داﺪـــــــﻋإ فﺮﺷ يزﻮﻓ /.رﻮﺘﻛد...

بنھا جامعة اآلداب كلیة االجتماع قسم

والجذور المھنة تحلیل

دادـــــــإع شرف فوزي./ دكتور

الدین : للمؤلف حمفوظة الطبع حقوق

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

خزنه أو الكتاب أجزاء من جزء أي طبع مسموح غير

من كل أو جزء أي تصوير أو المعلومات لخزن نظام أي في

أو اليكترونيـة كانت سواء وسيلة أية علي نقله أو الكتاب،

أو تسـجيال أو استنساخا، أو ميكانيكية، أو ممغنطة شرائط

. المؤلف من كتابي بإذن إال غيرها

"والجذور المهنة تحليل" االجتماعية الخدمة: الكتاب اسم

الدين شرف فوزي/ د: المؤلف اسم

: الفنية التجهيزات

ماب سمارت مكتب: كمبيوتر كتابة

ماب سمارت مكتب: غالف تصميم



المقدمةأ

مقدمة يؤدي الدين دورا هاما في الحياة االجتماعية باعتباره وسيلة من وسائل الضبط االجتماعي األكثر شيوعا في المجتمعات القديمة والمعاصرة ومن الطبيعي أن تنفرد المحاضرات في هذا المقام ببيان هذه األهمية وتحقيق تلك الوظيفة التي يسعي إليهـا فـي الحيـاة

ما له من قدسية وحرمه وجالل وأخرى بعلم االجتماع االجتماعية لأن يناقش قضايا المجتمع بصورة تتواءم مع المجتمع وتنسق مـع ظروفه وأوضاعه وتحقق مصالحه وتوازن بين الـروح والمـادة

وهي الحيـاة الكريمـة باعتبارهما صنوان أو وجهان لعملة واحدة ة الـنظم الدينيـة واالستمتاع والبد من دراسوالقدرة علي اإلبداع

والمؤسسات باعتبارها أكثر تأثيرا علي جميع الفئات مهمـا كانـت مستويات تعليمها وحظها في المعرفة وقد جاءت المحاضرات التالية منسقة مع هذا التصور قدر االستطاعة فاشتملت علي بيان وظيفـة الدين وألقت بنظرة إلي نظم األخالق وحاجتهـا إلـي الـدين مـع

لظواهر الخلقية وبيان لموقف اإلسـالم مـن الوثيقـة استعراض ل :المقدمة إلي المجمع المسكوفي بتبرئة اليهود من دم المسيح

وطبيعة اإلسالم بوصفه نظام اجتماعي مع بيان القيم الدينية ودورها في المجتمع المصري المعاصر واستعراض تاريخي لمـا

طرف الديني والعنف والفتنة الطائفية والعالقة بين الت 52قبل ثورة



المقدمةب

ودور التنظيمات الدينية الرسمية في االعتراض علي السياسة العامة .للدولة

مع بيان طبيعة الجماعات الدينية من المنظور السيسيولوجي والعوامل التي أدت إلي ظهور هذه الجامعات الدينية واسـتعراض للتطرف من حيث المعني واألسباب والمظاهر وظهور الجماعـات

سالمية في المجتمع الجامعي مع بيان االنجازات والسلبيات ثـم اإلجاء الفصل الثاني ليشتمل علي قضايا األسرة مستعرضا تأسيسـها والخطبة والنكاح واآلراء الفقهية وتحليها وعالقـة ذلـك الرضـا والقبول وبيان عالقتها الهامة بالزواج لتحقيق السعادة عند مراعاتها

ن طرفي هذه الشراكة المقدسـة ثـم يـأتي والحقوق والواجبات بيالفصل الثالث بعد استعراض لحـق الحاضـنة والطفـل بعنـوان استعراض لبعض القضايا الدينية ومنه حديث تـأبير النخيـل ثـم القضية الثانية متمثلة في موقف اإلسالم من األديان األخـرى، ثـم

اإلسالمية القضية التي تتعلق بالمؤلفة قلوبهم وأخيرا تنظيم الشريعةللطالب وتحليل ذلك في نوع من التناغم مـع التركيـز علـي أن

.اإلسالم يكرم اإلنسان لعقله وضميره ال لونه وال جنسهواهللا تعالي أسال أن تتحقق الفائدة من وراء هـذا اإلنجـاز

.المتواضع قدر االستطاعة



المقدمةج

:الوظائف االجتماعیة للمعرفةة وأدوات التحليـل أن األفكـار األساسـي " دور كيم"يري

وأساليب الفكر التي توجه الفكر المنطقي نحـو فهـم الظـاهرات وصياغة الخبرات واستخالص الحقائق، وبنـاء الحضـارات، قـد أفرزها النشاط االجتماعي لإلنسان خالل سعيه الستخالص ما يشبع حاجاته المتعددة والمتجددة، وخالل كفاحه من أجل السيطرة علـي

.ع ومن أجل تحقيق ذاته وتسهيل حياتهالطبيعة والمجتمومن خالل األشكال األولية للحياة الدينية بدأ رحلة اإلنسـان في اكتشاف المقوالت األساسية واألفكار الجوهرية التـي تسـاعده علي فهم الظاهرات وتنظيم المجتمع وتقنـين العالقـات وتـركيم

لنـوع، الشعائر والطقـوس وا : المعرفة، ومن خالل النشاط الدينيوالقوة والسلطة ومن ثم العلية، ومن خالل التدرج عـرف فكـرة الطبقة والدور والشخصية، بهذا توافرت لديه مرتكـزات التفكيـر المنطقي، واالتساق الفكري، الذي يمثل حجر الزاوية في المـنهج العلمي الذي اكتشفه اإلنسان طريقا للمعرفة العلمية بعد عدة قرون

.تي والفلسفيمن التفكير الالهومع التراث الكومتي فيبـدأ مسـيرة " دور كايم"وهكذا يتسق

والشعائر والممارسات الدينية، ثـم التطور افكري من الفكر الديني يتطور إلي الفكر الفلسفي الذي انشغل بإيجاد حلول لمسائل دينيـة



المقدمةد

كالقوة والعلة األولي، والروح والفكرة والمثال، إلي غير ذلك مـن .ث في صورتها األولية من الحياة الدينيةأفكار نبع

ومع أن الوظائف االجتماعية للمعرفة ظاهرة لكل إنسـان، كما أنها من األهمية والتنوع بحيث ال تكاد تحصي، إال أن قد يكون من المفيد في هذا المدخل أن نذكر بعضـا مـن أهـم الوظـائف،

:ونوجزها فيما يليذا لم يتفق الناس علـي األفكـار إ"يقول دور كايم :االتص ال : أوال

األساسية الجوهرية في كل لحظة، إذا لم يكـن لـديهم نفـس المفهوم للزمان، والمكان، والعلية، والعدد الخ، فإن أي اتصال

.بين عقولهم يصبح مستحيال كما تستحيل حياتهم معاأن المفهومات والمبـادئ : االتساق األخالقي والتناغم الفكري :ثانیا

تركة هي محور االتساق االجتمـاعي، واالتفـاق حـول المشمعايير وقيم توجه السلوك وتضبط الفعل االجتماعي، وتساعد

لعـام أعضاء المجتمع علي التكيف مع النظـام االجتمـاعي ا والنظم االجتماعية األساسية، كما أن قوام الشرعية واالمتثال وتواصل األجيال، تتم جميعا عبر عمليات التنشئة االجتماعية والتربية التي ينقل خاللها جيل اآلباء والمعلمين ورجال الدين خبراتهم ومعارفهم إلي األجيال الصاعدة، وبذلك تتم عملية نقل



المقدمةه

عرفي في جيل لجيل فيتعـدم االسـتقرار، التراث الثقافي والم .وتجري عملية التطور االجتماعي

فمنذ تعقد المجتمـع وتشـعبت عالقاتـه :التصنیف والتكامل: ثالثاوتنوعت أنشطته، وتمايزت أبنيتـه االجتماعيـة، وتعـددت األدوار وتخصص الناس في وظائف، أصبح المجتمع الحديث

لعمل المشترك فـي في حاجة إلي اتفاق عام حول ضرورة اإطار معايير يحترمها الجميـع وقواعـد وقـيم يحترمونهـا ويلتزمون بها، عارفين لحدود الممكن والمستحيل في إطـار الفرص البنائية المتاحة، وبذلك تسـود المعياريـة والتكامـل ويتوفر للمجتمع حد أدني من السلم واألمن االجتماعي، اللذين

ع واستمراره وتوفر المعرفـة ال غني عنهما الستقرار المجتموالثقافة االجتماعية الرئيسية ذلك الـدليل العقلـي لتصـنيف طبقات المجتمع وفئاته وقواه، كما تـوفر معرفـة األهـداف الثقافية والوسائل المشروعة لتحقيقها والفرص البنائية المتاحة

.لبلوغهاـ :رابع ا التنظ یم والت رأينا أن االتفاق علي أسلوب التفكيـر والمق

العامة والمبادئ والمفهومات هو حجز الزاوية في بناء الثقـة بين أعضاء المجتمع ومساعدتهم علي التعاون المشترك، ومن ثم إمكانية وجود تنظيم اجتماعي مسـتقر يحترمـه الجميـع



المقدمةو

ويؤمنون بشرعيته وبكفاءته، ومن ثم يخضعون للسلطة العامة وقواعـد الضـبط عن اقتناع بأهليتها أن االمتثـال للنظـام

االجتماعي يوفر علي الدولة اتباع طرق أخرى لضبط السلوك .االجتماعي قد تؤدي إلي اللجوء إلي أدوات القهر

نقدا لألسس األمبيريقية التي ارتكزت " ميزاروس"وقد وجه في علم اجتماع المعرفة، نوردها بإيجاز، " دور كايم"عليها إسهامات

حـول مقـوالت " دور كايم"جه ألفكار ألهميتها وكنموذج للنقد الموالفكر وأصولها الدينية، االجتماعية والتاريخية، وتتلخص أوجه النقد

:فيما يلي" دور كايم"في الدراسات التي اعتمد عليها " ميزاروس"يشكك -1

مما يلقي ظـالال مـن ، Zuni clansحول عشائر الزواني لـك الشك علي النتائج التي توصل إليهـا معتمـدا علـي ت

الدراسات ويري أن لم تكن ثمة دالئل قوية علي وجود عالقة أو تطابق بين نسق التصنيف لديهم ونظامهم االجتماعي، كما

.يطعن في قضية أنهم كانوا طوطميينارتكز التحليل الدور الكايمي للنسق المعرفـي ولمقـاوالت -2

الفكر علي فرضية خاطئة هي أن لكل مجتمع نسق معرفـي واحدة من المقوالت، ولم يأخذ في االعتبار واحد ومجموعة



المقدمةز

الفروق الثقافية والمعرفية، كذلك التمايز في أسس التصنيف .وغير ذلك من فوارق ثقافية وفكرية داخل المجتمع الواحد

أن البناء النظري لعملية تطور االتساق الدينية في المجتمعات -3الدينية اإلنسانية، من النظام الطوطمي إلي إنساق المعتقدات

األخرى، يستند علي بعض مسلمات نظرية التطور إلي لـم .يؤيدها دليل علمي قاطع

تفسيرات سوسيولوجية كثيرة فـي تحليلـه " دور كايم"أهمل -4لعملية التصنيف، اكتفاء بما يستمده الناس من نسقهم الديني، مع أن هناك تصنيفات تقوم علي أسس اجتماعيـة أخـرى،

مال والمبادلـة، وعالقـة اإلنسـان كالمصالح، وقيم االستعبالطبيعة، وغير ذلك كثير، وهذا قصور في التنظير مرجعه

.إقامة تحليل انتقائي يتجاهل الوقائع االجتماعية الملموسةهناك فرق يبج إال يتجاهله الباحث، بين استقصاء العالقات بين صور الفكر وإنساق المجتمع جميعا، والزعم بأن هناك نسـق

.احد تنبع منه كل أنواع الكفر ومقاوالتهأساسي وقد فشل في إيجاد " دور كايم"يري أن " ميزاروس"وإذا كان

حل سوسيولوجي لمسألة العالقة بين الواقع االجتماعي ومقـوالت " دور كايم"الكفر وأدوات التحليل وطرق التصنيف، فإنني أري أن رتكزا علي قد نجح في تأصيل الكفر في صميم الواقع االجتماعي م



المقدمةح

أنماط الحياة الدينية االجتماعية في تطورها التاريخي، أما ما يوجهه وهو فيلسوف يهتم بالقضايا االجتماعية من أنه لم يميز " ميزاروس"

بين عمليات التفكير المنظم والمؤقت والذاتي، فتلك في رأيي مسائل فلسفية ال ننتظر في عالم اجتماعي معروف بنزعته السوسيولوجية

.المحضة أن يخوض فيهاأهم المنظورات الكالسيكية –من وجهة نظري –كانت تلك

في علم اجتماع المعرفة، وهي تلك التي ارتكز عليها وطورهـا أو نقدها العلماء المعاصرون، الذين نتجه إليهم في المبحـث التـالي،

.لعرض نتائج من تصوراتهم وإسهاماتهم في علم اجتماع المعرفة

فوزي شرف الدین / دكتور



محتویات الكتاب

رقم وعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالموض

الصفحة

أ .المقدمة

:الفصل األول

األصول األولي لنشأة الخدمة االجتماعیة2

:الفصل الثاني

البحث االجتماعي في الخدمة االجتماعیة39

:الفصل الثالث

مجاالت الرعایة97

:الفصل الرابع

عوامل نمو خدمة الجماعة139



تحلیل المھنة والجذور –الخدمة االجتماعیة 2

الفصل األول األصول األويل لنشأة اخلدمة االجتماعية

األصول األمریكیة : أوال

.األصول البریطانیة: ثانیا .الخدمة االجتماعیة في العالم الثالث: ثالثا




األصــول الفكريــة للخدمــة االجتماعيــة يف الواليــات : أوال :املتحدة األمريكية

ة منظمة في الواليـات ارتبط قيام الخدمة االجتماعية بصورالمتحدة األمريكية بإنشاء الجمعية القومية األمريكية لألخصـائيين

م عندما 1898االجتماعيين، وتعتبر البداية الحقيقية للمهنة في سنة نظم أول برنامج للتدريب عدد من المتطوعين في جمعيـة تنظـيم

ح اإلحسان بمدينة نيويورك، وقد تحول البرنامج بعد ذلك كي يصـب بواليـة Columbiaأول مدرسة للخدمـة االجتماعيـة بجامعـة

نيويورك، مع ذلك الحين بدأت مدارس الخدمـة االجتماعيـة فـي الظهور، وعملت علي تحديد برامجها وأهدافها الوظيفية ووقعـت

new professionلنفسها شعار العمل تحت مسمي مهنة جديـدة اإلصالح االجتماعية وكرس روادها األوائل جهودهم في االنشغال ب

ومواجهة المشكالت االجتماعية، ثم عملوا تدريجيا لتحرير أنفسـهم من صفة النشاط الذي ارتبطوا به وهو العمـل فـي المؤسسـات الخيرية التطوعية وقبلوا المغامرة باالنفصال عن هذه التنظيمـات معتمدين علي أنفسهم وعلي ما يدفعونه من اشتراكات ماليـة فـي

لتمويل الجمعية القومية األمريكية لألخصـائيين –عضوية مقابل الاالجتماعيين، لم يكن هؤالء في ذلك الوقت مجرد قيـادات فعليـة تعدت للعمل في برامج الرعاية االجتماعية، بل كانوا بمثابة نخبـة




المطـالبين باإلصـالح –من المثقفين المدافعين عن الديمقراطية قتهم وجهدهم لتحسـين وتطـوير االجتماعي في بلدهم، وكرسوا و

التـي يحتاجهـا المـواطن Social servicesالخدمة االجتماعية لمواجهة العديد من الحاجـات االجتماعيـة المتزايـدة ولمواجهـة

.مشكالت التغير االجتماعيمع ذلك الوقت، توجهت الجمعية األمريكيـة لألخصـائيين

ـ ل فـي تنظـيم االجتماعيين نحو االنشغال باهتمامات محددة تتمثممارسة الخدمة االجتماعية، واالهتمام بالمشاكل الكبرى للرعايـة االجتماعية والعمل علي حماية أعضائها وتنمية وتدعيم اهتماماتهم المهنية وسرعان ما ظهرت الحاجة الهتمامات علمية واجتماعيـة أخرى من بينها االهتمام بـالبحوث االجتماعيـة واإلدارة العلميـة

االجتماعية العاملة في مجاالت الرعايـة االجتماعيـة للمؤسسات وإصدار الكتاب السنوي للخدمة االجتماعية ثم دائرة معارف العلوم االجتماعية، والمطبوعات والدوريات العلميـة، والمشـاركة فـي االهتمامات السياسية المتعلقة بالسياسة العامة واالجتماعية للدولـة،

يمكن أن تلعبه تلك القيـادات فـي وأصبح واضحا أن هناك دورا مواجهة مشكالت الفقر في المجتمع األمريكي، ومواجهة مشـاكل وآثار الحرمان والتشرد التي صاحبت مراحل التحول الحضـاري

.والصناعي في المجتمع




سعت الجمعية بعد ذلك لتحقيق مزيد من التقدم ألعضـائها، راسة المناهج فعملت علي تطوير المعارف والمعلومات من خالل د

والمقررات التي تقدمها مدارس الخدمة االجتماعية ووقع شـروط وعملت علي إتاحة فـرص العمـل ألعضـائها فـي –ممارستها

مجاالت وأنشطة الرعاية االجتماعية وبرامجها، ثم ربطت نفسـها باالهتمامات العلمية األكاديمية وخصوصا فـي فـروع المعـارف

لدعوة من األجل الوصول إلي تحسـين السياسية والفلسفية وتبنت امعيشة غالبية سكان المجتمع نحو عالم أفضل، ثم بدأ التوسع فـي توظيف أعضاء الجمعية من األخصائيين االجتماعيين في مجـاالت

العمل االجتماعي المختلفـة، سـواء كانـت حكوميـة أو وأنشطة ـ . تطوعي، فيدرالية أو محلية ن وتشير بعذ الدراسات إلي أنه في س

أخصـائي اجتمـاعي 116000كان هناك ما ال يقل عـن 1960 73550يعملون في أجهزة الخدمات االجتماعية المختلفـة مـنهم

والحكومـات يعملون في األجهزة الحكوميـة الفيدراليـة %) 65(المحلية للواليات المتحدة والهيئات المحلية األخرى، كما كان هناك

علي المستوي القومي أو يعملون في أجهزة تطوعية سواء 42250 .المحليات

أن تطور مهنة الخدمة االجتماعية وانتشارها فـي أمريكـا ارتبط أذن بالنمو المتزايد ألنشطة وجهود الرعايـة االجتماعيـة،




وأهمها محاولة التعامل مع مظاهر البـؤس والحرمـان، ولـذلك -1910ارتبطت أصال بنظام جمعيات اإلحسان واعتبارا من سنة

مدتـه (ت بعض الجامعات األمريكية في تنظيم برنامج تعليمي بدأ، وسرعان ما ظهرت مدارس أخرى فـي )عامين دراسيين كاملين

نيواوليلنز وغيرها من كبرى –شيكاغو –فيالدلفيا –مدن بوسطن .المدن األمريكية تشتغل بتعليم الخدمة االجتماعية

Caseرد انصرفت االهتمامات األولي إلي تعليم خدمة الف

work واإلدارة االجتماعية واإلشراف علـي ممارسـة الخدمـةظل المشتغلون بالخدمة االجتماعيـة 1915االجتماعية وحتى سنة

يطالبون باالعتراف بنشاطهم وممارساتهم كمهنة، وظلت الـدعوة قائمة خالل السنوات التالية، منشغلة مجهود المدارس المختلفة حتى

المهنة في فرض وجودها مـن خـالل ، إلي أن بدأت1929سنة مساهماتها في برامج الطيب األحمر الذي كان يعمـل منـذ فتـرة الحرب العالمية األولي وبدأ االعتراف بأهمية الدور الـذي تلعبـه المهنة في مجال الخدمة االجتماعية الطبية والنفسية والعمـل مـع

.المحاربين القدمي وأسرهموقيام الخدمة االجتماعيـة من هذا العرض المختصر لنشأة

نستطيع تحديد معالم المهنة من خالل تحديد مجموعـة المعـارف وهـي –التي تسـعي لتحقيقهـا والعلوم التي تسند إليها واألهداف




أهداف ينشدها المجتمع، مما يضفي علي ممارساتها صفة شرعيتها وصالحية قيامها بل واستمرارها كما أن نشاطها علي هذا النحـو

وأن يكون منظما في إطار أخالقي قيمي ومبادئ فذية وعلمية البد األساسية للعمل تحوز رضا الممارسين والعمالء وتصبح الموجهات

.المهني

:طبيعة وخصائص املمارسة املهنيةالممارسة المهنية للخدمة االجتماعية إذن تعني أنها نشاط له

نيـة فالعمـل االجتمـاعي ذو طبيعـة ف : خصائص يمكن تحديدهاTechnical يقوم علي قواعد وقيم معينة ينظـر إليهـا كمعـايير

Norms للمهنة، ولتحقيق غايات وأهداف مرغوب فيها باسـتخدامهي بمثابة الوسائل professional Methodsمناهج وطرق مهنية

واألساليب، وهناك محددات لهذه األنشطة أو الجهود المهنية، تتمثل عية علي الممارسة المهنية التي تعنـي فيما يضفيه المجتمع من شر

يحكمه تصديق المجتمع نهاية Interventionفي نهاية األمر تدخال Sanctionيحكمه تصديق المجتمـع Interventionاألمر تدخال

وتتمثل المهنة ومعارفها نسقها الثقافي الفرعي الـذي أخـذ صـفة .العالمية في الوقت الراهن

دمة االجتماعية منذ وقت مبكـر، ولقد طرح في كتابات الخأو فـن مـن Scienceبعض التساؤالت حول مدة اعتبارها علم




، وتساءل البعض حول إمكاناتها في أن تكـون نشـاطا Artالفنون .professionوحول مدى اعتبارها مهنة –يجمع بين العلم والفن

لقد طرح هذا التساؤل من قبل في مرحلة مبكرة من نشأتها يات المتحدة األمريكية، واستمر مطروحا إلي وقت قريب،في الوال

وما زال بعض الكتاب يشيرون إليها باعتبارها مهنة لم تكتمل لهـا .الخ...نفس الخصائص األساسية لمهن أخرى كالطب والمحاماة

وفي رأينا أن نشاط المهنة هو شكل مـن أشـكال التـدخل د والجماعـات يتمكن األفـرا Social interventionاالجتماعي

بواسطتها من أعادة حل المشكالت أو التمزق الـذي يظهـر فـي حياتهم االجتماعية، وهنا يتضح لنا أن الفلسفة التي تستند إليها هذه المهنة تقوم علي اإليمان بالفرد كوحدة إيجابيـة نشـطة وبالبيئـة االجتماعية كقوة دينامية وبالتأثير المتبادل فيما بينهمـا للوصـول

.ر يمكن من خالله إحداث التوافق بين الفرد والبيئة االجتماعيةلتغييوبهذا الطرح الذي نعتقد أنه يعبر تمامـا عـن المنظـور األمريكي في الخدمة االجتماعية يمكن تحديد عناصر تكوينها كمهنة

.في

:األھداف االجتماعیة) 1(للمهنة أهداف وغايات تسعي لتحقيقها، فهي تعمل لمواجهة

ع احتياجات قائمة في المجتمع أي أن وجودها يستمد شرعيته وإشبا




من اإلحساس بأن هناك ضرورة لقيام نشاط معين مـن شـأنه أن يواجه حاجة أو يوجد حال لمشكلة يعيشها المجتمع أو فرد فيـه أو يوقف تهديد قائم، فالهدف المحدد لهذا النشاط الموجه هو االرتقـاء

بدال من التمزق الذي يهدد هـذه باإلنسان وتحسين ظروف معيشته .الحياة لو استمرت األوضاع والمشكالت القائمة بدون حل

:الطابع الفني للممارسة) 2(يستند ذلك العمل المهني الموجه نحو مشكالت األفـراد أو الجماعات أو المجتمعات ألسلوب وطرق ومناهج فنية تعتمد علـي

تخصص أفـراد مـؤهلين العلم والمعرفة العلمية األمر الذي يعنيبدورهم لتحمل مسئولياتهم ومهام العمل، ومن هنـا نـدرك فارقـا

الـذي Volunteerواضعا بين الممارس المهني وبين المتطـوع Socialيعمل في بعض التنظيمات الخاصة بالرعاية االجتماعيـة

welfare في المجتمع، وقد نجد فيها بعض المهام قريبة الشبه بما ،الخدمة االجتماعية لتحقيق أغراض ذات طبيعة عالجية يمارس في

وإصالحية أيضا، إال أن العمل المهني وممارسته يحكمه مجموعة من األسس والمعارف والمهارات العلمية المتخصصة تأخذ صورة العمل المأجور في حين أن كل هذه الشروط ال تتحدد في ظـروف

.العمل التطوعي ولو كان في مؤسسة اجتماعية




:المھام واألغراض) 3(ويرتبط العمل المهني بقواعـد وإجـراءات تمـارس فـي مؤسسات متخصصة، وهي تتضمن أساليب وطرق وأدوات إلنجاز أهداف وأغراض محددة، أهمها مواجهة حاجات النـاس المختلفـة وحل مشكالتهم، وكذلك تطوير الظروف االجتماعية والبيئية التـي

لنهاية إلي تحسـين األداء االجتمـاعي يعيشون فيها بما يؤدي في اSocial functioning لهؤالء الناس، وكل ذلك من خالل أساليب

فنية ووسائل تقوم علي ما يسمي بالتدخل العلمي لمهنـة الخدمـة االجتماعية، فغرض المهنة إذن تحقيق ارتقاء مستمر في أداء النظم

و ترتبط بالفكر واألفراد، وهي علي هذا النح –واإلنساق االجتماعية الوظيفي االجتماعية منذ أن كان هدفها هو تحسين األحوال المعيشية

.وتحقيق التكيف االجتماعي لألفراد والجماعات

):المعاییر(األساس القیمي واألخالقي للمھنة ) 4(لممارسة النشاط المهني الموجه، فإنه من الضروري وجود

لوكية، حيث يصـبح هـذا نسق من القواعد األخالقية والمعايير السالنسق القيمي للمهنة بمثابة القاعدة التي يرتكز عليها العمل المهني

بين الممارسـين كلهن وهو الدستور المتفق عليه صراحة أو ضمنا مما يضفي علي ذلك التـدخل شـرعيته االجتماعيـة ويحـددون

كما أنـه –االنحراف بالممارسة عن األهداف التي تقوم من أجلها




هذه الممارسة عن غيرها من الممارسـات غيـر المهنيـة، يميزوالدستور يوقعه هذا حماية لحقوق العميل من االنحراف عن الهدف

.كما أنه حماية للممارسة وموجه له في نفس الوقت –االجتماعي

:ماهية اخلدمة االجتماعيةمن كل ما سبق نستطيع تحديد مفهوم الخدمة االجتماعية في

ؤسسي منظم يقوم من أجل وقاية الناس من المشكالت منهج م"أنها االجتماعية ومساعدتهم علي حل ما يتعرضهم من مشكالت ومـن

فهي مهنـة تمـارس . أجل دعم إمكانات الناس ألدائهم االجتماعيةلتحقيق خدمات إنسانية وهي نوع من الممارسة العلميـة والفنيـة

scientific, Technical practice رة في إطار تمارس بالضرونظام اجتماعي متكامل متعرف به هو نظام الرعايـة االجتماعيـة

Social Welfare. وهي أحدى Helen Witmerوتري األستاذة هلين ويتمر

رائدات المهنة، أن الخدمة االجتماعية طريقة علمية لخدمة اإلنسان وهي أيضا نظام يساعد علي حل مشكالته وتنمية قدراته تعمل علي

.لتحسين قيامها بدورهاة النظم األخرى في المجتمع مساعدويتضح من هذا التعريف التأكيد علي أستناد المهنة لقاعـدة من المعارف والمهنة العلمي والطرق العلمية وأنها توظف لمساعدة

–األفراد من المجتمعات وأيضا لمساعدة النظم االجتماعية األخرى




فراد إلـي العمـل مـع الـنظم إذ تتجاوز مهنة الخدمة مساعدة األمعيشة أفضل، فهي والتنظيمات االجتماعية المختلفة لتحقيق ظروف

متعددة األبعاد، إذ البد وأن تعمل كي تستجيب لظـروف المجتمـع المتغيرة واحتياجات األفراد المختلفة وتـدعيم األدوار والوظـائف

.المحددة للنظم االجتماعيةفإنـه Walter fried landerأما األستاذ والتر فريد الندر

الخدمة االجتماعية من الخدمات المهنيـة "يقدم تعريفا يري فيه أن professional services تقوم علي أساس من الحقائق العلميـة

والمهارة في مجال العالقات اإلنسانية الغرض منها مساعدة األفراد يـة، كأفراد أو في جماعات لتحقيق الرفاهية الشخصـية واالجتماع

ولتنمية قدراتهم علي توجيه شئونهم بأنفسهم، وتكون ممارسة هـذه الخدمة داخل مؤسسات متصلة بالخدمة االجتماعيـة ومتخصصـة

.فيهاإن استعراض مضمون الفكرة المحورية هنا يكشـف عـن التزاوج بين المعرفة والمهارة في الممارسة المهنية وبمـا يمكـن

لمجال التطبيق، وأضفي التعريف األخصائي من نقل معارفه العلمية أهمية علي الدور الذي يقوم به العميل في المساعدة الذاتية والتـي تتمثل في اعتماد العميل علي نفسه والتوجيه الذاتي لشئون وعـالج

.مشاكله




وتتبني الجمعية القومية لألخصائيين االجتماعيين بالواليات مهنة تخصصـت فـي " المتحدة األمريكية تعريفا للمهنة علي أنها

تيسير وتنمية العالقات االجتماعية بين األفراد والجماعات والـنظم االجتماعية، وبناء عليه فاألخصائي مسئول بالدرجة األولـي عـن

الواعي للظروف االجتماعية السائدة بما في ذلـك الـنظم اإلدراك االجتماعية واحتياجات المجتمع الفعلية والتوقعات بالنسبة للمستقبل

وتوجيه نظر المسئولين في الهيئة الحكومية أو األهليـة، أو قـادة المجتمع حتى يتعاون الجميع علـي تـذليل الصـعوبات القائمـة واستحداث خدمات جديدة تستجيب الحتياجات الناس، ومن ثم فـإن مسئولية المهنة تتم من خالل العمل االجتماعي الذي تتصـدي لـه

.في ذلك لمعارفها العلمية المهنة كوظيفة اجتماعية مستندةونالحظ مرة أخرى أن التعريف يؤكد علي األساس الفكري

.الغربي وهو الفكر الوظيفي في مجال العالقات اإلنسانيةنخلص مما سبق للقول بأن التعريفات، وأن حاولت تحديـد

التي تنتمي السمات األساسية المهنة، إال أنها تعبر عن األيديولوجية حافظة من ناحية ترتبط بالنظرية الوظيفية، وذات نزعة إليها، فهي م

إنسانية إصالحية، تقوم أساسا للـدفاع عـن النظـام االقتصـادي واالجتماعي والرأسمالي في مواجهة التهديدات الداخلية التي ينتجها

).المشكالت االجتماعية(النظام




من حيث مجاالت العمل المهني –هذه التعريفات أيضا تعبر اهج وأساليب الممارسة عن الفلسفة الفردية والبراجماتيـة فـي ومن

وقت واحد، بل أن واحدا من كتاب هذه المهنة، وهو أيضـا أحـد يقول في كتاباته أن مهنة الخدمة goldstienفالسفتها وهو األستاذ

أنهـا مهنـة American productاالجتماعية هي منتج أمريكي واليات المتحدة األمريكيـة، ومـا انبعثت عن النموذج الصناعي لل

ترتب عليها من أشكال معينة ونماذج محددة من المشكالت والفساد الذي يحل بالنظام االجتماعي ككل والذي يتمثل في انقسام المجتمع

.إلي مجتمع الوفرة والرفاهية ومجتمع الفقر والحرمانوهو واحد مـن كتـاب " فاروق يونس"وكما يقول األستاذ

الجتماعية العرب في هـذا الصـدد أن الفلسـفة الفرديـة الخدمة اوضحت في كتابات الخدمة االجتماعية وتعريفاتهـا، إذ أنهـا فـي مجموعها تدور حول الفرد من ناحية وحول تكيفه مـع البيئـة أو مساعدته علي تدعيم قدراته وتوجيه شئونه معتمدا في ذلـك علـي

.إمكانياته الذاتيةاس الفكري الذي تسـتند إليـه مهنـة فإذا كان هذا هو األس

الخدمة االجتماعية كما تطرحه الكتابات األمريكـي فهـل هنـاك مشروعية إلعادة النظر فيه؟




أن هذه المهن تكشف لنا عن ضرورة التوصل إلي فهم جديد للخدمة االجتماعية كمهنة، فهما يرتبط بظروف مجتمعنا الذي ينتمي

تلفة، والتـي تسـعي جاهـدة في األصل إلي مجموعة البلدان المخإلدخال تغييرات شاملة في النظم االقتصادية واالجتماعية لتحقيـق

ومن ثم فإن طبيعة وخصائص المجتمع وما فيه من نظـم . التنميةوما يعتريها من مشكالت، ذلك أنماط السلوك المختلفـة واإلطـار الثقافي واأليديولوجي للمجتمع، كلها اعتبارات تحتم ضرورة البحث

عن تصور مالئم يتفق مع هذه الظروف ونري بدون تجـاوز أنـه دورا أساسيا في تشـخيص المشـكالت يمكن لهذه المهنة أن تلعب

االجتماعية وبالتالي في التوجه نحو التعامل معها، إال أن ذلك الرأي يظل مشروطا بالتخلي عن األيديولوجية المحافظة والتخلـي عـن

لثانوية والتأكيد علي أدوار ثورية جديدة الوعي الزائف بالمشكالت اواالجتماعي في المجتمعـات المختلفـة تواجه التخلف االقتصادي

المسماة بالدول النامية، إن دورها حينئذ ينطلق من تجسير الفجـوة بين أهداف التنمية وواقع التخلف الذي يعاني منه سكان المجتمـع،

االجتماعية أداة فعالية فقط يمكن أن تصبح الخدمة وعندنا أنه بذلك من أدوات التنمية لتحقيق التقـدم االقتصـادي واالجتمـاعي فـي

