2009/2010 web viewالعمل الأدبيّ الأيديولوجيّ يخاطب العقول...

. - طه إبراهيم د والسياسة األدب2009/2010

1

جامعة حيفاكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية

قسم اللغة العربية

ياسة أألدب والسمادة محاضرات

وفق خطة مساق: د. إبراهيم طه

2010العام الدراسي:

إسراء حيدر

http://ahdafona.wordpress.com

http://ahdafona.maktoobblog.com

[email protected]

24-2-2010 روايات مقترحة للتقرير النهائي

يوسف القعيد- الحر في بر مصر-إلياس خوري- باب الشمس - في بدايات التسعين-(1997واسيني األعرج- ذاكرة الماء )نشرت -

mailto:[email protected]

http://ahdafona.maktoobblog.com/

http://ahdafona.wordpress.com/


2

الطاهر وطار- الشمعة والدهاليز- 2002عالء الديب- أيام وردية --عمارة يعقوبيان- عالء األسواني.-الخبز الحافي- محمد شكري-رجل في بيتنا- إحسان عبد القدوس-

التميGGيز بين األدب والسياسGGة على نحGGو مGGا تنعكس في الروايGGة، وكيGGفراع ولمن الغلبGGة في GGرفي الصGGا طGGيقدمها وينهيها األديب. ما هو الرافد وم م GGا أن نقسGGا. يمكن لن GGالنهاية. ال بد لنا أن نتحدث عن الناحية الجمالية أيض Gة الوظيفة إلى قسمين: العالقGات السياسGية برافGدها، وقسGم آخGر لجمالي

األدب. األدب والسياسة واجتماعهما

يبدو لنا أننا في صGGدد السGGؤال عن تعريGGف األدب الGGذي جGGاء متGGأخرا، كمGGايرتبط بطبعه مع السياسة فال ينفصالن أبدا

ما األدب؟ ؤال. األدب GGذا السGGرح هGGة نطGGة بين األدب السياسGGلغةلكي نثبت العالق،

ويمكن أال يكون لغة، ولكن الGGدارج هGGو االعتبGGار األول. مGا الGذي جGاء بهGذاGGا دون لغGة؟ من حيث الفلسGGفة: إذا كGان األدب قGادرا االعتبار؛ أن نجGGد أدب

.أوسععلى تجاوز اللغة فهذا يعني أنه تتواصGل فيمGا بينهGا تخلGق للتواصGل بين الكائنGGات، وتتطGورأصواتاللغة

وتتسع باتساع الحاجات التي خلقت لشأنها بما يواكب حاجGGة اإلنسGGان؛ بمGGاا بمGGا يعGGرفواقعيرتبGGط بالسياسGGة، والسياسGGة GGا خاصGGق قاموسGGيخل

؛ والGGذي يGGواكب الظGGروف القائمGGة في هGGذا الحGGيزبHالمنتوج السياسي اإلنساني. نذكر أبو نواس حين قال في األطالل، حين أجبر على القول بGGه، مما يجعل إنتاجه بعض القصائد منوطGGا برغبGGة الحGGاكم واالحتكGGام لGGه، وقGGد

قال: "دعاني إلى وصف الطلGGول مسGGلط .." وبالتGGالي الواقGGع هGGو الGGذي يلزمنGGا

باختالق اللغة. GGة في قGGول ابن خلGGدون: اإلنسGGان مخلGGوقالحاجة إلى التواصGGل متملث

للتواصGGل، فGGإذا كGGان األدب هGGو اللغGGة الGGتياألداةاجتمGGاعي، واللغGGة هي خلقناها بنفسنا فهذا يعني أن األدب نشاط تواصGلي نخلقGه وفقGا لحاجاتنGا،

مما يعيدنا إلى ما قال ماركس: كل نشاط يعود بطبعه إلى السياسة.


3

؟ السياسGGة من الحكم )سGGاس- سGGائس، بمعGGنى الحGGاكم(،السياسةومGGا وهي كل عالقة أساسها أن يحكم شخص نفسه أو آخGGر )أو مجموعGGة تقGGود مجتمGGع ...( وذلGGك عGGبر منظومGGة قGGوانين وتشGGاريع. والسياسGGة تنظيمة )والGGد، عائلGGة، التشريعات ، ويقال السياسة هي كل عالقة هرميGGة تراكمي حي، قرية، إقليم، دولة..(. بالتالي يمكننا االفGتراض بGأن كGل قGانون سGGواء كان بإلزام أسري أو شعبي أو نابع من الحكومGGة -سGGواء قبGGل أو لم يقبGGل-نابع من مفهوم السياسة، وتغيير المفاهيم ترتبط بالثورة والتمرد لتتطور.

حتى البناء البشري، سلسلة من التراكمات السياسGGية، فقGGد يمتلGGك الفGGرد عدة مراكز اجتماعية ولكنه سيجد وال شك من هو أعلى منه بالمركز، حتى نبلغ أعلى سلطة تعلو على السمة البشرية –وهي الله تعGGالى- ممGGا يجعGGل المركز اإلنساني جGزءا من حلقGات متراكمGة، والجGGدير بالGذكر أن الGتراكم مرتبط بالعامل الزمني إذ يبدأ بتجارب فردية وتتسع مع انتقGGال الGGوقت من مرحلة إلى مرحلة في حيز الزمن، والمقصود تطور األحكام والقGGوانين من تجارب منفردة قلدها البعض فصار عرفGGا فقانونGGا ملزمGGا، وذلGGك مGGع تقGGدم

الوقت. .يقولون: اإلنجاب تدبير سياسي فطري غير محسوب

العالقGGة بين السياسGGة واألدب: بعGGد تعريGGف األدب والسياسGGة نالحGGظ أن اإلنسان هو المركز. األدب والسياسGGة نشGGاطان )واع أو غGGير واع( يلتقيGGان في بؤرة الحاجة. النشاط الكتابي تعبير عن نشاط سياسGGي نمGGر أو ال نمGGر بها يراد من خاللها إيصال فكرة معينة متروكGGة للكGGاتب )الحGGظ التواصGGل(. يسمي العلماء الواقع بتجربة الكGاتب. يقولGون: ال يمكن للغGة أن تخلGGو من األفكGGار والمعGGاني، حتى في منهج الفن للفن ال يمكن أن تخلGGو اللغGGة من

أفكار، وأن نثر الكلمات بغية الجمال فقط ال يمكن أن يقوم حقا. 3\3\2010

روافد: ثالثةاألدب العربي يتصل بالسياسة في لطة(: وهGGذا ليسأ- GGعب والس GGوم )الشGGاكم والمحكGGة بين الحGGالعالق

محصGGGورا على مجGGGال جغGGرافي دون غGGGيره. إنهGGا القضGGGية األولى المركزية من حيث السياسة. تشكل العالقة بين الحGGاكم والمحكGGوم محGGور اهتمGGام األدبGGاء والبGGاحثين العGGرب منGGذ زمن حتى وقتنGGا هGGذا، وهناك أخبار وقصص تروي كيفية تعامل الكتاب مع الحال السياسGGية رغم كل الظلم الذي يحيق بهم. في مقدمة روايGGة عمGGارة يعقوبيGGان مثال يتحدث األسGGواني عن تصGGرف الGGرقيب مGGع الروايGGة، واعتراضGGه عليها مما دفع بعض زمالئه لنشرها في مطبعة خاصة. وجود الرقيبGGد على أهم العالقGGات المتأزمGGة بين األدب والسياسGGة. الGGرقيب يؤك


4

يجسد الحاكم الذي يهم األديب طبعا. هنGGاك إجمGGاع عGGربي تGGام على ذلك، وينبغي لنا أن ننوه بأن الحاكم والمحكوم يرتبطان بمGGا يسGGمى

عالقة داخلية. العالقة بين األمة واالستعمار: )الجواني والبراني(- هنGGاك فGGرق كبGGيرب-

ا، إذ تكGGون GGاكم أيضGGه حGG بين الحاكم العربي وبين المسGGتعمر رغم أن العالقة الجوانية بالغالب أسوأ بكثير من االستعمار وحكمه. اسGGتقالل العالم العربي عن االنتداب واالستعمار الخارجي يسمى فترة ما بعدGGه اسGGتمر كرافGGد في مجGGال االستعمار ) بتسمية إدوارد سعيد(، ولكن

األدب حتى بعد زوال االستعمار. العالقة بين الذات والكل: يعتبر المذهب الماركسي أن الفرد مسGGيرت-

في خدمة الدولة، والدولة تخدمه بقدر مGGا يخGGدمها هGGو. إذا: العالقGGة بين الفرد والكل عالقة سياسية. سامية محرز تGGدرس مGGادة الروايGGة في الجامعة األمريكية في مصر- درست مؤخرا رواية الخبز الحGGافي لمحمد شكري. كتب شكري عن حال المغرب منGGذ عهGGد االسGGتعمار الفرنسي، وكل ما يدور في المواخير )بيGGوت الGGدعارة( القى رواجGGا. طلبت المحاضرة من الطالب قراءة الرواية. بعض الطالب اعترضوا على وجودها في المنهاج وأضربوا وتGGدخل جميGGع أسGGاتذة الجامعGGات لمناصرتها. في النهاية أسقطت الرواية من المنهاج العتبارات القGGوة

الجماعية )الكل( مقابل تحييد الذات. ة من حيث المعGGنى، ألنهGGاعبد GGذه القصGGنور الدين الهاشمي: ال تفسير له -

تتحدث عن نفسها. وصل اإلنسGGان العGGربي حGGد عGGدم استشGGعاره األلم منلطة GGون السGGدال من أن تكGGخط، ب GGالظلم مما حدا بنا إلى اعتباره داعيا للس

هي المثيرة للقارئ، والمثرة له.- عبد اإلله عبد القادر. مثال على الرافد األول. سجينGGاني. محمGGودعرس - محمGGود شGGقير الفلسGGطيني. يتحGGدث عن الرافGGد الث

شقير كتب العديد من الكتب في مجال األقصوصة القصيرة العربية. وحجمالقصص قصيرة عموما.

10\3\2010GGاص الGGذي اختGGار أن تكGGون في قصة "عGGرس" تحGGدثنا عن قسGGوة ذاك القنحية األولى من ضGGحاياه. وفي ذلGGك مفارقGGة،إذ اختGGار مركGGز GGالعروسة الض ورة بشGGكل GGد الصGGرفا يرصGGاص مشGGبر القنGGالي يعتGG الحGGدث وروحGGه. بالت بانورامي، كما أنه محدد للهدف، ممGا يجعلGGه قGادرا على اختيGار من يشGاء.

واختار العروسة لذلك متعمدا ليرمز عن أمر ما.


5

كل والموضGGوع. النص GGا بين الشGGانق مGGدثوا عن التعGGالشكليون الروس تح معنى ذلك أن كل نص سياسGGي ال . أوال يحدد طرفي الصراعالسياسي

أن. إذا: GGذا الشGGوز التالعب في هGGثر وال يجGGراع أو أكGGبد أن يحدد طرفي ص األدب السياسي أدب يقوم على خصومة، أو على عGGداوة إن صGGح التعبGGير. هذه العداوة في مرجعيتها سياسية. الخصمان ال يختصGGمان على ممتلكGGات تتعلق بجارين أو بشأن نزاع على إرث، إنمGGا على قضGGايا سياسGGية وليسGGت

مدنية.راع، وبGGذلك يتلخص النص GGرفي الصGGالمضمون في قصة "عرس" يوضح ط في ثيمتGGه األساسGGية، وقGGد يأخGGذنا ذلGGك إلى سGGد الفراغGGات والفجGGواتGة Gة وعلمنGGا بخلفي المفهومة ضGمنا والGتي تسGGاعدنا بGوازع قراءتنGGا التراكميGGاص األديب على تحديد دقيق لطرفي الصراع. في القصة لم يGGذكر أن القن إسرائيلي ولكننا عرفنا ذلGGك بمسGGاعدة الوسGGائل والمعلومGGات الGGتي تشGGي

بذلك. القناص هوية غائبة من حيث الفرد، بكل ما يختص بGGه من معلومGGات، علىGGة". الطGGرف العكس مما يمثلGGه من أفكGGار. لGGذلك يسGGمى "شخصGGية تمثيليGة ال تعنينGا على مسGتوى الفكGرة، إنمGا ا شخصGية تمثيلي Gالثاني المضاد أيض على مستوى األيديولوجيا وهنا في نص عرس نرى العروسة تمثل الطGGرف

الثاني. لغة التواصل بين القناص والعروسة هي الرصاص، واالتصال ذو اتجاه واحدراع من خالل إبGGراز GGة الصGG متوجه من طرف إلى آخر. يعرض الكGGاتب ماهي اشتغال العروسة بأسباب الحياة، بينما ينشغل اآلخر بداعي المGGوت. ينحGGازGGل لألدب( بموقفGGه إلى العروسGGة، والGGذي قGGام بإخفائGGه في الكGGاتب )الممث طيات الكلمات. النص هنا ألزمنا باتخاذ موقف أيديولوجي من خالل موقف

األدب السياسي: أدبي دون الحاجة إلى بذل جهد لبلوغ ذلك بأنفسنا. إذافي كثير من حاالته دعائي منحاز مباشر على حسHHاب القHHارئ.

GGر ومن هGGو. )استهالك الموقف الصريح( حGدد لنGGا شGGقير من هGGو الخيحية أينمGGا كGGانت ) GGير؛ الضGGاز إلى الخGGا أن ننحGGد لنGGتحديدالشرير، لذا ال ب

(.وهي الميزة الثانية هوية الطرفينGGة حسGGبانفعالياألدب السياسGGي أدب GGة أو انفعالي ة بذهني GGرأ القصGGتق - .وهي الميزة الثالثةتفعيل النص وتقنياته،

دثGGال: األديبسارترإلى من يكتب األدب؟ تحGGية، قGGذه القضGGعن ه في حGGال كتابتGGه يصGGور لنفسGGه القGGارئ المطلGGع على أدبGGه. وال يمكنه، وال آلخGGر تحGGاكي GGودي لنصGGراءة يهGGغل بقGGك أن ينشGGقير على ذلGGلش عب GGتطيع الشGGعبه . يسGGل يكتب لشGGر بGGالقصة بثيمتها معاناة شعب آخ


6

اآلخر أن يجير القصة لنفسه ولكن الفلسطينيين يفهمGGون طبيعGGة النصومحله في داخل الحيز الفلسطيني.

كل للمعGGنى: تحGGدثنا عن GGف الشGGودة إلى توظيGGرفي تحديدفي العHHط عب، وهي أهموتحريض، االنفعالي، التأكيد على الجانب الصراع GGGالش

الدواعي المتجسدة التي تعكس العالقة بين الشكل والمضمون. في النص إطار عام هو الحرب. ما حدث للعروسة يقع ضمن هGGذا اإلطGGار، وكأنما يقول لنا: إذا كانت هذه هي نتيجة الحGرب فال حاجGة لنGا بهGا لقتلهGاالم"- يتGGدخل الكGGاتب التخGGاذ GGهى السGGاإلنسانية. يقول شقير "والعيون تتش

موقف رافض لإلطار ولداعيه لما يخلقه من عدم تكافؤ بين الطرفين.

17\3\2010الفأر الذي لم يمت

- كاتب قصصي وروائي مصري، اخترنا له أقصوصة لنعالجهGامجيد طوبيا خالل المساق. طوبيا محتGGال واالحتيGGال في األدب سGGمة محمGGودة )يقGGول

قوله دون أن يقوله(، وذلك لتحاشي سلطة الرقيب. مفهGوم أدبي يمكن أن نجيGره1: مصدر من آخر النص- والتصGديرالعنوان

GGا جعلنGGا فكGGرة مGGا متصGGدرة، وفي لصGGالح السياسGGة. فGGإن افترضGGناه أدبي السياسGGية هنGGاك تصGGدير لGGرب األسGGرة، الحي، الحGGارة، البلGGد، اإلقليم، الدولة .. االتصدير في العنوان: استحضار المعنى في آخر البيت إلى أوله. وهو احتفاء بالمعنى والقيمة للتأكيد عليها. بكلمGGات أخGGرى يحGGاول الكGGاتب أن يؤكد الفكرة التي وردت في النهاية من حيث أهميتها وقيمتهGGا والGGدليل وجودهGGا في العنGGوان والنهايGGة. العنGGوان إذا: يفضGGح مGGا يحتويGGه النص من دالالت. يحاول الكاتب على ذلك أن يؤطر قراءة النص بمفهوم الفأر الذية. في تصGGدير الفGGأر تفضGGيل لقيمتGGه على رجGGال GGلم يمت حتى نهاية القص

ثالثة وردوا في ثنايا القصة. كلمة الموت: قد ال توافGGق تمامGGا مGGا ينعكس في النهايGGة حين قGGام الرجGGل بمحاولة قتله، وقد سلم من ذلك بمعروف من الرجل. أو الفGGأر الGGذي قGGرر

أال يموت- وهذه المشيئة جعلت من الفأر مركزا. هناك تصادم بين البداية والنهايGGة، فتركGGيز الكGGاتب يكGGون على الفGGأر-

في العنوان، بينما يرتكز في النهاية على فعل الرجل وقراره.

