 15 اآذار 2011 بداأ التحول على خلفية النفجار الذي ح�سل داخل

احل�سرية. املناطق يف والفقراء الريف ب�سكان ب��دءا نف�سها �سوريا

بعد يوما تتع�سكر التي ال�سعبية النتفا�سة على كامل ع��ام وبعد

يوم، ل يزال النظام ميلك قدرا كافيا من التما�سك ووحدة الهدف

وال�سيا�سية الجتماعية القوى من املتنوعة املجموعة مواجهة يف

�سعود الفي�سل

جمل�ش اجلامعة العربية

قراءات52

/ 53

ISSUE

13 /M

arch

2012

و�سيا�سيا( للكثري من ال�سغوط املعار�سة، لكنه يخ�سع )اقت�ساديا

الداخلية واخلارجية ول ميكنه العتماد على اأجل غري م�سمى على

ولء منا�سريه.

ما هي نقاط القوة وما هي نقاط ال�سعف يف املواجهة القائمة حتى

الآن؟

تتمثل ت��زال ل النظام ق��وة ان ال��ق��ول ال��ك��ربى ميكن العناوين يف

ال��داخ��ل��ي��ة، اخ��ال���س وولء الأق��ل��ي��ات يف ت�سميم ومت��ا���س��ك دائ��رت��ه

اأ�سيا�سية )العلويون، امل�سيحيون، الدروز(، دعم قطاعات اقت�سادية

الجتماعية عن ال�سرائح اخرتاق خمتلف وال�سناعيون(، )التجار

والقوى اجلي�س ت�سليح و�سخامة حجم الأمنية، الأج��ه��زة طريق

عمليات وتن�سيق تخطيط على والقدرة الثورة«، و»�سبيبة الأمنية

اىل بال�سافة متعددة(، األوية ذات ع�سكرية )ف��رق النطاق وا�سعة

وبنية حتتية امل�سلحة، للقوات وداعمة قوية لوج�ستية بنية حتتية

ال��ق��وى ع��ل��ى ال��ك��ام��ل��ة �سبه بال�سيطرة ت�سمح ل��الت�����س��الت ج��ي��دة

الع�سكرية.

من ال�سنية الأغلبية يف معاينتها فيمكن ال�سعف نقاط اأب��رز اأم��ا

العميقة النف�سية وال��ف��ج��وات وال��ت��ح��رك، للح�سد القابلة ال�سكان

داخ���ل اجل��ي�����س ب��ني ه���ذه الأغ��ل��ب��ي��ة والأق��ل��ي��ة ال��ع��ل��وي��ة، ف�����س��ال عن

امل�سلحة، وغري امل�سلحة للمعار�سة اجلغرايف النت�سار مدى ات�ساع

و�سبكات خطوط ومعطوبية )الالمركزية( الحتجاجات وطبيعة

الت�سالت و�سهولة �سربها اأو قطعها من قبل املتمردين.

الذين يقولون ب�سمود النظام يقيمون ح�ساباتهم على نقاط القوة،

والذين يبنون احل�سابات امل�سادة ملا بعد رحيل النظام، ي�ستندون اىل

باتت ال�سلطة يف الأ�سد الرئي�س اأي��ام اأن ويوؤكدون ال�سعف، نقاط

معدودة ولو اأنه ي�ستطيع اإطالة اأمد ال�سراع. ولي�ست قليلة التقارير

لن النظام ان تقول وال��ت��ي الأخ��ريي��ن، ال�سهرين يف ظهرت التي

القائمة امل�سلحة التحديات التغلب على املطاف نهاية ي�ستطيع يف

والآخذة يف الت�ساع، ب�سبب �سيطرة املعار�سة على عدد غري قليل من

الواقعة داخل دم�سق وعلى م�سارفها، الأحياء والبلدات، حتى تلك

اخل�����ن�����اق اأن ع�������ن ف���������س����ال

على ي�سيق ب��داأ الدبلوما�سي

ال���ن���ظ���ام اك�����رث ف����اأك����رث، رغ���م

حم�������اولت ال����رو�����س ���س��ي��اغ��ة

حل يراعي ا�ستمرار الأ�سد يف

ال�سلطة.

�سهدها التي ال�سغوط واآخ��ر

يف معاينتها ميكن 2012 اآذار

�سحب �سفراء جمل�س التعاون

اخلليجي من دم�سق، اىل جانب عدد من �سفراء الدول الأوروبية،

بعد اقدام جمل�س التعاون على �سحب مراقبيه من بعثة املراقبني

بنقل تق�سي ح��ل« »خطة العربية اجلامعة اط��الق وبعد العربية،

انتقالية ال�سلطة اىل رئي�س موؤقت، وت�سكيل حكومة وحدة وطنية

يف ورئا�سية برملانية انتخابات اج��راء يت�سنى ان اىل احلكم تتوىل

غ�سون �ستة اأ�سهر.

يف الأو�سط، لل�سرق كارنيغي مركز يف الباحث �سايغ يزيد ويقول

و�سف »لعبة النتظار اخلطرة« التي تعي�سها �سوريا: العامل احلا�سم

لن الدولية، والتوقعات ال�سغوط تنامي رغ��م اأن��ه هو امل�ساألة يف

يكون هناك اأي تدخل ع�سكري خارجي قبل انهيار النظام. فالتدخل

كان من �ساأنه، لو ح�سل، اأن يحفز على ح�سول انق�سامات يف داخل

اأبناء من النظام موؤيدي ان�سقاق وت��رية وي�سرع ال�سورية، القيادة

الطبقة الو�سطى، مايف�سي اإىل ترجيح كفة التوازن الداخلي ب�سكل

متوقع غري وب�سكل قامت التي العربية، اجلامعة اأن بيد حا�سم.

النظام لعزل اأخ��رى فاعلة خارجية جهة اأي به قامت مما باأكرث

وعلى الداخلية ال�سورية املعار�سة على ال�سرعية واإ�سفاء ال�سوري

طريق اإىل و�سلت الأ���س��د، حكومة �سد الدولية الإج���راءات اتخاذ

م�سدود ليرجح ملجل�س الأمن الدويل اأن يجد له خمرجا.

التطورات م�سار ف��اإن اخلارجي، الع�سكري التدخل غياب ظل ويف

ال��دول��ة ع��الق��ات اإرث ط��ري��ق ع��ن �سيت�سكل نف�سها ���س��وري��ا داخ���ل

�ستبداأ اأي����ن ح����دد ال����ذي نف�سه ال�����س��ي��ا���س��ي والق��ت�����س��اد -امل��ج��ت��م��ع

النتفا�سة وتنت�سر، واأين تظل قائمة اإىل الآن: يف املحافظات، وبني

ليف�سر ه��ذا ولعل احل�سرية. املناطق يف والفقراء الريف �سكان

فقط الطبيعة املتنوعة واملنق�سمة للمعار�سة، لكنه ينذر باأن الهياكل

اأكرث م�سطرة نف�سها جتد قد للمعار�سة البارزة املدنية القيادية

فاأكرث اإىل التنازل عن الدور الرئي�س يف و�سع اأجندة العمل ل�سالح

اجلي�س ال�سوري احلر. بيد اأن ما يثري القلق اأكرث هو اأن ينتقل ذلك

الدور اإىل القوى املحلية غري املتجان�سة ورمبا املنق�سمة التي تقود

جمل�ش الأمن

حمد بن جا�سم

عملية التحول املتزايد اإىل ال�سراع امل�سلح �سد النظام، والتي حتدث

يف ع�سرات املواقع املنت�سرة يف اأنحاء البالد.

اإذ ب��ه��ا، م�سلم حقائق جمموعة ا�ستك�ساف اىل ال��ب��اح��ث وينتهي

ع�سكريا تهديدا الآن حتى لي�سكل احل��ر ال�سوري اجلي�س يقول:

الع�سكرية احلماية غياب ظل يف ذل��ك له ولي��رج��ح اإ�سرتاتيجيا،

اخلارجية. وهذا يحول دون ظهور »مناطق حمررة« حقيقية، حتى

�سيطرة ال�سغرية من امل��دن بع�س اأو الريف اأفلتت مناطق من لو

ل التخلي عن بع�س املناطق احلكومة. فمن الوا�سح اأن النظام ف�س

ال�سيطرة ف��ق��دان��ه ف���اإن ول��ذل��ك وب��ع��رثت��ه��ا، ق��وات��ه لتجنب مت���دد

اجل��زئ��ي��ة يف بع�س امل���دن والأح���ي���اء يف ���س��واح��ي دم�����س��ق ق��د يكون

م�سلال. ويف الواقع متكن النظام من عك�س تلك اخل�سائر، واأظهر

ال�سيطرة على وا�ستعادة �سن هجمات م�سادة امل�ستمرة على قدرته

الأر�س. هذا الو�سع رمبا يكون موؤقتا، لكن النظام يركز على تاأمني

مدينتي حم�س وحماة امل�سطربتني، وذلك بهدف �سمان التوا�سل

اجلغرايف وال�سيطرة امل�ستمرة بني دم�سق وحلب واملوانئ ال�سمالية -

وهي املنطقة التي يعي�س فيها حوايل ثلثي ال�سوريني - وعلى طول

الطرق الرئي�سة اإىل حدوده مع العراق ولبنان والأردن.

ولي�س لكن �سوريا دخلت مرحلة »جمود موجع« قد ت�ستمر �سهورا

الداخلية وال��ت��ح��دي��ات اخل��ارج��ي��ة ال�سغوط و�سلت وق��د ���س��ن��وات،

النظام املنظور. امل�ستقبل يف اإليه ت�سل اأن ميكن مدى اأق�سى اإىل

غري قادر على قمع الثورة، لكن املعار�سة - �سواء يف املنفى، واجلزء

اأي�سا ق��ادرة الأخ���رى غري تبدو هي - البالد داخ��ل الرئي�س منها

الوا�سحة، ال�سيا�سية قيادتها تاأكيد اأو اأعمالها، تو�سيع نطاق على

املتزايدة على الفو�سى الفعالة على حالة العملياتية �سيطرتها اأو

�سيا�سي تناف�س جيو- اإىل ال�سورية الأزم��ة اأن حت��ول الأر���س. كما

بني القوى الإقليمية والدولية الكربى - خ�سو�سا اململكة العربية

ال�سعودية واإيران وتركيا والعراق والوليات املتحدة ورو�سيا – يرفع

النزاع، حلل البديلة امل�سارات نف�سه، املنوال على ويعرقل ال�سقف،

ويزيد من خماطر العنف الطائفي.

عن اأي تناف�س يتحدث الباحث؟

الجابة عن هذا ال�سوؤال ت�ستدعي التوقف عند ال�سقف ال�سرتاتيجي

طرفا تعترب التي والدولية القليمية القوى مواقف يحكم الذي

اأن اأو غري مبا�سر يف الأزمة التي تتخبط يف الالحل، علما مبا�سرا

اآمنة مالجئ ان�ساء ال��ث��وار، ت�سليح ح��ول الآن حتى يتوزع اجل��دل

للمعار�سة على احلدود، والبحث عن حلول �سيا�سية ل تزال ممكنة.

يحدث هذا كله حتت عنوان كبري هو »النتظار املوجع« الناجت عن

قف�س يف عليه القائمني وو���س��ع نف�سه بالغاء النظام قبول ع��دم

املعار�سة، جمال�س بع�س ات��ه��ام وال��ت��غ��ي��ري، املحاكمة ث��م الت��ه��ام،

يف اخل����ارج ب��ع��الق��ات »م�����س��ب��وه��ة« م��ع بع�س دول اخل��ل��ي��ج وال���دول

عدم على املعار�سة وا�سرار املقاومة على النظام ا�سرار الغربية،

احلوار، والطروحات اجلديدة »امل�سبوهة« هي الأخرى التي تخالج

»�سوريا ببناء تخت�سر والتي ومعار�سني موالني ال�سوريني بع�س

الثقة املعنية على الأط��راف اأي من ق��درة الفدرالية«، يف ظل عدم

بالآخر ب�سبب جتارب العقود الأربعة الأخرية.

ويحدث هذا كله يف ظل �سبابية تتكثف حول دور التيارات الدينية

اأن تكون عليه �سوريا يف الأزم��ة، وغياب الروؤية احلقيقية ملا ميكن

17 طائفة اأكرث من ال�سوري موؤلف من ال�سعب اأن امل�ستقبل، علما

�سرائحه م��ن اأك���رث اأو امل��ئ��ة يف 30 ت�سكل الأق��ل��ي��ات واأن وق��وم��ي��ة،

نف�سها على منق�سمة ال�سنية الغالبية اأن وعلما الج��ت��م��اع��ي��ة...

اأخ��رى )مقاتلة( واأط��راف تعدديا مدنيا تريد نظاما اأط��راف بني

ت�سعى اىل نظام م�سدره ال�سريعة. علما اأن اأي بلد عربي من بلدان

الآن قدرته على يثبت حتى ال��ذي كرث احلديث عنه، مل »الربيع«

البلدان الكثري من كما يف الأف�سل، ب�سكلها الدميقراطية تطبيق

وامنا الأك��رثي��ة، حكم فقط الدميقراطية تعني ل حيث الغربية،

قراءات54

/ 55

ISSUE

13 /M

arch

2012

ال�سرائح ك��ل ال��ق��ان��ون وح��ق اأي�����س��ا حماية الأق��ل��ي��ات و���س��ي��ادة تعني

الجتماعية اأو التنية او الطائفية يف متثيل يتنا�سب مع عددها يف

احلايل النظام يف يرون كثريين اأن وعلما �سيا�سية... موؤ�س�سة اأي

الأقليات لتجربة �سريح ا�سطهاد على فعل ورد تاريخية نتيجة

ال���س��الم يف حقبة با�سم ك��ان احلكم �سوريا، حيث الأك��رثي��ة يف مع

اخلالفة العثمانية وما قبله.

ي���واك���ب ه����ذه امل��ع��ط��ي��ات ا����س���رار ال��ن��ظ��ام ع��ل��ى امل���واج���ه���ة الأم��ن��ي��ة

ال�����س��الح اىل ت��دف��ق ي��دع��م ب�سكل غ��ري مبا�سر ل��الح��ت��ج��اج��ات، م��ا

الداخل، وحتول الحتجاجات يف املدن كما يف املناطق اىل مواجهة

اأو النظام ا�سقاط على وجمال�سها املعار�سة ا���س��رار اأم��ا م�سلحة.

ال�سعب وثوابت بو�سوح مكونات وطبيعة تراعي ب�سورة ل تغيريه

بالتدخل املطالبة م�ستوى رف��ع اىل وي����وؤدي اأدى فقد ال�����س��وري،

الأط���راف ت��ردد اأو ال��ت��دخ��ل- ه��ذا الع�سكري اخل��ارج��ي. ويف غياب

اخلارجية يف خو�س التجربة- ياأخذ الدعم اأ�سكال خمتلفة، كتدفق

املال وال�سالح، واملطالبة بان�ساء حمميات حدودية ت�سكل بداية حرب

اذا هو ط��ال- اىل تفتيت ت��وؤدي مع الوقت- طويلة مع النظام، قد

�سوريا اىلدويالت.

33 جمموعة

لي�ست وامل�سلحة( )امل��دن��ي��ة ال�����س��وري��ة امل��ع��ار���س��ة اأن ���س��را يعد ومل

حتى خمتلفة ودينية فكرية توجهات اىل تنتمي واأن��ه��ا م��وح��دة،

التناق�س اأحيانا. من حيث ال�سكل املعار�سون يتوزعون على ثالثة

حم���اور ه���ي: املجل�س ال��وط��ن��ي ال�����س��وري، اجل��ي�����س ال�����س��وري احل��ر،

مطلع يف اأجريت اأمريكية درا�سة كل ال�سلبة، الفدائية والطليعة

غري �سوريا يف م�سلحة جمموعة 33 هناك اأن اأظ��ه��رت 2012 اذار

مرتبطة ب�»اجلي�س احلر«، وغري مرتبطة فكريا بتنظيم »القاعدة«،

بداأت القتال �سد النظام. بعد اأربعة اأ�سهر اأم�ساها يف �سوريا، خل�س

ال�سحايف نري روزين، يف تقرير ن�سرته جملة »فورين بولي�سي« ، اإىل

اأن »ادع��اءات« النظام ال�سوري ومنا�سريه غري �سحيحة. ف�»غالبية

امل�ساركني يف الثورة لي�سوا مرتبطني حتى فكريا بالقاعدة«. لكنهم،

يف املقابل »لي�سوا علمانيني« كما تقول املعار�سة، بل »على العك�س هم

متدينون ويتحدرون من مناطق حمافظة«، وما زادهم »حمافظة«

ما، اإيديولوجية يتبعون ل اأن��ه��م بيد العربي، الي�سار »م���وت« ه��و

»مثلهم مثل غالبية ال�سوريني«.

لكن كلما ا�ستمر النزاع ات�سعت م�ساحة الإ�سالم فيه. امل�ساجد باتت

تلعب دورا مركزيا يف احلراك اأو يف قمعه. فالكثري من رجال الدين

نا�سط ق��ال ح�سبما البعث«، حل��زب اأو الأمنية لالأجهزة »تابعون

برزة اآخ��ر يف نا�سط نقلت عن التي بولي�سي«، »فورين ل�: معار�س

قوله اإن »النا�س يزدادون تدينا، كلما بات املوت اأقرب«. والف�سائيات،

عرب الإ�سالميني، »هيمنة« تر�سيخ يف ك��ب��ريا دورا لعبت ب��دوره��ا،

امل�ساركني تاأثريهم يف ف��ازداد �سا�ساتها، ا�ست�سافتهم ليل نهار على

يف التظاهرات.

حروب عن الناجمة املذابح »تعقب كتاب �ساحب روزي��ن، ويتوقف

على تطلق ال��ت��ي الت�سميات ع��ن��د الإ���س��الم��ي« ال��ع��امل يف اأم���ريك���ا

اأ���س��م��اء دي��ن��ي��ة«. ل��ي��ق��ول ان جلميعها »دلل�����ة ت��ظ��اه��رات اجل��م��ع��ة

»اأب��و كتيبة مثل �سلفية«، وح��ت��ى »اإ���س��الم��ي��ة امل��ت��م��ردة امل��ج��م��وع��ات

دجانة« اأو »اأبو عبيدة« اأو »املهاجرين والأن�سار«، حتى اأن اإحدى هذه

املجموعات حتمل ا�سم »يزيد« املثري للجدل اإ�سالميا.

ثالث وثالثون جمموعة م�سلحة ت�سارك اذا يف احلراك، وقد �سكلت

الثالث ال�سادر عن معهد »درا�سات احلرب« حمور التقرير الأمني

الع�سكري املحلل فند وق��د �سفحة. 60 يف يقع ال���ذي الأم��ريك��ي،

ال�ستخبارات يف اجلي�س ال��ذي عمل يف وح��دة ه��ول��ي��داي، ج��وزي��ف

التي املجموعات هذه ،2011 واأيلول 2006 حزيران بني الأمريكي

يتخذ موقفا اأن دون للتنظيم، من وتفتقر وا�سحة هيكلية لديها

مع ت�سليح املعار�سة ال�سورية اأو �سده.

وي��ع��ر���س ت��ق��ري��ر م��ع��ه��د »درا�����س����ات احل�����رب« الأم���ريك���ي ن��ب��ذة عن

املجموعات امل�سلحة، واأبرزها:

ال��واوي، عمار الكابنت بقيادة »ابابيل« كتيبة حلب: حمافظة •وكتيبة »حرية« بقيادة النقيب ابراهيم منري جممور.

الزاوية جبل يف تن�سط التي »هرمو�س« كتيبة اإدلب: • حمافظة وكتيبة و�سواحيها، ادل��ب مدينة يف تن�سط التي »ح��م��زة« وكتيبة

»اب���و بكر ال�����س��دي��ق« ال��ت��ي ل ي��ع��رف م��ن ي��ق��وده��ا، وجم��م��وع��ة »درر

بن الأزور« التي تن�سط يف �سرمني، وكتيبة »معاوية« التي تن�سط يف

مقاتل من اجلي�ش ال�سوري احلر

برهان غليون

حرائق يف حم�ش

�سراقب.

الفداء«، »اأبو كتيبة اإدلب: وجنوبي حماه • خراج غري معروفة القيادة.

ال��ول��ي��د« ب���ن »خ���ال���د ل����واء ح��م�����س: • حم��اف��ظ��ة املجموعة ال�سيخ، وهي الرحمن املقدم عبد بقيادة

امل�����س��ل��ح��ة الأك�����رب يف امل��ع��ار���س��ة واأك���رثه���ا ف��اع��ل��ي��ة،

وك��ت��ي��ب��ة »ال�����ف�����اروق« ب��ق��ي��ادة امل�����الزم ع��ب��د ال�����رزاق

القا�سم« و»حممد طال�س« »فادي طال�س، وكتائب

العمليات وكتيبة طالب« اب��ي بن و»علي و»ح��م��زة«

اخلا�س.