.المجتمعات الساعية أصال لتحقيق هذه التنمية :األصول البريطانية: ثانيا




أدت الثورة الصناعية في أوربا لحدوث تغيرات أساسية في البنية االقتصادية حاملة معها تطور ونمو قـوة أصـحاب رؤوس

ألموال، وقضت في نفس الوقت علي سيطرة مالك الراضي، ولم ايكن هذا هو ناتج الثورة فحسب، بل لقد حملت معها تغيرات أساسية في البنية الفوقية االجتماعية والسياسية ومعها وأصـبحت الحاجـة ماسة إلي قوى عاملة قوية وقادرة علي زيادة اإلنتاج أمال في مزيد

ا أصحاب رؤوس األموال، وكـان التوسـع من األرباح التي يجنيهالصناعي بابا مفتوحا دخلت منه الدعوة المتصاعدة للعناية بالطبقـة العاملة، فضال عن ذوة النقابات العمالية التي نشطت في المطالبـة بالتحسينات المتوالية في التعليم والصحة وبقية الخدمات االجتماعية

لة وتماسكهم من خالل نقاباتهم وإذن أدي الوعي الطبقي للقوة العامألحداث ضغوط سياسية تطلب بتحسين األحوال المعيشية والظروف

ولقد كانت هذه األوضاع . االقتصادية واالهتمام بالصحة واإلسكانمثار جدل بين أصحاب رؤوس األموال والطبقة العاملة ذاتها ممثلة

دعاوي في نقابات العمال المعبرة عن مصالح أفرادها، بل ظهرت أصحاب رؤوس األموال مؤكدة علي أن ذلك سـوف يـؤدي فـي النهاية لتدعيم النظام االقتصادي الرأسمالي، ومن هنا كانت الخدمة االجتماعية هي المهنة األساسية التي تطورت ونصت مـن خـالل تطور ونمو أيديولوجية دولة الرعاية االجتماعية الداعية إلي تدخل




اطنيها في المجتمع البراجوازي في أوربا الدولة لتحقيق رفاهية مو .وفي بريطانيا علي وجه التحديد

ويكشف التحليل التاريخي لنشأة الخدمة االجتماعيـة عـن صحة ما نذهب إليه، فإذا تناولنا الحالة البريطانية كنموذج للنشـأة

أن تردي األحوال االقتصادية في لندن، المبكرة للمهنة، فسوف نري طة بها، كانت سببا رئيسيا وراء تزايـد االهتمـام والمناطق المحي

بضرورة التدخل لتحسين أحوال الفقراء في هذه المناطق، لقد كانت مشكالت انخفاض مستويات الصحة واإلسكان واالزدحام السـكاني الهائل في أحياء الفقراء مع قسوة الظـروف الطبيعيـة المتواليـة

الة خالل النصف الثـاني وضياع المحاصيل الزراعية وانتشار البطبمثابـة العوامـل –كانت كل الظروف –من القرن التاسع عشر

، 1860المهيئة الندالع المظاهرات وحوادث الشـغب فـي سـنة وتزايدت حوادث ومظاهرات الفقراء والعمال المشتردون بال عمل

، مما أدي إلي الخوف من صعوبة القدرة 1867أو مأوي في سنة مما أدي الزدياد معدالت الجريمة وتدنت مستويات علي التحكم فيها

عوامل مهددة لجميع الطبقـات، –الصحية، وباتت جميعا الرعاية ) في ظل قوانين رعاية الفقـراء (فإذا أضفنا لها فشل نظم اإلحسان

ونظم بيوت التشغيل واإلحسان، إلدراكنا ظهرت دعـوى الوعـود سجناء، ومزيـد مـن باختفاء أحوال الفقر والبؤس، والسجون بال




الرخاء وحيث ستكون مصحات المرض العقلـي بـال مرضـي، واالنخفاض الملحوظ في األزمات السكانية، كانت هـذه األحـوال

في ظله قيم تنظيم اإلحسان، وبذلك ظهرت جمعية اإلطار الذي قام ، وانشـغل أفـراد الطبقـة 1869تنظيم اإلحسان في لندن سـنة

طبقات الدنيا كيف يعتمدون علي أنفسهم المتوسطة في تلقين فقراء الفي مواجهة مشكالتهم، وكيفية إدارة منظمات اإلحسـان العاملـة

مظاهرات (والخاصة، بدال من التجمهر والتظاهر في ميادين لندن من هنا أصبح تنظيم وإدارة مؤسسات الرعاية ). 1886الخبز سنة

ة االجتماعيـة بمثابة النشأة األولي للخدم) جمعيات تنظيم اإلحسان(وبالتدريج أصبح األخصائي االجتماعي المنتمـي أصـال للطبقـة

ذلك الـذي هو –الوسطي هو المعلم المناسب في اإلحسان الفقيرة –يحقن قيم الحياة الجديدة للطبقات الوسطي لخدمة الطبقات الفقيرة

فللعلم األطفال األحدث الجائحين حب األسرة، الطبيعـة، المنـزل، ي المستقبل، أعط للصغار فرصة القيادة الناضجة والصحة واألمل ف

ابتسم فـي وجههـم، -النظيفة والمنازل الصحيةالواعية واإلحياء أمنحهم األمل، أجعل الشمس تشرق مرة أخرى في نفسهم، هكـذا

قـيم –كانت دعوة تنظيم اإلحسان وحركة المحالت االجتماعيـة الفقراء، ومن هنا أصبح الطبقة الوسطي نتعامل مع مشكالت الفقر و




اإلصالح االجتماعي القاعدة والمضمون القيمي األساسي للخدمـة .االجتماعية في بريطانيا

Case workفي ظل هذه الدعوة كان ظهور خدمة الفـرد التحليـل النفسـي وانتشـار -الذي ساعد علي تطورها ونموهـا

د قبل خصوصا تلك اإلسهامات المتعاقبة التي أبدأها سيجموند فرويوخالل فترة الحربة العالمية األولي، كانت اإلسهامات فرويـد ذات تأثير هام في تطوير خدمة الفرد بتركيزها علي دراسة الفرد ذاتـه بدال من االهتمام بالبناء االقتصادي واالجتماعي الذي يعيش فيـه، وبذلك فسرت المشكالت االجتماعية من منظور التحليـل النفسـي

بدال من اإلنساق األكبر الذي ينتمي Clientللعملية بتفريد النظرة .إليها

كانت إسهامات التحليل النفسي في نمو الخدمة االجتماعيـة واضحة المعالم، فلقد زودت الممارسين بمهارات في التعامل مـع المشكالت لتمكنهم من تحليل المشكالت الفردية التي كانوا يقفـون

التفسيرات كانت محدودة عندما تتعلق حيالها بال تفسير، إال أن هذهالمشكلة بنتائج القرارات السياسية والحرمات المادي، وفـي هـذا

كانت خدمة الفـرد ذات –الوقت المبكر من بداية القرن العشرين بريق مهني جعل الممارسين متميزين مـن غيـرهم مـن الهـواة

ـ ل والمتطوعين، وكان غطاؤها األيديولوجي عدم االنشـغال بالعم




السياسي الجمعي لتغيير أوضاع المجتمع فالنظرة للظروف الذاتيـة التي تكمن في الفرد باعتبارها التفسير المنطقي لما يواجهـه مـن مشكالت، تخفي في ذات الوقت حقيقة أساسية، وهـي أن النسـق االجتماعي هو المسئول الرئيسي عن تلك المشكالت، وكأن الفـرد

في نفس الوقت، وبالتالي كمنت في هو سبب المشكالت وهو فحيتهاأسـاليب الـدفاع عـن –الدعوة اإلصالحية من المنظور الفردي

مصالح الرأسمالية باستبعاد الدور الذي يلعبه االقتصاد الرأسـمالي في تفاقهم المشكالت االجتماعية وهذا هو مـا نقصـده بالغطـاء

.األيديولوجي للمهنة

یة في القرن العشرین؟ولكن كیف نفسر نمو الخدمة االجتماعالتغيرات االجتماعية، واالقتصادية سببا فـي تزيـاد كانت

مطالب الطبقة العاملة وضغطها السياسي علي الحكومات المنتجـة من أجل مزيد من تحسين ظروف المعيشة، وكان العمـل النقـابي

أساسيا وراء حث الحكومات علي إعادة النظر فـي سياسـتها سبباوضـع كان كل ذلك بمثابـة لقد القومية نحو حماية القوى العاملة،

المزيد من العراقيل أمام الحكومات، وأصبحت الدولة في مواجهـة حقيقية مع أصحاب المشروعات الخاصية وظل الصراع السياسـي

ن ناحية، والكساد االقتصـادي بين الصناعية وبين القوى العاملة مبمثابة قوى تحد من توفير الرعاية االجتماعية، –من ناحية أخرى




وقد يفسر لنا ذلك التحليل كيف أن مظاهرات العمال الفقراء كانـت سببا وراء ظهور قوانين التأمينات االجتماعية والتغير االجتمـاعي

.لرأسماليخالل الثالثينات من هذا القرن في كل دول النظام امظاهرات العمـال بتنظـيم وكمثال لهذه األحداث، قامت (

في مدينة شيفلد في انجلترا، وتظاهر أكثر من 1935قواها في سنة عامل مطالبين بتعويضات البطالة التي قطعتها الحكومـة، 40000

وقامت مظاهرات مماثلة في معظم مدن بريطانيا، ونتيجـة لهـذا ).ساعدات الحكومية في أعقابهاأعيدت إعانات البطالة والم

ومع قيام الحرب العالمية الثانية وما صاحبها من نتائج فـي كان من الطبيعي زيادة الوعي لتدخل الدولة للحد من دول الغرب،

وأهمهـا الالمسـاواة فـي (المشكالت االجتماعية واآلثار السلبية ).الدخول

لـي أن وبدون الدخول في تفاصيل كثيرة، نستطيع التأكيد عهي األساس كانت –حكومة العمال التي جاءت في أعقاب الحرب

الحقيقي في بريطانيا، وبقية دول الغرب الصناعية وراء قيام ونشأة بتوسعها الهائل في الخـدمات " دول الرعاية االجتماعية"أيديولوجية

االجتماعية الموجهة نحو الحد من آثار الفقر والبـؤس ولتخفيـف ، 1973كينكيـد ،1962أسهمت دراسـات تـتمس وقد(المعاناة، في ظل هذه الظـروف . في تفسير هذه التطورات 1970هولمان




كانت النظرة الغربية للخدمة االجتماعية تحددها علي أنها المهنـة التي تتضمن كافة الجهود المنظمة للحد من اآلثار السلبية الناجمـة

لمستويات معيشية عن الفقر، والتي تسعي للوصول باألفراد واألسرمناسبة، والحد من المشكالت االجتماعيـة، وتطـوير مسـتويات المعيشة داخل المجتمع من خالل العمل مع األفـراد والجماعـات

.والعمل المجتمعي والتشريع واإلدارة واستخدام البحث االجتماعيوالالفت لالنتباه، أن الخدمة االجتماعية ظلت تتطـور فـي

حتى وصلت الحال إلي وجود ما ) يات المتحدةأوربا والوال(الغرب يعرف اآلن باسم االتجاه الراديكالي في الخدمة االجتماعيـة ومنـذ بداية السبعينات، حاولت مجموعات من األخصائيين االجتمـاعيين تنظيم جهودهم بتبني نظرة نقدية لممارسـة الخدمـة االجتماعيـة

قها في البيروقراطيـة التقليدية وعجزها بتوجهاتها الفردية واستغراالجماعة فـي ، في بريطانيا، وأعلنت (Case con)ومنها جماعة

أننا نعارض الرأسمالية، ذلـك النظـام 1971أول مؤتمر لها سنة الذي يعهد بإشباع ومواجهة الحاجات االجتماعية لنظام السوق مـن أجل الربح ودعم مصالح األقلية أننا نؤمن بأن حـل الكثيـر مـن

الء الخدمة االجتماعية كـالفقر، وضـآلة الخـدمات مشكالت عمإنما يمكن ذلـك . الخ..االجتماعية وعدم كفايتها والعزلة واالغتراب

الحل في إحالل االشتراكية محل الرأسمالية وحيث يصبح المجتمع




ديمقراطيا من خالل الملكية الجماعية والرقابة المركزية علي موارد .المجتمع

:ماعية يف العامل الثالثاخلدمة االجت: ثالثا

:ظھور المھنة وعوامل انتشارھابدأت ظهور الخدمة االجتماعية في كثير من بلدان العـالم الثالث، قبيل مرحلة االستقالل السياسي خالل حقبة الثالثينات مـن القرن العشرين، وذلك بعد أن استقر الكثير من أمر تعليم الخدمـة

ة وبدأت الكتابـات والدراسـات االجتماعية في المدارس األمريكيالنظرية تعرف طريقها لدور النشر األمريكي واألوربيـة، وكـان

فـي مجـاالت العمـل (لمنظمات األمم المتحدة ولجانها وخبرائها الدور البارز في نشـر المهنـة ) االجتماعي والرعاية االجتماعية

خارج الواليات المتحدة األمريكية وكان لبعض الهيئـات الدوليـة األمريكية علي وجه التحديد الدور األساسي في النمو المهني خالل و

هذه الفترة، وكانت جهود بعض المصلحين المحليـين والجمعيـات التطوعية في بعض بلدان العالم الثالث، ومحاوالت االستفادة مـن أساليب التحديث في مواجهة مشكالت التخلف، وما صاحبها مـن

–ركات االستقالل في هذه البلـدان نمو الوعي السياسي والنشاط حكانت هذه بمثابة العوامل المدعمة لنشر المهنة، كما لعبت المنظمات .الدولية الدور األساسي في قيام الخدمة االجتماعية في العالم الثالث




وتشير بعض الدراسـات الموثـوق بهـا، إلـي أن هيئـة رايت فولسـبي المساعدات األمريكية للتنميـة الدوليـة، وبرنـامج

األمريكي، وبعض مدارس الخدمة االجتماعية األمريكية، فضال عن منظمات األمم المتحدة، تكمن وراء ظهور الخدمة االجتماعية فـي

.كثير من بلدان العالم الثالثويكشف تحليل مراحل انتشار الخدمة االجتماعية في هـذه

جانها البلدان عن وجود تعاون مستمر بين منظمات األمم المتحدة ولومن خالل خبرائها وبين عدد من الهيئات األمريكية بحيث لعـب ذلك التحالف، الدور األساسي الذي وضع بمقتضاه هـدف إنشـاء

.مدارس الخدمة االجتماعية في العالم موضوع التنفيذوتشير وثائق األمم المتحدة إلي أن االهتمام الحقيقي بالخدمة

بدأ يلفت أنظار -لعالم الثالثاالجتماعية في العالم وخصوصا في اخبراء األمم المتحدة ومستشاريها منذ بداية الخمسـينات وطـوال الستينات حيث عقدت عددا من الدورات ونفـذت مجموعـة مـن

وهـي التوصـيات -البحوث حول ممارسات الخدمة االجتماعيـة المستمرة لخبراء األمم المتحدة في الخدمة االجتماعية وسياسـاتها،

مة لحكومات العالم الثالث، لتأكيد أهميـة المـداخل المهنيـة والمقدللخدمة األمريكية من حيث نماذج ممارستها واالعتماد علي التراث العربي الذي تنتجه المدارس األمريكي فـي الخدمـة االجتماعيـة




والمقررات الدراسية التي تسير عليها، من هنا مهدت جهود األمـم ماعية في العالم الثالث ففي كثير مـن المتحدة لظهور الخدمة االجت

بلدان آسيا نجد أن التعليم المتخصص فـي الخدمـة االجتماعيـة والمقررات الدراسية التي تسير عليها، من هنا مهدت جهود األمـم

ففي كثير مـن . المتحدة لظهور الخدمة االجتماعية في العالم الثالثاالجتماعية بـدأ نجد أن التعليم المتخصص في الخدمة -بلدان آسيا

وأغلبهم ينتمون ألصـول (بناء علي توصيات خبراء األمم المتحدة وينطبق ذلك علي حالة الباكسـتان ) وثقافات غربية أوربية أمريكية

التي استندت آلراء خبراء األمـم المتحـدة ومستشـاريها الـذين سياسـة استقدمتهم الحكومة الباكستانية في بداية الخمسينات لوضع

االجتماعية، ووضع هؤالء الخبراء أهمية كبـرى إلنشـاء للرعاية وتم افتتـاح أول مدرسـة تعليم متخصص في الخدمة االجتماعية،

في جامعة البنجاب في الهور، وتولي برنامج 1954هناك في سنة فولبرايت األمريكي مسئولية توفير أعضاء هيئـة التـدريس فـي

أثير األمريكي هنا مـن الخدمة االجتماعية لهذه المدرسة واستمر التواسـتمر 1958في سنة Haitiخالل معهد آخر أنشئ في مدينة

دور خبراء األمم المتحدة لتطوير برامج تعليم الخدمة االجتماعيـة تركيز االهتمام في برامج الخدمة –في هذا الصدد وكانت النتيجة




االجتماعية الباكستانية علي قضايا ال تختلف كثيرا عن التوجيهـات .األمريكية وبذات المداخل والمناهج واألدوات

أن أول مدرسة لتعليم الخدمة االجتماعية نالحظ وفي الهند،فـي ضـوء المسـاعدات 1946بدأت في مدينة نيودلهي في عام

الحكومية األمريكية المقدم لهذا الغرض، كذلك في حالة أندونيسيا، بنـاء 1957نة التي ظهرت أول مدرسة للخدمة االجتماعية فيها س

علي مساعدات خبراء التدريب بـاألمم المتحـدة، وظـل اعتمـاد اندونيسيا في تعليم الخدمة االجتماعية علي الهيئة الدولية إلي سـنة

بدأت في إعداد كوادر من هيئة التدريس من أبناء البالد م، ثم 1969بابتعاثهم في منح ودراسات علمية للواليـات المتحـدة األمريكيـة

ماد علي المعونات المقدمـة مـن األمـم المتحـدة وهيئـة باالعت .المساعدات األمريكية للتنمية وبرنامج كولومبو

دورا أساسـيا فـن خـالل في األردن لعبت األمم المتحدة منظمة اليونسيف التي تعاونت مـع وزارة الشـئون االجتماعيـة

اء األردنية، من خالل التوصيات، والدعم المالي والفني وقيام خبـر األمم المتحدة باإلشراف علي تدريب عدد من العـاملين بـوزارة الشئون االجتماعية األردنية ثم إنشاء تعلـيم متخصـص للخدمـة

.االجتماعية في هذه البالد




ونالحظ تكرار نفس األحداث في غيران فقـد بـدأت أول مدرسة لتعليم الخدمة االجتماعية في ضوء المساعدات المقدمة من

عونة الفنية في األمم المتحـدة بالتعـاون مـع برنـامج برنامج الموكانت مدرسة الخدمة االجتماعية في طهـران فولبرايت األمريكي

.م1958قد أنشأت بناء علي هذه المعونات في سنة فإن األمور المتعلقة بتعليم الخدمة االجتماعية أما في أفريقيا

فقـد لعبـت –ال تختلف كثيرا عن ما حدث في آسـيا في بلدانها بـل –وبعض الهيئات الحكومية الغربية –منظمات األمم المتحدة

دورا كبيرا في ظهور مهنة الخدمة االجتماعيـة فـي –وإسرائيل .بلدان أفريقيا

بإنشاء قسم الخدمـة Makerereففي أوغندا قامت جامعة من منظمة اليونسـيف، بدعم 1960االجتماعية واإلدارة في سنة

المالي والفني وتوفير هيئة تـدريس مـن الجامعـات وكان الدعماألمريكية وابتعاث طالب محليين للدراسات العليـا فـي الخدمـة االجتماعية بمثابة الدور المتميز لليونسيف في نطاق نشـر تعلـيم

وفي السودان تبنـت 1967المهنة، وظل ذلك الدور قائما إلي سنة ـ جامعة الخرطوم فكرة يم الخدمـة االجتماعيـة إنشاء برنامج لتعل

بالتعاون مع بعض الجامعات البريطانية والحكومة االنجليزية وذلك .لألمم المتحدة في أفريقيابناء علي توصية المستشار األمريكي




غير أن في الحالـة . وكررت الظاهرة في زامبيا وفي كيناالكينية نجد أن أول مدرس للخدمة االجتماعية تم إنشاؤها بمساعدات

ومية إسرائيلية، بدأت في أعقاب مؤتمر األمم المتحدة المنعقد في حكوحيث قام الخبراء اإلسـرائيليون فـي 1960أديس أبابا في سنة

بإنشاء المدرسة قرب نيروبـي 1962الخدمة االجتماعية في سنة تدفع أجور هيئة التدريس اإلسـرائيلية وسميت المدرسة اإلسرائيلية

ثم تحولت بعد 1968تعليم بالمدرسة إلي سنة والالتي تقوم باإلدارة .ذلك تصبح جزءا من معهد كينيا للعلوم اإلدارية

نخلص مما سبق إلي مجموعة من الحقائق التـي تصـبح الخدمة االجتماعية في بمثابة التفسير الواقعي لكيفية ظهور وانتشار

علي زيف وبطالن دعـوى كما تصبح الرد العلمي –العالم الثالث دعوته مؤداه أن الخدمة فـي الواليـات المهنة وتأكيد نتبني ميةعال

في منه الخدمة االجتماعية المتحدة األمريكية هي األم الذي انطلقتأن يبقـي –العالم الثالث، ومن شأن ذلك وغيره من االستراتيجيات

توابع تدور في فلك نظام فكري عـالمي .. هذه البلدان حتى النهاية .يات المتحدة األمريكيةتسيطر عليه الوال

مصادر التأثیر األمریكي في تعلیم الخدمة االجتماعیة في الع الم :العالم




تأكيد عدد من المصادر علي أن هناك ثمـة أشرنا حاال إلي والهيئات والبرامج الغربية في بعض األجهزة دور واضح ممارسته

ـ الخدمة االجتماعية وخصوصـا سبيل تدعيم نمو انتشار اهيم بالمفالثالـث، وسـوف نقـيم األدلـة والقيم األمريكية في بلدان العالم

مقولتنا تلك، وتثبت صحتها من خـالل والبراهين التي تدعم صدق األمريكي فـي تعلـيم الخدمـة دراسة خصائص وظروف التدخل

.االجتماعية ومدى التأثير الحادث ومصادر هذا التأثيرسم تصـنيفيا إلـي يمكن أن تنق –فمن حيث مصادر التأثير

مصدرين أساسيين، وأن كان هناك تداخل بينهما في بعض األحيان، وهما قوى التأثير اآلتية من خارج البلدان النامية وقـوى التـأثير الداخلية، غير أن العامل المشترك الذي يربط هذه القوى جميعا هو

ـ ث المحاوالت المستمرة لتهجين الخدمة االجتماعية في العالم الثالبصرف النظر وربطها بنظام عام، وإرجاعها لألصول األمريكية،

األمريكي لظـروف المجتمعـات ومـا عن مدى مخالفة النموذج .يواجهها عن مشكالت بل وتناقضها في بعض األحوال

:قوة التأثیر الخارجیة) أ(علي الرغم من أن التأثير الخارجي والضغوط الواقعة علي

ني النماذج األمريكية في ممارسـة الخدمـة بلدان العالم الثالث لتب -االجتماعية يمكن تحديدها في جهـود األمـم المتحـدة وغيرهـا




وتدعيمها فنشاء مدارس الخدمة االجتماعية باألموال واإلمكانيـات إال أن هنـاك –لحكومات دول العالم الثالث واالستشارات المقدمة

والمفـاهيم كان له التأثير المباشر فـي فـرض القـيم عامل آخر األمريكية بما تحتويه من مضامين أيديولوجية ترتبط بالرأسـمالية والدعاوى اإلصالحية واالتجاهات اإلنسانية، ويتمثل ذلـك العامـل تحديدا في جهود مجموعات الخبراء والباحثين األمـريكيين الـذين عملوا كأعضاء هيئة التدريس في الدراسة حـديثا لتعلـيم الخدمـة

.ة في بلدان العالم الثالثاالجتماعيلقد استطاع كثير من هؤالء العلماء والباحثين، العمل فـي مدارس الخدمة االجتماعية في البلدان الناميـة كأسـاتذة زائـرين ومحاضرين لفترات مختلفة، كما أن أعداد أخرى استطاعت النفـاذ إلي الحكومات الوطنية في هذه البلدان وغيرهـا مـن المجـاالت،

ع هؤالء أن يؤثروا في صياغة الكثير من بـرامج تعلـيم واستطاالخدمة االجتماعية وبرامج الرعاية االجتماعية وخطط التنمية فـي

وتمكنوا من اإلسهام في وضع مقررات ومناهج تعلـيم . هذه البالدالخدمة االجتماعية وفقا للنموذج األمريكي كما رأينـا فـي حالـة

ج كونج وأفريقيا وفـي كثيـر مـن الباكستان والهند والفلبين وهون .مدارس الخدمة االجتماعية في دول أمريكا الالتينية




:قوة التأثیر الداخلیة) ب(ويمكن تحديد هذه القوى في نوعين، أولهما تأثير ضـغوط أفراد الطبقة الوسطي وبعض المثقفين والمصـلحين االجتمـاعيين

قراء في بلـدان للقيام بإصالح اجتماعية وإيجاد حلول لمشكالت الفالعالم الثالث، وقد القت تلك الضغوط ترحيبا من الحكومات الوطنية وحركات االستقالل والتحرر وتوجهت نحو التوسـع فـي بـرامج الرعاية االجتماعية وزيادة نصيب الخدمات االجتماعية كالصـحة

عن انتشـار والتعليم واإلسكان وغيرها من ميزانية الدولة، فضال ولوجية دولة الرعاية االجتماعية التـي انتشـرت مـن دعاوى أيدي

بريطانيا وألمانيا مع بداية القرن العشرين وفـي أعقـاب الحـرب العالمية الثانية، وكان معني هذا التوسـع الهائـل فـي الخـدمات االجتماعية بروز الحاجة لمتخصصين وممارسين ومهنيين يعملون

وبذلك كانـت الـدعوة في المجاالت المختلفة للرعاية االجتماعيةثـم ممهدة لتبني الحكومات إنشاء مدارس تعليم الخدمة االجتماعية

سهل بعد ذلك استدماج القيم والمفـاهيم والممارسـات األمريكيـة .خصوصا والغربية واألوربية علي وجه العموم

أما القوى الثانية التي أدت لتبني النمـاذج األمريكيـة فـي من الداخل فإنها تنبـع مـن العمـل ممارسات الخدمة االجتماعية

الدؤوب الذي مارسته بعض المدارس األمريكية المتخصصة فـي الخدمة االجتماعية، مع بعض هيئات التمويل ذات الطابع التطوعي




وبعض منظمات األمم المتحدة خالل الخمسينات والتسـينات وأدي ناء ذلك كله لخلق كوادر محلية من دارسي الخدمة االجتماعية من أب

بلدان العالم الثالث المبتعثين للتعليم في الواليات المتحدة األمريكيـة وبذلك المـدخل . سواء بتمويل من بالدهم أو من جامعات أمريكية

استطاعت الخدمة االجتماعية األمريكية أن تصل للبلدان النامية في –إال أنها في هـذه المـرة –مفاهيمها وأهدافها وقيمها ومناهجها

تترسخ في عقول العلماء والباحثين المحليـين الـذين تلقـوا بدأت .دراساتهم العليا في بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية

أن تبنينا لهذه المقولة ال يستهدف إثارة الشكوك حول جدوى أنه يفسر ما قد يحدث للطالب المبعوثين مـن البعثات العلمية، إال

رسه بعض الجامعات من ضـغوط تأثر بالنموذج الغربي، وما تماعلي أبناء الدول النامية، كما أن تبني هذه المقولة يمكن أن يكـون مدخال لفهم الكيفية التي تم بواسطتها اسـتدماج القـيم والمفـاهيم واألطر التي تنتمي للفكر األمريكي في الخدمة االجتماعيـة، ففـي

ء البلـدان عاد مبعوثوا الدراسات العليا مـن أبنـا -معظم األحوالالنامية إلي مجتمعاتهم حاملين معهم نتاجـا محـددا مـن الفكـر

انعكست آثاره بالضرورة علي تعليم الخدمة – والممارسة األمريكيةاالجتماعية في بلدان وظهرت آثاره في كتاباتهم األمر الذي أسـهم في خلق حالة التبعية الفكرية التي تقف فيها الخدمة االجتماعية في




ان النامية التدليل علي صحتها بتحليل كتابات ومراجع الدراسة البلد .في الخدمة االجتماعية

أصبح التراث األمريكـي فـي الخدمـة –نتيجة لما سبق أصبح بمثابة -االجتماعية، تنظيرا وممارسة وأسلوب ومناهج تعليم

النموذج المرشد لتعليم الخدمة االجتماعية وممارستها فـي العـالم وهنا يكمن جوهر التناقض وتبدو معالم األزمة التي تقع فيها الثالث،

مهنة الخدمة االجتماعية في المجتمعات المختلفة، وحصـيلة ذلـك الموقف استمرار مظاهر التبعية الفكرية فـي تعلـيم وممارسـات الخدمة االجتماعية في العالم الثالـث نتيجـة اسـتنادها لألصـول

صل علي ذات المناهج واألساليب، األمريكية، وما زال االعتماد األوتبني ذات األهداف وبنفس المسميات في الغالـب وفـي بعـض المحاوالت المحدودة التي قامت بها مدرسة الخدمة االجتماعية في مدغشقر للفكاك من التأثير الغربي انتهت إلـي تغييـر المفـاهيم

إال أنها ظلت تحمل ذات المضمون، لقد حاولت مصطلح المستخدمة إلي مصـطلح آخـر Case work Methodريقة خدمة الفرد ط

individualized services وفي نفس الوقت استمر االعتماد عليمفاهيم ومبادئ المدخل األمريكي في الممارسة المهنية لهذه الطريقة

" التقبل"تشجيع العمل للتعبير عن مشاعرهم " تفريد المساعدة"كمبدأ " السرية المهنيـة "و " واحترامهم"الء عدم إصدار األحكام علي العم




كذلك تسوية مثل هذه المفاهيم في كتابات الخدمة االجتماعيـة فـي مصر والتي انتقلت منها بعيد ذلك إلي عدد كبير من بلدان العـالم العربي وخصوصا في جامعات دول الخليج التي أنشـأت أقسـاما

.لتعليم الخدمة االجتماعية فيهاوهو واحد مـن " عبد المنعم شوقي"ستاذ ويؤكد المرحوم األ

خبراء التنمية الريفية والخدمة االجتماعية الذين عملوا في منظمات أن هناك اهتمام بالغ "األمم المتحدة بالدول النامية في آسيا وأفريقيا

Curativeفي توفير الرعاية االجتماعية بمنظورهـا العالجـي

walfare ام بتنمية المجتمعـات ويحث ذلك علي الرغم من االهتمالمحلية في مدارس الخدمة االجتماعية في أفريقيا، وبـذلك فغـن المفاهيم الغربية العالجية ال تقدم جهدا يذكر لمواجهـة الحاجـات األفريقية للتنمية ومن كل ذلك العزف المستمر علي المشكالت الغير

ـ راث أساسية فلم ولن تستطيع الخدمة االجتماعية المعتمدة علي التجتمعـات الغربي أن تواجه المشكالت االجتماعية الرئيسية في الم

إال جهودا ضئيلة في سبيل تطوير مـادة ل األفريقية كما أنها لم تبذ ".تعليمية في الخدمة االجتماعية تستند للواقع المحلي

إلي المدارس األمريكية فـي تعلـيم Paraiseكذلك يشير أمريكا الالتينية، ويؤكد علي أن الخدمة االجتماعية وممارستها في

اتصال تعليم الخدمة االجتماعية في معظم بلدان أمريكـا الالتينيـة




بمدارس الخدمة االجتماعية في الواليات المتحدة األمريكية قد بـدأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وزادة التقارب بينهما خالل فترة

المنـاهج والمقـررات تينات وكانت النتيجة تبنـي سالخمسينات والالدراسية المستخدمة في الجامعات األمريكية، ولم يبذلك أي جهـد يذكر في سبيل إعادة صياغة هذه المناهج في ضـوء االحتياجـات الفعلية ببلدان أمريكا الالتينية ثم عجزت أيضا علـي تطـوير أي مفاهيم وصياغة أي أساليب تـتالئم وظـروف ممارسـة الخدمـة

".مجتمعات أمريكا الالتينية االجتماعية فيوعند تحليل أوضاع تعليم الخدمة االجتماعية وممارستها في القارة األسيوية فسوف نالحظ أنها تسير فيظل التوجيهات األمريكية

ولم يكتـف الدوريـة . كما حدث في حالة أفريقيا وأمريكا الالتينيةاألسيوية األمريكية في مدارس الخدمة االجتماعية في بعض البلدان

بـل وصـل -بمجرد التدخل في بناء المقررات والمناهج الدراسيةاألمر لدرجة المطابقة بتبني نفس المفاهيم واالتجاهـات األساسـية

علي هذا الوضع Aptecarويؤكد . والمصطلحات والرموز اللغويةبعد أن يرجعه إلي عدة أسباب وهي التي سبق أن أشرنا إليها مـن

المتحدة في تعليم أبناء البلدان النامية، والـدور حيث دور الواليات الذي لعبته المنظمات الدولية األمريكية في تعليم الخدمة االجتماعية، ونشير أيضا إلي أن دور المستشارين الذين علمـوا علـي إنشـاء




كان بمثابة الدور األساسـي -مدارس الخدمة االجتماعية في الهندفي تعلـيم وممارسـة الخدمـة لهلتطبيع المدخل األمريكي وإدخا

.االجتماعيةإلي أن Stickney, chaisson pesnickوقد أشتر كل من

تعليم الخدمة االجتماعية في هونج كونج وفي كينيـا هـو مجـرد الهتمامات الكتاب والدارسين األمـريكيين فـي الخدمـة انعكاس

لذي االجتماعية وما تزال القواعد والمناهج األمريكية هي األساس ا .يقوم عليه تعليم الخدمة االجتماعية في هذه البلدان

وتكشف دراسة مقارنة أجريـت لتحليـل تـراث الخدمـة مدرسة لتعليم المهنة فـي دول العـالم الثالـث 22االجتماعية في

عـن ) في آسيا 8في أمريكيا الالتينية و 7مدارس في أفريفيا، 7(ن أن المهنة لم تكـن تؤكد ما نذهب إليه م –حقيقة بالغة الوضوح

أبدا مهنة عالمية، ذلك أن تعليم الخدمة االجتماعية في أي من هـذه المدارس يصنف إلي فرعين من المعرفة، فإنما األول أنه يتضـمن قاعدة معرفية في العلوم السلوكية من علوم النفس وعلم االجتمـاع واالقتصاد واإلدارة وأما الثاني في الفرع الـذي يتضـمن منـاهج وطرق الخدمة االجتماعية وهو الفرع المرتكز أساسا علي المصادر األمريكية في الخدمة االجتماعية ومن أهم هذه المصادر جميعا تأتي

