مدخل لعلم االجتماع

مهدي حممد القصاص. د أستاذ علم االجتماع المساعد

جامعة المنصورة –كلية اآلداب مصر

E-mail: mahdym@mans.edu.eg Website: www.mahdyelkassas.name.eg

٢٠١٠ مكتبة مشالي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مقدمةيتأثر بها ويؤثر فيها من ، يعيش في جماعة، اإلنسان كائن اجتماعي" عز وجل"ومنذ بدأ الخليقة؛ عندما خلق اهللا . خالل عملية مستمرة من التفاعل

بل خلق من ضلعه حواء؛ ليأنس إليها ، لم يتركه يحيا وحده، "عليه السالم"آدم .ثم خلق من بعدهم ذرية كثير، ويعيش معها

من (يقوم بتنظيم تفاعالته مع اآلخرين ، حياته االجتماعيةواإلنسان في وتستمر هذه الدائرة في االتساع ... األسرة واألقارب والجيران ومجتمعه الصغير

وفقا لرؤاه الخاصة التي تتأتى من منظومة القيم التي ) حتى تصل للعالم كلهمن -تنبع بل إنها –وتتأثر هذه المنظومة القيمية الشخصية . ينشأ في ظلها

المنظومة القيمية األعم الراسخة في المجتمع التي تقوم على أساس االعتقاد .والذى يتأتى من عوامل الدين والثقافة والتاريخ، السائد في المجتمع

هناك حالة واضحة من لفظ الدين واإليمان بالمادة ، ففى العالم الغربىريات اجتماعية تؤصل والتى جاءت على شكل موجات متتالية في نظ، وحدها

فكانت الوضعية . لتجعل منها ممارسة شخصية على مستوى الفرد، لتلك الرؤيثة للعولمة وصوال للموجات الحدي، ها من الرؤىوغير ... والسببية والماركسية

.والحداثة وما بعد الحداثة

كان الدين عامل حسم في تاريخ وحياة ، وعلى النقيض من ذلكفقد حاولت في ، لذلك. وموجه أساس ودافع لها، الميةالشعوب العربية واإلس

ه ورواده من حيث نشأته وتطور ا الكتاب عرض لوضع علم االجتماع؛ هذ .المؤسسين وموضعه الراهن

د بدأت بلمحة فق، وفى سياق محاولتي لعرض تلك الرؤى المتباينةاء والتي جاءت على يد علم، ذور األولى لهذا العلمتاريخية عرضت فيها للج

ثم جاء بعد ذلك عرض النظريات السائدة . مسلمين مثل ابن خلدون والفارابيوذلك لحقيقة أن هذا العلم في ، وهى رؤى غربية مادية في جلها(في هذا

وال يعنى عرضى لتلك ). العصر الحديث نشأ وترعرع في بيئة غربية محضةها؛ بل إنه جزء من النظريات والرؤى الغربية المتنوعة إيمانى بها وال اتباعى ل

تاريخ العلم أعرض له بسلبياته وٕايجابياته وأحاول قراءته بعين ناقدة أنى تسنى .لذلك

واهللا من وراء القصد

كوم حمادة ٢٠٠٩أغسطس ٢٥في

مهدي محمد القصاص. د

الفصل األول نشأة علم االجتماع

لمحة تاريخية –أوال

يالفكر االجتماعي اإلسالم –ثانيا

الجذور الفكرية لعلم االجتماع –ثالثًا

حملة تارخيية –أوالً ت اإلنسانية األولى التي اتخذت شكل القبائل والعشائر التجمعاإن

واألمم والمجتمعات هي جزء متأصل في ثقافة البشر وداللة قوية على اعتماد الناس على بعضهم البعض في تخطى المشكالت والعقبات وتحقيق التقدم

فاالستعانة باآلخر ضرورة من ضرورات البقاء وأساس من أسس . واالزدهارالذي يأخذ شكل المنفعة المتبادلة بين ،نساني على كوكب األرضالوجود اإل

األشخاص من خالل التبادالت التجارية أو غيرها من أشكال التبادالت عادة ما وهى ، االجتماعية التي تحافظ على وحدة الصف وتماسك المجتمع

.تأخذ الشكل الطوعي تحت مظلة الجماعةأملون المجتمعات والجماعات والبشر يالحظون ويت، ومنذ ذلك الحين

ال يزيد عمره على قرن ، ومع ذلك فعلم االجتماع علم حديث. التى يعيشون فيها -فى تصنيفه للعلوم ) أبو علم االجتماع( واحد من الزمن وضعه أوجست كونت

بوصفه ، فى مرتبة تالية على العلوم األخرى -من الناحيتين المنطقية والزمنية كما الحظ أحد علماء األنثربولوجيا . ها تعقيدًا على اإلطالقأقلها عمومية وأكثر