1 ) ( : يعتبر لذلك ، نحويا األقوى هو والرفع يرفع ولذلك متصدرا لكونه الخبر على المبتدأ تصدير النحو في . فضلة والباقي الجملة عمدة المرفوع


7

الح GGيح السGGا بتوضGGان حتميGGل كGGل بالقتGGرار الرجGGالغازي يستحق القتل، وق )الشبشب(، ولكن "ال أعرف" حولت مجGGرى األحGGداث رغم قدرتGGه ورغبتGGه

قبل ذلك. ___ التصدير في التصدير: تصدير الفأر في تصGGدير الفكGGرة في العنGGوان،-

مما يمنح الفأر قيمة مضافة لم يحظ بها اآلخرون. وإذا كان الفأر قدحظي بذلك ألنه أكبر من الرجال جميعا.

العنوان يعرض مركزية حيوان مكروه وصغير، والواقع أنهGGا شخصGGية-تمثيلية حاول الكاتب فيها أن يتحايل على قضية سياسية.

24\3\2010 يجب علينا في البداية تحديد طرفي الصراع، مرحلة تكونه وأسبابه، وكيفية انتهائه، وعمليا نتحدث عن عملية تركيب العامGGل السياسGGي، وبGGذلك نحGGدد

العالقة بين النص والسياسة. كيف نهتدي إلى تحديد طرفي الصراع؟

كثير من المحاوالت النقدية حاولت أن تقGGرب األدب إلى العلم، ألن األديبا GGة، والعكس أيضGG قادر أن يبدع لكنه غGGير قGGادر على تحديGGد العناصGGر األدبي

صحيح. مع ذلك هناك أدوات تقريبية، تكرارها يجعل منها أداة ناجحة. منها باألساس: المركGGزالمركزية، الشخصياتأوال : علينا أن نركز على

في هذه القصة هو أحمد )علينا أن نحدد الطرف األول في حال عجزنا عنة عامGGل هGGام لتحديGGد الطGGرفاالعتبار الكميتحديGGد اثGGنين(. GGفي القص

األول، وعلى مستوى الكم يظهر أحمد من البداية حتى النهايGGة. إذا: يمكننGGا لتحديد الشخصية المركزية. أولياأن نعتبر االعتبار الكمي معيارا

، أي على الشخصGGية أن تكGGون فاعلGGة،االعتبار الكيفي: الثانياالعتبار فإمGGا أن تحGGدث األحGGداث معGGه أو بسGGببه، أو يقGGوم أحGGد بتحريGGك األحGGداث فتصيب الشخصية. بكلمات أخرى: الشخصية متعلقة باألحداث التي تحGGدث في القصة، وهكذا كان أحمد في عالقته بالمGGدير في العمGGل، وعالقتGGه مGGع

2الفأر في المنزل.

2 . ) هناك ) بالمقابل إيجابيا أو سلبيا يكون وقد بطل ليس هو وبالتالي فاشلة مركزية شخصية نجد أن يمكنناإيجابية أو سلبية تكون قد بطلة مركزية شخصية


8

، أي أن الشخصية المركزية هي الGGتياالعتبار القرائي: الثالثاالعتبار تحظى باهتمام القارئ، وإن كان الموقف منه إيجابيا أو سلبيا. هذا االعتبGGار

موجه من قبل االعتبارين السابقين أو وليد لهما. ، وهو طGرف آخGر من االهتمGام، فال بGداالعتبار الكتابي: الرابعاالعتبار

للكGاتب أن يهتم بإحGدى الشخصGGيات دون غيرهGا. حGاول الكGاتب في هGذه القصة أن يمرر لنا رسالة من خالل استغالل شخصية أراد من خاللهGGا قGGول أمر ما وذلك من خالل فعلهGGا وقولهGGا وسGGلوكها. اعتنGGاء الكGGاتب يظهGGر من

خالل وقوفه في مشكلتين: مشكلته مع المدير، ومشكلته مع الفأر. : المدير والفأر كشخصية جمعية مضGGادة ألحمGGد.الطرف المضاد ألحمد

ال يمكننGGا أن نفهم عالقGGة أحمGGد بالمGGدير دون أن نفهم مGGا عالقتGGه بالفGGأر.ة واحGGدة، وأحمGGد هGGو الخيGGط الGGذي يجمGGع بين GGدم قصGGقيها تخGGة بش GGالقص حبكتين. إننا ملزمون بفهم العالقة بين المدير والفGGأر، والواضGGح أن كليهمGGا

في صراع مع أحمد )هذا هو المشترك بينهما(. المدير صGGفع أحمGGد- وأحمGGد لم يGGرد. الفGGأر دخGGل إلى بيت أحمGGد بمشGGيئته وعندما أراد قتل الفأر وجد نفسه عاجزا ألنه فشل بما خطط وحاول بقتلGGهGGه فشGGل فيمGGا GGه رمGGاه )وسGGوف يعGGود(. أحمGGد إذا ال بطGGل ألن وإنهائه، ولكن

خطط، وهذه هي المرة الثانية التي فشل في تحقيق ما يريده. عدم قتل الفأر ليس منة من أحمد إنما هو ضعف ألنه قد سمح لمGGديره أن يصادر ويحتل كرامته بأن صفعه أمام المدير. وليس غريبا إذا أن يعود الفأر

فال يموت. GGة من محيطهGGا إلى خليجهGGا، إذ تهGGان اسم أحمد: اسم تمثيلي لألمGGة العربي األمة من زعمائها وال تستطيع أن ترد اعتبارها ضعيفة لفشل الرجل مGGرتين

يؤكد هذا الضعف المدير صادر حGق أحمGد في الكرامGة، والفGأر صGادر حقGه في الخصوصGية

والملكية. وهذا دليل آخر على الضعف. 14\4\2010

يقGGول تGGودوروف: النص هGGو الحكم. معطيGGات النص ال تحتمGGل اختالفGGا.االختالف قائم في التأويل.

في قصة "الفأر الذي لم يمت" هنGGاك معطيGGات ثابتGGة: بالنسGGبة للشخصGGية هي واحدة مركزية حاضرة من البداية إلى النهاية. ما يفعل أحمد وما ينجGGز وما الذي يحصل عليه هو ما يهمنا، من هنا نحدد البطولة ووجودها في هGGذاGGه لم يحقGGق النص. بدأنا بعالقة أحمد مع المدير ولم يكن أحمد فيه بطال ألن


9

غايته. في القسم الثاني من النص شعر أحمد بأنه مستفز من قبGGل الفGGأر. أحمGGد المقهGGور نهGGارا اسGGتفز في وقت راحتGGه، وقGGد حGGاول أن يعGGوض عن فشله األول )العمل( بانتقام حاد )حمله للشبشب( بما يوحي بتفريGGغ قهGGرهGGق غايتGGه لم يفعGGل. إذا في غير مسGGبب األزمGGة الحقGGة. عنGGدما أراد أن يطب سGGألنا لمGGاذا لم يفعGGل؟ نخGGوض في مرحلGGة التأويGGل، والتاويGGل وإن حGGاول

الخروج من حيز النص لكنه ال يمكن أن ينفصل عن معطيات النص. المسوغ لقيام حبكتين منفصلتين إن لم يكن هناك رابط وثيق بينهما. وهGGذارورة GGة بالضGGاتين متينGGاألمر قائم في القصة وفي الرواية. العالقة بين الحك

وإال سنفصل بين القصتين بقصة واحدة بما ال جوز في األدب. المقام المشGGترك بين المGGدير والفGGأر: أحمGGد الGGذي يربGGط بينهمGGا، وإذا كنGGا نتحدث عن النهار والليل فإننا نتحدث عن حياة أحمGGد كلهGا، وأيضGGا المكGGان

)المكتب والمنزل( ومن شأن ذلك إرادة الكاتب التعميم. أحمد أيضا اسم تمثيلي يعتبر رمزا لألمة العربية من مشGGرقها إلى مغربهGGا، وكان للكاتب إمكانية ترك االسم عنه إن لم يشأ التدليل على أمGGر بصGGورة غير مباشرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "خير األسGGماء مGGا حمGGد

وعبد" – لذا االسم رائج. فشل أحمد في المرة األولى مع المدير وفشGGله يحتمGGل التأويGGل وإن كGGان النص ال يحكي ذلك مباشرة لكنه يشGGير إلى الفشGGل. سGGب الموظGGف فيGGه إهانة ومذلة ألن المدير بالغالب ال يصفع موظفا عنده في الواقع. ولعل هذا يفسر فشله فيما بعد. من يسمح لنفسه أن يشتم فهو مهان بالفطرة، ولم يكن المدير ليضرب أحمد لعلمه بأنه لن يحري أي رد فعل، وسGGيبقى مهانGGا إلى األبد. حاول أحمد أن يسوف )تسويفا عربيا( رد فعل مGGا دون أن نقGGوم به. وبالفعل أحمد لم يرد اعتباره )لما يفعل بعد(. تحديد الهGدف بعGGد إهانGGة المدير له باد في إبدائه الرغبة بقتل الفأر؛ قال: حملت الشبشب. في هGGذاGGه قGGد تشGGرب القرار أيضا لم يحقق أحمد ما قرره وترك الفأر. هذا يعني أن

الهزيمة فسمح للفأر بالدخول إلى المنزل كما سمح للمدير أن يضربه. دمGGدة عGG الشخصية الصامتة: ال ترد على ما يحيق به. والشخصGGية المقي

إحراء أي رد فعل. أحمد يعبر عن كليهما. ر على الجبن، مGGع GGف يفسGGدري كيGGا ال يGGربي عمومGGعب العGGالال أدرية: الش وجود تسويف ال طائل منه. وبذلك هناك تعظيم للفعل وتقزيم لGGرد الفعGGل. السلطة تشتم على المأل أمام الحاضرين ال يعنيه شGيء، ولGو أقGام اعتبGارا لرد فعل أحمد لما أقدم على فعلته ففي أي حGGال من أحGGوال ردود الفعGGل

سيضر أحمد بما يكرس الذل.


10

ما يقوله اآلخرين؟؟؟هناك اعتبارين متناقضين للقراءة األدبية، وبالتالي التأويل:

إيزر: القGارئ يحGاول أن يسGترد كرامتGه بتأويلGGه الحGر غGير المحتكم-للنص.

GGا الن- تGGودوروف وهGGيرش: يعتGGبرون االحتكGGام إلى النص أمGGرا حتمي القارئ ال يتحدث من فراغ، وهناك اعتبارات وأعراف تحتكم القراءة

لها. ال بد لنا أن نقبل توجه إيزر بمشاركة القارئ في النص، ولكننGGا نربطGGه بمGGا

أطال هيرش في شرحه وهي االحتكام لألعراف. في هذا النص أعراف خاصة يحتكم لها القارئ بتأويله:

النص ومعطياته.أ- خلفية الكاتب ومجتمعه: لن يكتب طوبيGGا عن كGGرم األخالق في هGGذاب-

النص في ظل الهزيمة المتفشية في أمتنا. GGة الكريسGGتيفات- GGة. تقGGول نظري الحGGال العGGام )الهزيمGGة( لألمGGة العربي

)لفسيفسGGاء( بGGأن النص قطعGGة من الفسيفسGGاء العامGGة بتنGGاغم مGGعالتركيب األدبي الكامل للمجتمع العربي.

يترك النص مراحا إلى تأويل يعبر عن الهزيمة في الال أدرية. وجول قال: اليمكن أن نقول هناك تأويل صحيح وتأويل غير صحيح.

اGGل أمامهGGة الرجGGة عن هزيمGGرأة، بمتابعGGاب عن المGGدما يكتب الكتGGعن المرأة في داخل دائرة الهزيمة، يحاول الرجGGل أن يجGGد مGGبررات لهGGذه

الهزيمة. بعض المدارس النقدية

- الداللية، وهي علم التعامل مع الداللة األدبية، وأصGGحاب هGGذاالسيميائيةGGة بنائهGGا المذهب يقولون على الباحث أن يعنى أوال بالصياغة الداللية وكيفي

)وهذا هو رأي المحاضر(. : علم التعامل مع شكل النصالشكالنية: تفكيك النص إلى أولياتها )من نص صريح إلى نص مؤول( التفكيكية

علم بناء النصالبنيويةفي العودة إلى النص


11

أحمGGGد ال يعنينGGGا من حيث هGGGو أحمGGGد. األدب يوظGGGف الفGGGرد للحGGGديث نGGا GGة. وال يمكن أن يكGGون األدب إال تمثيلي المجموعة. الشخصية بطبعها تمثيلي بالفطرة، وأحمد شخصية تمثيلية على مستوى المعنى، لتعبGGيره عن األمGGة، وما يساهم في هذا التمثيل هو التسGGمية العتبGGار االسGGم مسGGحوبا من قلب اإلجماع العربي. شخصية المدير شخصية إشارية إلى وظيفة للتGGدليل علىGGة في الفGGوق والتحت لنGGدخل إلى المكانGGة السGGلطوية. قربنGGا هGGذه الثنائي المجال السياسية )الطبقية(. بالغ الكGاتب في توضGGيح الهGوة الفاصGلة بين المدير والموظف، بشتم المدير )فالمدير معتاد على الشتم، وإال لما أصGGبح

مديرا(. 21\4\2010

،المGGGابقة لإلسGGGة سGGGاهرة قديمGGGة ظGGGة بين األدب والسياسGGGالعالق والمناظرات بين الفرق اإلسالمية من شيعة وخوارج سياسGGية باألصGGل. كما أن المديح والفخر شGعر قGائم على حس سياسGGي. وقلنGا: الشGيعة أكGGثر الفGGرق اهتمامGGا بالسياسGGة. مGGرد ذلGGك قيGGام الفرقGGة العتبGGاراتGة. وهنGGاك بعض الصGGحابة الGذين يتهمGون سياسية وليس العتبارات دينيGGار بأن علي أبعد عن الخالفة بGGالقوة. نضGGيف إلى ذلGGك أن قيGGام كGGل تي سياسي مستمر الوصول لفترة زمنية طويلة مشروط باعتبارات دينية، ولذلك كان من الجدير وجود أدب يروج لهذا التيGGار السياسGGي أيGGا كGGان انتمGGاؤه واعتبGGاره. تتحتم العالقGGة بين األدب والسياسGGة كلمGGا احتGGدمت األحوال والظواهر السياسية محليا وعالميGGا، لGGذلك نلحGGظ تطGGور األدب السياسي وشيوعه في سنوات الخمسين وما بعد ذلك. وينبغي لنGGا فيGGه جGGزء هذا المضمار أن ننوه بأن األدب ال يمكن أن يعلو عن التاريخ ألن من حركة التاريخ وال يمكن للجGGزء أن يسGGيطر على الكGGل، لGGذلك نGGرى األدب متماشيا مع حركة التاريخ متأثرا بها وليس بGالعكس، وقلمGا نجGد

.3تأثيرا لألدب في حركة التاريخالنمل األشقر

ليلى العثمان

عانت ليلى العثمان من السلطة. كاتبة كويتية مشاكسة عنيGGدة ومكافحGGة. عمرها يتعدى السبعين اليوم. كانت متزوجة من الكاتب الفلسGGطيني وليGGد أبو بكر. مشغولة بGأمرين: السياسGة والمGرأة. والسياسGGة لهGا وجهGان في

أدب العثمان:

عملية استقبال ثالثية.. )كالرا سروجي( 3


12

العالقة بين المواطن الكويتي والسلطة الحاكمة.أ-العالقة بين األمة العربية واالستعمار. ب-

حوربت العثمان لذلك وحوكمت، مع عادلة شعيب، وحاول بعض المقربGGونGGة ولGGذلك أن يخرجوها بكفالة فرفضGGت واسGGتمرت حGGد وصGGولها إلى الحري

كتبت المحاكمة. .الجانب النسوي: تكتب بكثير من الحرية حد اإلباحية

***GGا.، ظهور النمGGل جGGزء من ثقافتنGGا، واعتيادنGGا عليGGه ال يمكن أن يكGGون غريب ولكن النمل في األدب العربي موتيف متكرر بداللة واحدة لتوظيف النمGGل للدواعي السياسية كمستعمر وذلك لعمل النمل في جماعات وجيوش، ثم يعمل بجد من أجل توفير كل موارد الحياة، ويعمل للتخGGزين وليس لألكGGلGGز فقGGط كمGGا يكGGون مسGGتعمرات لGGه داخGGل األرض. هGGذه المواصGGفات تمي

المستعمر. كلمGGة "حGGرام" كلمGGة موظفGGة بدقGGة، يحGGاول النص أن يقGGدم صGGورة عن

المجتمع العربي عبره للتعبير عن الضعف. الصفات األنموذجية: للنمل مواصفات خاصة تميز المستعمر، والمجتمع

العربي ذو صفات خاصة يدلل على الجهل والغباء. .حكاية في داخل الحكاية: تدل على المثل على فعل النمل .قوله: على البيت.. ومن فيه: فصل بين البيت وأهله.تراجيديا: موت الطفلة الخالةزء منGل جGأن النمGGع بGة والجميGGاعتراف الكاتبGGة بGGهناك ظاهرة مألوف

الكيان. لذلك تحاول الراوية التمرد على هذه المسلمات وخرقها. لوكه علىGGما حاجتنا إلى قصة تحدثنا عن النمل وعن عادات النمل وس

المستوى الفكري والثقافي؟ بكلمات أخرى: النمGGل هنGGا ليس نمال ألننGGاGGة ولفقGGدت معناهGGا. نحن ننفي عن النص لو أبقينا عليه كشخصGGية عادي القراءات الساذجة لتعليمنا العادات متجاهلين الGGدالئل البديلGGة العميقGGة

. لملمة المعطيات هي التي تكشف الداللة. واجبوهذا اءGGل األبنGGو جيGGريب هGGل عGGالعريب: اسم تمثيلي )وهي اسم قديم(. جي

الثالث الذي يتمرد ويختلف عن سابقيه في استيعاب النمل. يGGل السياسGGو الحقGGة ه GGذه القصGGوي في هGGفلول- تجتاح..: الحقل اللغ

مشحونة بظالل استعمارية. كلGGديث بشGGدأنا بالحGGبيت، ثم بGGو الGGتحدثنا في البداية عن حيز ضيق ه

أوسع عن سابقتها )بابوشكي متشعب من الكل إلى الفرع(.