:مراجع وكتابات مؤلفين أمثال




Biosteck, perlman Hollis, Friedlander,

Trecker, Knopka, B. Madikson, Timms, Hamilton,

Ross, Duntam,

ج هؤالء الكتاب موضوعات كثيرة تتصـل بممارسـة ويعالالخدمة االجتماعية واألساس الفلسفي لها وطرق الممارسة ومناهجها

الخ ...المجتمعفي الرعاية االجتماعية وخدمة الفرد الجماعة وتنظيم الخدمة إضافة لما سبق، نالحظ أن الدوريات العلمية التي تصدر في

لك الـدوريات األمريكيـة تمثـل االجتماعية من أهمها وأشهرها تمصدرا أساسيا لنشر التراث األمريكي في الخدمة االجتماعية بـين

.الباحثين والدارسين في البلدان الناميةومما سبق نستطيع التوصل لحقيقة يؤكدها الواقع وهـي أن ممارسة الخدمة االجتماعية كمهنة، وأساليب أعداد الممارسين فيها

وأن هذا التـأثير مـا .ريكية علي وجه الخصوصتأثر بالنشأة األميزال يمارس دوره في إيجاد كوادر مهنية محلية في بلدان العـالم الثالث أكثر تأثرا بالنموذج الغربي، وخطورة هذه اآلثار وما يترتب عليها تبدو في صعوبة وخصور أساليب مواجهة المشكالت التـي

ديولوجيات التـي تبنهـا تواجه وتلك المجتمعات في ظل القيم واألي .المهنة والتي تنعكس في أساليب ممارساتها




الفصل الثاني البحث االجتماعي يف اخلدمة االجتماعية

يعتبر البحث عموما هو أحد األساليب المتعددة لفهم ظاهرة العلمية هو في نفـس من الظواهر باالستفادة من العلم والنظريات

.الوقت طريقة مساعدة من طرق الخدمة االجتماعيةاالجتماعية ولقد بدأ االهتمام بالبحوث االجتماعية في الخدمة

منذ بداية القرن التاسع عشر ومن أو المهمين به في هذا الوقت نجد Dorother lyndixجهود العالمة األمريكيـة دوريثـي ليـدكس

وحيث كانت تركز اهتمامها في ميـدان الطـب ) 1887 -1802(العقلي وقامت بأول نوع من أنواع المسوح االجتماعيـة التطبيقيـة

مسحية زارت فيها كل أقاليم وواليـات وحيث قامت بعمل دراسةسنوات حتى تصل إلي تقدير 8أمريكا واستغرق ذلك منها حوالي

1848لهم واستطاعت بذلك أن تقنع الكونجرس األمريكـي عـام .بتقديم مساعدات عن طريق الواليات لهذه الفئة من المرض

وجنبا إلي جنب يمكن القول بأن المسوح االجتماعية واسعة ويمكن القول بأن المسح الذي قامت به مجموعة من الباحثين المدى

Rilturyh surveyفي فريق عمل واحد كان البحـث المشـهور بأشراف العالم 1907والذي بدأ في الواليات المتحدة األمريكية عام




paul u. Kellogg وكان ذلك أول محاولة رئيسية في الواليـاتلشامل لدراسة الحياة الداخلية المتحدة األمريكية عن طريق المسح ا

بعمق في أحد المجتمعات المحلية وبمعاونة أحدى المؤسسات التـي russel sageنشأت لهذا الغرض في ذلك الوقت والمعروفة باسم

foundation والتي اختارت هذا البحث بمثابة أول مشروع لهـالتطوير البحث االجتماعي ومن المالحظ أن البحوث األولية التـي كانت تجري وقتئذ كانت تركز اهتمامها فـي دراسـة المظـروف االقتصادية وأيضا األجور وساعات العمل وظروف العمل والعمال واإلسكان والضرائب ومدى كفاية البوليس وفرق مكافحة الحريـق

.والترويح وغيرها من الموضوعاتويمكن القول بأن المسح الذي أجري في بتسبرج يمثل بداية

الخدمة االجتماعية بالبحوث االجتماعية والذي تـرك أثـرا اهتمام .عميق لثالث عقود تالية من هذا القرن

غير أن من نهاية الربع األول من القرن العشرين واألعوام التالية له فقد بدأ االهتمام بتحول في بحوث الخدمة االجتماعية مـن

جريبيـة، البحوث التي تعتمد علي المسح الوصف إلي الدراسات التالتي تضيف مزيدا من الدقة والعمق كذلك فـإن بحـوث الخدمـة االجتماعية قد عملت بالتدريج علي زيـادة األدوات التـي يمكـن استخدمها في البحوث وحيث نجد أن تراث الخدمة االجتماعية قـد




بدأ يجري عددا كبيرا من المقاالت التي تعالج موضوعات البحـث .االجتماعي

يعني تطبيق الطريقة العلمية يدان من الميادين والبحث في مفي أي مما يصل بالمعرفة في ذلك الميدان ويمكن من ذلك أن نفهم البحث في الخدمة االجتماعية باعتباره البحث المنظم عن اإلجابات التي ال تعرفها عن مشكالت العمالء، وأيضـا االختبـار المـنظم

لممارسة المهنية وذلك مـن لالفتراضات التي تعتمد عليها مبادئ ا .االفتراضأجل الوصول إلي مستوي

وقد عرفت الخدمة نوع جديد من البحوث هو الذي يعـرف والتـي زاد Applied social researchباسم البحوث التطبيقية

واالهتمام بها في ميادين الخدمة االجتماعية منذ بدايـة السـبعينات العـاملين فـي البحـوث وأهم مظاهرها في انشغال عدد كبير من

والعمل فـي مؤسسـات وهيئـات الرعايـة االجتماعية باالنتماء .االجتماعية

قد نجد ذلك النوع من البحوث تحت اسم، وفي أحيان أخرى) Action researchالبحوث اإلجرائية (بحوث العمليات اإلجرائية

إيجاد حلول المشكالت االجتماعية والتي زاد االهتمام بها في مجال الكبرى وذلك من أجل تحديد أبعاد المشكلة ومضمونها ثم القيام في

للعمل ضوء ذلك بالبحث عن أفضل الحلول الممكنة لها ثم ترجمتها




المباشر وبعد ذلك يستخدم البحث أيضا لتقويم النتائج التي ترتبـت علي اإلجراءات والجهود التي بذلت مـن أجـل الحـل المناسـب

.للمشكالتأن نري أهمية البحث االجتمـاعي فـي طيعوعلي ذلك نست

الخدمة االجتماعية والدور الذي يلعبه في تطويرها وتقدمها ذلك أنه في جميع الممارسات المهنية وباستخدام الطرق المختلفة والمنـاهج واألساليب المتعددة مع العمالء سواء كانوا أفرادا أم جماعـات أم

كما سبق أن رأينا تبـدأ مجتمعات فإن مراحل وعمليات الممارسة بعمليات الدراسة والتحديد والفهم سواء لمشكلة العميل أو لشخصيته وخصائصها والمواقف التي يعيشها والظروف الداخلية والخارجية المحيطة به واألدوات التي تساعده أساسا في تلك الدراسـة هـي البحث العلمي والمناهج واألساليب التي يستخدمها هي طرق البحث

.العلميوبعبارة أخرى يمكن القول بـأن األخصـائي االجتمـاعي

للخدمة االجتماعية إنما يعمل في مهنته من أجل ) الممارس المهني(وذلك ما لن يستطيعه فقط بقيمة المهنية أو ) العمالء(مساعدة الناس

معارفه عن مبادئ ممارسة المهنة وإنما من خالل استخدمه البحث ية الذي سوف يصبح من أهم وظائفـه حينئـذ في الخدمة االجتماع




زيادة قدرس الممارس علي التوصل إلي الخدمات الفعالة في ضوء .الصحيح للمشكلة وأبعادها ومتطلبات التعامل معها

:خطوات البحث االجتماعيأيا كان نوع البحث الذي يستخدمه الباحث فإن عليه أن يمر

إلي أنه قد ال تكون هذه في خطوات متعددة متسلسلة وتجدر اإلشارة الخطوات بنفس الصورة المعروضة هنا إال أنها تمثـل المراحـل

.المتتابعة الختبار أي فروض علمية

:اختیار المشكلة: أواليقوم الباحث من البداية بتحديد المجال الذي سوف يمـارس فيه نشاطه الفني وهو ما يمكن أن يسمي مجال البحث، فـإذا كـان

في مدرسـة مـن (يعمل كأخصائي اجتماعي مدرسي أحد الباحثين والحظ علي سبيل المثال أن بعض التالميذ قد يحصلون ) المدارس

علي درجات وتقديرات عالية أو في مستوي يتناسب مع مسـتوي ذكائهم، في حين أن هناك آخرين زمـالء لهـم يحصـلون علـي

ـ ذه تقديرات تقل كثيرا عن هذا المستوي وأراد أن يقوم بدراسـة هالظاهرة، هنا يمكن القول بأن المجال الذي ترتبط به مشكلة الدراسة

.هو مجال التحصيل الدراسي




:مسح التراث: ثانیاوفي هذه الخطوات يقوم الباحث بدراسة ومسـح كـل مـا يتصل بموضوع الدراسة وما كتب فيها نظريا أو أمبيريقيـا مـن

ك اسـم الباحـث ويطلق علي ذل(بحوث أو دراسات ميدانية سابقة ).المكتبي في بعض المؤلفات

:صیاغة المشكلة: ثالثايجب أن يقوم البحث بصياغة المشكلة التي سـوف يقـوم بدراستها وقد تكون الصياغة في شكل سؤال يدور حول البحث عن العالقة بين متغيرين مثال وبحيث يكون البحث العلمي هو محاولـة

ل الذي ذكرناه عن مشكلة البحث علي ذلك السؤال وفي المثااإلجابة :قد تكون صياغة المشكلة هي التساؤل التالي

ما هي العالقة بين استمرار الحياة األسرية وبين مسـتوي تحصيل التالميذ؟

:تنمیة الفروض: رابعاالفروض هي النتائج الفكرى لمحـاوالت الباحـث أجـاب

ى هي التساؤل الذي يدور حول مشكلة البحث، أو هي بصورة أخرالعبارات التي يخرج بها الباحث وتزوده باحتماالت الحلول الممكنة للبحث والتي تحدد طبيعة التي تربط بين مختلف المتغيـرات فيـه وفي المثال السابق قد ينمي الباحث فروضا متعددة مثل إذا كانـت




مجتمع البحث مستقرة فإن ذلك فسوف يؤدي الحياة األسرية ألطفال .ستوي تحصيلهم الدراسيإلي تحسين في م

ترتبط مظاهر سوء التحصيل أو تخلفه بعدم استقرار الحياة .األسرية لألطفال

وعلي ذلك فإنه يجب علي الباحث صياغة الفروض بصورة منطقية موجزة وبحيث يمكن إخضاعها للقياس واالختبار بمختلـف أدوات البحث ويستطيع الباحث دائمـا أن يحـدد الفـروض فـي

وكـذلك . ن المفاهيم المحددة سواء نظريا أو إمبيريقيـا مجموعة م .البحثتحديد المتغيرات التي يتضمنها

:خامساتحديد األدوات واألساليب المختلفة التي سـوف يسـتخدمها للوصول إلي برهنة ما يتوقع الوصول إليه من نتـائج وفـي هـذا اإلطار فإن البحث يحاول تحديد األدوات قد تكـون عبـارة عـن

ستبيان أو استبيان أو مقابالت مفتوحـة أو مقننـة أو المالحظـة االخ من األدوات وعليه أيضا اختيار مدى مالءمة هذه ...والمشاركة

.األدوات لجميع البيانات والتأكد من صدقها وثباتها

:سادساجمع البيانات من الميدان باستخدام األدوات التـي حـددها

.واخترها من قبل




:سابعاالبيانات وفي هذه الخطوة يختـار الباحـث أسـاليب تحليل

الـذي سـوف ) الكمي أو الكيفـي (التحليل الرياضي واإلحصائي يستخدمه لتحليل وتفسير ما وصل إليه من معارف ومعلومات فـي

.سبيل اختيار الفروض التي حددها البحث

:كتابة التقریر النھائي للبحث: ثامناحليل الدراسة ونتائج البحث وفي هذه المرحلة بعد انتهاء وت

يقوم بترجمة هذه النتائج في صياغة يمكن نشرها لزيادة المعرفـة والبناء المعرفي في ميدان التخصص ويمكن هنا القيام بعملية لتعميم

.البيانات ونشرها علي العامة مما يسمح باختبارها والتعرف عليها

:أنواع البحوثناك عدد من التقسيمات تتعدد أنواع البحوث االجتماعية، وه

المختلفة للبحوث االجتماعية ولكن أهمها هو التقسيم الذي يصـف البحوث االجتماعية والمستخدمة في الخدمة االجتماعية إلي بحوث استكشافية ووصفية وتجريبية وهناك بحـوث تقيـيم المشـروعات

.االجتماعيةوالبحوث الكشفية هي أبسط أنواع البحـوث تعقيـدا فـإذا

فـإن continuumرنا أن أنواع البحث تقع علـي متصـل تصوالبحوث الكشفية االستطالعية تقع في أدني هذا المتصـل ويقـول




selltize وزمالؤه حول البحوث الكشفية بأن غرضها األساسي هوالوصول إلي نتائج عامة توضح أبعاد الظاهرة بما يجعلها مألوفـة

استها بعد ذلك بتعمق وبما للباحث وربما يمهد السبيل للتعمق في در .يؤدي صياغة بحوث متعمقة أو صياغة فروض تفيد البحث

هي ذلك النوع الذي يمكن القـول بأنـه والبحوث الوصفية يتوسط المتصل هو نوع يجمع بين البساطة والتعقيد أنه أكثر تركيبا

Descriptivوتعقيدا من البحوث االستطالعية والكشفية وتسـمي

study لما يقوله األستاذ وطبقاSellits عن هذا النوع من البحوثالتي قد تسمي وصفية أو تشخيصية يكون غرضها األساسـي هـو

أو موقف مـن تحديد الخصائص والسمات لمجتمع من المجتمعاتالخ ويقول سيللتز وزمالئه عن هذا النوع من البحـوث ...المواقف

سـمات أن غرضه األساسي هو الوصول إلي تحديد خصـائص و حول وحدة الدراسة التي قد تكون فردا أو موقف أو جماعة وقـد

كذلك فـإن . تحتاج فيه إلي صياغة القروض وقد يكون أهمية لذلكالبحوث الوصفية تستخدم لتقرير مدة تتابع أو تواتر صوت ظاهرة

وزمالئـه فهـم يـرون أن Fellinمرتبطة بشيء آخر أما فلبين تحقق عدة أغراض تتراوح مـا الوصف الكمي خصوصا يمكن أن

بين الوصول إلي حقائق إلي تقرير االرتباط بين عـدة متغيـرات أو كنا نالحظ (واختبار الفروض الذي يقترب من البحوث التجريبية




أن هؤالء الكتاب يستخدمون بعض المفاهيم المختلفة عـن الكتـاب .الذين سبقت اإلشارة إليهمتي يمكن أن تقـف فـي وهي البحوث ال: البحوث التجريبية

أقصي المتصل الذي تضع عليه البحوث االجتماعية من حيث تعقيده من البحوث هو الذي يقوم علـي التصـميم المنهجـي وهذا النوع

csualالختبار صحة الفروض عن طريق دراسة العالقة السببية

relationship بين المتغيرات كما يقول سيلليتز وزمالؤه وهنـاكتصميم المنهج التجريبي فـي البحـوث االجتماعيـة عدة أساليب لل

وأهمها وأكثرها انتشارا وشيوعا النـوع المعـروف باسـتخدامات .الجماعة التجريبية والجماعة الضابطة

يمكن القول بأنه قد نمي في البحوث الخدمة االجتماعية نوع Evaluationمن البحوث الذي نطلق عليه اسم البحث التقـويمي

research هو الذي يهتم بدراسة وفاعلية وكفاية برامج الرعايـة واالجتماعية ومشروعات الخدمة واألجهزة والمؤسسات العاملة فـي ميادين الرعاية االجتماعية وهذه البحوث في غالبتهـا ذات طـابع ثانوي، ومن أفضل أنواع التصميم النهجي لذلك النوع من البحوث

يع الخصائص فيما عدا أن هو استخدام جماعتين متشابهتين في جمأحداها تحصل علي نوع من الخدمات أو البرامج المحددة التي يراد قياس فاعليتها في حيث تحرم األخرى من تلك البرامج أو الخدمات




وتقوم بدراسة أولية للتعرف علي خصائصها الجماعتان ثـم تقـوم ابطة بعدية للجماعتان وتقارن بين النتائج في كال من الجماعتان الض

والتجريبية بعد أن تكون قد قدمنا لبرنامج أو الخدمـة للمجموعـة .التجريبية فقط

:االفتراضات والمسلمات في فلسفة المھنة وقیمتھا) 1(إذا عدنا مرة أخرى لقضية األخالقيات وما يرتبط بها عن

قيم فسوف نجدها واضحة في الخدمة االجتماعية منذ أن كانت غاية من المعاناة اإلنسانية وإزاحة آثارهـا، أو التقليـل األخالقيات الحد

منها، ومن هنا تنبع فلسفة الخدمة االجتماعية، فهذه الفلسفة تتصـل .أصال بمجموعة من القيم اإلنسانية العامة

وتجمع معظم كتابات الخدمة االجتماعية علي أن هذه الفلسفة التـي (ت تنبثق من ثالث افتراضات أساسية أولي هذه االفتراضـا احتـرام ) نالحظ أن قيم الخدمة االجتماعية تتأثر بها بشكل مباشر

اإلنسان، وأنه جدير بأن يعامل مـن منطلـق احتـرام كرامتـه، Respect of dignity.

وهذا االفتراض والمحرك األساسي الذي تستند إليـه كـل أساليب وطرق الخدمة االجتماعية في تعاملها مع عمالئهـا وينبـع

فهو يري أن اإلنسـان ) نسبة إلي كانت(ن الفلسفة الكانتية أساسا ممخلوق يستحق االحترام لما يتمتع به من صفات تميزه عن كافـة




المخلوقات بصرف النظر عن ما يصدر منه، فاالحترام هنا موجه .لإلنسان علي أن في حد ذاته إنسان

المعني الحقيقي الكامن وراء قيمة احترام اإلنسان إذن، هو هذا االحترام لإلنسان يمكن ترجمته إلي مواقف تتبناها الخدمـة أن

وبذلك نجد أنفسنا أمام ) العميل(االجتماعية عند تعاملها مع اإلنسان مبدأ التقبل واإليمان بحرية األفراد وحقوقها في المشاركة في تقرير

الخ، هنا نجد الخدمة االجتماعية وقد ....ما يتعلق بحياتهم من أمور دت إلي قيمة محورية، ونعني بذلك أن قيمة احترام اإلنسان هي استن

المصدر الذي ينبثق عنه مجموعة أخرى من القـيم، بـل يصـفها Plant حينئذ علي أنها تعبر عن نظرة مبدأPrinciple يفسر لنـا

& Telferالمعني األخالقي في الخدمة االجتماعية، ويؤكد كل من

Downie اإلنسان ليس فقط مجـرد مبـدأ هذا المعني بأن احترامأخالقي، بل أن كافة المبادئ األخالقية األخـرى ال تجـد تفسـيرا

).احترام اإلنسان(لوجودها إال من خالل ذات المعني والذي نعتقد أنه كـان بدايـة لفلسـفة أما االفتراض الثاني

الخدمة االجتماعية في نشأتها األساسية فهـو االفتـراض القائـل طبيعة االجتماعية لإلنسان كمخلوق متميز يـدخل فـي باإليمان بال

يذكرنا ذلـك وربما .عالقات مع غيره كي يؤكد هذه الخصوصيةاالفتراض بمقالة أرسطو الخالدة عن اإلنسان االجتماعي أن ذلـك




يستطيع أن يعيش بمعزل عن المجتمع ليس إال وحش أو إله وبذلك جهنا نحو حقيقية أولية فإنه ال يدخل في عداد البشر أن االفتراض يو

تكون أساسا واقعيا لتفسير التدخل المهني للخدمة االجتماعيـة مـع فمحور فهـم مشـكالت ) مجتمعات –جماعات –أفراد (عمالئها

العمالء وحلول تلك المشكالت تكمن في النهايـة فـي اإلطـار أو السياق االجتماعي أو المجتمعي الذي يعيش فيه اإلنسان، بل هذا هو

لتحديد ما قدر يشار إليه علي أنه الموقف االجتماعي النفسي الذي با .يعيش فيه العمل أو تنبع من المشكالت والحلول

ويكمن االفتراض القيمي الثالث في الخدمة االجتماعية فـي االعتقاد بقدر اإلنسان علي التغير والنمو للوصول لألفضل ويعنـي

ا القـرارات الرشـيدة ذلك في النهاية أن اإلنسان قدر علي اتخـذ والسلوك المنطقي المقبول عندما تتاح له فرصـة للتغييـر نحـو األفضل بل نستطيع القول، بأن بدون هذا االفتراض لن تجد الخدمة االجتماعية مبررا لقيامها منذ اآلن كان هـدفها األساسـي تغييـر الظروف غير المواتية لإلنسان وصوال إلي مستوي أفضل، وهو ما

.في واقعة اإليمان بقدرة اإلنسان علي التغيير يتضمنأن هذه االفتراضات الفلسفية الثالث، التي أشرنا إليها ترتبط في الواقع بمجموعة من القيم العامة والمجردة، بل أنها ال تقتصـر فقط علي مهنة الخدمة االجتماعية، إال أن أهميتها تبدو في أنها تقدم




وال لضـرورة وجـود مهنـة الخدمـة تفسيرا وتبريرا عاما ومقباالجتماعية، فهي التفسير العلمي لتدخل المهنة كي تحد من اآلثـار السلبية لمعاناة اإلنسان نتيجة وجوده في مواقف إشكالية، كما أنهـا توفر في نفس الوقت األساس األخالقي ألهداف الخدمة االجتماعية،

زام والتعهد، تلتزم مما يعني من وجهة نظرنا أن هناك نوع من االلتبه المهنة وهو تعهد أخالقي يقوم علي أسـاس احتـرام اإلنسـان واإليمان بطبيعته االجتماعية واإليمان بقدرته علي التغيير، ومن ثم

.مساعدته في ضوء هذه االفتراضات األساسيةمن هنا تبدو أهمية القيم في الخدمة االجتماعية، فالقيم تمثل

ي ال غني عنها للمهنة وليس ذلك مـن وجهـة القاعدة األساسية التنظر فلسفية، بل هي قاعدة أساسية كمصدر لألساليب الفنية من أجل الممارسة لدرجة أن بعض كتاب الخدمـة االجتماعيـة يشـبهون

value laden"" الشخص المحمـل بـالقيم "الممارس المهني بأن

individual".

:القیم في تراث الخدمة االجتماعیة) 2(تل موضوع القيم في الخدمة االجتماعية محورا هاما في اح

تراثها المعاصر لدي الكتـاب والدارسـون الـذين عـالجوا هـذا الموضوع من وجهتي النظر الفلسـفية والمنهجيـة ومنـذ كتـب

Lindman عن الخدمة االجتماعية باعتبارها علم يعمل 1949سنة




موضـوع القـيم من أجل اإلنسان، انشغل التراث المهني بمناقشةومكانتها في بناء المهنة وسوف نالحظ أن بعض الكتاب قد أوالها اهتماما يجعلها بمثابة محور ارتكاز الممارسة الفعلية كما أشار إليها

Vigilante فهي نقطة ارتكاز الممارسة المهنية ابتداء من العمـلرات علي صناعة قرا) القيم(المباشر مع العمالء، وانتهاء بتأثيرها

السياسة االجتماعية الموجهة لكافة أنشطة الرعاية االجتماعية حيث أهم محدداتها واتجاهاتها وأيضا من محددات تصبح القيم واحدة من

.للخدمات االجتماعيةالتخطيط حـول قـيم الخدمـة Pernallوفي مقالة مطولة طرحتها

نة يجب االجتماعية تؤكد علي أهمية موقع القيم، وتشير إلي أن المهالخ إلي أن ...أن تهتم بحياة اإلنسان واحترامه وحقه في تأكيد ذاته،

تصل إلي تأكيد القـيم كمطلـب ضـروري لالسـتمرار الخدمـة إذا لم تكن هذه هي القيم التي نحملها والتي نعمل (االجتماعية بقولها

.من أجلها، حينئذ سوف تنتهي الخدمة االجتماعيةتماعية أيضا علـي معالجـات وتحتوى كتابات الخدمة االج

ومناقشات لموضوع القيم باعتبارها مستويات دائمة للتفضيل وتعبر عن المرغوب فيه، أو في ارتباطهـا بنـواحي أخـرى كالقاعـدة

كأسـاس " القيم والمعرفة"يشير إلي Gordonالمعرفية، ونجد أن للخدمة االجتماعية، وقد يواجه الباحث بوجود صـعوبة تواجهنـا




عند التفرقة بين ما هو قيمة وما هو معرفـة فـي الخدمـة أحيانااالجتماعية، وهل ينبثق النشاط المهني من القـيم المهنيـة أم مـن

وكمثال لذلك (المعارف العلمية فقط أم من كل من المعرفة والقيم؟ عندما نقرر وجود نوع من االعتماد المتبادل بين أفراد المجتمع هل

وكذلك هـي األسـرة ) موضوعية معرفية؟ هذه قيمة أم أنها حقيقةيمكن أن نعامل هذه ) والمنزل هما أفضل بيئة لتحقيق الرعاية للطفل

العبارة باعتبارها قيمة، وباعتبارها فرضا يحتمل االختبار العلمـي .حتى يصبح جزء من المعرفة

كذلك يكشف تحليل تراث الخدمة االجتماعية عن أن البعض مصدر التحديد األساليب الفنية التي نستخدمها ينظر للقيم باعتبارها

في العمل مع العمالء، فالقيم تعتبر إلي حد ما مصدرا يستمد منـه Bernsteinويؤكد . الممارس المهارات المختلفة في العمل المهني

هذا المعني عندما يشير إلي أن ممارسة خدمـة الجماعـة تـرتبط حـدد القـيم وتطبـق فـي بتحديد من القيم والمنهج، وأنه إذا لم ت

الممارسة الفعلية، فإن الممارسة ستصبح عمياء، وهي التي تمـنح الممارسة قدره اإلبصار والرؤية والبصيرة، وهي أساس ومضمون

.التفاعل الدينامي الذي يحدث بين األخصائيين والعمالء




أو من خالل النشأة والنمـو –عملية التنشئة االجتماعية فيه المجتمع بمعني أن هذه هي القيم السائدة في ذلـك لألفراد في ذلك

.المجتمع األمريكيومن الشائع أيضا ان نجد بعض كتاب الخدمة االجتماعيـة يذهبون إلي عرض تقليدي لمجموعة من القيم االجتماعيـة بـدون مناقشتها وتحليلها أو اتخاذ موقف نقدي منها كما لو أننا في غيـر

هذا المحتوى القيمي وكما لو كانت حاجة لن نتعرف علي أو نناقش. نابعة من ثقافة المجتمع المحلي وليس تابعا لثقافـة غربيـة عنـه

فضال عن ما سـبق وستظل أهم مشكلة تواجه الخدمة االجتماعية اإلشارة إليه كيف نترجم تلك القيم إلي مبـادئ توجـه الممارسـة

تخرج هذه المهنية، وإلي أسس منهجية لتقويم تلك الممارسة، وكيفالقيم بعيدا عن التجريد والغموض، وما لـم تعـالج فـي إطارهـا االجتماعي والتاريخي، لن يتمكن الممارس مـن اسـتدماجها بعـد

ذلك أننا ال نستطيع أن نعزل تلـك القـيم عـن السـياق -فهمهااالجتماعية واالقتصادي والسياسي الذي انبثقت من خاللـه فهـي

.ا تبدأ وتنتهي في فراغليست تكوينات مستقلة بذاتهالخدمـة أن ما يهمنا اإلشارة إليه هنا أن معظـم كتابـات

االجتماعية تعاملت مع مسألة القـيم المهنيـة بعموميـة وتجريـد وغموض وبدون تحديد لماهية السلوك القيمي المطلوب في ممارسة




الخدمة االجتماعية، كما أن بعض قيم الخدمة االجتماعية، أيا كانت يم وخصوصا القيم التقليدية العامة قيم مألوفة وبديهية ألولئك هذه الق

لـيس –الذين كرسوا أنفسهم للعمل في خدمة اآلخرين ومساعدتهم –بل في بقية المهن األخـرى –في مهنة الخدمة االجتماعية فقط

وقـد . لدرجة تجعل مناقشة القيم في المهنة موضوعا عاما ومبسطالي أن قيم المهنة كما تعرضها أدبيات التراث تجرد اإلشارة أيضا إ

المهني ليست إال قيم المجتمع األمريكي، أو قيم الحضارة الغربيـة بصفة عامة، وهذه القيم أصبحت عامة ويمكن العثور عليها في أي مجتمع غربي، ويكشف تحليل الكتابات المعاصـرة فـي الخدمـة

د واحدا من كتاب االجتماعية صحة ما نذهب إليه هنا لدرجة أن نجأن قيم الخدمة االجتماعية "يقول 1959الخدمة االجتماعية في سنة

ال تبتعد بأي حال عن تلك القيم التي يحملها أي مواطن صالح فـي ثقافتنا في الواليات المتحدة األمريكيـة فـإذا كانـت المؤسسـات والهيئات االجتماعية ترغب في أن يكون موظفوها والعاملون بهـا

وعي أخالقي وقيمي في وظائفهم فإن هذه القضية يتكفل بهـا علي :المجتمع الديمقراطي من خالل القيم التقليدية في الخدمة االجتماعية

هناك الكثير من القيم التقليدية التي طرحـت فـي كتابـات الخدمة االجتماعية لدرجة أنه ال يخلو مرجع تقليدي في تعليم المهنة

وعند تحليلها من حيث . إلي مثل هذه القيمأو ممارستها من اإلشارة




وأن المضمون، نري أنها تحمل اإلشارة العامة إلي أنها قيم الخدمة كانت في الواقع تعبر عن قيم طريقة ومنهج واحـد فـي الخدمـة

وتشـير Social Case Workاالجتماعية وهو منهج خدمة الفرد وتقبلهم م العمالء معظم قوائم القيم في الخدمة االجتماعية إلي احترا

كما هم ال كما يجب أن يكونوا وعدم إصدار أحكام تقيمية تقيميـة تدينهم واحترام وتكريس حقهم في تقرير المصير، واحترام وكسب

العمالء، وغير ذلك من قيم ممارسة الخدمة االجتماعيـة ثقة هؤالء .مع األفراد

أن هذه العبارات تكشـف عـن تبنيهـا لمبـادئ تـرتبط قراطية النابعة من نمط الحياة في الحضارة الغربية، بتأكيدها بالديم

علي قيمة هامة وهي الفردية، األمر الذي يجعلنا نؤكد مرة أخـرى علي أن نشأة الخدمة االجتماعية وارتباطها بظـروف المجتمعـات التي ظهرت فيها جعلت هذه المهنة واحدة مـن معـالم الحضـارة

ق التشكك في جدوى تطبيقها في الغربية، ومن ثم وضعتها في مأزخصوصا (لنمط الحياة الغبية . ظل ظروف ثقافية واجتماعية مخالفة

).في البلدان الصناعية والرأسماليةفي وصف قيم الخدمـة االجتماعيـة Biestekلقد أفاضت

ــد ــاعر، Individualizationكالتفري ــادف للمش ــر اله والتعبي .ئي في تعامله مع العمالءوالمشاركة الوجدانية المنضبطة لألخصا




ويؤدي تحليل هذه القيم، الستنتاج محدد، فهي قـيم قامـت أصال بتعبر عن اهتمام المهنة بتوفير الرعاية وتحقيـق المنفعـة، وبمعني آخر، فهي نصق قيمي أخالقي مثـالي، أو هـي المنفعـة المثالية كمبدأ فلسفي يؤكد علي أن أفضل وأصح فعل يقدمه إنسان

خر هو ذلك الفعل الذي ينتج عنه ترقية وتعزيز ورفع شأن إلنسان آاآلخرين إلي أقصى حد مستطاع وهذه الفلسفة هي التي تعبر عنها فــي أدبياتنــا بمصــطلح اإلنســانية وحــب البشــر والخيريــة

Philanthropy المهنة إذن توجه اهتمامها نحو تحقيـق أقصـى ،يشـة إنسـانية ترقية لإلنسان، وبمعني آخر فهي تسعي لمستوي مع

متقدمة بصفة عامة، ولتغيير حياة األفراد الذين تحولوا إلي عمالء أي أنها تسعي نحو تحويل وتغييـر –في المشكالت نتيجة وقوعهم

مساعدتهم علي تغييـر الظـروف التـي مسار حياتهم عن طريق وبذلك تهتم بقيم محورية كاالحترام . تجعلهم يعيشون موقف المعاناة

ويقصد به احتـرام (أو حق تقرير المصير، والتفريد وتأكيد الذاتوعلـي أي ). خصوصية كل فرد وذاتيته المسـتقلة عـن اآلخـر

األحوال، فسوف نحاول هنا تقديم تحليل لبعض هذه القـيم األكثـر تواترا في مراجع الخدمة االجتماعية والتي تؤكد علي أنهـا فـي

لتي صـاغها رواد قيم الخدمة االجتماعية األمريكية، وا –األصل




المهنة األوائل الذين سعوا إلي وضع أسس ومقاليد واقعية لقيام هذه .المهنة

تمثل هذه القيمة محورا هاما في البناء القيمي الذي تسـتند

في هذا أن كرامة الفـرد Biestekإليه الخدمة االجتماعية وتقول لها األولوية وتسمو فوق أي اعتبار ومن هنا كـان وقيمته كإنسان

البد للخدمة االجتماعية أن تكون ذات نفع يوجـه نحـو االهتمـام .باإلنسان ومساعدته لمواجهة ما يعترض سبيل حياته

نفس المعني حيث يـري أن لكـل فـرد Teicherويؤكد ويحفل تراث الخدمة االجتماعية . كرامته وقيمته من حيث هو إنسان

تأكيد علي أهمية هذه القيمة المحورية في الدسـتور األخالقـي بال .للمهنة

وفي هذا المعني، نالحظ أن كتابات رواد الخدمة االجتماعية تركز علي أن الطبيعة قد زودت األفراد بقدرات وإمكانات جسمية،

