zarqa journal for research and studies in humanities volume 16,...

21
Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, No 3, 2016 187 Pre-Islamic Poetry's Portrayal of Social Life: A Study of the Types of Food and the Pottery Usen Then Abstract: This research tries to present types of banquets and potteries, descriptively, through the text of the Pre- Islam (Jahiliyah) Arabic poetry, and the spread presented by the Jahiliyon to their guests, and in their family gatherings; the research presents a variety of these banquets that include meats, fats, grains, dates, fruits and honey, etc. Then the research displays the ornaments and pots that the Arabs used to eat in, like aljafan, almagari, and other plates and instruments. The research aims to shed light on the cultural life-style before Islam. The Arabs were skilled in food preparation and in making banquet displays which elaborates to the researcher level of art and development that Arabs enjoyed in the Pre Islamic Era. And as" poetry is the registry of the Arabs", recording minutes of their lives and describes their various living styles: the research is committed to what was stated in the texts of pre-Islamic poetry. It does not resort to history books or news or biographies, or dictionaries, unless there is evidence of the pre-Islamic poetry to that pots and banquets in the lives of Arabs that were rooted in their social life and were reflected in their poetry during Pre-Islam. The research studies, the types of ornaments and banquets in the pre-Islamic poetry through a humanitarian context associated with them, and it does not depict them individually, as the in dictionaries and encyclopedias. Key words: Tables, pots, poetry, pre-Islamic era, the development of civilization, the food, the cooking, meat, grease, dates, fruits. Dr. Mahmoud Hussein Obeid-Allah' Azazme Department of Arabic Language Faculty of Arts Hail University- Kingdom of Saudi Arabia [email protected] Received 27/1/2014 Accepted 9/11/2015

Upload: others

Post on 24-Feb-2021

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, No 3, 2016

187

Pre-Islamic Poetry's Portrayal of Social Life: A

Study of the Types of Food and the Pottery Usen

Then

Abstract: This research tries to present types of banquets and potteries, descriptively, through the text of the Pre-

Islam (Jahiliyah) Arabic poetry, and the spread presented by the Jahiliyon to their guests, and in their family gatherings; the research presents a variety of these banquets that include meats, fats, grains, dates, fruits and honey, etc.

Then the research displays the ornaments and pots that the Arabs used to eat in, like aljafan, almagari, and other plates and instruments.

The research aims to shed light on the cultural life-style before Islam. The Arabs were skilled in food preparation and in making banquet displays which elaborates to the researcher level of art and development that Arabs enjoyed in the Pre Islamic Era.

And as" poetry is the registry of the Arabs", recording minutes of their lives and describes their various living styles: the research is committed to what was stated in the texts of pre-Islamic poetry. It does not resort to history books or news or biographies, or dictionaries, unless there is evidence of the pre-Islamic poetry to that pots and banquets in the lives of Arabs that were rooted in their social life and were reflected in their poetry during Pre-Islam.

The research studies, the types of ornaments and banquets in the pre-Islamic poetry through a humanitarian context associated with them, and it does not depict them individually, as the in dictionaries and encyclopedias. Key words: Tables, pots, poetry, pre-Islamic era, the development of civilization, the food, the cooking, meat, grease, dates, fruits.

Dr. Mahmoud Hussein Obeid-Allah' Azazme

Department of Arabic Language

Faculty of Arts

Hail University- Kingdom of Saudi Arabia [email protected]

Received 27/1/2014 Accepted 9/11/2015

Page 2: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالث العدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

188

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام

وأونيه

لخص مالمائدة التي قدمها الجاهليون لضيوفهم، أو تحلقوا يحاول هذا البحث عرض أصناف المائدة وأوانيها من خلال نصوص الشعر العربي الجاهلي،

غيرها. ثم حولها مع أفراد أسرهم. يعرض البحث لأصناف هذه الموائد إن كانت تتكون من اللحوم والشحوم أو الثريد أو التمور أو الفواكه أو العسل و ، والمقاري والصحون وغيرها.يعرض البحث لأواني الموائد التي تناول العرب فيها طعامهم كالجفان، والقدور

ف يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على حياة العرب الحضارية قبل الإسلام، فتفنن العرب في إعداد الطعام، أو تفننهم في صناعة أوانيه، يكش للباحث مدى التطور الحضاري والاجتماعي الذي وصل إليه العرب في العصر الجاهلي.

ل دقائق حياتهم، ويصف مختلف طرائق عيشهم؛ التزم البحث بما ورد في نصوص الشعر الجاهلي من ذكر ولأن الشعر ديوان العرب؛ يسجأوانيها بالدليل للموائد وأوانيها، ولم يركن إلى كتب التاريخ أو الأخبار أو السير أو المعاجم، ما لم يكن ثمة شاهد من الشعر الجاهلي يرفد الموائد و

العرب ورسوخها في حياتهم الاجتماعية، الرسوخ الذي يعني انعكاسها في شعرهم من بعد حياتهم على مر العصر القاطع على وجودها في حياة الجاهلي.

ك يدرس البحث أصناف الموائد وأوانيها في الشعر الجاهلي من خلال السياقات الإنسانية المرافقة لها، ولا يدرسها منفردة كما تقدم على ذل .سوعاتالمعاجم اللغوية والمو

.الموائد، الأواني، الشعر العربي، العصر الجاهلي، التطور الحضاري، الطعام، الجفان، اللحوم، الشحوم، التمور، الفواكهالكلمات المفتاحية:

مقدمةعرضت كثير من المصادر الأدبية والتاريخية لحياة العرب في

هم الجاهلية، ودرست جوانب متعددة منها، غير أن بعض مظاهر حياتالحضارية والاجتماعية لم يزل بحاجة إلى الدراسة والبحث والتأمل، وقد ألقى الجاحظ في كتابه البخلاء بعض الضوء على أحوال العرب في عصره، كطريقة طعامهم ولباسهم وأوانيهم وغير ذلك، وكان هذا الكتاب فاتحة أولى لتساؤل البحث: إذا عرفنا طبيعة المجتمع العباسي

والحضارية من خلال هذا الكتاب، وهو في تأليفه بعيد عن المعيشيةالشعر، فما الموائد التي اجتمع العرب حولها في العصر الجاهلي، وما

الأواني التي تناولوا طعامهم فيها كما تبدت من خلال أشعارهم؟سيحاول البحث الإجابة عن هذا السؤال، بمراجعة نصوص

سياقات الإنسانية والاجتماعية التي الشعر العربي الجاهلي، ودراسة ال رافقت الموائد وأوانيها.

إن دراسة مثل هذه التفاصيل الدقيقة في حياة العرب الجاهليين، قد يساهم في كشف ملامح التطور الحضاري الذي وصل إليه عرب الجاهلية، وميزة هذا البحث أنه يجعل من الشعر العربي الجاهلي

انيها، منطلقا من قناعة راسخة أن الشعر مصدرا وحيدا للموائد وأو ديوان العرب، سجل تفاصيل حياتهم ودقائقها ووثقه للأمم من بعدهم.

وأذكر أن بحوثا كثيرة تطرقت لهذا الموضوع، غير أنها لم تعن بدراسته من كافة الجوانب، ذلك أن تخطيطها لم يقم أساسا على ذلك،

رفة أحوال العرب، لمحمود كتاب بلوغ الأرب في مع أذكر منها: شكري الألوسي، وقد قدم الكتاب بعض النماذج التاريخية والأدبية لجوانب مهمة من حياة العرب الاجتماعية والحضارية، بما في ذلك الحديث عن طعامهم وأوانيهم، غير أن هذا الكتاب لم يتوسع في هذا

ئدا إلى الموضوع، واقتصر على التفصيل في الناحية التاريخية، عاكتب الأخبار والمصادر الأدبية والتاريخية القديمة دون أن يجعل شعر العرب الجاهليين مصدره الأول في هذا الموضوع، ولم يتخصص الكتاب بهذا الموضوع، بل درس الكتاب معظم أحوال العرب الأخرى.

معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر لندى الشايع، وهو أما على الناحية المعجمية الدلالية، ولم يشمل سوى شعراء معجم اقتصر

المعلقات، وقد أفاد البحث من هذا الكتاب فائدة حسنة، غير أنه توسع في مسح معظم ما استطاع الوصول إليه من الشعر الجاهلي، ليبين

محمود حسين عبيد الله العزازمةد.

قسم اللغة العربية

الآداب كلية

المملكة العربية السعودية -جامعة حائل[email protected]

9/11/7112 تاريخ قبول البحث 1/7112/ 72تاريخ استلام البحث

Page 3: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

189

أنواع الموائد وأوانيها كما تبدت في الشعر العربي الجاهلي، وقد عمد لموائد وأوانيها ضمن سياقاتها الشعرية والإنسانية، البحث إلى دراسة ا

ولم يخط على خطى المعاجم والموسوعات اللغوية التي دأبت على الاكتفاء بالإشارة أو التعريف بالمأكولات وأوانيها دون تفصيل.

يتكون البحث من مقدمة وفصلين وخاتمة، سيدرس البحث في الموائد المتداولة في : مفهوم المائدة، ويعرض لأهم الفصل الأول

العصر الجاهلي كما وردت في النصوص الشعرية للشعراء الجاهليين، ؛ فسيعرض للأواني التي استخدمها العرب في الفصل الثانيأما

موائدهم كما وردت في الشعر الجاهلي. وفي الخاتمة سيعرض البحث للنتائج التي توصل لها.

الأول: الفصل مفهوم المائدة:ائدة في مفهومها من )الأدب( في بعده الاصطلاحي تقترب الم

واللغوي، فسميت المائدة مأدبة لوجوب التأدب أمامها، التأدب القادم من مقدم الطعام الذي يتحلى بالتهذيب والترحيب بالضيوف، أو من المدعوين للطعام الذين يسري فيهم الشعور بالتأدب أمام المضيف

عي إلى الطعام، ونجد في معاجم اللغة: وأمام المائدة، فالآدب هو الدا أدب البحر بالتحريك بمعنى كثرة ماؤه.

والمأدبة من الأدب وهو طعام الدعوة، والمؤدب: صاحب المأدبة، وأدبت القوم على أمر كذا آدبهم وآدبهم أدبا: أي جمعتهم

1عليه، ومنه مأدبة الدعوة.ومن الشعراء الجاهليين الذين قدموا وصفا لآداب الطعام طرفة

مجموعة الآدببن العبد، فقسم الموائد قسمين، موائد عامة يدعو فيها وأطلق عليها اسم: "الجفلى" وموائد ،كبيرة من الناس إلى طعامه

خاصة يدعو فيها الداعي إلى الطعام أفرادا مخصوصين بالدعوة إلى اها " النقرى". يقول الشاعر:مائدته وقد سم

ينــــــــــــــــــــتقر لا ترى الآدب فينا الجفلى، نحن في المشتاة ندعوا قطر أقتار ذاك أم ريــــــــــــــــــــــــــح :مجــــــــلسهم حين قال الناس فيــــــــــــــــــــــــــــــــ نبر من سديف حين هاج نادينا، ــــــــتريبجفان، تع الص

ــوابي، لا تني مت رعة للمتحضر لقرى الأضياف أو كالجــــــــــــــــــــــ 2المدخر إنما يحـــــــــــــــــــزن لحم لحمها ثم لا يحــــــــــــــــــــــــــــزن فينا

مة التي يدعو فيها الآدب جميع الناس إلى تسمى الدعوة العاالمأدبة بـ: الجفلى، ذلك أن المدعوين يجفلون نحو المأدبة بأجمعهم، أما الدعوة الخاصة التي ينتقر فيها الآدب؛ أي يختار بعض الناس

المقربين من معارفه وأصدقائه، ولا يدعو الجميع، فتسمى بـ النقرى.ن قومه من الفئة الأولى، فهم أجواد يفخر طرفة بن العبد بأ

كرام، يدعون الجفلى في الشتاء، ليعم الخير جميع الناس، ويكسبون هم الحمد والمجد، والذكر الحسن بين الناس.

وجفان طعامهم تبدو كبيرة، مثل حياض الماء الواسعة، مترعة دائما بالطعام في الصنبر، وهو أشد البرد، يأكل منها الضيف والمحتضر، وهو الرجل الحاضر معهم على مائدتهم من جميع الناس.

أما اللحم، فلا يخزن لديهم، أي لا يفسد ولا تتغير رائحته، لأنهم لا يدخرون لحم اليوم إلى الغد، بل ينحرون الإبل كل يوم، ويطعمون

اللحم غضا وطريا.عبون الميسر ورجال هؤلاء القوم أجواد، يسر وأيسار، أي أنهم يل

على لحم الجزور، وهي النياق الفتية، ويطعمونه الفقراء والضعفاء. كما تتبدى صفة الإيثار؛ فهم لا يعرفون احتكار الرزق والاستئثار بالخير دون غيرهم، والاستبداد به لأنفسهم فحسب، في زمن العسر والجوع، بل هم يبذلون ما عندهم، ويشركون بالرزق غيرهم،

ر عن الفقير المضرور فيهم، ويسدون حاجة المحتاج فيكش فون الض، يأمرون بالخير دائما، »رحب الأذرع، بالخير أمر «في جوارهم، وهم

فيبلغ الجود والعطاء عندهم أسمى مظهر اجتماعي إنساني، وهو الإيثار ورفض الاحتكار.

نوب ذكرا صريحا في قول ج »النقرى«وقد ورد ذكر مائدة الهذلية:

يختص بالنقرى المثرين داعيها وليلة يصطلي بالفرث جازرها من العشاء ولا تسري أفاعيها لا ينبح الكلب فيها غير واحدة 3اغيهاشحم العشار إذا ما قام ب أطعمت فيها على جوع ومسغبة

يبدو جازر الشاة إذا شق فيها الكرش أدخل يديه ورجليه فيها لشدة البرد مستدفئا بها، يخص الداعي إلى الطعام الأغنياء واحدا

وأما الكلب واحدا، أولئك الذين يطمع من بعد إكرامه لهم بالمكافأة. .الذي من عادته النباح حول ديارهم ليلا، فإنه لا ينبح من شدة البرد

كما ورد ذكر المأدبة ذكرا صريحا عند طرفة بن العبد في قوله يصف غرابا:

4المآدب بع ض عند نوى القس ب مل قى كأن قلوب الطير في قعر عشها

يصف الشاعر غرابا، مشبها قلوب الطيور المرتعشة في قعر ائد.أعشاشها، بمشهد نوى التمر الذي تركه الآكلون حول المو

كما يذكر عنترة طعام الوليمة، ويطلق عليها اسم )العرس( في قوله:

كما تردي إلى العرس البواني تركت الطير عاكفة عليه 5وتمنعهن أن يأكلن منه حياة يد ورجل تركـــــــــضان

ي حلت بخصمه، فقد أصبح يقدم الشاعر وصفا للمأساة التوجبة مناسبة لوحوش الصحراء، غير أن ثمة حياة لم تزل تسري في

الأمر الذي يجعل بعض أعضائه، فيداه ورجلاه تصدران الحركة، الوحوش تتلكأ في الإقدام على أكله وتتمنع.

