عدم الوفاء بالوعد للنفط...

الوعود التي لم يحققها النفط والنمو

-2007الفقر واإلحتواء والرفاه في العراق 2012عرض عام

مجموعة البنك الدولي

93858 v1

( "الوعود التي لم يحققها النفط2014هذا ملخص لتقرير البنك الدولي )"2012-2007والنمو: الفقر واإلحتواء والرفاه في العراق

2

ع3ر3ض3 ع3ا3م3

)1(ا�ل�ث�ر�و�ة� ص�ع�ب�ة� ا�ل�م�ن�ا�ل�،� ل�ك�ن� ا�ل�ف�ق�ر� ف�ي� م�ت�ن�ا�و�ل� ا�ل�ي�د�

يبدو أن العراق قد دخل بقوة في مصاف الدول ذات الدخل المتوسط دوالر أمريكي2472العليا )نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي

( مع واحد من أكبر2012 بحسب بيانات عام 2005باألسعار الثابتة لعام االحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم، والنمو االقتصادي القوي في

،. يوفر هذا التقويم2006-2005أعقاب إقامة حكومة مدنية منتخبة في للفقر واالندماج أول تحليل معمق للتنمية االقتصادية واالجتماعية في

،2007- 2006، منذ نهاية الحرب الطائفية 2012-2007العراق للمدة وما رافقها من انتعاش في قطاع النفط، وارتفاع اإليرادات النفطية على نحو غير مسبوق، والجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة لتلبية التوقعات

العالية للناس تجاهها. لقد تزامنت هذه الحقبة من االستقرار النسبي مع معدالت قوية للنمو االقتصادي يمكن أن تكون قد هيأت في نهاية المطاف

األرضية لتحقيق النمو الشامل.

لهذا فإن النمو االقتصادي لم يترجم سوى إلى معدالت متواضعة جدا ، ما يزال خمس سكان العراق تحت2012للتخفيف من الفقر، وفي عام

، نما الناتج المحلي اإلجمالي في2012-2007خط الفقر. بين عامي 7 في المائة، وبمعدل سنوي قدره 40العراق بمعدل تراكمي ألكثر من

. أما نصيب الفرد من االستهالك ، وهو2012-2008في المائة بين عامي في المائة فقط، أو9أساس قياس الفقر، فقد نما بنسبة تراكمية بلغت

في المائة سنويا. وفضال عن ذلك، لم يتساقط األثر االيجابي1.75 في المائة األعلى40للرفاهية سريعا على الفقراء. لقد شهدت الفئات ال3

في2استهالكا من حيث نصيب الفرد الحقيقي من االستهالك نموا بحوالي في المائة من السكان.20 في المائة ألدنى 0.7المائة، مقارنة مع

-2007: نمو الناتج المحلي اإلجمالي السنوي في العراق، 1الشكل 2012)٪(

1 The Electronic Text Corpus of Sumerian proverbs: http:// etcsl.orinst.ox.ac.uk/cgi-bin/etcsl.cgi?text=c.6.1*#

3

المحلياالجمالي السنويللناتج معدلالنمو

)2(ا�ل�ف�ق�ر�ا�ء� ص�ا�م�ت�و�ن� د�و�م�ا�

انخفضت معدالت الفقر المقاسة على أساس نصيب الفرد من اإلنفاق نقاط مئوية. وهذا4 بنسبة متواضعة جدا هي 2012-2007خالل المدة

يعني أن واحدا من كل خمسة عراقيين لديه مستوى إنفاق أقل من المبلغ المطلوب لتلبية الحد األدنى من متطلبات التغذية وتغطية االحتياجات غير

. فضال عن ذلك،2012الغذائية األساسية مثل الملبس والمأوى في عام فإن نسبة كبيرة من سكان العراق يستهلكون عند مستويات قريبة من

خط الفقر ويبقون عرضة للسقوط في براثن الفقر. بعبارة أخرى، يمكن أن تؤدي زيادة صغيرة أو نقصان في مستويات الدخل واالستهالك إلى

في5تغيرات كبيرة في نسبة الفقر. على سبيل المثال، فإن زيادة بنسبة المائة في تكلفة االحتياجات األساسية )بما في ذلك الغذاء والوقود

في المائة، في حين16والملبس والمأوى( في العراق تزيد الفقر بنسبة أن زيادة بنسبة عشرة في المائة من شأنها أن ترفع نسبة الفقر إلى أكثر

في المائة.30من : نسبة الفقر والتغييرات فيها بحسب التقسيمات الجغرافية،2الشكل


4

2007-2012(*)