قي�س النقيب بقيادة »ال��ع��م��ري« كتيبة درع���ا: •و»اأحمد الدين« �سالح »النا�سر وكتائب الكتانة،

خ���ل���ف« و»�����س����ه����داء احل�����ري�����ة« وجم���م���وع���ة »رائ�����د

امل�سري«.

حلركة ال�سلب الهيكل ت�سكل التي الأ�سا�سية الثالثة املحاور اأم��ا

الحتجاج اأو الثورة ال�سورية فهي الآتية:

- املجل�س الوطني ال�سوري وحتركه ال�سيا�سي يف اخلارج.

- احتاد التن�سيقيات واملجل�س الأعلى للثورة والهيئة العامة للثوار

يف الداخل، وهي هيئات داعمة للمجل�س الوطني.

- اجلي�س ال�سوري احلر الذي بداأ طرفا ثانويا يف النتفا�سة، وبداأ

�سوريا، ت�سهدها التي الع�سابات رئي�س يف حرب اىل لعب يتحول

وي�سعى اىل تكامل حقيقي مع املجل�س الوطني.

- »الطليعة الفدائية ال�سلبة« التي جت�سد حركة ال�ست�سهاد اليومي

والتي تاأخذ على عاتقها مهمة اإ�سقاط النظام.

ومعروف اأن اجلي�س ال�سوري احلر ولد ر�سميا يف 29 متوز 2011، يف

�سريط فيديو على النرتنت بثته جمموعة من ال�سباط ال�سوريني

املن�سقني، بقيادة العقيد ريا�س الأ�سعد. وقد اأعلن البيان التاأ�سي�سي

واأن طائفيا، لي�س �سوريا يف ال��ن��زاع واأن له �سيا�سية اأه���داف ل اأن

اأن الأ�سد«. ومع ب�سار �سوريا من نظام مهمته تنح�سر يف »حترير

اأحدا مل يك�سف حتى الآن عن العديد احلقيقي لهذا اجلي�س، فانه

يفرت�س اأن ن�سع يف العتبار وجود جمموعات م�سلحة بني املدنيني

التظاهرات الأ���س��ه��ر الأخ����رية م��ن انتقلت يف امل��ن��اط��ق يف ع��دد م��ن

�سوريا �سباب اأن كل واذا ما تذكرنا الع�سكري، العمل ال�سلمية اىل

مدى اأدركنا كاملة، �سنوات لثالث مكثفا ع�سكريا تدريبا يتلقون

�سهولة حتول املدنيني اىل فيالق ع�سكرية.

بعد الهتمام من املزيد ا�ستقطب اجلي�س ه��ذا اأن اأي�سا معروف

ان�سداد الطريق اأمام احلل ال�سيا�سي والدبلوما�سي العربي والدويل

الع�سكري يف املحلل واي��ت، كت�ب جيفري ال�سياق يف �سوريا. يف هذا

موؤ�س�سة وا�سنطن لدرا�سات ال�سرق الأدنى: »اأعتقد اأن اجلي�س احلر

�سي�سبح اأحد اأبرز موجهي ال�سراع يف �سوريا. فهو غري طبيعة النزاع

ال�سعبية. كما املعار�سة �رد مع م�ط ب�سكل يتماهى وب��داأ النظام مع

اأنه اأثبت وجوده يف جبهات القتال وقدراته املتعددة يف تزايد«. وقال

نيكول�س بالنفورد، مرا�سل »كري�ستيان �ساين�س مونيتور« يف ال�سرق

�سوريا، للعنف يف دبلوما�سي ح��ل الأم��ل يف يخ�بو »فيما الأو���س��ط:

بديلة كو�سيلة ال�سوري احلر، اإىل اجلي�س الدويل النتباه يتحول

لإطاحة نظام ب�سار الأ�سد«. واأ�ساف: »حتى ولو قب�لت رو�سيا ب�سيغة

خمففة للقرار )يف جمل�س الأم��ن(، فاإن هذا لن يحدث فرقا على

الأر�س يف �سوريا، لأن الفجوة بني النظام وبني املعار�سة، اأ�سبحت

املجتمع يدفع قد ما وه��ذا ج�سرها. ال�سعب وم��ن للغاية �سا�سعة

الدويل اإىل اتخاذ قرار بدعم اجلي�س احل�ر، رغم املخاطر الإقليمية

ملثل هذه اخلطوة«.

الالعبون

ول يكتمل هذا التحليل، بطبيعة احلال، اإل بالتوقف عند املعادلت

ال�سرتاتيجية والقليمية التي حتكم الأزمة، وهي تتوزع بني الكبار

والأقل تاأثريا:

1- ال�سني: املخت�سون يف ال�ساأن ال�سيني مييلون اىل مواكبة �سلوك

من ح�ستها �سمان يف ال�سني رغبة رئي�ستني: زاوت���ني م��ن بكني

الطاقة وتكبري حجم عالقاتها القت�سادية مع دول املنطقة اجمال،

ورغبتها الأخ��رى يف دخ��ول دائ��رة �سنع القرار ال��دويل اأي التعاون

�سريجي لفروف

قراءات56

/ 57

ISSUE

13 /M

arch

2012

وال��ت��ف��او���س يف ح��ل ال��ن��زاع��ات، مب��ع��زل ع��ن ال��ت��اأث��ريات الأم��ريك��ي��ة

والغربية ب�سورة عامة.

اأي �سوريا، يف الع�سكري التدخل على الآن حتى اعرت�ست ال�سني

التجربة بعاملني، م��ت��اأث��رة املنطقة، يف الغربية ال�سيا�سات على

الليبية، وما عانته يف تاريخها من التدخل الأجنبي يف اأواخر القرن

التي العقوبات عن ناهيك الع�سرين، القرن واوائ��ل ع�سر التا�سع

طوال املتحدة الوليات بقيادة الغربي املع�سكر من عليها فر�ست

الأت��راك ال�سني اىل ما ي�سميه ال��ب��اردة. وقد �سعت �سنوات احل��رب

اأن اليوم عليها �سعبا اأ�سبح اأن��ه غري اخل��ارج، مع م�ساكل« »�سفر

يف م�ساحلها ت�سون اأن ق��ررت لأن��ه��ا ال�سيا�سة، ه��ذه على حتافظ

املنطقة، وهي م�سالح تتنامى، وب�سورة خا�سة الو�سول اىل م�سادر

الطاقة يف ال�سرق الأو�سط، من دون ا�ستئذان الأمريكيني.

الأم��ن من منظار ال�سيني يف جمل�س »الفيتو« اىل النظر وينبغي

اأوائل كانون اأوباما، يف الرئي�س الأمريكي باراك اإعالن اأو�سع، من

ل تركيز القوات امل�سلحة الأمريكية الثاين، عن مراجعة دفاعية حتو

�سيا�سة بقيام العتقاد ليعمق ال��ه��ادئ، واملحيط اآ�سيا منطقة اإىل

ال�سريحة ال�����س��ني م��ع��ار���س��ة ك��ان��ت والنتيجة لل�سني، مناه�سة

لقرتاح الوليات املتحدة فر�س حظر على ا�سترياد النفط الإيراين.

اأما م�ستقبال، فاإن العارفني مييلون اىلالعتقاد باأن ال�سني �سرتغب

يف العودة اإىل موقف اأكرث حيادا، وال�سعي اإىل قوا�سم م�سرتكة مع

اجلامعة العربية اإذا اأمكن. لهذا ال�سبب يرى اإعالمها الر�سمي اأن

»نافذة �سيفتح املتحدة الأمم امل�سرتك يف الرو�سي-ال�سيني الفيتو

من الفر�س« حلل الأزمة ال�سورية. لكن هناك احتمال باأن ي�سبح

داخ��ل ال��و���س��ع م��ات��ده��ور اإذا ف��اأك��رث اأك���رث �سعبا ال�سيني امل��وق��ف

�سوريا يف الأ�سهر املقبلة. قد حتث رو�سيا احلكومة

واإتاحة الإ�سالحات باإجراء التعهد على ال�سورية

ما اأك��رب دويل ت��دخ��ل لتفادي ال�سلطة يف امل�ساركة

�سيدفع ال�سني اإىل اإعادة النظر يف موقفها.

اىل حربية �سفنا اأر�سلت التي مو�سكو رو�سيا: -2

م��رف��اأ ال��الذق��ي��ة، ق�����س��دت ت��وج��ي��ه ر���س��ال��ة وا�سحة

باأنها الغربيني، وحلفائها امل��ت��ح��دة ال��ولي��ات اىل

املنطقة يف الأح�����داث ت�سكيل ع��ل��ى ال���ق���درة مت��ل��ك

الأق��ل على اأو الأط��ل�����س��ي، الع�سكري ال��ت��ف��وق رغ��م

»للعبة م�سرحا و�سيبقى ك��ان الأو���س��ط ال�سرق ب��اأن

مهمة لي�س �سوريا يف النظام تغيري واأن الكربى«،

اأمريكية فح�سب ول ميكن اأن تظل املنطقة م�سرحا

حرا لال�سرتاتيجية الأمريكية.

وامل��ع��ل��وم��ات ال��ت��ي جت��م��ع��ت ع���ن امل���وق���ف ال��رو���س��ي،

الأخ���رية اىل دم�سق تخت�سر يف اأع��ق��اب رحلة �سريغي لف��روف يف

النقاط اخلم�س الآتية:

ال��ت��ي يعدها ال���س��الح��ات ال�����س��وري جلهة الرئي�س م��وق��ف دع��م -

اأن هذه )ال�ستفتاء على الد�ستور وانتخابات جمل�س ال�سعب(، ولو

كان مل��ا خ��الف��ا ن�سبيا، متباعدة زمنية بوتائر ت�سري ال���س��الح��ات

يتطلع اليه الكرملني.

ما يجري يف اأن الرو�سية حول ال�سورية- النظر - تطابق وجهتي

والدليل طريقة ومعار�سيه، النظام بني اأكرب من مواجهة �سوريا

تعاطي معظم العرب والغربيني مع الأزمة.

- احلر�س الرو�سي على ايجاد حل �سيا�سي لالأزمة من خالل حوار

بني الرئي�س الأ�سد ومعار�سيه حاملا ت�سمح الظروف الأمنية بذلك.

ويف هذا ال�سياق تلح مو�سكو على �سرورة اأن ميار�س العرب �سغوطا

على املعار�سة من اأجل حملها على النخراط يف هذا احلوار.

عن م�ستقلة م�سكلة �سوريا يف امل�سلحني ب��اأن الرو�سي القتناع -

ب��ال��ت��ايل من ب��د م��ك��ان لهم يف احل���ل، ول ال�سيا�سية ول امل��ع��ار���س��ة

تعطيل دورهم ب�سكل اأو باآخر.

- القتناع الآخر باأن الفو�سى امل�سلحة واملواجهات الدامية، اذا هي

توا�سلت، ميكن اأن ت�سكل مدخال اىل تعزيز دور ال�سلفيني والخوان

امل�سلمني الذين ي�سكلون الأغلبية ال�ساحقة من امل�سلحني املدنيني،

الذين ي�سفهم العالم ال�سوري الر�سمي ب�»الع�سابات«.

يف عددها ال�سادر يف 9 �سباط الفائت، تناولت �سحيفة »رو�سي�سكايا

غازيتا« ردود الأفعال الغربية الغا�سبة التي اأثارها ا�ستخدام رو�سيا

كويف انان

وال�سني حق النق�س، م�سرية اإىل اأن البنتاغون اأقر باأنه يعكف على

يجد مل ح��ال يف �سوريا، اإىل �سربة لتوجيه ع�سكرية خطة و�سع

البيت الأبي�س و�سائل �سلمية لإجبار الرئي�س ال�سوري ب�سار الأ�سد

على التنحي، واإىل اأن ردود الأفعال كانت يف بع�س الأحيان خارجة

�سبكة م��واق��ع على ي��رد ح��ني يف الدبلوما�سية. اللباقة ح��دود ع��ن

اإىل متى توا�سل الآتي: الليربايل الرو�سية ذات الجتاه الإنرتنت

اأ���س��دق��اء لنا يعد مل فيما وال��ق��ت��ل��ة؟ ال��دك��ت��ات��وري��ني دع��م قيادتنا

حمرتمون، ومل يتبق لدينا �سوى الدكتاتوريني واملنبوذين؟«.

اجلواب بب�ساطة عن كل هذه التحديات الرو�سية يكمن يف ت�سديد

بحيث نف�سها. اإثبات تعيد ا�سرتاتيجية كقوة موقعها على رو�سيا

الداعم �سياق موقفها الرو�سية مثال، ويف وزارة اخلارجية توا�سل

بالنظام تت�سبث ل مو�سكو اأن على التاأكيد الأ���س��د، ب�سار لنظام

املبداأ لن اإنها من حيث اإىل معاداة الغرب، بل ال�سوري، ول تهدف

�سياق ويف الأو���س��ط. ال�سرق يف وتو�سعها الفو�سى بانت�سار ت�سمح

ال�ستعداد الرو�سي للت�سلح، متت موؤخرا اإعادة بناء القواعد البحرية،

وتوقع الرو�س، بح�سب ما جاء يف بث اإذاعي من �سوت رو�سيا م�ساء

احل����ادي ع�سر م��ن ���س��ب��اط ال��ف��ائ��ت، اخ��ت��ب��ار ال��ق��واع��د اجل��دي��دة يف

الغوا�سات يف العام 2014. فقد ب�سر قائد القوات البحرية الرو�سية

غري اجل��دي��دة الغوا�سات ببناء في�سوت�سكي، فالدميري الأم���ريال

النووية يف رو�سيا بحلول العام 2014، واأنه بحلول العام 2020 �سيكون

قد مت اخرتاع نوع جديد من حامالت الطائرات التي ميكن اأن تقوم

مبهام قتالية متعددة. واأ�ساف اأنه مت العرتاف بالأ�سطول الرو�سي

املقرر من اإذ كله، الرو�سي اجلي�س اأول��وي��ات من اأن��ه على املتطور

اإىل نهاية هذه ال�سنة اأن تو�سع ال�سواريخ البحرية البالي�ستية من

ت�سليمها و�سيتم الرو�سية، البحرية القوات »بولفا« يف خدمة نوع

النووية الغوا�سات الناقالت من مع واح��د وقت الأ�سطول يف اإىل

»يوري دولغوروكي«، فيما علق املحلل الع�سكري الرو�سي فالدميري

البحرية ال�سرتاتيجية النووية قواتنا »تعلق قائال: �سريباكوف

ال�سواريخ النوع من هذا فلول بولفا، �سواريخ على كبرية اآم��ال

لكانت من�ساآتنا النووية مهددة«.

من ناحية ثانية، ويف �سياق ال�سراكات الرو�سية العربية، تعترب �سوريا

املنطقة يف ملو�سكو والقت�ساديني التجاريني ال�سركاء اأك���رب م��ن

تنفيذها جرى التي امل�ساريع حجم بلغ 2009 العام ففي العربية،

2011 جدد العام 19.4 مليار دولر. ويف مب�ساركة رو�سية يف �سوريا

اجلانبان عزمهما تنفيذ �سفقات كبرية يف جمال الأ�سلحة والتقنيات

الع�سكرية بقيمة مليارات عدة من الدولرات.

3- تركيا: حمددات املوقف الرتكي من الأزمة ال�سورية، كما يتقاطع

عليها الباحثون املخت�سون، هي الآتية:

- تتعاطى تركيا مبا�سرة مع املعار�سة ال�سورية بدءا من دعوة هذه

املعار�سة )الخ��وان امل�سلمون والأط��راف الأخ��رى( للعمل انطالقا

التعاطي ي�ستند اىل من تركيا ومتابعة ن�ساطاتها من قرب. وهذا

اأربعة م�ستويات دولية، اقليمية، ثنائية، وداخلية.

بعمل القيام اأجل ووا�سنطن من اأنقرة بني الت�سالت مفتوحة -

اأج��ل م��ن �سوريا ف��وق اق��ام��ة منطقة حظر ط��ريان م�سرتك، مثل

»حماية املدنيني«. ويعترب حلف الناتو )الأطل�سي( الذراع الع�سكرية

يتدخل اأن وميكن الآم��ن��ة«، »امل����الذات ي�سمى م��ا لق��ام��ة املحتملة

تفوي�س بناء على اأو دولية توفر مظلة الأطل�سي مبا�سرة يف حال

يف جمل�س الأمن.

- امل��و���س��رات ال��ت��ي ت��ع��اق��ب��ت م��ن��ذ رح��ل��ة رج���ب ط��ي��ب اردوغ������ان اىل

على تدل الأم��ن، جمل�س يف ال�سيني الرو�سي- والفيتو وا�سنطن،

املوقف الرتكي جلهة تغليب احلل اأن تعديالت وا�سعة طراأت على

املبا�سر الدويل التدخل اأن الق�سري، ما يعني ال�سيا�سي على احلل

عرب تركيا، م�ستبعد يف املرحلة الراهنة.

- تعترب عودة العالقات بني تركيا وا�سرائيل اىل �سابق عهدها، اأي

»�سفينة مرمرة« م�ساألة حا�سمة يف اح��داث اىل ما كانت عليه قبل

ال�سيا�سة الرتكية، ورمبا كانت »املعادل املو�سوعي« لتدهور العالقات

املوؤمتر الأول

لأ�سدقاء �سوريا

قراءات58

/ 59

ISSUE

13 /M

arch

2012

ا�سرائيلية تركية- ملراجعة م�سرتكة نتيجة مبا�سرة اأو �سوريا، مع

كان الأم��ريك��ي��ة الو�ساطة اأن ���س��را ولي�س ككل. القليمي للو�سع

العودة. وكان جهاز املخابرات الرتكي قدم اأ�سا�سي يف هذه لها دور

تقريرا ا�ستخباراتيا يف اجتماع »جمل�س الأمن القومي« الرتكي يف

عالقات يقيم الكرد�ستاين العمال ح��زب ان فيه ق��ال 2011/2/24

مع ا�سرائيل، واأن بع�س عنا�سره اعرتفوا باأنهم تلقوا تدريبا على

املخابرات الرتكية م�ساهد »املو�ساد«. ولدى يد م�سوؤولني يف جهاز

فيديو ملقابلة مع امل�سوؤول الثاين يف حزب العمال الكرد�ستاين )مراد

حادثة اأثناء معا عمال وا�سرائيل احل��زب ان فيها يقول قرايالن(

�سفينة مرمرة، ما يعني ان التن�سيق قائم بينه وبني ا�سرائيل... ما

تدخل اأي من ال�سرائيلي املوقف تراعي تركيا ان بالقول ي�سمح

ع�سكري يف �سوريا. بعد تطبيع العالقات الأخري.

- تتالقى تركيا والوليات املتحدة وبع�س الأطراف العربية )بدءا

اجهادها، اأو �سوريا اإنهاك �سيا�سية اعتماد على وقطر( بال�سعودية

مزيد وممار�سة الأزم���ة، يف املبا�سر الع�سكري التدخل عن عو�سا

من ال�سغوط على النظام ال�سوري، لأن اأي تدخل خارجي ميكن اأن

ي�سعل املنطقة ككل، وهذا ما ل تريده تركيا وا�سرائيل يف اأي حال.

4- ايران: املوقف اليراين من �سوريا امل�ستهدفة من الغرب، ينطلق

من اأن الغرب و�سركاءه يف املنطقة- بدءا با�سرائيل- يركبون موجة

امل��ط��ال��ب ال���س��الح��ي��ة ال�����س��وري��ة

من اأجل ا�ستهداف ايران و»حزب

اهلل« يف لبنان، ما ميكن تلم�سه يف

النقاط الآتية:

ال�سورية ال��ن��ظ��ر وج��ه��ة ت��اأي��ي��د -

اخلارجية الأبعاد حول الر�سمية

ل�����الأزم�����ة، وق�����د و����س���ف امل��ر���س��د

اآي�����ة اهلل ع��ل��ي خ��ام��ن��ئ��ي الأع����ل����ى

ب�»ن�سخة �سوريا يف الحتجاجات

م��زي��ف��ة ل��ل��ث��ورات ال��ع��رب��ي��ة«، واأن���ا

»م�����ن ���س��ن��ع ال�����ولي�����ات امل��ت��ح��دة

�سحيفة وق���ال���ت الأم����ريك����ي����ة«.