13

28\4\2010 كليلة ودمنة نموذج لتسييس رمGGز الحيGGوان وال زال قائمGGا حتى يومنGGا هGGذا.

السبب في هذه التقنية )الرمز( يحتمل تأويالن: الحيوان كرمز لتغييب الداللة الظاهرة التقاء سطوة الرقيب.أ-الرمز يضفي نوعا من الجمال.ب-

GGة، وهGGذا النتيجة: الحيوان ليس شخصية مستقلة بقدر ما هو شخصية رمزيمن أسس النص السياسي وأسس قراءته توجب النظر في الداللة.

وذات يوم دخل إلى بلدتنا نمل غGGريب: هGGذا التعبGGير ال يسGGتقيم مGGع سGGلوك النمل إذا كنا نتحدث عن نمل حقيقي. البلدة مواطنة، لذلك لم تقل الكاتبةGGه ليس من ا يGGدل على أن GGدخل إلى حقولنا وال إلى بيتنا. النمل الغريب أيض المنطقة، وجه الغرابة فيه موجه لمعنى آخر غير ما يظهر. الفتاة "عGGريب" هي مصدر هذه المعلومة وإذا قGGالت بأنGGه غGGريب فهGGو غGGريب، ألن أقوالهGGا

ملزمة. العنايGGة هنGGا تعطى بكاملهGGا للنمGGل المGGروي )تبئGGير- يقGGف في بGGؤرة النص،ر، والتبئGير ترجمGة للمصGGطلح المصدر مشتق من فعل منحوت، والفعGل بGأ

FUCUS من الكاميرا، استعيرت لتصف كلوهذا المصطلح سينيمائي مأخوذ FUCULIZATIONما يدور حول الشخصية المبأرة. المصدر باإلنجليزية

GGاني ليس فقGGيرا منحت عريب في البداية قGGوة التهامGGه إنسGGانا، والنمGGل الث بقوته. من المعGروف عن النمGل جGGده وابتعGاده عن اإلنسGان، لكن الكاتبGGةلت أن تنتقي مواصGGفات سGGلبية منGGه GGمات وفض GGذه السGGدت عن هGGابتع

هذه االنتقائية ليست عفوية بل متعمدة، واالفتراس( SILICTION)انتقائية- وحده كاف ألخذ موقGGف سGGلبي من هGذه الشخصGGية، وذلGGك بواسGGطة ليلى العثمان التي وقفت وراء الراوي. هذا يعني أن ليلى العثمان صاحبة موقف سلبي من النمل أيضا وهذا ما يقوله هيرش بأن الكاتب يقنعنا بوجهة نظره

ولكنه يأتي بأفكاره على لسان الراوي. GESTALT- اGGة تجعلنGG النظرة المتغاضية عن التفاصيل الدقيقة. هذه التقني

نرى األشياء بكاملها، ولكن نص العثمان في الواقع جزءا من هذا المبنى. ذات يوم- أي فجأة: هGGذه العبGGارة مGGع العبGGارات األخGGرى )غGGريب، بلGGدتنا..(

تؤكد أن النمل رمز باعتباره غاز. لبي، ففي هGGذه GGف السGGد على الموقGG شGGره، يلتهم، تسGGرق: عبGGارات تؤك العبارات إشارات إلى العنف. وقوله "يلتهم كGGل مGGا يGGراه تعميم مجحGGف ال

يناسب الواقع بل يناسب الرمز.


14

األسود مقابGGل األشGGقر: تميGGيز بين الجGGواني والGGبراني. واألشGGقر مسGGتعمرعنيف كما سبق ومنحه الراوي مواصفات لذلك.

أبو مسامح: اسم تمثيلي يدلل على سماحة العGGرب حتى تجGGاه المسGGتعمر.المعترض لهذه المسامحة هي "عريب"

التصريح: عريب تصرح بأنها تخالف أبو مسGGامح واألم بوجهGGة نظرهGGا، ففيحين يعتبرون النمل ضعيفا أعتبره قويا.

عملية تجمع النمل مخطط ومGدروس لقيامGه بعGد نGوم أهGل المGنزل. هGذاGGل الفكر االستعماري مستعار من الحقل العسكري الحربي. وعبGGارات: يحت

بيوتنا ويأكل أرزاقنا أيضا تدليل على االستعمار. GGر أن تGGرد عليGGه بطريقتGGه، فتختGGار بنGGاء النمل يتجمع ويخطGGط، ولGGذلك تفك جمعية لمحاربة النمل األشقر. المجموعة الGGتي تتكGGون سGGتكون من الجيGGل

الجديد وليس من جيل األهل وأبي مسامح.Gة GGه سياسGي. اآللي تحدثنا عن آلية أولى هي كون الحيGوان رمGز والغGالب أن

راع – GGرفي الصGGالثانية: تحديد طCOMPLICATION ادمية هيGGذه التصGGه راع بGGدأ باالنكشGGاف بجالء بين النمGGل GGيا. الصGGل من النص سياسGGتي تجعGGال

وجمعية محاربة النمل. المسار العبثي غير المعقول- نثر السكر في الطرقات. دليل إضافي لتأكيد توجيه النص سياسGGيا. بعضGGهم ينظGGر إلى النمGGل مصGGدرا للGGرزق، وبعضGGهم يحتال على النمل، وبعضهم يحترم النمل، أما استراتيجيتها فواضحة تقضGGي

بمحاربة النمل. الحكومة بدأ تعارضنا- ألنها وجدت من ينافسها. هذا يجعلنا نشك بأن هGGدف الحكومة محاربة النمل. المسميات "حكومة وشرطة" اسGGتخدمت للتGGدليل على اتجGGGاه سياسGGGي معين ال يحمGGGل سGGGوى معGGGنى واحGGGد. اآلن انقلبت

الصراعات ‘لى محلية بين المحليين والحكومة. موقGGف الحكومGGة: اإلتيGGان بالنملGGة، تربيتهGGا، نموهGGا حتى تصGGير في حجم الصرصار، ثم إطالق النار.. استرايجية ساخرة يظن ذووها أنها صائبة. هGGذه السخرية هي التي تفتح أمامنا اطالعنGا على مGا يسGGمى االسGتعمار الجديGGد وقد تحدث كثير من الكتاب بمن فيهم أدونيس عن هذه الظGGاهرة معتGGبرين

أن مشكلتنا ليست مع المستعمر بل مع "ذوي القربى". الحكومة في بيانها العاشر تظهر كذبها فقGGالت: الحكومGGة غGGير قGGادرة على

مكافحته ألنه كبر".


15

النمل يصبح إنسانا- نهاية مغلقة، والبناء الرمزي متكامل )أليغوري(. السالح الذي يقاوم به المستعمر هو العلم )كتبي، شهادتي( فشعب مثقGGفة بشGGان GGا. أغلقت القصGGتعمار يومGGادر على التغلب على االسGGغير مسلح ق النمل بالقتل. الشخصية المركزية هو النمل، والفعل األخGير الGذي يجب أن

يعالج النمل فيه. يرى األستاذ أن هناك توجهين لتأويل سلوك األم:

إما آسفة على سلوك ابنتها وندمها على طلب قتGGل النمGGل ألن ذلGGكأ-جريمة.

تبكي السنوات التي مرت دون محاربة النملب-: تلخيص

س:أوال : هناك ثالثة روافد من روافد األدب المسيGGل فياألول راع بين المGGواطن العGGربي والمسGGتعمر األجنGGبي المتمث GGالص :

عريب والنمل األشقر.لطة تبGGدو أكGGثرالثاني GGالصراع بين السلطة المحلية والنشء الجديد. والس :

عنفا وظلما من المستعمر األجنبي هذه السلطة الGGتي كGGان من المفGGروضأن ترعى مصالحه وشؤونه.

: العالقGGة بين األجيGGال باعتبGGار أن األهGGل يشGGكلون سGGلطة بالنسGGبةالثGGالث ألبنائهم، واألبناء هنا يتردون على هذه السGGلطة الخاملGGة. فوكGGو –فيلسGGوف فرنسي: ال يتوقف عند المعنى الضيق لمعنى السلطة لقيامها وفق المبGGنى

الهرمي، لذلك يمكننا اعتبار األهل سلطة يمكن التمرد عليه. : إستراتيجية المواجهGGة للمسGGتعمر األجنGGبي هي المواجهGGة العسGGكريةثانيا

GGة اسGGتراتيجية أخGGرى لن تفي المباشرة بما تعنيه من قتل وتصد وتحGGد، وأيبالغرض في هذا المقام.

ابق.ثالثا GGل السGGيط من الجيGGامح والبسGGهناك سخرية من الموقف المس : هذا ما يسمى استراتيجيات التعامل مع السلطة. هذا يأخذنا لألسئلة: كيGGف نتعامل مع سلطة األهل وسلطة االستعمار وسلطة الحكم الGGداخلي. اعتGGبر النمل األشقر )المستعمر( األقوى، لGGذا كGGان الحGGرب والمواجهGGة الصGGريحة والفاعلة بالقوة ضده أقوى االستراتيجيات، كما استخدمت أسGGلوب تجميGGع القوى توسعت وتعGGاظمت حتى حصGGلنا على قاعGGدة كافيGGة لكنس االحتاللGGة ثانيGGة باإلضGGافة إلى القGGوة المسGGتعمر الخGGارجي، والعلم إسGGتراتيجية قوي فدونه ال يمكن التغلب على المستعمر األجنبي. الشخصية المركزية مقابGGل


16

ذلك استخدمت استراتيجية الحوار واإلقناع وربمGGا الصGGمت مGGع األهGGل. أمGGاGGة فهي أشGGد سGGوءا فGGالتمرد الصGGامت هي االسGGتراتيجية السGGلطة المحلي المسGGتخدمة لخشGGية الكاتبGGة ربمGGا تجGGاوز الحGGدود المعروفGGة بين األدب

والسلطة.

5\5\2010الميزات الفنية للنص

: القصة أليغورية تتبنى النظام الرمزي الكامل من البداية حتى النهاية،أوال ما يشكل هذا المبنى وجود جملة من الرمGGوز تتضGGافر معGGا لتشGGكل الرمGGز األعظم. هGGذه الرمGGوز عامGGة شGGاملة تشGGمل النص كلGGه من البدايGGة حتى

النهاية. عناصر هذا المبنى النمGGل األشGGقر: من خالل شGGكله ولونGGه وسGGلوكه نالحGGظ أنهGGا رمGGز-1

)والمبGGنى األليغGGوري أوضGGح الرمGGوز الشGGفافة الGGتي تحمGGل المعGGنى بشGGكل واضGGح( ومGGا نسGGبت الراويGGة لGGه من صGGفات تشGGي بكونGGه مستعمرا أجنبيGGا فهGGو قGGادم من بعيGGد، ولونGGه أشGGقر، وهGGو متGGوحش

وعنيف ومفترس، ويزحف ويكثر حتى يحتل كل البالد. عGGريب رمGGز من حيث االسGGم، السGGن والجنس يGGدل على الجيGGل-2

. األنموذجأو "الشخصية الفكرة"الجديد. تعتبر عريب : الشخصGGGية الفكGGGرة هي مGGGيزة ثانيGGGة بحGGGد ذاتهGGGا. تعتGGGبر عGGGريبثانيا

، ولهGGذا تصGGلح عGGريب أن تكGGون أياألنمHHوذجأو "الشخصية الفكرة" : بنGGاء الشخصGGية بمGGا يتالءمالتشخيص. هذا يأخذنا إلى الحديث عن 4فتاة

مع المعنى المراد والمقصود، فإن بنيت بناء على التجسيد فيمكن أن تحللGGة. هنGGاك آخGGرون يعتقGGدون بGGأن تحليال نفسيا كما لو كGGانت شخصGGية حقيقي الشخصية مجرد حبر على ورق ركز الكاتب على جGGوانب منهGGا ولGGذلك هي صورة لمجزوء بشري. انتقت الكاتبة جانبا واحدا فقGGط من شخصGGيتها ممGGا

األدب السياسGGي إلى توظيGGف الشخصGGيةيميلجعلنا نجزم بأنها شخصية. الفكرة ألن في هذه التقنية تركيز على الناحية السياسية دون غيرها.

؛ باختتامGGه بشGGكل من أشGGكال النجGGاح على نحGGو مGGا،متفائل: النص ثالثا وثبات عقلية ضرورة محاربة العدو، وذلك بتجميع القوى نحو النجاح الكامل )وإن لم يتم(. ليلى العثمان تGدرك بGأن المسGتعمر ال زال موجGودا وتعGاون السلطة المحلية مع المستعمر حالت دون تمGGام هGGذا التفعيGGل للثGGورة ممGGا

4 . مالمحها، من متجردة غير التمثيلية الشخصية الفكرة والشخصية التمثيلية الشخصية بين فرق هناكمن مجردة الفكرة الشخصية أن ذلك صحيح العكس لكن فكرة شخصية هي تمثيلية شخصية كل وليست

المالمح


17

جعل النجGGاح محGGزوءا. اكتفت العثمGGان في النهايGGة بالوصGGول إلى األرضGGية التي ستواجه المستعمر في يوم ما وهذا ما يسGGمى التفGGاؤل الGGذي يGGدفعنا

إلى التحرك دون أن تمس بواقعنا الذي لم يتخلص بعد من االستعمار.GGة بتGGأن ألن المواقGGف ال تتشGGكل إلى منطق التدريج:رابعا ة مبني GGالقص :

بتدرج، مما يتيح المجال لتتفاعGل التجربGة وتتعGاظم وتختمGر منGGذ طفولتهGا وسماعها عن قصص النمل فسكنت في قلبها النقمة على مستوى اللغGGة ،

واقعياوترجمت هذه النقمة إلى فعل )تمرد وثورة(. التدريج يضGGفي بعGGدا في بناء الشخصية لموقفهGGا، ألن الموقGGف لم يGGأت من فGGراغ بGGل جGGاء إثGGر

GGالي يعتGGبر النص ة فيتصاعدياتراكما أدى أخيرا إلى التمرد، وبالت GGالقص . بنائها تركز على االسGGتهالل والتصGGاعد حGGد الGGذروة دون النظGGر في تهGGافت

األحداث ألن األحداث لم تتراجع ولم نجد لها حال. في النص كانت محددة في شخصية واحGGدة، وفيالتبئير: عملية خامسا

جزئية واحدة من الشخصية )بفكرهGGا فقGGط(. إذا كنGGا نالحGGظ التبئGGير نقطGGة ضوء وليس مفتوحا وال شGGامال، وهGGذا التحديGGد يعGGني اللهGGاث وراء الرسGGالة )الكاتبGGة تGGركض وراءهGGا لتبينهGGا وتحGGددها(. وبشGGكل عGGام ال يعGGنى األدبالسياسي بالتفاصيل المصاحبة بل بالتفاصيل الموصلة إلى الفكرة فقط.