Page 4: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –ة مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنساني

190

أصناف الموائد في الشعر الجاهلي: دت في شعرهم؟ما الموائد التي قدمها العرب إلى ضيوفهم كما تب

عرف العرب في حياتهم اليومية كثيرا من الموائد، يمكن إجمالها فيما يأتي:

:موائدها القرىعادة تعد عادة إقراء الضيف من الخصال العربية الأصيلة التي يفاخر بها العربي، ويحرص عليها حتى يومنا الحاضر، وقد ورد في

ة : الحاضرة الجامعة، ويقال: أهل لسان العرب: قرى من "القارية والقاراالقارية للحاضرة وأهل البادية لأهل البدو، وجاءني كل قار وباد، أي: الذي ينزل القرية والبادية، وأقريت الجل على ظهر الفرس، أي: ألزمته

في شدقه أي يجمعه، والقري جبي الماء يقري العلف في إياه، والبعيرماء في الحوض قريا وقرى: جمعته، وقال في الحوض، وقريت ال

التهذيب: ويجوز في الشعر قرى فجعله في الشعر خاصة، واسم ذلك الماء القرى، بالكسر والقصر، وكذلك ما قرى الضيف قرى، وقريت الضيف قرى، والمقراة القصعة التي يقرى الضيف فيها، والمقرى إناء

.6ة مقراة"يقرى فيه الضيف والجنف وفي أغلب الأحيان يختص القرى بتقديم موائد الطعام لجماعة مدعوة من الناس من خارج الأسرة، كالضيوف والوافدين الجدد على

المضيف.وتشير موائد القرى من خلال نصوص الشعر الجاهلي على أنها لا تختص بنوع معين من الأطعمة، والغالب أنها تتكون من اللحم

لا للضيوف، غير أنه يمكن أن تكون موائد القرى مكونة من أي إجلاطعام يستطيع العربي الجاهلي تقديمه إلى ضيوفه، سواء كان لحما أو

ثريدا أو تمرا أو عسلا وغير ذلك.وقد تبدت موائد القرى في كثير من أشعار الجاهليين، منها ما

ي قوله:ذكره عبد لله بن ثور العامري عن عادة القرى ف

7يقري ومن يتعفف من بأخلاق وأحسب أني بعد ذلك أقتدي

يفخر الشاعر بقدوته الحسنة من كرام الناس، فهو يقري ضيوفه إذا ما حلوا ضيوفا في بيته، وتمتزج لديه صفة القرى بصفة العفة،

فمكانه دوما مع العطاء والبذل دون منافع من وراء ذلك. اجب المازني فيذكر القرى مفتخرا بقومه، في قوله:أما ح

حماة كماة كالليوث الضراغم عتاة قراة في الشتاء مساعر ر نة من بأيديهم سم 8وبيض تجلى عن فراخ الجماجم الخط لد

ى بني يمتدح الشاعر قومه في يوم بني مازن وانتصارهم علقراء الضيوف في وقت الشتاء، يشكر، واصفا قومه بالكرم والجود وا

فضلا عن أنهم قوم شجعان منهم الفرسان والرماة الشجعان.كما يذكر بشر بن أبي خازم القرى في سياق هجائه لأوس بن

حارثة، في قوله:

قيراولي سوا ين عشون لهم ف جار لا يفون بعه د ، ذنابى 9وجدت الخير عندهم عسيرا إذا ما جئتهم تبغي قراهم

يصف الشاعر البخل الذي بدا على أوس بن حارثة وقومه، فهم ذا ما جاءهم ضيف يتوقع قوم لا يوقرون الجار ولا يراعون له عهدا، وا

منهم القرى، فوجئ ببخلهم وعطائهم القليل. مه، في قوله:ويذكر الأفوه الأودي القرى، وهو يفخر بقو

ع البرى ولأهل الدار فيها صع صعه يوم تب دي البيض عن لم ب وسعه ثم فينا للقرى نار يرى يف رح 01عندها للض

يفخر الشاعر بمكارم قومه ومآثرهم، فهم عندما تنزل الحرب قدام، وحين تخاف النساء بهم، يتصدون لأعدائهم بكل شجاعة وا

تضطرب وتظهر حليهن، وعندما يقلق الساكنون في دورهم، فإن قوم و الشاعر يتماسكون وتبدو بسالتهم وصلابتهم في وجه كل الملمات، ثم يفخر الشاعر بنار الضيافة التي لا تنطفئ عند قومه، يتحلق الضيوف حولها مرحبا بهم في كل وقت، فهم دأبوا على تقديم موائد القرى

د عرفوا بذلك.للضيوف، وق أما عامر بن مالك )ملاعب الأسنة( فيذكر القرى في قوله:

عرض والده ذبا عنوألأمنا لحا الله أنآنا عن الضيف بالقرى 00إذا القور أبدى من جوانبه ركبا وأدخلنا للبيت من قبل آسته

يتحدث الشاعر عن عادة القرى، كاشفا عيوب المهجو، فهو من اهتماما بإقراء الضيف، وهي العادة المتأصلة في أقل أفراد القبيلة

القبيلة، يقيم سلوك الرجال من خلالها.ومفردة طاعم؛ وكان كما يذكر خداش بن زهير مفردة )القرى(

يهجو عبد الله بن جدعان التيمي، ولم يكن رآه، فلما رآه ندم على هجائه، يقول:

نة أغـــــــــــــرك أن كانت لبط ن في بمكة طــــــــــــــــــــاعم ك عك وأنك مك لحا نى علي ك العظـــــــــائم وتر ضى بأن يه دى لك العف ل مص نق أن تج وتح ي ف عـاتم وأن القرى عن واجب أبـــــــــــــــى لـكم أن النفوس أذلـــــة 02الض

ينفي الشاعر عن مهجوه عبدالله بن جدعان التيمي صفة الكرم قراء الضيف، فهو وقومه تلفهم الذلة والهوان، فتبدو نارهم محجوبة وا عن الضيوف، لا يحرصون على إشعالهم وتقديم القرى لمن يأتي

إليهم. ثم يذكر عامر بن الطفيل مفردة القرى في قوله:

ولكن أتانا كل جن وخابل مع مثلنا لم يبزنافلو كان ج 03يبت عن قرى أضيافه غير غافل فبتنا ومن ينزل به مثل ضيفنا

يفخر الشاعر بمكارم قومه، مذكرا أنهم لا مثيل لهم في إكرام الضيف وتقديم موائد القرى له، فمن يرى طريقة إكرامهم لضيوفهم

.دمهغر ما يقوتقديمهم القرى، يصاب بالدهشة ويشعر بص

Page 5: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

191

ويذكر عمرو بن كلثوم في معلقته مفردة )القرى( في قوله:

يصف الشاعر طريقة قتل قومه لأعدائهم من أتباع عمرو بن ض هند، فقد عرض عمرو بن هند وقومه للشاعر وأهله كما يعر

للضيف القرى، فقتلوهم عجالا كما يحمد تعجيل قرى الضيف، وهي صورة فريدة أن يشبه الاستعجال في تناول الطعام بالاستعجال في

القتل، قرى القوم أعداءهم بقتل عاجل كراهة وغضبا لما بدر منهم. ويذكر زهير بن مسعود، الشاعر الفارس، مفردة القرى في قوله:

05ما لم يكن في الحي محلوب هم إذاويحمد العافي قرا

يحمد الضيف قرى قوم الشاعر، في وقت الشدة والفاقة، فهم قوم يظهر جودهم في وقت الشدة عطاء ومنحا مستفيضا للضيوف،

مقدمين القرى بطعامه الوفير.أما الأسود بن يعفر فيذكر الفعل المضارع )نقري( ليدل على

، والاسم )القرى( ليدل على ثبات هذا الاستمرار في إطعام الضيوفالعرف المتوارث في المجتمع الجاهلي، فهو يقدم الشحوم وكل

:الأطعمة التي تليق بالضيوف، يقول الشاعر

نا لنـقري حين نحـمد بالقـــــــرى بقايا شحوم الآبيــات المفارق وا 60وتحمدنا أشياعنا في المشارق ونضرب رأس الكبش في حومة الوغى

العرس والإعذار والوكيرة: مناسباتعرف العرب عددا من الموائد وأطلقوا على كل منها اسما يميزها عن الموائد الأخرى، ومن هذه الموائد طعام الإعذار وهو طعام يقام بمناسبة ختان الصبي في الجاهلية، أما موائد الزواج فتسمى

وقد كان الرجل يطعم البناء بـالعرس، وأما الوكيرة، فهي موائد البناء، ذا فرغ من بنائه تبرك بإطعام أصحابه ومجاوريه، وقد الذي يبني له، وا

ذكر لنا الجاحظ في كتابه )البخلاء( قول أحد الشعراء الجاهليين:

07العرس والإعذار والوكيرة خير طعام شهد العشيرة

لتي يصف الشاعر مأدبة الوكيرة بأنها من أفضل الأطعمة اتقدمها العشيرة، ومدح الشاعر لهذا الطعام يؤشر على أن مأدبة الوكيرة تتكون من المأكولات التي احتفي العرب بوجودها على موائدهم

مثل: اللحم والشحم وغيرهما.بكسر الهمزة فهي من: عذر الغلام: إذا ، أما مائدة الإعذار

اسم لدعوة الختان أو ي : هختنه، ويقال: العذر، بضم فسكون، والعذيرة .11ويقال: عذر القوم: دعاهم إلى طعام الختان ،لطعام الختان

وقد عرف العرب هذه المأدبة، وحتى عصرنا الحاضر لم يزل الناس يحتفلون بختان أبنائهم، وينشئون على هامش الاحتفالات موائد

وقد ذكر النابغة مائدة الإعذار في سياق حديثه عن الخيل الإعذار.شارة الشاعر إلى وقتتي أعجلت الأبكار أن يبلغن وقال ت الختان، وا

الختان وتسميته لمأدبة الختان إنما تدل على شيوعها لدى العرب في حياتهم الاجتماعية، يقول الشاعر:

ذار فنكحن أبكارا وهن بأمة جل نهن مظنة الإع 09أع

موائد الخر س:طعام الخرس، : لتي عرفها العرب وشاعت بينهمومن المآدب ا

وتترافق هذه المأدبة مع مناسبة إنجاب النساء للأطفال، فهو طعاميصنع غالبا للاحتفاء الولادة، يقدم احتفاء بقدوم المولود الجديد، و

بسلامة المرأة من الطلق في النفاس.ال: إلى عن حسان بن ثابت أنه إذا دعي إلى طعام قوقد روي

لا لم عرس أم خرس أم إعذار ؟ فإن كان في واحد من ذلك أجاب، وا يجب.

يذكر لنا عمر بن قميئة وهو من أقدم الشعراء الجاهليين مائدة في قوله: الخرس

21د ر خروس من الأرانب بكر شركم حاضر وخيركم

موائد السخينة:وتتخذ من الدقيق، ومن موائد العرب المعروفة مائدة السخينة،

وهي دون العصيدة في الدقة وفوق الحساء، وتؤكل في شدة الدهر وأيام الفقر، وتدل غالبا على شظف العيش، حتى أن قريشا كانت تعير

والسخون من المرق: ما يسخن والسخينة طعام من اللبن، غير بها، أنه أغلظ من الحساء، يقول كعب بن مالك:

لب ربهازعمت س لبن مغالب ال غلاب خينة أن ستغ 20وليغ

مائدة الجزيرة: ومن مآدب العرب الشائعة في بيئتهم الاجتماعية مأدبة الجزيرة، وعي عبارة عن لحم يقطع قطعا صغيرة على ماء كثير، فإذا نضج ذر

ى، يقول الشاعر عليه دقيق، ويقال إن أول من صنعها سويد بن مر بني مخزوم:

22وعلمت أمل الحزير وأنتم على عدواء الدهر صم صلاب

موائد العتيرة: ومن موائد العرب الجاهليين مائدة العتيرة، تقدم هذه المأدبة مع بداية ظهور هلال شهر رجب، يدعو العربي إليها مجاوريه ومعارفه،

ات العرب القديمة، وهي "بوزن عاد وتعد إقامة مثل هذه المائدة منغير أن الذبيحة يمكن . 32الذبيحة وهي شاة يذبحونها في رجب للآلهة"

32أن تكون ناقة أو شاة أو غير ذلك من الأنعام، وقد أبطلها الإسلام

بعد ظهوره. ويقوم هذا الطقس على إدمام رأس الصنم الذي يقربون ذبح الشاة: هذه أيام ويقال في سياق إليه عترا في الشهر المحرم،

وفي ذلك يقول الحارث بن حلزة اليشكري: ترحيب وتعتار،

25عنتا باطلا ، ظلما كما تعتر عن حجرة الربيض، الظباء

ياف منـا نـا نزل تـم من زل الأض تمو جل نا القرى أن تش 04فأع

Page 6: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالث العدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

192

كذلك كان الرجل من العرب الجاهليين ينذر نذرا على شياهه إذا بلغ عددها المئة، ويذبح عن كل عشر شياه منها شاة في رجب، وكان

.ى تلك الذبائح: الرجبية، وهي العتائر ذاتهاتسموكان الرجل منهم يبخل أحيانا بشائه فيصيد ظباء فيذبحها بديلا عن غنمه في رجب، ليوفي نذره، وقد قال الشاعر بما معناه: أنتم تأخذوننا بذنوب غيرنا، مثل ذبح أولئك الناس للظباء بدلا من ذبح

موائد العتيرة لضيوفهم نذرا عن الأغنام، وهكذا فقد قدم العرب أغنامهم.وقد كان العرب ينذرون نذرا، فيقول أحدهم: إن رزقني الله مئة

شاة ذبحت عن كل عشر شاة، في رجب، ويسمى ذلك بالعتيرة أو .36الرجبية

موائد الشواء من اللحم والشحم:احتفى العرب بموائد اللحم أكثر من الموائد الأخرى، خاصة

وشحومها، ولم يتوان العربي عن ذبح ناقته ليكرم ضيوفه لجمالالحوم بتناول اللحم الوفير، ومن أمثلة هذه الموائد، موائد الكبد والسنام، يقول

حاتم الطائي:

ته من كبدها وسنامها شواء وخي ر ال خي ر ما كان عاجله 27فأط عم م ناقته ومن كبدها وشحمها، ويقدم هذه يطعم الشاعر من لح

الأصناف على هيئة مائدة شواء سريعة التحضير وتكفل ذهاب الجوع عن الضيوف.

ويقدم الأعشى لوحة متكاملة لطرائق تعامل العرب مع ضيوفهم في قوله:

يافهم ا لهم من شط من قية ومن حجروا على أض ب وشوو 28اد أك يمتدح الشاعر أبناء قومه قيس بن ثعلبة، وقد معنوا أضيافهم من مغادرة منازلهم، وهبوا لإكرامهم؛ يشوون لهم من لحم الإبل الضخام

ومن سنامها وأكبادها.كما يذكر عبيد بن الأبرص الشواء الذي لم ينضج، في سياق

المغنيات تذكره لبطولات بني أسد وانتصاراتهم على بني جديلة، آمرا أن تنوح على رؤوسهم وخمرهم التي لم يتسن لهم إكمال شربها، وعلى لحمهم الذي علق في الأسياخ للشواء غير أن القدر لم يمهلهم ليأكلوا

منه، فترك ولم ينضج، يقول الشاعر:

لة ومحنب فلتعزف القينات فوق رؤوسهم وشرابهم ذو فض 29

الفحل مفتخرا بصنيعه نحو الضيوف، فهو رجل ويطالعنا علقمة جواد وكريم يقدم بيده الطعام إلى ضيوفه، ولا يجعل غيره من القوم يخدمهم، طليق الوجه باسما يرحب بهم، وهو يقدم طعام الشواء اللذيذ

من ناقة كثيرة اللحم، يقول الشاعر: رت له الشــواء بمسعر هش جر وأخي محافظة طليق وجــــهه

غر يجر فضـــل المئزر بيدي ضربت بأبيض باتر من بازل 31ورفعت راحلة كأن ضلوعها من نص راكبها سقائف عرعر

يفخر الشاعر بتقديمه الشواء إلى ضيوفه بيده، فهو يهش إلى ويبادر له، يقدم اللحم المشوي من ناقة سمينة كثيرة اللحم، المعروف

وقد ضربها بسيفه إكراما لضيوفه. فيروي في معلقته كيف أن الفتيات بقين طوال أما امرئ القيس

إلى الأخرى شواء لحم النهار مستمتعات، تلقي كل واحدة منهن الحرير طعمه ومعه الشحم المشبه بخيوط المطية، لما وجدن من طيب

الأبيض المفتول، يقول الشاعر:

تمي ن م كهداب الدمق س المفتـل فظل العذارى ير مهـا وشح 30بلح

ويذكر الشاعر نفسه اللحم المشوي ولم ينضج في قوله:

راف الجياد أكفنا نا عن شواء مضهب إذا نمش بأع ن قم 32نح

، 22واللحم المضهب، هو اللحم المشوي على النار ولم ينضجونستنتج من قول الشاعر، شيوع هذا النوع من موائد اللحم، وهو النوع الذي يعمد فيه الطاهي لعدم إنضاج اللحم لأن بعض الناس يفضلونه

بهذه الهيئة.طعة لحم الكبش المثبت على سيخ ويذكر عبدة بن الطبيب ق

الشواء، وقد عمد إلى إعدادها خادم منتطق، وملوي عليه الثوب، وقد نستدل من بيتي الشاعر على معرفة العرب الواسعة باللباقة والكياسة في تقديم الطعام، ومعرفتهم بتقنيات الشواء ومعداته الدقيقة كأسياخ

يذكر الشاعر قدح الخشب الحديد المعروفة في عصرنا الحاضر، كماالمخصص لحفظ التوابل التي تضاف إلى الأطعمة وتطيب مذاقها،

يقول الشاعر:

قــه زبــــد والـكــوب مـــلآن طـــاف لـول فــو وطابق الكب ـــــــش فـي السفـود مخ ـلان من ـتـطـق ـعـى بــه من ـصـف عـج ـاع التوابـيـل يس ق الخـوان وفــي الـص 34فـو

كما يفتخر زهير بن أبي سلمى في سياق عتابه لامرأته )كبشة بنت عمار بنت عدي بن سحيم( وقد لامته على إزهاق ماله الذي ينفقه في إكرام الأضياف، مؤكدا أنه يقدم لأصدقائه وندمائه ما