»���س��ب��ح ����س���ادق« ال��ن��اط��ق��ة ب��ا���س��م

احلر�س ال��ث��وري الي���راين، ان ما

ي��ج��ري يف ���س��وري��ا ه���و »م���وؤام���رة

مركبة« واتهمت ال�سحيفة تركيا

ب��ان�����س��اء خم��ي��م��ات ع��ل��ى احل����دود

املعار�سني دعم بهدف �سوريا مع

وتهريب ال�سالح اىل املحتجني.

- دعم �سوريا يف مواجهة ال�ستهداف اخلارجي، وقال وزير اخلارجية

عن ���س��وؤال على ردا ،)2011/8/28( �ساحلي اك��رب علي الي���راين

�سعب مقاوم«، موؤكدا ال�سوري »ال�سعب ان ل�سوريا، »الناتو« تهديد

ال�سعب عزمية من تثبط لن والغربية الأمريكية التهديدات »ان

ال�سوري«، و»ان الناتو لي�س يف امكانه تهيدها )�سوريا( ب�سن هجوم«،

�سيغرق يف م�ستنقع لن الناتو »لو حدث هذا ل قدر اهلل فان واأن��ه

يكون قادرا على اخلروج منه اأبدا«.

- دعوة احلكومة ال�سورية لال�ستجابة اىل مطالب ال�سالح، وكان

وزير اخلارجية اليراين �ساحلي قد اعلن )2011/8/27( ان »على

احلكومات ان ت�ستجيب للمطالب امل�سروعة ل�سعوبها، �سواء يف �سوريا

مطالب عن ال�سعوب تعرب البلدان، ه��ذه يف وغريهما. اليمن اأو

م�سروعة وعلى حكوماتها اأن ت�ستجيب لها ب�سرعة«.

- املخاوف من تداعيات ا�سقاط نظام الرئي�س ب�سار الأ�سد، وقد حذر

وزير اخلارجية اليراين من »الفراغ ال�سيا�سي« يف �سوريا، وقال ان

»فراغ ال�سلطة يف �سوريا �ستكون له عواقب غري متوقعة على الدول

املجاورة وعلى املنطقة... وميكن ان ت�سبب كارثة يف املنطقة واأبعد

منها«.

- ال�ستهداف الغربي ل�سوريا من اجل التخل�س من املقاومة، قال

هيالري كلينتون

يف تون�ش

وزير اخلارجية علي �ساحلي »�سوريا حلقة مهمة من حلقات املقاومة

يف ال�سرق الأو�سط والبع�س يريد التخل�س من هذه احللقة.

- تقدمي مقرتحات حلل الأزم��ة، اذ قال م�سدر اي��راين يف دم�سق،

اكرث �سيا�سية، معظمها مقرتحات جمموعة قدمت »ط��ه��ران ان

البنود »ع�سرات واأن احلالية«، ال�سورية الزم��ة لتجاوز م��رة، من

من جمموعة املقرتحات التي مت تقدميها خطيا اىل جهات �سورية

م�سوؤولة ت�سمنت حلول، كان ميكن ان ت�سهم، بح�سب وجهة النظر

�سيما ل ال�سوري، ال�سارع يف الحتقان حالة تخفيف يف اليرانية،

يف خ��ربة من منلكه ما وا�سعني بداياتها، يف الأزم���ة كانت عندما

ت�سرف ا�سدقائنا يف دم�سق، منوهني ب�سرورة تخفيف حدة اخليار

الأمني«.

- حماولة م�ساعدة النظام يف �سوريا يف تو�سيح وجهة نظره، وكان

تبذل »اي���ران ان اأع��ل��ن �سجادي ر�سا مو�سكو يف الي���راين ال�سفري

جهودا م�سنية على م�ستوى العامل، ومن خالل املوؤ�س�سات الدولية

بت�سويه الغرب متهما ه��و«، كما �سوريا ما يجري يف واق��ع لتعك�س

الحداث اجلارية يف �سوريا. واأ�ساف �سجادي »قدمنا اقرتاحات اىل

م�ساكلها حل ت�ستطيع انها ترى ال�سورية احلكومة ان ال �سوريا،

بنف�سها.

ب�ساأن لرتكيا وامنية �سيا�سية ر�سائل وجهت اي���ران اأن �ساع وق��د

للناتو فيها )�سوريا( اأي تدخل �ستواجه واأنها �سوريا، الح��داث يف

عرب �سرب اهداف له يف تركيا، وان ايران وجهت ر�سائل مماثلة اىل

اأطراف اأخرى عرب دول عربية مثل المارات العربية املتحدة، هذا

تراجع ب�سبب املحتملة واخل�سائر والتحديات املخاطر جانب اىل

العالقات بني تركيا وايران.

وق���ال امل��ت��ح��دث با�سم اخل��ارج��ي��ة الي��ران��ي��ة: ل��و خ��رين��ا ب��ني تركيا

ذل��ك يف م��ن اك��رث وي��ق��ال ب��ال �سك. �سوريا �سنختار فاننا و���س��وري��ا

الكوالي�س. وقد �سبق ليران ان اعلنت موقفا حازما جتاه اي تدخل

حمتمل حللف الناتو يف �سوريا، وانطوى ذلك على حتذيرات ب�ساأن

قواعد احللف يف تركيا.

الن��خ��راط يف م�سروع العلني بقبولها اي��ران تركيا على ردت وق��د

الدرع ال�ساروخية الذي كانت وافقت عليه مبدئيا، لكنها حتفظت

على ت�سمية الدول التي ي�ستهدفها وقد عك�س امل�سار الذي اتخذته

ال�سيا�سة اخلارجية الرتكية منذ عدة ا�سهر، ول �سيما جتاه �سوريا،

امكانية اعالن انقرة موافقتها التامة هذه املرة على ن�سر الدرع على

الرا�سي الرتكية.

اي��ران كبلد م�ستهدف من هذا ذك��ر ال�سابق تركيا يف وق��د ح��اذرت

امل�سروع، لكن ذلك ل يغري من حقيقة امل�سروع. وهذا ما عرب عنه

الرئي�س الفرن�سي نيكول �ساركوزي الذي قال للرئي�س الرتكي عبد

اهلل غول يف قمة ل�سبونة، التي اقرت امل�سروع، يف خريف العام 2010:

»يجب ان ن�سمي القطة قطة« اأي يجب ان ندعو ايران بال�سم.

5- ا�سرائيل: املوقف ال�سرائيلي من الأزمة يخت�سر يف اخل�سية من

اأو ت�سخني جبهة النار ت��وؤدي الح��داث اىل انهيار وقف اط��الق اأن

واأمنها ا�سرائيل على ا�سقاطات من ذل��ك يعنيه ما بكل اجل���ولن،

امل��ن��ط��ق��ة. وق���د ع��ربت ���س��وري��ا دور حم���وري يف الق��ل��ي��م��ي، لأن دور

ا�سرائيل طوال الأ�سهر الخرية عن قلقها على م�سري الحتياطي

الكبري من ال�سلحة التقليدية وغري التقليدية التي متلكها �سوريا.

ولعل الأمر الأكرث اأهمية بالن�سبة اىل الدولة العربية هو العالقات

اأن باعتبار اهلل«، ب���»ح��زب �سوريا وع��الق��ات الي��ران��ي��ة، ال�����س��وري��ة-

ويف لدم�سق. ا�سرتاتيجية قوة هو م�سدر العالقات ا�ستمرار هذه

الوقت الذي يواكب ال�سرائيليون كل التفا�سيل املتعلقة بالتطورات

الح��داث م�ستقبل يف تاأثريهم ان التاأكيد على يحر�سون فانهم

حمدود وهام�سي.

رجب طيب اردوغان

احمدي جناد

خريف العام 1972 كنت على و�سك مغادرة

ليبيا نهائيا بعدما اأم�سيت فيها �سكرتريا

ل��ل�����س��ف��ارة م���ا ي���زي���د ع��ل��ى اأرب������ع ���س��ن��وات.

ليبيا م��غ��ادرت��ي منا�سبة املنا�سبة، وب��ه��ذه

ال�سيد اجلالية اأع��ي��ان اأح��د ت��ربع نهائيا،

�سريينغ ل�سركة وك��ان مديرا اأ. حمفوظ،

باإقامة حفلة وداعية يف الملانية لالأدوية،

اليها دبلوما�سيني وم�سوؤولني منزله، دعا

ر�سميني وعددا من اأفراد اجلالية.

قبل موعد احلفلة بقليل، ذهبت وزوجتي

ل���س��ت��ق��ب��ال امل��دع��وي��ن، ف��ل��م جن��د ال��داع��ي

الأم��ر فا�ستغربت فقط، زوج��ت��ه ووج��دن��ا

ذهب ان��ه فاأجابتني زوج��ه��ا ع��ن و�ساألتها

لي�سرتي فيلما لآلة الت�سوير. �ساألت: وهل

ذهب من وقت طويل؟ قالت: منذ �ساعة.

ف�ساورين القلق لأن الأمر ل ي�ستدعي كل

هذا الوقت ب�سبب قرب حمالت الت�سوير

من منزله. �ساألتها: هل تناول خمرا قبل

خروجه. اأجابت: �سرب اأكرث مما اعتاد ان

ي�سرب ب�سبب هذه املنا�سبة ال�سعيدة. وكان

بامل�سروب بولعه م�سهورا حمفوظ ال�سيد

على اأنواعه، وانه بعد ان منع القذايف بيع

يف �سغريا معمال اأن�ساأ اخلمور، وتعاطي

يا نف�سي: العنب. قلت يف منزله لتخمري

اإما ان يكون للكارثة! ان ال�سيد حمفوظ،

يف امل�ست�سفى او يف مركز ال�سرطة. وبعدما

اأجريت بع�س املراجعات والت�سالت تبني

مركز يف م��وق��وف حمفوظ ال�سيد ان يل

ال�سرطة لت�سببه بحادث �سري وهو خممور.

طلبت من زميلي ال�سكرتري ن. �سم�س ان

يذهب اىل مركز ال�سرطة لريى ما الأمر

لكنه عنه، لالفراج نعمل ان وم��اذا ميكن

اأبى ان يقوم بهذه املهمة بحجة انه حديث

يتفاهم ك��ي��ف ي��ع��رف ول ليبيا يف ال��ع��ه��د

اىل بنف�سي الذهاب اىل دفعني ما معهم،

مركز ال�سرطة، غري اأن جهودي مل تثمر.

فذهبت اىل وزارة اخلارجية الليبية وكانت

تربطني �سداقة بالوزير من�سور الكيخيا

وثقافيا خدم يف الذي كان وجها ح�ساريا

فعينته ال��ث��ورة ب��ه وا�ستعانت امللكية عهد

وزيرا للخارجية.

ب���ع���د جم�������ادلت ون���ق���ا����س���ات ب����ني ال���وزي���ر

طلب ال�سرطة، مركز يف وامل�سوؤول كيخيا

ه���ذا الأخ�����ري ر���س��ال��ة خ��ط��ي��ة م���ن ال��وزي��ر

الإف��راج عن ليتحمل فيها م�سوؤوليته عن

بدافع الوزير فا�ستجاب حمفوظ. ال�سيد

املروءة وال�سهامة التي متيز بهما، وزودين

حمفوظ ع��ن واأف����رج املطلوبة بالر�سالة

وكانت ال�ساعة قد جتاوزت احلادية ع�سرة

ل���ي���ال. وك�����ان ق���د ج����اء امل����دع����وون واأك���ل���وا

ومل واملدعو، الداعي اين و�ساألوا و�سربوا

يح�سلوا على جواب.

ب��ع��د ه���ذه احل��ف��ل��ة ب���اأي���ام ع���دت اىل لبنان

وزرت حنني، خفي ليبيا يف تركت بعدما

اأدي���ب زم��ي��ل��ن��ا ف�����راآين اخل���ارج���ي���ة. وزارة

ي�����س��غ��ل م��ن�����س��ب �سكرتري ال��ق��ن��ط��ار وك����ان

ف��ب��ادرين بالقول: م��اذا اأب��و حمد، ال��وزي��ر

فعلت بال�سيد حمفوظ؟ فقد كتب للوزير

ل��ي�����س��ك��رك ع��ل��ى ج���ه���ودك، وال���وزي���ر يريد

روؤيتك. قلت: اأين الوزير؟ قال: مل يح�سر

اليوم، تعال غدا.

وج������اء ال���غ���د ف����غ����ادرت اىل م���رك���ز ع��م��ل��ي

اجل���دي���د وف��ات��ت��ن��ي م��ق��اب��ل��ة ال����وزي����ر كما

�سريف. على اأقيمت ال��ت��ي احلفلة فاتتني

الكيخيا ومن�سور حمفوظ اآث��ار وفاتتني

الذي اختفى يف م�سر.

السفير أحمد ابراهيم

حفلة لكن... في مركز الشرطة

اأح�������س���ن ال���دك���ت���ور ظ���اف���ر احل�����س��ن

بعنوان ب��اب ا�ستحداث ب��اق��رتاح��ه

مواقف متثل دبلوما�سية« »طرائف

م�ستحب اأمر وهو الطرافة اىل متيل

للرتفيه قليال عن قراءة بع�س مقاالت

والفكرية اجل��دي��ة امللتزمة املجلة

ان راأي��ت وق��د اجل��ام��دة. والقانونية

اأديل بدلوي يف هذا الباب لعل القارئ

يجد بع�س املتعة يف ما اأكتب.

ال ت�سدق �سفري ا�رشائيل

وقد 1996 العام يف بولونيا كلينتون الرئي�س زار

جرت العادة يف بولونيا ان يقام ا�ستقبال لل�سيف

كبار ي�سطف حيث اجل��م��ه��وري الق�سر باحة يف

الر�سميني ويف مقدمهم رئي�س الدولة وال�سفراء.

وامل�سيف، للزائر الوطنيني الن�سيدين بعد عزف

ويتبادل ف���ردا ف���ردا امل�ستقبلني ال�سيف ي�سافح

مع كل منهم كلمات الرتحيب. وعندما جاء دور

الرئي�س بيد الأخ��ري ه��ذا اأم�سك ا�سرائيل �سفري

اأث��ار ال��ذي كلينتون، واأط��ال احلديث معه، الأم��ر

احلا�سرين. ا�ستغراب

ومل�����ا ك���ن���ت ب���ع���ي���دا ع��ن

وكان ا�سرائيل، �سفري

ق���رب���ه زم��ي��ل��ن��ا ���س��ف��ري

هل �ساألته بنغالد�س،

���س��م��ع م���ا ق��ال��ه �سفري

ا����س���رائ���ي���ل ل��ل��رئ��ي�����س

انه اأج��اب��ن��ي كلينتون،

ط����ل����ب م����ن����ه ب�����اإحل�����اح

حكومة على ال�سغط

بولونيا لإعادة اأمالك

اإب��ان امل�����س��ادرة اليهود

احلكم ال�سيوعي ودعم

ح��ك��وم��ة ا���س��رائ��ي��ل يف

هذا ال�سدد. ثم �ساألني

وانت بنغالد�س �سفري

لكلينتون؟ ق��ل��ت م���اذا

اأج��ب��ت��ه مم���ازح���ا اأن��ن��ي

ل ان م�����ن�����ه ط����ل����ب����ت

�سفري قاله ما ي�سدق

ل وان ا������س�����رائ�����ي�����ل،

يخ�سع لبتزازه.

طرائف62

/ 63

ISSUE

13 /M

arch

2012

كنت يف عداد روؤ�ساء البعثات العربية الذين ح�سروا ل�ستقبال ملك

�سنة طوكيو، يف »هانيدا« مطار يف ح�سني، امللك ال��راح��ل الأردن

1983، وكنت قد انتدبت لت�سلم رئا�سة البعثة بالوكالة خلفا لل�سفري

جوزف نفاع املحال على التقاعد. وكان نهارا م�سم�سا ودافئا عندما

اقرتبت الطائرة الأردنية امللكية من مكان وقوف امل�ستقبلني. وكان

يقودها امللك ح�سني الراحل نف�سه، كعادته.

وقد نزل امللك ح�سني على �سلم الطائرة ب�سو�سا وكانت وراءه امللكة

الأم��ري حمزه النكليزية وهي حتمل املربية تتبعها نور احل�سني،

ال�سغري والذي مل يكن قد بلغ يف حينه اأربعة اأ�سهر من عمره.

وكان �سخ�سيا، ال��راح��ل امللك فيها اأق��اب��ل التي الأوىل امل��رة كانت

ب�سو�سا وودودا مع كل م�ستقبليه، وكانت �سيارة الرولز الر�سمية يف

انتظار الوا�سلني، وقد ا�ستوى فيها جال�سا بلمح الب�سر.

كان امللك الراحل ح�سني على جانب كبري من الكيا�سة والرتفق. ويف

السفير جاد الحسن

ذاكرتي اليابانية

من�سور الكيخيا

بيل كلينتون

اإحدى املنا�سبات الر�سمية يف خالل زيارته، كان يهم بركوب ال�سيارة

الم��رباط��وري، احلر�س من �سائق يقودها كان والتي له املخ�س�سة

التقاطها، اىل عفويا ب��ادر ومل��ا ال�سيارة، جانب اىل نظارته فوقعت

بلون له، بنف�سه للتقاطها �سارع هو ال��ذي ال�سائق لون وجه اأ�سبح

الزعفران. وردت ب�سا�سة امللك له بع�سا من الرونق.

يف خالل زيارة امللك، تلقيت ات�سال هاتفيا ال�ساعة الرابعة فجرا من

مرجع كبري يف وزارة اخلارجية لدينا، وكان بوجوب مقابلة امللك لأمر

ال�سباح ويف م�سدر. اأعلى من التعليمات وكانت وط���ارئ. ���س��روري

الباكر طلبت موعدا على عجل للمقابلة. واأتاين اجلواب من زميلنا

الديوان رئي�س كلف امللك جاللة اأن اأبلغني ال��ذي الأردن �سفارة يف

امللكي، ال�سيد اأحمد عبيدات، مبقابلتي.

ذهبت على املوعد املحدد يف اأوتيل OKURA حيث كان ينزل امللك،

وما هي اإل حلظات حتى ح�سر ال�سيد اأحمد عبيدات مبت�سما وكاأنه

كان يعرف فحوى املو�سوع الذي كلفت به. وملا فاحتته بالأمر قال يل:

اأن القطع اإمكانكم اعتبار باملو�سوع، ويف »اإن جاللته مهتم �سخ�سيا

�سوف ت�سلم اإليكم خالل اأيام«. وكان الأمر يتعلق بتاأليل اجلي�س.

لدى ت�سمية ال�سفرية �سمرية حنا ال�ساهر �سفريا للبنان يف اليابان،

يف لبنان �سفارة يف الأ���س��ا���س��ي م��رك��زي اىل للعودة ج��اه��زا اأ�سبحت

اأ�سرتاليا، وكانت قد م�ست على مهمتي يف طوكيو �ستة اأ�سهر. وبعد

وزير مع لها موعد تعيني مت اأي��ام، بعدة ال�ساهر ال�سفرية و�سول

مع موعد وكذلك اعتمادها، اأوراق عن ن�سخة لتقدمي اخلارجية،

رئي�س دائرة ال�سرق الأو�سط يف اخلارجية اليابانية Gaimusho اأي

ال�سفري »يو�سيو هاتانو«، الذي ال�سوؤون الأجنبية، اأو وزارة الأجانب

اأ�سبح لحقا مندوب اليابان الدائم لدى الأمم املتحدة.

مبواجهة كنبة على جل�ست »ه��ات��ان��و«، ال�سفري مكتب دخولنا ل��دى

ال�سفري هاتانو، لكن بعيدا عنه، وجل�ست ال�سفرية ال�ساهر على كنبة

قريبا منه.

ول�سد ما كانت ده�ستي وده�ستها عندما اأخذ يخاطبها، ناظرا اإيل اأنا

با�ستمرار. ف�سعرت بالإحراج وحاولت عدم النظر اإليه ليوجه كالمه

اىل ال�سفرية مبا�سرة، لكنه مل يفعل. وبالطبع، مل يرق الأمر لل�سفرية

راأ�سا من والآتية ال�سمال؛ ال�ساهر يف اآل ال�ساهر وهي من م�سايخ

نيويورك. فبادرت هي فورا اىل خماطبته مبزيج من العتداد املهني

والأنثوي معا، ما حدا به اإىل خماطبتها مبا�سرة.

اأهمها ولعل الأم���ور. من للكثري ك��ث��ريا، الياباين ال�سعب احرتمت

التكيف على الهائلة والقدرة فيه، مبالغ اعتداد دون من التوا�سع

كما التقاليد، املحافظة على التكنولوجية مع ال�سناعية الثورة مع

والقدرة على العمل اجلماعي، واحرتام الوقت، والآخرين. وقد حدا

بي اإعجابي بح�سارة اليابانيني اىل تعلم قواعد اللغة اليابانية.