12\5\2010نزار قباني- تقرير سري جدا من بالد قمعستان

- كتبها قباني في بيروت. 1984 كتبت عام هذه القصيدة المطولة نموذج للشعر السياسGGي، الGGذي عرفGGه العGرب منGGذ كان الشعر في عهد تناحر القبائل فيما بينها، والتي انقلبت مضامين الشعر

بعدها إل مضامين أيديولوجية وطائفية عرقية في نهاية العهد الراشدي. في القرن العشرين في النصف األول: أول الشعراء السياسGGيين في ذلGGك العهد كالجواهري )عميد الشعر السياسي في تلك الفترة، حد نفيه وتسوله الفتات من الملوك العرب( والرصافي وغيرهم من العراقيين الGGذين كGGانت لهم الريGGادة في هGGذا الحقGGل، لمGGا عGGرف عن تثGGويرهم للجمGGاهير ضGGد

المستعمر اإلنجليزي. مأسGGاة العالقGGة بين الشGGاعر والحGGاكم: يبقى الشGGاعر تحت إمGGرة الحGGاكم بطبيعة الحال وإن وجGGدنا في كثGGير من النمGGاذج تثGGويرا، وهGGاكم الجGGواهري والسياب مثاال لذلك، فالجواهري يتسول والسياب عاجز إلى الوصGGول إلى

العراق بعد نفيه. -5-


18

يقول نزار: ربي، منGالم العGا العGة من زوايGاعر أي زاوي GGقمعستان: ال يستثني الش

قطر إلى المغرب إلى سوريا الكبرى إلى دول النفط وغيرها. GGة لغتGGه ورقتهGGا. لكن المعGGنى اللغة دون نزارية بطبعهGGا لمGGا عGGرف عن فني الممتGGد الGGذي يمكن أن يختزلGGه في سGGطرين يمتGGد لبنGGاء صGGور اسGGتعارية وبالغية فنية جميلة، هذه القGGدرة على تجGGاوز اللغGGة بGGالتركيز على المبGGانيGGه في هGGذه القصGGيدة يسGGتغني عن كGGل ذلGGك فيسGGتخدم حGGديث وهGGام، لكن األسلوب المباشر والسهل حد عدم القدرة على إضافة كلمGGة واحGGدة على

ما قاله. يبGGدأ الشGGاعر باسGGتفهام إنكGGاري ال يحتGGاج جوابGGا وال يحتGGاج شGGرحا ال على مستوى الكلمGGات وال على مسGGتوى الداللGGة. والغGGريب أن القاعGGدة العامGGة تقضي أن خلو اللغة من الغريب يعني استعصGGاء بلGGوغ الداللGGة، ولكن نGGزار قباني ال يسير وفق هذه القاعدة لسهولة اللغة والمعنى أيضا، وقلما يفعGGلعر. GGنزار قباني ذلك العتبارها تنازال عن األسلوب العام الذي يسير فيه الش الشاعرية في هذا الشعر تراجعت بل اختفت وراء الجرأة التي تحدث فيهGGا

الشاعر، فانقلبت الجرأة على ذلك شاعرية تدل على الطاقة اإلبداعية. قمعستان: كلمGGة منحوتGGة من لفظGGتين قمGGع وسGGتان- قمGGع عربيGGة وسGGتان فارسية حتى يجعل للقمع بلدا، وقمعستان كلمة مهجنة. قمعسGGتان تسGGمية ملزمGGة: فالمسGGمى ال يعGGرف إال باسGGمه، واالسGGم يشGGكل بGGديال للمسGGمى.GGة، Gة وجغرافي العالقة بين اللغGتين: الفارسGية والعربيGGة تاريخيGGة ثقافيGGة ديني اسGGتخدمت في كثGGير من أمGGاكن العGGالم للتGGدليل على اسGGم مكGGان، لGGذلك تستوعب الذاكرة هذا المصطلح سريعا، واللغة العربية كذلك تقبلها. وكلمة ستان حاضرة جاهزة استخدمها سريعا كذلك فكلمة ستان مقترنGGة بأسGGماء

دول كثيرة. الكلمات: قمعستان، شمال إفريقيا، نفطستان: أسGGماء عامGGة غGGير محGGددة هروبا من االتهام لتخصيصه النقد لحكم دون آخر مما يسهل عليGGه الحGGديث

بطالقة ودون خوف. رق(: من القهGGر في الغGGرب إلى GGشمال إفريقيا )الغرب( – نفطستان )الش

شواطئ القتل في الشرق. السحل: شكل من أشكال االضطهاد الذي يولد حزنا ومرارة شديدة.


19

شريان- شريان: كلمة تدل على الشمولية، وهGGذا التعبGGير نGGزاري اسGGتعاري بالغالب للداللة على القتGل. وسGيف الحGGاكم يمتGد من بدايGة الشGريان إلى

نهايته. القرفصة: جلسة عربية قديمة كانوا يجلسون حGGول الخGGوان عبرهGGا بشGGكل دائري. هذه الجلسة تربط المخلوق باألرض. الملGGوك العGGرب ال يقرفصGGون على األرض بGGل على رقGGاب الشGGعوب )لإلذالل( واألنكى أن ذلGGك باسGGم الوراثة، العتباره المعيGGار الوحيGGد إلذالل الشGGعب والجلGGوس فGGوق رقGGابهم. كلمة رقبة لهGا حضGور في الدارجGة أكGثر من كلمGة رقGاب ممGا يGؤدي إلى

تقريب المعنى من الشعب –برأي المحاضر- وذلك تحذيرا لمعنى الذل. Gه أداة مصGGبوبة في األقالم، يكرهون الورق األبيض قبل الكتابة، والمGداد ألن وبالوراثة أيضا. وأول بند في دسGGتور هGGذه البالد: تعطيGGل اإلنسGGان في لغGGة

الكالم. وهذا اضطهاد آخر على مستوى حرية التعبير. الله يا زمان: تأوه مباشر يقوم على شيء من الحنين، فغيGGاب األمGGر يGGدعو للحسرة فالتذمر فالبكاء بشيء من الحنين. مناجاة الله استجارة جيء بهGGا

كاستجداء مؤئل أخير بعد غلق أبواب العودة إلى زمان مضى. -6-

GGاني من الحGGديث عن البالد للحGGديث عن في المقطوعة السادسة ينتقل قبالمواطن.

الجغرافيا ال تصير وطنا إال إذا توطنها اإلنسGGان: وهGGذا يعGGني ن الGGوطن هGGوGGه مGGوطن مشGGوه GGاني على ذلGGك مGGواطن ولكن عالقة المكان باإلنسان. وقب

بالقمع. يحلم أن يكون حيوانا: هذا مبالغة في التحقير، يقGGوم اإلنسGGان بGGالتجرد من

إنسانيته وتذويت دونيته حد عدم تصور نفسه ما دون الحيوان. حتى ال تطلGGع في غيGGاهب الفنجGGان: المقصGGود في المخGGابرات الGGتي يGGتردد ذكرهGGا في معظم األدب المسGGيس لتوضGGيح طبيعGGة العالقGGة بين الحGGاكم

والمحكوم. المقهى اتجاه فكري عن رواد المقاهي. مواطن يخاف االقتراب من زوجته قبيل أن تأتي المبGGاحث: المقصGGود بGGأن العالقة بين المرء وزوجه محرمة )رغم أنها حق( لGGذلك يحGGاول أن يختلسGGه

قبل أن تأتي المباحث. المبالغة هنا لتأدية الحد األدنى من المعنى. المصلي في المسجد تدليل على توجه فكري أيديولوجي محدد.


20

حتى ال يقال إني رجل يمGGارس اإليمGGان: كلمGGة يمGGارس كلمGGة محرفGGة عن المعنى القترانها بسياق مختلف تماما )يمارس الفواحش والمبيقGGات وليس اإليمان ألن اإليمان يتجGGذر ويستشGGعر وال يمGGارس(. فالGGدين نهج يGGذوت والGGة تخلGGق سGGخرية يقتصGGر على أداء الجGGوارح، بينمGGا كلمGGة "ممارسGGة" دنيوي واضحة وصريحة. وقاموس المصطلحات عنGGد المخGGبر يGGدلل على وضGGاعته

لخدمته الظلم، وترفعه عن الدين. 26\5\2010

نزار قباني- تابع

كي ال يقول االمخبر إن الرجل يتلو سورة الرحمن، وهذا النقل محGGور علىلسان الشاعر.

بدأنا بالحديث عن حياة عادية بسيطة بذهاب الرجل إلى المقهى- والذاهب إلى المقهى شخصية تمثيلية، والسلطة تخاف المواطن العادي. كما يخGGافGGز الرقابGGة الحاكم في عالقته مع زوجته، وذاك الGGذي يصGGلي، وبGGذلك ال ترك على مراقبGGة أحGGد دون آخGGر بGGل تشGGمل جميGGع فئGGات األمGGة )السياسGGيون، والعGGاديون، والعGGاملون، والشGGيوخ ..( ممGGا يعGGني بGGأن فعGGل الرقابGGة محتم

وضروري. في هذا المقطع يشير نزار قباني أن الرقابة ال تGGترك أحGGدا وشGGأنه، فجهGGاز الرقابة يشمل كل شرائح المجتمع دون استثناء، على كل المستويات وفيGGا..( وهGGذه الشGGمولية يشGGير كل المجاالت المعرفية )فنيا، سياسيا، اجتماعي إلى أن أهم ركيزة من ركGGائز الحكم العGGربي إحكGGام القبضGGة على الشGGعب من خالل جهاز الرقابة المجهز جاهزية كبرى ليبقى الحاكم حتى يحGGل حين

زواله. تجابةGGهناك اختالف في المباشرة بين السرد والشعر: فالشعر أكثر اس

للشعور من القصة مثال، وعلى هذا األسGGاس كGGانت القصGGيدة تسGGتخدم كوسGGيلة إعالم فيحGGرك مشGGاعر المحGGاربين بالحماسGGة، والنGGدماء في الغزل وغير ذلك مما يشي بعالقة الشعور الفطرية بما أسGGماه العGGرب

الشعر، وال زالت القصيدة حتى اليوم مباشرة متعلقة بالشعب. حرب( ة67السياسة ذات مستويات: مستوى الحدثGGو قطعGGوه )مثال

مجتزأة من سياق كامGGل؛ من أيGGديولوجيا تتنGGاول قضGGية مGGا. ومسGGتوى األيديولوجيا: وهو فكر متواصل، وقGGد كتب محمGGود درويش في بداياتGGه على مسGGتوى األيGGديولوجيا. وكGGذا سGGميح القاسGGم، في إحGGدى قصGGائدهف" يقGGول : "أنGGا متأسGGف يGGا أخي وعGGدوي ألن اللGGه GGا متأسGGبعنوان "أن خلقGGني وأتعبتGGك في وجGGودي..". هGGذه السGGخرية الجارحGGة موجهGGة في

سبيل الحديث عن أيديولوجيا القضية الفلسطينية.


21

Gاني أقGرب إلى التقGاط األفكGGار منGGه إلى الحGGديث عن أيGديولوجيا: نزار قب فاألدب يقوم على ثالث أثاف: الموهبة، الموقGGف والطاقGGة المكتسGGبة. في

القصيدة هناك موقف جيد وداعم ولكن الموهبة مفتقدة.

2/6/2010 العالقة بين األدب والسياسة عالقة جدلية تتخذ مسGGارين بمGGا يعGرف باسGGم "التأثير والتأثر": وهي نظرية أدبية معروفة تعنى بشGGكل العالقGGة المتبادلGGة بين قطبين يقضيان بالتأثير والتأثر بشكل مساو بالضبط، وهGGذا مGGا يسGGمى بالتالقح والتناسل، ذلك أن األدب امتداد ألعمال أدبية سGGابقة متGGأثرة منهGGا. هذا يعني بأن النص جزء من امتداد واحد له أن يؤثر ويتاثر بقدر مساو كمGGا سبق وأسلفنا. وإذا أقررنا بأن النظرية قائمGGة في األدب، فال بGGد أن نسGGألGGأثر )كيGGف ومن مGGاذا يتGGأثر وفيم يGGؤثر(. في موضGGوع عن موارد التأثير والت

التأثير والتأثر سوف نتطرق إلى نقاط مركزية هامة: قائمة بدون شGGك، وهنGGانظرية التأثير والتأثر: لقد سبق وقلنا بان أوال

GGة. نعGGني بGGذلك أن األدب متGGأثر نضGGيف بGGان الموضGGة تقحم في النظري بالوضعية العالمية. مصادر التاثير والتأثر نابعة من كل مجال معرفي يمكنGه أن يGGترجم إلى أدب )السياسGGة، االقتصGGاد..(. مثال: ظGGاهرة الحGGد األدنى لم تكن قائمة في األدب قبل الحرب العالمية الثانيGGة، ظهGGرت بعGGده على إثGGر شيوع الظاهرة كحركة معرفية عالمية )العمران، اللبGGاس..(. يجGGدر التنويGGهGGدت ردود أفعGGال على شGGكل ظGGواهر على أن الحرب العالمية الثانية قد ول

مما يؤكد قيام التHHأثير والتHHأثرعالمية كالعبثية والحد األدنى وغيرهما، ويغني عن إثباتها.

GGة في النظGGام الكGGوني علينGGا أن نعلم كيGGفثانيا GGة النظري : بعد إثبات حتمي يتأثر األدب وبماذا يتأثر؟ إن األدب متأثر بالواقع، ومن جملة التأثيرات التي تنعكس على األدب هي السياسية. كيف تGGؤثر السياسGGة على األدب؟ تGGؤثرا، بGGل وربمGGا GGلوب أيضGGكل واألس GGمون ومن حيث الشGGه من حيث المضGGفي GGز على المضGGمون مسGGتعينا GGاني حينمGGا رك الفنية كمGGا ظهGGر في قصGGيدة قب

بأساليب معينة فرضتها السياسة )الوضوح، العنف، الشتائم..( : ال يكتفي األدب السياسي بالبعد السيميائي فحسب بGGل وباألسGGلوبيثالثا

الفني أيضا. : هناك شكالن من أشكال التأثر – ما يعرف باسم مسارات التأثررابعا


22

يعGGنى باسGGتيعاب الحGGدث التGGاريخيالمسار الموضعي المباشر: أ-Gز القاسGGم على حGدث كجزئية مستقلة. في قصيدته "االنتفاضة" يركGGاريخي اللGGذين GGا مGGا يكGGون مرتبطGGا بالغضGGب والGGزخم الت واحGGد غالب ينعكسان في النفس البشGGرية. هGGذا الواقGGع يGGترجم إلى غضGGب عGGبر الكتابة بغضب، وبالتالي نفهم بأن الشاعر لم يكتGف بGذكر االنتفاضGة بل استخدم مظاهرها وأدواتها الغاضبة كالحماسة والعنف والشGGتيمة وكل مظهر حاد آخر قد ظهGGر في تلGGك الفGGترة. وبالتGGالي لم ينج منGGه ال يكتفي GGاريخي. والجGGدير بالGGذكر كGGذلك أن سGGطوة الحGGدث التا. هGGذه النصGGوص GGب ايضGGبالحديث عن الغضب، بل يتحدث عنه بغض

تجمل باسم "أدب المناسبات" ومفردها نص المناسبة يعنى باستيعاب األيديولوجيا. هذا النوع منالمسار غير المباشر:ب-

األدب يحتGGاج إلى مسGGافة فاصGGلة من حيث الGGزمن بين كتابGGة النص وبين األفكGGGGار المتراكمGGGGة على المسGGGGتوى السياسGGGGي. القضGGGGية الفلسطينية كمثGGال تجGGاوزت في عمرهGGا سGGتة عقGGود أو أكGGثر. هGGذهGGة؛ تجمعت وتGGراكمت القضية تحتوي على كثير من األحGGداث التاريخيGة. وهGذا مGا فعGل محمGود درويش إذ بGدأ ولم تستوعب بصورة جزئيGGة وأثGGرس GGراكم بنظGGرة فوقي يفكر في طريقة يعبر فيها عن هGGذا الت رجعي من خالل تناولها كأيديولوجيا. والواقع أن األدب غGGير المباشGGر محرر من أثر الحدث التاريخي المGGؤقت، يعGGود بذاكرتGGه إلى كGGل مGGا يمGGر بGGه فيترجمGGه ويصGGقله في موقGGف أيGGديولوجي واحGGد. محمGGود درويش في قصGGيدته "لمGGاذا تGGركت الحصGGان وحيGGدا" يسGGتعيد بعض الذكريات القديمGة عن الهجGGرة )تركنGGا الحصGGان وفنGGاجين القهGوة..(

ويطلب من الجنود الحفاظ على ما تركه بهدوء كبير. GGة، ا )الرمزي GGا وغموضGGدوءا وعمقGGثر هGGان أكGGكلما ابتعد النص عن التاريخ ك

التناص(. العمGGGل األدبي األيGGGديولوجي يخGGGاطب العقGGGول البشGGGرية بعكس أدب المناسبات لمخاطبته االنفعال والشعور، ويمكن المGGزج بين المباشGGر وغGGير المباشGGر إذا امتلGGك األديب قGGدرة على ذلGGك كمGGا فعGGل درويش في إحGGدى

قصائده في ديوان "أثر الفراشة". : كيف تؤثر األعمال األدبية على قارئهGGا؟ النص مGGؤثر متGGأثر في آنخامسا

GGة GGأثير ال بGGد أن نسGGتذكر مGGا قالGGه تولسGGتوي عن نظري واحد. في نظرية التGGGة للقGGGارئ ) العGGGدوى: وتعGGGني أن يسGGGتطيع النص نقGGGل العGGGدوى المعنوي

infiction GG)اس علىGGددة تقGGايير محGGاك معGGة. وهنGG كما ينقل العGGدوى الفنياعتبار التأثر العام إلدراك مدى العدوى التي انتقلت من النص إلى القارئ.


23

إذا: يقول تولستوي: األدب يقاس بقدرته على اسGGتيعابه، فقيمGGة األدب فيا، ويقGGول GGية أيضGGع الشخصGGقراءته واستيعابه وقدرة القارئ في التماهي م سارتر: يضع القارئ نصب عينيه قارئا بذاته يتوقع منGه أن يقGرأ النص. يبGGدأ استيعاب القارئ للنص باالنفعال السGGطحي )البكGGاء، الغضGGب..( ثم يGGترجم العدوى إلى فكGGرة وموقGف وميقاتGه. هنGGاك أنGGاس تتفاعGل مGGع النص على المستوى العاطفي فقGط دون اسGGتدعاء أي رغبGة في صGياغة موقGف. إذا:

التأثير انفعالي فكري أيضا. لذلك: يطمح األدب إلى اعتباره ذراعا فاعال في حركة التاريخ. محمد مهدي الجواهري العراقي كان يلقي قصائده في حضور جماهير عظيمGGة أدت إلى تحريكها نحو االستقالل من أيGGدي المسGGتعمر، وكGGذا الحGGال عنGGد الرصGGافي

ودرويش والقاسم كانوا ذوي تأثير في الجماهير. المحاضرة األخيرة

تلخيص الدورة

إن العالقة بين األدب والسياسة عالقة تاريخية تمتGGد جGGذورها منGGذ القGGديم،وإن اختلفت الظروف السياسية التي أدت إلى اختالف في التفاصيل.