فتية من علية القوم، تبدو عليهم آثار يستحقون من طعام الشواء، وهم النعمة، فثيابهم النظيفة تدل على مكانتهم العالية، يقول الشاعر:

في فتية ليني المآزر لا ينسون أحلامهم إذا سكروا 35فون قضاء إذا هم نذروا يشوون للضيف والعفاة ويو

اللحوم المطبوخة: من موائدعرب اللحم على هيئة شواء، بل تنوعت استخدماتهم لم يقتصر تقديم ال

اللحم، منها على هيئة الطبخ في القدور، ومنها على شكل طهوفي خلط اللحم بالشحم طبخا، ومنها ما يحرصون على إنضاجه إنضاجا تاما، ومنها ما ينضجونه على النار نصف إنضاج لغايات الحفظ

يطالعنا زهير بن أبي من ذلك ماوالتخزين، وغير ذلك الكثير، و سلمى، يهجو رجلا من بني فزارة، مشبها الرجل الضعيف الأخرق

Page 7: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

أنواع الطعام وأونيه تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في

193

الشحم الذي لم ينضج، فلا يستساغ طعمه، ويبتعد الأضياف عن ب يخص الشاعر )الشحم( بالحديث على أنه )مائدة( غير أنولم أكله،

ن كان عارضا في سياق الهجاء، إنما يدل على وجوده هذا الذكر وا :يقول الشاعر بوصفه أحد مكونات المائدة العربية،

36تعجلها طاه بشي ملهوج فلا تحسبني يا بن أزنم شحمة

كما يذكر امرؤ القيس المائدة المطبوخة في تأن من لحوم الصيد، وقد عمد الشاعر وأصحابه إلى اختيار أطايب اللحم للشواء،

د تمت تهيئته على شكل شرائح، فاختاروا اللحم المصفف الطري، وقمأخوذة من اللحم الوفير الذي وفره الصيد لهم، ثم بعد أن اكتفى الشاعر وأصحابه من مائدة اللحم المشوي، عمدوا إلى تخزين بعض اللحم الفائض، بطريقة طبخ اللحم المتبقي بماء وملح، ثم يجفف

اعر:يقول الش ويحمله القوم معهم، فيفيدون منه عند الحاجة،

توون بنع مة يصفون غارا باللكيك الموشق 37وظل صحابي يش

ويقدم الشاعر نفسه لوحة جديدة من الموائد المكونة من شرائح اللحم المرققة، وقد بدأ الطباخون هذه المرة في عملية الطبخ بواسطة

ويقدمونه القدر، ولم يعدونه للشواء، يطبخون لحم الصيد في القدر عاجلا لأصحابهم، يقول الشاعر:

ل بي ن من ـضج من وظــل طــهــاة الــلـح م ــر مــعــج 38صـفــيــف شــواء أو قــدي

أما لبيد بن أبي ربيعة، فيذكر طريقة جديدة لطبخ اللحم دون فات، ويقص علينا ماء أو زيت، فيطبخ اللحم بالشحم دون أي إضا

قصة الأم الفقيرة التي تنهى طفلها عن طلب الطعام من القوم، غير أن القوم لا ينتظرون طلب الصبي، بل يبذلون له ولأمه ما لذ وطاب من اللحم والشحم المطبوخين دون ماء أو زيت، بل إن الشحم عندما

وجبة يذوب يقوم بدور الزيت، فيطبخ اللحم بالشحم، لتتكون من خلالهدسمة لذيذة يتمتع بها القوم والمرأة وطفلها وقت الشتاء والبرد القارس،

ة العرب، وهو الفصل الذي يعد من أكثر الفصول بؤسا وحاجة في حيا ، يقول الشاعر:لتوقف الأرض عن الإنبات

قه أو نهت ه فأتــــــــــاه لة ريح رز واجتمل فاشتوى لي 39نزل بيدي كل هضوم ذي ليس من عارضة من شواء

أما جنوب أخت عمرو ذي الكلب؛ فترثي أخاها عمرا، مذكرة بمكارمه الخالدة نحو ضيوفه، فهو يقدم الموائد في وقت الجوع والحاجة، يقدم شحوم النياق السمينة، إذا ما حل الضيوف في بيته،

تقول:

41ومسغبة شحم العشار إذا ما قام باغيها أطعمت فيها على جوع

أما أوس بن حجر، فيرثي عمرا بن مسعود بن عدي الأسدي، فقد دأب عمرو على تقديم موائد الشحم واللحم لأضيافه، ذلك اللحم والشحم العائد للإبل الضخمة والسمينة ذات اللحم الوفير، يقول

الشاعر: الكوم المقاحيد من شحم السنام ت إن نزلوا المطعم الحي والأموا

هود والواهب المائة المع كاء رى غير مج م النضال بأخ فعها يو 40يش

أما أمية بن أبي الصلت، فيرثي عتبة وشيبة، مستذكرا فعالهم الكريمة نحو أضيافهم، فهم الذين أطعموا الضيوف اللحم والشحم من

وق الخبز، حتى ظهر الطعام وكأنه قالب واحد من الجبن المتماسك، ف يقول الشاعر:

42شحما كالأنافح الخبز فوق المطعمين الشحم

أما طرفة بن العبد فيذكر لنا طريقة تقديم المائدة في قوله:

43أدمه من نقي فوقه يطعم الناس إذا أمحلوا

يمنح الأضياف واجب الضيافة يؤكد الشاعر أن العربي الكريم على أكمل وجه، فهو يطعم الناس في وقت القحط الشديد، مائدة على

هيئة خبز يعلوه الطعام الشهي.أما سنان بن أبي حارثة، فيقدم الزاد لأضيافه، غير مدخر أو مانع له، يمنحه لجيرانه، ولكل من هو بحاجة له ويطلبه، يقول

الشاعر:

ت 44أه ل المحلة من جار ومن جاد غي ر مدخر، زادى،ثمت أط عم

وأما المتنخل الهذلي، فيتمنى زوال الخير عنه إن هو لم يطعم الناس ما عنده من خيرات، فلا يطعم الشاعر قشور البر أبدا، طالما أن البر بذاته موجود لديه، وهذه صورة عن الإصرار على الكرم في

تمع الجاهلي، بل التباهي بالبذل والعطاء في أوقات الشدة المج والحاجة للطعام.، يقول الشاعر:

قرف الحتي وعــندي البر مكــنوز لا در دري إن أطعمت نازلكم 45ير محجوزمن بؤس الناس عنه الخ لو أنه جاءني جوعان مهتلك

ويقدم حاتم الطائي للضيوف أطايب الطعام، ويختار وقت الحاجة، في زمن القحط والجدب، ليكون بذله في محله، فهو يتحسس أوقات الجوع، ويقدم لحم السنام وشحمه السمين لمن يحتاجه، فيذهب

عنهم الجوع والحاجة، يقول الشاعر:

46ز القرى، أقري السديف المسر هداوع نابني ألم تعلمي أني إذا الضيف

ويذكر لبيد بن أبي ربيعة الفعل )يقري( والاسم )قرى( كما يذكر ، فإن لم تحلب النياق، أو النوقطعام الشحم، ومن قبل ذلك يقدم ألبان

جاء الضيف في غير وقت اللبن، ضمن الشاعر لضيوفه قراهم، ، يقول الشاعر:فيأكلون من لحمها وشحمها المكتنز الوفير

إذا ما درها لم يق ر ضيفا ضمن له قراه من الشحوم المقارب والكزوم فلا نتجاوز العطلات منها إلى البكر

47ولكنا نعض السيف منها بأسوق عافيات اللحم كوم

Page 8: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

194

مقدما شحم السنام المقطع ويطالعنا ربيعة بن مقرون الضبي،الشديد الذي تتبدى فيه حاجة القادمين للطعام، لأضيافه في وقت البرد

الشحم المقطع لأضيافه في ليلة شتائية يسودها البرد يقدم موائد القارص وتذرعها رياح الشمال الباردة، يقول الشاعر:

48الكوم السديف المرعباوأضيــاف ليــل في شمال عـرية قري ت من

الثريد: من موائدالثريد أو التشريب هو نوع من الموائد التي شاعت وانتشرت في الحياة الاجتماعية عند عرب الجاهلية، وتشتهر باسم )الفتة( حتى وقتنا الحالي، وتعتمد مائدة الثريد بصورة أساسية على تقطيع )ثرد(

إلى قطع صغيرة الحجم في صحن الخضروات أو الخبز أو كلاهمافي هذه خبز الرقاقعميق ثم تغمس بمرق اللحم، ويستخدم عادة

ذكر الأعشى الثريد، باسم )الخميل( في قوله:المائدة، وقد

ن لنا درنى، فكل عشية 49وخميلها يحط إلينا خمرها وا

يعاتب الشاعر بني مرثد وبني جحدر، غير أنه يفاخر بأنه وقومه لديهم الخير الوفير في قرية درنى قرب اليمامة، وثمة موائد

كثيرة من الثريد والأطعمة اللينة ومعها الخمر تحمل إليهم كل عشية.اس العائذي في شعره مائدة الثريد وهي عبارة عن يقدم لنا مق

خبز يفت بالمرق، فيصير لونه قلايبا من الشقرة، لأن الخبز المستخدم في الخليط من معد من طحين البر، وقد تشبه هذه المائدة ما يعرف اليوم بـ )الفتة( وهي قطع الخبز المغموسة بالمرق، كما قدم الشاعر

يتناولون الطعام د بآداب المائدة، فهو يسخر ممن لوحة لمن لا يتقي بسرعة وجشع، فيدخلون طعام )الفتة(في أنوفهم من كثرة نهمهم، فالشاعر يتهكم على من يأكل بهذه الطريقة ويسخر منه، ولكنه

بعد جعلهم فداء لمن أعاد لهم حالتهم الأولى من السلامة ولذة العيش شاعر:يقول ال ،شظف العيش وقسوة الحرب

د فيها نواخرا فد ى لأناس ذكروهم معيشة 51ترى للثريد ال ور

:موائد من الأقطالقيس مائدة تستخلص من اللبن إذا مخض، ئيذكر لنا امر

تتكون من صنفين غذائيين هما السمن والأقط، والأقط هو اللبن ما يطلق عليه اليوم المخيض يطبخ ثم يترك حتى يمصل، ويشبه

طعام )اللبنة(، يذكر الشاعر هذه المائدة وهو يصف )عنزة( عفية تمنح الخير لأصحابها، يقول الشاعر:

بك من غن ى شبع وري نا وحس 50فتوسع أه لها أقطا وسم

المرقة: مكونة من موائدن تسأل عن يطلب الأعشى من صاحبته ألا تهجره، قبل أ

صنيعه في تقديم الموائد حين يشتد الجدب وتتبدى الحاجة للطعام

بجلاء، وحين يحرص الناس على المرق في القدر)عافي القدر وهو ما تبقى فيها من مرق( فيمنع بعض الناس إعارتها لأي أحد يطلبها، وحين يجتمعون حولها ويراقبون نضجها بلهفة وانتظار بسبب الجوع،

يقول الشاعر:. رت فتاة الحي وقامت لتمدها بالحطب والوقودوقد باد

رميني تعيرها واسألي ما خليقتي، فلا تص ر من يس 52إذا رد عافي القد

الأدم )موائد تؤكل بالخبز(:أما النابغة الذبيان فيتمم ما نقص في أيسار الجزور التي

وا ثلاثة أو أربعة، يتممها لتصبح سبعة يتقامر عليها القوم، فإن كانأيسار، كان يأخذ ثلاثة أنصباء تمام السبعة، ويعطي أصحابه يدا بعد يد من النعمة، أي يمنحهم نصيبين نصيبين، ويجهز لهم مائدة الإدام الطيبة التي تؤكل مع الخبز، والأغلب أن الشاعر يقدم لأصحابه الذين

، يقول الشاعر:رافقها الخبزيشاركونه الميسر مائدة اللحم ي

نحهم إني أتمم أيساري، 53الأدما مثنى الأيادي، وأكسو الجفنة وأم

دسم اللحم:ويذكر زهير بن أبي سلمى الودك، وهو عبارة عن دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه، في سياق هجاء الشاعر للحارث بن ورقاء

لله بن غطفان، وسوقه إبل زهير الصيداوي، لإغارته على بني عبد اوراعيه يسارا، وقد ورد دسم اللحم في سياق غير سياق الطعام، وهو سياق الهجاء البعيد كل البعد عن الأطعمة، وقد أورد البحث هذا الطعام من باب أن ذكره في الشعر إنما يؤشر ويدل في استخدامه

، يقول داولهالحقيقي على معرفة العرب بهذا الطعام واستخدامه وت الشاعر:

54باق كما دنس القب ـطية الودك ليأتينـك مني من ـطق قـذع

:لتحسين الطعام التوابل والأبزارذكر الشعراء الجاهليون التابل والزنجبيل والفلفل، لتدل على ما

لتابل يضاف للطعام لتحسين مذاقه، فقد ذكر لبيد بن أبي ربيعة االمصاحب للخل، وهو ما حمض من عصير العنب وغيره، في سياق

يقول: ،وصف الشاعر لمنهل لم يطرقه أحد منذ عهد بعيد

55فسافت قديما عهده بأنيسه كما خالط الخل العتيق التوابلا

كما يذكر النابغة الذبياني القمحان وهو الذريرة التي ترش على ، يقول الشاعر:ملح المسحوق في سياق وصفه للخمرالطعام من ال

56يبس القمحان من المدام علاه إذا قضت خواتمه،العتيقة، رأى فتح رأس الحب من حباب الخمر اإذ يؤكد الشاعر أنه

الرائي عليها بياضا يتغشاها يشبه في شكله الذريرة وهي الأملاح التي ئد.تضاف عادة للموا

Page 9: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

195

بعض مكونات الموائد: فاكهة الأترج:

الأترج هي نباتات دائمة الخضرة، تتبع لمجموعة الحمضيات، وتحليته بالسكر، وتؤكل طازجة ويشرب عصيرها بعد مزجه بالماء

كشراب منعش ومرطب ومهضم.يذكر لنا عبيد بن الأبرص بعض أصناف الفواكه المتداولة في

التفاح في قوله:العصر الجاهلي، مثل الأترج و

تخال ريق ثناياها إذا ابتسمت كمزج شـــــــــــهد بأترج وتفاح

57كأن سنتها في كل داجــــــــية حين الظلام بهيم ضوء مصباح

شبه الشاعر ريق محبوبته إذا ابتسمت بمزيج من فاكهة الأترج تفاح.وال

العسل )عسل التمر والنحل والدبس(:يذكر الأعشى العسل والزبد وهو يخاطب جهنام أحد بني عبدان، حيث يبين الشاعر أن شتمه لم يمر مرور الكرام، فهو ليس هينا مستساغا كشراب خمر العسل، بل هو شديد المرارة، ولن يمر

أو أصنافا للمائدة دون عقاب، وتبدو هذه مكونات للمائدة وأنواعا لها الواحدة، ويمكن في الوقت نفسه أن يستقل النوع الواحد بذاته ويشكل

يقول الشاعر: مائدة مستقلة تقدم لمن يطلبها،

فما شتمي بسنوت بزبد، ولا عسل تصفـــــــــقه براح

58الذباح ولكن ماء عل قمة وسل ع، يخاض عليه من علق

أما الدبس فهو عسل التمر وعصارته، أو عصارة الرطب من غير طبخ، وقيل: هو ما يسيل من الرطب، والدبوس: خلاصة التمر

ومن أسماء الدبس الأخرى الرب، 95تلقى في السمن مطيبة للسمن والمعقد وكلها وردت لتدل على الدبس، يقول الأعشى:

بو ره المع س، أو رب من ها، ط كأن المك عقيد مدوف الور 61تعطفهن ذو جدد فريد بعنيبات، كأن قتودها

يناجي الأعشى ناقته وقد قطعت به كثيرا من المسافات، فكم أعجبه عطاء هذه الناقة وقطعها للقفار الشاسعة التي لم يجرؤ على

ر هذه المسافات اقتحامها إلا صاحب ناقة فتية جسور، قطع الشاعوحده، فهو رجل لا يصاحب في رحلاته المتكررة سوى ناقة ضخمة كأنها قطعة كبيرة من الجبل، تسترسل مندفعة حين تمضي في جنبات الصحراء، هذه الناقة إذا جاءت الحاجة ونحرت، ملأ القدور من سمنها وعافيتها، فيعلوها مرق دسم غليظ، كأنه مسحوق )الورس( الأصفر

.وخ، أو عسل التمر المعقودالمطب

ويطالعنا أمية بن أبي الصلت مادحا بني الديان، وهم بطن من بني الحارث، مصورا عاداتهم الكريمة في تقديم الطعام للأضياف