،»Jindachi« وقبل مغادرتي، ا�سرتيت �سيفا يابانيا تقليديا من نوع

لل�سيف متقن تقليد بالطبع وه��و ،»Japan Swords« حمل من

من امل�سوؤول اأف���ادين اأغرا�سي �سحن اأردت ومل��ا الياباين. التقليدي

ال�سركة ال�ساحنة باأنه يتوجب علينا احل�سول على اإذن خا�س لإخراج

اإن ال�سيف هو تقليد متقن، ال�سيف املذكور من اليابان! وملا قلت له

اليابان يف خا�سا قانونا هنالك ب��اأن مبت�سما اأجابني اأ�سليا، ولي�س

�سدر اأوا�سط الأربعينيات من القرن مينع ت�سدير اأو ا�ستعمال ال�سالح

و�سيوع خلطورته نظرا اليابان يف Edged weapons الأبي�س

ا�ستعماله اآنذاك يف املجتمع الياباين. قمنا بالطبع بال�ستح�سال على

الرخ�سة املطلوبة لت�سدير ال�سيف.

تركت لدى اإقامتي يف طوكيو انطباعات كثرية ل حت�سى عن فعالية

والعراقة، واحلداثة والتقاليد، النفتاح بني ما اليابان يف التواأمة

ال��داخ��ل��ي بالنف�س، ومت��اه��ي الفرد ال��ت��وا���س��ع م��ع الع��ت��زاز وت���الزم

اخل�سائ�س بع�س وهي الفردية، خ�سارة دون من الثقايف باملجموع

الياباين ومكنته من مواجهة حتديات عامل ما املجتمع التي ميزت

بعد احلرب العاملية الثانية، ويف اإجنازه قفزة ال�سناعة والتكنولوجيا

والتحديث واملكننة والأمتتة، وغريها من اأبجدية الثورة التكنولوجية

وحداثة القرن الع�سرين.

اليابان

امللك ح�سني

وامللكة نور

prouver le postulat 5, et tous savaient qu’il était un théorème à démontrer.12 - Dans mon livre, j’ai complété 17 méthodes présentées par des anonymes et par Lagrange, Legendre, Fœx, Gergonne, Bouvier. Toutes ces méthodes pouvaient être achevées si les chercheurs avaient trouvé un milieu scientifique favorable et collaborateur. Ce qui s’est passé montre que les mathématiciens étaient hostiles à toute tentative présentée, et au lieu d’aider le chercheur à parfaire sa méthode, ils s’acharnaient à le décourager en présentant des arguments fallacieux. 13 - En 1868, Jules Carton a présenté une méthode qui a fait une houle dans l’Académie des Sciences. Bien que la méthode laisse à désirer, mais elle contenait une idée géniale qui pouvait aboutir, si elle fut exploitée, à la démonstration rigoureuse du cinquième postulat d’Euclide. 14 - J’invite les membres des communautés mathématiques de tous les pays à accepter la vérité indéniable, démontrée par un libanais qui consacre sa vie pour traiter la géométrie, car elle est la science fondatrice de toutes les sciences, y compris l’arithmétique. Mon site : www.mathtruth-rachidmatta.com sera honoré par votre visite, et pour toute information écrire à rachidmattamatta@hotmail.com Pour conclure, je lance à M. Nils Chr. Stenseth, Président de l’Académie norvégienne des Sciences et des Lettres et à M. Alain Carpentier, Président de l’Académie des Sciences, à Paris, l’appel du 30 mars 2012, pour les inviter à mettre fin au règne des théories erronées.

Appel du 30 mars 2012

Messieurs les Présidents, les théories des «Mathématiques Modernes» que les membres de vos Académies patronnent et récompensent leurs auteurs, sont des théories erronées. Je cite les Prix Abel décernés en 2009 et 2011. La géométrie symplectique est pleine de failles et les sphères lisses exotiques en sept dimensions ne peuvent voir le jour. La géométrie euclidienne, après la démonstration du cinquième postulat, est devenue la seule géométrie vraie, et le véritable espace ne peut avoir plus de trois dimensions.

L’enseignement de ces théories erronées force la raison à délirer, et c’est la plus grande insulte infligée à la dignité de l’homme raisonnable. La raison a toujours été formée et nourrie par la géométrie et sa fille unique: l’arithmétique. Ces deux disciplines constituent la mathématique, qui est une science pure, exacte, nécessaire, immuable, universelle, et ses propositions sont vraies et démontrent les relations de l’ordre qui régissent dans l’espace métaphysique des entités géométriques et leurs applications dans l’espace physique. Ces deux espaces sont euclidiens, et ne peuvent recevoir des figures ou des corps de plus de trois dimensions. Les espaces recevant des figures ou des corps de plus de trois dimensions n’existent pas, et les raisons de leurs partisans délirent.L’usage de l’infini mathématique, des entités sans statut ontologique, des géométries non-euclidiennes, l’arithmétisation de l’analyse, les nombres transfinis, les théories des ensembles, et toutes les théories des «Mathématiques Modernes» ont porté le plus grand tort à la raison humaine et à la véritable mathématique. Les deux théories de la Relativité et toutes les théories basées sur elles sont erronées.Pour ne plus torturer la raison et pour ne pas éteindre sa lumière céleste, il faut arrêter l’enseignement des «Mathématiques Modernes» et suspendre le décernement des prix aux mathématiciens et aux savants, dont les œuvres sont erronées.Messieurs les Présidents, pour avoir une mathématique vraie et bien fondée, il faut la chercher dans le «Recueil de la Vérité Indéniable», qui fait briller, éternellement, le Soleil de la géométrie. En dehors de ce Recueil, il n’y a pas de fondement ferme pour la mathématique et il n’y pas de salut pour la raison. Pour infirmer mes dires, il faut trouver une faille dans la méthode d’Ehmej et dans celle de Gébrane Tuéni, que vous trouvez dans les documents attachés.Messieurs les Présidents, veuillez excuser la fermeté de mon ton, mais, en tant que savant honnête, je n’ai pas le droit d’étouffer la voix de ma conscience, qui me pousse à dire la vérité, pour sauver la raison humaine.

Rachid Matta MATTA

LA REVUE DIPLOMATIQUE

34 / 3

5 ISS

UE 13

/Marc

h 20

11

fondements, et ne peuvent jamais être fondées. 3- Elles ne sont pas consistantes, car elles contiennent des contradictions et des paradoxes, surtout la théorie des ensembles et les nombres transfinis de Georg Cantor, et Henri Poincaré a bien fait de dire: «Nous avons enclos notre troupeau, mais peut-être y a –t-il déjà des loups dans la bergerie.»Les loups sont les paradoxes qui pullulent dans les théories des «Mathématiques Modernes».4- Elles emploient l’infini mathématique, et cet infini n’existe pas, car l’infini est un attribut réservé à Dieu et à l’espace physique et à l’espace métaphysique de la géométrie.Dans l’ouvrage «Le Nombre, ni Réalité, ni Continuité, ni Infinité», j’ai démontré que l’infini mathématique n’existe pas, car il n’y a pas de longueur infinie, ni de nombre infini.5- Les «Mathématiques Modernes» nuisent à la raison au lieu de la former et de la nourrir. Les mathématiciens ont utilisé des méthodes erronées pour convaincre, et je cite comme exemple : la correspondance une à une. Ils ne l’ont pas comprise et ils l’ont mal employée. Leurs successeurs contemporains les ont dépassés dans le délire et dans la propagation de l’erreur, infligeant à la raison de leurs disciples les plus atroces souffrances. L’unique voie de salut est d’enseigner la véritable mathématique contenue dans le «Recueil de la Vérité Indéniable » qui offre le vrai fondement à la géométrie par la preuve rigoureuse du cinquième postulat d’Euclide, comme le montrent les deux méthodes exposées. 6 - Si l’Académie des Sciences à Paris n’avait pas fait la sourde oreille en 2004, elle aurait épargné 8 ans de souffrance aux étudiants en mathématique. Ses membres lésés par la démonstration du 5ème postulat, considéré impossible à démontrer, n’ont pas le droit de continuer à patronner l’erreur au détriment de la vérité démontrée par les deux méthodes d’Ehmej et de G.Tuéni, qui défient tous les mathématiciens de pouvoir y trouver une faille. La méthode de Gébrane Tuéni détecte une grave faille dans la géométrie hyperbolique. Elle démontre, en particulier que la ligne droite de

longueur infinie ne peut exister. Elle suffit pour expulser toutes les géométries qui contredisent la géométrie euclidienne.7- Si les mathématiciens de ce troisième millénaire continueraient comme leurs prédécesseurs, de chercher les principes de la géométrie dans le monde sensible, alors toutes les réformes visant à améliorer l’enseignement scientifique vont, à coup sûr, échouer, car les principes de la géométrie sont dans le monde intelligible, et la géométrie provient du ciel.8 – Les pays francophones, et surtout le Liban, suivent les programmes français dans l’enseignement scolaire et universitaire. Il est donc urgent que le Président de la France prenne la décision courageuse de porter l’Académie des Sciences à proposer la véritable géométrie fondée par mon livre, «Les Démonstrations du Théorème de la Parallèle». Mes autres livres exposent les erreurs commises depuis 300 ans dans les Mathématiques Modernes et la physique.9 - En prenant une telle décision, les autorités rendront un grand service à la France, car le génie de ce grand pays incitera ses mathématiciens à reprendre le rôle de leader à l’instar de leurs prestigieux prédécesseurs du dix-septième et du dix-huitième siècle. Pour y parvenir il faut s’instruire dans les ouvrages du plateau situé à droite de la balance, ornant la page frontale du Recueil. 10 - Les résultats fondamentaux apportés par les œuvres du francophone Rachid Matta MATTA s’inscrivent, à égalité, au crédit de la France et du Liban. Les trésors des grands mathématiciens, savants, philosophes et penseurs français ont nourri ma raison, et ses écoles l’ont formée à merveille. Le Liban m’a donné la ténacité et la volonté impliable pour servir la vérité géométrique en la cherchant dans son unique Source, la Première Vérité. Bénéficiant de la culture française et de la culture phénicienne, et guidée par le Premier Géomètre, mon âme géomètre n’avait aucune difficulté pour faire parler la matière grise du Liban.11 - La matière grise de la France aurait pu parler avec un grand nombre de ses mathématiciens et de ses penseurs qui ont présenté des méthodes pour

euclidiennes et les théories scientifiques utilisant ces géométries, comme les deux théories de la relativité d’Einstein.Les deux méthodes qui suivent confirment mes dires.Théorème d’Ehmej:«Une droite coupe toutes les droites coplanaires de directions différentes.»Dans le plan, par un point donné B, à l’extérieur d’une droite donnée (D), menons une droite quelconque (S) qui coupe (D) en A. Considérons le faisceau (F) de toutes les droites autour de A. Chacune de ses droites forme un angle déterminé avec (D), en particulier la droite (F1), confondue avec (D) forme un angle nul, tandis que (Fn), confondue avec (S), forme un angle α.Quand A et (Fn) translatent sur (S), toutes les droites du faisceau (F) conservent leurs directions respectives, donc leurs angles avec (D) restent constants. En balayant le plan, les positions de (F1) ne coupent pas (D), tandis que toutes les positions des autres droites la coupent continuellement. En particulier quand A coïncide avec B, la droite (D’), occupant la position de (F1), est l’unique droite qui ne coupe pas (D). C’est ce qu’il fallait démontrer.

La méthode de Gébrane Tuéni

Nous raisonnons sur la figure adoptée par N. Lobatchevsky, pour démontrer que le comportement de la parallèle hyperbolique permet de trouver la contradiction dans la géométrie hyperbolique. Les trois contradicteurs d’Euclide n’ont jamais pensé à la conséquence catastrophique qui fait disparaître leur jeune géométrie et qui se produit, inévitablement, en suivant le comportement de leur parallèle quand son angle de parallélisme parcourt [DD’) allant de D vers D’. Dans ce mouvement, C. Gauss et J. Bolyai sont d’accord avec N. Lobatchevsky sur la diminution de l’angle de parallélisme π(p).En effet, quand le sommet de l’angle de parallélisme est en D, π(p) est égal à π/2. Quand ce sommet quitte D pour s’éloigner vers D’, l’angle π(p)

diminue et tend vers 0.Pour que l’angle π(p) diminue, il faut que la parallèle hyperbolique, superposée sur [DC), tourne, continuellement, dans le sens négatif. Cette condition implique que l’extrémité H passe au-dessous de la droite (BC) et y reste pour tous les angles de parallélisme π(p) qui sont aigus, c’est-à-dire la parallèle hyperbolique (HH’) ne peut jamais se séparer de la droite (BC). L’angle de parallélisme est, donc, droit. C’est ce qu’il fallait démontrer.

Les méfaits des «Mathématiques Modernes»

Les «Mathématiques Modernes» exécutent un complot diabolique, bien ourdi, contre les vérités éternelles pour priver la raison de sa nourriture saine et la forcer à emprunter la voie de l’extinction. Elles ne contiennent que des virus incurables qui attaquent la raison de nos enfants et de leurs enseignants. Les membres des académies partisans de ces mathématiques sont eux-mêmes contaminés. Comment peuvent-ils alors présenter des réformes efficaces ? Il faut, donc, réformer les réformateurs, et il n’y a que les maîtres des maîtres du monde, qui puissent le faire. Nous citons, à titre d’exemples, quelques méfaits des «Mathématiques Modernes».1- Leurs axiomes sont librement proposés par le mathématicien, au lieu d’être découverts par l’âme. Ils réduisent ces mathématiques à un jeu stérile, comme l’affirment Richard Courant et Herbert Robbins.«A serious threat to the very life of science is implied in the assertion that mathematics is nothing but a system of conclusions drawn from definitions and postulates that must be consistent but otherwise may be created by the free will of the mathematician. If this description were accurate, mathematics could not attract any intelligent person. It would be a game with definitions, rules, and syllogisms, without motive or goal. Only under the discipline of responsibility to the organic whole, only guided by intrinsic necessity, can the free mind achieve results of scientific value».2- Les «Mathématiques Modernes» sont sans

LA REVUE DIPLOMATIQUE

32 / 3

3 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

Cette proposition n’est pas un postulat, et c’est un théorème à démontrer, surtout que sa réciproque, la proposition 17 du livre I est bien démontrée par Euclide. Durant 2300 ans, des milliers de tentatives pour démontrer le 5ème postulat échouèrent, et des géométries, niant ce postulat, furent proposées au 19ème siècle, et leurs auteurs n’ont pas réalisé qu’elles sont inconsistantes et pleines de failles.Seul, le Liban, dont je suis fier de faire valoir le génie, parvient à démontrer le cinquième postulat d’Euclide, et en 2004, deux justes méthodes furent soumises à l’Académie des Sciences à Paris, qui a évité leur examen, se basant sur les faux dires que le postulat 5 est impossible à démontrer. Cette attitude non-scientifique m’a porté à rédiger en 4 mois mon livre «Trois Siècles de Séduction dans la Géométrie» pour montrer aux académiciens l’erreur de ceux qui ont affirmé que le postulat est indémontrable. Dans l’ouvrage «Les Démonstrations du Théorème de la Parallèle», je présente plus de 100 méthodes pour démontrer le postulat 5 et plus de 50 méthodes détectant des failles dans les géométries non-euclidiennes. J’ai complété plus de 30 méthodes faites par des mathématiciens français, américains,

russes, indiens, anglais, italiens et allemands. Les académies du monde entier doivent être fières d’une telle réalisation qui fait voir que la raison a enfin remporté un triomphe sans précédent, sur les empiristes et sur les sceptiques, et que la géométrie a trouvé son unique et vrai fondement. Toute théorie, qui contredit Euclide, est éliminée, à commencer par la Relativité Spéciale proposée par Einstein en 1905, et aussi la Relativité Générale proposée en1915. Pour éviter l’erreur, les programmes d’enseignement doivent propager la vérité contenue dans mes ouvrages. Les mathématiciens et les savants lésés seront nombreux, mais personne, qui respecte sa raison, n’a le droit de s’opposer à la vérité indéniable. Le respectable savant doit faire valoir son honnêteté intellectuelle et sa probité scientifique.S.E. l’ambassadeur de France au Liban, Denis Pietton, auquel j’ai adressé une lettre sur l’importance majeure de mes livres, me donne beaucoup d’espoir pour voir la vérité prendre sa place dans les programmes de l’enseignement scolaire et universitaire en France et dans le monde entier. Toutes les réformes ont échoué, parce que les «Mathématiques Modernes» étaient erronées. Les réformes ne pourront réussir que par l’introduction de la vérité dans le contenu des propositions géométriques. La mathématique, n’est pas un jeu comme l’a cru D. Hilbert, et son formalisme est à rejeter avec les structures de Bourbaki, les nombres transfinis de Georg Cantor, les théories des ensembles et toutes les autres théories qui ne font qu’embellir un cadavre.Ni le logicisme, ni l’intuitionnisme, ni le structuralisme, ni le quasi-empirisme, ne peuvent fonder la mathématique. L’unique fondement est offert par la seule géométrie d’Euclide, devenue irréprochable, après la juste démonstration de son théorème fondamental. Les responsables en France ont bien fait de se débarrasser des programmes des années 1960-1970, et d’insister sur le rôle de la géométrie, mais il faut enseigner la vraie et unique géométrie euclidienne, et il faut, aussi, expulser toutes les géométries non-

L’impossible n’existe pas pour le Soldat de la Vérité, ivre du Premier Géomètre, de sa science exacte, la géométrie et de l’étalon de l’exactitude: la ligne droite, à laquelle il a donné la définition impeccable. C’est le secret de sa réussite, là où tous les autres ont échoué. Nous lui laissons la parole pour nous raconter l’histoire du décisif triomphe de la raison humaine sur les empiristes.

L’Association des amis de la Vérité

1) Ma réussite doit être attribuée à Dieu, qui m’a fait naître à Ehmej en 1939, dans une famille perpétrant les valeurs des vaillants ancêtres, qui ont creusé les montagnes rocheuses pour vivre dans la dignité et sillonné les océans pour faire bénéficier les peuples des autres pays des bienfaits de la civilisation phénicienne.2) Dieu guida ma raison pour qu’elle conserve sa lumière céleste accordée à la naissance et se nourrisse par les vérités éternelles de la géométrie jusqu’à 1960, date d’achèvement des études secondaires au Collège des Apôtres à Jounieh. Malgré les pollutions subies durant 8 ans par les «Mathématiques Modernes», Dieu permit à ma raison de se nettoyer, et il lui a fallu 24 ans, pour retrouver toute sa lumière céleste. L’année 1992, fait date dans ma vie, car le triangle équilatéral de la famille fut achevé par la naissance de Jawad, et Dieu multiplia sa générosité en déversant, abondamment, ses grâces pour permettre à ma raison, éclairée par la lumière divine, de ranger, infailliblement, le cinquième postulat parmi les théorèmes afin de rendre à la géométrie son unité, sa consistance et ses vérités éternelles. La géométrie, bien fondée, rend la mathématique consistante et élimine le diable de la citation de Hermann Weyl: «God exists since mathematics is consistent, and the devil exists since its consistency cannot be proved». 3) Dieu me combla en dirigeant mes pas vers Bakatouta pour y trouver la belle moitié, May Elias Moubarak, qui exemplifia la dignité de la femme sur l’écran de la LBC, et qui avec le fils unique, Jawad , m’ont assuré les meilleures conditions

pour produire les six ouvrages du «Recueil de la Vérité Indéniable», suivis dans trois ans par sept ouvrages du même calibre. Ce Recueil est le seul ouvrage capable de fournir le véritable et le ferme fondement à la géométrie, à la mathématique et aux autres sciences, car tous les chercheurs du vrai fondement ont échoué, et personne n’a pu offrir un seul photon aux rayons du Soleil de la géométrie.4) Dieu permit à mon âme de saisir intuitivement la vérité des principes premiers pour en déduire par des méthodes de démonstration rigoureuses et des raisonnements logiques et invincibles des conclusions contraignantes, infaillibles et irréfutables. 5) La victoire sur les empiristes est due à la définition pertinente de la ligne droite qui révèle son essence. «Le Point, mû par l’âme guidée par la Première Vérité et remplie par l’idée de l’exactitude, procède dans l’espace en une ligne droite, qui s’y étend sans privilégier aucun de ses côtés.»Dieu a donné au géomètre le pouvoir de l’imiter et de créer à partir des principes. L’étendu (la ligne droite) est créé à partir de l’inétendu (le point). Mais le géomètre doit savoir que la création de la matière est réservée à Dieu, ainsi que l’infinitude absolue. L’espace physique et les espaces métaphysiques sont infinis, tandis que Dieu est absolument infini et l’Unité suprême. L’Un est ineffable et indicible. Tout ce qui existe est, nécessairement, fini.