. المحدثين أن علم دراسة المجتمع البشرى ال يزال بعد فى مرحلة طفولته األولى، والمفكرين الدينيين، فإننا يمكن أن نجد فى كتابات الفالسفة، وبالرغم من ذلك

ض المالحظات والقانونيين فى جميع الحضارات وعلى مدى جميع العصور بع . )١(التى تتصل بعلم االجتماع الحديث واألفكار

وقد ظهرت اإلرهاصات األولى لعلم االجتماع فى أحضان الدراسات فى الجمهورية ) م.ق ٣٤٩(فبدت عند أفالطون ، الفلسفية عند القدماءفى نظرياته فى ) م.ق ٣٢٢(كما تمثلت عند أرسطو . والسياسي والقوانينوتجلى التفكير االجتماعى فى دراسات . اع فى كتاب السياسةالسياسة واالجتم

فى السياسات المدنية وآراءه في أهل ) م٩٥٠(فالسفة المسلمين من الفارابى وقد أسماه علم العمران ، فى مقدمته) ١٤٠٦(وابن خلدون ، المدينة الفاضلة

وليس، وكان هدفه كشف القوانين التى تفسر الظواهر االجتماعية. البشرىإذ أخذ . تحقيق اإلصالح االجتماعى كما كان الحال عند أفالطون وأرسطو

يدرس العمران ونظمه ويرجع الظواهر إلى قوانين ثابتة دون أن يردها إلى فكانت ، أو يرجعها إلى القوى الخفية إو إرادة األفراد، األهواء والمصادفات

ظواهر فميز بين ال، )١٨٥٧(ثم جاء أوجست كونت . حتمية الظواهراالجتماعية والظواهر الفردية، وجعل األولى موضوعًا لعلم واقعى وضعى يعالج

. )٢(بمناهج المالحظة الحسية وأطلق عليه علم االجتماع

الفصل الثاني

الرواد المؤسسون –أوًال -

تعريف علم االجتماع وتحديد موضوعه –ثانيًا -

وظيفة علم االجتماع –ًا ثالث -

النظرية االجتماعية –رابعًا -

الفصل الثالث علم االجتماع وعالقته بالعلوم األخرى

علم االجتماع والعلوم المرتبطة به -

. األنثربولوجيا )١

. الفلسفة االجتماعية )٢

.علم النفس )٣

.التاريخ )٤

. علم السياسة )٥

. علم االقتصاد )٦

اإلســهامات الهامــة فــى ميــدان الفلســفة الغربيــة العديــد مــن يمكــن اعتبــار . ابتـداء مـن القـرن السـابع عشـر يدان علم االجتماعبمثابة إسهامات حقيقية فى م

مثـل " علـم االجتمـاع"كبديل عن مصطلح بعد ذلك ظهرت مصطلحات عديدة ثم .والعلــــوم االجتماعيــــة، جتماعيــــةفلســــفة االوال، واالقتصــــاد االجتمــــاعي، السياســــة

إذ أن ذلــك ، علــم االجتمــاع قــد تكــون مســألة صــعبةإقامــة حــدود معينــة لنطــاق فمعنــاه اســتبعاد عــالم االجتمــاع للــنظم التــى قــد ال تــدخل فــى نطــاق علــم االجتمــاع

ــاه المحــدود وهــذا يمثــل حــرص علــى دراســة الــنظم ذات األهميــة الخاصــة، . بمعن . حدود العلموليس تمييعًا ل

والواقـــع أن انفتـــاح مجـــال الدراســـة فـــى علـــم االجتمـــاع واســـتعداده لقبـــول ـــدة للدراســـة ـــادين جدي إنمـــا ينشـــأ عـــن اهتمـــام عـــالم االجتمـــاع بأنســـاق الفعـــل ، مي

ومــــن الضــــرورى أن يــــؤدى ذلــــك إلــــى . االجتمــــاعى والعالقــــات المتبادلــــة بينهمــــايـة سـواء كانـت هـذه الجوانـب معالجة علـم االجتمـاع لكـل جوانـب الحيـاة االجتماع

لـذلك . متعلقة بالمجال الضيق لهذا العلم أم متعلقة بمجاالت علوم إنسـانية أخـرىفــإن علينــا أن نتوجــه إلــى كــل علــم مــن العلــوم اإلنســانية لنوجــه إليــه طائفــة مــن

هل يتنـاول هـذا العلـم قضـايا حاسـمة ؟ وهـل هنـاك مـنهج معـين : التساؤالت مثل ف علــى القضــايا موضــوع الدراســة ؟ هــل يــؤدى هــذا المــنهج يمكــن بواســطته التعــر

إلى التوصل إلى حقائق ذات معنـى ؟ وهـل يمكـن تجميـع هـذه الحقـائق وصـياغة استنتاجات أو تعميمات يمكن أن تزيد المعرفة التى لـدينا ؟ وهـل يمكـن أن تـؤدى هــذه االســتنتاجات إلــى ظهــور قضــايا جديــدة يمكــن أن تقودنــا إلــى بــذل مزيــد مــن