بدأنا في بداية الدورة نتحGGدث عن ضGGرورة العالقGGة بين األنظمGGة والقضGGاياGGا وفGGق مGGا قالGGه ابن GGة السياسGGية والكGGاتب، لكGGون الكGGاتب اجتماعي الفكري خلدون وقلده سGGارتر في ذلGGك حيث أخGGذها من ابن خلGGدون وطورهGGا بمGGا يسمى االجتماع. والقاعدة تقضي بأن الكاتب يتأثر ويؤثر في مجتمعه. يبGGدأ متلقيا من المجتمع ثم يلقي عليه ما لديه من أدب. وهGGذا يعGGني بالضGGرورة أنه ملزم. والواقع أن القضايا السياسية ال تعتبر وقفا على العمل األدبي، إذGة )الكتابGة عن ألزم قباني بالكتابة عن خيار آخر من بين اختيGارات اجتماعي النساء والذات(. هذا االختيGGار ملGGزم الشGGتغال المجتمGGع بهGGذه القضGGية كمGGا

تنشغل بقضايا أخرى )سياسية، ثقافية..(. هذه االشتغاالت االجتماعية جعلت من األدب الفلسطيني مسيسا بGGالفطرة لطبيعة الوجود البشري في هذه البقعة من األرض، وعلى القارئ أن يلتزم

موقفا سلبيا أو إيجابيا كعدوى من النص. غالبا ما تكون السلطة في عالقتها باألمة هي التي تحظى بحصة األسد في األدب المسGGيس. بعGGد غيGGاب المسGGتعمر تGGراجعت النصGGوص الGGتي تنشGGغلGGة بالمسGGتعمر األجنGGبي، ألن االسGGتعمار التGGاريخي في بعالقGGة األمGGة العربي الحقيقة زال. ولذلك حينما تحدثنا عن فكGGرة اسGGتعمار جديGGد ينتظGGر األمGGة،GGه ال زال قائمGGا مGGدعوما من "االسGGتعمار فاالستعمار األجنGGبي قGGد زال ولكن


24

الداخلي". صار االستعمار جزئيا له قاعدة حربية أو مركز فكري ثقافي ممايجعل وجوده قائما رغم زواله عسكريا.

فاطمة الزهراء تبحث في مجGGال البحث عن األبعGGاد السياسGGية واألشGGكال؛ تقول: في أوالد حارتنا لمحفوظ ملفح بالبعد السياسGGي لمGGا فيGGه من أبعGGاد رمزية، وكذا في األعمال األدبية الكثيرة الGGتي شGGاعت في العGGالم العGGربي. ويقGGول إدريس: لن تنصGGلح حGGال األمGGة إال إذا انصGGلحت في داخلهGGا ويخص

بالذكر تعاملها مع المرأة. وتضيف الزهراء: إن الرمز أسلوب مدروس جاء على إثر السياسة للهروبGGة من سلطة الرقيب. يقول سارتر القرار ملزم أما االختيار المجGGزوء فحري شخصية، ولكن الزهراء تقول بأن الحرية هذه مكبلة من قبل الGGرقيب ممGGا

يحدد االختيار الرمزي. )النمل األشقر( يتسم بميوله باألليغوريGGا لكياألدب السياسي الرمزي

تجعل من النص سياسيا محضا لكنه يكشف عن األفكار المحورة في اللغGGة المرئية بالداللة لشفافية النظام الرمزي المتكامل، فالنمل موظف لفكGGرة واضحة، واألشقر كذلك وغيرها من الرموز التي ذكرت في النمGGل األشGGقر.

)بالد قمعسGGتان(: تقلGGد بGGالكالم الشGGعبياألدب السياسي المباشرأما العGGادي، ونGGزع الشGGعرية منهGGا بGGالتركيز على الفكGGرة. والجGGدير بالGGذكر أنGGة المختلفGGة تGGرد على مسGGتوى البحث ولكن البGGاحث الGGذي المعايير الكتابي

يفتقر للموهبة الكتابية عاجز عن اإلبداع الفتقاره إلى الذائقة اإلبداعية. ***

2:30االمتحان: أقسام3االمتحان

أسئلة قصيرة )تعGGاريف(- كGGل تعريGGف نصGGف صGGفحة مGGع أمثلGGة من-1 عالمة. 30(. 3/4النصوص. )

نص إلزامي من النصوص المدرسGGة في الGGدورة- تحليGGل المضGGامين-2 واألساليب، والتركيز على العالقة بين األسGGلوب والسياسGة مGع ذكGر

عالمة. يفضل فصل المضمون40الرافد )على مستوى المضمون(. عن األسلوب- صفحتين.

المراجGGع- الجGGزء الثGGاني من الحركGGة القوميGGة مطلGGوب فقGGط. في-3 عالمة. 30المراجع مطلوب كتابة صفحة ونصف )أفكار مركزية(.


25

الفصل الثاني

البطل المهزوم يتدبر أمره

شمعون بالس

القصيدة للشاعرين تعبر عن موقف األديب في ظGGل سGGلطة جهلت منهم ضGGحايا اللغGGة، ثم محتهم الرقابGGة فGGأجبروا أن يGGروا بGGآذانهم، أي أن يتقبلGGوا مGGا يGGراه

الحاكمون ، وأن يستعملوا أفواههم للتغبير فقد عن رضاهم .

إن جو القلق الذي يسود هذه القصيدة يميز أعماال أدبية أخرى مثال : نGGذكر قصGGة نجيب محفوظ تحت المظلGGة تحمGGل طGGابع العبث ، يصGGف فيهGGا الكGGاتب حGGوادث غريبGGGة تحGGGدث في وسGGGط شGGGارع قGGGاهري على مGGGرأى من النGGGاس الGGGذاهلين والمسGGتظلين من المطGGر تحت مظلGGة محطGGة البGGاص. اللص الGGذي قبض عليGGه ضرب، يتخلص من مطارديه يخلع مالبسGGه ويأخGGذ في الGGرقص، والجمهGGور الGGذي أوسعه ضGGربا ينتظم حولGGه في دائGGرة ويشGGجعه بالتصGGفيق. سGGيارتان تصGGطدمان وتندلع فيهما النار. سواح غرباء ينزلون من الباص ويتجولون بهGGدوء تحت المطGGر


26

دون أن يزعجهم ما يGGدور حلGGوهم. جماعGGة من البGGدو يقيمGGون خيمGGة إلى جGGانب السيارتين المحروقتين . شاب وشابة يمارسGGان الحب علنGGا بينمGGا تسGGند الشGGابة رأسها على جثة أحGGد ضGGحايا االصGGطدام . عمGGال بنGGاء يحضGGرون ويسGGرعون في إعGGداد قGGبرين، واحGGد للسGGيارتين وركابهمGGا وواحGGد للعاشGGقين.ثم تحGGدث مشGGادة جماهيرية عنيفة، فتقطع رؤوس وتدحرج على اإلسGGفلت . أمGGا النGGاس الواقفGGون تحت المظلة فتصGيبهم الرهبGة وال يGدركون كيGGف يمكن أن يحGدث هGذا كلGه في الشارع وفي وضح النهار، وما يحيرهم أكثر هو أن الشرطي الواقف تحت شرفة من الناحيGة الثانيGة من الشGارع، يتطلGع بهGدوء إلى مGا يجGري وال يبGدي أيGة نيGة للتدخل. في هذه األثناء ينضم إليهم رجل غGGريب يحمGGل بيGGده منظGGارا ويسGGتطلع بانفعال ما يدور في الشارع، محركا يده ومطلقا أصGGواتا باتجGGاه الجمهGGور، األمGGر الذي يدفع بعضهم إلى االعتقاد بأنه مخرج فيلم سGGريالي. ثم ينGGبري هGGذا الرجGGل راكضا، تطارده مجموعة من الرجال ال يدري أحد من أين ظهرت. عند هذا الحد، ال يتمالك الواقفون تحت المظلة أنفسهم ويتوجهGGون إلى الشGGرطي ليشGGرح لهم كل هذه األمور . لكنه، بGGدال من اإلجابGGة، يسGGألهم لمGGاذا اجتمعGGوا هنGGا . ويجيبGGون مندهشGGين أنهم في انتظGGار البGGاص وال يعرفGGون بعضGGهم بعضGGا. فتعلGGو شGGفتيه

ابتسامة ساخرة، ثم يسدد بندقيته ويطلق عليهم النار.

هذه القصة تصور عالما مقلوبGGا، من ناحيGGة تGGدور أعمGGال رهيبGGة دون رادع، ومن ناحية ثانية يقتل ممثل القانون والنظام الناس األبرياء. النظام عبارة عن فوضى، على حين يعتبر المسGGتنكرون لGGه الGGذين يطلبGGون تفسGGيرا، تجمعGGا موافقGGا لحكم االجتماع بال ترخيص. انطالقا من إيمانه بضرورة اشتراك األدب في عمليGGة النقGGد االجتماعي، يعGGبر نجيب محفGGوظ عن تحفظGGه وعGGدم ارتياحGGه من نظGGام الحكم . يقول : " كل من يكتب عن إيجابيات أو سلبيات العالم العربي يدخل في القضية من الباب اآلخر وهو الباب غير المباشر" . )) وأنا ألجأ إلى معالجGGة القضGGية على

مستوى تجريدي كما فعلت في تحت المظلة (( .

والواقع أن نجيب محفوظ بهذه اإلجابة ال يشير ففقط إلى الطريق غير المباشGGر لمعالجة ) القضية الصهيونية (، فهو أوال يرفع المسؤولية عن نفسه لمعالجة هذه القضGGية، ويGGرى محفGGوظ أن من الGGواجب أوال إصGGالح المجتمGGع، أي البGGدء من الداخل. هذا يعني بأن نجيب محفGوظ لم يتخGذ من أدب المقاومGة نهجGا لGه كمGGا فعل الكثيرون وفضل الخGGوض في نقGGد المجتمGGع أوال . فنقGGد المجتمGGع. أمGGا نقGGد

، إذ أكثر أعماله التي كتبت بعد1967السلطة فلم يبدأ عند محفوظ بعد حزيران


27

GGرت1952ثورة تحوي نقدا الذعا لنظام الحكم، بالرموز أو التوريGGة، ممGGا قGGد حي الناقدين، فقالوا أنGGه يحشGGد فيهGGا شخصGGيات سGGلبية. الضGGالون يعكسGGون صGGورة مشوهة للواقع،على حين قد زال الحكم الملكي، وحلت االشتراكية لتحقق أحالم

أبطاله السابقين .

ميرامار مثال، هي قصة واقعية تجمGGع سGGبع شخصGGيات ال تجمGGع بينهGGا إال الصGGدفة تحت سقف واحد هو بنسيون باإلسكندرية. نزالء البنسGGيون يمثلGGون شGGريحة من المجتمع. نجد بينهم صحافيا مؤيد سابق لحزب الوفد، وجاء يقضي أيامه األخGGيرة في البنسيون. ونجد أيضا شابا شيوعيا ترك الحزب نتيجة لضGGغوط أخيGGه، ضGGابط البوليس. ونجد كذلك صاحب أطيان سابق ما زال يحلم بعGGودة الملكيGGة، وشGGاباGGة، يمGGارس حيGGاة فوضGGوية ويكGGره أصGGحاب المبGGادئ والقلم . من عائلGGة إقطاعي الشخصية الوحيدة التي تتحلى بالثقة بالنفس موظف كبير في مصنع وعضGGو في الحزب الحاكم، ومن بين هؤالء تبرز شخصية الخادمة زهرة التي كانت قد هربت

من قريتها، الشخصية النسائية الثانية فهي مريانا صاحبة البنسيون .

في هذه الرواية انتخب نجيب محفوظ مبنى فنيا جديGدا يناسGب ظGروف الزمGان والمكان، فكل ما يهمنا في هذه الرواية هو دور شخصيتين فقط، من المفGGروض أن تمثال نموذجين للثوري المزيف. الشخصية األولى هي شخصية منصور باهي )

سنة( الذي ترك منظمته السرية وأصبح خائنا في نظر رفاقGGه ونظGGر نفسGGه.25 وبتوجيه من أخيه ضابط الشرطة نزل في " ميرامار " بعGGد أن أقGGام عالقGGة حب مع زوجة رفيقه المعتقGGل ووافقت على الطالق من زوجهGGا أمال في الGGزواج منGGه ولكن، تراجع مذهوال وتركها تعود إلى القاهرة . نحن إذن أمام شخصية مأسGGاوية لشاب ال يملك الشجاعة والقدرة على اتخاذ قرارات المناسبة، في عذاب تGGأنيب الضمير، ويبحث عن الخالص من ماضيه في حضن زوجGGة صGGديقه، لكنGGه يتحقGGقGGة نفسGGه. فيما بعد أن هذه العالقة هي العذاب، وإدراكه لحالته يوصGGله إلى كراهي

ومع ذلك يكره منصور باهي اإلنسان الذي يمثل في نظهر

بالنسبة: )) التفسير المادي للثورة(( أال وهGGو سGGرحان البحGGيري، عضGGو الحGGزب الحاكم، الذي يتحدث عن االشتراكية والثورة وال يؤمن بها. سرحان هو الشخصية الفاسدة في الرواية، هو الذي يغوي زهرة ويحاول سرقة كثير من البضاعة وغير

ذلك .


28

بواسطة هذين الرجلين يقدم محفوظ نموذجين للمتعاملين مGGع السGGلطة : األول شيوعي متخاذل، والثاني ال مبادئ له سوى منفعته الشخصية. وكGGل منهمGGا ينفGGر من اآلخر، ولكن على حين نرى البحيري يفكGر في إمكانيGGة التقGرب إلى منصGور لالنتفاع بأخيه ضابط الشرطة، نجد منصور منجGGذبا إلى البحGGيري ألنGGه يGGرى فيهGGا هدفا مناسبا لالنتقام . وفي غمرة انفعاله يقول للبحيري في خيالGGه:" ال حيGGاة لي إال بقتلك " لكن البحيري وضع حدا لحياته قبل أن تصله يGGد عGGدوه . يحGGدث ذلGGك عندما يصل االثنان إلى حالة اليأس التام . ويفقد منصور بGGاهي الفرصGGة لتطهGGير

نفسه وبذلك يخيب ظنه ويحبط سعيه .

البنسيون ونزالؤه في هذه الروايGGة ليسGGوا إال عالمGGا مصGGغرا يمثGGل مصGGر كلهGGا . والنهاية التراجيدية الثنين من هؤالء الGGنزالء رمGGزان إلى هزيمGGة اإلنسGGان فيظGGل نظام الحكم الذي لم يتحقق ما وعدت به الثورة، بل أقGGام طبقGGة بيروقراطيGGة ال

67هم لها سوى ابتزاز األموال وخنق الحرية، مما جعل النقاد يرتابون فيها قبGGل ويغرقون عليه بالمديح بعد ذلك العتبارها عمال نبوئيGGا بعGGد هGGذه السGGنة. محفGGوظ قال : إن مسؤولية األديب ال تنحصGGر في عكس الواقGGع، بGGل يجب أن تتمثGGل في قدرته على تصور النتائج المترتبة على هذا الواقع. ويعبر محفوظ بصورة مبطنGGة عن مGGدى نفGGوره من األدب الGGذي يسGGمى زورا األدب الملGGتزم بمGGدح السGGلطة. وعلى ضوء هذا الموقف ليس من الغريب أن محفGGوظ لم يستسGGلم لليGGأس بعGGد

، فلم يرث قيما تجلت كاذبة وال أوهاما تبددت، كما فعل اآلخرون،1967حزيران بل واصل طريقه كأديب مسئول لم تخف الحقيقة عن عينيGGه يومGGا. بعGGد الحGGرب عادت إلى الظهور في أعماله شخصGGية البطGGل المهGGزوم. ففي قصGGة النGGوم من مجموعة تحت المظلة، يرسم محفGوظ صGورة أسGتاذ للغGة، يGرى أن اللغGة غGير صGGالحة للتعبGGير عن ماهيGGة الحيGاة الGتي تزعGزعت بعGد الحGGرب. فهGو يبحث عن تفسيرات خارج نطGGاق اللغGGة والحGGواس إلى مGGا وراء الحيGGاة. فيقيم مGGع صGGديقة أستاذ التاريخ جلسات استحضار أرواح ويجGGري محادثGGات متواصGGلة حGGول مصGGير

اإلنسان.

وفي يوم عطلة جلس أستاذ اللغة في مقهى يعاني التعب والملل، وأخذ النعGGاس يداعب جفونه. وفي هذه اللحظات تحدث أمور في محطة القطGGار المقابلGGة من شأنها أن تؤدي به إلى اليأس التام : فبعد أن يسGGتيقظ يعلم بGGأن قابلGGة كGGان قGGد أحبها سرا قد قتلت قبل ساعة وأنها طلبت مسGGاعدته لكنGGه لم يسGGتجيب لGGذلك،


29

فشعر بعيون الناس تلومه وتأمل أن ينام بعد لGGك نومGGا طGGويال ال يسGGتيقظ بعGGدهأبدا.