Aperçu historique

La géométrie démonstrative est apparue en Grèce il y a 2600 ans avec Thalès, un phénicien de Tyr. Pythagore (de Sidon), au sixième siècle avant l’ère chrétienne affirma que la géométrie est d’origine céleste. Après trois siècles, Euclide réunit les travaux de ses prédécesseurs dans ses «Éléments» comprenant treize livres formant un système logique et rigoureux, mais Euclide n’a pu poursuivre ses démonstrations sans introduire le cinquième postulat qui dit que si l’on a une droite et un point dans un plan, on ne peut mener par ce point qu’une seule parallèle à la droite.

LA REVUE DIPLOMATIQUE

30 / 3

1 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

La géométrie rayonne les vérités éternelles parce que le mathématicien libanais Rachid Matta MATTA a démontré son théorème de base, appelé, injustement, postulat par Euclide. La méthode de son village Ehmej et celle du martyre Gébrane Tuéni sont deux perles parmi une centaine contenues dans le premier livre du «Recueil de la Vérité Indéniable». L’une offre une démonstration directe, l’autre détecte une contradiction flagrante dans la géométrie non-euclidienne de Lobatchevski (la géométrie hyperbolique). Ainsi le souhait de Marvin Jay Greenberg est pleinement réalisé, et la contradiction est trouvée. Dans la troisième édition de son livre «Euclidean and Non-Euclidean Geometries, Development and History» Greenberg a écrit à la page. 223 ce qui suit:«Si la géométrie hyperbolique était inconsistante, un argument mathématique ordinaire y détecte une contradiction. Saccheri essaya de trouver cette contradiction et échoua. N’était-il pas suffisamment intelligent, et est-il possible qu’un certain génie, un jour y trouvera une contradiction?».

Le Soleil de la GéométrieBrille dans le ciel du Liban et, éternellement, rayonne les vérités immuables sur le monde

Jawad Matta Rachid Matta

rather than the usual maximum 200 nautical miles allowed by the UN Convention on the Law of the Sea. From Ankara’s unique perspective, the newly discovered Block 12 field, lying south of Cyprus, is actually in Turkish waters (see figure below). Last year, Ankara sent the seismic vessel Piri Reis (named for an Ottoman-era military cartographer) to survey the area. Meanwhile, Israel is concerned about the discrepancy between Lebanon’s view of its maritime border with Cyprus and the line agreed to by the island and Israel. Beirut regards the southern point of the dividing line it drew with Nicosia in 2007 as a mistake. Awkwardly, this is the exact same point that now forms the northern end of the maritime border Nicosia drew with Israel. Lebanon’s efforts to renegotiate its agreement with Cyprus have been rebuffed so far, with Nicosia pointing out that the disagreement is between Beirut and Israel. The conflicting lines -- which form a pie-shaped area of a few hundred square miles -- could become yet another vexatious issue between Israel and Lebanon (though Israel has yet to find any gas reserves in the area, and Lebanon has yet to look).

Itinerary of Netanyahu’s Visit

During his few hours on Cyprus, Netanyahu is due to meet with President Demetris Christofias and Foreign Minister Erato Kozakou-Marcoullis. A search-and-rescue agreement is due to be signed, which will give the parties an opportunity to again discuss security arrangements for offshore gas installations. Cyprus will be anxious to hear Israel’s latest thinking on how best to exploit the gas reserves, while Netanyahu will be eager to avoid becoming an unwitting party to the island’s long-running partition dispute. Nicosia’s stated position is that it will use

any gas revenues (which are not expected to flow for another seven years) for the benefit of all citizens of Cyprus -- wording that excludes the Turkish military stationed on the island as well as the more than 100,000 mainland Turks (Nicosia’s estimate) who have come to settle there.

Washington’s Concerns

Some State Department officials reportedly consider the gas findings in the waters around Cyprus as a diplomatic opportunity to resolve the island’s historical dispute, even though the development might make the problem more intractable. Both Greek and Turkish Cypriots continue to hold stubborn negotiating positions. The bottom line should be to encourage the exploitation of these new energy reserves -- not only because a Houston-based company, Noble Energy, is a major player in both the Israeli and Cypriot EEZs, but also because of the economic benefits that would flow to the region. U.S. pressure already appears to have dampened the inflammatory rhetoric issued by Ankara for much of last year, and continuing similar diplomatic efforts will likely remain vital. (*) Simon Henderson is the Baker fellow and director of the Gulf and Energy Policy Program at The Washington Institute.

Netanyahu AndChristofias

LA REVUE DIPLOMATIQUE

28 / 2

9 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

Meanwhile, the Greek Cypriots have joined the European Union, which holds that the government in Nicosia has sovereignty over the entire island -- much to Turkey and the TRNC’s irritation.

Source: TPAO Gas Windfall

The discovery of huge offshore gas fields has coincided with a downturn in relations between Israel and Ankara, marked by sharp diplomatic exchanges and the May 2010 Mavi Marmara incident, in which nine Turkish activists on a protest ship bound for Gaza died in a confrontation with Israeli naval commandos. In December of that year, Israel and Cyprus signed a maritime border agreement after the appropriately named Leviathan field was discovered in Israel’s EEZ. A year later, Cyprus announced that gas had been found in commercial quantities in Block 12 of its own EEZ, close to the Leviathan field. The new Cypriot field, estimated to contain 7-8 trillion cubic feet of gas, could make the island self-sufficient in energy for decades while also allowing sizeable exports to Europe. And Israel’s Leviathan field is estimated to hold 17 trillion cubic feet, all of which is intended for export because the smaller Tamar field (8 trillion cubic feet) is sufficient for domestic consumption. In fact, Tamar’s reserves are deemed large enough to supply Israeli demand for decades, even allowing for much-expanded use of gas. (Scheduled to be onstream by 2013, Tamar’s gas is urgently needed because of disruptions to supplies from Egypt.)

Commercial Options

The most obvious commercial option for export surpluses of Israeli and Cypriot gas would be to bring it to the island by undersea pipeline, then pipe it north across the island and undersea to the Turkish mainland. There, it could join a pipeline network supplying Europe. Yet given Turkey’s hostility toward the Greek Cypriot government and recent criticism of Israel, this is not realistic in the

foreseeable future. Among other alternatives, including a pipeline via Crete to the Greek mainland, the most credible is building a jointly owned liquefied natural gas plant on the island’s southern coast, which would convert the gas into a form that could shipped anywhere in the world. Israel has also considered establishing an LNG production ship over the Leviathan field or piping the gas to its Mediterranean coast. In the latter scenario, the gas could be converted into LNG for export, perhaps at a yet-to-be-built plant on Israel’s small Red Sea coast, which would be best suited for selling to the growing and hugely profitable Asian market. Currently, a high-level interministerial committee is weighing these and other options and is due to report its findings to Netanyahu shortly.

Security Threats Except for undersea pipelines (which would lie at depths of up to 5,000 feet), every other aspect of the exploration, development, and production of the new gas fields is vulnerable to attack or sabotage, whether the target be drilling rigs, supply ships, helicopters, or processing facilities on land or offshore. Israel is expanding its naval forces and air assets (including drones) in order to protect facilities and workers in its EEZ, and Cyprus is expected to welcome this security umbrella under the guise of a series of bilateral defense agreements. (Unlike most other EU countries, the island is not a NATO member and has only a small military with no significant air or naval forces.) Some media outlets have speculated that Israel will gain permission to use the Cypriot air base at Paphos, on the island’s western coast. At present, this «base» is simply the small and usually empty military side of an airport that is more often used for tourist flights from Europe.

Diplomatic Threats

Nicosia’s gas development efforts fall under the shadow of Turkey, which argues that Cyprus is entitled to only 12 nautical miles of territorial waters

Netanyahu’s trip to Cyprus, the first by an Israeli prime minister, reflects increasing cooperation between the two countries over natural gas resources but will likely heighten tensions with Turkey.On Thursday, Israeli prime minister Binyamin Netanyahu will visit Cyprus, only three months after a similar trip by President Shimon Peres. The state visits follow a series of ministerial-level meetings to discuss the development of newly discovered offshore natural gas fields and a range of associated diplomatic and security complexities relating to neighboring Turkey and Lebanon. Both Israel and Cyprus have found enough gas in their maritime exclusive economic zones (EEZs) to satisfy domestic demand for many years, with additional quantities available for export, but managing

regional diplomatic tension over these resources may prove tricky.

Background

For years, the Israel-Cyprus relationship has been cautious, hampered by the former’s close, though now weakened, links with Turkey. Relations between Nicosia and Ankara are tense because some 30,000 Turkish soldiers have been stationed in northern Cyprus since 1974, when they intervened to protect the Turkish Cypriot community after a short-lived Greek Cypriot coup. The island has been partitioned ever since, with Turkish Cypriots living in the self-declared Turkish Republic of Northern Cyprus, unrecognized internationally except by Ankara.

By Simon Henderson(*)

Gas Partnership:Netanyahu Visits Cyprus

fait défaut et leur présence à mes côtés a été d’une exemplarité parfaite auquel il y a lieu de rendre hommage.D’aucuns pourraient rétorquer qu’il était du devoir naturel de ces autorités d’être disponibles. Mais la vie et l’activité diplomatique plus que tout autre chose étant faite de sensibilité, la manière même de réagir des autorités libanaises à toutes mes requêtes de service, tel par exemple l’octroi du nom de la République de Colombie à l’une des principales rues du centre de Beyrouth, montrait bien qu’au-delà de la fonction ils me reconnaissaient et m’accordaient le mérite de la mission. Et donc ce qui était bureaucratiquement et administrativement naturel se voyait doté de cet accent de sincérité et de dévouement auxquels je me dois de rendre hommage aujourd’hui en attendant de le faire dans les souvenirs que je suis en train de rédiger. Plus particulièrement, je voudrais relever combien ma fonction était devenue une véritable mission lors de la guerre de Juillet - Août 2006 où l’accueil qui a été fait à mes requêtes par la FINUL et les autorités sécuritaires libanaises nous ont permis de sauver des vies humaines prises sous le feu et les bombardements et combien d’anxiété ai-je connue pour pouvoir faire passer des citoyens colombiens - mais aussi libanais - entre les lignes de feu et d’organiser également l’évacuation de ceux qui voulaient le faire les accompagnant même jusqu’au tarmac de l’aéroport de Lattaquié. Bien des choses peuvent être dites à ce sujet mais aussi dans des domaines éminemment culturel et artistique pour promouvoir la magnifique culture colombienne au niveau des beaux-arts, de la peinture et la musique, l’architecture et la mode. Les visites des dirigeants politiques colombiens ont aidé à relever les relations privilégiées entre les deux pays et à bien montrer combien la sensibilité positive des peuples réagit sur les rapports des nations.Mais la vie d’un ambassadeur n’est pas toujours agréable et bien des situations difficiles et certains comportements individuels doivent être traités avec finesse, discernement et patience. L’intelligence des choses et des hommes m’a bien conduit ici à continuer mon action quotidienne en visant haut et à me tenir droite pour que l’image même de la Colombie reste à la hauteur des espérances et de sa grande mission.Et c’est bien sur cette idée même que je voudrais

conclure tant il m’est arrivé de réfléchir sur le rôle de l’ambassadeur et de peser les termes mêmes dont il doit moralement et professionnellement se prévaloir pour représenter son pays par rapport aux attentes de tous - particulièrement au Liban même. Et c’est là où ma formation m’a permis un témoignage de qualité tant la diplomatie peut constituer un vaste champ de succès ou d’échec dont les conséquences sont à la mesure des risques. Bien des diplomates et de grands écrivains ont dressé au cours des âges le portrait et l’éthique du diplomate et il m’est bien agréable de rappeler les termes de Talleyrand dans son discours de réception à l’Académie française à ce sujet rien que pour mémoire et pour mieux rehausser la mission dévolue à l’ambassadeur d’un pays dans l’histoire des peuples.«Il faut qu’un diplomate soit doué d’une sorte d’instinct qui, l’avertissant promptement, l’empêche, avant toute discussion, de jamais se compromettre. Il lui faut la faculté de se montrer ouvert en restant impénétrable ; d’être réservé avec les formes de l’abandon ; d’être habile jusque dans le choix de ses distractions ; il faut que sa conversation soit simple, variée, inattendue, toujours naturelle et parfois naïve. Cependant toutes ces qualités, quelques rares qu’elles soient, pourraient n’être pas suffisantes, si la bonne foi ne leur donnait une garantie dont elles ont presque toujours besoin. Je dois le rappeler ici pour détruire un préjugé assez généralement répandu : non, la diplomatie n’est point une science de ruse et de duplicité. Si la bonne foi est nécessaire quelque part, c’est surtout dans les transactions politiques, car c’est elle qui les rend solides et durables… Dominé par l’honneur et l’intérêt du prince, par l’amour de la liberté fondée sur l’ordre et les droits de tous, un diplomate quant il sait l’être, se trouve ainsi placé dans la plus belle situation à laquelle un esprit élevé puisse prétendre».Est-ce beaucoup de placer mon expérience personnelle significative d’ambassadeur sous le signe d’une mission qui, chaque jour renouvelée, était tout simplement volonté de servir et un engagement de dévouement? Certes non. Car finalement au-delà de la fonction diplomatique - toujours temporaire comme toutes les fonctions - c’est bien ce style qui a représenté pour moi le symbole de la conscience du devoir accompli et de l’exemplarité dans une position éminente qu’il m’a été permis d’assumer pour un temps.

LA REVUE DIPLOMATIQUE

24 / 2

5 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12présence, mes activités culturelles et sociales, mes rencontres avec les responsables politiques, mes interventions dans les moyens audio-visuels que le discours politique et national de la République de Colombie était un discours ouvert à tous les dialogues et à toutes les initiatives démocratiques dont l’essence même est de conforter les relations des pays et des peuples et de les engager dans la voie d’un enrichissement mutuel et d’un développement de qualité comme en témoigne toujours la politique actuellement menée par le Président de la République Juan Manuel Santos. Les relations traditionnelles existantes entre le Liban et la Colombie bâties à partir des années 1870 à travers une émigration qui a su faire souche, grandir, se développer et s’engager dans les voies du progrès et de la croissance en Colombie ont été évidemment un moyen extrêmement intéressant et productif de sensibilisation. Dans sa magistrale étude publiée en 1992 dans l’ouvrage « The

Lebanese in the World » paru sous les auspices du Center for Lebanese Studies - London, sur l’émigration orientale et libanaise en Colombie, Louise l’Estrange Fawcett spécialiste éminente de la question a analysé les fondements, l’évolution et le rôle de cette émigration en Colombie et la place éminente de ceux qui ont réussi à témoigner par leur action et leur engagement de leur dévouement à la Colombie. Au nombre des personnes citées des familles entières issues de cette émigration dont Gabriel Turbay, le Président Julio Cesar Turbay, Fuad Char et tant d’autres. Mais tout autant que ce patrimoine, la maturité des relations diplomatiques et politiques entre les deux pays a constitué un socle que j’ai eu l’occasion d’expérimenter personnellement au cours des années de service à la tête de l’ambassade. La disponibilité totale et immédiate des autorités politiques, diplomatiques, sécuritaires ainsi que des organismes économiques privés tant au Liban qu’en Colombie ne m’a jamais

Les circonstances de la vie offrent parfois des opportunités qu’il y a lieu de respecter dans le but de servir. Juriste de formation et issue d’une famille où il était constamment question de la Colombie où mon oncle paternel avait émigré, je décide de publier en 1995 un premier roman « L’Emeraude était bleue » qui retrace le destin d’un jeune libanais obligé de quitter le Liban plein de doutes autant que d’espérances. A 25 ans les épreuves de la vie l’avaient prématurément mûri, et suivant l’Odyssée de nombre de Libanais émigrés dans les pays de l’Amérique latine, il décide de s’installer en Colombie où grâce à sa persévérance et aux opportunités que lui offre le pays, il réussit à réaliser ses ambitions.En 1996, le gouvernement de Colombie me nomme Consul honoraire au Liban Nord, mission que j’assume pleinement dans le but de promouvoir la belle image de la Colombie et de développer les meilleures relations entre le Liban et la Colombie pays de grande émigration libanaise.En novembre 2000, je publie un second roman « Cristal de Roche » qui se déroule dans les années cinquante et où une jeune fille douée pour la peinture quitte le Liban pour continuer ses études artistiques à Paris. Le monde cosmopolite qu’il lui est donné de fréquenter la conduit à une romance avec un diplomate de religion différente de la sienne la poussant à des interrogations aigues dans le domaine de la compréhension des êtres aux prises avec les contraintes de la société et de la religion.En 2003, après plus de sept ans passés au service de la Colombie en tant que Consul Honoraire, le Président de la République de Colombie, Alvaro Uribe, m’a élevée au rang d’ambassadeur au Liban, fonction que j’ai assumée jusqu’à la fin de 2008.C’est dans l’esprit de servir que j’ai conçu mon accréditation en tant qu’ambassadeur de la République de Colombie au Liban car au-delà des responsabilités quotidiennes du service dans les divers domaines d’ordre politique, commercial et culturel, le caractère même de ma nomination a constitué pour moi un motif significatif d’envisager mon activité comme une mission bien plus qu’une fonction, sans réduire ou diminuer le rôle de l’ambassadeur à sa seule qualification administrative et fonctionnelle, cette simple assimilation réduirait le rôle éminent qui lui est, en fait, dévolu.C’est pourquoi, la décision du Président de la République de Colombie en 2003 de m’élever au rang d’ambassadeur au Liban m’a fait ressentir lourdement les tâches et l’œuvre à accomplir. Ainsi donc, ma conception même du rôle de l’ambassadeur s’est développée et orientée - du fait de ma formation juridique, politique et culturelle - vers un dépassement de la fonction même d’ambassadeur en une mission de nature à faire ressentir à tous tant au niveau des autorités que des institutions et des citoyens combien l’amitié des nations tire sa source et se renforce de l’amitié des personnes, de leur dévouement et de leur engagement. C’est dans cette perspective que j’ai toujours tenu à témoigner par ma

par Georgine Chaer Mallat

Ancien ambassadeur dela Colombie au Liban

Entre la fonction et la mission d’ambassadeur

de los actuales habitantes, se estaría admitiendo que un grupo de personas de la propia Potencia colonial decidiese el destino de un territorio que es reclamado por otro Estado al que esa Potencia despojó por un acto de fuerza hace casi doscientos años. Por otra parte, la Asamblea General de la ONU rechazó en 1985, por votación, dos intentos del Reino Unido de pretender la aplicación del principio de libre determinación a la Cuestión de las Islas Malvinas.Las relaciones consulares y diplomáticas se reanudaron entre octubre de 1989 y febrero de 1990, bajo fórmula de salvaguarda de soberanía, dejando explícito el reconocimiento de la existencia de una disputa de soberanía entre ambos países sobre las Islas Malvinas, Georgias del Sur y Sandwich del Sur y los espacios marítimos circundantes. Sin embargo, la cuestión de soberanía, tema central de la disputa, no ha podido aún ser abordada debido a la renuencia del Reino Unido a incluir el tema en las negociaciones y a pesar de los múltiples llamamientos de la comunidad internacional en favor de una solución definitiva. En el Debate General de la 66 Asamblea General de las Naciones Unidas, el 21 de septiembre de 2011, la Sra. Presidenta de la Nación, Cristina Fernández de Kirchner, dijo: “Diez (10) resoluciones de esta Asamblea han convocado al Reino Unido de Gran Bretaña y a mi país a sentarse y a negociar, a conversar sobre nuestra soberanía. Téngase en cuenta que la Argentina no está demandando que se cumpla esta resolución bajo el reconocimiento de la soberanía, no, simplemente está pidiendo

que se cumpla con alguna de las 10 resoluciones de Naciones Unidas en este sentido. La Argentina no tiene intenciones de agravar la situación de nadie, pero también es justo que esta Asamblea y que el Reino Unido tome conciencia de que es necesario dar cumplimiento a las resoluciones. No podemos estar 180 años, como no puede estar Palestina

peregrinando durante décadas y décadas para tener un lugar en el mundo y menos aún los argentinos para reclamar este territorio que legítimamente nos corresponde”.El llamado a cumplir con las resoluciones de Naciones Unidas ha sido respaldado también por diversos organismos regionales y bi regionales, tales como la Organización de Estados Americanos, el MERCOSUR, la Unión de Naciones Suramericanas (UNASUR), la ALADI (Asociación Latinoamericana de Integración), el Grupo de Río, la CELAC (Comunidad de Estados Latinoamericanos y Caribeños), la Cumbre de países de Iberoamérica más España y Portugal, la Cumbre de países de América del Sur y de África, el Grupo de los 77 y China.La Cumbre de Países Sudamericanos y Países Árabes.Desde 2005, las declaraciones de las Cumbres de Países Sudamericanos y Países Árabes, incluyen un párrafo en el que convocan a las partes a reanudar las negociaciones para alcanzar una solución pacífica y definitiva de la disputa de soberanía referida a la Cuestión de las Islas Malvinas y expresan que la inclusión del las islas del Atlántico Sur en el régimen de asociación de la Unión Europea es incompatible con la existencia de una disputa de soberanía sobre dichas islas. La Declaración más reciente de los Jefes de Estado y de Gobierno de los Países Sudamericanos y Países Árabes fue emitida en Doha, Qatar, el 31 de marzo de 2009.