.)١(لجهد لفهم اإلنسان ونشاطاته ؟ اــــم ــــداخل عل ــــه بالتفصــــيل مــــن خــــالل ت وهــــذا مــــا ســــنحاول أن نعــــرض لاالجتمــاع وتكاملــه مــع عــدد مــن العلــوم األخــرى بهــدف دراســة المجتمــع وتحقيــق

. رفاهية أفراده علم االجتماع والعلوم املرتبطة به

الفصل الرابع قراءة يف تيار ما بعد احلداثة: علم االجتماع العاملي

أزمة علم االجتماع: أوال

عولمة علم االجتماع: ثانيا

تيار ما بعد الحداثة: ثالثا

يتناول هذا الفصل العالقة الجدلية بين علم االجتماع والعولمة من

وتوابع هذا ، الحداثة على علم االجتماع خالل االضطالع بأثر تيارات ما بعدفسنعرض ، لذلك. األثر على المجتمع والتي جاءت متجسدة في صورة العولمة

ثم ننتقل إلى بيان مفهوم العولمة وحقيقة ، أوال لألزمة التي تشوب علم االجتماعحتى ننتهي بقراءة واقع تيار ما بعد ، ما إذا كنا بصدد علم اجتماع عالمي

. راءة ناقدة في محاولة للوقوف على حقيقة هذا التوجهالحداثة ق أزمة علم االجتماع: أوال

الفصل اخلامس علم االجتماع الطبي

الصحة والمرض من المنظور االجتماعي: أوال

مفاهيم أساسية: ثانيا

التطور التاريخى لعلم االجتماع الطبى: ثالثا

الطبىظريات علم االجتماع ن: رابعا

البعد االجتماعى للمرض: خامسا

الصحة واملرض من املنظور االجتماعي: أوال

فإن العديد من ، بالرغم من صعوبة وضع تعريف دقيق لعلم االجتماعالباحثين يصفونه على أنه دراسة المجتمع أو دراسة المؤسسات التى يتألف منها

فعلم االجتماع معنى بدراسة الوقائع . عالقات االجتماعيةالمجتمع أو دراسة ال، االجتماعية التى تمثل طرق التصرف والشعور والتفكير المشترك للمجتمع

فالمعرفة االجتماعية . والتي تلزم أفراد هذا المجتمع بااللتزام بها واالمتثال لهاأن نفهم ونفسر تمكننا من النظر للمجتمع وللعالقات اإلنسانية بطريقة معينة؛ و

إذن فالمنوط من علم االجتماع . ونتنبأ بالسلوكيات المختلفة ألفراد هذا المجتمعهو الدراسة العلمية للمجتمع البشرى من خالل البحث فى السلوكيات

ومن هذه السلوكيات تلك المتعلقة بقضايا الصحة . االجتماعية لإلنسان .فراد وعلى المجتمع ككلوسياقها االجتماعى ومردودها على األ، والمرض

. فالصحة والمرض من المشاهد شديدة األهمية في الحياة االجتماعيةفالحالة الصحية الجيدة تسمح للفرد بأداء أدواره االجتماعية المختلفة فى حياته

Talcott Parsons" تالكوت بارسونز"كما يراه –والمرض . بالشكل الصحيح

ليه فإن المجتمع يقوم بخلق نموذج مقبول وع. شكل من االنحراف االجتماعي -والتى تلزم " دور المريض"من السلوكيات فيما يتعلق بالمرض، يطلق عليها

ويحاول علم االجتماع االبتعاد عن . الشخص بمحاولة العودة إلى حالة الصحةوينطلق من فرضية مفادها أن الصحة والمرض . التعريفات البيولوجية للصحة

.)١(" تماعية عبارة عن بنى اجإال أنه . وبالرغم من أن علم االجتماع الطبي ليس بالفرع العلمي الجديد

ويتصدى هذا الفرع الجديد لطبيعة . أضيف حديثا لمجال ومهنة التمريض

العالقة بين علم االجتماع ومهنة التمريض خاصة الفائدة التى قد تعود على وذلك لما لعلم االجتماع من .)٢( ممارسة التمريض من النظريات االجتماعية

.)٣(إسهامات كبيرة فى الجوانب والمجاالت المعاصرة للطب والصحة والمرض

رقم الصفحة فهرس

٤٢-٩ نشأة علم االجتماع: الفصل األول

١٠٦-٤٥ ماھية علم االجتماع: الفصل الثاني

١٣٧-١٠٩ علم االجتماع وعالقته بالعلوم األخرى: الفصل الثالث

١٨٦-١٤١ قراءة في تيار ما بعد الحداثة: علم االجتماع العالمى: الفصل الرابع

٢٢٤-١٨٩ علم االجتماع الطبي: الفصل الخامس