والمحتاجين، فهم يخلطون قطع البر مع العسل، ثم يقدمونه لمن يأتي يقول الشاعر: ديارهم،

60لا ما تعللنا بنو جدعان البر يلبك بالشهاد طعامهم

ومن أسماء عسل النحل الأخرى )الأري، والذائب، والشهد( يتذكر الشاعر محبوبته ليلى، ذاكرا مفاتنها الجميلة، وكأنما خلط رضابها البارد العذب بالزنجبيل أو عسل النحل، وقد ذكره الشاعر في

ن كان عابرا فيه إشارة على وجوده سياق الغزل، غير أن هذا الذكر وا مائدة مستقلة مكونة كأحد مكونات المائدة، ويصلح أيضا ليقدم بوصفه

، يقول الشاعر:من صحن واحد

62كأن جنيا من الزنجبيـ.... ـل خالط فاها وأريا مشورا

الزنجبيل والسفرجل والعسل: رتبةمن الوردية الفصيلةيعد السفرجل من النباتات التي تتبع

، ويسمى القصاص، وهو فاكهة شتوية وقريب من فاكهتي الوردياتنجبيل، فهو نبات من الفصيلة الزنجبارية، له لكمثرى والتفاح،ا أما الز

يفة الطعم، يصف امرؤ القيس عروق غلاط تضرب في الأرض، حرثغر محبوبته، فهو بطعم الزنجبيل وربما يقصد بالزنجبيل هنا الخمر،

يقول الشاعر:، وقد جاء ثغرها مرة بعد مرة، يرافقه العسل الصافي

63السفرجل والزنجبيـ ل عل به وبصافي العسل وطعم

فاكهة العنب:يمكن أن تتكون المائدة العربية في العصر الجاهلي من ثمار الفوكه، مائدة مستقلة بذاتها، أو ضمن غيرها من أطعمة المائدة الواحدة، فقد عرف العرب فاكهة العنب معرفة دقيقة، وتعددت

كهة، فتناولوها كما هي، أو قاموا بعصرها استخداماتهم لهذه الفاوتناولوها شرابا، أو استخدموها في التعتيق لصناعة الخمر، فهذا الأعشى يمدح جماعة من بني عبد المدان بن الديان، وهم سادة نجران، من بني الحارث، يذكر الشاعر فاكهة العنب في سياق حديثه

لقرية المعروفة بكروم إحدى قرى اليمامة، تلك ا أثافت عن قرية يقول ، أعنابها، وقد كان الأعشى يعصر فيها بعض معاصرها الخمر

الشاعر:

نابها 64أحب أثافت وقت القطاف ووقت عصارة أع

فاكهة الزبيب:

ويمكن أن يقدم العربي لأسرته أو لضيوفه فاكهة الزبيب، مائدة مستقلة زبيب لصعوبة الحياة وشظف العيش، أو بذاتها، تتكون فقط من ال

يمكن تقديمها فوق المائدة ومعها أنواع أخرى من الأطعمة، والزبيب ، ثم يخزن، عن ثمار العنب النباتى عديم البذور يتم تجفيفه عبارة

، ولونه يقرب من اللون الأصفر الفاتح أو الأشقر أو اللون البني الفاتحي أكرمها له قيس بن معد يكرب، وقد وصف الأعشى الخيل والإبل الت

Page 10: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 لثالثاالعدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

196

، وقد قارب الشاعر في ألوانها بلون فاكهة الزبيب الشقراء المعروفة يقول الشاعر:

65تلك خيلي منه وتلك ركابي هن صفر ألوانها كالزبيب

فاكهة التمور:تعد هذه الفاكهة إحدى مكونات المائدة العربية، ورد ذكر التمر

تيق والعناب والقسب، كما يذكر امرؤ القيس القنو والبسر والسياب والعالشاعر ظعن آل ويقصد به العذق الذي يحمل رطب التمر، يصف

حبيبته: 66وعالين قنوانا من البسر أحمرا سوامق جبار أثيث فروعه

يصف الشاعر أشجار النخيل السامقة، الأشجار المرتفعة اتت اليد لقطفها، وقد أدرك الطويلة، ذات القطوف التي لشدة طولها ف

هذا النخل وأينع فتمايلت عذوقه ذات البلح الأحمر، وعلتها فروعه، وقد قصد إلى تشبيه ما على الهوادج من الصوف الأحمر والأصفر

مع ارتفاعها بأشجار النحيل الطويلة وما فيها من اختلاف الألوان. قوله:دى في كما ذكر الأعشى السياب )التمر( متغزلا بمحبوبته سع

لو لنا هتها باللي ل سيابا عن بارد أيام تج 67رتل تخال نك

يبدو ثغر محبوبة الشاعر ثغرا مستويا رطيبا، كأن مذاقه في الليل ورائحته رائحة البلح الشهي.

وذكر عنترة العبسي )العتيق( ليدل على التمر، في سياق عتابه بخيلة التي لا تزال تذكر خيله وتلومه في فرس كان يؤثره لامرأته ال

على سائر خيله، يقول الشاعر:

68كذب العتيق وماء شن بارد إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي

كما يذكر امرؤ القيس )العناب( ويقصد به التمر أول تكوينه فإذا يبس فلا طعم له، يقول الشاعر:

رها العناب والحشف البالي طير رط بـا ويابـسـا قلوب ال كأن 69لدى وك

كما يذكر الأعشى العذق وهو القنو وهو يصف ناقته الضخمة، يقول الشاعر:

ق بة كأن على أن سائها عذ 71الكافور غير مكمم تدلى من خص

عر الجاهلي لا يعد دليلا قاطعا وربما أن ذكر التمر في الشعلى أن المقصود به )مائدة التمر المكونة من التمر وأنواعه( غير أن ذكر التمر بهذه الكثرة في الشعر الجاهلي يؤشر ولو من بعيد على أنه أحد أهم مكونات موائدهم، فقد وصف الشعراء مذاقه الحلو، ورائحته

اليابس منه والرطب، وكل هذه حين يكون بلحا، وفرقوا في الطعم بينالأمور قد تساعدنا في الإلمام ببعض مكونات المائدة العربية القديمة، ن لم تستقل بذاتها كمائدة لها اسمها ووصفها الخاص بها، فقد عرف وا العرب وحتى عصرنا الحاضر بتقديم التمر كمائدة صغيرة ترافق طقس

القهوة.

خضار القرع:، ائد الجاهلية، يذكر امرؤ القيس الدباءةوهو أحد مكونات المو

السريعة الخفيفة: ويقصد به )القرع( وهو يصف فرسه

70من الحضر مغموسة في الغدر دباءة أق بلت قل ت إذا

لثاني:المبحث ا أواني الموائد في الشعر الجاهلي:

تي ما الأواني التي استخدمها العرب الجاهليون في موائدهم ال قدموها لضيوفهم من خلال شعرهم؟

تنوعت الأواني التي استخدمها العرب بتنوع موائدهم، فللحم أوانيه، وللتمر أوانيه، وللعسل أوانيه، وللأبزار أوانيها، وقد ورد ذكر الكثير من هذه الأواني في الشعر الجاهلي، ويمكن إجمال هذه الأواني

فيما يأتي:

الجفـان: أوانيالجفان في القرآن الكريم مرة واحدة ؛ بمعنى إناء وردت مفردة

الطعام ، في قوله تعالى :"يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من

.23" عبادي الشكور لجفنة: معروفة، أعظم ما يكون من القصاع، والجمع الجفان: وا

جفان وجفن؛ عن سيبويه، كهضبة وهضب، والعدد جفنات، وفي الصحاح: الجفنة كالقصعة.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه انكسرت قلوص من نعم دقة فجفنها، وهو من ذلك لأنه يملأ منها الجفا ن، وقيل: معنى الص

جفنها أي نحرها وطبخها واتخذ منها طعاما وجعل لحمها في الجفان .22ودعا عليها الناس حتى أكلوها

وتعد الجفنة أكبر القصاع حجما، وللفظة الجفنة ورود في كثير في قوله:منها ما يذكره طرفة بن العبد الشعر الجاهلي، و

ثمت تردد بي نهم حيره قة تلقى الجفان بكل صاد متحيرات بينهم سؤره وترى الجفان لدى مجالسنا 74بصفر من أغرابها صقره فكأنها عق رى لدى قلب

ففي فصل الشتاء، حين تشتد برودة الطقس؛ تبرز الحاجة أنها من للطعام، يبادر القوم بلحوم الإبل السمينة وتملأ بها الجفان، ك

كثرتها؛ المياه السائلة بين الحوض والبئر، بمعنى أن القوم يقدمون الطعام بشكل متكرر ومستمر.

كما يذكر حاتم الطائي الجفنة في قوله:

ني إذا حرك الأطناب نكباء حرجف لأغشي أبعد الحي جف نتيوا ني أرمي بالعداوة أهلها، ني بالأعداء لا أتنكف وا 75وا

Page 11: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

197

يأتي الشاعر الحي بجفنته الكبيرة الواسعة؛ ليطعم الجائعين وقت الشتاء إذ تهب النكباء، وهي الريح الباردة بين ريحي الشمال والجنوب، وبين ريحي الصبا والدبور، وهي ريح باردة جدا، تجعل

الناس في حاجة أكثر لمن يطعمهم، ويخفف عنهم شدة البرد. نة في قوله:ويذكر الأعشى مفردة الجف

76إذا الكواكب أخطى نوءها المطر تنعى امرأ لا تغب الحى جفنته

فهذا الرجل لا تغيب جفانه، ولا تنقطع في وقت القحط، وعند حاجة الناس لها في أوقات الشدة والعوز.

ويذكر لبيد بن أبي ربيعة مفردة الجفنة في قوله:

تبر ه جفنت فقد مول ى تصور الحي من 77أو رز ء مال ورز ء المال يج

جفنته إلى يميلون يعني جفنته" الحي "تصور الشاعر فقول المستمر، بالعطاء بادرهم ولأنه ذلك، على تعودوا لأنهم منها؛ ليأكلوا مضاعفا عليهم. فقدانه ألم فكان

ويذكر زهير بن أبي سلمى الجفنة في قوله:

78جفان جفان من الشيزى وراء وا الحداد فرق بينهمإذا ما غش

يفخر الشاعر بهرم بن سنان بن أبي حارثة وقومه الذين عرف عنهم إكرام الضيوف، فهم يحرصون على كثرة الجفان؛ لاستخدامها

لإطعام الناس. ويذكر لبيد بن أبي ربيعة الجفنة في قوله:

م وص بال خص لا ال جف نة وقد فلقد أع 97من شحم القلل أم

يفخر الشاعر بمآثره، وبمآثر أخيه أربد، إذ إن الشاعر لديه قدرة كبيرة على مهاجمة الخصوم، وفي ذات الوقت يكون طبعه الكرم طعام الناس، إذ يملأ الجفنة من طعام الشحم ويقدمها للناس والعطاء وا

الذين يفدون إليه. زهير بن أبي سلمى الجفان في قوله: يذكر

ترفـد يسط البيوت لكي يكون مظنة 81من حيث توضع جفنة المس

يواصل الشاعر في هذا البيت مدحه لهرم بن سنان بن أبي حارثة المري، فبيته وسط البيوت، مشرعا لاستقبال الضيوف، وجفانه

المعروف. مملوءة بالطعام، يقدمها للناس دون انتظار لردأما صيغة الجمع )جفان(، فقد يذكرها لبيد بن أبي ربيعة،

وجعلها إحدى أدوات تقديم طعام اللبن للضيوف، في قوله:

ما تكر أحاليب اللديـد علي هم ضا معم ي ف مح فى جفان الض 18وتو

أسماء كما يذكر النابغة الذبياني مفردة الجفان، ويقرن ذكرها ب بعض الأطعمة مثل: الشحم والسنام والسديف، في قوله:

مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما إني أتمم أيساري وأمنحهم 18بعد الكلال تشكى الأين والسأما وأقطع الخرق بالخرقاء قد جعلت

يسارع الشاعر لإكرام ندمانه بالمنن المضاعفة الكثيرة؛ فهو يقدم للحم ويضعه في الجفنة ليأكلوا ويتنعموا.لهم الخبز المأدوم با

ويذكر لبيد بن أبي ربيعة مفردة الجفان في قوله:

تها إقامة وصبا غداة قهن سنام وزع 18بجفان شيزى فو

الشاعر يفتخر في هذا البيت بما يقدمه للضيوف إذا ما حلوا لشحم في الجفان التي ضيوفا عنده، فهو يقدم لهم اللحم الذي يعلوه ا

يقدمها لمضيفيه.كما يذكر الأعشى )الجفنة( و)السوداء( التي يكنى بها عن

)القدر( خلال مدحه المحلق بن خنثم بن شداد بن ربيعة، يقول:

كجابية الشي خ العراقي تف هق نفى الذم عن آل المحلق جفنة ق، وي ء جفان من سديف يدفق غ دو عليهم يروح فتى صد بمل

ق علي هم بجفنة رق وعاد فتى صد داء لأيا بالمزادة تم 18وسو

يمدح الأعشى الملحق بن خثعم بن شداد بن ربيعة وقومه، مصورا طريقة إكرامهم للضيوف، وما يقدمونه، من جفان مملوءة باللحم

شحم، وكذلك قدورهم التي أصبحت سوداء من كثرة الاستخدام. وهذه والالقدر أكثر مرقها، لا يكاد يصب عليها من ماء القربة، إلا قليلا، لأنها

مملوءة لحما وطعاما. في قولها: الجفان 52بدروتذكر الخرنق بنت

ومن يملأ الجفنات في الجحرات القفرات الحلال في ألا ذهب 18عليه دماء القـــوم كالشقرات ومن يرجع الرمح الأصم كعوبه

بني أسد؛ سيد بشرا بن عمرو بن مرثدترثي الشاعرة زوجها ، فهو رجل عرف بإطعام الضيوف في السنوات يوم كلابالذي قتل

المجدبة؛ فيملأ الجفنات بالأطعمة ويقدمها للضيوف.بن أبي ربيعة الجفنة في رثاء أخيه أربد بن قيس كما يذكر لبيد

بن جزء بن خالد بن جعفر، وكان أخاه لأمه، وأصابت أربد الصاعقة فأحرقته وفي ذلك يقول لبيد: أدما يشبهن صوارا أبدا يحذي ويعطي ماله ليحمدا 19مددا ويملأ الجفنة ملأ السابل الفضل إذا ما عددا

كان أربد يمنح ماله للناس ليكسب الحمد، ويقدم للناس الجفان المملوءة بالطعام.

ويذكر لبيد بن أبي ربيعة الجفنة في قوله:

والضاربون الهام تحت الخيضعة المطعمون الجفنة المدعدعة 11سيوف حق وجفــــان مترعة سعة من يا واهب المال الجزيل

بيتين أمام الملك النعمان بن المنذر، قال الشاعر هذين ال يفتخر بنفسه وقومه؛ فهم قوم يطعمون الناس، ويملأون لهم الجفان

.باللحوم والأطعمة، فضلا عن شجاعتهم في ساحات المعارك

Page 12: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالث العدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

198

ويذكر لبيد مفردة الجفان في قوله:

عظام الجفان والصيام الحوافلا وأعطوا حقوقا ضمنوها وراثة 17إذا أصبحت نجد تسوق الأفائلا لشمال جفانهمتوزع صراد ا

يفخر لبيد بقومه بني عامر، ويصف جفانهم الواسعة التي عادة العطاء والكرم من أسلافهم ايقدمونها لضيوفهم، وأنهم إنما اكتسبو

الأقدمين، وحافظوا على هذه الخصال واستمروا عليها. ويذكر امرؤ القيس مفردة الجفان في قوله:

79والنـار والـحطـب الـمفـأد ن وبنـي القبـاب ومـلء الجفـا

يتهدد الشاعر بني أسد، ويذكرهم بمآثر قومه وخصالهم الكريمة، ومنها أنهم يملأون الجفان بالطعام ويقدمونها لكل من يفد إليهم.