(7002 )نسبةالفقر (2102 )نسبةالفقر

فينسبةالفقر التغير(2102مقار3نةمع 7002 )

كردستانبغدادالشمالالوسطالجنوب

الفقر في العراق، كما في البلدان النامية األخرى، هو أبعد من مجرد الحرمان المادي وعدم القدرة على تلبية االحتياجات األساسية من الغذاء

والمأوى والمالبس وغيرها من الضروريات التي تشكل الحد األدنى من مستوى المعيشة. إذ يتجاوز الحرمان المادي ما يرتبط بالتقويم الذاتي ]من قبل األفراد أنفسهم[ لرفاهيتهم التي تتضمن مجموعة من األبعاد

األخرى بعضها قابل للقياس وبعضها ليس كذلك. إذ نجد أن أكثر من خمس السكان العراقيين لديهم مستويات اإلنفاق التي تقع دون الحد األدنى من

الدخل الالزم لتغطية االحتياجات األساسية. وبالمثل، فإن أكثر من ربع سنة فما فوق( ذكروا أن15العراقيين الكبار )الذين تتراوح أعمارهم بين

عائالتهم فقيرة أو فقيرة جدا: واحد من كل خمسة أفراد غير راض عن (. وينبع هذا االستياء من عدد من األبعاد، وأهمها السكن2012حياته )

تشكل هذه التقسيمات: بغداد، كردستان )اربيل، السليمانية ودهوك(، الشمال )كركوك، صالح الدين ** والموصل(، الوسط )النجف، كربالء، بابل، االنبار، واسط، وديالى(، الجنوب )البصرة، ذي قار، المثنى،

ميسان والقادسية(- ]المترجم[.5

والدخل والعمل والتعليم؛ فيما أفاد ثلث البالغين عن كونه نوعا ما أو غيرراض عن وضعه.

عبر2012-2007تتفاوت التحسينات في الرفاهية التي حدثت في المدة المكان والمجموعات السكانية. فقد انخفضت نسبة الفقر في المناطق

نقاط مئوية. فضال عن تركز التحسينات في الرفاهية8الريفية بحوالي بالكامل تقريبا في المنطقة الوسطى من البالد في محافظات النجف

وكربالء وواسط وبابل واألنبار وديالى، حيث انخفضت معدالت الفقر فيها نقطة مئوية. وكذلك الحال في كركوك وصالح الدين. في14بنسبة

المقابل، زادت معدالت الفقر بشكل حاد في خمس محافظات هي: نينوىفي الشمال والقادسية وذي قار وميسان والمثنى في الجنوب.

: الفقر في البصرة وباقي محافظات جنوب العراق 3شكل

6

(7002 )نسبةالفقر

(2102 )نسبةالفقر فينسبةالفقر التغير

(2102مقار3نةمع 7002 )

البصرة عدا الجنوبالبصرةالجنوبما

لقد نما االستهالك أيضا على نحو أسرع لغير الفقراء. كما نجد أن حجم األسرة وتكوينها، وقطاع التعليم والعمل )بشكل عام( لرب األسرة ومكان

إقامة األسرة كلها تبرز كمحددات قوية لالستهالك والفقر. ولكن األسر التي تعتمد على العمل في قطاعي الزراعة والبناء ال يحتمل أن تكون

فقيرة مقارنة مع األسر التي يكون معيلوها عاطلون أو خارج قوة العمل؛ بينما وعلى نحو عام ترتبط وظائف القطاع العام مع وجود احتمال فقر

اقل.

: نسبة الفقر وتعليم رب األسرة4شكل

7

ونالمي

ا

ئيةبتدا

االملوا

ميكل

ئية

بتداةاال

شهادال

سطة

متوةال

شهادال

ديةعدا

اال

دية

عداةاال

شهادىال

علصل

حا

نية

لمهةا

داديالع

ا

ما الذي يفسر هذا األداء المتواضع من حيث التحسن في الرفاهية ذات القاعدة العريضة وما يجب القيام به لبناء مسار للتنمية أكثر شموال في

المستقبل؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يتناوله التقرير. إن التداعيات االقتصادية الماثلة اليوم هي إرث ثالثة عقود من العنف وعدم االستقرار، والضعف المؤسسي، والتي كان من الصعب التغلب عليها. إن استمرار

غياب السالم واألمن في بعض أجزاء البلد يحد من إمكانية تحقيق التقدم االقتصادي. لقد أثرت إستراتيجية التنمية التي اعتمدتها الدولة، والتي

حققت نجاحا محدودا في نشر منافع الثروة النفطية والنمو االقتصادي فيالبالد.