في هذه القصة تم لمحفوظ تبليغ رسالته عن طريق الحالGGة الرمزيGGة الGGتي وجGGد البطل المهزوم نفسه فيها. فمحنة العيش في ظGل الهزيمGة والتأمGل في معGنى الحياة، وطلب الحقيقة من األموات، كل هذا مما يميز اإلنسان الذي فقد اإليمان نتيجة لهزة عنيفة. ومعلم اللغة ليس إال رمزا للمثقGف العGربي الGذي فقGد قGدرة التحكم على األشياء . فانسحب من المجموع وغرق في تأمGGل عقيم أو في نGGوم مثله مثل الموت وفي ذلك لمعGGة وجوديGGة غلبت األسGGلوب الGGواقعي. وفي رأينGGا، أراد الكاتب أن يعبر عن الضرر الذي قGGد يلحGGق بGGالمجتمع لعGGدم قGGدرة المثقفين على مواجهة التحديات، إذ ليس من قبيل الصدفة أن يختار معلما يمثل المثقGGف، وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يكون القاتل طالبا، فالمعلم الغارق في ذهGGول، والهارب من الواقع ال يستطيع إال أن يؤثر تأثيرا سGGلبيا في طالبGGه. الخطGGر ، إذن هنا، ليس أقل شأنا من حرب قريبة . وفي قصص أخرى يزودنا محفوظ بتفاصيل إضافية مموهة، توضح نظرته إلى الهزيمة. معظم أبطاله مهزومون يبحثGGون عن

، كمGGا1967الخالص، وفي كل هذه القصص ال نجد ذكرا صريحا لحGGرب حزيGGران أن العدو ال يرمز بالضرورة إلى إسرائيل . حب تحت المطGGر روايGGة أخGGرى يعGGود فيها الكاتب إلى مبنى رواياته االجتماعية، ولكن نجGد فيهGا انخفاضGGا في مسGتوى الحبكة ورسم الشخصيات، تدور أحداث القصة حول ظGGاهرة الهجGGرة من مصGGر، حين يتعرض الكاتب حياة طبيب وأخته قرر السفر لوال أن الفتاة قد تعرفت إلى مخرج سينمائي للعمل معه، ولكنه كان مهتما لجمالهGGا وليس لمواهبهGGا فGGأخبرت أخاها الذي قتل المخرج وقبع في السجن . وكذلك الحال مع صديقة الفتاة الGGتي تسمى عليات نرى أحوالها في مشاهد درامية ودامية فالفتGGاة تحمGGل إثGGر عالمGGة قصGGيرة فتطلب المسGGاعدة من رجGGل فيطلب بGGدوره المسGGاعدة من سGGحاقية تحGGاول إخضGGاع عليGGات لشGGهوتها فGGترفض )وكGGانت مخطوبGGة( فتطلب مسGGاعدة خطيبها ليطردها فتستغيث بأبيها فيقتلها أخيرا .أما سنية فتصGGبح ضGGحية لمأسGGاة من نGGوع آخGGر. فخطيبهGGا، يفقGGد بصGGره أثنGGاء انفجGGار في الجبهGGة، ولكن ال تتركGGه وتتزوج منه. أما خطيب عليات فيعمGGل في السGGينما ويحب ممثلGGة هنGGاك بعGGد أن

يترك عليات ويموت على يد عشيق تلد الممثلة.

إن الخيط الميلودرامي الذي يشد الحبكة ال ينتهي فالكاتب يحGGدثنا عن المحGGامي حسن حمودة الذي اعتمد للدفاع عن الطبيب الشاب، يقع في حب أختGGه. وكGGان


30

هذا الرجل قبل عشرين سنة عشيق المرأة السحاقيه، إال أنها أصGGيبت بحGGادث ال يقل ميلودراميا، فتشوه وجهها، األمGGر الGGذي دفGGع المحGGامي إلى تركهGGا. فقGGررت االنتقام من الرجال بجر الفتيات إلى الشذوذ الجنسي. ما يهمنGGا في الروايGGة هGGو الخلفيGGة العامGGة أي هGGذا العGGالم الGGذي يعيش في ظGGل الهزيمGGة. فالعالقGGة بين الشخصيات، والكالم الذي يدور بينها حول الحياة اليومية، كل ذلك يقدم لنا فكرة عن تلك الفترة. حسن حجازي هو أكثر الشخصيات إقناعGGا ) هGGو الشGGخص الGGذي طلبت عليات مساعدته( فهو إنسان بال مبادئ،كسول، متملص يتعامل مGGع الكGGل بشGGيء من الالمبGGاالة. هنGGاك شخصGGية أقGGوى، ولGGذلك تبGGدو آراؤهGGا أوضGGح، وهي شخصية المحامي حسن حمودة، صاحب المظهر األرستقراطي، الذي يكن كرهGا لنظام الحكم ويحب أمريكا. وال يخفي حسن حمودة ارتياحه من الهزيمة : )) لGGو أنهم ) أي المصرين ( انتصروا في حرب يونيه فماذا كان يفعل أمثالنا، فالهزيمGGة رغم شرها ال تخلو من بركة المغلوبين على أمرهم((. لكن حمودة مثGGل حجGGازي يظل على هامش األحداث بGGدون دور ذي أهميGGة في الحبكGGة . فأضGGاف المؤلGGف في صفحاتها األخيرة شخصGGية جديGGدة، جGGاءت لتشGGير إلى طريGGق الخالص، وهي شخصGGية زعيم فلسGGطيني يطلGGق تصGGريحات بالغيGGة على مسGGمع حمGGودة الGGذي يرتعش ويشتاط غضبا. يبقى الموضوع، الوصGGف العGGام، أو الواقGGع الGGذي يضGGفي على الرواية أهميتها الزمنية. ومن الجدير بالذكر أن هذه هي الرواية األولى التي

يتطرق فيها محفوظ إلى النزاع اإلسرائيلي- العربي.

المتكيفون والرافضون

يحاول عدد من الكتاب خلق عالم اعتاد العيش في ظل الهزيمGة. يصGف الكGاتب السوري هاني الراهب في قصته القصيرة الخامس الدائم من حزيران. مجموعة من الشباب المرحين الذين يفضGGلون الهGGروب من حيGGاتهم وضGGمائرهم بGGالرقص واللهو حتى تستوقفهم بعض المواقف الصعبة. لكن هذه الهزيمة صGGعبة للتكيGGف عليهGGا مثال " ثالث مGGراث لسGGاهي" تحليGGل لجاسGGم الحميGGدي يصGGف حGGال رجGGل مسرح من الجيش متذمر من حياة المدينة غGGير قGGادر على التGGأقلم بهGGا وحGGانق على نسيان الناس السريع للشهداء، كما فعل البائع الذي ينسى سGGاهي الشGGهيد وينسب له الجنون، يقضي يومه متجوال في الشوارع، يالزمGGه إحسGGاس بالضGGيق، وبأنه غريب في مدينته. ويعالج جمال الغيطاني من مصر جانبا آخGGر من موضGGوع التكيGGف، وعقGGوق المجتمGGع بالجنGGدي في الجبهGGة. ففي قصGGته شGGكاوى الجنGGدي الفصGGيح يرسGGم صGGورة جنGGدي كGGان يعمGGل قبGGل التجنيGGد في مصGGنع لأللبGGان في


31

اإلسكندرية، ويصف كيف أقنع المGGدير عن دفGGع األجGGرة الملزمGGة كمGGا فصGGله من العمل. الرجل يرسل رسائل إلى المدير يشكو فيها ظلمة لGGه لكنهGGا ال تصGGل بGGل يقوم سكرتير المدير كوسيلة مزاج للتقرب من إحGGدى الموظفGGات الGGتي تشGGاهد

مضطجعة إلى جانبه على الشاطئ في آخر القصة.

بأسلوبه الخاص. تم له عن طريGGق1967جمال الغيطاني الذي برز بعد حزيران عرض عالمين بمستوين متوازيين ومتقاطعين أن يمنح لقصته بعGGدا ثالثGGا. ويصGGل هذا التقاطع إلى قمته في المشهد األخير من القصGGة عنGGدما يصGGف الشخصGGيتين على شاطئ البحGر. الفتGGاة المضGطجعة على الرمGل يحتضGنها عشGيقها، فتتGذكر الجندي وهي تستمع إلى برنGGامج موسGGيقى في الترانزسGGتور. ويختلGGط حوارهمGGا بصوت المذيع الذي يعدد أسماء من طلب األغنية العاطفية، فهذا الخلط السGGاخر

يؤكد في الوقت نفسه عن الالمباالة صفة يشترك فيها الجميع.

الالمباالة بالجنود تشكل أيضا موضوعا مركزيا في بعض قصص حيدر حيGGدر،وهGGو كاتب سوري، خصوصا في قصته أغنية حزينة لرجGGل كGGان حيGGا ، الGGتي تبGGاع فيهGGا حاجيات جندي قتيل بالمزاد العلني، لكن ثمنها ال يزيGGد عن سGGعر مGGايوه نسGGائي. محاولة من نوع آخر، وهي تصوير الواقع من وجهة نظر جندي قتيGGل، نجGGدها في قصة فاروق منيب) مصر( لعبة الطائرات الورقية. فالطيGGار عصGGام الGGذي سGGقط

، يقGGوم بزيGGارة صGGديقة، ثم يخرجGGان للتجGGول في المدينGGة1967في حزيGGران ويصالن إلى شاطئ النيل حيث تقام في تلك الساعة مباراة في التجديف فتبGGدو الكآبة على وجه الطيار وهو يرى الجماهير المتحمسة على ضفتي النهGGر: )) أنتم تعيشون في واد ونحن نعيش في واد آخر (( يقول الGGراوي. ولكن عنGGدما يمGGران بأوالد يلعبون بطائرات ورقية، اللعبة التي كان يحبها في طفولته، يهتف بفرح : "

هيا يا أطفال! حلقوا إلى عنان السماء " .

إذا كان التكيف للهزيمGGة يGGدفع البعض إلى الالمبGGاالة نحGGو الشGGهداء والجنGGود في الجبهة، فإنه يؤدي باآلخرين إلى التنكر التام للبيئة. فالبطGGل الGGذي يعGGاني الغربGGة والذي أصبح موضة في األدب العربي، يعبر في أكثر األعمال عن رد الفعل لحياة ذليلة. تمثل ذلك قصة لطفي خGGولي الرجGGل الGذي رأي بطن قدمGه اليسGرى في مGGرآة مشGGروخة. فالبطGGل موظGGف في شGGركة نقGGل، يجGGد نفسGGه أسGGير الزمGGان والمكان، يعيش حياة تفتقر إلى المعنى واألمل. فهGGو ال يبGGدي أي انفعGGال عنGGدما يتلقى نبأ مصرع أو ضياع أخيه التGGوأم، ويفGGرح ألنGGه سGGيرث سGGاعة يGGده، وبنفس


32

الالمباالة يجابه خيانة صديقته مع أقرب أصدقائه. وعندما كان يسير في الشوارع بدون هدف تصدمه سيارة فيسقط على وجهه. وبينما يهرع إليه الناس إلسGGعافه، كان هو يحاول أن يتأكد من أي ساعته لم تصب، لكنه لم يستطع أن يرى شGGيئا : )) الليل هبط، وعقارب الساعة ال تضيء(( . فسقطت دمعGGة من عينيGGه، بيGGد أن

أحدا لم يعرف أنها كانت دمعته األولى منذ سنتين .

قصة الضباب لسليمان فياض تعرض صورة البطGGل المتغGGرب من زاويGGة أخGGرى. موظف أعزب يكشGGف في أحGGد األيGGام أن بصGGره قGGد ضGGعف بصGGورة تبعث على القلق، ويقترح عليه طبيب العيون أن يستعمل النظارة، لكن حالته تGGزداد سGGوءا، ثم يفقد القدرة على تعيين االتجاهGات، ويجGد صGعوبة في مGد يGده لتنGGاول كGوب الماء عن الطاولة، ويبدو أن الكاتب أراد القول أن اإلنسان يفقGGد وضGGوح الرؤيGGة

في الظروف المحيرة فيجد نسه في حالة عجز تام.

تختلف عن ذلك كلGGه قصGGص إبGGراهيم في مجموعتGGه بحGGيرة السGGماء، حين يبGGني واقعا، وإلى جانب هذه التفاصيل، نجد أشياء أقGGل مغGGزى، لكنهGGا ذات أهميGGة في سياق القصة. فالرجل المشلول يقGGرأ الجريGGدة، ويشGGغل الراديGGو بيGGده السGGليمة ليسGGتمع إلى األخبGGار. وفي نهايGGة النشGGرة ال ينسGGى الGGراوي أن يGGذكر ) وارتفعت صوت مجموعة من الناس بأحد األناشيد الوطنية (. بهذه التفاصيل يحدد المؤلف

الزمن، والمشهد المنفصل عن العالم الخارجي يأخذ أبعاده الواقعية .

الرجل العجوز، رغم أنه مشلول وساكت، فهو يسيطر على المشهد. إنGGه قGGبيح ، وصف الرجل يؤدي إلى الشعور باالشمئزاز كأنه شرس وخامل. هGGذه الشخصGGية المثيرة لالشمئزاز تحظى بعناية خالصة من الراوي والفتاة، كما لو كتب عليها أن يحمال هموم جيل مشلول وأعور، جيل شرس، ملتصق بالراديو، قد ترهGGل وانتفخ

من جراء خموله.

إن العالقة بين الفتاة والراوي في القصة تدفعنا لمقارنتها مع قصة أخرى بعنوان بندول من نحاس . الوصف الخارجي أقل تفصيال، والقصة تروى بطريقة الحGGوار. ومع ذلك فالحوار وحده ال يوضح لنا المعنى إذا لم نقرأ قصة الجرح، فالشاب هنا مقطوع اليد بينما تحمل الفتاة على جسمها جروحا عميقة، ولكنها ال تحدثGGه عمن جرحها وصديقها ال يسأل . وعندما تكشف لGGه عن الجGGروح يقGGول : " إنGGني أرى، إنني أرى تماما وهذا هو الشيء الوحيد الذي يؤلمني " . وكأنما الجGGروح جروحGGه ال جروحها. إن تبادل األدوار هGذا يخلGGق وهم التGGداخل بين الشخصGيتين، فكأنهمGا


33

شخصية واحدة: الشاب وروحه المعذبة.فإن كان العجوز المشلول هو المسGGيطر في قصة الجرح، ففي البنGGدول تقGGوم السGGاعة المتوقفGGة ) المشGGلولة( والبنGGدول الثابت بهذا الدور. وإن كان االثنان في القصة األولى يغسGGالن العجGGوز في غرفGGة حقيرة مضاءة بنور خافت، ففي الثانية يتألمان جسديا ونفسيا في غرفGGة مقفلGGة أمام ساعة متوقفة في ضوء المسGGاء األزلي . ولكن في الجGGرح، يصGGفع العجGGوز

الفتاة على خدها أما في البندول، فال نعرف من جرحها.

الصمت في الجرح، ليس إال وجها واحدا من العملة، أما الوجه اآلخر فهو الحGGوار المبهم في البندول، هذا الوجهان يخلقان جوا من المشGGاركة والتفGGاهم المتبGGادل

بين الشخصيتين، فهما مدركان لوضعهما ومتقبالن له كما لو كان حكم القدر.

إن الزمن في الجرح محدد أكثر منه في البندول. فباإلضافة إلى التفاصGGيل الGGتي ذكرناها، يجدر االنتباه لجملة يصف بها الراوي خروجGه من الغرفGة : " وبينمGا أنGا أسGGتدير ألدخGGل قGGدمي في الخGGف الصGGوفي األبيض، رأيت على الجGGدار المقابGGل نتيجة العام الجديد" . هذه الجملة التي تبدو بال أهمية في القراءة األولى، تنGGدمج في سياق القصة وتعطي للحدث المروي بعدا زمنيا ذا أهميGGة موضGGوعية. السGنة الجديGGدة- كمGGا يبGGدو- ال تبشGGر بخGGير، وهي ليسGGت إال حلقGGة وصGGل بين الماضGGي والحاضر، بين نوم الراوي ويقظته المكبلة بثبات الزمن. والسنة الجديGGدة ال تبGGدأ

، التGGاريخ الGGذي كتبت فيGGه1970بالضرورة بأول كانون الثاني، فقد تبدأ بحزيران القصة. الطريق الثالث لوصف حالة البطل الحائر والمغترب هو المحاولة لعكس الواقع كما هو بدون تورية . هذه المحاولة تبدو ألول وهلة بسيطة وصادقة لكنهGGا في الواقGGع من أصGGعب الطGGرق وأكثرهGGا مزالقGGا . أوال، ألنGGه ليس هنGGاك كGGاتب يستطيع تصوير الواقع بأكمله، وثانيا ليس هناك كاتب يسGGتطيع أن يكGGون حياديGGا. وبتعبير آخر إن وصف الواقع هو عملية انتقائية، ورسالة الكاتب هي نتيجة انتقGGاء تحكمي . وخير نموذج لهذه المحاولة الصعبة هو رواية حليم بركات عودة الطGGائر إلى البحر. فحليم بركات الذي حظي بشGGهرة واسGGعة من مطلGGع السGGتينات عنGGد ظهور كتابه ستة أيام، الذي يدور حول شخصية شاب فلسطيني عGGاد إلى قريتGGه

، يعود إلى موضوع الحرب في روايته الثانية. استغراب البطGGل1948أبان حرب ، الذي عاد إلى قريته ديGGر1948موضوع مشترك في الروايتين. سهيل في سنة

البحر بعد إتمام دراسته في أوروبا، يجد نفسه بين نزعتين : ميله المكتسGGب إلى الثقافة األوروبية، وارتباطه الطبيعي بالعائلة وحياة القرية التقليدية. وتأخذ حيرته في التصGGاعد مGGع المسGGاعد المعGGارك في المنطقGGة، فيمتنGGع عن المشGGاركة في


34

حراسة القرية، ألنه يرى في ذلك تعاطفا مع القيادة التقليدية التي يكرههGGا. وفي الوقت نفسه يصعب عليه أن يقف مكتوف األيدي إزاء دمار قريته وفزع سكانها،

ويقوده وضعه هذا إلى اليأس لكنه يجد عزاءا في أحضان عشيقته لمياء .