ويذكر المرقش الأكبر الجفان في قوله:

حىعظام الجفان بالع 90مشاييط للأبدان غير التوارف شيات والض

يصور الشاعر عادات قومه الكريمة مفتخرا، فهم ينحرون في الغدوة والعشية، وهذا جعل جفانهم دائما في حالة امتلاء تنتظر طالب

الطعام لتقدمه له في كل الأوقات. ويذكر المثقب العبدي مفردة الجفان في قوله:

لسـه غيـر لطـم جف نة رب عـي النـدىمت رع ال 78حسن مج

يمدح الشاعر خالدا بن أنمار بن الحرث، ويصف جفانه بأنها دائما مليئة بالأطعمة، وتقدم للناس، وذوي الحاجة، ذلك أنه رجل ذا

مجلس حسن، يعطف على الوافدين إليه ويحسن إليهم. ة الجفنة في قوله:ويذكر السموأل بن عادياء مفرد

قه زق فلا أدفع الضي ف عن رز لدي إذا قيل لم ير هق وفي البي ت ضخماء مملوءة 78وجف ن على همع مد

لا يمكن أن يرد السموأل أي ضيف قادم إلي منزله ، ففي بيته ك ماء قدر سوداء من كثرة الاستعمال ، مملوءة دائما بالطعام، وهنا

وفير يسقي الناس بعد الفراغ من طعامهم.ويقدم الأفوه الأودي الدلائل والبراهين على كرم قبيلته، فيذكر

جفان جده ثعلبة بن عوف الذي عرف بكرمه حين يحل الشتاء فيعز الطعام، فيرى الشاعر الأضياف يتوافدون على طعام قبيلتهم، أما

كذلك من كثرة ما وضعت فوق النار، قدور الطعام سوداء اللون، فهين نضج ما فيها، لأن إعداد الطعام بل إن القدور لا تنزل عن النار وا وطبخه مستمر للأضياف وفي كل الأوقات، ولا ينسى الشاعر أن يذكر مهمة قبيلته عندما يحل الشتاء، فهي نرعى الأرامل من النساء،

فضة حتى يشبعن، يقول الشاعر:وتطعمهن بآنية من يأوي إليها في الشتاء الجوع فينا لثعلبة بن عوف جفنة سوداء عند نشيجها ما ترفع ومذانب ما تستعار وجفنة 78ريف ويشبعيروي بآنية الص من كان يشتو والأرامل حوله

وقد تكرر ذكر )الجفان( في الشعر الجاهلي تكرارا لافتا وأكثر من سواها من أواني الأطعمة الأخرى، ويمكن تأويل هذه الظاهرة بالحاجة العربية الماسة لهذه الأواني التي لا يمكن صناعة الطعام

ير" دونها، وقد تكرر ذكرها أكثر من غيرها لدلالتها على "القدر الكبالذي يستخدمه الرجل العربي الكريم، ليكفي ضيوفه حتى يبقى الطعام وراءهم، كما أن ذكر الجفان اقترن عند كثير من الشعراء بالفخر واختلط بمعاني الكرم والبذل والعطاء، على أن كثرة تكرار "الجفان" ومحاولة البحث إيراد الكثير منها لم يكن القصد منها إبرازها على

بقية الأواني الأمر الذي قد يسبب اضطرابا وقلة توازن بين حساب أجزاء البحث، غير أن السبب الحقيقي هو السعي لإبراز صورتها كما

هي وبحجمها الطبيعي الذي تبدت به في أشعار العرب الجاهليين.

أواني القــدور:تعد القدور من أهم الأواني التي استخدمها العرب في طهي

انعكست في شعرهم بصورة جلية ومتكررة، فهذا دريد بن طعامهم، وقد الصمة يذكر القدور في سياق فخره قائلا:

ن مالا ، إذا عقب القدور 79تحث حلائل الأب رام عر سي عدد

ولعل مناسبة هذه القصيدة التي منها هذا البيت؛ تخبر أن ا؛ إذ خطب الشاعر يستحضر بعض خصاله الكريمة ويفخر به

الشاعر الخنساء بنت عمرو بن الشريد، فردته، فغضب من ردها، فقال القصيدة التي منها هذا البيت يهجو الخنساء، ويذكرها بأفعاله الكريمة، مفتخرا بأنه يقدم الجفان المملوءة طعاما وقت الجدب والشدة، وأن

والقرى.النسوة في هذا الوقت يلجأن إلى زوجته فيجدن عندها الطعام الطائي مفردة القدر في قوله: حاتمويذكر

أوثفها طورا وطورا أميرها وما تشتكي قدري إذا الناس أمحلوارنا، جارتي ما يظل ابن، وأبيك، فلا 78يطورها مايطوف حوالي قد

يصف حاتم الطائي قدره بأنها دائما حاضرة، وخاصة في أوقات أنه يحرص دائما على إطعام الجار، الشدة والحاجة للطعام، كما

وتقديم الطعام له، يقول ذلك في سياق فخره بمآثره وخصاله الحميدة. ويذكر الأعشى مفردة القدور في قوله:

لذي الفروة المقروة أم يزورها تري أن قدري لا تزال كأنهازة 79شيرها إذا أخمد النيران لاح ب لا يجعل الستر دونها، مبر

يجعل الشاعر السائل الفقير معتادا على المجيء إلى قدوره، وكأنها أصبحت أمه الرؤوم، فهو دائم التردد عليها وزيارتها، لحاجته

وفقره الشديد، وهي قدر مبرزة، ظاهرة أمام الناس، الكل يراها، الماسة فيأتي الناس إليها، لأن نيرانها دائما مشتعلة؛ فيهتدي الناس لها

بسهولة، إذ يبشرهم ضوؤها بالطعام والدفء، وحسن الضيافة.

Page 13: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

199

أمية بن أبي الصلت مفردة القدور في قوله: ويذكر

ي ف فقدوره بفنـــــــــــائه 98زواخر مت رعة ، للض

يتحدث الشاعر عن خصال عبدالله بن جدعان الكريمة، فقد زاره تلئة بالطعام، جاهزة ليأكل منها في مرضه، ووجد قدور ابن جدعان مم

الناس الوافدين إلى مجلسه. النابغة الذبياني مفردة السوداء ومفردة القدور في قوله: ويذكر

تلقم أوصال الجزور العراعر له بفناء البيت سوداء فخمة لآل الجلاح كابرا بعد كابر بقية قدر من قدور تورثت 77درت سعد مياه قراقر كما ابت ،تظل الإماء يبتدرن قديمها

النعمان بن جلال الكلبي، ويجعل له في فناء يمدح الشاعرمنزله قدر واسعة، سوداء من كثرة طهي الطعام بها، مملوءة بلحوم النوق والغنم، يقدم الطعام من خلالها للناس، وقد ورث هذه العادات

ها في الكريمة عن أجداده، وحرص على المحافظة على استمرار مجلسه.

ويذكر لبيد الخليج وهي القدر الواسعة، في قوله:

899فلاقى خليجا واسعا غير أخرما غداة دعاه الحارثان ومسهر

الشاعر بني الحارث بن كعب، واصفا ما يقدمونه من يمدحطعام، بواسطة الجفان الواسعة العظيمة، التي تكفي عددا كبيرا من

الناس. القدور الواسعة، في قوله:ويذكر لبيد الخلج وهي

، 010خلجا تمد شوارعا أي تامها ويكللون إذا الرياح تناوحت

يفخر الشاعر بما يقدمه قومه من طعام، يضعونه في الجفان الواسعة الكبيرة، ويقدمونه للناس القادمين إلى مجالسهم.

كرها أما قدور الرح ، وهي القدور المنبسطة الواسعة ، فقد ذطرفة بن العبد قارنا بينها وبين مادة صناعتها وهو خشب الشيزى من

حيث يقول: ،خلال فخره بقومه

898كحوض الأضى من بعد شع المعارك ترى الرح من شيزى لدى كل مجلس

يفخر طرفة بخصال قومه، إذ يقدمون قدور الرح، وهي الجفان عليها المحتاجون العظيمة المتسعة كالأحواض المنبسطة، وقد تزاحم

للطعام. ويذكر النابغة الذبياني الدهماء، ويقصد الجفنة في قوله:

نة له بفناء البي ت ده ماء صال الجزور العراعر جو 013تلقم أو

النعمان بن جلال الكلبي، إذ إن له في يذكر الشاعر خصالليئة باللحم، تقدم لمن هو فناء منزله دهماء، وهي القدر الكبيرة، م

بحاجة للطعام من القادمين إلى مجلسه.

ويذكر عنترة بن شداد العبسي مفردة المغرغرة لتدل على الجفنة في قوله:

نها صه ر إذ لا تزال لكم مغر غرة لى لو 014تغ لي، وأع

الشاعر بأخوته من أمه، واصفا قدرهم العظيمة التي يفخرطعام اللحم والشحم وقد أذيب عدون فيها الطعام لضيوفهم، وخاصةي

وأنضج تمام الإنضاج جراء النار القوية التي يغلى فوقها. ويذكر حاتم الطائي مفردة شآمية لتدل على الجفنة، في قوله:

015طبيخ ولا ذم الخليط المجاور الـ شآمية لم تتخذ لدخامس

جيرانه وأصحابه من طعام، الشاعر بكرمه، وما يقدمه ل يفخريقدمه لهم عبر شآمية وهي القدر الواسعة التي تكفي كل من يأتي إلى

مجلسه الكريم. يذكر طرفة لفظة )البرمة( بصيغة الجمع )البرم( خلال مدحه

قتادة بن سلمة الحنفي:

016شعثاء تحمل منقع البرم ألقوا إليك بكل أرملة

في، مذكرا بمآثره الجليلة تجاه الأرامل الشاعر قتادة الحن يمدحوالمحتاجين المعوزين، مقدما لهم البرم وهي القدور الواسعة المملوءة

بالطعام، فيذهب جوعهم ويحسن حالهم.

أواني الخصفة )جلال التمر(:الخصفة، بالتحريك، جلة التمر التي تعمل من الخوص، وقيل:

ا خصف وخصاف، هي البحرانية من الجلال خاصة، وجمعهوالخصف: سفائف تسف من سعف النخل فيسوى منها شقق تلبس

بيوت الأعراب، وربما سويت جلالا للتمر. والخصف وهي الجلة التي يكنز فيها التمر، وكأنها فعل بمعنى مفعول من الخصف، وهو ضم الشيء إلى الشيء لأنه شيء منسوج

ويصلي فيها؛ من الخوص. وفي الحديث كانت له خصفة يحجرها ومنه الحديث الآخر: أنه كان مضطجعا على خصفة، وأهل البحرين

. 112يسمون جلال التمر خصفا"ذكر الأعشى صيغة الجمع من مفردة الخصفة لتدل على جلة التمر المعمولة من خوص النخيل أثناء وصفه قومه بالشجاعة

والصمود في القتال، يقول:

لاح فقال قها الخصف وا: لا نصالحكم قل نا: الص 891 أه ل النبوك وعير فو

قدامهم في الحرب، وكذلك فهم يفخر الشاعر بشجاعة قومه، وا .أهل الخير والأرزاق الوفيرة، لديهم خصف التمر محملة فوق إبلهم

صن: أواني المح بيل، وهو الوعاء الذي يتم فيه المحصن هي المكتلة التي هي الز

ويذكر زهير بن حفظ المواد الجافة كالتمور، والبقول، والأبزار، وغيرها،

Page 14: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية مجلة

200

أبي سلمى مفردة المحصن للدلالة على وعاء الزبيل وذلك في وصفه فيها الإنسان، حيث يقول: يتيهفلاة

ب كأنها ر زغ صن متفلق بها من فراخ الكد 897جنى حن ظل في مح

القطا بجني الحنظل قد علق الشاعر اصطياد أفراخ شبهذ إعلى وتد في زبيل، وهو الوعاء الذي تحفظ به المواد الجافة كالتمور

والبقول وغيرها. أواني الشيزى:

تعد الشيزى من أدوات الطعام، وعلامة من علامات الضيافة، زى: وهي مصنوعة من خشب أسود تتخذ منه الأمشاط وغيرها، والشيـ

شجر تعمل منه القصاع والجفان، وقيل: هو شجر الجوز، وقيل: إنما .111هي قصاع من خشب الجوز فتسود من الدسم

يذكر لبيد بن أبي ربيعة أواني الشيزى، وهي أحد أنواع الجفان، خلال حديثه عن الجفان المملوءة بالطعام، ويعلو الطعام شحوم السنام

اللذيذة، يقول: 888بجفان شيزى، فوقهن سنام مقامـة وزعتهـا وصبا غداة

يفخر الشاعر بكرمه وعطائه، حيث جرت العادة أن يقدم الجفان المملوءة بالطعام، ويحرص أن يعلوها شيء من السنام.

ويذكر أمية بن أبي الصلت الشيزى في قوله:ق شيزى مثل الجوابي عليها 888 قطع كالوذيل في نقي فوم فو

يصف الشاعر جفنة كبيرة متسعة كالحوض في حجمها، ومليئة بالطعام واللحوم الوفيرة كأنها سبائك من الفضة، وعليها الخبز، جاهزة

لتقديمها للضيوف. كما ذكر زهير بن أبي سلمى مفردة الشيزى في قوله:

ق بي نهم 888 جفان جفان من الشيزى وراء إذا غشوا الحداد فر

يمدح الشاعر هرم بن سنان بن حارثة المري، ذاكرا أنه من قوم كرماء، يحرصون على امتلاك الجفان العظيمة وبأعداد كبيرة؛ إذ يذهبون للنحاتين كي يتمون صناعتها من خشب الشيزى، فهم يحتاجونها باستمرار لتقديم الطعام من خلالها لضيوفهم وللوافدين إلى

مجالسهم. اني الخليج:أو

وهي تسمية تطلق على الجفان بمختلف أحجامها وأنواعها، ولم يثبت عن طريق الشعر وجودها كأوان مستقلة وبهذا المسمى دون سواه، غير أن البحث يوردها في هذا المقام لتدل على صفة الجفان أو

مسمى من مسمياتها المتعددة.لى الجفان الواسعة، ذكر لبيد بن أبي ربيعة مفردة الخليج لتدل ع

في قوله:

هـر رما غداة دعاه الحارثان ومس 004فلاقى خليجا واسعا غير أخ

يمدح الشاعر بني الحارث وقد أحسنوا وفادة بني جعفر، بعد أن خذلوا من قبل بني غني، وقد أقاموا لدى بني الحارث حولا كاملا، فقد

ت الضيافة، عبر جفان واسعة شبهها قدم بنو الحارث ما يلزم من واجبا الشاعر بالخلجان.

:الردح و أواني الرجح ويذكر لبيد الرجح وهي نوع من أنواع القدور الواسعة، في قوله:

ذا شتوا عادت على جيرانهم 005رجع يوفيها مرابـع كـوم وا

يمدح الشاعر فعال قومه في فصل الشتاء حيث البرودة ة للطعام، إذ يبادرون بتقديم الجفان المملوءة باللحم والحاجة الماس

للمحتاجين من الناس، حتى إذا انقضت الجفان جراء تناول الوافدين الطعام، بادر القوم بزيادتها وملئها بالزبد واللحم من جديد.

أمية بن أبي الصلت مفردة الردح التي تدل على الجفنة ويذكر اة بوصفها أحد أسماء الجفنة أو صفة الكبيرة، ويورد البحث هذه الأد

:يقول الشاعرمن صفاتها،

006لباب البر يلبك بالشهاد إلى ردح من الشيزى ملاء

يمدح الشاعر عبدالله بن عجلان، واصفا ما يقدمه من طعام للناس في مجلسه، إذ يقدم في الردح وهي الجفان الواسعة الكبيرة

عسل واللحم.أنواعا كثيرة من الطعام كالبر والن: أواني الصح

، والجمع منه 112الصحن هو القدح لا بالكبير ولا بالصغير أصحن وصحان.

ذكر عمرو بن كلثوم مفردة الصحن في قوله: 008ولا تبقي خمور الأندرينا ألا هبي بصحنك فاصبحينا

يطلب الشاعر من المرأة الساقية أن تستيقظ، وتقوم بسقيهم ن، وهو القدح الكبير، وأن لا تدخر شيئا من شراب الصباح بالصح

خمور الأندرين جيدة الصناعة.يقارب حجم الصحن حجم التبن وهو القدح الكبير، ويشبه

العس وهو أيضا قدح كبير، ويعد الصحن من الأقداح المتوسطة الحجم وقريب القعر.

وذكر امرؤ القيس مفردة الصحن في قوله:تطابوا ص فهفلما اس ن نص ح ق ولا كدر ب في الص ت بماء غي ر طر 009وشج

يتحدث الشاعر عن عادات التجار الذين يصبون الخمر في الأقداح الكبيرة، أثناء مدة استراحتهم من وعثاء السفر.