ة واجتماعية وروحية ومن هنا فإن كل فرد يستحق وعقلية وانفعاليأن األفـراد –أن يعامل معاملة تتصـل بظـروف وخصائصـه

يشتركون في احتياجاتهم العامة ال إال أن ذلك ال ينبغي أن لكل فرد ذاتيته المستقلة عن اآلخرين مما يعني ضرورة أخـذ ذلـك فـي




. مكاناتـه االعتبار عند التعامل معه في ضوء ظروفه وقدراتـه وإ وبهذا الفهم لإلنسان، تشير القيمة بضرورة أن يكـون لكـل فـرد فرصته الحقيقية في أن يختار ما يتناسب مع ظروفه وقدراته، وأن يتاح له االختيار بين مختلفة البدائل، وبذلك يصبح له الحق الكامـل

.في أن يقرر مصيره بنفسه تمعاالعتماد المتبادل بين األفراد في المج: ثالثا

فضال عن الحاجة –هنا أن لكل فرد الحق Biestekوتري في أن يكون له االعتبار عند اتخاذ قرارات تتعلق بحياته، كما يتفق

في هذا المبدأ، األمر الذي يؤدي في النهايـة إلـي Teicherمعها كمبدأ فـي Social Responsibilityقبول المسئولية االجتماعية

ضهم لبعض، ألنه من خالل تحمـل الفـرد كفالة أفراد المجتمع بع .لمسئوليات قراراته تنمو قيمة المسئولية االجتماعية بين األفراد

أن تحمل هذه المسئولية في النهاية هو جزء ال يتجزأ مـن ممارسة الديمقراطية، أن المعني الكامن في هذه القيمة يرتبط بـين

حقـق هـذا مسئولية الفرد وبين قيمة المشاركة مع اآلخـرين ويت بالضرورة عندما يحفز المجتمع أفراده كي يتحملـوا مسـئولياتهم االجتماعية مع اآلخرين ولن يتأتي ذلك االبتنمية قدرات الفرد التي

.يجب أن يحميها المجتمع لتحقيق أداء اجتماعي فعال




صعوبات ومعوقات تواجه اإلنسـان فـي أدائـه أن وجوداالجتماعي يعني في النهاية عدم ممارسة ذلـك اإلنسـان لحقـوق االجتماعية، ومن هنا فإن المسئولية المجتمعية تدور حول محـور هام وهو سعي المجتمع إلزالة أي صعوبات أو معوقات تقف فـي

األساليب التي طريق تأكيد الفرد لذاته، وعلي المجتمع أن يوفر كافة من شأنها منع هذه المعوقات والصعوبات وتجاوزها والتغلب عليها في ظل القيم واألعراف والثقافة االجتماعية السائدة بما يدعم إطالق

.قدرات أفراد المجتمع لتحسين األداء االجتماعيوعندما نضع مثل هذه المفاهيم والمـدركات واالتجاهـات

قد فصاب بخيبة أمل في بعض األحيان، والقيم في مستوي التحليل ف. بل سوف نقف أمام عبارات غامضة غير قابلة للفهـم والتطبيـق

فالكثير منها يكتنفه الغموض سواء من حيث الصياغة أو المضمون، فماذا يعني تأكيد الذات والقدرة علي اإلنجاز وهل يكفي أن نقول أن

يق أكبـر إنجـاز هدف المهنة مساعدة الفرد علي تأكيد ذاته أو تحقممكن، بدون أن يكون لدينا معايير ومواصفات لما ينبغي إنجـازه وفي أي مواقف أو ظروف وضد أي مخاطر؟ أن مثل هذه القوائم التي تتضمنها مراجع الخدمة االجتماعية حول قيم المهنة توصـلنا




عن تحقيق أهـداف العـالج " بالعجز الكامل"أحيانا إلي اإلحساس اف الخدمة االجتماعية كمهنة، طالما ظلت دور حول أي أهد -ذاتها

.عبارات ومفاهيم هالمية تقبل التفسير والتأويل واالختالفوعندما أنه هذه القيم يجب أن يعاد صيغتها مـن منظـور مختلف يتضمن كال من االعتبارات الموضوعية المنطقية أو العلمية

المحـددة المحايدة، وأيضا مـن خـالل االعتبـارات األخالقيـة والمرسومة في ظل حقوق وحاجات أو التزامات وتعهـدات وفـق معايير يقبلها المجتمع وتكون قابلة للتحقيق في عالم الواقع ومبررنا لذلك المطلب أن هناك بعض القيم التي ال تخرج عن كونها عبارات

ومثـال ذلـك (مثالية، ربما يستحيل الوصول إليها في عالم الواقع فرد الحق في المشـاركة فـي السـلع والخـدمات القول بأن لكل

المتداولة في المجتمع أو القول بأن لكل فرد القـدرة والحـق فـي االختيار ومن المفروض أن يكون له الحق في تأكيد ذاته واتخـاذ

من هذا المنطلق سوف نجد أن هناك بعض المشكالت التي . قراراتهبولهـا كمسـلمات تعترض نظرتنا للقيم في الخدمة االجتماعيـة وق

بديهية باعتبارها محركات للسلوك المهني في الممارسة، األمر الذي يضفي مشروعية لما ذهبنا إليه من ضرورة المراجعة والصـياغة

.الواقعية




:املبادئ املهنية وبعض االعتبارات والقضايا حوهلا) 3(درجـت كتابـات الخدمـة –في ظل المقوالت السـابقة

المفاهيم، التي تستند -ئمجموعة من المباد االجتماعية علي طرحالمهنة إليها في ترشيد وتوجيه الممارسة، بحيث يصبح المبدأ دليـل

.توجيه يستثمره الممارس لتحقيق األهداف المهنيةأن مبدأ القبول هو واحد من تلـك المبـادئ : مبدأ القبول

وهي المنبثقة عن قيمة هامة من القيم المحورية للخدمة االجتماعيةقيمة احترام العلماء ويوجه المبدأ نحو الحب غير المشروط للعميل العمالء بصرف النظر عما إذا كانت ظروفهم تدعوا إلي هذا الحب

.أم الهنا هو نوع من المشاعر التي ترتبط بأخالقيـات أن الحب

اإلرادة العقلية تحترم العميل كإنسان وليست مشاعر عاطفية أي أن ا ليست وجدانا بقدر ما هي تعبير عـن االلتـزام مشاعر الحب هنواالعتراف بحقه فـي االحتـرام والمسـاعدة –بمعاملة اإلنسان

والدعم، واحترام ذاتيته واستقالليته، وهي بذلك ليست انفعاال ذاتيـا وإنما بالدرجة –ينطلق من وجد أن الممارس تجاه العميل -عابرا

.رامه كإنساناألولي مشاعر منطقية موضوعية الحتورغم أن ذلك التوجيه نحو حب اآلخرين، يبدو في صوره مثالية، يصعب تطبيقها أحيانا إال أنه يحدد التزام الممارس تجـاه




العمالء رغم كل الحدود التي تفرضها علينـا الطبيعـة البشـرية، ونعني بذلك أنه لما كان الممارس هو اآلخر إنسانا، من الصـعب

تنشأ –وجود مشاعر عاطفية سلبية أو إيجابية عليه أن يحول دونالعمالء، وقد تؤثر هذه المشاعر في عملية المسـاعدة / تجاه العميل

لذا يصبح مبدأ القبول قاعدة توجيهية تنبه الممـارس لمـا –ذاتها يجب أن تكون عليه العالقة األساسية بينه وبين العميل أو العمـالء

مع العميل أو ضده، وهذا فـي فتحميه من الوقوف في خطأ التحيز .حد ذاته مبرر منطقي لوجود هذه المبادئ التي تشير إليها

أن مبدأ القبول الذي نعرض له هنا ال ينشأ من فـراغ وال يدور في فراغ أيضا، أن يوجهنا نحو ضرورة أن نبدى االهتمـام بالعمالء واستجاباتهم نحو المشكالت والمواقف والصعوبات التـي

وإال نتحامل عليهم بسبب ما تطرحـه مشـكالتهم مـن تواجههم،ويختلف مستوي القبول بالنسـبة .تحديات لجهود الممارسة المهنية

للعمالء أوحتى بين الممارسين الذين سـيختلفون بالضـرورة فـي قدرتهم علي تطبيق المبدأ وااللتزام به، مما يعني أن هناك صعوبات

التطبيق، غيـر أن قولنـا في النهاية البد وأن تجعل المبدأ صعببوجود صعوبات يجب إال يؤدي بنا إلي العكـس أي أن نـرفض التوجيه األخالقي للمبدأ، ذلك أننا إذا كنا قد سـلمنا بوجـود قيمـة احترام الناس كقيمة محورية في ممارسة الخدمة االجتماعية فإنـه




ة يتعين علينا حينئذ أن نؤمن بالقبول ونمارسه في معامالتنا السـوقي مع العمالء، ألنه واحد من أهم أساليب التعبير عن قيمة االحتـرام،

بـدون ) احترام اإلنسان(بل قد ال يمكن أن تكون هناك قيمة أسمها أن يصاحبها تقبل الناس كما هم، ومساعدتهم أيضا علي تقبـل مـا

.فترضه ظروف عملية المساعدة وممارستها من قيود وإجراءاتعض المبادئ التي تصاحب هذا المبـدأ وكثيرا ما تطالعنا ب

علـي العمـالء وأهمها أطالقا مبدأ عدم إصدار أحكام وترتبط به، Non Judgemetalattitude وقد يرفض بعض الكتاب النظر إلي

ذلك المبدأ علي أنه مبدأ مستقل بذاته، بل هو معني يندرج أصـال عـدم ضمن معاني القبول، غير أن أصحاب الدعوة إلي فصل مبدأ

إصدار أحكام تقويمية علي العمل يدافعون عن موقفهم بأن المعنـي الكامن من وراء فكرة عدم إصدار أحكام ذاتية، توعية الممـارس المهني بأن دوره ال يتشابه مع موقف القاضي أو النائب العام فـي

، فالعميل أو العمالء هم القضـاة التحقيق مع العمالء والحكم عليهصدر عنهم مـن أفعـال، وهـم اإلداري بالـدوافع الحقيقيون لما ي

الواضحة أو الخفية التي تقـف وراء سـلوكهم وأفعـالهم ولـيس الممارس إال أن هذا ال يعني رفضا قيام الممارس بصـياغة حكـم تقويم مهني يتعلق بمشكالت العمالء وذلك أيضا ال ينفي ما سبق أن

بعـض المواقـف أشرنا إليه حول قبول العمالء ذلك أننا نكون في




بصدد ضرورة تحديد اآلثار الناجمة عن سلوك أو أفعال مرتبطـة بالمشكالت أوفهم العوامل التي أدت إليها، والدور الذي لعبه العميل

الخ إال أننا نؤكد أيضا ...نفسه في الوصول إلي الموقف اإلشكالي ضرورة أن يكون ذلك التحديد والتقويم فـي إطـار الموضـوعية

.المحايدة األخالقيةوبمعني آخر فإن القبول وعدم إصدار أحكام شخصية علي سلوك العميل يتضمن أن نكون واقعيين في النظرة إلـي العمـالء والتعامل معهم، ومحافظين في نفس الوقت علي عدم إلقـاء اللـوم عليهم أو السخرية منهم أو عقابهم وتـوبيخهم أو التحيـز ضـدهم

.الية قد رتبناها تجاههمكنتيجة التجاهات نفسية وانفعوإذا انتقلنا إلي تحديد المشكالت والصعوبات التـي تواجـه الممارس في التطبيق لهذا المبدأ فسوف نجد أنها عديـدة، وتبـدو صعوبتها عندما تقوم بتحليل المهام والمسئوليات التي يطالبنا المبدأ

ة التي تتحدى وجه -حينئذ سوف ندرك نوع الصعوبة -االلتزام بهانظرنا الحقيقية القائلة بأن الممارس مهما حاول أن يكون موضوعيا

فالبد أن يقع في جزء أو مرحلة من مراحل العمل نتيجة -ومحايدالمشاعره الذاتية، فهو في النهاية إنسان، أن هذه المالحظة في نظرنا هي التي جعلت مبدأ القبول أكثر مبادئ الخدمة االجتماعية أثـاره

خالف نظرا للصعوبات التي تتعلق بعناصر القبول عنـد للجدل وال




التطبيق، لقد فهم مبدأ القبول علي أساس أنه بقول أو تقبـل الفـرد واحترامه كما هو ألنه كإنسان يستحق االحترام بصرف النظر ع ن

، ومعني هذا توجيه الممارس كـي من هو وكيف تكون تصرفاتهركة الوجدانية سواء بسبب يظهر عوامل قد تحد من التعاطف والمشا

العمالء أو ظروف حياتهم، أو طبيعة المشـكالت / شخصية العميلالتي يأتون بها، وحيث قد تكون المشكلة مصدرا لظهور مشـاعر

العمالء، في هـذه الحالـة / عدائية لدي الممارس نحو هذا العميليوجه مبدأ القبول الممارس نحو حقيقة أساسية ذات خلفيـة قيميـة

يجب قبول العميل كما هو بمشكالته وشخصيته وسـلوكه، وحيثومنطق المبدأ يستند إلي القيمة األخالقية وهي قيمة احترام اإلنسان

.كما هو فقط من منظور أنه مخلوق جدير باالحترام في ذاتهصعوبة تطبيق ذلك المبدأ في أنه يعتمـد أننـا نقـوم تبدو

باستبعاد أي نوع من المواقف السلبية والمشاعر الشخصية كتـوبيخ العميل أو إصدار أحكام تقيمية بشأنه نتيجة لظروفه أو سـلوكه أو

أحكامـا لمحتمل أن تنتهي هذه األحكـام نمط شخصيته وحيث من اسة أو إعاقة عملية المساعدة ذاتية، ما يؤدي إلي فشل الفشل الممار

كما أن المبدأ يوجه . نتيجة للمشاعر السلبية التي قد تنمو ضد العميلالممارس نحو توفير الخدمة للعميل مستبعدا أي مشاعر عنصـرية

الخ، بل يجب أن تكون ....تمييزية بسبب اللون أو الجنس أو الدين




م وليس فـي متساويين كحق لكل منهالخدمة متاحة لجميع األفراد ضوء مشاعر الممارس فيما يجب أوال يجب أن يـوفره للعمـالء فجميعهم يجب أن يكونوا متساويين فيما يجوزونه من احترام وتقدير

.من قبل الممارسوتجدر اإلشارة إلي أن هناك من طرح مبـدأ التقبـل مـن

بل –منطلق أنه ليس تكنيكا أو أسلوبا متميزا في الممارسة المهنية يجـب أن Attiudeيس مبدأ أو قيمة في حد ذاته، إنما هو اتجاه ول

يتبناه الممارس بحيث ال يترك لديه أي مجال للممارسة تـوبيخ أو إيالم العميل أو إصدار أحكام شخصية علي تصرفاته بـل ويلـزم الممارس بأن يبتعد عن موقف القاضي الذي يحاكم العميل علي كل

.تصرفاته أو سلوكهأو االتجاه المعني الـذي يطالـب -ال فإن المبدأعلي أي ح

وموضـوعه أو –باتخاذ موقف القبول يحـدد موضـوع القبـول موضوعاته وهي الفرد وأفعاله التي تصدر عنه، العوامل المسببة أو

.التي أدت لتلك األفعال، تكوين شخصيتهويجب أن نعبر عن ممارسة القبول كمبدأ أو اتجاه بسـلوك

-العمالء/ واقف مهنية نتبناها في التعامل مع العميلمهني وأفعال مفي البعد عن إصدار أحكام ذاتية أو نقد تصرفاتهم وشخصـياتهم،

نقبل الفرد وما يصدر عنه من أفعال في ظل إدراكنا ألن لكل نجن




فعل غاية يسعي إليها وأن هذا الفرد جدير باالحترام علي الرغم مما وعلينـا تغييـر هـذه السـلبيات قد يكون في سلوكه من سلبيات،

وإعادة تعديلها، وأننـا سـوف بمساعدته، علي الوصول إلي فهمها عندما نعرف الطريقة السـليمة التـي –فقط –نتمكن من تعديلها

ومن هنـا يبـدو لنـا أن . العمالء/ يجب أن نتعامل بها مع العميلات تحكم تصرف Ruleالقبول يتحول في الممارسة المهنية إلي قاعدة

الممارس، وهي قاعدة موجهة ضد أنواع من السلوك الذي ترفضه المهنة ونقصد به التحيز وتبني المشاعر السلبية وإصـدار أحكـام

.ذاتية علي العمالء

:Self determinationتأكید الذات –حق تقریر المصیر ) ب(تميل بعض الكتابات العربية إلي التعبير عن ذلك المبدأ علي

العميل علي تأكيد ذاته، بمعنـي أنـه البـد وأن يجـد أنه مساعدة الفرصة كي يعبر عن وجهة نظرة في األمور التي تتعلق بحياتـه

بينما يشـير . المواقف/ ومشكالته والحلول الممكنة لهذه المشكالتإليها البعض باعتبارها مسألة تتعلق بحق تقرير المصير، وأن هـذا

.الحق هو حق العميل أو العمالءنا ال نبتعد كثيرا عن الحقيقة عندما نقرر أن هذا المبـدأ ولعل

هو أكثر مبادئ المهنة عمقا وأقدمها تاريخا وأكثرها مدعاة للنقاش بل لقد ثار . والجدل والخالف ومن ثم فهو في نظرنا أكثرها أهمية




الكثير من الجدل حوله ويشير البعض إليه باعتباره أكثـر أوهـام جودا وانتشارا في الكتابات المهنية ورغم ذلك الخدمة االجتماعية و

ظلت الفكرة باقية بل وبقوة شديدة ليدافع ممارسوا المهنة عنها أكثر من كتابها، ألنها ترتبط أصال بالحق في الحريـة والتعبيـر عـن

.اإلنسـان النفس، ذلك الحق الذي أكدته المواثيق العالمية لحقـوق مهما تباينت األوضاع والنظم وهي حقوق يبدو من الصعب تغييرها

.االجتماعية السائدةلقد ظهرت آراء متضاربة ومتناقضة حول هذا المبدأ فـي تراث الخدمة االجتماعية، والمستعرض لذلك التراث سوف يندهش

بل هي متناقضة متعارضة كثيرا عندما يجد أن اآلراء ليست مجرد المبـدأ يقينـا كما يكشفها تراث أكثر من خمسين عاما، لقـد قـيم

علي الرغم من أنها وجهات نظـر كتـاب (بوجهات نظر مختلفة إلي حق تقرير Perlman، وكمثال علي هذا التناقض تشير )المهنة

علي أنه ليس فقط مكون من تسعة أعشار الوهم، أنـه –المصير وفي !! الوهم األكبر في الخدمة االجتماعية وحيث ال يمكن أن يقوم

بل أنـه " الممكن الوحيد"للمبدأ علي أنه Aptekerيشير –المقابل كمفهوم، يعد شرطا ضروريا ال يمكن أن تقوم خدمة الفرد المعاصر

أن حق تقرير المصير هو "فيقوالن Biestek Gehrigأما –بدون النتيجة المنطقية األولي للقيمة المحورية للخدمة االجتماعية وهـي




الحقيقي لمدى اإليمان بتلك القيمة كرامة اإلنسان، واالختباراحترام أن تقرير المصير يعد أمرا سياسيا عند تطبيـق قيمـة االحتـرام وتحديدها عمليا وهو مبدأ يجب أن يدمج في كل مبادئ وقيم الخدمة

.االجتماعيةهنا أيضا نجد قوائم لما يجب أن يقوم بـه الممـارس فـي

العميل ويتيح له كي يفهم تعامله مع العمالء، فعليه أن ينشط إيجابيامن أن يكون حرا في أفعاله وما يتخذه مـن طرقا وأساليب تمكنه

قرارات وعليه أن يوجد ويطور والمناخ الفردي الذي يؤهل العميل كي يستفيد من موارده وإمكاناته الذاتية، ويخلق العالقات اإليجابية

وأن يبـدي –بين العميل وبيئته الطبيعية بما يؤدي لنموه وتطوره االقتراحات بدون أي ضغط من أجل قبولها، وأن يساعد العمـالء علي أن يتغيروا ويتحركوا وفقا إلمكاناتهم وبمعدل سرعة يتناسـب

.مع ظروفهمأن هذه التوجيهات التي وجدت في تراث الخدمة االجتماعية

وال . الـخ ... والتي أخذت صيغة أفعل" حق تقرير المصير"حول صبحت جزءا من تاريخ المهنة هنا نؤكد علي أننا نتبني أ... تفعل

تلك القواعد المهنية التي تحفز نمط العمل القائم علـي المشـاركة كمـا نـرفض -العمالء/ واإلسهام اإليجابي بين الممارس والعميل

نمط العالقة القائمة علي الفرض أو القهر، بمعني فرض سلوك أو




ر المفروضة متعلقة بصـورة حل أو صور محدد ما لم تكن األمووالمجتمع الذي يعيش فيـه –التدخل لصالح حياة العميل أو صحته

وهذا هو ما درج بعض كتاب الخدمة االجتماعيـة علـي تسـميته باالستثناءات في تطبيق مبدأ حق تقرير المصير، وعندما ال نعـول

ـ –كثيرا أو قليال علي أن يكون القرار نابعا من العميل ور في األمالتي قد تكون حياته فيها مهددة أو تهدد معها أحوال المحيطين بـه من أسرته أو زمالئه أو بقية أفراد المجتمع، أو إذا لم يكن قادرا أو

.مؤهال كي يتخذ قراراته بنفسهعلي أننا نسارع باإلشارة إلي بعض مثاليـات المبـدأ فـي

فـي ظـل مستوي من مستويات تطبيقه خصوصا عندما ننظر إليهظروف التخلف والقهر واالستغالل والعنصرية التي تتردي فيهـا

العمالء في الكثير / األوضاع االقتصادية والحقوق السياسية للعميلمن المجتمعات المختلفة بل والمقدمة أيضا حيث قد يصطدم ببعض

.القيم واأليديولوجيات والممارسات السائدة في المجتمعنة تعمل علي مساعدة العميـل علـي بل أننا نزعم بأن المه

اتخاذ قراره بنفسه، بتناقض بالضرورة مع ظروف ممارسة المهنة، في بعض المجتمعات، التي قد ورثت صورا مـن أشـكال القهـر

.االجتماعي علي بعض عناصر أو فئات من سكان المجتمع




ونحن نبني هذا الرأي علي فكرة محورية وهي أن المهنـة فراغ بل ونذهب إلي أنها ليست بذلك، التصور عندنا ال تمارس في

المثالي للموضوعية والحياد خصوصا في بلدان التخلف أو البلـدان هي مهنة –الرأسمالية، فهي مهنة النظام الحاكم أو بمصطلح محدد

لتكريس الطبقة الحاكمة وجزء من أدواتها وهي عندنا جـزء مـن صـاحب العميـل جهاز الدولة خصوصا عندما تكون الدولة هـي

ومثـال (الحقيقي الذي يعمل في مؤسساته الحكومية كل الممارسين حيث يصبح الممارس جزء من ) ذلك الكثير من بلدان العالم الثالث

.تنظيم البيروقراطية الحكومية –ترس اإلله الضخم ففـي Value freeأنها ليست إذن مهنة بال مضمون قيمي

لتدعيم والحفـاظ علـي األوضـاع الغالب تتحول إلي أداة لتحقيق افهل يمكن تصور ممـارس مهنـي يسـاعد Statuesqueالقائمة

العمالء علي اتخاذ قراراتهم بأنفسهم فيما يتعلق بحقوقهم المهضومة سواء تجاه المؤسسات القائمة أو النظم السائدة والتي تتسم في أغلب

ية قيام األحوال بالالمساواة واالستغالل؟ وهل نستطيع تصور إمكانمارسة مهنية تحفز العمالء علي الدخول في مواقف مضادة للـنظم السياسية واالقتصادية التي تنتهجها سياسـات الحكوميـة والمهنـة

هل نحلم ):الحكومة(والعاملين فيها هم أصال جزء من جهاز الدولة يوما بقيام ممارسي المهنة برفض فكرة إلغاء الدعم عـن بعـض




ويسعون إلي اإلبقاء عليها من خالل ممارساتهم حكوميةالخدمات المن . اليومية في مؤسسات العمل االجتماعي أوعلي مستوي القرار

هذا المنطلق ظهر علي وجه التحديد ذلك االتجاه الراديكـالي فـي تراث المهنة الرأسمالي، بل ظهر ما عرف تقليديا باسم اتجاه الدفاع

وما ترجم إلـي Advocate social workفي الخدمة االجتماعية فـي بعـض social actionالعربية تحت اسم العمل االجتماعي

السـعي –كتابات الخدمة االجتماعية، ولكن هل حقق ذلك االتجاه من أجل تغير االستغالل والالمساواة في توزيع القوة والثروة داخل المجتمعات الرأسمالية ذاتها تلك التي نشأت في ظلها مهنة الخدمـة

الجتماعية هدفه؟ وهل يستطيع عمالء المهنة اتخاذ قراراته بأنفسهم اعندما نقرر الدولة استقطاع نسبة عالية من مخصصـات النفقـات

والتي يـنعكس أثرهـا (الحكومية علي برامج الرعاية االجتماعية بالضرورة علي تخفيض نفقات الرعاية والخدمات الصحية والدخول

ان ذلك قائما في بالد قطعـت شـوطا وإذا ك ).الخ...والمعاشات طويال في ممارسة اإلعالن عن الديمقراطية بنموذجهـا الغربـي المعروف، فإن المر لن يكون علي هذا النحو في بلدان العالم الثالث وحيث تمارس الدولة قهر الهيمنة الكاملة التي ال تسمح بأي خروج

.علي النظام




قي يواجه ممارس المهنة من هنا يبدو أمامنا ثمة تناقض حقيفي الواقع المعاش كما يفرضه النظـام االقتصـادي واالجتمـاعي

وسؤالنا هل تستطيع الطبقات األضـعف والمعرضـة والسياسي؟ لالستغالل أن تفرض أيديولوجيتها في مواجهة أيديولوجية الطبقـة

هنا نجد أنفسنا تجاه موقف تمارس ... الحاكمة أبا كان مصدر قوتهاالممارسة بوعي زائف، (خدمة االجتماعية دورا يدخل ضمن فيه ال

عندما يتعلق األمـر بحقـوق ) أو علي األقل تزييف وعي السكانالسكان في الحصول علي حاجاتهم ومن ثم يصح ما نـذهب هؤالء

إليه من صعوبات التطبيق أو التناقض الواقع بين ما يطمـع إليـه .ثل هذه المجتمعاتالمبدأ وبين األيديولوجية السائدة في م

وعلي الرغم من كل ما يقال بأن الحرية ال تعني الفوضـي وال تدعم الفردية األنانية، وعلي الرغم من كل ما يقال بأن الحرية

أساليب مشروعة يتمكن أفراد . أساليب وليست غايات في حد ذاتهاالمجتمع من خاللها من إنجاز أهدافهم المشروعة، علي الرغم مـن

هناك تساؤل مشروع من الذي يحدد تلك الحرية، ومـن هذا سيظلالذي يحدد مشروعية األساليب المؤدية إلنجاز األهداف، وهل هـي أهداف النظام الطبقة الحاكمة المهيمنة أم أهداف غالبية مقهـورة

الذين قامـت ) السكان(مستغلة؟ وأين تقف المهنة حينئذ مع العمالء رالية الغربية؟ أو مع النظام الذي تعمل لتحقيق أهدافهم وفقا للقيم الب




أنفسـنا –في الواقع لتكريس أهدافه؟ ذلك هو واقع األمر الذي نجد –فيه عندما تناقش بعض األسـس القيميـة للخدمـة االجتماعيـة

خصوصا عندما تتعلق تلك األسس بالفلسـفة السياسـية الغربيـة .الرأسمالية ذاتهارأي يسـتند إليـه الرغم من كل ما طرحنـاه مـن وعلي

مالحظات بسيطة حول تطبيق مبدأ حق تقرير المصير، فإن الحقيقة تكشف عن أي العالقات بين -الواضحة والمختفية في نفس الوقت

الممارس المهني والعميل يجب أن تظل في إطـار محـدد وهـو أي . االهتمام بحقوق العميل، وااللتزام األخالقي من جانب الممارس

علي أهمية توفير مناخ مناسب يتيح للعميل الفرصة أن المبدأ يؤكدللتعبير عن مشاعره وأفكاره وآرائه، وهذه في حد ذاتها حقيقة تؤكد احترام حاجة العميل لتأكيد ذاته، والتزام الممارس بالبعد عن فرض

وهل –علي العميل، ولكن تظل مالحظتنا قائمة وهي أفكاره وآرائهك في دائرة عالقاته مع العميل فـي يستطيع الممارس أن تحقق ذل

؟...غياب أيديولوجية تسمح بهذا النمط من العالقات أصال

Confidentialityمبدأ كسب ثقة العمالء يشير مبدأ كسب ثقة العمالء إلي أحد جوانب احترام اإلنسان كقيمة من قيم الخدمة االجتماعية إنه مبدأ يتعلق بحث العمالء في أن

لي أسرارهم وعلي خصوصية تلك المعلومات التي تحافظ المهنة ع




يحصل عليها الممارس سواء مـا يتصـل بظـروف العمـالء أو أو أي من متعلقات العالقة التي تنمـو بـين الممـارس المشكالت

والعميل خالل راحل الممارسة وهنا نجد أن المبدأ وأن كان يحمـل سان وحقوقه في في طياته أبعادا أخالقية وقيمية ترتبط باحترام اإلن

إال أن ملكية أسراره ومعلوماته وعدم إفشائها مهما كانت األسباب، من ناحية أخرى يذكرنا بحقيقة مهنية، وهي أن العالقات المهنيـة

محور الممارسة والجسر الذي يتم من خالل كل أنـواع التـدخل (قد تتعرض للدمار عندما تهدر ثقة العميل بتعويض أسراره ) وأهدافه

راق بعيدا عن إطار السرية التي يحرص العميل عليها ويجب لالختأن نفهم أن السرية ال تعني جوانب خفية غامضة في حياة العمالء، بل أن مفهوم السرية ينسب مني كافة الجوانب التي تتعلق بمشاعر العميل أو األحداث التي يعيشها ومظاهر حياته الشخصية أو مـن

أن يحظي باهتمام من العميل نفسـه يحيطون به، وكل ما من شأنه .ويحرص علي أن يظل بعيدا عن متناول اآلخرين

من هنا فإن عدم الحرص علي سـرية مـا يعمـل عليـه الممارس من معلومات تخص حياة العمالء، وإفشاء هذه المعلومات لألخرين أو تعريضها للعلنية في الوقت الذي يكون مـن الواجـب

ن الهدر للثقة التي بناها العميل ورتبها الحرص عليها، يبدو نوعا مفي عالقته بالممارس، أن هذا في حد ذاته نوع من تحطيم وتجاوز




حقوق العمالء بل قد يكون أكثر من االعتداء علي ملكيتهم وحقوقهم ال يقل شأنا عن االعتداء بالسرقة أو التخريب لهذه الحقوق (المادية

ب علي إفشاء معلومات العمالء ولعله من أجل هذه النتيجة التي تترتويؤكد مبدأ كسب ثقة العمالء واحترام خصوصياتهم علي ضرورة االلتزام األخالقي والمهني من الممارس تجاه عمالئه أي أن المبدأ يؤكد علي الوفاء وااللتزام والثقة وهذه جميعا ترتبط بقيمة احتـرام

.الناسام بمبدأ السرية غير أن كثيرا ما يثار جدل حول مدى االلتز

وكسب ثقة العمالء، وهل يحق في بعض الظروف أن يكون هناك استثناء من المبدأ خصوصا عندما يتعلق األمر بقضية هامـة لهـا أبعاد اجتماعية، كأن يكون في إفشاء المعلومات أو تناولهـا بـدون الرجوع للعميل مطلب ضروري للحفاظ علي حياة العمالء أو أفراد

عنـدما تكـون (مجتمع والبيئة التـي يعيشـون فيهـا أسرهم أو الوقد تبدو ) المعلومات التي نحصل عليها متعلقة بجوانب تهم المجتمع

هذه المسائل واضحة بجالء في التطبيق الواقعي خصوصـا فـي مجاالت الممارسة في ميادين رعاية األحداث والرعايـة الالحقـة

وذوي العاهـات ورعاية المسجونين ورعاية المرضي والمعـوقين والرعاية األسرية حيث يتطلب التدخل المهنـي الحصـول علـي

.معلومات قد يبدو أحيانا أن هناك ضرورة لتداولها أو حتى إفشائها




أن نطرح –بل من الموضوعية العلمية –ومن المحتم علينا وهي ما اصـطلح علـي تسـميتها قضية علي جانب من األهمية،

code of ethich forلخدمة االجتماعية بقضية الدستور األخالقي ل

social work فلقد حرصت بعض منظمات الخدمة االجتماعية فيالواليات المتحدة وبريطانيا، علي طرح وثائق تتضمن مـا سـمي

.بالدستور األخالقي لممارسة المهنةمـن أن هذا الدستور األخالقي ال يعدو أن يكون مجموعة

ارسة المهنة وليست إطارا تفصيليا الخطوط العامة المرشدة في مميمكن أن نستخدمه كممارسين في اتخاذ القـرارات التـي تتصـل

ونتصور أن مثل هذا الدستور يحتاج إلـي . بعمليات التدخل المهنيجهود نظري وتطبيقي مكثف من كل القائمين علي تعلـيم الخدمـة

لـي التجريد العـام إ االجتماعية وممارسيها حتى ينقل من منظور مستوي قابل للتطبيق الفعال ذو المعني الواقعي في ظـل ظـروف المجتمع، وفي ضوء الخبرات المهنية التي تتجمع علي مر الـزمن ذلك أن مثل هذا الدستور األخالقي بما يتضمنه من مبـادئ علـي درجة عالية من التجريد والعمومية سيظل غير قابل للتطبيق ما لم

ية ترتبط بحاجات العمالء وظـروفهم يكن هناك قواعد مرشدة واقعالخ وهو مـا يمكـن ان تعالجـه ...المجتمع واأليديولوجية السائدة

أن . منظمات ونقابات الممارسة المهنية في الخدمـة االجتماعيـة




ويجب أن يحدد بوضوح مسئولية المهنة .. الدستور األخالقي للمهنةواضـح في المجتمع والتزامها تجاه عمالئها، مصـحوبا بإطـار

ومقبوال لقواعد الممارسة والحدود التي يمكن أن تحمي الممـارس ذاته من تدخل هيئات أو قوى تحد من فاعلية وكفاءة أجهزة الخدمة

.االجتماعية

:القاعدة المعرفیة في الخدمة االجتماعیةجانبـا Base of Knoledgeتحل مسألة القاعدة المعرفية

لخدمة االجتماعية فالقاعدة المعرفية كبيرا من األهمية في دراسات اهي األساس الذي تستند عليه المهنة في عملياتها، أي في اكتساب –

صفة العلمية وإضفائها علي أنشطتها وممارستها تمييزا لها عن أي أن هـذه القاعـدة . نشاط آخر يتصف بالعمومية وعدم التخصص

ي يتعامـل المعرفية هي سالح لممارس في مواجهته للمشكالت التمعها، واألساليب التي يستخدمها، الحلول التي يتوصل إليها، ومـن هنا فالمعرفة العلمية هي الخاصية الدقيقة التي تضع حدا فاصال بين الممارس المهني وبين أي شخص مهتم آخر قد يتصادر أن يتعامل

.مع المشكالت االجتماعيةية منذ وقـت ولقد بدأت الدعوة إلي عملية الخدمة االجتماع

طويل، حتى قبل استخدام مصطلح الخدمة االجتماعية نفسـه، بـل نستطيع التأكيد علي أن الدعوة الستخدام المعارف العلمية في توجيه




) وخصوصا في انجلترا(األنشطة التي مارستها المجتمعات األوربية لمواجهة مشكالت الفقر ورعاية الفقراء كانت بمثابة البداية الحقيقية

إلي أن Poynterظهور الخدمة االجتماعية، وفي هذا الصدد يشير لالبحث في كل ما يهم الفقر والتعامل معه يجب أن يصـبح علمـا

Soience ومنذ منتصف القرن الماضي، كان مـن الواضـح أنالسبيل الوحيد للتعامل مع مشكالت الفقر البـد وأن يمـر بـالعلم،

جتماعية الناجحة تتوقف علـي ومناهجه البحثية ذلك أن الخدمة االفهم وتبني القوانين المفسرة للحياة االجتماعية ويدعو كاتـب آخـر لنفس القضية بعدم أعوام كثيرة من بداية حركات جمعيات تنظـيم

علـي أن نجـاح 1930يؤكد في سـنة Karpfاإلحسان، فها هو نوع من المعرفة التي تشابه المهنة يقوم أساسا علي تنمية وتطوير

تلك العلوم والمعارف التي يستخدمها الكيميائي في تحليـل المـواد والعناصر التي يتعامل معها في معلمه، والمعارف التي يسـتخدمها المهندس في تصميمه لإلنشاءات التي يشيدها والتي تمكنه من التنبؤ

وأخيرا ذلـك . بمي قدرتها وصالبتها وصالحيتها لالستخدام اآلمنالتي يستند إليها لطبيب في فهم وتشخيص عالج النوع من المعرفة

المرض، وهذا النوع األخير من المعارف هو الذي يجب أن يتبناه .منظورا الخدمة االجتماعية وممارسوها




يبدو لنا أن التشجيع الذي يبديه بعض الكتاب نحو ضرورة تبني المهنة لالتجاه القيمي والمعارف العلمية والتي بدونها ال يمكن

هو ما أعطي للقاعـدة –ن يوصف ذلك النشاط المهني بأنه كذلك أالمعرفية في الخدمة االجتماعية تلك القيمة العالية التي يشار إليهـا

.وزمالءه منذ الخمسينات Cokerillفي كتابات نالحظ أذن أن االهتمام بالقاعدة المعرفية، قد أصبح بمثابـة

أن معظم الممارسات شرط ضروري الزم لنجاح الممارسة، السيماالمهنية ترتبط بصورة مباشرة بمعطيات العلوم النفسية واالجتماعية، وحيث أصبح االعتقاد في كفاءة كل منهما أمر معترف به بين كتاب الخدمة االجتماعية باعتبارهما مصـدرا لهـم مشـكالت العمـالء

.والتعامل معهااعيـة إلـي أدي االهتمام ببناء قاعدة معرفية للخدمة االجتم

محاولة مدارس الخدمة االجتماعية والمسئولين عن تعليمها لوضـع تصورات شاملة عن الموضوعات والقضايا والمجاالت التي يجب

الممارس ومنذ منتصف الخمسـينات قـدمت أن يلم بها األخصائي Bartlett قائمة بالمعارف التي تتطلبها ممارسة الخدمة االجتماعية .