يعود بركات إلى نفس النموذج لإلنسان الممزق الGذي يمثلGGه رمGGزي صGGفدي في عGGودة للطGGائر إلى البحGGر. مبGGنى الراويGGة يقGGوم على صGGور مجGGزاة، تحكي عن شخصيات مختلفGGة وفي أمGGاكن متباعGGدة: بGGيروت، عمGGان، القGGدس، أريحGGا يبGGدو مقتبس من رواية سارتر دروب الحرية. ولكنه في القصيدة يتخذ شGGكل سGGيناريو فلم وثائقي سينمائي وقد أراد المؤلف بهذا المبGGنى أن يعGGرض صGGورة بانوراميGGة للحرب، لكي يبGGني الخلفيGGة الGGتي تثGGير الGGرفض والنفGGور في نفس البطGGل. ففي مدخل الراوية يوضح الكاتب القارئ وحالة صفدي النفسية بواسطة حوار خيGGالي بينه وبين إله منحوت في الصخر. إن رفض الحاضر يؤدي بالبطGGل إلى االنفصGGال عن محيطه، وعندما يلومه صاحبه على استخفافه بالحركات الثورية يجيبه: " أنGGا

ال أقلل من شأن الحركات الثورية، أنا ال أعتبرها موجودة،

إنه كسهيل ال يرى نفسه جزءا من المجموع الذي يحيطه، فهو يتجول في عGGوالم أخرى، يغرف عن مناهل غريبة، يعيش في الشرق وقلبه في الغرب.وهGو مGدرك

لهذه االزدواجية، لكنه ال يستطيع التخلص منها.

إن حالة صفدي وحالGGة سGGهيل تGGذكرنا بحالGGة إسGGماعيل بطGGل قصGGة يحGGيى حقي المعروفة قنديل أم هاشم. فبعGGد مكGGوث سGGبع سGGنوات في أوروبGGا حيث يGGدرسGGه الشGGعبي الفقGGير في القGGاهرة، تدفعGGه الهمGGة الطب، يعGGود إسGGماعيل إلى حي لتحقيق رسالته اإلنسانية. لكن السكان يقابلونه بالتحفGGظ والعGGداوة منGGذ البدايGGة لمعارضته الشديدة لخزعبالتهم . ولكن بمGGرور الGGوقت يقتنGGع بGGأن مقاومتGGه ضGGد التخلف االجتماعي لن تGGؤتي ثمارهGGا بGGالرفض الشGGامل والسGGافر، فيتحGGول إلى مجاراة أسلوب حياتهم وتجاهل أوهامهم مع االستمرار في تقديم رسالته الطبية. وهكGGذا يحظى بثقGGة النGGاس، ويكتشGGف من جديGGد وطنGGه الGGذي يسGGميه الحسGGناء

النائمة.

صفدي ال يبحث عن طريق إلصالح المجتمع بل يرفضه ويحتقره، إنه ال يجد لبالده أوصافا محببة، لذلك يتمنى أن يهدم كل شGGيء في األسGGاس. لكن خGGارج عالمGGه الذاتي المغلق تطرب الحياة: الحرب تدور في عدة جبهات، مجموعات الفدائيين تقوم بعمليات انتقامية، والالجئون الجدد يتدفقون من كل صGGورب. صGGفدي يتGGابع


35

األحداث بكآبة ويبث صديقته في أمريكGا مGا يجGGول في خGGاطره يقGول:"والعGرب يعبرون المطهر مع دانتي" كنتاج للثقافة الغربيةة يكثر من اقتباس هذه األسGGماء الغربية ويتجه للتوراة ليقارن بين أعمال الصهيونيين في فلسطين وأعمGGال أبنGGاء يعقوب تجاه شكيم بن حمور الحوي وكل ذلك ليبرعن بأن العرب الذين يعيشون في العالم القديم ال يعرفون أي خصGGم يقGGاومون لGGذلك فهم يخسGGرون المعركGGة

ويلحقهم العار.

بركات في هذه الرواية قد رسم لوحة من الخرق تعرض لخراب واإلرهGGاب وهيفي الواقع ليست سوى مجموعة من التقارير الصحفية المتفرقة.

وعلى شكل "عودة الطائر إلى البحر" كتبت رواية تيسير سGGبول من األردن أنت لوحة متفرقة تمGGر كمGGا لGGو كGGانت فيلمGGا متحركGGا وأخGGرى بضGGمير55منذ اليوم.

الغائب بدون مبرر فني معقGGول ، وتمتGGد الحبكGGة على طGGول حيGGاة البطGGل، وفي سGGياقها ينهي الدراسGGة الثانويGGة، ويGGترك القريGGة إلى المدينGGة إلكمGGال تحصGGيله الجامعي انفرادي، يكن كرها ألحد له لسلطة االنقالبGGات العسGGكرية ولكنGGه يمتنGGع عن االنضGGمام إلى أي من التنظيمGGات المعارضGGة، ومGGع ذلGGك ال ينجGGو من أيGGدي المباحث الطويلة فيدعى المGرة تلGو المGرة للتحقيGق. والغGريب أنGه يتعGاون مGع المحققين، ويشي بأحد أصGGدقائه القGGدامى لكن حGGرب األيGGام السGGتة تخرجGGه من عزلته فينضم إلى الجماهير المتظاهرة في الشوارع إال أنه بعGGد يGGومين من ذلGGك عنGGدما يعي الهزيمGGة يغGGرق بسGGوداوية عميقGGة من الناحيGGة الفكريGGة، يغلب عليGGه كسابقة تكنيك السيناريو، وفي نهاية الرواية يصل إلى شاطئ األردن وفي رأسGGه أفكار غامضة عن الهزيمة والجنرال ديGGان وعن أوروبGGا العصGGور الوسGGط. سGGبول مثله مثل بركات لم يستطع أن يقدم إال هيكال لرواية أو ملفا يحوي تقارير تنتظGGر

من يبث فيها الحياة.


36

امرأة بال قيود. دراسة في أدب ليلى العثمان

الباب الثاني

محمد صفوري

- الهم الوطني القومي. 1

GGة وتشGGتغل بمعالجتهGا في تقدم العثمان في مجمل أدبها القضGGايا االجتماعي المقام األول. تتبع ذلك باالهتمام السياسي، وتتوزع قضاياها السياسية على

همين: أولهما الهم الوطني القومي والثاني الهم الفلسطيني.

عيدين: GGيرية على الصGGايا مصGGه قضGGاول فيGGومي فتتنGGني القGGا الهم الوطGGأم GGار" مثال يGGبرز ذلGGك التفاضGGل في ة "حGGاجز الن GGربي. في قصGGتي والعGGالكوي GGة. في التعامل مع اإلنسان العربي مقابل ذاك األجنبي داخGGل الGGدول العربي إطار القصة عدة مجازات استخدمتها الكاتبGGة للتعبGGير عن التمGGزق العGGربيGGر ومدى األسى الذي يحيق بكل منا داخل وطنGGه )وجGGوده في زنزانGGة(. تعب عثمان أيضا عن ذلك التمرد على الحدود في العالم العربي الواحد فتعتبره

فواصل سوداء.

في قصة "مسافر بال حقائب: نلتقي رجال ينتقل من دولة عربية ألخGGرى وال يجد الراحGGة في أي منهGGا ممGGا يشGGير إلى قلGGق اإلنسGGان العGGربي في البالد العربية، وبذلك تتماثل حالة الرجGGل وحالGGة اإلنسGGان الفلسGGطيني في البالد العربية، ال يرغب فيه أحد، حتى يسGGتقر في الكGGويت لفGGترة مGGا وبعGGد ذلGGك يغادرها، وهذا ما حصل فعال. ليلى العثمان على ذلك متنبئة تقرأ المجهGGول،

، قبل غGGزو العGGراق1976إذ نشرت هذه القصة في مجموعتها األولى عام للكويتG وطرد الفلسطينيين منها بسنوات كثيرة!

في قصة "الحشGGرات" صGGورة للرقابGGة السياسGGية الGGتي تتعGGرض لهGGا بعض الشخصGGيات المتطلعGGة إلى التغيGGير، فتقيم تنظيمGGات سGGرية ينضGGوي تحتلطة تالحقهم GGللين لكن السGGلوائها عدد من دعاة التغيير، وفريق من المتس وتوقع عليهم أحكاما بالسجن. نالحظ في هذه القصة أيضا الحضور األنثGGوي


37

ة "نشGGاط تجسسGGي" يGGدور الحGGديث حGGول GGير. في قصGGل التغيGGالفاعل ألج GGة شGGقيقة كعمالء إرسال بعض المتورطين في قضايا التزوير إلى دول عربي

ال يسعفهم عملهم في شيء، ويكون مصيرهم الموت.

GGة تسGGعى العثمGGان إلى التنبيGGه منهGGا، وانتقGGاد هناك بعض القصGGص التحذيرية " النمGGل األشGGقر " و" زهGرة GGا فعلت في قصGGا لمGربي حيالهGGالسلوك الع

تدخل الحي ".

تدين في القصGGتين، ال مبGGاالة اإلنسGGان العGGربي بGGل تغذيتGGه لتلGGك األطمGGاع، غذيناه بصمتنا، تركناه يتزاوج ويتوالد، نظرنا لGGه من أعلى فرأينGGاه مخلوقGGا

ضعيفا، حرام أن تدوسه األقدام .

هذا الصمت مكن الوافد األجنGGبي المتلGGون بمظGGاهر عديGدة، من السGيطرة على موارد البالد ليصGGبح النGGاس تحت رحمتGGه، وتGGأتي يقظتهم متGGأخرة. أم محمGGد وعGGريب في القصGGة رمGGوز للمحGGاوالت الفرديGGة الواعيGGة للمخطGGط األجنGGبي والGتي تحGGاول مناهضGGة ذلGك دون جGدوى فGGأبو مسGGامح الحكومGة

والعمالء يحولون دون ذلك.

نهاية القصة تشي بعدم تحقيق األمل ويالحظ في هذه القصة وجود نGGوعين من النمل: األسود واألشقر أمGGا " األسGGود إنGGه نمGGل من داخلنGGا يشGGدنا إلى الخلGGف، واالسGGتهانة بGGه هي الGGتي مهGGدت الطريGGق للنمGGل اآلخGGر األشGGقر

الغريب.

تGGأثر العثمGGان على مGGا يبGGدو في هGGذه القصGGة بالخصGGوص العGGالمي بقصGGة الطاعون والبيركامو . فالجرذان التي تهاجم مدينة وهGGران في " الطGGاعونة، ثم تنتشGGر لتمأل البالد كلهGGا، GGة القصGGل بيت بطلGGراب النمGGهي ذاتها أس " ويرى " األرناؤوط " أن العثمان في هGGذه القصGGة تطGGالب النGGاس بمكافحGGة العبث الGGذي يعيش فيGGه إنسGGان العصGGر وأال يستسGGلم، من دون أن يسGGبب بتصرفاته مزيدا من األذى الزاحف مع النمل مثل " أبو مسامح " الذي كان

إهماله سببا في تزايد النمل .


38

وهذا ما أصاب الفلسطينيين أيضا حين تهGGاونوا ولم يقGGاوموا هجGGرة اليهGGود إلى بالدهم حGGتى ضGGاعت البالد، وتشGGتتوا في العGGالم العGGربي، وهGGذه حGGال الدول العربية التي مهدت للوفود األجنبي المستعمر ." حنا مينGGه " يقGGول : " إن هذه القصة ذات رموز متعددة قابل للتفسير على عدة وجGGوه : أولهGGا أن النمGGل األشGGقر هGGو الصGGهاينة، " النمGGل األشGGقر " هGGو األجGGانب من المستعمرين، الذين يفGدون تحت أسGماء وصGفات مختلفGة، ثم يسGيطرون وينهبون كل شيء، وثالثها أن " النمGل األشGGقر " هGو الشGGر الGGذي ينسGGرب كالزواحف، حتى إذا تمكن ساد في المجتمع، وقتل كل نبتة خير فيه، وحين تناضل المرأة لتحرير نفسها، تعرف بالممارسة والوعي أن طريق تحررهGGا بتحGرر مجتمعهGا إذا : إذا طGGالبت المGرأة بحقوقهGا ينبغي لهGا أن تفكGر في حرية وطنها في السعي إلى تحريGGر في مجتمعهGGا أوال حGGتى تسGGتطيع قتGGل

النمل بكل ألوانه بعد ذلك .

استوحت العثمGان هGGذه القصGGة من هوايGGة فتGGاة، هي زميلGGة البنتهGا، تقGول العثمان : اشتعل بداخلي شيء رهيب، أصGGابني القلGGق، وظللت لعGGدة أيGGام مشغولة بمصائر النمل مشحونة بالتساؤل واألفكار، وأخذت استعيد حكايGGة قديمة حصلت ألخت لي قالوا : إن النمGGل أكلهGGا، وبعGGد أسGGابيع كنت أنشGGر قصة " النمل األشقر" الGتي أوحتهGا لي هوايGة تلGGك الفتGاة. حظيت القصGة

برعاية المناهج التعليمية والنقاد العرب ألهميتها .

في قصة " زهرة تدخل الحي "، إذ تسيطر " زهرة"، وهي القادمة الجديدة الغريبة، على الناس ما عدا " أم محمد " وتصير مقاومتها وتصير مقاومتهGGا عسGGيرة وقGGد انتشGGر أتبGGاع وأقGGارب " زهGGرة " وغGGيرهم من الوافGGدين،

وسيطروا على البالد.

ويرى " األرناؤوط " أن القصة تحمل بعدا اجتماعيا، حيث ترصد في قصتها رياح التجديد التي قلبت وجه الخليج، إذ انهزم أمامها الماضي بكل مGGا فيGGه من خير وجمال وأصالة، ووجد أهله أنفسهم عاجزين عن التراجع والتخلص من الغGGريب الطGGارئ. في القصGGة أيضGGا بعGGد سياسGGي بGGذكر لبس السGGواد


39

للقادمين الجدد . تعود القصة على فكرة غيGGاب الGGوعي وإظهGGار النGGاس لالمباالتهم حيال ما تبديه زهرة من رغبة في احتالل البالد.

" محمد زين جابر" على النقض من األرناؤوط يصور زهرة كنموذج للمGGرأة العاملة، رغم القرائن العديدة التي تشير إلى البعGGد السياسGGي في القصGGة، يقول : " ترى الكاتبة أن عمل المرأة يمنحهGا اإلحسGGاس الغGGامض بالقGGدرة على شGGعورها بGGالتمييز. هGGذا العمGGل الخGGارجي والGGداخلي بغيGGة اإلخصGGاب

المعنوي ورد االعتبار المفقود .

يرى الصفوري أن هذا الرأي يشوه القصة وإن كان مضGGمونه صGGائب لذاتGGه ومجرد وجود ام محمد كشخصية فاعلة في القصة يسGGقط عن رأي محمGGد

زين جابر ومصداقيته .