LA REVUE DIPLOMATIQUE

20 / 2

1 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

argentino en Londres. Las presentaciones argentinas tropezaron con respuestas negativas de parte del gobierno del Reino Unido.En 1884, ante la falta de respuesta a las protestas, la Argentina propuso llevar el tema a un arbitraje internacional, lo cual también fue rechazado sin dar razones por el Reino Unido.La llamada «Cuestión de las Islas Malvinas», entendida como la disputa de soberanía entre la Argentina y el Reino Unido por las Islas Malvinas, Georgias del Sur, Sandwich del Sur y los espacios marítimos circundantes, estuvo presente en la Organización de las Naciones Unidas desde el inicio de su labor, incluso durante su proceso de creación en la Conferencia de San Francisco.En mayo de 1945, al debatirse las funciones que tendría la Asamblea General de la Organización sobre la cuestión de los territorios no autónomos y el sistema de fideicomisos al cual serían sometidos, la Delegación argentina formuló una reserva de derechos.El 14 de diciembre de 1960, la Asamblea General de las Naciones Unidas aprobó la Resolución 1514 (XV) “Declaración sobre la concesión de la independencia a los países y pueblos coloniales”, que proclamó “la necesidad de poner fin, rápida e incondicionalmente, al colonialismo en todas sus formas y manifestaciones”, consagrando dos principios fundamentales que debían guiar el proceso de descolonización: el de autodeterminación y el de integridad territorial. Esta Resolución establece en su párrafo sexto que “todo intento encaminado a quebrar total o parcialmente la unidad nacional y la integridad territorial de un país es incompatible con los propósitos y principios de la Carta de las Naciones Unidas”. Es decir que el principio de autodeterminación no se aplica si hay un problema de integridad territorial de un Estado.La Asamblea General de Naciones Unidas aprobó el 16 de diciembre de 1965 la Resolución 2065 (XX), en la cual «Tomando nota de la existencia de una disputa entre los Gobiernos de la Argentina y del Reino Unido de Gran Bretaña e Irlanda del Norte acerca de la soberanía sobre dichas Islas, Invita a los Gobiernos de la Argentina y

del Reino Unido de Gran Bretaña e Irlanda del Norte a proseguir sin demora las negociaciones recomendadas por el Comité Especial [...] a fin de encontrar una solución pacífica al problema, teniendo debidamente en cuenta las disposiciones y los objetivos de la Carta de las Naciones Unidas y de la Resolución 1514 (XV) de la Asamblea General, así como los intereses de la población de las Islas Malvinas».La comunidad internacional al reconocer la existencia de una disputa de soberanía relativa a la Cuestión de las Islas Malvinas, al especificar su carácter bilateral entre la Argentina y el Reino Unido y al establecer que debe ser resuelta por la vía pacífica de la negociación entre las partes, haciendo referencia expresa a los intereses -y no a los deseos de los habitantes de las islas- excluye la aplicación del principio de autodeterminación.El conflicto de 1982 no alteró la naturaleza de la controversia de soberanía entre la Argentina y el Reino Unido por las Islas Malvinas, Georgias del Sur, Sandwich del Sur y los espacios marítimos circundantes, que continuó pendiente de negociación y solución. Así, durante el período de sesiones de la Asamblea General iniciado en septiembre de 1982 se aprobó la Resolución 37/9, que, recordando las Resoluciones 2065 (XX) y 3160 (XXVIII), solicitaba a la Argentina y el Reino Unido que reanudasen las negociaciones a fin de encontrar a la mayor brevedad una solución pacífica a la disputa de soberanía, y reafirmaba la necesidad de que los dos gobiernos tuviesen en cuenta los intereses de los habitantes de las Islas Malvinas. Los intereses de los habitantes y no sus deseos son los que deben ser tenidos en cuenta, según lo indicado por las Naciones Unidas en los distintos documentos relativos a la Cuestión de las Islas Malvinas. Ello es así porque la Organización entendió que una población trasplantada por la Potencia colonial, como es la actual de las Islas Malvinas, no es un pueblo con derecho a la libre determinación ya que una colonia británica no se diferencia del pueblo de la metrópoli. Si en el caso de las Malvinas se admitiera la autodeterminación

per José Gutiérrez Maxwell

Embajador de laRepública Argentina

Las Islas Malvinas formaron parte del área bajo jurisdicción de España desde la entrada en vigor de los primeros instrumentos internacionales que delimitaron el «Nuevo Mundo» poco después del descubrimiento de 1492. Desde 1767 se estableció un gobernador español residente en Malvinas, dependiente de Buenos Aires. La sucesión de gobernadores españoles en las Islas Malvinas, que llegaron a un total de treinta y dos, fue continua hasta el año 1811.Los primeros gobiernos patrios de las Provincias Unidas (Argentina) tuvieron en cuenta en diversos actos administrativos a las Islas Malvinas, a las que consideraron parte integrante de su territorio, heredado de España por sucesión de Estados según el uti possidetis juris de 1810.A lo largo la década de 1820 los gobiernos argentinos realizaron diversos actos demostrativos de su soberanía sobre las Islas Malvinas, incluyendo la designación de gobernadores, la legislación

sobre recursos pesqueros y el otorgamiento de concesiones territoriales.Gran Bretaña no manifestó pretensión alguna sobre las Islas Malvinas en el proceso de reconocimiento del Estado argentino, que culminó con la firma del Tratado de Amistad, Comercio y Navegación de 1825.Por un acto de fuerza el 3 de enero de 1833, Gran Bretaña ocupó las Malvinas expulsando al Gobernador argentino, sin que mediara comunicación ni declaración previa alguna de parte de un gobierno amigo de la República Argentina.El hecho fue inmediatamente rechazado y protestado. El 16 de enero de 1833, el gobierno argentino pidió explicaciones al Encargado de Negocios británico y el 22 de enero, el Ministro de Relaciones Exteriores presentó una protesta ante el funcionario británico, que fue renovada y ampliada en reiteradas oportunidades por el representante

CUESTION DE LAS ISLAS MALVINAS

LA REVUE DIPLOMATIQUE

18 / 1

9 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

Pakistan has come a long way since then against what seemed insurmountable odds. The challenges faced by our country both internal and external have only deepened the resolve and determination of the people of Pakistan to emerge as an important player not only at the regional but also international level.Our challenges are being met through a democratically elected government which is committed to turning the dream of our founding fathers into a reality. The Pakistan People’s Party government has achieved various milestones to strengthen the parliament and other state institutions towards making the federation of Pakistan strong and vibrant. The government has founded a culture of reconciliation and dialogue to resolve the national issues. Pakistanis are a nation on the march towards building strong institutions. Our democratic credentials are well established. Pakistan has the freest media internationally; we have an independent judiciary as well as a vibrant civil society of which we can be proud of. Our indigenously developed nuclear program for minimum credible deterrence is testimony of our technological development. Apart from a vast list indigenously manufactured defence equipment, Pakistan produces its own fighter planes. Pakistan also has achieved some distinctions in the Muslim world as well. It is the only Muslim country to have had a democratically elected woman as Prime Minister. Mohtarma Benazir Bhutto was an icon and a true representative of the democratic spirit of the people of Pakistan. Let me add something on women’s rights in Pakistan.The current Speaker of the National Assembly is a lady; we have eminent women as judges, internationally acclaimed women lawyers. Women are serving as fighter pilots in our Air Force and in all important fields such as medicine, engineering, civil services. At the political level women have the highest representation through a fixed quota not only in our region but perhaps internationally. The present government has the credit of passing a number of laws to

protect women, such as; Prevention of Insult to Modesty & Sexual Harassment Amendment 2010, Protection of Women from Harassment at the Workplace Law 2010, Acid Control and Acid Crime Prevention Act 2011 and Prevention of anti-women practices Act 2011. Recently, our Senate passed a law for protection against domestic violence. Women are masters of their own destiny in Pakistan; they always had the right to travel abroad with or without their children, to operate their own bank accounts and to automatically transfer their nationality to their children. Pakistan also has the distinction in the Muslim world of having won the first Nobel Prize in the discipline of Sciences. Pakistan’s relations with Lebanon are characterized by warmth, friendship and goodwill. Pakistan and Lebanon have reached out to each other in an hour necessity. Pakistan reiterates its commitment to the sovereignty and territorial integrity of Lebanon. At the UN, we condemn repeated Israeli intrusions in the Lebanese territory and Israel’s lack of commitment to peace. Pakistan supports UNIFIL’s efforts to enhance the capacity of the Lebanese Armed Forces and calls for immediate withdrawal of Israeli troops from Lebanese territory. Pakistan is extending cooperation to the Lebanese Defence Forces through training courses offered at prestigious training institutions in Pakistan and a lot of goodwill exists between armed forces of the two countries. Our bilateral trade is expanding every year. Last year we introduced Pakistani mangoes in Lebanon and hopefully, Pakistani mangoes would be available this season in major Lebanese supermarkets. We are in the process expanding our trade from traditional products such as rice and textiles to furniture, leather goods, precious stones and surgical instruments, which would further enhance our economic ties.Lebanon and Pakistan share a rich historical and cultural heritage and in the capacity of Ambassador I would like to see frequent exchanges in this regard.

RAANA RAHIM

AMBASSADORof Pakistan Our challenges

respectable et ses prix abordables

destinés à la masse. Quant à la haute couture espagnole, elle commence à avoir beaucoup de succès dans le monde grâce aux

deux festivals annuels de la mode qui ont lieu

à Madrid et à Barcelone. A combien s’élèvent les échanges globaux entre le Liban et l’Espagne, et dans quels domaines?Les échanges actuels s’élèvent à 400 millions de dollars par an, ce qui n’est pas grand chose, mais ce qui est bien c’est qu’ils sont en train d’augmenter. En 2009, il y avait seulement 3000 Libanais qui visitaient l’ Espagne chaque année pour différents buts. Aujourd’hui le chiffre a triplé à 9000 personnes. L’Espagne exporte au Liban des produits de confiseries, des habillements, ainsi que des chaussures, des cosmétiques, des materiels éléctriques et de construction, des technologies industrielles, et les voitures Seat qui sont très répandues au Liban.En tant que diplomate Espagnol au Liban, préférez-vous conduire la Seat ou la Mercedes?(Il rit d’un air amusé et surpris à la fois): Les voitures Seat sont bonnes, même sur les routes du Liban !Comment fait le gouvernement espagnol pour empêcher la récession de son identité culturelle et préserver son riche folklore, surtout la musique traditionnelle et la danse du flamenco?Je pense qu’il n’y a pas de récession mais de répansion, surtout au niveau de l’apprentissage de la langue espagnole dans le monde, et qui se répand de plus en plus. Le centre Cervantès recoit 3500 étudiants Libanais chaque année. Le sport fait partie de la culture aussi, tout comme la musique du flamenco, les chansons et les danses folkloriques.A votre avis, qui est le chanteur le mieux placé pour représenter la chanson espagnole mondiale?J’ai lu récemment qu’il y a 3 chanteurs dans l’histoire qui ont le plus vendu d’albums. De l’Espagne, on a cité Julio Iglésias avec 350 milles albums vendus. Et actuellement il y a Placidò Domingò, puis Enrique Iglésias.

Il existe un patrimoine arabo-islamique commun entre l’Espagne et le monde arabe, et ceci se reflète sur les sites touristiques et sur un ”dictionnaire” encore vivant. Est-ce un avantage ou peut-être un handicap dans les relations arabo-espagnoles?C’est un avantage extraordinaire et une richesse dont nous sommes très fiers. La culture arabo-islamique a duré 800 ans en Espagne, et se reflète par un patrimoine partagé et des oeuvres architecturales présentes à Grenada, Ishbilia et Cordoba. Cependant, et sur le plan politique actuelle, les choses ne sont pas les mêmes vis à vis d’un million et demi d’arabes musulmans, surtout les marocains et les algériens, qui vivent en Espagne d’une manière légale ou illégale. Et malgré cela, nous sommes un pays laïque et tolérant qui accepte les étrangers avec très peu de conflits avec eux. Nous avons d’ailleurs signé 4 accords avec les communités catholiques, protestantes, juives et musulmanes. La toromachie envisage un débat sérieux, vu le drame de voir un torrado se faire tuer sur la corrida, et la cruauté contre les taureaux. Quelles sont les mesures prises récemment à ce sujet devenu mondial? C’est une tradition qui date depuis des siècles, et qui n’est pas reliée uniquement à l’Espagne. Même le Mexique et le Portugal pratiquent la toromachie, ainsi que le Pérou. Que dire alors de l’Islande et du Norvège qui tuent les baleines d’une manière cruelle. Et que dire des paris sur le combat des coqs au Mexique? Il est vrai que c’est une culture cruelle et un combat dramatique inégal, mais je la respecte sans en être fanatique. L’un des plus célèbres torrados s’est fait perdre l’oeil par les cornes du taureau, et après sa guérison il est retourné automatiquement à la corrada avec un seul oeil pour pratiquer sa passion folle. A signaler que les deux communautés espagnoles Catalogne et les Iles du Canarias ont mis fin a la toromachie, et ceci pour souligner leur désir de se séparer de l’ordre public du pays. Pour términer, comment pourrez-vous tracer le profile de votre roi Juan Carlos ?J’ai eu la chance de connaître le roi Juan Carlos personnellementet. C’est un personnage professionnel et très responsable, qui a reussi à unifier le peuple espagnol très varié, en assurant la transition pacifique de la dictature à la démocratie.

LA REVUE DIPLOMATIQUE

16 / 1

7 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

et qui travaillent à l’ambassade ou au centre culturel, ou dans la coopération et les projets bénéfiques, ou encore dans les entreprises. Quelles sont les principales activités culturelles qui auront lieu le mois prochain? Je cite deux manifestations importantes qui seront présentées à l’audience Libanaise en Avril prochain. Tout d’abord le concert de l’orchestre symphonique nationale du Liban qui va jouer la pièce d’opéra espagnole “zarzuela”. Et la seconde activité sera une exposition de gravures et de dessins de Goya intitulée “Les désastres”. Le peintre avait achevé cette collection autour de la guerre lorsqu’il était un peu sourd et tourmenté. A votre avis, y aurait-il des retombées de la crise Syrienne, qui ne cesse de s’aggraver, sur la mission de la FINUL dont l’Espagne fait partie? La Syrie n’est pas en relation directe avec la FINUL dont le rôle est d’établir la paix et maintenir la stabilité au sud du Liban. Mais évidemment, on ne peut pas isoler le rôle de la FINUL du contexte régional, surtout que tout ce qui se passe en Syrie a une relation directe avec le Liban. Il faut pas alors écarter la possibilité des retombées. Et d’autre part, on a denoté et dénoncé très fermement les attentats contre la FINUL, car celle-là ne peut pas être utilisée comme une boite à lettres qui porterait les messages des autres.Quelle est la situation des soldats espagnols de la FINUL au Sud du Liban?Tous les soldats de la FINUL sont malheureusement des objectifs permanents. Il faut être toujours alerte, et les gens doivent comprendre pourquoi ces soldats sont au Sud et quelles sont leurs missions. Et en tant qu’ambassadeur de l’Espagne, il est à la fois vital et agréable d’être proche de notre communication militaire et de la visiter deux fois par mois pour assister aux cérémonies et aux distributions des médailles etc. D’ailleurs j’aime beaucoup le Sud. Autre que le Sud, qu’est-ce qui vous fascine le plus dans notre pays?Le Liban est un pays formidable, bien qu’il existe des régions trop édifiées, et l’environnement oppose un vrai problème, comme la mer et les vallées. Mais il y a beaucoup de régions qui me plaisent, surtout les

villes historiques comme Jbeil, et la belle nature dans les villages de Bécharré et Tannourine et la vallée de Kadicha. J’éprouve aussi beaucoup de plaisir à parcourir des randonnées avec un groupe d’amis Libanais. Etes-vous fan de la bouffe Libanaise?Il faut dire que c’est une cuisine saine et très méditerranéenne, surtout les petites mezzés que j’aime beaucoup, comme le kébbé et le tabboulé, ainsi que la sfiha et la siyadiyé. D’ailleurs il y a une grande variété de goût dans vos plats dont la plupart est à base de légumes et de produits naturels. Je dirai que quelques plats libanais ressemblent à notre cuisine espagnole, surtout le poisson.La paella est-elle la reine des plats espagnols? Malheureusement vous reconnaissez de la cuisine espagnole que la paella qui ne ressemble pas du tout à la paella traditionnelle preparée de différentes manières suivant la région, soit avec les fruits de mer ou le poulet. La paella originelle était préparée avec du lapin, du riz et de la verdure. Il existe en revanche beaucoup d’autres plats espagnols encore plus bons que la paella.Les restaurants espagnols marquent une absence au Liban. Qu’avez-vous fait personnellement pour lancer l’art culinaire espagnol au Liban ?C’est tout à fait vrai. Cette négligeance est liée à des raisons objectives. Je crois que les véritables ingrédients espagnols n’existent pas au Liban ni ailleurs. Et d’autre part, nous avons toujours manqué de publicité pour promouvoir notre cuisine. Rares ceux qui savent que le vin espagnol par exemple et le fromage, ainsi que le jambon ont réussi à rivaliser avec les autres produits européens, surtout du côté qualité et prix. Mais ils sont mal connus. Depuis que je suis ambassadeur au Liban, j’ai organisé “les semaines de la cuisine espagnole”, soit à l’hotel Phoenicia ou a l’ABC ou autres.Assistons-nous à l’ère de l’élégance espagnole au Liban grâce à Zara, Mango, Massimo Dutti et bien d’autres ?Il ne faut pas oublier aussi les marques Custo, Assadea, Adolfo Domingez etc. La moda espagnole a fait de grands pas au Liban, et les consommateurs l’ont recu avec beaucoup d’enthousiasme, grâce à sa qualité

Il est évident que votre experience diplomatique antécédente à Jerusalem puis à Téhéran et aujourd’hui au Liban porte un relent d’un défi. Vous sentez-vous mieux stimulé dans des pays ayant une combinaison complexe? Je ne suis pas motivé par des postes conventionnels. Sur le plan professionnel, il est beaucoup plus intéressant pour un diplomate de servir dans un pays stimulant. Je suis devenu consul à Jerusalem en 1994, lors de l’arrivée de Arafat à la présidence, et de l’émergence du problème de la bande de Gaza ainsi que l’application des accords d’Oslo. Donc c’était sûrement une période difficile et intense à l’époque, mais bien plus optimiste que la situation d’aujourd’hui qui est très compliquee. Après Jérusalem, j’ai

été nommé à Téhéran en l’an 2000. Et malgré les incidents contre les diplomates, la vie en Iran était très calme et bien controlée. Mon poste suivant était consul général à Buenos Aires où la communité espagnole s’élève à plus de 350,000 entre titulaires de double nationalité et émigrés très agés dont beaucoup désiraient entamer le processus de récupération de la nationalité espagnole. Le Liban fut votre premier poste d’Ambassadeur ? Oui, mais avant cette mission je suis retourné à Madrid pour un poste qui relève de la culture. Puis j’ai été muté au poste de directeur général pour le protocole de la présidence.Il est clair que votre incursion dans la culture porte de l’influence sur votre calendrier culturel à Beyrouth...J’aime beaucoup la culture, et je crois qu’elle est un bon véhicule pour la communication, la paix et le dialogue entre le Liban, les Arabes et nous autres les espagnols, surtout que nous partagons beaucoup de racines communes historiques et artistiques, et nous avons la même approche sociale et communicative, sans oublier les 4000 mots d’origine arabe qui forment une bonne partie de notre dictionnaire linguistique . Quelle est la contribution de la communauté espagnole au Liban dans le renforcement et l’évolution des relations bilatérales entre les deux pays ?Notre communauté espagnole est très active au Liban. La majorité est militaire, representée par les soldats de la FINUL qui résident au sud pour faciliter le maintien de la paix. Puis il y a une millene d’espagnoles titulaires de nationalité mixte, qui sont installés en permanence au Liban