: الحصة من الفقراء بحسب تعليم رب األسرة5شكل

8

االبتدائية االميون الشهادةاالبتدائية لميكملوا

االعداديةالشهادةالمتوسطة االعدادية

المهنيةحاصلعلى

الشهادةاالعدادية

ان بلدا يرزح تحت هذا اإلرث الثقيل يتطلب مسار التنمية فيه جهودا ثابتة أدى2013وملتزمة من قبل الحكومة. على الرغم من ذلك ففي عام

العنف الطائفي إلى زيادة في الوفيات المدنية التي لم يشهد مثلها منذ أن . وفضال عن ذلك، فقد ترك التمرد العنيف2007وصل العنف ذروته عام

أجزاء من البالد خارج سيطرة الحكومة االتحادية، مما أدى2014في عام إلى نزوح داخلي واسع النطاق في أنحاء البالد مرة أخرى. ولعل الدروس

يمكن أن توفر إجابات عن المسار التنموي األكثر2012-2007من عامي شموال واستدامة للمستقبل والذي ينبغي السير فيه.

: نسبة الفقر بحسب حالة العمل، لألسر الريفية6شكل 2012 و2007والحضرية

9

عاملونبدوامكامل عاطلونقوةالعمل عاملونبدوامجزئي خارج

حضرريف

)3(ال� ت�ت�ح�د�ث� ع�م�ا� و�ج�د�ت�.� ب�ل� ت�ح�د�ث� ف�ق�ط� ع�م�ا� ف�ق�د�ت�

لقد الغى العنف المتكرر وعدم االستقرار التأثيرات االيجابية لإلمكانات الواعدة للعراق )الزراعة، والهيدروكربونات، والبشرية( وبالمحصلة فقد

خضعت البالد لتحديات كبيرة من تراجع التنمية وتوقفها. ال تزال هناك فجوات كبيرة في رأس المال البشري والوصول إلى الخدمات األساسية، فضال عن الفوارق اإلقليمية. ويتزايد السخط الشعبي مع انخفاض معدالت المشاركة في قوة العمل، وتدنى مستويات التعليم، وعدم قدرة الشباب العراقيين على المشاركة بشكل فاعل في االقتصاد. ومن صور التفاوت

االخرى تخلف البنات عن األوالد في الحصول على التعليم، وحصول النساء على أجور أقل عندما يدخلن أسواق العمل. وما تزال التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة تشكل تحديا، وتتأثر بمجموعة من العوامل بما في ذلك

نقص التغذية بين األمهات الشابات.

أن التقدم الذي حققه العراق في مجال التخفيف من الفقر قد يكون متواضعا فيما يتعلق بالمعدالت الصحية للنمو االقتصادي؛ ولم يتم تحقيق أي تقدم على اإلطالق يستحق الذكر في مواجهة اآلثار بعيدة المدى من

إرث الماضي. لقد شهدت البالد صراعات متواصلة منذ مطلع الثمانينات، وشهدت أشكاال متعددة من الصراع مثل التمرد والحرب الدولية والصراع


10

الطائفي واإلرهاب المستمر، والتجزئة اإلقليمية، واآلثار غير المباشرة منالنزاع في البلدان األخرى.

لقد أفرزت هذه العقود الثالثة من العنف والضعف االقتصادي والسياسي آثارا سلبية في بنية االقتصاد المشوهة وتضخيم حجم الدور الذي يلعبه

القطاع العام على وجه الخصوص. وخالل أغلب سنوات هذه العقود كان القطاع الخاص غير قادر على العمل بحرية، وتم تنفيذ العديد من األنشطة

من خالل األوامر اإلدارية، ومن خالل إعطاء امتيازات الوصول إلى مؤسسات الدولة والمناصب العليا لبعض الفئات القريبة من السلطة،

وخصوصا خالل حقبة العقوبات. ثم تحولت العديد من أنشطة السوق إلى القطاع غير الرسمي، مع تراكم اآلثار السلبية في اإلنتاجية، وتدني

االستثمار العام، وتراجع نوعية الوظائف.

إنشاء2003أعقب الغزو الذي قادته الواليات المتحدة للعراق في عام حكومة مدنية. مع ذلك، فإن الوضع األمني المتدهور بسرعة تحول إلى

(، مما أدى إلى ارتفاع مستويات النزوح2006-2005حرب أهلية طائفية ) في جميع أنحاء البالد وداخل بغداد. هذا الوضع األمني جعل من الصعب على الحكومة التركيز على إعادة اإلعمار )وخاصة بالنسبة للبنية التحتية

الهشة لشبكات الكهرباء والمياه( أو المشاكل القطاعية المزمنة والمتراكمة مثل تراجع القطاع الزراعي. وكنتيجة لذلك، فإن التنمية االقتصادية الواسعة والتنويع، اللذين يحتاجان مثل هذه البنية التحتية

األساسية، ما تزال بعيدة المنال ما لم يتم استعادة االستقرار السياسيواألمني.