مع بدء الغزو العراقي للكويت وإتمGGام عمليGGة االجتيGGاح، ضGGاع حلم الكاتبGGة بالوطن العربي الكبير مع ضياع وطنها ومGGا جGGر عليهGGا وعلى أهGGل الكGGويت من ويالت وممارسات وثقتها في مجموعة خاصة هي " الحواجز السGGوداء" وتصف فيها صدمة االجتياح ممثلة باغتصاب األمهات أمام أوالدهن، وتنتقGGل إلى وصف مقاومة بعض الكويتيين للغزو، وتنهي المجموعGGة بتسGGعة أجGGزاء جعلتها تحت عنوان " حواجز مختلفGGة الوجGGوه" يشGGو بهGGا جGGو من السGGخط والغضب ونتيجة ممارسة الجنود العراقيين الشاذة وتجGGردهم من عGGروبتهم وإنسانيتهم وتحللهم من كل القيم العربية، ففي قصة " للعباءة وجه آخGGر " مثال يستولي الجنود العراقيين على مراكز التموين. وفي قصة " البطاقة " تندد بإصرار المحتل على تغيGGير بطاقGGات هويGGة الكويتGGيين الGGذين يقدسGGونة GGير في قصGGهويتهم ويعتزون بها. ويبرز سقوط الحلم بالوطن العربي الكب " ما يزال الحداد قائما" حين تنزل بطلة القصة إلى سرداب بيتها وتكتشف ما خلفه المحتل من دمار، إذ التهم مثيلة مخرية من تاريخ األمة العربيGGة، " كأيلول األسود " وحرب بيروت، فتسقط كل الشعارات الخاوية وينهار حلم " وطGGني حبيGGبي الGGوطن األكGGبر" . وهي في ثورتهGGا هGGذه ال تGGدين اإلنسGGان العربي، إنما زعماء الدول العربيGGة كصGGدام حسGGين، وتلمح في القصGGة إلى موقف أمريكا الداعم إذ يقوم الجنود األمريكان يتوزيع طعGGامهم على أهGGل


40

الكويت، لكن البطلة تعي ما وراء ذلك من أطماع وتGGدين سGGلوكهم، وتتGGابع تصوير وحشية الجندي العراقي في قصتي " وجوه خلف حاجز الGGذاكرة" و " وجه الذئب". إذ يقوم العراقيون باغتصاب نساء كويتيات، ويصGGل تقززهGGا ذروته في قصة " وجه الذئب " وهي تصور عملية اغتصGGاب جنGGدي عGGراقي المرأة كويتية على مشهد من ابنها، مما يسبب لGGه فيمGGا بعGGد أزمGGة نفسGGية

وهو يلوم نفسه على خنوعه وسلبيته.

وتوجه العثمان عنايتها إلى أهل الكويت والدور الذي قاموا به وهم يتصدون للمحتل، وإيثارهم غيرهم وهم يقدمون لهم المواد الغذائية التي ظفروا بها، كما نشهد في قصة " للعباءة وجه آخر " . في قصGGة " الطGGاعون " يفGGاجئ المدينة نالحظ ذلك التصدي للوبGاء، وإحيGاء الشGعب الكويGتي بGالتراوح من جديGGد. هGGذا يقGGول أن المسGGتقبل للشGGعب الGGذي يقGGاوم الحGGاكم المسGGتبد والخGGائن حGGتى يعمGGل على القضGGاء والتحGGرر من طغيانGGه بفضGGل مقاومتGGه ومعارضته السياسية له . في قصة وجوه خلف حاجز الذاكرة ترينGGا الكاتبGGة الفوضى المؤسساتية في الحكم الكويGGتي ويتمثGGل اسGGتهتارهم بال مبGGاالتهم

حيال تحذير الناس لهم كما في قصة " ما قاله أبو صالح".

في هذه القصة أبو صالح مثال لإلنسان الكويتي يتمثل فيه ذوبان المصGGالح الفردية في سبيل المصالح العامة. صورة مماثلة في قصة " وعاد البحGGر " حين تخرج امGGرأة إلى البحGGر بعGGد جالء المحتGGل لتفي بنGGذرها وتتعGGرى غGGير عابئة بالرجل الواقف هنا، فتغتسل بمياهه، مطهGGرة جسGGدها من االحتالل . ومن ناحية أخرى نلمس إدانة العثمان سلوك بعض الكويتيين الGGذين نزحGGوا إلى البالد العربية وتخليهم عن وطنهم وهو يGGنزف، كمGGا توجGGه االنتقGGاد إلى بعض الGGدول العربيGGة كGGاألردن على مواقفهGGا المتواطئGGة مGGع العGGدوان كمGGا

يتجلى ذلك في قصة " غريبان في عمان " .

وتنتقGGل في " حGGواجز مختلفGGة الوجGGوه" إلى تصGGوير قسGGوة العGGراق وهGGو يمارس ضغوطه على مواطنيه حتى أجGGبرهم على المشGGاركة في الحGGرب، وتعرض لمشاركة الفلسطينيين في حGGربهم إلى جGGانب صGGدام واهمين أنGGه سيحرر بالدهم فيما بعد، وتعGGود في حGGاجز آخGGر لتوضGGح أن مشGGاركة بعض


41

الفلسGGطينيين في الحGGرب إلى جGGانب صGGدام كGGانت قسGGرية، وغGGيرهم من األجناس والقوميات الذين شعر كGGل منهم إلى الخضGGوع القسGGري ألسGGباب مختلفة بعضها متعلGGق بالشGGرف والبعض اآلخGGر حفاظGGا على حيGGاة أبنGGائهم ولكنهم جميعGGGGا يرفضGGGGون االحتالل داخلهم، ونراهGGGGا رغم ثورتهGGGGا على الفلسGGطينيين لمGGؤازرتهم العGGراق، تGGرثي لحGGالهم وتشGGردهم الجديGGد وهم يطردون من الكويت بعد الحرب، ويتركون بيGGوتهم دون رجعGGة حGGتى غGGدت حياتهم تشردا متصال ، تتفGGاوت مواقGGف كثGGير من الدارسGGين حيGGال وقGGوف بعض الفلسطينيين في وجه الكويتيين مع العراق، ممGGا دعGGا الكويتGGيين إلى تغيير رأيهم ولكنهم سرعان ما عادوا يؤمنون بظلم الدولGGة الصGGهيونية لهم. في أقGGوال اإلبGGراهيم هنGGا نفي عن الفلسGGطينيين جGGراء مGGا ارتكبGGوا في الكويت مما يفقده الثقGGة في اعتبGGار الكGGويت جGGزء من العGGالم عنGGد هGGؤالء المسGGGتعمرين. لكن رغم سGGGخط العثمGGGان على الفلسGGGطينيين ظلت تكن للشعب الفلسطيني احتراما وتعاطفا وترى أن المشكلة في العالم العربي

هي مشكلة الحكام ال مشكلة الشعوب .

- الهم الفلسطيني 2

الهم الفلسGGطيني ومعانGGاة إنسGGانه وتشGGرده في البالد العربيGGة هي أمGGور حاضرة في كل مجموعتاها القصصية ما عدا المجموعة األخيرة خGGير دليGGل على الموقGGف الGGذي اتخذتGGه الكاتبGGة منهم، وسGGخطها الشGGديد عليهم حين

وقفوا إلى جانب العراق وساندوه.

تعكس قصGGص العثمGGان مGGا يواجGGه اإلنسGGان الفلسGGطيني من معانGGاة في الكويت أو العالم العربي، كسوء معاملته في المؤسسات الرسمية، وتنكGGر المجتمع له حين تفرده السGلطة عن الكويتGGيين جاعلGGة لGه منGGاطق سGGكنية خاصة به، وتظهر الكاتبة من جانب آخر تعاطف بعض األوساط الكويتية مع ومؤازرتها له في محنته، وترجع إلى بداية تشرد اإلنسGGان الفلسGGطيني منGGذ نكبته وطGGرده من وطنGGه، مظهGرة إصGراره على حمGGل حلمGه بGالعودة إلى وطنه وزرع حب الوطن وحلم العودة في نفوس أبنائه، وتعمGGد في قصGGص أخرى إلى إدانة موقف اإلنسان الفلسGGطيني وعGGدم مباالتGGه بGGالخطر الGGذي


42

هدد بالده حتى غدا سببا في ضياع وطنه وتشرده، ناهيك عن إدانتها له كما بينا موقفه من غزو العراق للكويت. يالحGGظ حضGGور الهم الفلسGGطيني عنGGد العثمان منGGذ مجموعتهGا القصصGGية األولى " امGGرأة في إنGGاء" فتتطGGرق في قصة " بيت من الذاكرة "، لحياة اإلنسان الفلسطيني في الكويت وتناقش وضعه االقتصادي المزري، والقصة ترفض األم كذب ابنها الذي حصGGل على مال إضافي من عمله يساعد والده، وتعتبر الكذب سببا لفقدان فلسGطين، كما ينعكس في القصة ذلك االهتمام بالعلم الذي هو السGGالم األوحGGد الGGذي

تبقى لهم في شتاتهم.

يؤكد "الدكتور سليمان الشطي " مGGا أوردنGGاه بقولGGه إن :" القصGGة لمسGGت ثالث نبضGGات في النفس الفلسGGطينية، معانGGاة الواقGGع، والحلم بGGالوطن، واالتكGGاء على البGGديل المتمثGGل بGGالعلم، وحين تشGGعر األم أن ابنهGGا يكGGذب ليحثث حلمه ويشتري الدراجة تعده بتحقيق حلمGGه، ولعGGل في تحقيGGق حلم ابنها ما يمهGGد لتحقيGGق الحلم األكGGبر، حين يمتنGGع االبن عن الكGGذب ويعكGGف

على علمه الذي بات سالحه الوحيد .

هذه الصورة المتأللئة للمGGرأة الفلسGGطينية المGGزودة بGGوعي وطGGني، تتمثGGل أيضا في قصة " الرحيل" " أم هجران " تتمسGGك بأرضGGها، ال تريGGد الرحيGGل عنهGGا وتحس أطمGGاع " موسGGى" على بيتهGGا بعGGد أن يبGGدل مفاتيحGGه ويغGGير معامله . ويرى بعض النقGGاد أن القصGGة تحGGاول تقGGديم تGGاريخ لضGGياع األرض الفلسطينية، من خالل متابعة التفاصيل الصغيرة، ونلمح فيها نقدا للسGGلوك الذي رافGGق ضGGياع األرض الفلسGGطينية، من عGGدم اإلحسGGاس بGGالخطر منGGذ والدته. في قصة النمل األشقر مثال يالحظ هذه الالمباالة العربيGGة حيGGال مGGا يظهر استعمارا ) أبو سامح( . وتسعى العثمان بعد هGGذه اإلدانGGة إلى رسGGم السلوك األمثل كما توضحه في قصة " تفرقت الخيGGول " والGGتي تقGGدم هية GGزي . في القصGGاألخرى تاريخا لضياع األرض الفلسطينية لكن بأسلوب رم حصان عين الشمس يثور على فقدان جزء من اإلصطبل ويتمرد حتى يقتل الحارس ويسيطر على الجGGزء المGGراد بيعGGه وفي ذلGGك إشGGارات إلى الGGدور

الذي يجب على العرب القيام به أو على الفلسطينيين ذلك .


43

يعتقد " وليد أبو بكر " أن هذه القصة تنطلق من مادتهGGا من إدانGGة محاولGGة التطGGبيع الGGتي تجGGري بعGGد اتفاقيGGات " كGGامب ديفيGGد"، ولكنهGGا ال تقGGف عنGGا تطGGرح فكGGرة المقاومGGة الشGGعبية حدودها الزمنية ألنGGه كقصGGة ناجحGGة فني للخطر في الGGزمن الممتGGد، واختيGGار الخيGGول دقيGGق ألنGGه يرمGGز إلى األصGGل وقدرة االنتظام في جماعة وجموحها وثورتها ووفودها في الصGGدارة . وفية " كGGل األيGGدي متشGGابهة" تتطGGرق الكاتبGGة إلى انتفاضGGة الشGGعب GGقص الفلسطيني ودور األوالد في النضال وهم يرشقون العدو بالحجارة، وتشGGير إلى دور المرأة الفاعل على الساحة السياسية، فهي تGGدعو للنضGGال وتحث

األطفال على مواصلة انتفاضتهم الباسلة .

وترى العثمان أن تعبير الرجل عن صوت المرأة باهت لذلك قررت أن تعبر عن صGGGوتها . في القصGGGة أيضGGGا ربGGGط بين الحب واالنتفاضGGGة والتضGGGحية

بالتواصل مع المحبوب مقابل السعي في تخليص البالد .

وحين تتعرض لشرح عالقة اإلنسGGان الكويGGتي بالفلسGGطيني نراهGGا تعرضGGها بصGGورة موضGGوعية فتصGGور تعGGاطف بعض أبنGGاء الكGGويت مGGع الشGGعب الفلسطيني، وتنكGGر سGGوادهم األعظم لإلنسGGان الفلسGGطيني، إذا يرفضGGون إقامة أي نوع من العالقة معه. ففي قصة " بيت من الذاكرة " يتجلى وجGGه مشرق لإلنسان الكويتي وتعاطفه مع الفلسطيني في صGGورة المGGرأة الGGتي ترق للطفل البائع، وتعطيه كل يوم ربع دينار وقطعة من الشوكوالطة دون أن تأخذ الجريدة، فيدرك هدفها السامي بقلبه، ويمكن أن نشGGير إلى بعض ما تناولته القصة الخليجية من هذه المشكالت مشكلة الفوارق االجتماعيGGة بين المواطن الوافد. لقGGد رفضGGت إنسGGانية القصGGة بالخليجيGGة هGGذه الحالGGة وعرضت بديال عنها صورة المواطن اإليجابي الذي يمتلك إدراكا جيدا لحالGGة وعرضت بديال عنها صورة المواطن اإليجابي الذي يمتلك إدراكا جيدا لحالGGة الوافد ويتعامل معه بروح المواطنة . في قصGGة " بعض األشGGياء ال تنتظGGر " حين تقوم سيدة كويتية بمساعدة الرجل الفلسطيني في استصدار بطاقGGة زيارة لحماته التي ترغب في رؤية ابنتهGا " عبلGGة " قبGGل أن تفGارق الحيGاة، وحين يتم لها ذلك، تكون عبلة قد انتقلت إلى جوار ربها، األمر الذي يعكس


44

صرخة العثمان وهي تدين البيروقراطية ، التي تعذب المواطن وهو يحGGاولة " الGGبيع " صGGورة GGإجراء معاملة رسمية في إحدى المؤسسات . وفي قص الطفGGل الفلسGGطيني البGGائع، إنمGGا يلقى اإلهانGGة على مشGGهد من أمGGه الGGتي تراقبه من نافذة بيتها، حين يقترب أحد السGGائقين منهGGا ويبصGGق في وجهGGه ) الحظ الفرق بين السيدة والرجل(، في قصة البيع أيضا إذ يتزوج الكويGGتي بالمرأة الفلسطينية ويتخذها سلعة، تدر عليه الربح الوفير من خالل دفعهGGا

إلى الدعارة .

في قصة " ال خبر ال " إذ ترفض العائلة أن تزوج ابنتها لحبيبهGGا الفلسGGطيني مصرة على أن تتزوج كويتيا، وفي ذلك تتفق العثمان مع كثGGير من الكتGGاب العرب والفلسطينيين خاصGGة، وهم يجسGGدون غربGGة الفلسGGطيني في البالد العربية والمصير الذي ينتظره أمثال " غسان كنفاني " في روايته " رجال في الشمس " إذ يجعل الكGGويت مثGGاال لهGGذه البالد الGGتي القى فيهGGا أبطالGGه حتفهم دون أن يحققوا أهGGدافهم " كGGأبي قيس " الGGذي ال يحلم إال بGGالعودة إلى وطنه وشجرات الزيتون العشGGر الGGتي امتلكهGGا مGGرة في قريتGGه، ويبلGGغ التنكر الكويتي لإلنسان الفلسطيني أوجه حين تعمد السلطة إلى تخصGGيص منGGاطق سGGكنية للفلسGGطينيين، بعيGGدة ومنفصGGلة لتتسGGع الهGGوة بين فئGGات المجتمع الكويتي، " ينفصل الوطن ... تنفصل الطريق " وفيها تظهGGر أيضGGا صورة جميلة لإلنسان الكويتي ممثلGGة " بغنيمGGة " ابنGGة التGGاجر الكبGGير الGGتي تحسد زميالتها الفقيرات، ألنها ال تشاركهن متعة السفر المشترك في باص المدرسة، وترفض غنيمة التمGGيز عن زميالتهGGا، وتجGGد في الحGGدود الطبقيGGة التي تقيمها أسرتها قيودا لهGا تحGGد من سGGعادتها. هGذه الحGGواجز أسGGلمت " غنيمGGة " إلى الصGGمت واالمتنGGاع عن الطعGGام، وحين استفسGGرت أمهGGا عن سبب سلوكها أفصGGحت غنيمGGة عن رغبتهGGا في االختالط بزميالتهGGا وركGGوب الباص، فانكمش وجه أمها وبGGذلك تشGGير الكاتبGGة إلى أن الحريGGة ال تتحقGGق بالثراء، وإن انتماء اإلنسان إلى طبقة مGGا كثGGيرا مGGا سGGجنا لGGه، هGGذا التنكGGر الكويتي لإلنسان الفلسطيني صبغ أيضا خدم الكويGتي بنفس الطGابع، فهGذاGGه سائق سيارة غنيمة يشتم " أبو راجح" سائق الباص الفلسGGطيني ألنGGه حث بالصافرة على مواصلة السير. األغنيGة الGتي تغنيهGا الفتيGات الفلسGطينيات


45

ة أيضGGا GGة . في القصGتثير اهتمام غنيمة فتتضامن معه وتطلب كلمات األغني مقارنة بين الحي الفلسطيني المتحرك النشيط مقابل حي اليهGGود الخامGGل الذي ال حياة فيه . وتلتفت العثمان لموقف اإلنسGGان الفلسGGطيني من غGGزو الكويت وتصب غضبها عليه مدينة تنكره للكويت، هGGذا البلGGد الGGذي احتضGGنه

. 1963منذ عام

واللGGGGGGه وليالتوفيق

2009/2010 web viewالعمل الأدبيّ الأيديولوجيّ يخاطب العقول...

Documents