Ambassadeur d’Espagne

Juan Carlos Gafo: La FINULdans le contexte régional

LA REVUE DIPLOMATIQUE

14 / 1

5 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

elle croit sincèrement que ces éléments peuvent être renforcés dans une région pluraliste, démocratique et prospère.C’est avec cette conviction que la Turquie a essayé de contribuer à l’établissement d’une zone d’interdépendance dans notre région. Il y avait des conditions favorables pour une initiative multilatérale dans ce sens, visant à créer une zone de libre échange entre le Turquie, la Syrie, le Liban et la Jordanie. L’abolition des visas et la mise en application des accords de libre commerce entre ces pays étaient les clés de voute de cette initiative.Ici je dois mentionner avec beaucoup d’appréciation le rôle indispensable assumé par les représentants du secteur privé libanais, rassemblés au sein de Conseil d’affaires turco-libanais. Ils ont immédiatement saisi l’occasion et réussi à créer le Conseil d’affaires du Levant septembre dernier à Beyrouth, malgré les difficultés qui ont causé un ralentissement des initiatives politiques surtout entre la Turquie et la Syrie.Les relations commerciales entre la Turquie et le Liban ont atteint un niveau record en 2011, en

dépassant 1,1 milliards de Dollars. Il faut préciser que malgré le déséquilibre en faveur de mon pays, on constate une augmentation des exportations libanaises vers la Turquie. Ce développement nous donne l’optimisme pour cette année.La Turquie veut développer ses relations avec le Liban dans tous les domaines. Ce n’est pas seulement le commerce et la politique qui nous rapprochent. Il y a le facteur humain, qui est en fait le résultat d’un passé commun. Au Liban on distingue des communautés d’origine turque, dont une partie de leurs membres sont aussi de nationalité turque. Au nord dans le Akkar et dans la Bekaa il y a sept villages au total, habités par les libanais d’origine turkmène. A Beyrouth, les turcs arabophones venus de Mardin constituent une communauté bien intégrée d’au moins 30.000. Il faut y ajouter un grand nombre de chrétiens de rites divers, dont les racines de leurs familles se trouvent en Turquie. Tous ces gens là contribuent à la richesse et la diversité de la démographie libanaise.Pour conclure je vais dire deux mots sur la politique extérieure. Le Ministre des Affaires Etrangères Monsieur Davutoğlu, a formulé le slogan « zéro problèmes avec les pays voisins » pour définir notre politique extérieure. Après le déchainement des mouvements populaires dans les pays arabes en 2011, cette politique a commencé à être la cible des critiques, surtout après le franchissement d’un seuil dans nos relations avec notre voisin commun, la Syrie. A juste titre, selon les critiques, comment pourrait-on parler de zéro problèmes alors que la Turquie est de plus en plus impliquée dans les questions.Permettez-moi de vous dire que la Turquie n’a pas changé les grands principes de sa politique extérieure en générale et vers le Moyen Orient en particulier. Elle n’a pas quitté non plus sa politique de zéro problèmes, car cette phrase consiste en une vision de l’idéal dans notre région.Dans cette perspective la Turquie va continuer à oeuvrer pour la paix, la stabilité et la prospérité de sa région ainsi que pour contribuer aux résolutions des problèmes politiques et des conflits par le dialogue et la diplomatie.

Ahmet DavutogluLa victoire

discuter comment le pouvoir formait l’Islam ou la religion selon les besoins quotidiens qui changeaient sans cesse. Mais, les fondements du système étaient la Sharia et la jurisprudence islamique.Dans l’ère républicaine la laïcité est utilisée comme l’un des principaux instruments de la modernisation. Les réformes dans ce sens dans les années 1920 et 1930 ont établi le contrôle de l’Etat sur la religion, tout en excluant la religion du domaine public. Certains chercheurs parlent de la “laïcisation de l’Islam”. Par cet aspect, le modèle laïque turc diffère du modèle français, dans lequel il s’agit d’une séparation entre l’Etat et l’église.Par ailleurs, la laïcité en Turquie a contribué à la création d’un environnement nécessaire pour la formation d’un Etat-nation et le renforcement d’une identité nationale et de la citoyenneté.Le problème qui se pose aujourd’hui est bien complexe: Comment réconcilier la modernité et les exigences d’une démocratie pluraliste avec la tradition religieuse et l’Islam. Ce problème acquiert une nouvelle dimension avec la montée de l’Islam politique et un Islam militant dans notre

région.La Turquie a vécu des transformations profondes dans les dernières décennies. Et ces transformations ont fait évoluer la laïcité, l’ont amené à des aménagements, sans pour autant la remettre en cause. La démocratisation, en transformant et en élargissant les limites des libertés fondamentales, transforme à son tour la laïcité et son application.Bref, si on doit résumer l’expérience démocratique turque, la démocratie et pluralisme apparaissent comme deux mots clés. Les mouvements qui ont commencé à changer le paysage socio-politique dans le monde arabe doivent à notre avis évoluer dans ce sens, en ouvrant la voie à des structures pluralistes et démocratiques, comme d’ailleurs réclamées par les peuples.

zéro problèmes

Pour retourner aux relations entre la Turquie et le Liban, je voudrais vous souligner que La Turquie attache une importance particulière à la souveraineté, la paix et la stabilité de ce pays ami, le Liban. Et

LA REVUE DIPLOMATIQUE

12 / 1

3 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

système politique qui était en vigueur dans les grands pays de l’Europe occidentale. Le fondateur de la république, Mustafa Kemal Atatürk, avait une vision bien définie et bien claire pour le nouvel Etat. bien qu’il a mené une guerre d’indépendance contre les grandes puissances de l’Europe qui avaient occupé la mère patrie, il a voulu former un Etat-nation et une république s’inspirant surtout des idées politiques et philosophiques européennes. Il a demandé une place pour ce nouvel Etat au sein de la famille des nations occidentales, qui selon lui, représentaient, l’ultime stade de la civilisation. En d’autres termes, pour Atatürk, il n’y avait qu’un seule civilisation valable, ce qui était la civilisation contemporaine européenne.

les changements

La Turquie aujourd’hui est caractérisée par deux catégories de changements: Premièrement elle a un système politique et social en pleine transformation, donc une démocratie qui évolue vers les normes et pratiques encore meilleures, et en deuxième lieu une économie en pleine croissance. Une économie qui aspire à se situer parmi les dix premières économies du monde en 2023, l’année de centennaire de la république.Au niveau politique, le multipartisme domine la vie politique turque depuis 1946. Le transfert du pouvoir se fait par les élections libres. La Turquie a réussi,

malgré des coups militaires, à protéger et faire évoluer sa démocratie et les principes fondamentaux de la république. Aujourd’hui le Parlement turc a entamé les travaux pour préparer une nouvelle constitution qui va répondre aux exigences démocratiques d’une société en transformation.Pourtant, l’objectif est d’atteindre un autre niveau, plus élevé, en élargissant les limites des libertés démocratiques. Dans ce processus, les négociations avec l’Union européenne, entamées en 2005, aident la Turquie à garder la proue. La Turquie continue d’être déterminée à devenir un membre à part entière de l’Union européenne qui représente une étape majeure des efforts qu’elle a entrepris afin d’atteindre le niveau le plus élevé de la civilisation contemporaine.Dans ce cadre, il faut souligner un aspect très particulier de la démocratie en Turquie:La démocratie et la société en Turquie sont formées par une application de presque quatre-vingt-dix ans du principe de laïcité. Dans cette période, on a vu le progrès achevé grâce à l’application du principe de laïcité, autant qu’on a vu la résurgence des aspects conflictuels de ce principe.La laïcité est l’un des piliers de l’idéologie fondatrice de la République de Turquie. On ne peut pas imaginer la Turquie moderne sans la laïcité. Elle est apparue, dès la fin du 19ème siècle, comme la résultante des multiples débats et conflits sur la question de religion et la modernisation qui ont agité la société ottomane. L’adoption d’un système d’Etat laïque n’a pas été une décision prise en une seule nuit. La laïcité en Turquie trouve ses racines dans la période des premières réformes, Tanzimat, en 1839. Déjà à la fin du dix-huitième siècle, avec l’expansion de la modernité vers l’Empire du Sultan une dualité avait commencé à apparaitre dans la société ottomane. L’empire ottoman se dotait d’un système théocratique, dilué par l’usage de droit de coutume. L’Etat était organisé sur les bases islamiques. Il y a certains historiens turcs qui soutiennent que l’empire ottoman était un Etat laïque. Il est peut-être osé d’utiliser le terme laïque pour cet empire qui avait de multiples sources juridiques. On peut pourtant

Recep Tayyip Erdogan

avec ses moyens limités a du s’occuper de ses propres problèmes socio-politiques et économiques. De longues années qui ont bousculé le Moyen Orient et la guerre civile au Liban ont empêché le développement des relations entre nos deux pays.Pourtant, le Liban après son indépendance, avec ses richesses et sa vie moderne n’a pas manqué de devenir un lieu d’attraction, et même un symbole, du point de vue des services bancaires, de santé et d’éducation ainsi que pour une vie sociale incomparable. Surtout les habitants des provinces sud de notre pays, comme Antakya, Mersin, Adana et Mardin se sont orientés vers le Liban.Mais ce n’est qu’à partir de la fin des années 1990 et pas besoin de le dire, grâce à l’amélioration des relations entre la Turquie et la Syrie, nos relations ont commencé à bouger.Une série de visites de haut niveau a donné un élan à nos relations. A commencer par la visite historique du Premier Ministre M. Rafik Hariri en 2004, les visites du Premier Ministre M. Fouad Siniora en 2008, du Président Sleiman en 2009 et celles de M. Saad Hariri en 2009 et 2010 en Turquie et dernièrement la visite du Premier Ministre turc M. Recep Tayyip Erdoğan au Liban en 2010 ont créé les structures de base de ces relations.De nos jours, l’abolition des visas il y a deux ans, a créé un changement radical. Cette décision mutuelle a enlevé deux grands obstacles. Premièrement, elle a fait disparaitre toutes les formalités nécessaires pour

les visites réciproques, tout en montrant combien ces deux pays étaient proches géographiquement, et deuxièmement elle a fait écrouler le mur psychologique qui nous séparait. Maintenant, je peux vous assurer que les turcs et les libanais se connaissent mieux, malgré qu’il y a encore beaucoup d’efforts à déployer. Un vol court d’une heure et demie unit Beyrouth et Istanbul, en proposant aux turcs et aux libanais les potentiels culturels et économiques de leurs pays respectifs. Au Moyen Orient, nous sommes en train de traverser encore une fois une période historique et délicate. La période que nous traversons est une période de changements rapides. Par conséquent, les questions de politique étrangère acquièrent également un caractère complexe et compliqué. Dans cette atmosphère, les relations turco-libanaises gagnent une importance accrue. Car dans cette région la présence du Liban devient de plus en plus nécessaire pour tout le monde.Avant de retourner aux relations turco-libanaises, je vais vous donner un bref aperçu sur la Turquie. Donc òu se situe la Turquie dans ce nouveau processus? On va mieux saisir la Turquie et ses politiques, si on analyse bien sa longue marche vers une démocratie plus avancée et la transformation de son système politique. La République de Turquie fondée en 1923 sur les cendres d’un empire archaique et théocratique, affaibli et enfin démantelé, a été modelée sur le

Michel SuleimanRafik Hariri

LA REVUE DIPLOMATIQUE

10 / 1

1 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

En introduction, je voulais dire que j’ai choisi ce titre pour vous rappeler combien sont profondes les relations entre la Turquie et le Liban. Je n’ai pas voulu faire un simple exposé sur mon pays, que je suis certain, vous connaissez tous, mais essayer d’apporter un autre angle, en la regardant du Liban, avec un accent sur les relations turco-libanaises.Je tiens à souligner que la Turquie et le Liban sont en fait deux vieux voisins. Malgré que ces deux pays n’ont pas une frontière commune, la Turquie considère le Liban comme étant l’un de ses voisins. Ils partagent une géographie et une longue histoire communes et beaucoup d’aspects dans un amalgame de cultures méditerranéennes et moyen-orientales Ils partagent également les mêmes points de vue au niveau des relations internationales et affaires économiques, plus particulièrement la philosophie économique.Notre histoire commune s’étend aux 11ème et 12ème siècles quand les turcs seldjoukides ont commencé à rejoindre les côtes syriennes. Plus tard, le règne ottoman a commencé en 1516 sur ces terres et a duré quatre siècles. Pendant cette longue durée, comme tous les peuples vivant sous l’empire, les turcs et les libanais ont tissé des liens divers, des Balkans jusqu’au Golfe persique.Donc les turcs et les libanais ont vécu ensemble pendant quatre cents ans. L’armée ottomane a quitté la Syrie en 1918, évacuant ainsi ses territoires arabes. L’Empire ottoman qui a régné dans une vaste région, de la fin du 13ème siècle jusqu’à la fin de la Première Guerre Mondiale, a laissé sa place à une république moderne sur une partie de ses territoires. Et dans les années qui suivent, on a vu la création d’un Etat ici au Liban. Il est à noter qu’il est temps de revoir cette histoire commune et l’étudier et l’écrire avec un nouveau regard.Je crois qu’une distance géographique et psychologique est apparue entre ces deux nouveaux Etats. A cause des difficultés des années de l’après guerre et de la guerre froide, la Turquie s’est repliée sur elle-même et

LA TURQUIE ET LE LIBAN:

DEUX VOISINS RETROUVÉS

INAN öZYILDIZ(Ambassadeur de la Turquie au Liban)

Moi je ne trouve pas ceci. Les révolutions arabes ont mis sur le devant les valeurs de la diversté et de la démocratie, les valeurs de respect, de dignité, et de pluralisme, et ils sont la base de beaucoup de mouvements révolutionnaires dans le monde arabe, en Tunisie d’abord. Et se sont précisement des valeurs de diversité culturelle que la francophonie promeut, et ces valeurs-là restent très actuelles. Dans le cadre politique actuel de la région, que peut apporter la France aux pays du “printemps arabe” ?Je pense qu’il faut être assez modeste dans notre approche et il faut pas être modeste dans ce qu’on est prêt à porter aux pays du “printemps arabe”, parce qu’après tout, les mouvements qui sont nés dans ces sociétes ne sont pas nés de l’extérieur, ni ont été importés. Donc, ce sont des mouvements qui ont leur propre dynamique, qui varient en fonction des lieux. Ce qui s’est passé en Tunisie ne ressemble pas aux circonstances qui ont marqué l’Egypte ou la Lybie, ou actuellement les événements en Syrie. Mais malgré cette diversité, il y a des facteurs communs de déclenchement, qui est la dignité et la revendication sociale. Le moteur de ces révolutions c’est largement les valeurs que nous entendons soutenir. Maintenant qu’est-ce qu’on peut faire? Je crois qu’il y a un immense défi social et une crise économique importante. Je pense qu’il faut se tenir prêt à soutenir ces gouvernements dans la mesure de ce qu’ils souhaitent, c’est-à-dire c’est à eux de définir leur besoin et à eux de répondre en fonction de nos moyens, et en gardant l’esprit d’une certaine modestie. Quelle est votre lecture personnelle de ce qui se passe en Syrie?En tant qu’ambassadeur de France, je n’ai pas de lecture personnelle, mais une lecture officielle. Je pense que ce qui se passe est dramatique. L’ampleur de la répression a fait que le régime n’a pas saisi malheureusement les opportunités réelles qui lui ont été donné pour entamer des réformes sérieuses, ce qui a fait que Bashar Assad est un président illégitime. La situation est très compliquée maintenant, et je crois que c’est un mouvement qui est appelé à durer encore longtemps, jusqu’à ce qu’il faut trouver une solution politique qui sera

nécessaire à un moment ou à un autre. Que pensez-vous du fonctionnement des institutions politiques libanaises durant la période après Hariri?Le Liban est un pays de régime démocratique, mais cette démocratie est particulière et originale. Il y a l’aspect confessionnel, l’identité du Liban qui s’est largement accrue ces quelques années, et le pacte national qui ne permet pas que la majorité écrase les minorités ou la minorité impose son point de vue. Il faut justement trouver un bon équilibre. Et ce qui est un peu désolant c’est qu’on voit bien la difficulté des réformes que l’Etat doit mener, surtout que le gouvernement Libanais est faible de nommer des hauts fonctionnaires, et le pays n’a pas de budget depuis 6 ans. Donc il y a incontestablement un bloquage des institutions. Je crois que les Libanais devraient réfléchir à une actualisation de leur vie ensemble. “Sarkozy-1” n’a vraiment pas dynamisé les relations franco-libanaises comme au temps de Chirac. Pensez-vous que “Sarkozy-2” est mieux placé pour cette mission?D’abord les Francais n’ont pas encore voté, et c’est trop tôt de dire ou de lire. C’est vrai qu’il y a eu un certain ralentissement sur nos relations bilatérales et les libanais sont très sensibles à ce sujet, surtout au niveau des visites officielles, mais ceci n’a pas empêché le maintien de coopération entre les deux pays et la reconnaissance que le Liban avait bien respecté ses obligations internationales qui sont une demande essentielle. Et votre premier ministre a parvenu à maintenir certaines stabilités au Liban qui étaient l’une de ses missions principales. La visite de Mr. Mikati en France a été importante et positive, et j’espère qu’on va continuer sur ce rythme-là jusqu’à ce que le Liban parviendra à préserver sa stabilité par rapport à son environnement et à la situation en Syrie. D’autre part, le président Sarkozy a reçu officiellement Mr. Sleiman et avait le projet de venir ici, mais n’a pas pu le faire pour des raisons à contexte régional, et pour le fait des emplois du temps, et d’autres priorités comme la crise financière en France.

Propos recueillis par: Rima Sayrafi

LA REVUE DIPLOMATIQUE

8 / 9

ISSU

E 13 /

March

201

2

le fait que l’Algérie a fait le choix légitime de ne pas participer à la francophonie, et c’est absolument son droit d’affirmer et d’assurer son indépendence héritée d’un conflit et suite à des circonstances sanglantes et dramatiques. Mais l’Algerie reste malgré tout un pays qui parle le francais.La nouvelle génération Algérienne tend vers l’arabisation, en renforcant le dialecte kabyle ou bérbère. Est-ce à votre avis un refus total de s’intégrer dans la francophonie? Il y a une période en Algérie ou l’arabisation est retournée, et la langue arabe a repris sa place dans la société, mais je pense que le français doit être important encore, ne serait-ce que pour le maintien des relations humaines et sociales vis à vis de la France. Il y a en revanche une communauté algérienne très importante en France, ce qui pousse à maintenir plus encore la francophonie qui ne se décrète pas, car elle fait partie de l’histoire algérienne, et quelque part de l’identité algérienne aussi. La demande pour l’anglais est de plus en plus forte au Liban. Serait-ce parce que la France perd de son poids et son influence dans le pays du Cèdre ?Je sais que c’est une perception très largement partagée qu’en occident. Je crois qu’en ce qui concerne le français ça reste à démontrer. Maintenant que l’anglais progresse, c’est parler d’évidence et un peu dans l’ordre des choses. L’anglais est utilisé actuellement dans les échanges économiques, et il est normal qu’il progrèsse dans un pays comme le Liban. Ce que je voudrais dire que ce n’est pas une question de compétition entre les deux langues. Le maintien du français existera toujours, et nous ne sommes pas contre les autres langues dans un monde qui est devenu trilingue, surtout qu’il y a de la place pour tout le monde. Et c’est une chance pour les Libanais d’être trilingue, et la meilleure chance de la trilingue c’est qu’ils ont passé d’abord par le français, ce qui leur facilite l’apprentissage de l’anglais. Même en France, l’anglais a fait sa bonne place dans le monde du business...Il est vrai que l’anglais est devenu indispensable dans le domaine des échanges internationaux du

fait que la puissance américaine prend la relève dans le monde. Et dans l’historique de la France, le français avait son grand poids en Europe, car il était la langue de la diplomatie par excellence, et la langue des grandes cours. Aujourd’hui, l’anglais a une place plus pondérante et c’est un fait. Mais le français progresse aussi dans le monde, comme j’ai remarqué en Afrique du Sud par exemple, lorsque j’y étais ambassadeur. Le français, longtemps considéré comme “la langue des chrétiens” ne cesse de chercher un nouveau souffle au Liban et dans la région, en visant les musulmans. Où en êtes-vous?Bien sûr, du fait du lien historique, le français a été plus présent chez la communauté maronite au Liban. Cela étant, je crois qu’on ferait erreur de dire que c’est uniquement chez les chrétiens, car vous trouvez des francophones chez toutes les communautés: sunnites, chiites et druzes. Le français reste dominant dans les établissements scolaires homologués ou conventionnés qui recoivent uniquement des élèves à éducation francophone, et 60 pour cent des écoles du secteur public sont francophones. Mais le problème que nous faisons face c’est le maintien du niveau des maitres de français. Et c’est un problème qui touche aussi le niveau de l’arabe. Notre coopération assiste beaucoup à la formation des maitres en collaboration du ministère de l’éducation, et on leur donne les moyens techniques d’améliorer le niveau du français. Quelles sont les mesures concrètes qui permettraient de communiquer en français d’une façon plus mondiale ?Il y a un travail qui est fait par l’ONUF et le Liban est parmi les premiers pays francophones majeurs à avoir signé un pacte linguistique. J’ai signé un accord pour 3 ans avec le ministre de la cuture pour le français dans l’administration, dans l’enseignement et dans l’environnement culturel. Le déclin de la francophonie est-il dû au déclin des valeurs francophones, telles que: fraternité, partage, solidarité, démocratie, et pluralisme, au sein de la communauté internationale ?Vous trouvez que la francophonie est en déclin?