نمو اإلنساني وتطوره وسلوكه مع التركيز وتتضمن معارف عن العلي الفرد والتفاعل المتبادل بين اإلنسان والبيئـة المحيطـة بـه والمعارف المتصلة بالقدرة النفسية علي تقديم المسـاعدة وتلقيهـا




والمعارف المتصلة بالطريقة التي يتواصل الناس بها مع بعضـهم والعالقـات البعض، والعمليـات الجماعيـة والميـراث الثقـافي

االجتماعية والمجتمعات المحلية والعمليات التـي تـدور بـداخلها وتطور المجتمعات وتحوالتها والخـدمات االجتماعيـة وإدارتهـا

.وتوفيرهاوهنا نجد أنفسها بصدد بعض األسئلة التي تفـرض نفسـها

.بحثا عن إجارة مشروعة ما الذي نحتاج إليه من معارف كممارسين؟ •الجتماعية قاعدة معرفية خاصة بها من الناحية وهل للخدمة ا •

الواقعية؟

كيف يمكن تنظيم القاعدة المعرفية بطريقة ترفع من كفـاءة • توظيفها؟

أن تحليل هذه التساؤالت، يوصلنا إلي حقيقة هامة، وهي أن هناك فرق بين ما يمكن اعتباره معرفة خاصة بالخدمة االجتماعية،

بالنوع األول وسوف نهتم الجتماعيةومعرفة عامة ترتبط بالخدمة امن المعرفة، أي تلك المعارف المتصلة والناتجـة عـن ممارسـة الخدمة االجتماعية، وتتكون تلك المعارف من مصطلحات مفـاهيم ونظريات ومبادئ طورها األخصائيون االجتماعيون مـن خـالل

كما قد . الممارسة، كما تطورت من خالل عمليات أعداد الممارسين




تمد بعض هذه المعارف من علوم أخرى ذات صلة بالمهنة ويتم تسصياغتها في سياق الممارسة المهنية أيضا، وكل هذا هو الذي نشير إليه هنا باعتباره معارف خاصة بالخدمة االجتماعية، وهـي التـي

بالسلوك اإلنساني، سلوك األفراد والجماعات والمجتمعـات تتعلق صلة بالبيئة االجتماعية وعمليات اتخاذ والتنظيمات، والمعارف المت

القرارات، والمعارف المتصلة بالقيم والمقدمات القيمية والمبـادئ .والتدخل والمهارات

:تحلیل القاعدة المعرفیة للخدمة االجتماعیةمن وجهـة –يعتبر تحليل أهداف مهنة الخدمة االجتماعية

قاعـدة نظرنا األساس الصحيح الذي يمكن في ضـوئه تحديـد ال المعرفية لطبيعة هذه المهن، فإذا وضعنا في اعتبارنـا أن النشـاط

أحداث تغييرات مخططة فـي المهني، هو ذلك النشاط الموجه نحو األفراد والنظم واالتساق االجتماعية والظروف المحيطة باإلنسان،

.فإنه يصبح من الممكن التوصل إلي طبيعة البناء المعرفي للمهنةق نستطيع االعتماد علي ثالث مجموعات وفي ضوء ما سب

من العناصر المعرفية المهنة ذاتها باعتبارها أداة أحداث التغييـر، وهناك مادة التغيير أي التغيير المخطط وأخيرا هناك هدف التغيير أو الغرض الذي نسعي إليه، فإذا نظرنا إلي أي نوع من المعارف،

لظـروف التـي يسـعي تلك التي تمدنا بفهم األنساق والـنظم وا




الممارسون للتعامل معها وتغييرها، سنجد أن هذا العنصر األساسي يقودنا إلي ضرورة توفر معلومـات ومعـارف تتصـل بـالعلوم االجتماعية التي تناقش األداء االجتماعية أو السلوك االجتماعي أو

واألسر السلوك االجتماعي الطبيعي والمنحرف لألفراد والجماعات أما العنصر الثاني مادة التغير فإنـه يوجهنـا نحـو . اتوالمجتمع

المعارف المتصلة بالتخطيط االجتماعي وكيفية الوصول إلي أحداث أما العنصر الثالث فإنـه يوجهنـا نحـو . التغيير المخطط الموجه

الممارس المهني، كيف يمارس، ماذا يتعلم، االتجاهات التي يتبناها، تعامل معها وأخيرا البد من تـوفر المؤسسات أو المنظمات التي ي

معارف ومعلومات حول العلوم التي توفر المعرفة العلمية في حـد .ذاتها ومناهج البحث العلمي وأساليب طرق جمع البيانات

:تصنيف مقرتح للقاعدة املصرفيةنستطيع تصنيف الموضوعات التي تندرج تحت ما يعـرف

مهنة الخدمة االجتماعية في باسم القاعدة المعرفية التي تقوم عليها ضوء ما سبق، إلي مجموعة موضوعات ومعارف تتصـل بفهـم

) األفراد والجماعات والتنظيمات(ظروف عمالء الخدمة االجتماعية ومجموعة المصارف التي تتصل بالتغيير المخطط كأسلوب للتدخل المهني، ومجموعة المعارف التي تتصل بطرق ومنـاهج البحـث

تستند إليها المهنة، والمعارف المتصلة بمهن أخـرى والتحليل التي




ذات عالقة بالخدمة االجتماعية وأخيرا مجموعة المعارف التي قـد تفيد الممارسة ولكنها ال تتصل بهـا مباشـرة كعلـوم البيولوجيـا

.وغيرها

:المتصلة بظروف العلماء وخصائصھمالمعارف ) 1(تدور حول فهم التي العلوم والمهن –ويقصد بتلك المعارف

.خصائص النظم االجتماعية ووظائفها ودينامياتهافهناك معارف تعالج ظروف وخصائص األفراد، ومن حيث األداء والوظائف الجسمية والفسيولوجية والنفسية، المعارف التـي

الصغيرة األخرى والمعارف التي تعالج تتصل باألسر والجماعات .مجتمعات والثقافة والمجتمعالتنظيمات االجتماعية والمنظمات وال

أيضا هناك مجموعة التي تركـز علـي فهـم المشـكالت وبذلك فـإن . والظروف التي تعمل من خاللها النظم السابقة جميعا

مجموعة العلوم والمعارف أو المهن التي تدور حـول المجموعـة األولي من القاعدة المعرفية للخدمة االجتماعية يمكـن أن تكـون

.ت فهم التنظيمات التي تتعامل معها المهنةبمثابة أدوا

:المعارف المتصلة بالتغییر المخطط) 2(ويقصد بها مجموعة من العلوم والمعـارف تـدور حـول

كأسـاليب Interventionاستخدام مناهج وأساليب للتدخل المهني




العالج الجسمي والنفسي واالجتماعي وكيفية التعامل مع مشـكالت .جماعات أخرى أو مجتمعات –سر أ –العمالء كأفراد

ويضاف إلي ما سبق مجموعة المعارف المتصلة بعناصـر ومراحل التدخل المهني، وإدارة التدخل وربما يدخل ضـمن ذلـك أيضا المعارف التي تتدرج ضـمن تنظـيم المجتمـع والتخطـيط

.الخ....االجتماعي، والمناهج العاملة للتدخل ة بتحديد أساليب أحـداث وفي مجال تحديد المعارف المتصل

التغيير المخطط، نهتم أيضا بتوفير قاعدة معرفية حـول البـرامج وكيفية الوصول إليها وإداراتها وأنـواع الخـدمات والتنظيمـات والمؤسسات التي توفرها ومصادر تمويلها، والسياسات االجتماعية

.التي تتعلق بها

:ة االجتماعیةالمعارف المتصلة بالمھن األخرى ذات العالق) 3(من المعروف أن ممارسة الخدمة االجتماعية ال تدور فـي

هو في نفس الوقت The target systemفراغ، أن هدف المهنة الـخ ...فالتعليم أو التوجيه واإلرشاد أو القانون. هدف لمهن أخرى

فالبد أن تتضمن القاعدة المعرفية مع اإلنسان من هنا اتتعامل جميععة من المعارف ذات الصلة بـالمهن والعلـوم التـي للمهنة مجمو

.الخ...شارك المهنة في فهم اإلنسان ومجتمعه وحل مشكالته




مجموع ة المع ارف المتص لة بمن اھج البح ث واالستقص اء ) 4( :والتحلیل

من الضروري أن تستند الممارسة المهنيـة إلـي منـاهج أسـاليب وطرق علمية تتعالم بها مع المشكالت، كما أن البد مـن

لتنظيم المعلومات وكيفية الحصول عليها حتى يتمكن الممارس من فهم طبيعة الظروف والمشكالت والخصائص المتعلقة بهدف المهنة

وبذلك نجد أنه من الضروري توفر مجموعـة ). العمالء/ العميل(من المعارف المتصلة بطرق ومناهج البحث االجتمـاعي وكيفيـة

وأساليب جمع البيانـات والمعلومـات تنظيم وإدارة االستقصاءاتوتحليلها وتفسيرها واألساليب المنهجية لتحليل السياسات وتصنيفها

والخطوط والبرامج وتطبيق التوجيهات النظرية والنماذج العلميـة .والنظرية لفهم الواقع

مجموع ة المع ارف العام ة ذات الص لة غی ر المباش رة ) 5( :بالمدرسة

ثرة من المعرف التي تتصل بمهن ويقصد بها مجموعة متناأو علوم بعيدة عن الممارسة مباشرة إال أنها تفيد الممارسة في فهم

وهنا نجد أن الكثير من العلوم االجتماعية بعض مشكالت العمالء،والفيزيقية ذات فائدة كمصدر للمعلومات التي يستفيد منها الممارس

.امة وغيرهاكالتشريعات االجتماعية واالقتصاد والصحة الع




نالحظ أنها . وعند نظرنا إلي هذه المجموعات من المعارفتختلف في مدى أهميتهـا بالنسـبة للممارسـة المهنيـة للخدمـة االجتماعية، فالمجموعات األربع األولي تكـاد أن تكـون بمثابـة األسس التي ال غني عنها كقاعدة معرفية موجهة إلعداد ممـارس

ارس بالمفاهيم والمبادئ والمصطلحات المهنة، وهي التي تزود الممواألفكار المتعلقة بالخدمة االجتماعية ككل، والتي تمكن الممـارس

.من تحقيق أعلي فعالية وكفاءة في مواجهة مشكالت العمالءأن تحليل محتويات المجموعة الثانية يكشف عن تضـمنها لمجموعة من المعارف المتصلة بأحداث التغيير المخطـط، وفـي

ا أنها تحتاج لمزيد من التخصص والعمق الدراسـي حيـث ال رأينيستطيع أن يعمل بدونها أي ممارس التخطيط أو اتخاذ القـرارات، ولذلك تأتي هذه المجموعة في المرتبة الثانية مـن األهميـة بعـد المجموعة األولي التي تتصل اتصاال مباشرة بممارسـة الخدمـة

يوجد ثمة ما يمكـن أن نطلـق االجتماعية أما السؤال الثاني سهل أي هل استطاعت المهنة أو –عليه اسم معارف الخدمة االجتماعية

لقد رأينا مما سبق أنهـا تستطيع أن يكون لها معارف خاصة بها؟تستند إلي معارف تنتمي لفروع معرفية في موضوعات االقتصـاد واالجتماع والسياسة والصحة والفسيولوجيا وأساليب االتصال وعلم

وكل ما من شأنه أن يوصلنا لفهـم . الخ....النفس والصحة النفسية




فهل استطاعت المهنة ... اإلنسان وبيئته االجتماعية ومشكالت حياتهومن خالل الممارسة تنمية معارفها الذاتية المستقلة؟ أن هذا السؤال يطرح اآلن بشدة في بحوث ودراسات الخدمة االجتماعية نظرا ألن

ظل بحاجة دائمة الستخدام مفاهيم ومصطلحات رئيسية الممارسة ستمستمدة من هذه الفروع المختلفة للمعارف العلمية بدون أن تـدخل في تفاصيل وخصوصيات تلك المعارف وإال تحول إلي شتات من المعارف في اإلدارة واالجتماع والـنفس واالقتصـاد والسياسـة

.الخ...والطلب ها من قبل وهو يقـوم سؤال مشاب Donnisonولقد طرح

ــة ــإلدارة االجتماعي ــة ل ــدة المعرفي ــل القاع Socialبتحلي

administration قائال أنه إذا كانت إدارة الخدمات االجتماعيـة -تتطلب االعتماد المكثف في الفروع المعرفية للعوم االجتماعيـة

فماذا يبقي لنا كي يميز اإلدارة االجتماعية موضوعا مستقال يمثـل اما في حدا ذاته أم أنها قد أصبحت مجموعـة مـن معـارف اهتم

االقتصاديين والسياسيين وعلماء التاريخ؟ وهـل هـي ممارسـات لعمالء النفس أم الفالسفة أم علماء االجتماع، ومن الذي قد يكـون

من بين كل هـذه -أكثر فاعلية وأفضل مهارة في الممارسة حينئذ التخصصات؟




عاله، قد يجرد بنا التأكيد علـي وقبل طرح إجابة للتساؤل أأن هذا الطرح ال يعني أنه إذ لم يكن للمهنـة قاعـدتها المعرفيـة الخاصة فإن ذلك قد يقلل من قيمتها األكاديمية كفـر مـن فـروع المعرفة وهذه الفكرة عندنا هي الرد المباشر علـي أولئـك الـذين

ن العلوم يزعمون في كثير من كتاباتهم أن الخدمة االجتماعية علم ماالجتماعية المستقل متوهمين أن ذلك يرفع من قيمتها، ذلك أنه لـم

وهـي –يقلل من شأن الخدمة االجتماعية كمهنة أنها ليست علماء فعند نظرنا إليها باعتبارها مهنة تعتمد علي اسـتخدام . كذلك بحق

التدخل المباشر ألحداث تغييرات مقبولة لتحسين األداء االجتماعي الـخ إذا ...والجماعات والمجتمعات والمؤسسات والـنظم لألفراد

نظرنا للمهنة علي أنها كذلك، فسـيبح مـن الطبيعـي اسـتنادها واعتمادها علي اإلسهامات النظرية والمنهجية لغيرها من العلوم في ميادين المعرفة، وبذلك ستظل قاعدتها المعرفـة مرتبطـة بهـذه

ولما كـان .ا المهنة وغاياتهاالميادين التي تفرضها وتحددها أهدافهكما أنها تنشغل –هدف المهنة األساسي يرتبط بتوفير خدمة محددة

باالهتمام باإلنسان، لذلك فإن قاعدتها البد وأن تستند إلـي العلـوم أن هذا ال يشكل عيبا أو نقصا يقلـل مـن . االجتماعية والسلوكية

أهميـة إلي إغفـال للمهنة، األمر الذي يؤدي بنا القيمة األكاديميةمزعومة يتبناها البعض عندما يلصقون صفة العلم لمهنة الخدمـة




االجتماعية ويجعل تلك الصفة غير ذات بال إال أن ذلـك ال ينفـي بطبيعة الحال ضرورة السعي عن طريـق البحـوث والدراسـات والمؤتمرات العلمية من أجل الوصول إلي بناء وتنميـة وتطـوير

دة من الخبرات والممارسات اليومية في كافة معارف المهنة المستمويبدو أهمية ذلك الجهد المطلوب عندما . ميادين ومجاالت الممارسة

نضع في اعتبارنا أن الخبرات المتجمعة من الممارسـات اليوميـة البد وأن تصل إلي مرحلة ما يمكن خاللها الوصول إلـي تجريـد

ي مـن الممارسـين، وتعميم يسمح بنقل تلك الخبرات لألجيال التالمزيد مـن نحو ويمكن من اختبارها والتأكد من صحتها وتطويرها

الدقة المنهجية والتطوير المهني ونري أن القصور في ذلك الجانب هو الذي أدي في كثير من األحيان إلي وقوع المهنة في ازدواجية االنتماء بين صفة العام، وصفة الفن فالكثير من المفاهيم النظريـة

من خالل الممارسة ألجـل ستخدمة في حاجة الختبارها ميدانيا المالوصول إلي دقة محتواها وتطويرها بما يناسب متطلبات المهنـة ذاتها كما أن الممارسات المهنية وما يترتب عليهـا مـن خبـرات ونتائج في حاجة هي األخرى للتعميم بل البد من أن تصـل لهـذا

جديدة خاصة بالمهنة ة لمفاهيم المستوي حتى تستطيع أن تكون قاعد) النظريـة (وممارستها وإال ظلت هناك هوة سـاحقة بـين العلـم

، وأزعم أن أي جهد يبذل في سبيل التوصـل )الممارسة(والتطبيق




واختبار مفاهيمها النظريـة إلي تعميم ممارسات الخدمة االجتماعية ء لن يؤدي إلي زيادة كفاءة المهنة فقط بل أنه سوف يسـمح ببنـا

وفـي مجـال قاعدة معرفية تفيد بقية العلوم االجتماعية والسلوكيةعديدة ما زالت المهنة في نظري هو التحدى الذي تواجهه المهنـة والطموح العليم للمهنة يقع بالدرجة األولي علي عاتق الباحثين وفي ميدان بحوث الخدمة االجتماعية ذاتها والتي يجب أن تتوجه نحـو

تائج الممارسات وكل أشكال التدخل المهنـي فـي اختبار وتقويم ن .جتماعيةالخدمة اال

علي أن هناك صعوبات واقعية لحد ما إمكانيات قيام مثـل تلك البحوث والدراسات طالما بقيت الحقيقة القائلـة بـأن القطـاع األكبر في ممارسي الخدمة االجتماعيـة ينشـغلون بالممارسـات

ات التسجيل وانصراف الباحثين اليومية، ومع ضعف االهتمام بعمليفي الخدمة االجتماعية عن االنشغال بهذا المجال البحثي الذي أشرنا

التقويم وبحوث اختبار نتائج الممارسـة وإخضـاع المفـاهيم (إليه فستظل هنـاك –طالما ظل ذلك الوضع قائما ) للتجريب واالختيار

.تماعيةصعوبات قائمة في سبيل بناء قاعدة معرفية للخدمة االجكذلك فإن تعليم الخدمة االجتماعية ذاته ما يـزال مصـدرا أساسيا لكثير من الشكوك حول جدوى وفاعلية القاعدة المعرفية التي تقدم لطالب المهنة فكثير من معارف المهنة المستمدة مـن علـوم




الخدمة االجتماعية بدون تمييز بـين متطلبـات أخرى تقدم لطالب وبـين المقـررات الدراسـية للطـالب فـي –المعرفة الالزمة

التخصصات األخرى لفروع العلوم المستمدة فـي تلـك القاعـدة فال فرق يالحظ بين ما يدرسه طالب الخدمة االجتماعية –المعرفية النفس واالجتماع عن ما يقدم لطالب هذه الفروع العلميـة في علم

ـ ). الخدمة االجتماعية خارج( دائر بـين كما أن هناك ذلك الجدل الأهمية وموقع التدريب والعمل الميداني فـي الخدمـة االجتماعيـة

التعليمية األكاديمية ومسـتوي اإلشـراف فـي وعالقته بالبرامج .التدريب الميداني الذي يعتبر بمثله التمهيد الحقيقي للممارسة

معـارف "وإذا أضفنا لكل ما سبق أن الخدمة االجتماعيـة الت بفروع معرفية وثقافيـة وردت وممارسات قد ارتبطت وما ز

وقامت نشأتها األولي في ظل مناخ استعماري جعلهـا بمثابـة أداة المركـز . فكرية وثقافية استعمارية ترتبط باألصل الذي نشأت فيه

الحضاري الغربي وفرضت مـا زالـت علـي بلـدان المحـيط فإن هذا الوضع سيظل مهددا ألي جهود تبذل في بلدان ...،)التابع(لعالم الثالث ما تزال مراجع الخدمة االجتماعية المعاصـرة فيهـا ا

تشهد انشغاال بقضايا منهجية ومعرفية طرحت منذ أكثر من خمسين .عاما وتجاوزتها المهنة إلي االنشغال بقضايا أكثر أهمية




نميل إلي االعتقاد –التحديات –وإزاء كل هذه الصعوبات لخدمات االجتماعية إلعادة النظـر بأن تبني توجهات راديكالية في ا

.. في مضمونها القيمي والمعرفي يصبح مسألة تؤكد علي أهميتهـا .بل وضرورتها من أجل بناء معرفي وممارسة فعالة

وقـيم والبد أن ترتبط مهنة الخدمة االجتماعيـة بطبيعـة المجتمع الذي تمارس فيه ودرجة قناعات أفراده وجهودهم المبذولة

-يين واإلداريين بل وعلي مستوي العمل المؤسسيوخاصة العلم – .ومن تضافر هذه الجهود لتحقيق األهداف المرجوة




الفصل الثالث جماالت الرعاية

family welfare

بصرف النظر عن الجدل الذي يدور حول مـدي اعتبـار األسرة أصغر وحدة في نظام اجتماعي مركب أم أنها في حد ذاتها وحدة مستقلة، إال أنه يمكن القول بأن األسرة هـي وحـدة الـنظم

لنظام األسري هو النظام الذي االجتماعية األساسية في المجتمع وايزود المجتمع اإلنساني باألفراد وينظم العالقة التي تقوم بين الذكور واإلناث كما ينظم عالقة األزواج ويتضمن تنظيم عالقـة اآلبـاء باألبناء وكذلك مفهوم يحدد األدوار االجتماعية المختلفة التي يقـوم

لكـل عضـو فيهـا، بها كل فرد في األسرة والمكانة االجتماعية ويتضمن النظام األسري أيضا أساليب التنشئة االجتماعية أو التطبيع االجتماعي الذي بمقتضاه يتم نقل أفكار والقيم واالتجاهات ومختلف العناصر الثقافية من المجتمع غلي الطفل منذ ميالده حتى يسـتطيع

.أن يتكيف وان يتوافق مع مجتمعهفي المجتمـع وحيـث تمـد واألسرة هي الوحدة األساسية

األسرة أفرادها بمعظم احتياجاتهم وتعمل علي إشباعهم، بـل وأنـا تكون األساس الذي تبني عليه شخصية اإلنسان منذ طفولتـه فعـن




طريق األسرة يتعلم الطفل كيفية إشباع حاجاته، بل يتعلم أن هنـاك فرق بين الذكور واإلناث ويتعرف كيفية تنظـيم العالقـات بـين

سيين، ويحصل علي بعض الخبرات التعليمية والتدريبية لضبط الجنالسلوك، ويتزود بأهم القيم واالتجاهات، والعـادات االجتماعيـة، وكذلك فعن طريقها يحصل علي حاجاتـه األساسـية مـن مأكـل

، وملبس، مسكن وكل احتياجات الرعاية، ففي حالة المرض )تغذيه(، وهي المصدر الذي نسـتمد يجد االهتمام به لمساعدته علي الشفاء

منه الدفء واالنتماء لآلخرين، وهي مصدر األم واالستقرار النفسي . الخ.... واالجتماعي

ولذلك يجب أن تكون هناك كل الحماية والوقاية والضمانات لألسرة وهدفها األساسي هو تقديم العون والتدعيم الكامل لألسـرة

ر إمكانيتها حني تقـوم حني تؤدي وظائفها بالشكل المناسب وتطويبوظائفها في المجتمع علي النحو الذي يجب أن تكون عليه وبـذلك يصبح الدور الذي تماريه مهنة الخدمة االجتماعية دورا أساسيا في

.تحقيق تلك الوظائف والمهامويبدو لنا أن ضرورة توفر الممارسات المهنيـة فـي الواقـع

د كانت األسرة القديمـة المعاصر بمثابة ضرورة ال غنى عنها، فلقبمثابة نظام متكامل يتضمن تحقيق كل الوظائف االجتماعية، فالتعليم والعمل والتربية الدينية والحماية وتوفير األمـن مـن التهديـدات




كل هذه الحاجات كانت تتوفر عن طريق .. واالعتداءات الخارجية األسرة غير أن التغير االجتماعي المـرتبط بالتصـنيع والتحـول

السريع الذي طرأ علي الثقافة اإلنسانية احدث تحوال في وظـائف األسرة، فبعد أن كانت تتكون من األب واألم وأبنائهما وأزواجهمـا

الخ وهو ما يعرف باسم األسرة لممتـدة أو المركبـة . وأحفادهمextended family والتي ما تزال بعض آثـار لوجودهـا فـي

شعبية وبعض القبائل البدويـة وفـي المجتمعات األولي الريفية والإلي األسرة النووية التي the family structureبنائها االجتماعي

وتغيـرت nuclear familyتتكون من الزوج والزوجة واألبناء األسرة ليس في بنائها فحسب، بل أيضا تغيرت في وظائفهـا فقـد

صرة انتقال ترتب علي الحياة في المجتمع وظهور أنماط الحياة المعابعض وظائف األسرة إلي وظائف لنظم جديدة كالنظـام التعليمـي

واالجتماعية والعدالـة الداخليـة securityونظام الحماية العامة األساسية األولي في المجتمع التي عن طريقهـا يسـتمر الوجـود

:اإلنساني،فما تزال األسرة تقوم بدورها في والزوج وتنظيم اإلنجاب تنظيم العالقات الجنسية بين الزوج )1(

والتناسل لتزويد المجتمع بالعناصر الجديدة لتعويضه عمـا يفقده من أفراد الموت أو بأي سبب كالهجرة الداخليـة أو

.الخارجية




القيام بعمليات التنشئة االجتماعية والتطويـع االجتمـاعي )2(لألبناء خصوصا في مرحلة الطفولة المبكـرة والمتـأخرة

نساني في حاجه إلي الرعاية الدائمـة حيث يظل الطفل اإلفترة طويلة يتزود خاللها ألهم القيم والمعـايير والعـادات والتقاليد والعناصر الثقافية األساسية من أسـرته ويكتـب مكونات المجتمع الثقافية من خالل تفاعل الحياة اليوميـة

.داخل األسرة

حب مواجهة وإشباع الحاجات األساسية كالحاجة لألمن وال )3(واالنتماء فضال عن إشباع الحاجـات الماديـة األساسـية كالمسكن والمأكل والملبس والرعاية في أثناء المـرض أو

الخ... العجز

توفير حد معقول من التعليم والتدريب للطفل علي كيفيـة )4(التعامل مع اآلخرين عن طريق تـوفير منـاخ للتفاعـل

ج عـن االجتماعي والعالقات االجتماعية تلك التـي ينـت وهـي التـي ) األم واألب واألخوة(عالقات الطفل باألسرة

تتزايد مع خروجه من األسرة إلي الشارع ثم إلي المدريـة ثم إلي العمل بل أن كثيرا من كتاب التحليل النفي يذهبون إلي القول بأن اإلنسان البالغ الراشد يعيد في سـلوكه مـع

رحلـة الناس كل ما تعمله وما اكتسبه من خبرات أبـان




الطفولة المبكرة في سلوكه مع األم واألب وفـي عالقـة .للطفل بوالديه لصفة عامة

من كل ما سبق نستطيع أن نتفهم أهميـة األسـرة كوحـدة أساسية في المجتمع وكنظام اجتماعي له وظائف متعـددة تـرتبط بغيره من وظائف النظم األخرى ونستطيع من ثم أن نتعرف علي

رة علي القيام بوظائفها ولعل ذلك هو ما جعـل أهمية مساعدة األسلرعاية األسرة في المجتمعات لمعاصرة دور أساسي من أهداف أي نظام للرعاية االجتماعيـة سـواء فـي المجتمعـات الغربيـة أو

.االشتراكية أو النامية

تعتبر دراسة مشاكل األسرة واإللمام بطبيعتها ضرورة أولي

األسرية، ومشاكل األسرة في مجتمع تختلف عنها في لفهم الحاجات مجتمع آخر وهي تتأثر إلي حد بعيد بإمكانيات المجتمع االقتصادية واالجتماعية والثقافية وتعتبر المشكلة االقتصادية أساسـا لمشـاكل كثيرة أخرى، بل أنها تمثل من وجهة نظرنا محور جميع المشاكل،

في حياة األسرة بصـفة عامـة وللداللة علي خطورة هذه المشكلةتشير إلي أهم اآلثار المترتبة علي انخفاض الـدخل عـن الوفـاء

.باحتياجات األسرة عدم توفر األغذية إلي حد الكفاف -1




يترتب علي نقص التغذية أمراض كثيـرة منهـا األنيميـا -2والبالجرا واإلسقربوط عالوة علي الضعف العـام الـذي

بة بأمراض أشد فتكا مثل يقلل مناعة الجسم ويعرضه إلصاالسل الرئوي، ونزالت البرد المختلفة التي تؤدي إلي نتائج

.صحية وخيمه

انتشار هذه األمراض يؤدي ويساعد علي انخفاض متوسط -3حياة الفرد فضل عن تأثير انخفاض الحالة الصحية العامة

.وترديها علي نشاط الفرد ومشاركته في الحياة العامة

وت في سن مبكرة يعرض أسرهم للتفكك تعرض األفراد للم -4 .بسبب الموت

اآلثار السيئة علي عمليات نمو األطفال خصوصا أسـرهم -5 .في مرحلة الرضاعة

عدم توفر المسكن المناسب وما يترتب علـي ذلـك مـن -6 .أمراض صحية واجتماعية

قلة الدخل تدفع األسرة الستغالل أي طاقة متاحـة للعمـل -7مبكرة، كما تخرج النسـاء فيخرج األطفال للعمل في سن

التي تحتاجهن بيـوتهن وأطفـالهن وبـذا تتـأثر األدوار والوظائف واالستقرار االجتماعي كما أن لذلك أثر غيـر

.مواتيا علي نمو األطفال النفسي واالجتماعي والجسمي




اشتغال األطفال يمنعهم من التعليم، ولذا تظل نسبة األميـة -8 .يها تغيرالسائدة في المجتمع ال يطرأ عل

قد يدفع الفقر البعض إلي اإلجرام السرقة والتماس الـربح -9 .من مصادر غير مشروعة

وإلي جانب هذه المشكلة االقتصادية الكبرى توجد مشاكل :أخرى جديرة باالهتمام والدراسة مثل

سوء تصرف ربة األسرة في الدخل بسبب الجهل أو بسـبب - أ .و قلة الخبرةاألثر السيئ في بيتها كالتقليد األعلى أ

سوء تصرف الزوج في الدخل بسبب أنانيته أو عدم اهتمامه - ب .بمطالب األسرة أو عدم إدراكه ألهميتها

زيادة عدد األطفال بدرجة تعجز الوادين عن تقديم العنايـة -ج .الكافية لهم

اضطراب أحوال األسـرة الصـحية واالجتماعيـة بسـبب -د .اعتقادها في األوهام والخرافات