بدأ قطاع النفط بزيادة اإلنتاج وكنتيجة لذلك فقد زات معدالت النمو االقتصادي، ولكن في أنموذج التنمية المنعزلة التي يقودها قطاع النفط:

كان تركيز الشركات النفطية على إعادة تأهيل حقول النفط والبنية التحتية للتصدير، مع آثار غير مباشرة محلية محدودة. لقد تزامنت استعادة

مستويات إنتاج النفط العالية مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، وتدفقت مبالغ كبيرة من اإليرادات واإلنفاق من خالل الحكومة، ولكن في سياق ضعيف جدا من اإلدارة المالية العامة وآليات الحكم الرشيد. وفي ظل

عدم االستقرار لم تبد الحكومة أية نية للقيام بإصالح كبير للشركات المملوكة للدولة، على الرغم من أن كثيرا من هذه الشركات كانت مدمرة

منذ الثمانينات.11

استمر قطاع النفط يمثل المحرك الرئيس للتطورات االقتصادية والمالية، في الوقت نفسه، برزت بعض التطورات االيجابية وبخاصة إعادة فتح

التجارة مع إيران وتنشيط السياحة الى المدن المقدسة )النجف وكربالء(. ولكن لم يكن هناك تحول في هيكل الناتج المحلي اإلجمالي يقلل من االعتماد المفرط على النفط. لقد ظلت نسبة الريع النفطي في الناتج

المحلي اإلجمالي مستقرة منذ منتصف التسعينات وحتى الوقت الحالي على الرغم من التقلبات التي شهدتها هذه المدة. والنتيجة أن استحوذ

في المائة من الناتج المحلي اإلجمالي44قطاع النفط الخام على .2012الحقيقي في عام

: نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي )دوالر أمريكي7شكل 2012-1960باألسعار الجارية(

فط

مالنأمي

ت

طةلسل

ىاعل

طريسي

سينمح

ص3دا

نية

يرااال

قيةعرا

بالحر

ال(

لىالو

جاخلي

بالحر

)

الحربالعراقية االيرانية

نيةالثا

ليجالخ

ربوح

تكوي

والغ3ز

االسلحة، نزع العقوبات،الطيران، مناطقحظرالنفطمقابل وبرنامج

الغذاء

اق

لعروا

لغزالفا

تحقود

دةتمتح

تالاليا

الو حتىايار 30023102 : 922.311

حصيلةالضحايا المدنيين

بها

سحالان

كمةت

يكيمر

االات

لقوا

منالناتجالمحلياالجمالي جارية / بالدوالر)نصيبالفرد (اسعار

Source: World Development Indicators )2012(; estimates for 1990–1996 from CSO, Iraq.

12

2012-1960: الريع النفطي كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي 8شكل

Source: World Development Indicators )2012(

تم تنفيذ القليل جدا من اإلصالحات الهيكلية خالل حقبة إعادة اإلعمار، وربما كان القطاع الخاص أضعف مجاالت اإلصالح جميعا. يحتل العراق

للتسوية حاالت اإلعسار-189 لبدء عمل تجاري والمرتبة 169المرتبة وهي أسوأ درجة في العالم، ألنه من غير الممكن قانونيا إغالق األعمال

التجارية بسهولة. كما نجد أن القطاع غير الرسمي في العراق كبيرة جدا ويقف وجها لوجه مع القطاع الرسمي ونجد شركات القطاع الخاص

الرسمية بين سندان الشركات المملوكة للدولة بتمويل مفتوح ومطرقة التنافس غير العادل مع الشركات غير الرسمية التي ال تمتثل لقواعد

العمل نفسها.: القيود األساسية في مجال األعمال التجارية9شكل

الكهرباءالرسمي غير ممارساتالقطاع

السياسي عدماالستقراراالرضلى ا الوصول

مناسبة القوةالعاملةالمتعلمةبصورةغيرترخيصالعمل العمل تشريعات

الحصولعلىالتمويل معدالتالضريبة والتجارة الكماركتعليمات

االداري الفسادالسرقةوالفوضى الجريمةو

إدارةالضريبة النقل

العراق الشرقاالوسطوشمالافريقيا البلدان جميع

13

Source: World Bank Enterprise Survey, Iraq, 2011

ونتيجة أخرى لهذه العقود هي تآكل رأس المال البشري، وتدمير البنية التحتية األساسية وانسحاب الموظفين المؤهلين من المؤسسات العامة.