Quel rôle la francophonie moderne joue-t-elle dans le contexte que vit le Proche-Orient?La francophonie n’est pas seulement la langue parlée par les Français, mais bien aussi par les peuples qui ont le français en partage. Le français permet à des gens de différentes nationalités de communiquer ensemble en une même langue, et avoir un intérêt commun grâce à cette langue. Et dans la cas du Liban, la francophonie est un atou, car c’est un pays ouvert à l’extérieur depuis que les Phéniciens étaient des commercants, et il a toujours été le carrefour entre l’occident et l’orient. D’ailleurs l’intérêt des libanais aujourd’hui est de parler les langues, et pour nous ils sont les Proche-

Orientaux. Cependant il existe en occident une diversité culturelle, et vous avez raison de poser la question sur le Proche-Orient qui est présent dans le Liban et dans d’autres pays encore, un peu moins en Syrie, un peu plus en Egypte etc. Comment interprétez-vous le fait que l’Algérie, qui avait une acculturation avec la civilisation Francaise pendant 132 ans, décide maintenant de rejetter catégoriquement l’idée d’être membre de la francophonie?Ce sont des raisons liées a l’histoire. L’indépendance de l’Algérie s’est faite dans des situations douloureuses, et l’on celèbre en ce moment les 60 ans du détachement de la France. Nous respectons

Ambassadeurde France

Denis Pietton: Assad estun président illégitime

Bechara RaiAhmad Al Tayyeb

LA REVUE DIPLOMATIQUE

6 / 7

ISSU

E 13 /

March

201

2

en septembre dernier, la meilleure protection pour les chrétiens d’Orient et la véritable garantie de la pérennité de leur présence résident aujourd’hui dans l’instauration de la démocratie et de l’Etat de droit dans les pays arabes. C’est pour cela que nous recommandons aux chrétiens du Proche-Orient de ne pas se prêter aux manœuvres d’instrumentalisation mises en œuvre par des régimes autoritaires coupés de leur propre peuple. Je reste très préoccupé par la situation dramatique qui règne en Syrie, par la répression féroce exercée par un régime condamné qui utilise la force militaire contre son propre peuple. J’appelle de mes vœux une participation des chrétiens, comme de toutes les autres communautés, à la création d’une Syrie nouvelle et démocratique où tous les citoyens auront les mêmes droits et les mêmes devoirs.Nous ne sommes pas naïfs. Nous savons que le chemin sera long et chaotique. Mais au-delà des risques et des dangers, qu’il ne s’agit pas de nier, les “printemps arabes” offrent une opportunité historique pour les chrétiens d’Orient. Qui peut croire que les droits des minorités sont mieux protégés par des dictatures sanguinaires que par des régimes démocratiques? Qui peut nier que des chrétiens, des kurdes, des druzes, des alaouites, des assyriens aussi, sont assassinés, torturés, emprisonnés, en Syrie? Et des signes d’espoir existent dans ce printemps arabe: je souhaite rendre hommage à l’initiative du grand imam d’Al Azhar Cheikh Al Tayyeb, qui a élaboré et publié en janvier dernier un document sur les libertés publiques en Egypte. Ce texte met l’accent sur la liberté de croyance, la liberté d’expression, la liberté de la

recherche scientifique et la liberté de création, y compris de création artistique. De telles initiatives, qui renforcent le dialogue interreligieux, montrent qu’il est possible de rassembler des sociétés diverses autour de valeurs universelles permettant à tous de coexister harmonieusement.Si des interrogations persistent sur l’avenir, je veux dire aux chrétiens d’Orient qui sont dans bien d’autres pays que ceux que j’ai cités (notamment en Israël et dans les Territoires palestiniens) que la France ne les abandonnera pas. Notre confiance dans les révolutions de 2011 s’accompagne d’une vigilance absolue du respect des droits de l’homme, en particulier de ceux des minorités. J’ai moi-même beaucoup insisté sur cette question lors de mes contacts avec le Conseil national syrien, qui a vocation à rassembler l’opposition syrienne et qui s’est engagé à garantir ces droits.En Syrie comme ailleurs, l’intérêt des chrétiens d’Orient est d’embrasser des évolutions qui sont à la fois inéluctables et positives. C’est en s’engageant de manière décidée dans la construction d’une région nouvelle qu’ils protègeront leur avenir, comme l’a réaffirmé le Président de la République devant les autorités religieuses, à l’occasion des voeux le 25 janvier: “Les chrétiens font partie de l’Histoire de l’Orient; il ne peut être question de les arracher à cette terre. Les printemps arabes tiendront leurs promesses si les minorités sont respectées”.Le message que je souhaitais leur adresser est simple: la France a été, est et restera à vos côtés.

(*) Tribune d’Alain Juppé publiée dans “La Croix” (28 février 2012)

Alain Juppé (*)

Les chrétiens d’Orient sont inquiets. Inquiets pour la pérennité de leur présence dans une région qui est leur région depuis 2000 ans. Inquiets pour le respect de leurs droits dans un contexte de bouleversements majeurs. Inquiets face à la montée des tensions liées au confessionnalisme. Je veux leur dire que j’entends, que je comprends leurs craintes. Depuis des siècles, la France est investie d’une mission particulière à l’égard des chrétiens d’Orient. Elle ne s’y dérobera pas. C’est bien pourquoi, dès janvier 2011, le Président de la République fixait le cadre de notre politique en soulignant que le destin des chrétiens d’Orient symbolise “bien au-delà de l’Orient, les enjeux du monde globalisé dans lequel nous sommes entrés de façon irréversible”. Notre vision est claire: il ne peut y avoir de révolution démocratique authentique sans protection des personnes appartenant aux minorités. Les chrétiens d’Orient ont vocation à rester dans leur région. Ils ont vocation à participer à la construction de son avenir comme ils l’ont toujours fait pour son passé.La question n’est pas nouvelle. Elle est multiséculaire. Mais elle se pose avec une acuité accrue depuis quelques années.La France a, d’abord, manifesté sa vigilance en adressant des messages clairs aux Etats concernés, qui sont les premiers responsables de la sécurité de leurs citoyens. La France s’est également mobilisée pour que le Conseil affaires étrangères de l’Union européenne du 21 février 2011 condamne les violences contre les chrétiens, et pour qu’une déclaration présidentielle du Conseil de sécurité des Nations Unies leur soit adressée le 10 novembre 2010 suite à l’attentat de Bagdad.De fait, les chrétiens d’Irak ont payé un lourd tribut au cours des dernières années. Nous avons exprimé notre solidarité par l’accueil sur notre sol depuis 2008 de plus de 1300 d’entre eux et par l’évacuation sanitaire des personnes blessées lors de l’attentat contre la Cathédrale Notre Dame du Salut de Bagdad le 31 octobre 2010 en particulier.En Egypte, les coptes occupent une place particulière, enracinés dans la longue histoire du pays, ils ont souffert de violences, d’exactions, de discriminations ces dernières années, comme l’a montré le sinistre attentat contre l’église d’Alexandrie en 2011. Mais les coptes se sont également engagés dans la vie politique de leur pays comme jamais auparavant depuis la révolution, ils ont participé aux élections, ils veulent être écoutés et contribuer avec leurs concitoyens à la transition démocratique du pays. Le Parlement égyptien nouvellement élu a fait part de son engagement à garantir les droits des coptes: nous comptons sur son action décisive. Au Liban, la coexistence entre plusieurs minorités est une réalité. Mais ce modèle doit être sans cesse préservé afin de répondre à différentes tentatives de remises en cause. Tous les acteurs de la société et de vie politique libanaise ont la responsabilité d’y veiller.Comme le Président de la République l’a affirmé à Sa Béatitude Béchara Raï, Patriarche maronite, lors de sa visite officielle à Paris

Les chrétiens d’Orient

LA REVUE DIPLOMATIQUE

4 / 5

ISSU

E 13 /

March

201

2

justice et de cette liberté dans plusieurs Pays, en provoquant de grands changements qui n’ont pas encore terminé de se développer complètement. A ce sujet on pourrait bien affirmer que les raisons profondes de ce vent de renouvellement font déjà partie de la longue histoire de ce Pays, qui connait une véritable liberté, accompagnée aussi par une profonde considération pour tous les différents composants de la société qui sont officiellement reconnues et respectées par la législation. Dans ce sens et tenant compte de la diversité de chaque Pays, le Liban, avec sa Constitution basée sur la liberté de conscience et avec son expérience de coexistence vécue, pourrait être pris comme référence inspiratrice pour la région. La convivialité et la capacité de dialoguer entre tous les composants de la société démontre que les changements nécessaires et durables, se réalisent avec la force des idées et du consensus plutôt qu’à travers la violence, chose que le Pays a d’ailleurs depuis longtemps rejetée. Une violence qui à travers toutes les formes de terrorisme n’a pas cessé de menacer plusieurs Pays du monde, même si l’année passée a été marquée par la disparition d’un de ces plus recherchés idéologues qui tout au long des dernières années n’a pas réussi à faire rallier à ses méthodes et obtenir ainsi gain de cause, même chez ceux qui partageaient certaines de ses revendications. La violence est une force destructive, mais pour construire on a besoin de justice, de réconciliation et de paix. Si on se tourne vers la grave crise économique et financière qui a secoué beaucoup de Pays du monde et qui continue à préoccuper, on ne peut que se réjouir que le Liban ait été capable de rester à l’écart de cette situation dangereuse et de donner assurance et confiance aux marchés internationaux. C’est un autre signe de la particularité du Pays sur laquelle on peut bâtir un avenir encore plus prospère.Pour toutes ces raisons, j’estime que la visite qui vient de se conclure du Secrétaire Général des Nations Unies, Ban Ki-moon, a été très significative. Il a souligné davantage l’intérêt, le rôle et la place que le Liban occupe dans la communauté internationale. D’autre part, Vous-même, Monsieur le Président, étiez le promoteur auprès des Nations Unies pour faire de ce Pays « Message » un Siège international de dialogue des religions, des cultures et des civilisations

dans le monde. Pour en venir à l’année qui vient de débuter, on souhaite que sous Votre direction sage et patiente, le Pays puisse continuer à se développer dans un climat de dialogue et de respect pour garder son unité, garantie par un Etat souverain et indépendant, attentif à ce qui se passe autour de lui, mais pas impliqué dans des « batailles » qui ne sont pas les siens.Pour garder cet esprit, il est très important de continuer avec un effort redoublé, la formation des générations nouvelles. Les jeunes constituent une grande partie de la population du Liban et comme le rappelle Benoît XVI à toutes les autorités du monde dans son Message pour la journée mondiale de la Paix, il faut « éduquer les jeunes à la justice et à la paix ». J’aimerai en reprendre ici un petit passage: « Dans notre monde où la valeur de la personne, de sa dignité et de ses droits – au-delà des déclarations d’intentions – est sérieusement menacée par la tendance généralisée à recourir exclusivement aux critères de l’utilité, du profit et de l’avoir, il est important de ne pas couper le concept de justice de ses racines transcendantes. La justice, en effet, n’est pas une simple convention humaine, car ce qui est juste n’est pas déterminé originairement par la loi positive, mais par l’identité profonde de l’être humain ». Monsieur le Président, cette année Vous êtes entré dans la deuxième tranche de Votre mandat et en regardant ces 3 années découlées, on ne peut que Vous remercier, parce que, même dans les moments les plus troublants, Vous avez su, avec vos Collaborateurs, assurer une période de paix dans laquelle, entre autres les échéances électorales, soit au niveau national que municipal, se sont découlées de façon démocratique et paisible et une alternance de gouvernement s’est produite. Avoir pu sauvegarder la paix, n’est pas la moindre des réalisations et sur elle on pourra continuer à construire dans tous les domaines nécessaires pour un développement intégral du Pays.A Vous, Monsieur le Président, à Votre famille, aux Institutions de la République, aux Membres du Gouvernement, et à travers Vous, à tout le peuple libanais, nous souhaitons une Bonne Année 2012 !Que Dieu bénisse le Liban.

(*) À l’occasion de la présentation des voeux de Nouvel An 2012

Monsieur le Président,C’est avec joie qu’on se retrouve aujourd’hui pour cette heureuse tradition d’échange de vœux, qui permet à tout le Corps Diplomatique et à moi-même, d’exprimer à Votre Excellence les meilleurs souhaits pour l’année qui vient de commencer, même si aujourd’hui on partage Votre douleur et celle des familles des victimes du bâtiment écroulé à Achrafieh.J’ai l’honneur de Vous présenter les vœux de Sa Sainteté, le Pape Benoît XVI, qui porte toujours Votre Pays dans Son cœur, surtout que cette année il y a eu l’inauguration de la belle statue de Saint Maron au Vatican, en Votre présence, comme on a aussi élu un nouveau Patriarche maronite. J’ai aussi l’honneur de Vous présenter les vœux des Chefs d’Etat, des Autorités et des Peuples que nous, Ambassadeurs, avons le privilège de représenter dans ce cher Pays.Durant l’année qui vient de s’écouler, 24 nouveaux Ambassadeurs ont été accrédités dont 19 résidents, et j’aimerai citer les paroles d’un de nos collègues qui exprime si bien l’estime générale du corps Diplomatique envers Votre Pays. Il disait lors de la réception d’adieu : « J’ai apprécié le sens de l’accueil des libanais, la diversité culturelle du Liban et sa capacité à surmonter les épreuves. Il y a de multiples raisons de l’aimer : la beauté de ses paysages, son climat, sa douceur de vivre, la richesse humaine et la variété de ses 18 communautés qui en font un exemple peu courant de coexistence des minorités ; la grande qualité de son capital humain, son sens de l’entrepreneuriat, son génie créateur dans le domaine des arts, l’étonnante résilience de son peuple et la capacité du Pays à rebondir ».Je voudrais d’abord élargir le regard sur le contexte international dans lequel avec la fin de 2011, s’est conclu le mandat du Liban comme Membre Non Permanent au Conseil de Sécurité des Nations Unies. Une place qui a honoré ce petit Pays qui a une vocation globale, non seulement par la présence de tant de ses fils dans le monde entier, mais aussi par le rôle qu’il a joué dans la rédaction de la Déclaration Universelle des Droits de l’Homme. J’aimerai souligner que pendant cette période, la demande officielle de reconnaissance de la Palestine comme Etat Membre des Nations Unies a eue lieu. Une étape historique dans la perspective de tentative de trouver une issue définitive à la question déjà affrontée par la Résolution 181 de l’Assemblée Générale des Nations Unies en 1947, qui posait la base juridique pour l’existence de deux Etats. On le sait bien, surtout ici, que cette question reste centrale pour attendre une solution juste et définitive qui pourrait aboutir à une paix durable dans toute la région.Dans ce contexte, je voudrais féliciter aussi Votre Pays pour la collaboration et la mise en œuvre des résolutions internationales qui le concernent de plus près, en particulier la présence et le mandat des Forces Internationales des Nations Unies pour le Liban, aussi bien que le Tribunal Spécial pour le Liban. La force d’un Pays, qu’il soit grand ou petit, reste toujours basée sur la justice, la vérité et le droit qu’il cherche à appliquer dans ses propres confins comme dans les différentes organisations régionales jusqu’à l’ensemble de l’entière communauté internationale dans un esprit de dialogue et de collaboration.L’année passée, qui sera rappelée par ce que l’on appelle le « printemps arabe », a justement accentué de manière imprévue, l’exigence de cette

Mgrs. Gabriele CACCIA

Nonce Apostolique etDoyen du CorpsDiplomatique

Ne vous impliquez pas dansla «bataille» des autres

Le plus grand prob-lème du Liban est que les différentes allégeances de ses citoyens priment leur allégeance à la patrie : l’allégeance à la personne, à la famille, à la confes-sion, au parti poli-tique, aux profits et intérêts personnels ou même l’allégeance à l’étranger. Il est impératif de donner la priorité à l’allégeance à la patrie uniquement. Il nous incombe alors de concrétiser le con-

tenu de notre hymne national « tous pour la patrie » et de prouver par les paroles et les actes que nous sommes tous les ouvriers d’un seul patron, le Liban. Il est nécessaire de passer de l’Etat des confessions à l’Etat des talents, des droits de la communauté aux droits fondamentaux de l’Homme : l’éducation, la santé, le logement, le travail, la retraite et les autres exigences de la vie quotidienne et au dessus de tout, la liberté et la sécurité. La religion est la relation entre l’homme et Dieu tandis que le confessionnalisme en est la commercialisation.Ceux qui devraient posséder le pouvoir sont les déten-teurs du savoir, de la transparence et du courage.Tous les postes doivent être ouverts à toutes les con-fessions et les ministères à toutes les compétences. Cette hérésie des « ministères souverains » réservés exclusivement à une seule confession est une atteinte humiliante aux autres confessions ; elle viole l’article 7 de la constitution stipulant que « Tous les Libanais sont égaux devant la loi. Ils jouissent également des droits civils et politiques et sont également assujettis

aux charges et devoirs publics, sans distinction au-cune. »La différence entre l’intelligent et le génie est que l’intelligent sait comment parvenir à son but tandis que le génie sait comment faire parvenir son pays à son but. La différence entre l’homme politique et l’homme d’Etat est que l’homme politique œuvre pour les prochaines élections tandis que l’homme d’Etat œu-vre pour les prochaines générations.Pour bien juger une personne ôte-lui trois attributs : son titre, ses propriétés et ses comptes bancaires puis évalue le reste.Quand la diplomatie se heurte à la vérité, sacrifie-la au profit de cette même vérité.Il faut supprimer de notre dictionnaire politique des expressions tels que : « la coexistence », « la cohabi-tation », « la guerre civile », « la paix civile », « la cohésion nationale », « la fusion nationale » ainsi que tous les autres clichés et adopter un discours politique plus ambitieux qui commencerait par remplacer l’Etat des confessions par l’Etat des talents et les droits de la confession par les droits fondamentaux de l’Homme.Depuis son indépendance, le Liban repose sur des compromis qui ne sont en fait qu’une trêve entre deux guerres : le pacte national de 1943, ni vainqueur ni vaincu en 1958, l’accord du Caire en 1969, l’accord du Taëf en 1990, l’accord du Doha en 2008.Le Liban a besoin d’une solution qui lui accorde un rôle dans la communauté internationale et qui justifi-erait son existence et sa durabilité partant du fait que c’est un pays porteur de messages. Ce rôle pourrait se concrétiser si les Nations-Unies reconnaît le Liban un centre international de dialogue entre les religions et les cultures, car ce pays ne peut compenser sa géog-raphie et sa démographie que par le rôle qu’il peut jouer, le message qu’il peut acheminer, la qualité, la créativité et sa participation à la civilisation.L’indépendance est méritée et non quémandée ; la préserver est aussi important que l’obtenir, d’où la nécessité d’un Etat juste, solide et ambitieux.

Dictons et devisesA l’attention des politiciens libanais

Fouad Turk

EDITORIAL

3 ISS

UE 13

/Marc

h 20

12

Revue Trimestrielle du cercle des Ambassadeurs du Liban - Quartely Review Published by the Circle of Lebanese Ambassadors

ISSUE 13 / March 2012جملة ف�سلية ت�سدر عن منتدى �سفراء لبنان

Dictons et devises Fouad Turk

La «bataille» des autres Gabriele Caccia

Les chrétiens d’Orient Alain Juppé

Assad: président illégitime Denis Pietton

Deux voisins retrouvés Inan özyildiz

La FINUL et l’Espagne Juan Carlos Gafo

Our challenges Raana Rahim

Las islas malvinas José Gutiérrez

Fonction et mission Georgine Chaer Mallat

Gas Partnership Simon Henderson

Le Soleil de la Géométrie Rachid Matta