.سوء استغالل الرجال إلباحة تعدد الزوجات -ه .البطالة بسب شخص أو بيئي -و .دوام الشجار بين الزوجين -ز .إدمان المكيفات كالسجائر والحشيش واألفيون والخمر -ح




عدم القدرة علي فهم كيفية معاملة األطفال يسبب لهم مشاكل -ط .واضطرابات متنوعة

أن جميع برامج وخدمات الرعاية االجتماعية األسرية تهدف إلي مساعدة األفراد للتمتع بحية نفسية واجتماعية راضية وإعانتهم لمواجهة مطالب الحياة بإيجابية ومساهمتهم في المجتمع المسـاهمة الفعالة كما تعمل هذه البرامج والخدمات علـي زيـادة قـدراتهم

.ية في عمليات التكييف المطلوبةالشخصية واألسرونستطيع تصنيف هذه الخدمات المواجهة الموجهة لمقابلـة

:حاجات األسر في مجموعة من الخدمات األساسية والمكملة

خدمة إرشادية خاصة بتكوين األسرة أن االستشارات قبـل -1

.الزواج في النواحي الصحية واالجتماعية وغيرهااج في التغلب علي المشاكل الزوجية مساعدة ومعاونة األزو -2

.المختلفة وعلي تجنب االضطرابات األسرية

المساعدة في فهم سلوك ومشاكل األطفال، إرشاد اآلباء إلي -3 .كيفية تعاملهم، وتحسين العالقة األبوية




المساعدات االجتماعية، الضمان االجتمـاعي أو المسـاعدة -4 .المالية في حالة العوز

.قافية أو المهنية أو زيادة المهارةتكملة النواحي الث -5

.الخدمات الترفيهية لألسر المحرومة -6

مساعدة العاطلين في إيجاد عمل مناسب أو معـاونتهم فـي -7 .زيادة مهاراتهم

مساعدة المعوقين من أفـراد األسـرة، وتأهيـل العجـزة -8 .والمتأخرين عقليا

مساعدة األمهات العامالت في العناية بأطفـالهم فـي دور -9 .نةالحضا

.تنظيم النسل في األسرة التي تهدد كثرة األطفال سعادتها -10

العمل علي حفظ وترابط األسرة في حالة غياب الم بتقـديم -11 ).المساعدة المنزلية(خدمات

تقديم خدمات صحية في حالة مرض نقاهة المسـنين فـي -12 .أو بيوت النقاهة) الممرضات الزائرات(األسرة خدمات

ع والعمل المجتمعي عن طريق مساعدة خدمات تنظيم المجتم -1

الجماعات األهلية والتنظيمات المختلفة لمواجهـة األحـوال .المتغيرة في المجتمع والتي لها تأثير علي رفاهية األسرة




ماإلجراءات واألساليب التي ترقي إلي إدخال التعديل الـالز -2في نظام رعاية األسرة، أما عن طريق التنظيمات الموجودة

.حداث تنظيمات جديدوأو باست

األسرة من ناحيـة تتنظيم وتنسيق المجتمع لمقابلة احتياجا -3 .اإلسكان وإزالة اإلحياء الفقيرة وإعادة توطين األهالي

تعميم اإلمكانيات االجتماعية لألسرة وذلك بالتوسع في نظم -1

المختلفة خاصة المتعلقـة المعاشات والتأمينات االجتماعية .منها بحياة األسرة ومستقبلها

.تعميم التامين الصحي لألسرة -2توفير الحاجات األساسية لألسرة بأثمـان التكلفـة، فتقـوم -3

الجمعيات التعاونية التي تنتشر فـي المصـانع والهيئـات المختلفة بتوفير هذه الحاجات لألسرة بأثمـان التكلفـة أو

الكسـاء ( دور كل أسـرة ومنهـا بأثمان رخيصة وفي مق، وقيام الدولة بتحمـل مسـئولية )الشعبي الجمعيات الفئوية

أعـادة (الدعم األساسي لتوفير هذه السلع أمام المسـتهلكين .توزيع الموارد للفئات المحتاجة

إنشاء مؤسسات اجتماعية في شئون األسرة مهمتها إبـداء -4اج وكـذلك المشورة والتوجيه لكل من يتقدم إليها من أزو




العمل علي حل المشكالت التي يتعـرض لهـا الـزواج .ومواجهة أي مصادر لخلل قد تتعرض لها األسرة

إنشاء مكاتب للخدمة االجتماعية، تلحق بمحـاكم األحـوال -5الشخصية فال يحكم القاضي في قضية طالق مثل إال بعـد

بدراسـة المشـكلة ندراسة هذه القضية، فيقوم األخصائيوللتوفيق بين األزواج كما يمكن لهذه المؤسسات وبذل الجهد

أن تتدخل في حل بعـض المشـكالت أالحقـه للطـالق .وخصوصا ما يتعلق بحقوق األطفال

حتى تكـون لإنشاء مراكز للبحوث الخاصة بشئون األطفا -6هذه البحوث عامال إيجابيا في تخطيط الخدمات الخاصـة

ي كيفية تنشـئة بالطفولة ونشر ثقافة واقعية توجه األسر إل .أطفالها

تتعدد المؤسسات الحكومية واألهلية التي تقـدم الخـدمات المختلفة التي سبق الحديث عنها إلي األسرة المحتاجـة، ويختلـف حجم المؤسسات وأهدافها تبعـا إلمكانياتهـا ومواردهـا أو تبعـا

.لتخصصها وتبعيتها

یھ واالستشارات األسریةمكاتب التوج: أوال




-:تتلخص أهداف هذه المكاتب في .عالج المشاكل التي تتعرض لها األسرة وتقضي أسبابها -1تهيئة الجو العائلي السليم الذي يكفل لألطفال نشأة اجتماعية -2

.سليمة صالحة

توجيه األسرة نحو مصادر الخدمات االجتماعية المختلفة في -3 .المجتمع المحلي لالنتفاع بها

معاونة قضاة األحوال الشخصية في بحث العوامل المسـببة -4 .للمنازعات الزوجية والعائلية

القيام بالبحوث والدراسات المتصلة باألسرة والتـي تسـاعد -5علي تحديد اإلطار العم للخدمات الالزمة لها وتعمل المكاتب علي تحقيق أهدافها بأسلوبين أولهما يغلـب عليـه الهـدف

.خر فانه ذو طابع وقائيالعالجي، وأما األ

أما االتجاه العالجي فيهتم بدراسة الحاالت التي تعرض علي مكاتب التوجيه وبحيث أسبابها وتشخيصها والعمل علـي عالجهـا

.لتقديم وتوفير الخدمات المناسبة ةواتخاذ و اتخاذ الحلول الالزمواالتجاه الثاني فانه يقوم بالتوعيـة االجتماعيـة واألسـرية

عانة بوسائل اإلعالم المختلفة وإجراء البحـوث والدراسـات واالستوعقد الندوات والمؤتمرات بهدف زيادة الوعي األسري في المجتمع

.وتفادي المشاكل والمنازعات قبل وقوعها




يرأس المكتب مدير من ذوي الخبرة االجتماعية في ميـدان

ويعاونه بعض األخصائيون واالجتماعيون رعاية األسرة والطفولة .وأخصائي نفسي وأخصائي قانوني

:ممارسة الخدمة االجتماعية في مكاتب التوجيه األسريدراسة وتشخيص وعالج وتسجيل الحاالت التي ترد لمكتب -1

وذلك بتطبيق مبادئ وأساليب الفرد واالسـتعانة بجهـود تشـخيص أو األخصائي القانوني والنفسي في الدراسة أو ال

.العالجإثارة الوعي االجتماعي في البيئة بوسائل اإلعالم المختلفـة -2

عن المشكالت الخاصة باألسرة والطفولة وأسبابها وطرق .مواجهة المشاكل

تتبع المساهمة في تصميم وتنفيذ البحوث المختلفة في ميدان -3 .رعاية األسرة والطفولة

ان علي اسـتقرار تتبع الحاالت التي تم العمل معها لالطمئن -4 .توافقها ومنعا من انتكاسها

إعداد برامج دراسة لخدمة المقدمين علي الزواج توضـح -5أهمية التخطيط األسري في المجال االقتصادي واالجتماعي والتربوي ومقومات التوافق العاطفي والجنسـي وأسـلوب




السليمة لألطفال وأهم مشاكلهم وأهم خصائص األطفال في .مختلفةمراحل النمو ال

معاونة محاكم األحوال الشخصية بمحاولـة التوفيـق بـين -6 .الزوجين في حاالت الطالق

توجيه وإرشاد العمالء لالستفادة من الخدمات الموجودة في -7 .البيئة والالزمة لحل مشاكلهم

اإلشراف علي التدريب العملي إلعداد األفـراد الالزمـين -8 .للعمل في هذا الميدان

تقارير اإلحصائية الشهرية والتقـارير المساهمة في وضع ال -9 .السنوية ألعمال المكتب

family socialتدخل الخدمة االجتماعية لرعاية األسـرة

work أن مصطلح الخدمة االجتماعية األسـريةfamily social

work يستخدم اإلشارة إلي األنشطة المصممة لحماية وتقوية حياةتماعي لوظائفها مع مختلـف األسرة وتدعيمها من حيث أدائها االج

أعضائها وال يقتصر أمر الخدمة االجتماعية األسرية عند حل العمل علي الوقاية والحماية بل أنه أيضا يمتد لشمل عالج مـا تواجهـه األسرة من صعوبات أو مشكالت تهـدد اسـتمرارها فـي القيـام

.بوظائفها




ويتم تنظيم هذه األنشطة وتلك الجهود وتنفيذها عن طريـق عدد كبير من الهيئات والمؤسسات ذات الصفة الحكومية واألهليـة في مختلف المستويات المحلية واإلقليمية والقومية وتختلـف هـذه النشطة والجهود الموجهة للعمل مع األسرة في نوعياتهـا أيضـا

).التطوعية(وليس في تبعيتها الحكومية أو األهلية ف الخدمـة ويمكن أن تعتمد علي تصـنيف دائـرة معـار

فـي تحديـد جهـود وأنشـطة الخدمـة ) 1965عام (االجتماعية :االجتماعية األسرية وهي

.تقديم خدمات المساعدات لألسرة - أ .تطوير الظروف البيئية لألسرة - ب

.تقديم جهود تعليمية لألسرة -ج .البحوث العلمية واالجتماعية لألسرة -د .اإلسهام في الدراسات المهنية لألسرة -ه

والمؤسسات التي تعمل في هـذا تأن بعض الهيئاونالحظ المجال قد تتحمل مسئولية توفير كل هذه الجهود واألنشطة والبعض

.اآلخر قد يقتصر علي نشاط واحد أو بعض األنشطة اآلخري

تتباين المساعدات المقدمة لألسرى وتتعدد أنواعها فقد نجـد

لنفسي لألسرة أو بعـض أفرادهـا بينها خدمات التوجيه واإلرشاد ا




حتى تصل إلي األسلوب الناجح لتكون عالقـات أسـرية سـليمة ومناسبة، وقد تكون المساعدات تقديم العون االقتصـادي وتـوفير

وقد تتمثل في الخدمات الصـحية . الموارد واإلمكانيات االجتماعيةوالطبية واالقتصادية في نفس الوقت كما نجها في مراكز رعايـة

مومة والطفولة وتقوم الهيئات الحكومية في مصر وفي كثير من األالتـأمين ( الدول العربية األخرى وتوفير المسـاعدات االقتصـادية

وذلك عن طريـق أجهـزه محليـة ) والضمان االجتماعي لألسرةمنتشرة في المجتمعات المحلية والريفية والحضرية والبدوية وهـي

.جتماعية والصحيةفي غالبها تتبع قطاعات الشئون اال

:خدمة الفرد األسرية

علي الرغم من أن خدمة الجماعة وتنظيم المجتمع تتضمنان عداد من األهداف في مجال تقوية وتطوير وتنمية العالقات األسرية وتحسين ظروف البيئة المحيطة باألسرة وكذلك فإن كـل بـرامج

من مباشرة أو بطريقة غير مباشرة وسائل الرعاية االجتماعية تتضوأساليب وخدمات موجهة لرعايـة األسـرة إال أن خدمـة الفـرد األسرية هي الطريق التي تحتل مناهجها قدرا كبيرا من االهتمـام برعاية األسرة فعدد كبير من مؤسسات وهيئات الرعاية االجتماعية

أو تلـك التـي التي تستخدم الخدمة االجتماعية في الوقت الحالي،




تنتمي إلي المراحل األولي لنشأة مهنة الخدمة االجتماعية كجمعيات تنظيم اإلحسان في القرن التاسع عشر وحتى في الوقت الحالي، كان محور اهتمامهم هو فهم األسلوب الذي يسلك به الناس وكيف يمكن أن نكسبهم أنماط جديدة للسلوك ومحور االهتمام هذا يتحـدد فـي

فرد األسرية التي تقدمها هيئات الرعاية االجتماعيـة فـي خدمة العملها مع األفراد واألسرة، وما يزال ذلك االهتمام هـو الصـيغة

.المعاصرة للعدد من الهيئات االجتماعيةوتهتم طريقة خدمة الفرد في مجال العمـل مـع األسـرة، بدراسة وتحديد العمليات المختلفة للعالج مـن مشـكالت األسـرة

تختلف هذه العمليات وتتباين بحسب احتياجات الفرد وطبيعة وحيثالمشكالت التي يواجهها وحيث نجد أنواعها من العالج الذي يعرف باسم العالج الطويل المدى والعالج الذي يعرف باسم العالج قصير المدى، وهناك الكثير من األدوات واألساليب المستخدمة في التعامل

.مع هذه المشكالتخاصية المميزة لطريقة خدمة الفرد األسرية أنها تنظـر وال

إلي األسرة كوحدة وسواء في عمليات التشخيص أو العالج، فـإن أخصائي خدمة الفرد يسعي للوصول إلي فهم القوي المختلفة التـي

.تؤثر علي األسرة والتي قد تكون سبا في أحداث المشكلة




ت االجتماعية كذلك فغن االهتمام يركز علي دراسة العالقاالمختلفة التي ترتبط بين األفراد بعضهم ببعض داخل األسرة وآثار التفاعل بين هؤالء األفراد وحيث تجري المقابالت بين أفراد األسرة أو مع األسرة ككل عن طريق أخصائي خدمة الفرد وعدد األفـراد الداخلين في المشكلة للذين يتعامل معهم األخصائي يتوقف إلي حد

.د علي طبيعة المشكلةبعيوحتى تتمكن خدمة الفرد األسرية من التواصل إلي أحداث التغييرات في أداء األسرة ألدوارها ووظائفها االجتماعية، فإن ذلك يتطلب توفير قدر كبير من الخدمات وقد يكون من بينها اإلرشـاد،

والرعاية الطبيـة، تـوفير الفـرص ) التمويل( المساعدات النقديةيمية والبرامج الترويحية وفي أحيان أخرى قد يكون التوجيـه التعل

واإلرشاد النفسي هو فقط نوع المساعدة التـي تحتاجهـا األسـرة للخروج من المشكلة والمقابالت اإلرشادية التي تقدم فـي النـوع األخير من المساعدة قد تكون مقابالت فردية أو مقابالت لعدد كبير

كلة غير أن المالحظ أن النوع األخير بحسب نوع المش 0من األفرادmultiple-interviewing بعد ذو فائدة كبري ألنه يتيح للممارس

أن يتعرف علي طبيعة العالقات والتفاعالت بين أعضاء األسـرة .والتدخل بفاعلية هذه العالقات والتفاعالت




وتستخدم طريقة خدمة الجماعة ألغراض تعليمية في مجال ة األسرية وحيث ينصب االهتمام علي استخدامها الخدمة االجتماعي

ومن بين أنواع الجماعات التـي . كطريقة عالجية لبعض العمالءتكون وتستخدم معها مهارات وأساليب خدمة الجماعـة جماعـات اآلباء واألمهات والمقدمين علي الزواج وآباء األطفـال الصـغار

والبـالغين الذين يواجهون مشكالت مراحل النمو لدى األطفـال، المراهقين وجماعات كبار السن والعالج الجمعي يستخدم في هـذا المجال في حالة إذا كان من الصعب استخدام المقابلة الفردية وحيث

خالل المواقف الجماعية بالفرصة ) أعضاء الجماعة(يتزود األفراد كي يخبروا لتفاعل االجتماعي والذي عن طريقـه يسـتطيعون أن

.جديدة للسلوك االجتماعي يتعلموا أنماطوتستخدم مكاتب التوجيه السري واإلرشاد النفسي عددا من األساليب الفنية التي تقدم لمساعدة أولئك المقبلين على الـزواج، أو الذين يتزوجوا فعال وتواجههم مصاعب أو مشـاكل مـن أسـرهم وبؤرة االهتمام هنا هو التركيز علي المشكالت التـي تنمـو بـين

والزوجة وهدف العمل في ذلك النوع من الخدمة االجتماعية الزوجاألسرية هي مساعدة كل طرف من أطراف العالقة الزوجية علـي

.أن يقوم باألدوار االجتماعية المحددة له، والمتوقعة في العالقة




ومما يجدر اإلشارة إليه أن ذلك النوع من التوجيه واإلرشاد األخصائيين االجتمـاعين يقوم عن طريق متخصصين مهنيين من

واألطباء النفسيين والمعالجين النفسيين المعلمين المـربين ورجـال .االجتماع ورجال الدين وغيرهم

وهناك مسئوليات أخري تتحملها مهنة الخدمة االجتماعيـة عندما تعمل في الميدان األسري ومنها التعلـيم للحيـاة األسـرية

اعي بذل جهـد تعليمـي لألعضاء، وحيث يقوم األخصائي االجتملتقديم المعرفة والمعلومات حـول األسـرة والعالقـات األسـرية ومراحل نمو الشخصية اإلنسانية وتطورها والتكيـف االجتمـاعي وهذه الجهود المتعددة فقد يكون في شكل نـدوات يتحـدث فيهـا المتخصصين المهنيين في مقابالت مع اآلباء والطلبـة،وفي أنديـة

اجتماعات في اللقاءات قد تكـون صـغيرة أو الشاب وحيث تعقد .كبيرة بحسب اإلمكانات المتاحة

أيضا نستطيع اإلشارة إلي أن هناك إسهامات كبيـرة فـي مجال الخدمة االجتماعية األسرية في عمليات التعليم المهني سواء األخصائيين االجتماعيين او غيرهم من المتخصصين المهتمين بهذا

بعض هذه الهيئات االجتماعية التي تنتمي إلي المجال، وحيث تقوممجال الخدمة االجتماعية األسرية بتقديم خدمات تعليميـة للطـالب المهنيين كمراكز تدريب ومن بين هذه المؤسسات مراكز رعايـة




األمومة والطفولة وكاتب التوجيه األسري وغيرها كمراكز تنظـيم وم يعمـل بحـوث األسرة وجمعيات تنمية المجتمع وبعضها قد يق

ميدانية ويطبع دوريات علمية تفيد في التعليم المهني لألخصـائيين .االجتماعيين وغيرهم من العالمين في ذلك المجال الحيوي

ومن بين الخدمات األخرى التي تقدمها الخدمة االجتماعيـة األسرية تطوير البيئة االجتماعية وتنميتها بما يؤدي إلي تحسين هذه

ها وجعلها مناسبة لقيام األسرة بوظائفها عن طريـق البيئة وظروف لإنشاء المساكن الجديدة المناسبة وتنظيم بـرامج رعايـة األطفـا

والصغار ورعاية كبار السن ومرضي األمراض العقلية والنفسية وعلي هذا فإن جهد الخدمة االجتماعية األسرية هنا يعتمـد علـي

الخدمـة االجتماعيـة استخدام طريقة تنظيم المجتمع كمنهج فـي .يستطيع أن يسهم في تحقيق هذا النوع الخير من الخدمة األسرية

وبالطبع فإن هذه الجهود وتلك البرامج التي ناقشناها هنا عن الخدمة االجتماعية األسرية تتحملها مؤسسات ذات نوعيات متعددة منها ما يهتم توفير المساعدات االقتصادية ومنها ما يهـتم بتـوفير

خدمات نحو اإلرشاد والتوجيه األسري وحل المشكالت االنفعالية القبـل الـوالدة تلألسرة، ومنها الخدمات الموجهة لرعاية األمهـا

وبعدها ومنها الخدمات الصحية والتدبير المنزلـي أو االقتصـادي .األسري والتعليم وغيرها




child welfare

ة إلي البرامج الموجهـة نحـو يشير مصطلح رعاية الطفولرعاية الطفولة وتحسين مستواها وهو غرض اجتماعي يسعي نحوه المجتمع اإلنساني، وهو أيضا يشير إلي ممارسة الخدمة االجتماعية لتزويد األطفال بخدمات الرعاية وفي معناها العالم نجد أن رعايـة

كـز الطفولة في ذلك الجزء من نظم رعاية االجتماعية، الـذي ير ويهتم بصفة أساسية بتأمين حياة األطفال، وتحسين مستوي معيشتهم وحيث يستخدم لتحقيق ذلك عدد متباين من األدوات واألساليب تنمية الطفولة وتحسين ظروف نشأتها ولحماية الطفولة من أي أخطـار تهدد أمنها وحياتها ولتوفير الحقوق المتفق عليها والتغلـب علـي

.قد تتعرض نموها وتقدماالعقبات التي ورعاية الطفولة واحـد مـن ميـادين ممارسـة الخدمـة االجتماعية في الرعاية االجتماعية التي تهتم بتوفير الخدمات التـي من شأنها أن تقدم الحلول لمشاكل األطفال الذين لم تتح لهم فرصة إلشباع حاجاتهم االجتماعية بالقـدر المناسـب داخـل األسـرة أو

.المجتمعويمكن أن نحددها في مفهوم عام علي أنها تعني بتدعيم كافة الجهود المبذولة من اجل مواجهة احتياجات الطفولة داخل المجتمع




سواء في المستوي المحلي أو القـومي والتغلـب علـي العقبـات .والمشكالت التي تحدث تفشل في مواجهة هذه االحتياجات

ية األطفال وتتفق ومن المالحظ أن هناك اهتمام عالمي برعافي دساتير الدول والمواثيق العالمية حيث ينص علي ضمان حقوق

وبمقتضاها يمكن أن ينمو عاديا متكامال يؤدي إلي تكيفـه لاألطفاونضجه، أيضا بمقتضاه يمكن أن تحل مشكالت الطفولة المتزايـدة فالمؤتمرات التي عقدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة والتـي أدت

وغيرها تشـير إلـي ) 1959(اإلعالن العالمي لحقوق الطفل إليضرورة االهتمام بالطفولة باعتبارها بـذور المسـتقبل للمجتمـع

.ورعايتها بما يكفل حمايتها من أي ضرر أو تدمير أو استغاللوتهدف الرعاية االجتماعية للطفولة إلي تقوية وتنمية إحداث

الجوانـب الشخصـية أو تغيرات مقصودة إذا لزم األمر سواء في .البيئية لحماية الطفولة ونشأتها على الوجه الصحيح

وتتداخل أهداف رعاية الطفولة وتعتبر محصلة عدد كبيـر من التخصصات واالهتمامـات مثـل التعلـيم ورعايـة األسـرة والتشريعات االجتماعية والطب العقلي والطب النفسـي والصـحة

.يةالعامة والترويح والخدمة االجتماع social work of childrenوالخدمة االجتماعية للطفولة

هي ذلك النوع من الممارسة في الخدمة االجتماعيـة التـي يهـتم




وتصـمم social servicesبتزويد األطفال بالخدمات االجتماعية الخدمة االجتماعية للطفولة علي أساس أنها تمد األطفال بالمساعدة

عالج المشكالت االجتماعية والنفسـية في مجال رعايتهم وحمايتهمالتي تواجههم كذلك فإن التخطيط لرعاية الطفولة وتنظيم خـدماتها يدخل ضمن اإلطار العام الهتمامات مهنة الخدنة االجتماعية ويعمل األخصائيون االجتماعيون في عدد كبير من مؤسسـات الرعايـة

ومعـرفتهم االجتماعية لطفولة حيث يستفاد من تخصصهم المهني .العلمية في هذا المجال

جاء في الوثيقة العالمية لحقوق اإلنسان الذي 1984سنة في

أقرته الجمعية العامة لألمم المتحدة كثيرا من النصوص التي تشير إلي حقوق اإلنسان في الحرية والكرامة والمسكن المناسب وفرص

المتزايد بالطفولة باعتبارهـا الخ إال أن االهتمام ... التعليم والعمل صانعة المستقبل أبرز ضرورة إقرار إعالن علمي يهـتم بالطفـل اإلنساني وما له من حقوق، علي الكبار وحيث أقرته جميع الـدول في المجتمعات الممثلة في الجمعية العامة لألمم المتحدة ويحتم علي

عـاة اآلباء واألمهات والحكومات التي تعمل، علـي تنفيـذه ومرا .نصوصه في مواجهتها وتنظيمها لبرامج رعاية الطفولة




ونظرا ألهمية ما جاء باإلعالن العالمي لحقوق الطفل الذي ، وألهمية مبادئه التـي 1959قدمته األمم المتحدة في ديسمبر سنة

تعتبر في الحقيقة مبادئ الخدمة االجتماعية في رعاية الطفولة فإننا : والتي تتضمننورد هنا بعض أهم المبادئ

ينبغي أن تمتع الطفل بكافة الحقوق الواردة في هذا البيـان -1وهذه الحقوق مقررة ومن حق األطفال دون استثناء أو تمييز بسبب النصر أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي

.الخ أو أي وضع آخر له أو ألسرته...أو الطبقة االجتماعية ية خاصة وتتاح له الفـرص كـي يجب أن تتوفر للطفل وقا -2

ينمو نمـوا طبيعيـا مـن النـواحي الجسـمية والنفسـية .واالجتماعية

يجب أن يكون للطفل ومنذ ميالده الحق في أن يعرف باسم -3 .وجنسيته

يجب أن يتمتع بمزايا الضمان االجتماعي وينبغي أن توفر له -4وألمه الرعاية والوقاية قبل والدته وبعدها وله الحـق فـي

.ذية الكافية والمأوي والترويح والعناية الطبيةالتغ

يجب توفير فرص العالج الخاص والتربية المالئمـة التـي -5 .تقتضيها حالة الطفل المصاب بعجز بسبب عاهة أو مرض




ينبغي ان يحصل الطفل علي الحب والتقدير والفهم بقدر ما -6تسمح بـه الظـروف وأن ينمـو تحـت رعايـة أبويـة،

كون له شخصية متكاملة متزنة وأن يعيش ومسئولياتهما كي تفي جو من الحنان يكفل له األمن والرعاية الكافية لألطفـال

.المحرومين والذين ال يتوفر لهم مستوي مالئم للمعيشة

للطفل الحق في الحصول علي وسائل التعلـيم اإلجبـاري -7 .المجاني في المراحل اإللزامية على األقل

فـي حالـة وقـوع كـوارث يجب أن يكون للطفل األولية -8المقصود باألولوية في الحصول علـي اإلعانـة واإلغاثـة

.الوقاية عند وقوع الكارثة قبل البالغين

هذه ويورد اإلعالن العالمي لحقوق الطفل الكثير من المبادئ التي جب أن يسترشد بها كل العالمين في مجال رعايـة الطفولـة

.جتمعوكذا واضعي السياسة االجتماعية في أي م

تمارس الخدمة االجتماعية في مجاالت رعاية الطفولة فـي إطار عدد كبير من المؤسسات التي قد تكون أجهزة حكومية وأهلية أيضا شبيهه بنوع األجهزة التي تتعامل مع مجال رعايـة األسـرة

تـدعيم واسـتكمال أو وخدمات رعاية الطفولة مصممة من أجـل




اإلنابة عن الوظائف التي فشل الوالدان في تأديتها وتحسين أحـوال .األطفال داخل أسرهم أو خارجها

ويمكن أن نقدم وجهة نظر محددة في الخدمة االجتماعيـة -:لرعاية الطفولة وتتحدد المهنية فيها من خالل

المساعدات االقتصادية لألسر التي لديها أطفال - أحالة عجز عن تـوفير االحتياجـات األساسـية وتكون في

لمواجهتها، ولعل ما سبق عرضه في مجال رعاية األسـرة قد أوضح لنا أن من بين برامج الخدمة االجتماعية بـرامج

.والخدمات البيئية ةتوفير المساعدات االقتصاديوليس من شك في أن هناك عدد كبير من األطفـال الـذين

ى اقتصادي مـنخفض ال تسـتطيع أن يعيشون في أسر في مستوتوفر لهم أسرهم إشباع ومواجهة بعض االحتياجـات كالمأكـل أو الملبس أو المأوي الصحي المناسب كما يعكس أثـرا سـيئا علـي النواحي الصحية االجتماعية واالنفعالية لألطفال سيئا علي النواحي

جد ان الصحية االجتماعية واالنفعالية لألطفال وعلي هذا األساس نمعظم قوانين الضمان االجتماعي تتضمن توفير أنواع مختلفة مـن المساعدات االقتصادية لألطفال وأسرهم كذلك فإن كثير من نظـم وتشريعات التأمينات والضمان تشير ألي حق األرملة ذات األنبـاء واألطفال الذي مات عنهم أبوهم في الحصول علي أنواع مختلفـة




ية كذلك أولئك الملتحقين بالنظم التعليميـة من المساعدات االقتصادويكشـف تحليـل نظـم المسـاعدات ةفي سنوات الدراسة المختلف

االجتماعية والضمان االجتماعي في كثير من الدول العربية عـن االهتمام الجدي وتوفير الرعاية والحماية لهـذه الفئـة مـن أبنـاء

.المجتمعأته في بيئة فقيرة أو ان اآلثار المترتبة علي ميالد الطفل ونش

أسرة محرومة تتضمن وجود فـرص متزايـدة للتخلـف العقلـي ومستوي منخفض من الصحة العامة للجسم وكذلك تخلف الصـحة العقلية فضال عن وجود مستوي منخفض مـن الصـحة النفسـية والحالة االنفعالية وعدم استعداد للدخول في النظام التعليمي والعزلة

مليات التنشئة االجتماعية والتطبيع االجتماعي والسلبية وانحراف عويعكس، أثر سيئا علي التوافق الدراسي واالجتماعي فـي الحيـاة األمر الذي يستوجب معه توفير برامج للرعاية االقتصادية لألسرة والطفل وفي هذا النوع من الخدمة فإن طريقة خدمة الفرد تكون من

ماعية للعمل مع األطفـال أنسب المناهج والطرق في الخدمة االجت .واألسر المحرومة

:الرعاية المركزة لألمومة والطفولة -بللوصول إلـي مسـتوي متقـدم مـن الرعايـة الصـحية واالجتماعية واالقتصادية لألم وللطفل فإن نظام الرعاية االجتماعية




قد تضمن نوعا مميزا من الخدمات المقدمة في هذا المجال وهـو حكومية وأهلية يتضمن جهودا مبذولة مقدمة يقدم عن طريق هيئات

من عدد من المتخصصين علي رأسـهم األخصـائي االجتمـاعي والطبيب وبتوفير موارد وإمكانيات اجتماعية واقتصادية تسـتطيع هذه الخدمات ان تصل إلي الطفل وألي األم عن طريق مؤسسـات

كون تعرف باسم مركز رعاية األمومة والطفولة وفي هذه المراكز يالتعاون مطلوبا بين عدد من نظم الرعاية والتخصصـات المهنيـة كالطب، والتمريض، الرعاية والرفاهيـة االجتماعيـة وتتضـمن الخدمات بالمجان لألسر الفقيرة والمحرومة المحتاجـة وتتضـمن الخدمات مراكز للوالدة حيث تتردد الم الحامل طوال فترة الحمل،

معونة مادية ، في شكل عيني أو وتحصل علي مساعدة اقتصادية ومادي كذلك فإن المركز يقدم خدمات الوالدة المجانية بعد أن تم فترة الحمل ومتابعة الحالة الصحية لألم المنزل عن طريق الممرضـة الزائرة مما يتيح متابعة نمو الطفل طبيعيا كذلك تقدم خدمات الخدمة

ة المبكرة وقبل دخول االجتماعية الرعاية لألطفال طوال فترة الطفولالمدرسة وتعمل هذه المراكز للوقاية من أمراض الطفولة وتـؤدي ألي خفض معدل وفيات األطفال الرضع في السنوات األولي مـن

. العمل




الخدمات الموجهة لألطفال المعوقين وذوي العاهات -جوذلك النوع من الرعاية يهتم بتوفير برامج الخدمات الطبية

تجميلية، وكذلك توفير فرص التأهيل الطبي والعـالج والجراحية الالداخلية في المستشفيات طوال فترة ةالطبيعي بد الجراحة أو الرعاي

العالج، والعالج النفسي، والخدمات االجتماعية، والنفسية والتزويد باألجهزة التعويضية لألطفال المعوقين بسبب األمراض المزمنة أو

تستهدف إعادة تأهيل وتوزيـع القـوى العاهات، أن هذه الخدماتـ ةالمتبقية لدي المعوق والتعامل مع اآلثار التي نتجت عـن العاه

سواء كانت في شكل قصور في إمكانياته أو إصابته بآثار نفسية أو جسمية سيئة وتتضمن أمراض القلب المزمنة والمكفوفين وفاقـدي

مـراض ألحد األطراف أو كلها ومرضي األالسمع وحاالت البتر العقلية لفئات الضعف العقلي وبالطبع فإن المناهج المستخدمة فـي التعامل مع هذه الفئة تتضمن تدخل عدد كبير من التخصصات مثل

والمعالجين النفسيين والمدربين المهنيين وأخصائي العـالج ءاألطبابالكالم أو العمل مع فاقدي األبصار وأخصائي العالج الطبيعي فمن

الخ وهي أعمال تتضمن تدخل فريق مـن ... الج الطبيبينهما العـ ةالعمل الخارجي أو ما يسمي العالج لمواجهة الجوانـب المتداخل

.الخ...للمشكلة اجتماعيا ونفسيا وفيزيقيا




foster care نجد أن هناك أطفال ال يمكن أن يعيشوا مع أسـرهم أو ال

ق ومن بين هذا النوع من األطفال نجد توجد لهم أسرة علي اإلطالاأليتام الذين بال أقارب، واألطفال مجهولي النسب الذين ال يعـرف لهم أبا، واألطفال الذين ال يمكن أن يقـدم لهـم آبـاءهم الحمايـة والرعاية بسبب اإلصابة بالمرض أو السجن أو الذين قد يتعرضون