إن ركود رأس المال البشري وتدهوره أصبح يؤثر حاليا في الفئات األصغر سنا من السكان في سن العمل في العراق، وبخاصة وإن ما يقرب من

سنة، وسوف يكون لهذه االتجاهات30نصف سكان العراق هم دون سن في رأس المال البشري آثار مهمة في المستقبل.

في الثمانينات، كان العراق يمتلك واحدا من أفضل النظم التعليمية في المؤقت الحق في التعليم المجاني على1970المنطقة. يضمن دستور

جميع المستويات ولجميع المواطنين، فضال عن اإللزامية التعليم ]للمرحلة ، شنت الدولة حملة إلزامية لمكافحة األمية،1978االبتدائية[. في عام

والتي ألزمت على جميع المواطنين العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين سنة االنخراط فيها. ودعمت الحملة المشاركين حتى يتحقق15-45

مستوى الصف الرابع من القراءة والكتابة والرياضيات. لكن هذه االنجازات قد تبددت نتيجة الحرب بين إيران والعراق، وحرب الخليج

األولى والعقوبات الالحقة، فضال عن عقود من العنف المتالحق الذي أدى إلى دمار واسع النطاق وتدهور في البنية التحتية ونقص حاد في المعلمين

المؤهلين. نجد اليوم أن معدالت محو األمية الذكور البالغين وبين اإلناث في العراق هي أقل من المتوسط المسجل في بلدان الشرق األوسط

وشمال أفريقيا وأقل بكثير من مثيالتها بالنسبة للبلدان ذات الدخلالمتوسط العليا التي يقع العراق ضمنها.

هناك أدلة على تأثير طويل األمد للصراع في النتائج التعليمية عبر األجيال. أولها، معدالت األمية للجيل ممن هم منتصف الثالثينات من العمر أو أقل

هي أعلى بالنسبة ألولئك الذين هم في أواخر في2012في عام ،1975الثالثينات من العمر. لقد ولدت هذه الفئات العمرية بعد عام

وكانوا في سن الذهاب إلى المدرسة خالل الحرب بين إيران والعراق، في المائة12عندما أصبحت حملة محو األمية اإللزامية صعبة التنفيذ. كان

من أولئك الذين ولدوا في الثمانينات ممن عايشوا حرب الخليج األولى، . وبالنسبة للعراقيين من جميع األعمار، فإن2012فأصبحوا أميين في عام

المستوى األكثر انتشارا من التعليم هو التعليم االبتدائي أو أقل، فمن في60 سنة نجد أن حوالي 27-18األفراد الذين تتراوح أعمارهم بين

14

سنة من18المائة ليس لديهم أكثر من التعليم االبتدائي، والذين هم بعمر سنة30المرجح أنهم أتموا المرحلة االبتدائية مثل أولئك الذين هم بعمر

الذين ذكرناهم آنفا. أما نسبة إكمال المرحلة المتوسطة والثانوية هي-18 في المائة للشباب العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30حوالي

سنة، واألمر نفسه للعراقيين في األربعينات من العمر. إن هذا األمر22 يثير القلق فقد ظلت حصة من خريجي الثانوية منخفضة مع بعض

التحسينات في مجال التعليم العالي فقط بين الفئات العمرية األصغر. عموما هذه االتجاهات تشير إلى توقف التقدم في التعليم ويمكن أن

تتفاقم النتائج لبعض الفئات العمرية.

النزاع، النمو والتنمية يمكن أن تعمل العالقة بين النمو والتنمية والصراع في كال االتجاهين. من جهة، تحدث صدمة سلبية في النمو االقتصادي مع احتمال أعلى

بكثير من الصراع. ويمكن لحلقات الصراع أيضا أن تؤثر سلبا في النمووالتنمية من جهة أخرى.

يستخدم هذا التقرير تحليال مبتكرا لفهم وتحديد العالقة السلبية بين الصراع والنمو االقتصادي من جهة، والعالقة اإليجابية بين جهود التنمية

والنمو من جهة أخرى.

وتشير التقديرات إلى أن مقارنة الوضع بافتراض عدم سقوط ضحايا من في11.4 و 5.7المدنيين، مع وضع بلغ فيه متوسط عدد ضحايا بين

. من ناحية أخرى، أدت2010-2003المائة الذي شهدته المدة من مضاعفة معدالت التنمية ومشاريع إعادة اإلعمار إلى زيادة النمو بين

في المائة. وهذا يشير إلى أنه على الرغم من جهود التنمية8.4 و 5.8 التي بذلت من قبل الحكومة والجهات الفاعلة األخرى يمكن أن تخفف

من دور السلبي للعنف، فإن الجهد المطلوب للتعويض عن أثر النمو السلبي للعنف هي كبيرة. وفضال عن ذلك، فإن العنف يؤثر بشكل غير متناسب في النمو في المناطق الفقيرة من البالد، في حين أن جهود

التنمية أكثر فاعلية في المناطق األغنى في البالد. وهذا يعني أن األمر سيستغرق جهودا تنموية أكبر للحفاظ على النمو عندما يؤثر العنف

المناطق األكثر فقرا.