غير أن دلالة مفردة الصحن، انتقلت من كونه إناء للخمر، إلى مثل الماء، وللطعام على اختلاف أنواعه.أن يكون إناء للسوائل

وذكر الأعشى مفردة الصحن في قوله:

حاة والـ ن والمص ح جبهــا علابـــــه بالص 021إب ريق يح

Page 15: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

201

يستخدم الشاعر الصحن في البيت إناء للخمر، وخاصة الخمر ها التي يجلبها تاجر الخمر الذي رديئها من جيدها، ولا يجلب إلا أنواع

الجيدة. إناء المنخل:

الأداة التي يستخدمها العرب في تكرير دقيقهم من الشوائب وهو والزوائد، وقد ذكر النابغة الذبياني مفردة المنخل، بصيغة الجمع: المناخل، وقد وردت هذه المفردة في سياق آخر غير الأطعمة، غير

المتنوعة هو أن البحث يذكرها في سياق الأواني لأن أحد استخداماتهاتنقية الدقيق من الشوائب، وما ذكر الشاعر لها إلا أحد الأدلة التي

:تؤشر لمعرفة العرب بهذه الأواني، يقول الشاعر

، فذات الأجاول أهاجك، من أسماء، رسم المنازل بروضة نع مي 020تهادين أعلى تربها بالمناخل أربت بها الأرواح حتى كأنما

يصور الشاعر آثار ديار أسماء الدراسة ، وقد أصبحت دار قفر تذروها الرياح ، كأنما تفعل فعل المناخل التي تصفي التراب، ولا تبقي سوى ما نعم منه، ويدل قول الشاعر على وجود المناخل ومعرفة

الدقيق.العرب باستخداماتها الأخرى كتنقية الرحى:

) الرحى( للدلالة على )الحجر ذكر زهير بن أبي سلمى مفردة العظيم المستدير الذي يطحن به ،كما ذكر زهير) الثفال ( الدالة علىجلد يبسط فتوضع فوقه الرحا فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق ( ذكر ذلك خلال حديثه عن كراهة الحرب ، وما تخلفه من مصائب وآلام ،

د عن سياق الطعام، ومع أن الشاعر يذكر هذه الأداة فس سياق بعيغير أن ذكرها والدلالة عليها بـ )طحن العدو كما تفعل الرحى

:بالطحين( يدل ولو من بعيد على استخدام العرب لهذه الأداة . يقول

022وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم فتعرككم عرك الرحا بثفالها

كما يذكر عمرو بن كلثوم مفردة الرحى في قوله: 8يكونوا في اللقاء لها طحينا رحانامتى تنقل إلى قوم

قدامهم على الحرب؛ فهم إذا حاربوا قوما يفخر الشاعر بقومه وا بادتهم. جعلوهم كالطحين للرحى، أي قاموا بقتلهم وا

كما يذكر عنترة أجزاء من الرحى مثل )قطبها( وهو الحديدة ع المركبة في وسط حجر الرحى السفلي، وقد ذكرها الشاعر مقترنة م

مفردة الرحى؛ خلال حديثه عن الحرب التي دارت بين قومه الشجعان وأعدائهم، يقول:

888ودارت على هام الرجال الصفائح ودرنا كما دارت على قطبها الرحى

السفود )سيخ الشواء( :ذات شعب معقفة ذكر النابغة مفردة )السفود( لتدل على حديدة

الثور الوحشي وهو يطعن كلبا خلال حديثه عن مشهديشوى بها اللحم بقرنه الحاد، يقول:

888سفود شرب نسوه عند مفتأد كأنه خارجا من جنب صفحته

الأثافي: وهي حجارة النار، ويثبت فوقها القدر في عملية الطبخ، وقد ذكر زهير بن أبي سلمى مفردة )الأثافي( السوداء من أثر الدخان؛

وم القدر عليها، وقرنها الشاعر معلتدل على الحجارة التي تنصب، وتقالمرجل وهو القدر الكبيرة، أثناء وصفه لآثار ديار الحبيبة الدارسة،

يقول الشاعر: 025ونؤيا كحوض الجد لم يتثلم أثافي سفعا في معرس مرجل

لم يعرف الشاعر الديار بعد رحيل الأحبة، فعندما وقف عليها لم ير أوفى. سور وحفرة عميقة دلته على ديار أمإلا حجارة النار وبئر مك

الخاتمة:حاول هذا البحث أن يقدم صورة واضحة لطبيعة المائدة وأوانيها في الشعر الجاهلي، الصورة التي لم تلق اهتماما كثيرا من الباحثين، مع أنها من النواحي المهمة التي قد تكشف عن خصائص المجتمع

وتفاصيلها الدقيقة.الجاهلي الحضارية وطبيعة حياته وقد توصل البحث إلى أسماء الموائد التي قدمها العرب لضيوفهم من خلال شعرهم، مثل: موائد الشواء المكونة من اللحم

والشحم وموائد العسل والفوكة والألبان والتمور وسواها.وقد خرج البحث بنتيجة تفيد أن العرب أكثر ما احتفلوا به من

الشواء، ثم يتلوها موائد اللحم والشحم المعدة خلال شعرهم هي موائد بواسطة الطبخ، ومن بعد ذلك تحل الموائد الأخرى.

ولعل سبب تفوق مائدة الشواء على الموائد الأخرى يعود إلى طبيعة إعدادها، فالشواء أكثر سهولة في الإعداد من الموائد المطبوخة وأسرع

، النار وحدها مع وجود اللحم أو في الطهي، فلا يحتاج إلى لوازم كثيرةالمعروف في الشحم، وهذا يتأتي من خلال الصيد، النشاط اليومي

حياة العرب، فربما ظفر العربي بمائدة شواء لا تكلفه سوى النار، يخرج للصيد، ويعد مائدته في مكان الصيد نفسه بسهولة ويسر، أما

ات، منها الماء، الموائد المطبوخة فتحتاج إلى جملة من التحضير والمدى لتقطيع اللحم والشحم، والأواني التي توضع على النار،

والأواني التي يتم تقديم الطعام فيها والأبزار وغير ذلك.كما حاول البحث أن يوثق أسماء الأواني في تلك الحقبة التاريخية الموغلة في القدم، فمن المتعذر جمع هذه الأدوات،

ي متحف أو معرض، بسبب ضياع هذه الأدوات والمحافظة عليها فعبر الأزمان، واندثارها بسبب تجدد الحياة وتطورها، غير أنه من الممكن حفظ هذه الأدوات من خلال دراستها والتعريف بها من خلال السياقات الشعرية التي صاحبتها، ومحاولة مقاربتها بالأواني التي ما

معيشية.زال العرب يستخدمونها في حياتهم ال

Page 16: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

202

وقد تمت مراجعة الكثير من الأشعار الجاهلية لتبين تلك الذي الأدوات والوقوف عليها من خلال الشعر، ذلك الديوان والسجل

حفظ مآثر العرب وأخبارهم وأيامهم ودقائق حياتهم.كما استوعب البحث جزءا بسيطا من الموروث الاجتماعي

، تؤشر على طبيعة أنماط القديم، ذلك أن طبيعة أواني الطعاممستويات الناس الاجتماعية؛ فأواني السادة والأشراف والزعماء، تختلف عن أواني الفقراء والطبقات الدنيا، ما يمنح القارئ لمحة عن قضية

تفاوت بيئات العرب في العصر الجاهلي.وقد حاول البحث أن يعرض ما استطاع الوصول إليه من هذه

كرها في الشعر الجاهلي ، ويمكن إجمال الأواني الأواني التي ورد ذ التي توصل إليها البحث فيما يلي:

وتضم الألفاظ الدالة على أواني الطعام وهي :أواني الجفان، أواني القدور، أواني الخصفة ) جلة التمر( ،آنية المحصن، آنية

لمنخل، مفردة الشيزى، آنية المقاري، آنية الخليج، إناء الصحن ،إناء ا مفردة المحصن. الرحى، مفردة السفود ،مفردة الأثافي،

وقد قدم البحث شرحا دالا لمعنى كل مفردة من هذه المفردات، وأوضح استعمالاتها في حياة العرب الجاهليين، وحاول أن يحلل

السياق الشعري والإنساني الذي وردت فيه كل مفردة.ع في هذا الموضوع تتلخص في والمفارقة التي تغري بالتوس

كون موائد الشواء تغلبت على الموائد الأخرى من حيث الظهور في الشعر الجاهلي، غير أن أواني الجفان؛ وهي من أواني إعداد الطعام طبخا، تفوقت في الذكر والتكرار على الأواني الأخرى بما في ذلك

ن أواني الجفان أواني الشواء نفسها، الأمر الذي يحمل على القول: إتحمل دلالة على الجود والكرم، وهي القيمة الأخلاقية التي فخر بها معظم الشعراء الجاهليين، كما تحمل دلالة على حياة الاستقرار الاجتماعي النسبي، فحجارة الجفان تبقى زمانا طويلا سوداء لا تتغير،

ئد الشواء، لأن أصحابها مستقرون لا يرتحلون من مكان لآخر، أما مواحياة اللهو والتنقل والاضطراب واقترنت -في رأي الباحث -فقد مثلت

غالبا بالمغامرات ومعاقرة الخمر، وقد عاش العرب؛ بموازاة حياة الاستقرار النسبي المذكورة، حياة أخرى شكلها المزيج المعقد من عوامل

مر واللهو التنقل والارتحال والمغامرات ورحلات الصيد ومجالس الخخلال الشعر وغيرها. ذلك أن دراسة أصناف الطعام وأدواته من

ساهم بقدر معقول في كشف بعض خصائص الحياة الجاهلي، الاجتماعية والاقتصادية في ذلك العصر.

المصادر والمراجع: أولا : المصادر:

القرآن الكريم. تحقيق، لعقد الفريداهـ( 231أحمد بن عبد ربه الأندلسي) ت: .1

محمد شاهين ، المكتبة العصرية بيروت.

نوري حمودي القيسي، مديرية تحقيق، الديوان ،الأسود بن يعفر .3 م.1521الثقافة العامة، بغداد،

الأعشى، الديوان، تحقيق: محمد محمد حسين، مكتبة الآداب .2 م.1591القاهرة،

ميمون بن قيس بن الأعشى، الصبح المنيرفي شعر أبي بصير، .2طبعه لندن أبو عباس ثعلب، رودلف جاير: ي، شرحجندل الأعش

م.7291ميمون بن قيس بن -الأعشى، الصبح المنيرفي شعر أبي بصير .9

طبعه رودلف جاير -أبو عباس ثعلب: شرح-جندل الاعشي م . 7291لندن

الأفوه الأودي ، الديوان، تحقيق: محمد التونجي، دار صادر ، .6 م .1551، 1بيروت،ط:

دار ازم ، الديوان، قدم له وشرحه :مجيد طراد،بشر بن أبي خ .2 م.1552، 1ط: الكتاب العربي،

الألوسي، محمود شكري، بلوغ الإرب في معرفة أحوال العرب، .1، دار الكتب العلمية، 1شرحه وضبطه: محمد بهجة الأثري، جـ

بيروت، لبنان )د.ت(.امرؤ القيس، الديوان، تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم، دار .5

م.1591لمعارف، القاهرة، اأمية بن أبي االصلت ، الديوان،تحقيق : سجيع جميل الجبيلي، .11

م. 1551، 1دار صادر ، بيروت، ط:تحقيق: سجيع جميل الجبيلي، أمية بن أبي االصلت ، الديوان، .11

م. 1551، 1دار صادر ، بيروت، ط: هــ( البخلاء، تحقيق: 399الجاحظ، أبو عثمان بن بحر )ت .13

ه الحاجري، دار المعارف، القاهرة، الطبعة السابعة، ذخائر ط (.32العرب رقم )

حاتم الطائي، الديوان، شرح أبو صالح يحيى بن مدرك الطائي، .12قدم له وشرح حواشيه: حنى نصر الحتي، دار الكتاب العربي،

م.1552، 1بيرت، ط:حاتم الطائي، الديوان ، شرح : أبو صالح يحيى بن مدرك .12

دار الكتاب العربي، ،قدم له وشرحه: حنا نصر الجتي،الطائي م .1552، 1بيروت ، لبنان، ط :

دار الكتب أحمد رشاد،: حاتم الطائي ، الديوان ، تقديم وشرح .19 .22م، ص:7291، 7:العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط

الخرنق بنت بدر، الديوان، تحقيق: يسري عبد الغني عبدالله، دار .16 م.1551، 1بيروت، لبنان،ط: الكتب العلمية،

دار عمر عبد الرسول،: دريد بن الصمة ، الديوان ، تحقيق .12 م.9002المعارف، مصر ،

Page 17: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

جاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيهتصور الشعر ال

203

هــ( تاج العروس من 1319محمد مرتضى الحسيني الزبيدي)ت: .11، مطبعة حكومة 3جواهر القاموس، تحقيق: علي هلالي، ط

م.3112الكويت، دولة الكويت، سنة الديوان، صنعه الأعلم الشنتمري، تحقيق: زهير بن أبي سلمى، .15

، 2فخر الدين قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة م.1511

علي حسن فاعور،دار : تحقيق زهير بن أبي سلمى، الديوان، .31 م . 7299، 7:الكتب العلمية ، بيروت، لبنان،ط

هــ( شرح المعلقات العشر، 216أبو عبدالله الحسين الزوزني )ت .31 م.1512مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، دار

هــ( شرح أشعار 329أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري) ت .33الهذليين، تحقيق: عبدالستار أحمد فراج، راجعه: محمود محمد

شاكر، مكتبة دار العروبة، القاهرة )د. ت(.هـ( المحيط في اللغة، تحقيق: 219الصاحب بن عباد )ت: .32

، الطبعة : الأولى دار عالم الكتب ،محمد حسن آل ياسين، م .1992-هـ 1212 -لبنان بيروت،

طرفة بن العبد، شرح الأعلم الشنتمري، تحقيق: درية الخطيب، .32لطفي الصقال،، إدارة الثقافة والفنون، دولة البحرين، المؤسسة

م. 3111، 3العربية، بيروت لبنان، الطبعة هــ( 231كر الأنباري) ت ، الديوان، رواية أبو بعامر بن الطفيل .39

هــ( تحقيق ونشر: دار صادر، 351عن أبي العباس ثعلب ) م.1525بيروت ،

عبيد بن الأبرص، الديوان، شرح: أحمد عدرة، دار الكتاب .36 م.1552، 1العربي، بيروت،ط:

ديوانا عروة والسموأل، تحقيق كرم البستاني ، دار صادر ودار .32 م.1562هـ/1212بيروت ، بيروت،

مة الفحل، الديوان، شرح: الأعلم الشنتمري، قدم له ووضع علق .31 م.52، 1حواشيه: حنى نصر الحتي، دار الكتاب العربي، ط:

دار الكتاب تحقيق:إيميل بديع يعقوب، عمرو بن كلثوم ، الديوان، .35 م. 1556، 3العربي، ط :

عنترة بن شداد العبسي،شرح الديوان، الخطيب التبريزي،تحقيق: .21 1553، 1بيروت ، لبنان ، ط: دار الكتاب العربي، مجيد طراد،

م.عنترة العبسي، الديوان، تحقيق:محمد سعيد، مولوي، المكتب .21

م.1521الإسلامي، كعب بن مالك، الديوان، تحقيق: سامي مكي العاني، منشورات .23

م.1566، 1مكتبة النهضة، بغداد، الطبعة س، وزارة الإرشاد، لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق إحسان عبا .22

م.1563الكويت،

المفضل الضبي، المفضليات، تحقيق عبدالسلام هارون وأحمد .22 ، دار المعارف، القاهرة، )د.ت(6شاكر، ط:

هـ( لسان 211تابن منظور ، جمال الدين محمد بن مكرم ) .29 العرب، دار المعارف ،مصر، )د.ت(.

ضل إبراهيم،دار النابغة الذبياني، الديوان ، تحقيق :محمد أبو الف .26 (.93،ذخائر العرب، رقم )3المعارف، مصر، ط:

ثانيا : المراجع:التاج بودالي، القيم الأخلاقية في القصيدة الجاهلية ، مجلة عود .1

، السنة السابعة.21الند الشهرية، الناشر: عدلي الهواري، العدد عبدالكريم يعقوب، أشعار العامريين الجاهليين ، جمع وتوثيق: .3

م.1513الكريم يعقوب، دار الحوار للنشر والتوزيع سوريا ، عبدعزة حسن، حق المال في الجاهلية وسبل أدائه في الشعر .2

.35سوريا، ع -دمشقالجاهلي، ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر. .2

1991، 1تأصيلا ودلالة وصرفا. مكتبة لبنان ، بيروت. ط

.مقصائد جاهلية نادرة، مؤسسة الرسالة،بيروت، يحيى الجبوري، .9

م.1511 ،3لبنان، ط:قصائد جاهلية نادرة، مؤسسة الرسالة،بيروت، يحيى الجبوري، .6

م.1511 ،3لبنان، ط:

الهوامش:هــ( تاج العروس من جواهر 1319محمد مرتضى الحسيني الزبيدي )ت: .1

يت، دولة الكويت، ، مطبعة حكومة الكو 3القاموس، تحقيق: علي هلالي، طهـ( 219الصاحب بن عباد )ت: )مادة: أدب(. 12/ 3جـ م.3112سنة

الطبعة : المحيط في اللغة، تحقيق: محمد حسن آل ياسين، دار عالم الكتب، )مادة أدب(. م.1552-هـ 1212لبنان، ، بيروت، الأولى

، دمشقعزة حسن، حق المال في الجاهلية وسبل أدائه في الشعر الجاهلي، .3 .121، ص.35سوريا، ع

.61 – 69ديوان طرفة بن العبد، ص. هــ( شرح أشعار الهذليين، 329أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري )ت: .2

تحقيق: عبدالستار أحمد فراج، راجعه: محمود محمد شاكر، مكتبة دار .912، 913، ص: 1العروبة، القاهرة )د. ت( جـ:

الشنتمري، تحقيق: درية الخطيب، لطفي طرفة بن العبد، شرح الأعلم .2الصقال،، إدارة الثقافة والفنون، دولة البحرين، المؤسسة العربية، بيروت

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة 162م، ص:3111، 3لبنان، الطبعة دواوين شعراء المعلقات العشر. تأصيلا ودلالة وصرفا. مكتبة لبنان، بيروت.