هم وكـل األطفـال لمخاطر نتيجة لوجودهم مع آباء يسيئون معاملتالذين يدخلون تحت هذا التصنيف يكونون بحاجة إلي إبداعهم فـي مؤسسات اجتماعية توفر لهم الرعاية البديلـة وتحتـاج المؤسسـة االجتماعية التي تقدم الرعاية اإليوائية البديلة عن األسرة إلـي أن تتعرف على الطفل معرفة كافية ألن تقدم له نوع الرعاية المناسب

هم األخصائي االجتماعي في المؤسسات في عمليـات دراسـة ويسوفهم خصائص وتحديد نوع الرعاية البديلة المناسبة كذلك تتيح هذه الطريقة مساعدة الطفل لتقبل نوع الرعاية البديلة المقدمة وخصوصا خالل المرحلة األولي من إبداعه في المؤسسة حيث يمـر الطفـل

النفسي نتيجة لتغير البيئـة التـي بمرحلة صعبة من التوتر والقلق .يعيش فيها

وهناك نظم متعددة للرعاية اإليوائية منهـا نظـم الرعايـة المؤسسية أي إلحاق األطفال بعد اختيارهم في مؤسسات إيوائيـة،




ومنها أيضا إلحاقهم بأسر بديلة تقوم بالرعاية بـدال عـن أسـرهم ي يعمـل فـي الـذ يالحقيقية وفي النوع الثاني نجد أن األخصـائ

المؤسسة االجتماعية يقوم بدور هام في اختيـار األسـرة البديلـة وتحديد ما إذا كانت األسرة مناسبة كذلك تعطي المؤسسة اهتمامـا

لظروف األسرة االقتصادية واالنفعالية ونوع البيئة التي توجد فيها، ومستوي الجيرة والمستوي التعليمي والمعتقدات الدينية ومن هـذا

لنا مدى أهمية وضرورة توفر المهارات المهنية المتخصصة يتضح للرعاية البديلة سواء من حيث إتاحة الفرصة للطفل كي ينمو فـي

.أسرة مناسبة وكي يربي هو ونشأ في مستوي مناسبويمكن لألخصائي أن يسهم بدور فعال في إيجـاد التكيـف

العالقـات والتوافق بين الطفل وبين األسرة البديلة إليجاد نوع مناالجتماعية الطيبة وأن يعمل علي حل الصعوبات والمشكالت التي قد توجد في أي أسرة وعادة ما ينقل الطفل إلـي األسـرة البديلـة الجديدة ما يكون قد اكتسبة من عادات واتجاهات ومشاعر وسلوك مرتبطة بأسرته األصلية التي جاء منها وعلى األخصائي أن يساعد

ل هذه المشاعر واالتجاهات فـي البدايـة وتفهـم األسرة علي تقبعواملها وأسبابها ثم العمل علي تعديل الجوانب السـلبية وإعـادة

.تأهيل الطفل اجتماعيا مع البيئة الجديدة




ولما كانت الغالبية العظمي من حاالت الرعاية في األسـر البديلة تعود إلي أسرها األصلية بعد ذلك فغن األخصائي يجـب أن

باستمرار علي أن تظل عالقة الطفل بأسرته الطبيعية قائمـة يعملعلي االحترام والحب وأنها رغم وجود الطفل في أسرة أخـري إال أنها ما تزال مسئولة عن طفلها وهذا يتطلب أيضا التعاون والعالقة

.الطيبة باألسرة البديلة

adoption يتضمن نوعـا وذلك النظام من الرعاية االجتماعية للطفولة

آخر يختلف عن الرعاية البديلة في نظام األسر البديلة فالطفل يودع هنا في أسرة بديلة تنظر إلي الطفل باعتبارها أبنا لها وعضوا دائما في األسرة والتبني نظام ومنهج وأسلوب قانوني اجتمعـي نفسـي ية بمقتضاه يتم إيجاد أسرة لهؤالء األطفال الذين فقدوا أسرهم الطبيع

الحقيقية أو الذين ال يمكن أن تستمر حياتهم مـع أسـرهم بسـبب ظروف قهرية أو الذين يولدون بال أسرة شرعية ويتم التبني عـن طريق نظم قانونية وبموجب حكم قضائي فـي محـاكم األحـوال الشخصية وعن طريق ذلك النظام يتحول الطفل مجهول النسب او

ويقوم األخصائي أسرة جديدة إلي عضو دائم في) والديه( الذي فقدبدور هام في عمليات التبني سواء من حيث األسرة المتبنية، أو من حيث الطفل المتبني في مرحلة االختيار أو مرحلة المتابعـة حتـى




فإن التبني وبالطبع . يضمن االستقرار والتكيف النفسي واالجتماعيعمـار قد يكون ألطفال حديثي الوالدة أو األطفـال مـن ذوي األ

الهيئات االجتماعية والدراسات العلمية في المختلفة وأن كانت بعض هذا المجال قد كشفت أن التبني إذا تم في مرحلة مبكرة جـدا مـن

قد يتيح نموا طبيعيا نفسـيا عمر الطفل يكون أفضل من حيث أنه واجتماعيا له، بدال من ان يظل الطفل يعاني من ذكريات وخبرات

تبني إذا كان تبنية قد تم بعد فترة من معيشته مـع مرحلة ما قبل الوتجـدر أسرته األصلية أو مع أي أسرة في مؤسسة بديلة أخرى،

اإلشارة ألي أن مثل هذه النظم منتشرة فـي المجتمعـات الغربيـة األوروبية واألمريكية ولم تدخل إلي المجتمعات اإلسالمية إال فـي

.لتشريعيةوقت قريب وحيث تواجهها بعض الصعوبات ا

unmarried mother وذلك النوع من الرعاية على جانب كبير من األهمية وإذا لم يكن منتشرا في المجتمعات العربية بسبب كثير من العادات والتقاليد والثقافة والدين حيث تمثل مجموعة من المقومات األساسية للحد من

غير الشرعيين ويغلب انتشاره في بعض المجتمعات ظاهرة األطفالالوروبية واألمريكية التي تسمح بل وتحتم ضرورة توفير بـرامج لخدمة ورعاية وإشباع احتياجات األم غيـر المتزوجـة ورعايـة وحماية طفلها واألم غير المتزوجة كثيرا ما تلجأ إلي الهروب مـن




دة األقارب أو األهالي مجتمعها األصلي خوفا وقلقا وللبعد عن مطاروقد تلجأ إلـي تـدمير نفسـها (لها أو تجنبا للوم وتأنيب أو عقاب

وتدمير الجنين باالنتحار أو تقتل الجنين الطفل عقد والدته مباشـرة ولما كان الطفل في حاجـة ) أو تركة في الشارع أو األماكن العامة

هيئـات فـأن ال ) الوالـدين (إلي حب األم وشعوره بانتماء إلى أحد االجتماعية التي تنظم مثل هذا النوع من الخدمات تسعي غلـي أن تشجع األم غير المتزوجة علي البقاء إلي جانب الطفل إلي أن تقرر ماذا ستفعل بشأنه وتحتاج األم، والطفل في هذا النوع من الخدمات إلي رعاية مركزة من جانب أخصائي خدمة الفرد للتوجيه واإلرشاد

ب الخطط الشارة، التي قد تضـعها األم فـي بعـض النفسي لتجناألحوال التقاء النظرة التي ينظر بها المجتمع إلي ذلك الطفل أو إلي

.أمه

Guardianship هذا النوع من الرعاية ينصرف إلي توفير نوع من الحماية القانونية لألطفال في حالة وفاة الوالدين أو فقد القدرة علي رعايـة

ء أو فشل في ذلك الوصي هو بديل عن الوالدين، ولكنه لـيس األبنامسئول أمام القانون في رعاية الطفل وتنتهي الوصـاية بوصـول الطفل إلي سن الرشد أو الزواج وفي حالة وفاة األب فغن األم هي الوصية الطبيعي للطفل وأحيانا يوصي بـبعض األوصـياء كـأن




ـ يكونوا أصدقاء لألسرة أو اك بعـض الموظفـون أقارب لهـا هنالعموميون الذين يمكن أن يكونوا بمثابة أوصياء وهناك أيضا بعض األوصياء علي األطفال خصوصا ضـباط المراقبـة االجتماعيـة القضائية علي األحداث الجانحين ومن الضروري أيضا فـي هـذه األحوال الخاصة بالوصاية من دراسة خصائص وظروف الوصي

.الوصايةقبل اتخاذ قرار الحق في

children in institution وهذا النوع من الرعاية االجتماعية للطفولة يقـدم الرعايـة للطفولة هي مؤسسات اجتماعية ويعتبر امتداد طبيعيا لبيوت الرعاية التي ظهرت في القرن التاسع عشر ويتطلب ذلك النوع من الرعاية

تكيف والتوافق مع عدد كبيـر مـن األطفـال أن يحاول الطفل الاآلخرين في جو مناخ المعيشة في المنزل ويصـبح الطفـل هنـا نموذجا ألطفال المؤسسة حيث يوضع في قالب موحد من غيره من

) األطفـال (وحيث يفقد األشـخاص institutionalizedاألطفال فرديتهم المتميزة لخضوعهم لنظم موحدة وأسـاليب متميـزة فـي

أكل والملبس ونظم التعليم أو التدريب والحياة في المؤسسة تفقد المالحياة االجتماعية األسرية معناها، فهي تتطلب تنظيما روتينيا بعيدا

.عن الحب واالنتماء والفردية التي تتميز بها الحياة األسرية




وعلي الرغم من هذه الجوانب السلبية للرعاية المؤسسية فإن تي تبذل اآلن تحول تحسين الرعاية االجتماعية كثيرا من الجهود ال

لألطفال في المؤسسات اإليوائية والرعايـة الجسـمية، والنفسـية والتغذية وسيادة في جو من الحنان والتفاعل الجمـاعي بواسـطة

لتوفير نظم تجمع بين الرعايـة أخصائيين مدربيين في هذا المجال ي كل كوخ يوجـد في المؤسسة واألسرة إلي عدد من األكواخ، وف

الذين يعيشـون ) الذكور واإلناث( لعدد صغير لجماعة من األطفاوبدال من المعيشة ) أم وأب للكوخ( تمع زوجين من اآلباء واألمها

في العنابر الكبيرة وصاالت الطعام الضخمة فان الكوخ يضم بحيث تحتوي الحجرة علي سريرين أو ثالثة أو أربعة وقاعـة صـغيرة

المعيشة بحيث تقترب من المناخ الذي يكون داخـل للطعام وتكونأى أسرة عادية وتوجد في مصر تجربة رائدة لهذا النظام هي مـا تعرف بقربة األطفال التي تم أنشاؤها برعاية هيئة عالمية تعـرف

والتي قامت بغنشاء عدد من القري لرعاية األطفـال ) S.O.S(باسم .في بعض بلدان الشرق األوسط

ية األطفال فئات منها الذين ال يمكن ألسـرهم وتتضمن رعاأن ترعاهم بسبب مرض الوالدان مرضا خطيرا أو مزمنا، ويكون األطفال في حالة ارتباط انفعالي شديد بأسرهم ويرفضون الرعايـة في أسرة بديلة وكذلك األطفال الذين يعانون من مشكالت نفسية أو




في أسـر بديلـة جسمية أو عقلية خطيرة بحيث ال يمكن وضعهم ويحتاجون إلي رعاية مكثفة ومالحظه مستمرة مهنية متخصصـة، وفي بيئة يكونوا فيها تحت المراقبة والعالج الدائم ألطفال وكبـار السن المارقين من سلطة والديهم أو أسرهم، الطبيعية والـذين قـد

.يهربون من أي أسر بديلة قد يضعوا فيهاين الذين يمكن أن يسـتفيدوا وأيضا األطفال البالغين المراهق

من الخبرات الجماعية التي تتيحها المؤسسات االجتماعية لفتـرات .محدودة ومؤقتة

وقد يكون اإليداع في مؤسسة إيوائية، أسهل من اإليداع في أسرة بديلة الن ذلك ال يهدد العالقة او المكانة االجتماعية لألسـرة

الرعاية المؤسسة يتطلب لدى الطفل والوصول إلى نتائج مناسبة في توافر رعاية جيدة واستقبال حسن للطفل في المؤسسة يقـوم علـي

مناخ المنزل وحيث يلحق الطفل هالصداقة والحب يشب أساسهمناخ بجماعة صغيرة مثل نظام األكواخ، ويجب أن يتوفر في هذا النظام

والتدريبيـة -التعليميـة -موارد وإمكانيات للرعايـة الترويجيـة .هنيةوالم

وهناك إلي جانب ذلك عدد كبير من أنواع الخدمات األخرى التي توجه لرعاية الطفولة كدور ومراكز الرعاية النهريـة ودور

Day nurseries and child careالحضانة ورياضة األطفـال




centers هي رعاية مؤقتة تقدم لألطفال بـين سـنتين وخمسـةالممارسة التي قد ال تكون خالل فترة) ما قبل سن المدرسة(سنوات

الم موجودة فيها بالمنزل بسب خروجها للعمل، خصوصا بعد تزايد وتلك التي تأخذ ةظاهرة خروج األم للعمل في المجتمعات الصناعي

طريقيها نحو التحضر، وهذه المؤسسات هي مؤسسات تعد لمرحلة Educational institutionalالمدرسة بعد ذلك وتعتبر مؤسسات

system وهو يقدم لمرحلة طفولة ما قبل المدرسيةpreschool

children كذلك هناك خدمات األطفال في المدارس. وقوانين حماية األطفال من التشغيل والعمل فـي األعمـال

.الضارة بنموهم الجسمي أو النفسي أو االجتماعي أو العقلي هذا ويمكن أن نشير إلي احد التصنيفات الحديثة لخـدمات

.رعاية الطفولة وهو ينقسم إلي خدمات تدعيميه ومكملة وبديلة

وتتمثل هذه الخدمات الخط الدفاعي األول وهي تقدم لألسرة وتهدف لتخفيف حدة التوتر الناشئ فـي العالقـة بـين الوالـدين واألطفال، وعلي سبيل المثال نجد خدمات عيادات توجيه األطفال،

تعمل علي تعديل عالقة الطفـل بالوالـد وصـوال للتكيـف التي االجتماعي والنفسي، وخدمات مؤسسات رعاية األسرة التدعيميـة

ةالو الدي االتي تقوي من قدرة الوالدين علي االضطالع بمسؤولياته




وفي مثـل تلـك بطريقة أكفأ وكذا مؤسسات حماية ووقاية الطفولة وخدمة الجماعة للعمل علي المؤسسات يعمل أخصائيو خدمة الفرد

تحقيق األهداف المرجوة، وقـد يعمـل أخصـائي خدمـة الفـرد باإلشراك، مع غيره من المتخصصين كالطبيب النفسي، كذلك يمكن أن تساهم طريقة تنظيم المجتمع بدورها في هذا النوع من الخدمات من خالل تعبئة اإلمكانيات الموجودة في المجتمع من أجـل تقـويم

.الظروف أو العوامل التي تؤثر في عالقة الوالدين بالطفلوتعديل

وهي خط الدفاع الثنائي لرعاية الطفولة وتتمثل في شـكل برامج تأمين أو مساعدات مالية للمحافظة علـي اسـتقرار داخـل األسرة ومساعدات أخري كبرامج الرعاية النهارية وهذه الخدمات

جزء من الوظيفة أو المسئولية التي يؤديها الوالدان تقدم بحيث تكون فالخدمات المكملة تدخل كجزء من التكوين االجتمـاعي لألسـرة بعكس الخدمات التدعيمية التي تمارس بدورها من خارج التركيب

.االجتماعي لألسرةوتقدم الخدمات المكملة حينما يتعطل الدور الوالـدي عـن

تيجة للوفاة أو الميالد غير الشرعي أو تأدية وظائفه بصفة مؤقتة كنالهجرة أو الطالق وفي هذه الحالة تدخل الخدمات التكميلية لمواجهة

.الخلل الذي يحدث في عالقة الوالدين بالطفل




إذا فشلت األسرة الطبيعية أو حدثت أي ظـروف أخـري

ع األسـرة حالت دون استمرار الطفل في أسرته الطبيعية كتصـد المؤدي إلي الحرمان أو وجود أطفال بال أسرة للكوارث والحروب واليتم وعجز اآلباء عن القيام بدورهم ووجود أطفال غير شرعيين

األحوال التي تفرض علي الطفل الحرمان من األسـرة في كل هذه الكاملة بسبب عدم الوجود الساري لألبويين أو لفشل الوالدين فـي

اجات األطفال األساسية نجد من الضروري الحاجة تلبية وإشباع حإلي استخدام خط الدفاع الثالث الرعاية االجتماعية لألطفال وهـي هنا تعتبر من أنواع الرعاية البديلة وفي غالبها تأخذ الشكل القانوني كما في حاالت سلب الوالية أو اإليداع مؤسسات اجتماعية أو التبني

.والرعاية لدي أسر بديلة في حضانات دائمة أو مؤقتة




الفصل الرابع عوامل منو خدمة اجلماعة

وهناك مجموعة من العوامل أسهمت بدورها في تاريخ نمو خدمة الجماعة وهى عوامل متداخلة يؤثر كل منها في األخر ويتأثر به وإذا كنا سوف نعرضها مجزئه فالغرض من ذلك هو الدراسـة

:فقط وهذه العوامل هي

:یع وآثاره االجتماعیة والنفسیةالتصن: أوال :لقد كان لحركة التصنيع آثارا اجتماعية ملحوظة من أهمها

:مشاكل التغير االجتماعي مثل) أ(ظهور األحياء الفقيرة وانتشار األمـراض الصـحية بـين -1

سكانهاهجرة المزارعين من الريف إلى المدينة التـي ازدحمـت -2

بالسكانية في األسرة وخروج المرأة تغير أنماط العالقات االجتماع -3

.لميدان العملولقد أدي هذا إلى ظهور مؤسسات اجتماعية جديدة لتقـويم بوظائف وخدمات إلى جانب المؤسسات القديمـة التـي عـدلت




–نعنـي الوظيفـة (وظائفها في مواجهة المجتمع الصناعي الجديد .)البرامج الخدمات-الفلسفة

كات العملية واالتحادات كذلك نتج عن هذا بداية ظهور الحراألهلية التي أنتجت فلسفه الخدمة الذاتية ليس من اجل تحسين األجر وتخفيض ساعات العمل فقط بل من اجل تقديمه الخدمات الثقافيـة

.لتعليم وإقامة المعسكرات الصيفية

:ركة الھجرة الخارجیةح :ثانیالقد أدت هجرة السكان من أوروبا وسـائر البلـدان إلـي

اليات المتحدة األمريكية إلي ظهور بعـض المؤسسـات التـي الوأقامتها للمهاجرين الجدد لمساعدة أنفسهم مثل كثير من المنظمـات والمحالت ومراكز الجيرة حيث كان اسـتخدام شـعارات العمـل االجتماعي وأخدم نفسك وكلها منظمات تقوم علي التطوع أما مـن

من اجل تقـديم خـدمات اجل تحسين أحوال المتطوعين أنفسهم أو وتحسين أحوال الغد

:حركة الترویج والكثافة والمرشدات :ثالثاإن حركة الترويج تعتبر من الجذور الحيوية لخدمة الجماعة خاصة وأنها حركة اجتماعية كانت مرتبطة ارتباطا وثيقـا بكفـاح النقابات من أجل تحديد ساعات العمل المراهقة إذا فتحـت منافـذ




ات الثقافية والتعليمية وأنشأت مالعـب ألطفـال فـي جديدة لخدم .األحياء الفقيرة وإقامة المعسكرات الصيفية وحمامات السباحة

ومعظم هذه األنشطة كانت تقدم فـي جماعـات اختياريـة وظهر االهتمام بالتفاعل الجماعي لدرجة أن أصبح سـائدا آنـذاك

رسمي باعتبارها النظر إلي خدمة الجماعة والترويج والتعليم غير ال .مترادفات

ولقد بدأت خدمة الجماعة كجسـم غريـب فـي الخدمـة االجتماعية التي تمت من جمعيات اإلحسان والتي تمسكت باالتجاه

المنظم في االهتمام بالفرد وبالقوة الداخلة المؤثرة فيه

:أھمیة طریقة العمل مع الجماعات أو الوسـائل تعتبر طريقة العمل مع الجماعات أحد المناهج

التي يستخدمها المجتمع لتحقيق تغير مقصود سواء للفرد أو بالنسبة والتغير التلقائي طبيعة الحياة ويتم بصورة مستمرة . للمجتمع نفسه

،أما التغير المقصود فهو التغير الذي يوجه مسار الحياة بصـورة .محددة األهداف وتخطيط مقنن وبإيقاع سريع أو أسرع

طريق الجماعات له تأثير اكبر علي أعضـائها والتغير عن أكثر من االتصال بهم كأفراد ،ويتفق ذلك أيضا مـع المجتمعـات حيث يكون تأثير الجماعات على المجتمع أقوي من التـأثير علـى

إفراده عنه بوسائل االتصال أو اإلعالم المختلفة




والجماعات اإلنسانية في زيادة مستمرة مع التغير الحضاري فلم نعد جماعـة األسـرة هـي وحـدها .تمر به المجتمعات الذي

الجماعة ألكثر تأثيرا علي اإلنسان بل أصبحت هنـاك جماعـات كثيرة تلعب دورا هاما في حياته وحيـاة المجتمعـات كالجماعـة التعليمية وجماعة األصدقاء والجماعة الدينية والجماعة السياسـية

جماعة االقتصادية وجماعـة والجماعة النقابية وجماعة الهواية والالخدمة العامة كل هذه الجماعات وغيرها أصبحت تتطلـب مـن

واءمة بينها وبينـه اإلنسان تشكيل عالقاته بها وفي نفس الوقت الملمقابلة احتياجاته ومواجهة مشكالته وبالتـالي تصـح ،بينه وبينها

طريقة العمل مع الجماعات ضرورة من ضروريات الحياة والتقدم أدركنا أن التقدم اإلنساني يواكبه عادة رفاهية وفـي نفـس إذا ما،ف

الوقت تحدى مستمر لإلنسان سواء فـي المجتمعـات الريفيـة أو الحضرية أو البدوية إلمكاننـا تقـدير أهميـة عمليـات التوافـق

ومع الزيادة المستمرة فـي .االجتماعي التي تطلبها طبيعة العصر التجاه نحو تقدير كرامة اإلنسـان حجم السكان وبروز القوميات وا

وحريته وخاصة في المجتمعات النامية أصبح األمر يتطلب إيجـاد من التعبير والمساهمة فـي -كل فرد–أنظمة جماعية تمكن الفرد

التنمية مع هذه األنظمة الجماعية لتحقيق احتياجات أساسية لإلنسان .في التنمية باعتباره أداة وغاية التقدم ، وبمعنى آخر مشاركته




لكل أفراده –والمجتمع المتقدم هو المجتمع الذي يحق ألفراد المشاركة في التنمية وقد أصبح ذلك عسيرا بدون وجـوده فـي –

فالعمل مع الجماعات لـم .جماعات وانتمائه إليها يعمل من خاللها يعد يعنى فقط مساعدة الفرد علي اكتساب قدرة اجتماعية عن طريق

ضا مساعدة الجماعة ككيان لتمكينها من أداء مجتمعي الجماعة بل أيوفي ضوء ما ذكر يمكن تلخيص أهميـة طريقـة العمـل مـع

:الجماعات وخاصة في المجتمع الحديث في التالي أنها أصـبحت منهجـا للتغييـر االجتمـاعي المقصـود -1

التغيير الذي يعتمد .والمرغوب فيه لكل من الفرد والمجتمع هم بقصد زيادة سرعته وتطويع مساره؟علي الناس أنفس

أنها وسيلة أساسية لنقل ثقافة المجتمع من جيل إلى جيل مع -2أسهامها في تنقية هذه الثقافة لكي تضئ التقدم االجتماعي للمجتمعات اإلنسانية وال يمكن أن يتحقـق ذلـك إال عـن

طريق الجماعات وتواصلها في المجتمعممارسة الحياة الديمقراطية أنها أسلوب يساعد اإلفراد علي -3

في التعبير عن نفسه وتقريـر ويستمتع من خاللها بحريته وكلما زادت سرعة االتصال وتعقـدت مشـاكل .مصيره

المجتمع يصبح من المحتم أن نجد طريقـا لجعـل العمـل كـذلك اسـتخدام .الجماعي مصدرا ووسيلة لتحرير الفرد




لوا إلي أقصى الجماعة كوسيلة لمساعدة األفراد علي أن يص قدر ممكن من النمو

الطريقة للفرد فرصا الكتساب المهارات المختلفة ئكما تهي -4واكتساب المهارات .سواء أكانت مهارات ذاتية أو اجتماعية

عن طريق الجماعـات يقسـم غالبـا بسـرعة تعلنهـا ، .وارتكازها علي الوسائل الغير مباشرة في عملية التعلم

وتقة التي يتفاعـل مـن خاللهـا تمثل الجماعات أيضا الب -5اإلنسان وطريقة العمل مع الجماعات بجانب كونها تساعده علي تنمية قدرات اجتماعية فهي أيضـا أسـلوب يسـاعد الجماعة وأعضائها علي تحقيـق مصـالحهم االقتصـادية

واالجتماعية؟وعن طريقها يزود الفرد بالقيم االجتماعية التـي تتطلبهـا -6

خرين، حدث أن هـذه القـيم تشـكل ممارسة حياته مع اآلمتطلبات اجتماعية بدونها ال يسـتطيع الفـرد أن يسـاير

.المتغيرات الذاتية أو االجتماعية وهي كذلك أداة هامة الستثمار الفرد ألوقات فراغـه فمـا -7

يعود عليه بالنفع والفائدة خاصة بالنسبة للجماعـات التـي مثل هذه تمارس أنشطة ترويجية أو التي تتضمن برامجها

.األنشطة




:فلسفة طریقة العمل في الجماعاتيقصد بفلسفة طريقة العمل مع الجماعات المعـايير التـي تستمدها هذه الطريقة في عملها والتي تسـتمدها مـن التفسـيرات الموضوعية المستندة علي المنهج العلمي الذي يتبين في الظواهر

يبحث عـن صـورة المعقدة عناصرها البسيطة وقوانين تركيبها والكيفية أو ماهيتها أي صورة الطبائع وقوانينها ؟فالعلم ليس مجـرد

. أفكار نظرية مثالية أو وضعية بل هو لذا يؤدي إلي نتائج عمليـة وترتكز طريقة العمل مع الجماعات أساسا علي فلسفة في تقريـر إنسانية اجتماعية تؤكد أساسا علي فلسـفة قوامهـا قـيم إنسـانية

ة تؤكد أساسا قيمة العدل وحق اإلنسان في تقرير مصـيره اجتماعي .تجاه نفسه ونحو اآلخرين هومسؤوليت

كما تؤكد هذه الفلسفة أهمية التفاعل الحـر بـين أعضـاء الجماعات الذين يربطهم غرض بذاته آو مجموعة من األغراض، بمعني تمتع كل فرد في الجماعات بحرية التعبير وكـذلك حريـة

وحرية التفاعل في نطـاق الجماعـة يعنـي . قدراتهالتأثير حسب ي شئونها وعدم سيطرة فـرد علـي حمايتها من التدخل المباشر ف

هذا وترتكز فلسفة هذه الطريقة أساسا علي تنميـة القـدرات .آخرأالبتكاريه في كل فرد عن طريق المشاركة الجماعية ليتاح لقدراته

م فلسفة الطريقة بمساعدة الكامنة مجال االنطالق والعمل، كذلك يهت .من يحتاج من أعضاء الجماعة إلي توافق اجتماعية




فإذا ما تحققت عناصر هذه الفلسفة استطاع عضو الجماعة أن يكتسب من الخبرات ما يمكنه من تحقيـق ذاتـه االجتماعيـة

.وقدرته على النمو االجتماعي وطريقة العمل مع الجماعات كطريقة منهجية ترتكز علـي

:سفة عملية قوامها مجموعة من الحقائق نذكرها في التاليفلأن شخصية اإلنسان هي مجموعـة الخصـائص االجتماعيـة -1

والبدنية والعقلية التي يقدر لكل فرد أن ينميها بتفاعله مع البيئة االجتماعية التي يعيش فيها، ومن خالل التجارب والظـروف

ـ (التي يمر بها في هذه البيئة ) ه الفـردي المميـز التي طابعفشخصية اإلنسان هي تفاعل دائم بـين فطرتـه أو طبيعتـه األصلية التي يقدر لإلنسان يجئ به إلي الحياة من اسـتعدادات وإمكانيات موروثة، وبين البيئة االجتماعية التي تعمـل علـي

.تشكيل خصائصوتتكون الطبيعة األصلية لإلنسان من عناصر أساسية أهمها

روح، والقدرة الحركية، القدرة الصوتية، القدرة العقلية، الحياة أو الالتركيب البدني، الدوافع الفسيولوجية، الجهاز العصبي ، والقابليـة

أما البيئة االجتماعية فإنها تتمثل في مختلف المجاالت التـي . للنمويعيش فيها الفرد كاألسرة والمدرسة واألصدقاء والعمل، كما أنهـا




لثقافية بشكل عام من قيم وأخالقيات وعالقـات تتضمن األوضاع ا . وغيرها

أن اإلنسان كائن اجتماعي يكتسب خصائصه االجتماعية بتفاعله -2هذه الحقيقة هي التـي تجعلنـا . مع الجماعات التي تعيش فيها

ندرك خطورة وأهمية الجماعات التي ينتمي إليها اإلنسان منـذ ماعات المدرسة وزمالء ولد مبتدءا باألسرة ثم رفاق اللعب وج

والروابط والمنظمات وغيرها مـن ءالعمل وجماعات األصدقافهذه الجماعات كلها . نالجماعات التي ينمو ويتفاعل فيها اإلنسا

هي المسئولة أوال وأخيرا عما يميز اإلنسان مـن خصـائص فالجماعة هـي البيئـة االجتماعيـة . طبيعية او غير طبيعية تالزم الفرد طوال حياته ويستمد منهـا ومعمل التفاعالت التي

.مقومات شخصيته االجتماعيةأن لإلنسان قدرة ذاتية علي التغير والتغيير فهو يتغير في ضوء -3

وهذه القدرة قابلـة للنمـو . هذه القدرة وطبقا لمتطلبات حياتهبحيث يمكنها التحكم في تصرفاته وعالقاته كمـا انـه يمكـن

. سرعة التغيير وفاعليتهتوجيهها بقصد بحيث تحقق ويعني ذلك أن اإلنسان ينمو داخليا كليا ومستمرا فمصـدر نموه هو ذاته، كما أن النمو يسير من العام إلى الخـاص أو مـن المحمل إلى المفصل فالنمو الحركي للطفل مثال في األشهر األولى




وينطبق هذا علي النمو اللغـوي والعقلـي . من حياته شيئا فشيئا .و االنفعالي وكذلك النمو االجتماعيوالنم

إن ما يكتسبه اإلنسان من خصائص قابـل للتغيـر ، فهـذه -4الخصائص كما نعلم ليس مورثوه وغنما ينميها الفـرد خـالل التجارب التي يمر بها في حياته وأثناء اتصاله بغيره وفاعله مع

لفقد الموقف التي يواجهها ولوال تأكدنا العلمي بان اإلنسان قابلعمال مع الجماعات في مغزاه وألصبح عمال بـال غايـة وال هدف الن الذي يدعونا إلي العمل مع الجماعات هـو إيماننـا بقدرة الناس لي اكتساب خصائص صـالحة والـتخلص مـن الخصائص غير الصالحة أو التي تصبح غير مالئمة، لتطـور

ق وتغير خصائص الفرد ال تأتي عن طري. حياتهم ومجتمعهم مجرد النصح او الزجر وإنما عن طريق ممارسـة عالقـات وخبرات اجتماعية وخبرات اجتماعية تغير وتبدل مـن هـذه

.الخصائصإن الجماعات التي ينتمي إليها اإلنسان هي التـي تـؤثر فيـه -5

وتغيره فنحن نعلم ان اإلنسان يجيء إلي الحياة ولـه حاجـات ينمـو ويعـيش دون مادية ونفسية واجتماعية ال يسـتطيع أن

ونعلم كذلك أن الجماعات التي يعيش فيها الفرد هـي . إشباعه وأن هذه الجماعات . المصدر الوحيد الذي يشبع هذه الحاجات




حين تقوم بإشباع حاجات الفرد فإنما تتطلب منه مقابـل لهـذا اإلشباع هو توافقه لها ولنظامها وتبينه لقيمتها وإتباعه لقواعد

إذا كان لإلنسان أن يتغير فإن ذلـك ال . ة فيهاالسلوك المقرريتحقق إال إذا تغير ما تتوقعه أو تتطلبه منه الجماعات التـي

.يعيش فيها ويشبع حاجاته المختلفة عن طريقهاأن المجتمعات تشكل من عديد من الجماعات اإلنسـانية التـي -6

تتأثر بأهداف وقيم ونظم هذه المجتمعات، وفي نفـس الوقـت ما تتوفر لهـذه ؤثر فيها الجماعات سلبيا أو إيجابيا في وضتؤ

فالجماعة أذن هي . الجماعات من خصائص وقدرات وخبراتأداة المجتمع في إيصال قيمة إلي أعضائها كما وأنهـا وحـدة المجتمع في التركيب المجتمعي التي تتولي المسئولية المباشرة

األداة التـي ولهـذا فهـي . عن تنشئة الفرد ونموه اجتماعيـا يستخدمها إلشباع حاجات الفرد والقيام بعمليات الضبط والرقابة

. االجتماعية المباشرة عليه

تختلف أغراضا الجماعات عن إغراض طريقة العمل مـع الجماعات، فأغراض الجماعات ترتبط باألسباب التي دعـت إلـي

عليها تحقيـق رغبـات او ميـول او هذه األسباب يغلب. تكوينها .حاجات المنتمين إليها من األفراد




أما أغراض طريقة العمل مع الجماعات، فهي األغـراض التي يسعي أخصائي الجماعة إلي إكسابها ألعضاء الجماعة عـن طريق التفاعل الديناميكي الدائر في نطاقها وذلك في إطـار القـيم

الخدمة االجتماعية مثـل احتـرام اإلنسانية التي تسير عليها مهنة . اإلنسان واالعتراف بكرامته وفرديته وحقه وفي الحياة الكريمة

هذه اإلغراض، هي في مضمونها جماعية تـنعكس علـي أعضاء الجماعات في شكل قدرات اجتماعية يعمل األخصائي علي

. تنميتهاأغراض طريقة العمل مع الجماعات في وفي ضوء ذلك تتحدد

:التالي

: تمكین الفرد من تنمیة شخصیتھ االجتماعیة -1تهدف طريقة العمل مع الجماعات إلي اكتساب الفرد قدرة اجتماعية علي التوافق االجتماعي وذلك عن طريق توجيه التفاعل