15

وهكذا، على مستوى االقتصاد الكلي، وغياب السالم واألمن في البالد، يمكن أن يشكل الحفاظ على النمو في حد ذاته تحديا في العراق، وبدون توافر هذه الشروط سيكون من الصعب التخفيف من الفقر

وتحقيق الرخاء على نطاق واسع.

2010-1980 بالغ( 1,000: معدل الوفيات بين البالغين )لكل 10شكل

(امرأةبالغة 0001لكل )معدلوفياتالبالغات

(رجلبالغ 0001لكل )معدلوفياتالبالغين

Source: World Development Indicators )2012(

تراجعت أيضا النتائج الصحية، فحتى منتصف السبعينات تمتع الذكور العراقيون بارتفاع متوسط العمر المتوقع بأكثر من نظرائهم في منطقة

، حين اندلعت1980الشرق األوسط وشمال أفريقيا. لكنهم ومنذ عام الحرب بين إيران والعراق، تخلفوا عن الركب. كما قد يكون متوقعا في

فترات الصراع العنيف، ويرتبط هذا االتجاه إلى زيادة معدالت وفيات . وعلى الرغم من الحرب بين إيران1980الذكور البالغين منذ عام

1980والعراق، فقد انخفض معدل وفيات الذكور البالغين قليال بين عامي . ويبدو أن هذا االتجاه قد استمر حتى منتصف التسعينات. ومع1990و

، شهد العراق زيادة حادة في معدل وفيات الذكور:2002ذلك، ومنذ عام . ومما يثير2011 في عام 1000 لكل 295 بالغ إلى 1000 لكل 167من

القلق، أن اآلثار السلبية النعدام األمن الذي طال أمده تؤثر في البنية16

التحتية للخدمات الصحية األساسية، وكذلك في ارتفاع معدل وفيات اإلناث الكبار منذ الثمانينات، وارتفاع في معدل وفيات الرضع بالنسبة إلى بقية

، كان ترتيب العراق من خالل معدل وفيات1960المنطقة. في عام الرضع في المنطقة تقريبا في منتصف )مؤشرات التنمية في العالم

(. بينما في جميع أنحاء المنطقة، فإن هذه المعدالت شهدت2012 انخفاضا حادا، فالعراق لم يحقق خفضا في معدل وفيات الرضع بالوتيرة

، كان معدل وفيات الرضع في العراق أعلى2011نفسها. في عام المعدالت في المنطقة، باستثناء اليمن )وربما جيبوتي(. وهناك أيضا أدلة

عن تدهور النتائج التغذوية لألطفال الصغار: على وفق تقرير برنامج الغذاء في المائة من األطفال الذين تتراوح22، يعاني 2007العالمي عام من التقزم )الطول بالنسبة للعمر، وهو مؤشر على5-0أعمارهم بين

في المائة من األطفال10سوء التغذية المزمن(؛ وكان ما يقرب من . أشارت التحليالت األخيرة طبقا لنتائج المسح(4)يعانون من نقص الوزن

إلى أن ما يقرب من2012االجتماعي واالقتصادي لألسرة في العراق ثلث األطفال العراقيين يعانون من التقزم؛ هذه النتيجة التي ترتبط ليس

فقط مع الثروة األبوية والقدرة على تلبية متطلبات السعرات الحرارية والغذائية، ولكن أيضا مع اختالف الحصول على الرعاية والخدمات الصحية

ومع األمومة المبكرة وسوء تغذية األمهات.