.126م، ص: 1552، 1ط م، 1521عنترة العبسي، الديوان، تحقيق: سعيد، مولوي، المكتب الإسلامي، .9

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر، 356ص: .121ص:

هـ( لسان العرب، دار 211ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم )ت: .6 المعارف، مصر، د.ت، مادة : قرى.

Page 18: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسانية

204

،3هلية نادرة، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط:قصائد جا يحيى الجبوري، .2 .192م، ص:1511

هـ(، العقد الفريد، تحقيق محمد 231أحمد بن عبد ربه الأندلسي )ت: .1 .313، ص:9شاهين، المكتبة العصرية، بيروت، جـ:

دار الكتاب العربي، بشر بن أبي خازم، الديوان، قدم له وشرحه: مجيد طراد، .5أوس بن حارثة بن لام الطائي كان سيد قومه، . 22م، ص:1552، 1ط:

وكان من المعمرين.، 1الأفوه الأودي، الديوان، تحقيق: محمد التونجي، دار صادر، بيروت، ط: .11

. البيض: صفة النساء، البرى: مفردها البره، وهي كل 51م، ص:1551حلقة، من سوار وقرط وخلخال، صعصعة: اضطراب وحركة، المعنى: ننزل

نخوض الوغى بكل شجاعة، كذلك حين تضطرب النسوة، وتبدو الحرب، و حليهن، ويقلق سكان دورنا، القرى: ما يقدم للضيف، الرحب والسعة: كلمتان

للترحيب، أي أنزلناك في رحب وسعة.أشعار العامريين الجاهليين، جمع وتوثيق: عبدالكريم يعقوب، دار الحوار .11

. الذب: الدفاع، القور: 62:، ص1م، جـ:1513للنشر والتوزيع سوريا، الأكم والجبال.

أشعار العامريين الجاهليين، تحقيق:عبدالكريم يعقوب، دار الحوار للنشر .13 .54، ص:4م،جـ:1513والتوزيع سوريا،

هــ( عن أبي 231عامر بن الطفيل، الديوان، رواية أبو بكر الأنباري) ت .12م، 1525ت، هــ( تحقيق ونشر: دار صادر، بيرو 351العباس ثعلب )

.51ص:هــ( دار مكتبة 216شرح المعلقات العشر، أبو عبدالله الحسين الزوزني )ت .12

.311م، ص:1512الحياة، بيروت، لبنان، ،3قصائد جاهلية نادرة، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط: يحيى الجبوري، .19

.123م، ص:1511رية الثقافة الديوان، تحقيق نوري حمودي القيسي، مدي الأسود بن يعفر، .16

.99م. ص:1521العامة، بغداد، ، روى البيت من غير نسبته.319الجاحظ، البخلاء، ص: .12 ابن منظور، لسان العرب، مادة )عذر(. .11النابغة الذبياني، الديوان، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، .15

ا: . فأصبن أبكار 61(، )د.ت( ص: 93، سلسلة ذخائر العرب رقم )3الطبعة يعني الخيل أصابت أبكار النسل، والأمة: الحالة الحسنة، أعجلهن مظنة الإعذار: أي أعجلت الخيل هؤلاء الأبكار أن يبلغن وقت الختان، والمظنة:

الوقت الذي يقدر فيه الشيء، ويظن، الإعذار: الختان. .312الجاحظ، البخلاء، ص: .31منشورات مكتبة كعب بن مالك، الديوان، تحقيق: سامي مكي العاني، .31

.113م، ص:1566، 1النهضة، بغداد، الطبعة الألوسي، محمود شكري، بلوغ الإرب في معرفة أحوال العرب، شرحه .33

، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1وضبطه: محمد بهجة الأثري، جـ . وانظر: التاج بودالي، القيم الأخلاقية في القصيدة 219)د.ت(ص

، السنة 21ند الشهرية، الناشر: عدلي الهواري، العدد الجاهلية، مجلة عود ال السابعة.

وانظر: التاج 131، ص 1551مأخود من صحاح المختار، دار الهدى .32بودالي، القيم الأخلاقية في القصيدة الجاهلية، مجلة عود الند الشهرية،

، السنة السابعة.21الناشر: عدلي الهواري، العدد ولا عتيرة(؛ ينظر مختصر صحيح مسلم، ص يقول عليه السلام )لا فرع .32

. وانظر: التاج بودالي، القيم الأخلاقية في القصيدة الجاهلية، مجلة 221 ، السنة السابعة.21عود الند الشهرية، الناشر: عدلي الهواري، العدد

. التاج بودالي، القيم الأخلاقية في القصيدة 219شرح المعلقات العشر، ص .39، السنة 21الند الشهرية، الناشر: عدلي الهواري، العدد الجاهلية، مجلة عود

السابعة. الحجرة : الحظيرة تتخذ للغنم. والربيض: جماعة الغنم.. التاج بودالي، وانظر: القيم الأخلاقية في القصيدة 219المصدر نفسه، ص .36

، السنة 21الجاهلية، مجلة عود الند الشهرية، الناشر: عدلي الهواري، العدد بعة.السا

.111حاتم الطائي، الديوان، ص: .32: ميمون بن قيس بن جندل الأعشي، شرح الصبح المنيرفي شعر أبي بصير، .31

. الأعشى، 111م، ص: 7291طبعه لندن أبو عباس ثعلب، رودلف جايرم، ص: 1591الديوان، تحقيق: محمد محمد حسين، مكتبة الآداب القاهرة،

وين شعراء المعلقات العشر، . وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دوا122 . الشط: جانب السنام، أو نصفه.122ص:

عبيد بن الأبرص، الديوان، شرح: أحمد عدرة، دار الكتاب العربي، .35. تعزف: تنوح، القينات: جمع القينة: 35م، ص:1552، 1بيروت،ط:

المغنية، فضلة: بقية، محنب: شواء غير ناضج، فلتنح المغنيات على مثل هؤلاء.

الفحل، الديوان، شرح: الأعلم الشنتمري، قدم له ووضع حواشيه: حنا علقمة .21.طليق وجه: 22م، ص:52، 1نصر الحتي، دار الكتاب العربي، ط:

مستبشر ومتهلل، الهش: الجواد الذي يهش إلى المعروف، المسعر: عود النار الذي تفرج به وتلتهب، من بازل: من ناقة سمينة ولاحمة.

ان، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، امرؤ القيس، الديو .21م، وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء المعلقات 1591القاهرة،

.121العشر، ص:امرؤ القيس، الديوان، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، .23

، وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 92م، ص:1591القاهرة، .121المعلقات العشر، ص:

ابن منظور لسان العرب، مادة )ضهب(. .22تحقيق: عبدالسلام هارون، وأحمد محمد المفضليات، المفضل الضبي، .22

. طاف: قد طفا الزبد فوقه، 122ص: 6دار المعارف، مصر، ط : شاكر،طابق الكبش: قطعة منه، مخلول: مشكوك في السفود، وهو حديدة معقفة

المنصف: الخادم، والأنثى منصفة، الصاع: صحفة فيها يشوى بها اللحم، خل وأبزار مخلوط، التوابيل: الأبازير، وحدها تابل. بفتح الباء.

زهير بن أبي سلمى، الديوان، صنعه الأعلم الشنتمري، تحقيق: فخر الدين .29 . 322م. ص:1511، 2قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط:

صنعه الأعلم الشنتمري، تحقيق: فخر الدين زهير بن أبي سلمى، الديوان، .26. وانظر: 331م، ص:1511، 2قباوة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، الطبعة

. الملهوج: 123ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء المعلقات العشر، ص: الأخرق.

: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 129امرؤ القيس، الديوان، ص: .22، يشتوون: يصطلحون من ذلك الصيد شواء، 123ص: المعلقات العشر،

يقال: اشتويت وشويت إذا فعلت ذلك، يصفون غارا: أي أنهم ملؤوا الغار من اللحم الذي يصفونه، الصفيف: من اللحم: المشرح المرقق، اللكيك: اللحم الكثير الثخين، الموشق: اللحم الذي يطبخ بماء وملح ثم يجفف ويحمله القوم

معهم.. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين 33رؤ القيس، الديوان، ص:ام .21

. الطهاة: الطباخون، الصفيف: المرقق، 123شعراء المعلقات العشر، ص:القدير: المعجل المطبوخ في القدر، يستحسنون تعجيل ما كان من الصيد،

ويستظرفونه ويصفونه في أشعارهم.

Page 19: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

205

سان عباس، وزارة الإرشاد، الكويت، لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق إح .25. نهته: أي رب غلام نهته أمه عن السؤال منا حياء أو 121م، ص: 1563

قنوعا فبعثنا إليه بما اشتوى واجتمل، يريد أننا ننعم على الفقير على كل حال سواء بطلب أو منع من الطلب، اجتمل: طبخه بالشحم دون الماء، ليلة ريح:

تاء وهذا غاية الكرم عند العرب، ذلك أن شدتهم وبؤسهم أي ليلة برد، من الشدائما في الشتاء لعدم النبات. العارضة: الناقة التي أصابها كسر أو عرض فنحرت، الهضوم: الفتى الذي يهتضم ماله يقتطع منه ويكسر، النزل:

المعروف والخير.يين، هــ( شرح أشعار الهذل 329أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري) ت .21

تحقيق: عبدالستار أحمد فراج، راجعه: محمود محمد شاكر، مكتبة دار .913، ص:3العروبة، القاهرة )د. ت( جـ

م، 1511أوس بن حجر، الديوان، تحقيق: محمد يوسف نجم، دار بيروت، .21.المقاحيد، النياق العظيمة السنام، الكوم: السمينة، المعكاء: الغلاظ 11ص:

الشداد.لصلت، الديوان،تحقيق : سجيع جميل الجبيلي، دار صادر، أمية بن أبي اا .23

، الأنافح: جمع إنفحة، وتستخرج من معدة 22م، ص:1،1551بيروت، ط: الجدي تتخذ لتجبين اللبن.

. زفر: جمع 112طرفة بن العبد، الديوان، شرح: الأعلم الشنتمري، ص: .22 زفرة: ما حمل الرجل، أدمه: جلود ما حمل الرجل إلى الأنصاب.

، 6المفضل الضبي، المفضليات، تحقيق عبدالسلام هارون وأحمد شاكر، ط: .22. الجادي، الذي يطلب الجدا، وهو 291دار المعارف، القاهرة، )د.ت( ص:

العطية.. الحتى: الدوم. القرف: 1362، ص:2المتنخل الهذلي، ديوان الهذليين، جـ .29

القشر.رك الطائي، قدم له وشرح حاتم الطائي، الديوان، شرح أبو صالح يحيى بن مد .26

م، 1552، 1حواشيه: حنا نصر الحتي، دار الكتاب العربي، بيرت، ط:.السديف: لحم سنام البعير، وهو أطيب لحمه، المسرهد: السمين 21ص:

الممتلئ.لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق: إحسان عباس، وزارة الإرشاد، الكويت، .22

قراه من اللحوم والشحوم، أي أنها .درها: لبنها، ضمن له 112م، ص:1563سمان فإذا لم تحلب للضيف فيشرب من لبنها، نحرت له فيأكل من لحمها وشحمها. العطلات: طويلات الأعناق، الكزوم: الناقة الهرمة، العطلات:

السمان الحسان، المقارب: الذي لا خير فيه.محمد تحقيق: عبدالسلام هارون، وأحمد المفضليات، المفضل الضبي، .21

. الشمال: الريح المعروفة، 226ص: 6دار المعارف، مصر، ط : شاكر،العرية: الباردة، الكوم: جمع كوماء وهي العظيمة السنام، السديف: شحم

السنام، المرعب: المقطع.الأعشى، الديوان، تحقيق: محمد محمد حسين، مكتبة الآداب القاهرة، .25

لغة دواوين شعراء . وانظر: ندى الشايع، معجم122م، ص: 1591درنى: قرية قرب اليمامة، الخميل: الثريد، .122المعلقات العشر، ص:

والطعام اللين.تحقيق: عبدالسلام هارون، وأحمد محمد المفضليات، المفضل الضبي، .91

. الورد: ما لونه بين الكمتة 216، ص:6دار المعارف، مصر، ط شاكر،يأكلونه فيدخل في أنوفهم من كثرة والشقرة، نواخر: ينخرون فيه من كثرته،

أكلهم، يتهكم بهم ويسخر، إذ جعلهم فداء لمن أعاد لهم حالتهم الأولى من السلامة ولذاذة العيش.

. ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 122امرؤ القيس، الديوان، ص: .91 .123المعلقات العشر، ص:

داب القاهرة، الأعشى، الديوان، تحقيق: محمد محمد حسين، مكتبة الآ .93. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 122م، ص: 1591

. عافى القدر: ما تبقى فيها من 122. ص: 221المعلقات العشر، ص: مرق، يحرص صاحب القدر على أن ترد إليه لشدة الجدب.

النابغة الذبياني، الديوان، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف .92. ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء المعلقات 62)د.ت( ص: القاهرة

. الأدم جمع إدام وهو الخبز المأدوم باللحم.123العشر، ص:. ندى الشايع، معجم لغة دواوين 112زهير بن أبي سلمى، الديوان، ص: .92

.123شعراء المعلقات العشر، ص:غة دواوين . ندى الشايع، معجم ل322لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .99

122شعراء المعلقات العشر، ص: .123النابغة الذبياني، الديوان، ص: .96. ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 21عبيد بن الأبرص، الديوان، ص: .92

.122المعلقات العشر، ص:. ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 229الأعشى، الديوان، ص: .91

لتمر، صفق الشراب: حوله من . السنوت: عسل ا122المعلقات العشر، ص:إناء إلى إناء ليصفو، أتراح الخمر:العلقم: شجر الحنظل، والقطعة منه عاقمة، وكل مر فهو علقم، السلع: نبات مر، العلق: ما تبتلع به الماشية من

الشجر، العلق بضم ثم فتح: الداهية، الذباح: نبت يقتل آكله. ابن منظور، لسان العرب، مادة )دبس(. .95. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين 232، 232عشى، الديوان، ص:الأ .61

. المكره: الذي أكره على الذبح، المعبوط: 122شعراء المعلقات العشر، ص:من عبط الذبيحة، كضرب نحرها من غير علة وهي سمينة، داف الدواء والزعفران يدوفه خلطه، ودافه في الماء أذابه وضربه فيه حتى يخثر

ك، الورس نبات كالسمسم أصفر يزرع في اليمن ويصبغ به وتطلي به ويتماسالنساء وجوههن، الرب: الطلاء الخاثر، وهو دبس الرطب إذا طبخ، عقيد:

غليظ القوام ليس سائلا. ، البر: حب القمح، الشهاد: العسل.132أمية بن أبي الصلت، الديوان، ص: .61ع، معجم لغة دواوين شعراء . وانظر: ندى الشاي52الأعشى، الديوان، ص: .63

. الزنجبيل: نبات طيب الرائحة معروف، الأرى 122المعلقات العشر، ص: عسل النحل.

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين 351امرؤ القيس، الديوان، ص: .62 . العلل: الشرب الثاني.122شعراء المعلقات العشر، ص:

عجم لغة دواوين شعراء . وانظر: ندى الشايع، م122الأعشى، الديوان، ص: .62 . أثافت: قرية باليمامة تشتهر بالأعناب.122المعلقات العشر، ص:

.وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 229الأعشى، الديوان، ص: .69 .122المعلقات العشر، ص:

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين 92امرؤ القيس، الديوان، ص: .66. سوامق، يصف النخل، وهي الأشجار 122شعراء المعلقات العشر، ص:

المرتفعة الطويلة، الجبار: الذي فات اليد لطوله، الأثيث: الغزير، عالين نما قصد قنوانا: أي أدرك هذا النخل وأينع فتمايلت عروقه، وعالتها فروعه، وا إلى تشبيه ما على الهوادج من الصوف الأحمر والأصفر مع ارتفاعها بهذه

فيها من اختلاف الألوان، القنوان: العذوق، البسر: ما النخل الطوال وما احمر من التمر.