وشخصية اإلنسان هي نتاج تفاعل . الدائر في الجماعات التي إليهافإذا ما تمكنت . تقل بينهاطبيعته الفطرية مع تأثير الجماعات التي ين

هذه الجماعات من تشكيل نفسها وتنظيم حياتها بصورة اجتماعيـة ومن ابـرز القـدرات . تصبح قادرة علي تنمية شخصية أعضائها

االجتماعية التي تسعي طريقة العمـل مـع الجماعـات إكسـابها ألعضائها القدرة علي تحمل المسئولية وقدرته علي احترام الـنظم




ي التعاون والمشاركة االجتماعية مما يمكنه من مقابلـة وقدرته علمتطلبات نموه ومواجهة مشكالته وكذلك قدرته علي المساهمة في

.حياة مجتمعة

: تنمیة القدرة علي اكتساب المھارات -2حيث يتم عن طريق العمل مع الجماعات اكتسـاب الفـرد

مل اإلنساني أو لعديد من المهارات، سواء المهارات المرتبطة بالتعاونعني بالمهارات المرتبطة . المهارات اإلنتاجية أو مهارات النشاط

التعامل اإلنساني المهارات االجتماعية كاحترام اآلخـرين وتقـديم المساعدة في المواقف التي تتطلب ذلك وتقدير العمل وعدم التحيز

د أما المهارات اإلنتاجية فهي المهارات التي تساعد الفـر . وغيرهاعلي اتخاذ القرارات أو الزيادة تحصيله المعرفي أو سرعة العمـل

كما نعني بالمهارات المرتبطة بالنشاط المهـارات التـي . وغيرهاالرياضـية أو تيرغب في اكتسابها أعضاء الجماعات كالمهـارا

. االقتصادية أو المهنية أو الترويجية أو الثقافية أو الفنية وغيرهـا جماعات حين تعمل مع الجماعات تساعد الفرد وطريقة العمل مع ال

علي اكتشاف ميوله ورغباته الحقيقية باإلضافة إلي مساعدته علـي إشباع هذه الميول والرغبات عن طريق ممارسة أنشطة وبـرامج فردية في إطار جماعة والممارسة في حد ذاتها تعتبر إنجاز تشعر

ـ . الفرد بقدرته علي العمل واإلنتاج ة العمـل مـع وتعتمـد طريق




الجماعات أساسا علي الخطط والبرامج في الجماعات كوسـيلة ال كغايات بقصد إكساب أعضائها لقدرات اجتماعية ومناسبة لمتطلبات

. نموهم االجتماعية

:تنمیة القدرة علي ممارسة الحیاة الدیمقراطیة -3تعمل طريقة العمل مع الجماعات علي مساعدة الجماعة كي

ي قواعد ديمقراطية، ويتحقـق ذلـك عـن طريـق تبني قيمها علوالديمقراطية بالمفهوم االجتماعي أسـلوب . الديناميكية الدائرة فيها

حياة، يعبر الفرد من خالله عن رأيه كما يحترم رأي اآلخرين كما يساهم في تنمية األوضاع التي التي تعيش فيهـا مقـدرا حقوقـه

ها مبررات مـن أبرزهـا وممارسة الحياة الديمقراطية ل. وواجباتهتقرير اإلنسان لمصيره ومشاركته في نواحي الحياة وقدرته علـي

مثل هذه المتطلبات ال تتم . التفكير الواقعي واقتناعه برأي الجماعةإال عن طريق ممارستها فـي مجتمعـات تتبنـى قيمـا وسـلوكا

وطريقة العمل مع الجماعات تسـعي إلـى ممارسـة . ديمقراطياوالسلوك الديمقراطي عن طريق الحوار والمناقشـة الجماعة للقيم

بين أعضائها واشتراكهم في تصميم خططهم وبـرامجهم وكـذلك تنفيذ، كل ذلك في إطار أنظمة تحدد من عالقات أعضاء الجماعـة بعضهم مع بعض وكذلك عالقات الجماعة بالبيئة والمجتمع الـذي

.يعيش فيه




:تنمیة القدرة علي التفكیر الواقعي -4ويقصد بذلك التفكير الذي يقوم علي أساس مـن المعرفـة

والتفكير . لكل عمل تالتي تقصي الحقائق وتدرك السباب والمسبباالواقعي ال يكتسب عن طريق التعليم فحسب وإنما تصقله الممارسة فالجماعة التي يساعدها األخصائي في التخطيط برامجها تتمكن من

واقعيا في إمكانياتها وقدراتها التـي تنفيذها لو استطاعت إن تفكير والتفكيـر الـواقعي قـدرة . تقابل أولويات احتياجات هذه البرامج

. يكتسبها أعضاء الجماعة عن طريق ممارستهم لحياتهم الجماعـة والجماعة الديمقراطية أكثر الجماعات قدرة علي ممارسة التفكيـر

تصل الجماعة الواقعي ألنها تسمح لكل فرد أن يعبر عن نفسه وانإلى قرار يتفق مع رغبات واحتياجات وإمكانيات أعضـائها إمـا الجماعة الضاغطة والتي يفرض عليها أن تنفذ خططـا وأنشـطة وبرامج محددة، فهذه ال يمكن أن تساعد أعضاء الجماعـة علـي اكتساب قدرة التفكير الواقعي ألنها ال تسمح بالتعبير أو المناقشـة

. الحرة

:ة القدرة علي القیادة والتبعیةتنمی -5




ويقصد بذلك أن يكون الفرد قادرا أو متقبال علي أن يكـون وال يعنـي ذلـك أن . قائدا لغيره في بعض المواقف وتابعا أخري

القيادة مسئولية وان التبعية ال تمثل مسئولية وغنما لكل مسـئولياته والتبعيـة وعلي ذلك فالقيـادة . التي تجعل القيادة ذات صفة التبعية

والعمل مـع الجماعـات . تمثالن عالقات القصد منها تحقيق النموتهيئ مثل هذه العالقات التي تسمح مسـئوليات القيـادة والتبعيـة، ونجاح الطريقة يكمن في تغير هذه القيادة والتبعية فـي المواقـف والظروف المختلفة، فليست القيادة أن يقود الجماعة رئـيس لهـا

ضاء مجرد توابع لهذه األعضاء ،وإنما هي فـي ويصبح بقي األع. مضمونها مسئولية يقوم بها الفرد في الجماعة حسـب إمكانياتـه

ومادمت مسئولية الجماعة متعددة إذن فكل فرد يشكل قيـادة فـي .موقف وتبعية في موقف آخر

تعتبر المهارة عنصرا هاما من عناصر القيادة، فالعضـو قيادة فيها تأكيدا لمفهوم أن القيادة في الذي يتميز بمهارة ما يشكل

.طريقة العمل مع الجماعات قيادة نشاطا أساساكما تهدف طريقة العمل مع الجماعة إلي مسـاعدة الفـرد -1

علي اكتساب قدرة المساهمة في التنمية كي تنعكس علـي وذلـك :األوضاع االجتماعية واالقتصادية التي يعيش فيها

مـن المسـئولية االقتصـادية يتمكن من أن يمارس قدرا




فالعمل مع الجماعات كطريقة تساعد الفـرد . واالجتماعية علي اكتساب وتنمية قدراته ومهارات القيادة كمـا تهـدف أيضا علي تمكينه من اإلسهام والمشاركة مع اآلخرين بعد أن تسلح بالقدرات االجتماعية والخبـرات القياديـة التـي

. تتطلبها عمليات التنمية : لعمل علي تنمية المجتمع العلميا -2

باإلضافة إلي األغراض التي سيق أن أوضحتاها لطريقـة العمل مع الجماعات والتي ركزت في مجملها لي اإلفراد كأعضاء في جماعات فان لهذه الطريقة غرض هام ودور حيوي بناء تمليـة الظروف االجتماعية التي تمر بها البلـدان الناميـة بوجـه عـام

ف المجتمعية في المجتمع المصري علي وجه خاص وهو والظروالعمل علي تنمية المجتمع المحلي باعتباره نوعا من الممارسة يركز أساسا علي مواجهة المشكالت المعوقة للنمو والعمل علي حلها مما يؤدى إلي زيادة اإلنتاج،ويركز دور خدمة الجماعة هنا علي غرس

تمع وتحويـل النشـاط ذا صـبغة القيم البناءة داخل قطاعات المجاجتماعية ويمكن عرض إسهامات طريقة العمل مع الجماعات فـي

:تنمية المجتمع المحلي في مجموعة النقاط الفرعية التالية

:الدراسة ) أ(




فمن خالل يتم القيام بالبحث عن أسباب المشكالت المجتمعية الجتمـاعي التي يعاني منها المجتمع من خالل قيـام األخصـائي ا

بمساعدة أعضاء الجماعات في اإلعداد المتعمـق والعملـي لهـذه الدراسات والتعرف علي الموارد واإلمكانات التي يمكن من خاللها مواجهة هذه المشكالت وال شـك أن تنميـة شـعورهم بـالوالء

.واالنتماء لمجتمعهم يحدث أثناء ممارستهم ألوجه نشاط البرنامج

:التوعیة واالستثارة ) ب(ألعضاء الجماعات يويتم ذلك من خالل مساعدة األخصائ

في القيام بالتوعية واإلعالم داخل المجتمع المحلـي وإثـارة عـدم الرضا بين أهالي المجتمع علي األوضاع االجتماعية القائمة والعمل على تكاتف أهالي المجتمع لتحقيـق التنميـة المجتمعيـة يمكـن

ماعة التلقائية التـي يعمـل ألخصائي الجماعة مساعدة أعضاء الجمعها علي الشعور باألوضاع غير السوية وهـذا يتـيح الفرصـة الستثارتهم للمشاركة في القضاء علي تلـك األوضـاع وبالتـالي

.استثارة أسرهم ثم سكان المجتمع المحلي نفسه :المشاركة في مشروعات تنمیة المجتمع المحلي )ج(

ـ عة مـن جمـاهير يتضمن العمل التنموي المشاركة الواسالمجتمع المحلي وحفزها علي تولي زمام المبادرة والسيطرة علـي شئون مجتمعهم المحلي ويستطيع أخصائي الجماعة المساهمة فـي




تحقيق ذلك من خالل استخدام الجماعة الصغيرة في تغيير اتجاهات األعضاء وحفزهم نحو المشاركة في شـئون مجـتمعهم المحلـي

ي تعترضهم وتعوق المجتمع الذي ينتمـون ومواجهة المشكالت التإلية، ويمكن القول بان طريقة العمل مع الجماعات تعمل علي تعديل

االيجابية نحو األمور الحيويـة ماتجاهاتهم السلبية وتنمية اتجاهاتهوالتي تتعلق بالمشاركة الفعالة في تنمية مجتمعاتهم من خالل الخبرة

في بعض المشروعات الجمعية الجماعية وتوفير الفرص للمشاركةلكي يصبح األعضاء أكثر تحمال للمسئولية تجاه المشـكالت التـي

. يعاني منها المجتمع الذي يعيشون فيه

المبدأ يعني فرضا ثبت بالتجربة أو المالحظـة أنـه مـن

تنـتج والمبادئ . الممكن أن يستخدم كدليل للعمل أو كوسيلة للفهموهي بذلك قد . عن التحليل الدقيق والتجربة والبحث العلمي والمقنن

تنتج عن المفاهيم أو الحقائق األساسية أو القواعد العامة التي يثبت . صحتها ةبالتجارب الدقيق

وألن . فالمبدأ إذن حقيقة علمية أصبح لها صفة العموميـة دئ خدمـة اإلنسان ال يمكن إخضاعه للتجارب العملية، فـان مبـا

الجماعة جاءت نتيجة لخبرات إنسانية طويلة في ميـادين الخدمـة




االجتماعية واتفق عليها األخصائيون االجتماعيون في جميع أإنحاء .العالم علي أنها يمكن استخدامها كدليل للعمل مع الجماعات

وعلي األخصائي الذي يعمل مع الجماعة أال يقتصر عملـة ادئ ولكن علية أن يكون علي شـيء علي مجرد مراعاة بعض المب

كبير من المرونة والتفكير في الفروض التي قامت عليها المبـادئ وعلية أن يحس بمدي تقبله لهذه المبـادئ بالنسـبة . التي يلتزم بها

وسوف نتناول مبـادئ خدمـة . لسلوكه كأخصائي اجتماعي مهني :الجماعة بشيء من اإليجاز فيما يلي

.علي خطة مرسومةة مبدأ تكوین الجماع -1في خدمة الجماعة تعتبر الجماعة هي الوحدة األساسية التي -1

.عن طريقها يمكن تقديم الخدمة لفرد

لذلك كان علي المؤسسة والرواد تحمل مسئولي الجماعة أو -2وعلـيهم أن . تقبل الجامعات المركونة فعال في المؤسسـة

جعـل يلموا بالعوامل التي تالزم مركز كل جماعة والتي ت .منها أداة إيجابية تعمل علي نمو الفرد وإشباع حاجاته

ويقوم هذا المبدأ علي الحقيقـة بـان الجماعـات تختلـف -3وتقوم خدمـة . كاألفراد من حيث نموها وتطورها وتغيرها

الجماعة على حقيقة أساسها أن الجماعة تتأثر أي حد كبير . ردبسلوك أعضائها أما العكس وهو تأثير الجماعة علي الف




فليس حتما ان يكون تأثيرا اجتماعيا أو ايجابيا إذ قد يـون الذلك كان البد للجماعة أن تقوم سياسـيته . تأثيرها عكسيا

علي أساس من التخطيط علي أن تتوافر الفـرص داخـل وألنهـا جماعـة . الجماعة لكل ما يهدف لنمو أعضـائها

تضمها مؤسسه ولها رائد يوجهه، فهي بوضعها هذا نجدها ختلف عن جماعة أخرى النتسب إلي مؤسسة والجماعـة ت

يمكـن هإنما يدل على إن لهذه الجماعة قيم ايجابي دوالرائ . تحقيقها إذا ما تحدوا في العمل معا

واألخصائي االجتماعي الذي يؤمن بهـذا المبـدأ، يـدرس الجماعات المكونة فعال ويقدم مساعداته للجماعات التي فـي دور

أن الجماعات متشابهة في حاجتهـا التـي ) يتوقع دون أن(التكوين : يعمل علي مقابلتها، إذ أن المطلوب المساعدة في تكوين الجماعة

المكونة فعال فال تعدي مساعدته خلق العالقـات بـين ةأما الجامعكذلك له دور آخر مع األفراد الغير متضمين _ الجماعة والمؤسسات

يصـبحوا أعضـاء فـي إلي جماعات حيث يعمل علي مساعدتهم ل . جماعات منظمة




: مبدأ األھداف المحددة -2في خدمة الجماعة، يضع األخصـائي االجتمـاعي أهـدافا محددة للجماعة تتفق ورغبات أعضائها وقـدراتهم مراعيـا عـدم

. الخروج عن وظيفة المؤسسةأن األفراد داخل الجماعة في مؤسسـة -وتنقلنا هذه الحقيقة

نجد أن هـؤالء األفـراد -ظمون وحدة متالصقةبتوجيه رائد المنفعلـي : يتطلبون ويحصلون علي أشياء مختلفـة مـن الجماعـة

المؤسسات والرواد أن يدركوا ما يتطلبه األفراد نتيجة انضـمامهم فالنـاس . لجماعات وان يساعدهم علي الحصول علي ما يريـدون

قـات على اختالفهم واختالف الجماعات التي ينضمون إليها في أو .مختلفة يحصلوا علي خبرات مختلفة من تلك الجماعات

أما ما يتطلب أعضاء الجماعة والمحتمل حصـولهم عليـه فيعتبران أمران من أهم مسئوليات األخصائي االجتماعي، ومن ثم

واألخصائي . تصبح أهداف الجماعة هي القوه التي تحكم في حياتهااعـات إلـي تكـوين االجتماعي الذي يدرك حاجات األفراد والجم

أهداف محدده ، فانه يصبح أخصائي يعمل في إطار خطة معينـة وهو الذي يعمل ليجعل مـن فـن -وإال أصبح ال يعمل بال هدف

وفـن . من شيئا يتم بالصدفة -خدمة الجماعة خطة مرسومة أكثرخدمة الجماعة، وان احتفظ بطابعه الذي يبعده عن النظام الرسمي،




خروجه عن الخطة المرسومة واألهداف المرجو إال أن هذا ال يعني .تحقيقها

وإذا ما ركز األخصائي االجتماعي اهتمامه علـي أهـداف الفرد والجماعة، وعندما يعمل األخصائي ليساعد األعضاء لداراك قدراتهم وحدودهم وتحديد أهدافهم تبعا لذلك فإنه يعمل علي تحويل

ى موارد تزيد مـن قـوة طاقة األعضاء اإلنسانية الغير منظمه إل . شخصياتهم

ويستخدم األخصائي االجتماعي مباراتـه عنـدما يشـرح األغراض التي تعمل المؤسسة علي تحقيقها والتـي أنشـئت مـن

هذا ما أريد وكـذلك . وحين يشعر الفرد في الجماعة ويقول. أجلهاحيث يمكن تنفيذه، ةعندما تشعر الجماعة تقول، أنا وأنت والمؤسس

وهذا يمكن أن نقول أن أهداف الجماعة قد . عمل معا لتحقيقهفهيا ن . حقت شوطا كبيرا من النتائج التي تصبوا إليها

: مبدأ العالقات المحققة لألھداف بین األخصائي والجماعة -3في خدمة الجماعة يجب أن تقوم بين األخصائي والجماعـة عالقات تحقق أهداف الجماعة علـي أسـاس تقبـل األخصـائي لألعضاء كما هم مع استعداد األعضاء لتقبل مساعدة األخصـائي

. ةلثقتهم فيه وفي المؤسس




يقوم هذا المبدأ علي أساس انه من الضـروري أن تقـوم عالقة فعالة بين األخصائي والجماعة قبل أن يعمل علي مساعدتها وان هذه العالقة يمكن أن تكون مفهومه وموضحه ألعضاء ومحدده

ت وان تقوم هذه العالقة الفعالة علي أسـاس المتقبـل في نفس الوقالمتبادل بين األخصائي والجماعة، إذ تعتبر عالقة األخصائي نفسها

كما أن نوع هذه العالقة وقوة ترابطها . من أهم أدواره مع الجماعةوعندما يعمل األخصائيون . تقرر مدي ما يقدمه األخصائي للجماعة

هذا المبدأ، فهم يباشرون عملهـم في ضوء الخطوات التي وضعهممع الجماعة تدفعهم إلي ذلك رغبة في تفهم أعضاء الجماعة كأساس يقررون علي ضوئه مدي المسـاعدة التـي يمكـن أن يقـدمونها

واألخصائي الذي يتقبل الجماعة كما هي ويشجعها علـي . الجماعةأن تكون علي شجيتها فإنه بدوره يساعد الجماعة علـى أن تتقبلـه

.وتستفيد من مساعدته

:مبدأ استمرا الفردیة -4معلوم في عن خدمة الجماعة أن الجماعـات تختلـف وان

–األفراد يستغلون خبرات الجماعات لمقابلة حاجـاتهم المختلفـة وبناء عليه فمبدأ استمرا الفردية يجب ان يتبعه األخصائي في عمله

الجماعـات مع الجماعة وعليه أن يدرك الجماعات واألعضاء في . ينمون ويتغيرون




وعلي األخصـائي االجتمـاعي أن يراعـي االختالفـات الموجودة بيت األفراد والتي تجعل كل فرد متميز عن اآلخر،فلكل فرد احتياجاته ورغباته وقدراته وعلي األخصائي أن يحاول عـن طريق الجماعة إشباع تلك االحتياجات والرغبات واسـتثمار تلـك

. القدراتمرار الفردية عملية مستمرة يتقبلها األخصائي كجـزء فاست

من مسئولياته يتلو ذلك محاولته معرفة مدي ما وصل إليه أعضاء .الجماعة من تغير نتيجة خبرات الجماعة التي مرت بهم

:مبدأ التفاعل الجماعي الموجھ -5في فن خدمة الجماعة نجد أن المصدر األول لحيوية الـذي

ر في الفرد ليتغير هو التجاوب وللتفاعـل بـين يدفع الجماعة ويؤثويؤثر الرائد في هذا التجاوب والتفاعـل عـن -أعضاء الجماعة

.طريق نوع ومقدار مشاركتهإذا ما انتظم األفراد في جماعات، فـإن احتمـال تفـاعلهم واستجاباتهم التي تحدث داخل الجماعة احتمال كبير وبالرغم من أن

جاباتهم المتبادلة بـدرجات تتفـاوت بـين األفراد ينفسون عن استيغير من أن كل فرد يـؤثر فـي االنخفاض واالرتقاء، فإن هذا لن

.اآلخر




وهذا عامل ديناميكي أساسي في خدمة الجماعة التي تعمـل .علي توجيه هذا التفاعل االجتماعي واالستفادة منه

ويعمل األخصائي وفق هذا المبدأ، بأن يساعد الجماعة ليتم التفاعل بين أعضائها بل يقويه وال يقلل منه، والن األخصـائي هذا

يدرك ما لهذا التفاعل بين أعضاء الجماعة من أهمية، فإنه يحد من تفاعله معهم حتي يزيد من تفاعل األعضاء وحتى يؤدي كل مـنهم

لذلك نراه ال يفرض علي الجماعـة . دوره في المشاركة الجماعةهم وقد تتطلب بعـض المواقـف فـي عمله وال يقرر بنفسه شئون

الجماعة أن يعطل الرائد مشاركة بعض األعضاء يقـد أو يخلـق للبعض اآلخر فرصا تتيح لهم أدوارا في الجماعة وبـذلك تصـبح

.الفرص متساوية لجميع األعضاءبالنسـبة لدرجـة تفاعـل هواألخصائي الذي يقدر مسئوليت

يستفيد من الطرق التي الجماعة القائم والمتوقع لهو األخصائي الذيتدفع الجماعة إلي ممارسة نشاطها حتى تبذل قصارى جهدها لتحلل

وهو األخصائي الذي يحاول مساعدة الجماعة فـي . وتدرك موقفهاالعمق في مناقشتها ومساعدتها في اإلجابة عن ما الذي يجـب أن نفعله حتى ندرك حقيقة هذا الموقف؟ هل تعتبر خطتنا أفضل مـن

رى قد تعرض لنا؟ ما هي النتائج المقترحة؟ ما هي خططنا خطة أخاألخرى؟ ونجد أن ألخصائي علي استعداد لتبادل آراء الجماعة فهو




وهنا تظهـر . يعرض عليها آراءه إذا ما رغب األعضاء في ذلكمهاراته في تقديم آراءه ومقترحاته التي قد ال يقتنع بهـا أعضـاء

ا يسـاعدهم ليفكـروا ويصـلوا الجماعة ألنها آراء األخصائي بمبتفكيرهم إلي ما يرون لذلك كان البد من معيار لتحقيق الذاتية بين األخصائي واألعضاء علي أن يكون تحقيق الذاتية أوال بين أعضاء

.الجماعة أنفسهم

:مبدأ دیمقراطیة الجماعة في تقریر مصیرھا -6في فن خدمة الجماعة، يجب ان تساعد الجماعـة لتصـنع

اراتها وتصمم برامجها بنفسها مع تحملها أقصي مـا يمكـن ان قرتتحمله من المسئولية في حدود قدراتها واستعداداتها فالمصدر األول

.للرقابة علي الجماعة هو الجماعة نفسهايقترض مبدا تقرير المصير أن الجماعـة التـي ارتبطـت

رات بعالقات مع مؤسسة ما، لها الحق في اختيار ما تراه من قـرا ويري هـذا المبـدأ أن األفـراد .ترضيها مستغله في ذلك قدراتها

والجامعات ال يستطيعون التقدم في تحمل المسئولية االجتماعية مـا لم يمنحوا الفرصة لممارسة ذلك تسـتطيع فيـه الجماعـة تحمـل

.مسئولية ما في أي مرحلة من مراحل نموهايمقراطيـة وإذا ما كان األخصائي راغبا حقا في إقامـة الد

المثالية في تقرير المصير فإنه يبدأ على أساس أن الجماعات لهـا




, الحق في تقبل أو رفض خدمات المؤسسة، فتقبل الجماعة المؤسسةفتقبل الجامعة للمؤسسة واألخصائي ال يتمان إال بعـد أن يشـرح

.األخصائي وظيفة المؤسسة ودوره الذي يقوم به ة والتي تري الجماعة أنهـا أما القيود التي تضعها المؤسس

تحد من حريتها، فإنها ال تلبث أن تدرك أهمية هذه القيود من جانبها .اإليجابي وتستعين بها في توسعها في أهدافها المباشرة

" معرفـة األصـلح للجماعـة "وهناك فرق جوهري بـين ومعرفتها كيف تقرر ما هو الصلح علي أساس استعداداته وخبراته

ته، وفي بعض الحيان يقوم األخصائي بدور مؤقت الواسعة ومهارايفرض فيه سلطته علي بعض األعضاء لتسـتطيع الجماعـة أوال لينمي فيها شعورا جماعيا ذاتيا قبل ان تصبح قادرة علـى تحمـل مسئوليته تقرير مصيرها، وعندما يهتم األخصائي بتأكيد مبدأ حق

الوحيد عن نجـاح تقرير المصير فإنه يجب أال يشعر بأنه المسئول أو فشل الجماعة في تقرير مصيرها ألنه يدرك أن خدمة الجماعـة هي عمل المؤسسة والجماعة واألخصائي، يتقبل كل منهم جزء من

.مسئوليته العمل وفي نفس الوقت يعملون معا

:مبدأ مرونة تنظیم الجماعة -7في فن خدمة الجماعة، يساعد االخصائي الجماعة لتضـع

. اما تستطيع عن طريقه وضع برامجها ومناقشة مشاكلهالنفسها نظ




كما . ويجب أن يكون هذا النظام مرنا يفهمه األعضاء ويعملون به .يجل أن يكون مالئما للجماعة وأن يتغير كلما تغيرت الجماعة

لكل جماعة تنظيم يضعه أعضاؤها، ألن مثل هذا التنظـيم ة الجماعة تسـعي وفي خدم. يساعد الجماعة لتعمل وتقوم بدورها

الجماعة نحو أغراض تعمل على تحقيقها لذلك فهي تحتـاج إلـي تنظيم معين تأخذ به لتمكن من تحقيق تلك األهداف فتحديد الوظائف التي تحتاجها الجماعة وتنظيم هذه الوظائف يتيح ألعضائها فرصة القيام بمسئولياتهم في الجماعة ويهيئ لهم مجال اختيار قادتها، وال

ث هذه الجهود الجماعية التي كانت تبذل من غير تدبر وال تسير تلبوفق خطة مرسومة، حتى تتحول إلى جهود مركزه لها أهدافها الن

.الجماعة قد أعدت لها ما يناسبها من تنظيمولما كانت الجماعات تختلف عن بعضها فإن كل جماعـة

ـ ا عـن تحتاج إلى نوع من التنظيم يتفق ومميزاتها التي تتميز بهكذلك تحتاج غلي المنظمة تختلف حسب حالة . غيرها من الجماعات

.كل جماعةوتعتبر عملية اكتشاف الجماعة وشعورها بحاجاتهـا إلـي تنظيم معين من درجات نمو الجماعة تعتبر الخبرات التي يكتسـبها األعضاء من ممارسة حل مشكالت تنظيم جماعتهم مـن األهميـة

.التي يكتسبونها من ممارستهم البرامج بدرجة ال تقل عن الخبرات




مساعدة الجماعة "و " تنظيم الجماعة " وهناك فرق كبير بين إذ علي الرائد أن يتحكم في رغبته التي تدفعـه إلـي " لتنظيم نفسها

تنظيم الجماعة حتى تتبين حاجاتها وتحدد في رغبته التـي تدفعـه ضها وأهـدافها غلي تنظيم الجماعة حتى تتبين حاجتها وتحدد أغرا

وترى أن إجراءات انتخاب الرئيس . ثم تقرر وظائفها التي تحتاجهاواللجان والموظفين من بيان أعضاء الجماعة لها أهميتها ولكن الهم من ذلك أن تساعد الجماعة لتقرير الوظائف والمـوظفين عنـدما

ولو انه في بعض الحيان، قد يبـدو مـن . تشعر بحاجتها إلي ذلكات أن تنتظر من رائدها أن يضع لها نظاما معينـا، بعض الجماع

فغن هذه الظاهرة تكشف أن الجماعة ما زالت تفتقر إلي وقت كاف .تستطيع فيه أن تنبين حاجاتها

ويعتبر االخصائي مسئوال عن مسـاعدة الجماعـة لنحـدد الصفات التي يجب أن تتوافر في األعضاء الذين سيوكل إليهم مهام

اعة بجانب أن تتوافر في األعضاء الـذين سـيوكل القيادة في الجم. إليهم مهام القيادة في الجماعة بجانب تعريفهم ما ينتظر منهم لداؤه

كذلك مع من يشغلون وظائف فـي الجماعـة أو األخصائيويعمل يقدمون لها خدمات حتى يمكنهم أن يقوموا بأعمالهم علـى الوجـه

ة الجماعة من بعـض ما يعمل األخصائي علي حماية قاد. األكملاألعضاء الذين يحاولون أختصاب مراكز هـؤالء القـادة عنـدما




يشعرون أنهم غير قادرين علي أداء وظائفهم، ويساعد الجماعـة .كذلك في الحكم علي نفوذ قادتها

ومجمل القول، هو أن يكون تنظيم الجماعة مبسطا صريحا ن تنفيذ برامجهـا ألن الجماعات التي تسمح لنفسا بالمبالغة معوقا ع

ومن صالح الجماعات . وحائال دون استمرار التفاعل بين أعضاءهاان تعدل من تنظيمها واختصاص موظفيها كلما تطورت الجماعـة

.الجماعة توكلما أصبح أعضاؤها أقدر علي تحمل مسؤوليا

:مبدأ الخبرات التقدمیة للبرامج -8جب أن في فن خدمة الجماعة، حيث تمارس برامج معينة ي

تبدأ من حيث مستوي ميول العضو ورغباته وخبراتـه وقدراتـه .ويجب أن يطرد تقدم البرنامج وفقا لقدرة األعضاء ونموها

يدل هذا المبدأ علي أن لبرنامج الجماعة نقطـة بدايـة وان لهذه النقطة أهمية خاصة وذلك الختالف الجماعات في رغبـاتهم

ختالف كذلك اثر في تقدم عملية وحاجاتهم واستعداداتهم وأن لهذا اال .البرامج

فالبرامج التي قد يظن البعيد عن الجماعة أنها برامج طارئة أو ظاهرية بينما هـي بـرامج حقيقيـة لهـا مغزاهـا ألعضـاء

ولو أنه من الممكن فرض أنواع معينة من البرامج علـي .الجماعةامـت الجماعة، إال أن هذا يتنافي مع أهداف خدمة الجماعة التي ق




علي أساس تحقيق نمو الفرد والجماعات في المهارات الديمقراطية ولقد تخلصت الديمقراطية في خدمة الجماعة من االلتزام والسيطرة وأتاحت ألخصائي فرص تقديم اقتراحات ممكن تنفيذها في البرامج علي أن يكون حريصا في تقديمه لهذه االقتراحات بـان يعـرض

. امج في مسـتوي األعضـاء وقـدراتهم مختارات منوعه من البرويكتفي األخصائي بالبدايات الصغيرة مشجعا البرامج األولية التـي تستغرق وقتا قصيرا علي أن يسحب اقتراحاته التي قدمها إذا مـا

.رأى أن الجماعة ستأخذ باقتراحاتها هيويساعد األخصائي الجماعة في تخطـيط وتنفيـذ رغبـات

طريق التقييم يستطيع األخصائي تقديم األعضاء في البرامج، وعنوالجماعات أن يتجهوا إلي خبرات أكثر تقدما في البرامج البسيطة تشعر أعضاء الجماعة باالطمئنان وتساعدهم وليأخذ مسئولية برامج

وتعتمد الخبرات الناتجة من البرامج علي درجة كبيرة من . أخرىلـى تقيـيم البـرامج استعداد الجماعة وتقبلها األخصائي المبينة ع

.والمشاركة فيها

: مبدأ استغالل المصادر -9في فن خدعة الجماعة يجب أن تستغل المصادر الموجودة

.لزيادة خبرات األعضاء والجماعة ككل ةفي الهيئة والمؤسس




يضـم هـذا -نحن نفترض أن الجماعة جزء من كيان عامجماعة تتـأثر لذلك يجب أن يفهم أن ال -الكيان المجتمع والمؤسسة

وينظر األخصـائي . من هذا الكيان نظرا للعالقات الموجودة بينهماإلي الجماعة وقد أصبح لها مكانة في هذا الكيان فيعمل دائما علـي استفادة الجماعة من الموارد المتـوفرة فـي المجتمـع وكمـا أن

فله دور أيضا خارج نطاقها يعـززه . لألخصائي دور مع الجماعةا المجتمع الذي يحيط بالمؤسسة والجماعـة ويزيـد معرفته عن هذوكثيرا ما يتيح األخصائي للجماعة فرصا تساعدهم . معلوماته عنه

.علي معرفة موارد المجتمع واالنتفاع بهاأما مهارة االخصائي التي يستعين بها في أشعار الجماعـة بانتمائها لمؤسسة ولمجتمع أنما توضحها المكانة التي تتمتـع بهـا

جماعة والتسهيالت التي تقرب بينهـا وبـين البيئـه المحيطـة ال . بالمؤسسة

: مبدأ التقویم -10في فن خدمة الجماعة، يعتبر التقييم لمستمر أمـرا هامـا، ويشترك األخصائي والجماعة والمؤسسات في المسئولية بما يكفـل

.للجميع ضمان شعورهم بوفائهم نحو مسئولياتهمفي خدمـة الجماعـة أمـر محتمـل إذا فرضنا أن التقييم

والتقييم عملية تقـوم علـى . ومرغوب فيه فإننا نرى أنه هام كذلك




وإذا . أساس من الحياد وال يقصد من ورائها أى تهديـد أو وعيـد كانت األهداف واضحة ال غموض فيها فال شك أن الفحص الدقيق

وهو ما يهم كـل مـن . سوف يكشف لنا عن مدي نجاحنا أو فشلنا . أمر العمل قي المؤسسةيهمه

وتقبلنا لمبدأ التقييم المستمر سوف يبين لنا اثر العناية البالغة فهذه السجالت . بالسجالت والتقارير التي ندونها عن نشاط الجماعة

هي األدلة التي يجب الوقوف عليها إذا ما أردنا ان نحكـم حكمـا .عادال علي مدي ما حققناه من أهداف



داﺪـــــــﻋإ فﺮﺷ يزﻮﻓ /.رﻮﺘﻛد...

Documents