وأخيرا فإن لدى العراق واحد من أدنى نسب السكان البالغين العاملين في المنطقة؛ باستثناء األراضي الفلسطينية التي لديها معدل أقل. وهذا هو

أيضا على النقيض من العديد من الدول الغنية بالنفط األخرى في المنطقة. وفضال عن ذلك، فخالل العقدين األخيرين، ظلت نسبة عمالة

في المائة، وفي الوقت58الذكور البالغين إلى السكان منخفضة عند نفسه، فقد انخفضت مشاركة الذكور في قوة العمل، وبخاصة بين

الشباب. على الرغم من أن السنوات األخيرة قد تحققت فيها زيادة في سنوات التعليم، فمن المرجح أن االنخفاض بنسبة عشرة في المائة من

الذكور في قوة العمل كان بسبب انعدام األمن والعنف وفرص العمل المحدودة للشباب والتي تركتهم يشعرون باإلحباط. كما هو الحال في بقية منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا، فإن االختالفات بين الجنسين في

المشاركة في سوق العمل الفتة للنظر في العراق. وعلى النقيض من الرجال، تشير البيانات المأخوذة من مؤشرات التنمية العالمية إلى أن

مشاركة النساء البالغات في قوة العمل يتزايد ببطء مع مرور الوقت، ولومن مستويات أقل من ذلك بكثير.

4 World Food Program, 2007. Comprehensive Food Security and Vulnerability Analysis: Iraq

17

األمومة المبكرة التقزم هو مظهر أساس من مظاهر سوء التغذية في مرحلة الطفولة

المبكرة، بما في ذلك سوء التغذية أثناء التطور الجنيني الناجم عن سوء تغذية األم، وكالهما من المرجح أن يرتبط مع مستوى دخل األسرة.

تختلف معدالت التقزم لألطفال ومعدالت نقص الوزن في العراق مع في المائة20دخل األسرة، لكنها تحقق معدال أعلى انتشارا بين أفقر

5-0من السكان، حيث ان ثلث األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنوات يعانون من التقزم. ومع ذلك، فإن معدالت التقزم مرتفعة حتى بالنسبة ألغنى الفئات السكانية، مع أكثر من خمس األطفال يعانون من

نقص الطول بالنسبة للعمر، مما يدل على انتشار سوء التغذية فيالماضي بين جميع شرائح السكان.

شهرا، مما يشير36التقزم هو أكثر انتشارا بين األطفال بعمر أقل من إلى أنه ربما قد تكون األمهات يعانين من سوء التغذية فيلدن أطفاال

يعانون من سوء التغذية، مع بعض حاالت العجز الغذائي التي يتم سدها مع الوقت من خالل االنتقال من الرضاعة الطبيعية إلى تناول الطعام.

في المائة من األطفال العراقيين دون عمر سنة واحدة يعانون من35 شهرا، وحوالي ربع35 إلى 12التقزم، مقارنة ثلث األطفال بعمر

شهرا.60-26األطفال الذين تتراوح أعمارهم بين

وهذا يشير إلى أن دخل األسرة )والقدرة على توفير الغذاء األساسي والتغذية( أكثر فأكثر، ومكان اإلقامة )الذي يحدد إمكانية الوصول إلى الخدمات األساسية الصحية وغيرها(؛ سوء تغذية األمهات أيضا يلعب

دورا مهما. في الواقع نجد أن، األمومة المبكرة تطرح مخاطر خاصة منحيث سوء التغذية لدى األطفال.

في11 سنة. و16 في المائة من الفتيات تزوجن بعمر 5في العراق، و40 سنة. في المتوسط، بين 18المائة من النساء الالتي تزوجن بعمر

سنة تحمل طفال قبل هذه السن.18٪ من اللواتي تزوجن قبل سن 50 إن انتشار المعدالت العالية نسبيا من الزواج المبكر، ومن ثم، األمومة

المبكرة في بعض المحافظات أصبح واسعا، لذا أصبحت معدالت التقزم

18

عالية نسبيا، على الرغم من مستويات الرفاه المرتفعة نسبيا.

وهكذا فإن المعدالت العالية نسبيا من تقزم األطفال في العراق ترتبطبمجموعة من العوامل:

. مكان اإلقامة: الذين يعيشون في منطقة حضرية يقل احتمال والدة1 ٪. أما األسر التي تعيش في5.2طفل يعاني التقزم لدى األسرة بنسبة

في المائة أكثر عرضة20.4 و 17.6بغداد والمحافظات الجنوبية هي إلنجاب أطفال يعانون من التقزم، نسبة إلى أولئك الذين يعيشون في

كردستان. . الرفاهية األسرية: األطفال الذين ينتمون إلى األسر في الفئة األدنى2

من توزيع الثروة هم أكثر عرضة لإلصابة بالتقزم. األسر التي تنتمي إلى الخمسين الرابع والخامس هي أقل عرضة لإلنجاب طفل قريب يعانون

في المائة مقارنة مع أولئك الذين ينتمون إلى10 و 5من التقزم بنسبة الخمس األدنى.