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين شعراء 261الأعشى، الديوان، ص: .62 .122المعلقات العشر، ص:

Page 20: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

6102 الثالثالعدد –عشر السادسالمجلد –نية مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات الإنسا

206

. وانظر: ندى الشايع، معجم لغة دواوين 322عنترة العبسي، الديوان، ص: .61 .122شعراء المعلقات العشر، ص:

.21القيس، الديوان، ص:امرؤ .65 .115الأعشى، الديوان، ص: .21 .166امرؤ القيس، الديوان، ص: .21 .71:سورة سبأ، الآية .23 .لسان العرب، الجزء الثالث، مادة جفن .22تحقيق: درية الخطيب، طرفة بن العبد، الديوان، شرح: الأعلم الشنتمري، .22

م، 3111، 3لطفي الصقال، المؤسسة العربية، بيروت، لبنان، ط: .122ص:

أحمد رشاد، دار الكتب العلمية، بيروت، : حاتم الطائي، الديوان، تقديم وشرح .29 .22م، ص:7291، 7:لبنان، ط

: شرح، ميمون بن قيس بن جندل الأعشي -الصبح المنيرفي شعر أبي بصير .26 .362:م، ص7291طبعه لندن رودلف جاير، -أبو عباس ثعلب

م، 1563باس، الكويت، لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق إحسان ع .22. تصور: تجمع وتعطفهم عليها، هذه الخطوب: من فقد مولى، وهو 62ص:

ابن العم، رزء مال : إعطاء مال يعود بعد ذهابه، أبو عمرو: تصور: تميل، ويروى: تضوع الحي، تخرجهم إذا رأوها تضوعوا واستخفوا لها، وأصل

التضوع التحرك.علي حسن فاعور، دار الكتب العلمية، : قزهير بن أبي سلمى، الديوان، تحقي .21

: البواب، الجفان: الحداد .711:م، ص 7299، 7:بيروت، لبنان، ط .شجر تتخذ منها القصاع: الواحدة جفنة، القصعة العظيمة، الشيزى

. أعوص: أركب به الأمر العويص أي 122لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .25وأراد بالقلل الأسنمة جمع سنام، والواحدة الشديد، الجفنة بفتح الجيم، القصعة،

ن شبت فإني أنفع وأضر، أو قلة، وقلة كل شيء أعلاه، وأرفعه، يقول: إني وا كنت قدما كذلك.

زهير بن أبي ربيعة، الديوان، تحقيق: حسن فاعور، دار الكتب العلمية، .11 .22م، ص:1511، 1بيروت، الطبعة

حاليب :جمع حلابة، وهي ما يجمع . الأ312لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، .11الحليب حين تكون الإبل في المرعى، المحض: اللبن الخالص، المعمم:

الأبيض.النابغة الذبياني، الديوان، تحقيق :محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، .13

،الأيسار: جمع يسر، 62 – 62(ص:93، ذخائر العرب، رقم )3مصر، ط: ي: أي المنن المضاعفة، الأدم: جمع إدام، وهو وهو المقامر، مثنى الأياد

الخبز المأدوم باللحم، الخرق: الأرض الواسعة، التي تتخرق فيها الرياح، الأين: الإعياء، السأم :الملل والفتور. قول الشاعر إني أتمم أيساري: أي إن نقص أيسار الجزور فكانوا ثلاثة أو أربعة فأرادوا أن يتمموا سبعة كنت أنا

ثلاثة أنصباء تمام سبعة، وكذلك في الغرم، وقوله مثنى الأيادي: أي آخذأعطيهم يدا بعد يد من النعمة، يعني أنه يعطيهم نصيبين نصيبين. الخرق: الواسع من الأرض، الذي تتخرق فيه الريح، الخرقاء: التي كأن بها هوجا،

ل عليها في من نشاطها، الأين: الإعياء، السأم: الفتور والملل،يصف أنه حم السير وجهدها، لبعد السفر، حتى أعيت، وبدا أثر ذلك عليها، فكأنها تشكى.

. وزعتها: أي فرقتها وشتتها، شيزى: 116لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .12 خشب أسود يتخذ منه الجفان.

: شرح-ميمون بن قيس بن جندل الاعشي -الصبح المنيرفي شعر أبي بصير .12. الجفنة: 191:م، ص7291طبعة لندن اير،رودلف ج-أبو عباس ثعلب

القصعة، والجابية: مكان يجمع فيه الماء أو الشراب، تفهق: تمتلئ، سوداء:

يقصد القدور وهي سوداء الظاهر من كثرة الاستخدام، لأنه دائما يطعم ضيوفه، اللأي: الشدة والبطء والمشقة،المزادة: الراوية، قربة من جلدين

ما، يقول: إن هذه القدر أكثر مرقها، لا يكاد يصب يوصلان بثالث ليوسعه عليها من ماء القربة، إلا قليلا، لأنها مملوءة لحما وطعاما

من شعراء رةشاعالخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك البكرية العدنانية، .19 بشر بن عمرو بن مرثدمن أمه. تزوجها طرفة بن العبدالجاهلية. هي أخت

من قبلهم. كان أكثر شعرها في رثائه ورثاء يوم كلابالذي قتل بني أسدسيد من قتل معه من قومها. كما رثت أخاها طرفة. لها ديوان شعر صغير.

الخرنق بنت بدر، الديوان، تحقيق: يسري عبد الغني عبدالله، دار الكتب .16. الحجرات: السنون 21م، ص:1551، 1العلمية، بيروت، لبنان، ط:

ئق النعمان، واحدة الشقرات.المجدبة، يطعم فيها، الشقرة: شقا، الأدم : الإبل البيضاء، الصوار: هو 162لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .12

القطيع من البقر الوحشي، أبدا: مستوحش، السابل: الضافي السابغ.. ، الخيضعة: اختلاط الأصوات222لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .11

: القصعة الكبيرة.الجفنة. الصيام الحوافل: القدور الممتلئة، 325يعة، الديوان،ص:لبيد بن أبي رب .15

الجوافلا: رغوة القدور، الصراد: السحاب البارد لا ماء فيه.دار به وشرحه :عبد الرحمن المصطاوي، الديوان، اعتنى امرؤ القيس، .51

.المفأد :عود تحرك به النار.11م، ص:3،3112المعرفة، بيروت، لبنان، ط:ضليات، تحقيق: عبدالسلام هارون، وأحمد محمد المفضل الضبي، المف .51

. الجفان: 322( ص:91، )المفضلية: 6شاكر، دار المعارف، مصر، ط : جمع جفنة، وهي القصعة، يريد أن قومه ينحرون غدوة وعشية، المشاييط : جمع مشياط، وهم النحارون، الأبدان : الأعضاء، وكل عضو: بدن، يريد

سالة دمائهم، التوارف: جمع تارف، من أنهم يعرضون أبدانهم للحرو ب وا الترفة، وهي النعمة والدعة، فهم قوامون إلى الحروب، آخذون بالثأر، لا

يطمئنون للترف والدعة.المفضل الضبي، المفضليات، تحقيق: عبدالسلام هارون، وأحمد محمد .53

. المترع: 352( ص:22، )المفضلية :6شاكر، دار المعارف، مصر، ط ريد أنه يطعم الناس ويوسع عليهم، الربعي: المتقدم، أي نداه قديم، الملآن، ي

وأصل الربعي: ما ولد في الربيع، لعلم: صيغة مبالغة من العلم.. أي أنه لا يرد 11ديوانا عروة والسموأل، دار صادر، بيروت، د.ت، ص: .52

ضيفا، يعني أن في البيت قدرا سوداء من كثرة الاستعمال، مملوءة طعاما، فن: القصعة الكبيرة، الهمع: الزق الذي يرشح منه ماء، مدهق: مملوء.الج

. ثعلبة بن قيس: جد قبيلة، الجفنة: القصعة 52الأفوه الأودي، الديوان، ص: .52الكبيرة.الجهمة: القدر الضخمة، النشيج: الغليان. الصريف : الفضة

الخالصة.المعارف، مصر، عمر عبد الرسول، دار: دريد بن الصمة، الديوان، تحقيق .59

.771:م، ص9002دار الكتب العلمية، بيروت، أحمد رشاد،: حاتم الطائي، الديوان، تقديم وشرح .56

، أميرها: آتيها بالمؤونة.21م، ص:7291، 7:لبنان، طالأعشى، الديوان، تحقيق محمد محمد حسين، دار النهضة العربية، بيروت، .52

حمله الفقير السائل، . الفروة: الكيس الذي ي221، ص:1م، ط: 1522ويضع فيه ما يجمعه من مساعدات الناس، المقرور: البردان، يقول إن

أمه دائم التردد السائل الفقير تعود المجيء إلى قدوري، وكأنها أصبحت لحاجته الماسة لها، وهي قدر مبرزة، ظاهرة أمام الناس، الكل ،عليها وزيارتها

Page 21: Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities Volume 16, …zujournal.zu.edu.jo/images/stories/17.pdf · 2017. 1. 2. · Zarqa Journal for Research and Studies in Humanities

تصور الشعر الجاهلي للحياة الاجتماعية: دراسة في أنواع الطعام وأونيه

207

نها دائما مشتعلة، فيهتدي الناس لها يراها، فيأتي الناس إليها، لأن نيرا بسهولة، فيبشرهم ضوؤهم بالطعام والدفء، وحسن الضيافة.

لي، دار صادر، أمية بن أبي الصلت، الديوان، تحقيق: سجيع جميل الجبي .51. القدور: جمع قدر، وهو الإناء الذي يطبخ 69ص: م،1،1551بيروت، ط:

عر ممدوحه بالكرم.فيه، زواخر: مملوءة، وفي هذا البيت يصف الشا. سوداء فخمة: قدر عظيمة، الجزور: 129النابغة الذبياني، الديوان، ص: .55

كل ما يجزر من نوق وغنم، قراقر: ماء في البادية.. الخليج: الجفنة، الأخرم: 313لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص:ص: .111

المشقوق.حم، تناوحت: . يكللون: أي ينضدون الل215لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .111

أي تقابلت، خلج: جفان واسعة كالخلجان في سعتها، تمد: أي يزاد فيها.طرفة بن العبد، الديوان، شرح: الأعلم الشنتمري، تحقيق: درية الخطيب، .113

. 126م، ص:3111، 3لطفي الصقال، المؤسسة العربية، بيروت، لبنان،ط: نع منه الأمشاط الرح :جمع رحاء،وهي الجفان،الواسعة،والشيزى: خشب تص

والجفان ونحوه، الأضى: جمع أضاة، وهي المستنقع من سيل وغيره، المعارك: المزاحم، يقول: تجدها قائمة، باقية أبدا، في المجلس بعد أن أطعم

هؤلاء الناس الذين يعركون على الطعام حتى يشبعوا.كل دهماء فخمة: قدر عظيمة، الجزور: 129النابغة الذبياني، الديوان، ص: .112

ما يجزر من نوق وغنم.عنترة بن شداد العبسي، الديوان، تحقيق: محمد سعيد مولوي،المكتب .112

. المغرغرة: التي يغلى بها اللحم، والغرغرة: 216الإسلامي، د.ت، ص: صوت الغليان، والصهارة: ما أذيب من الشحم، الكتر: سنام كل شيء.

درك الطائي، قدم له حاتم الطائي، الديوان، شرح : أبو صالح يحيى بن م .119، 1وشرحه: حنا نصر الجتي،دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط :

. شآمية : القدر، الدخامس: الرديء من الشيء، الخليط: 92م، ص: 1552 الجار والصاحب.

.126طرفة بن العبد، الديوان، ص: .116 .22 – 23، ص:5لسان العرب، مادة خصف، جـ: .112د محمد حسين،دار النهضة الأعشى، الديوان، تحقيق:م حم .111

. الصلاح : الوفاق وهو ضد 215،ص:1م، ط:1522العربية،بيروت،الخصام، النبوك، جمع نبكة، وهي التلة الصغيرة، الخصف، جمع خصفة

وهي الجلة للتمر تصنع من الخوص.زهير بن أبي سلمى، الديوان، تحقيق: حسن فاعور، دار الكتب العلمية، .115

.21:، ص1م، ط: 1511بيروت، .262، ص:9لسان العرب، مادة شيز، جـ: .111. وزعتها : أي فرقتها وشتتها، شيزى: 351لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .111

خشب تصنع منه القصاع.أمية بن أبي الصلت، الديوان، تحقيق شجيع جميل الجبيلي، دار صادر، .113

. الشيزى : جفان تصنع من خشب الشيز، وهو خشب 122بيروت، ص:وابي: جمع جابية،وهي الحوض، الوذيل: السبيكة من الفضة، أسود، الج

.الفوم: الحنطة والفول

زهير بن أبي سلمى، الديوان، تحقيق: حسن فاعور،دار الكتب العلمية، .112: الحداد: البواب، الجفان:الواحدة .122، ص:1م، ط: 1511بيروت،

جفنة،وهي القصعة العظيمة، الشيزى: شجر تتخذ منه القصاع. .الخليج: الجفنة،الأخرم: المشقوق.313لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .112. رجح: صفة للجفان الثقيلة، توفيها: 126لبيد بن أبي ربيعة، الديوان، ص: .119

أي تملأها، المرابع: اللواتي نتجن في الربيع، الكوم: ذوات الأسنمة العظيمة.يلي، دار صادر، أمية بن أبي الصلت، الديوان، تحقيق: سجيع جميل الجب .116

.الردع: جمع رادح وهي الجفنة، الشيزى: 62م، ص:1،1551بيروت، ط: خشب أسود تصنع منه الجفان، الشهاد: العسل.

لسان العرب، مادة صحن. .112إيميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، : عمرو بن كلثوم، الديوان، تحقيق .111

قومي، : حرف تنبيه، هبي: ألا . 16:م، ص7221، 9: بيروت، ط شراب الصباح، :اسقينا، الصبوح : القدح العظيم، أصبحينا الصحن:قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية، :الأندرين

استيقظي أيتها الساقية من نومك، واسقينا شراب الصباح بالقدح : يقول .الكبير، ولا تدخري خمر الأندرين

ى به وشرحه، عبدالرحمن المصطاوي،، امرؤ القيس، الديوان، اعتن .115. شجت: مزجت، 55م، ص: 3112، 3دارالمعرفة، بيروت، لبنان، ط:

الطرق: الماء بالت فيه الإبل. -ميمون بن قيس بن جندل الاعشي -الصبح المنيرفي شعر أبي بصير .131

.155ص: م،1532طبعة لندن رودلف جاير، -أبو عباس ثعلب: شرح .أربت: أي أقامت، ولم تبرح.121لديوان، ص:النابغة الذبياني، ا .131الأعلم الشنتمري، شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، تحقيق: فخر الدين قباوة، .133

، ثفال الرحى: هي 15م، ص:2،1511دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط الجلدة التي توضع تحت الرحى لينزل الطحين عليها، تلقح أي تحمل، من

النعجة مرتينفي العام الواحد، النتاج: هو ولادة اللقاح، الكشاف: هو لقاح الناقة.

تحقيق: إيميل بديع يعقوب، دار الكتاب العربي، عمرو بن كلثوم، الديوان،. إذا حاربنا قوما جعلناهم كالطحين للرحى، أي 23م، ص: 1556، 3ط:

.قتلناهم وأبدناهمبريزي، تحقيق: مجيد طراد، عنترة بن شداد العبسي، شرح الديوان، الخطيب الت .132

. قطب الرحى: 26م، ص:1553، 1دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط: ما تدور عليه، أي طحناهم كما تطحن الرحى إذا دارت على قطبها، أما

الصفائح: فهي ما عرض من السيوف.. السفود: حديدة يشوى عليها اللحم، الشرب: 15النابغة، الديوان، ص: .132

بون الخمر، المفتأد: موضع النار الذي يشوى اللحم فيه.الجماعة يشر . الأثافي: جمع 11الأعلم الشنتمري، شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، ص: .139

أثفية، وهي حجارة ثلاث يوضع عليها القدر للطهو، السعف: أي مسودة بسبب الدخان، المعرس: هو مكان القدر، المرجل: القدر الكبيرة، النؤى:

.حول البيت ليجري فيها الماء لدى هطول المطر، الجد: البئر الساقية تحفر