سنة23-12. االمومة المبكرة: األمهات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 3 في المائة، واألمهات اللواتي تتراوح أعمارهن12هي أكثر عرضة بنسبة

في المائة إلنجاب طفل يعاني7 سنة أكثر عرضة بنسبة 30-24بين أو أعلى.31التقزم مما هو الحال ألمهات تتراوح أعمارهن بين

لقد أصبح التفاوت المكاني أكثر وضوحا، ففي الوقت الذي كانت فيه المنطقة الكردية أكثر الضحايا قبل التسعينات، فقد تغير حالها مع

االستقالل الفعلي عن بغداد وانتفاعها الكبير من برنامج الغذاء المنفذ مباشرة من قبل وكاالت األمم المتحدة ]في إطار برنامج النفط مقابل

الغذاء[. فكان لها المزيد من المرونة والوصول إلى األموال من الحكومة بغداد أكثر مما هو الحال لبقية العراق، وهذا يعني أن االحتياجات األساسية يمكن أن تلبى على نحو أكثر فعالية. من ناحية أخرى، شهدت المحافظات

الجنوبية تأثيرا سلبيا مزدوجا، بفعل الدمار الذي خلفته الحروب ونتائج االنتفاضة التي قمعت بقسوة. كان يمكن لالتجاهات الجديدة التي برزت

ان تدفع الحكومة العراقية إلى العمل على توجيه الموارد2003بعد عام إلى المناطق التي يشتد فيها الحرمان. لكن النظام اإلداري للمحافظات الذي يعاني من بعض مظاهر القصور وعدم الكفاءة قد أدى إلى المزيد

من التفاوت في نوعية الخدمات المقدمة في وقت كان فيه دور الحكومةالمركزية غير فعال.

19

64-15: حالة سوق العمل حصة السكان في سن العمل )11شكل )*(2012-2007سنة(

مل

العسن

فيكان

لسةا

سبن

ملالع

قوةرج

خاكان

لسىا

ال

اناث ذكور

اناث ذكوريعملونبدوامكامل يعملونبدوامجزئي

نسبةالعاملونالىالسكانفيسنالعمل

بحسب تعريف منظمة العمل الدولية.)*(

و2007المصدر: محتسب من بيانات المسح االجتماعي واالقتصادي لألسرة في العراق 2012

ظهرت مجموعة جديدة من التفاوتات بين المحافظات اآلن مع الطبيعة غير المتوازنة الستعادة األمن في جميع أنحاء البالد. وبما أن المحافظات الجنوبية خرجت أخيرا من قبضة حكومة معادية في بغداد، وبفضل حقول

النفط الكبيرة الموجودة فيها كان يمكن أن تتسارع وتيرة التنمية20

االقتصادية فيها. لكن ذلك لم يتحقق بسبب استمرار النفط في أنموذج التنمية المنعزلة، رغم توسع المصادر األخرى للنشاط االقتصادي مثل

الزيارات إلى العتبات المقدسة، والتجارة مع إيران، وميناء البصرة، التي كان يمكن أن تحرك النمو اإلقليمي. من ناحية أخرى، كانت محافظات

شمال وغرب بغداد تحت تأثير النزاع بين أطراف عدة: الطوائف والقوميات والقبائل والمتمردين، وكلها تتفاعل بطرق مختلفة مع الحكومة

االتحادية. ومن جهتها فقد واجهت الحكومة حسابات معقدة مع هذه المحافظات، ففي المحافظات يكون أغلب سكانها من طائفة واحدة يمكن

أن يكون في مصلحتها، في حين أن المحافظات ذات التوازن الهش للسكان جذبت المزيد من التنافس على النفوذ والمزيد من العنف وانعدام

األمن.

سنة:64-15(: إكمال المرحلة التعليمية، نسبة العراقيين بعمر 1جدول )2012-2007التقسيمات الجغرافية نسبة إلى المعدل الوطني

مستوى التعليم )نسبة السكان في سن العمل(: العراق200

7201

2

0.340.40امي أو لم يكمل االبتدائية

0.450.45اكمل الدراسة االبتدائية حتى المدرسة اإلعدادية

0.160.15المدرسة اإلعدادية أو اإلعدادية المهنية

كردستان الىبقية العراق

بغداد الى بقيةالعراق

الشمال الىبقية العراق

الوسط الىبقية العراق

الجنوب الىبقية العراق

20072012200

7201

2200

7201

2200

7201

2200

7201

2

امي أو لم يكمل االبتدائية23.0

117.8

1

–13.01

–12.514.853.6

–3.51

–4.074.273.35

أكمل الدراسة االبتدائية حتىالمدرسة اإلعدادية

–19.03

–14.26

12.62

7.29

–2.18

–1.180.113.91

–4.17

–1.75

المدرسة اإلعدادية أو اإلعداديةالمهنية

–5.92

–3.56

1.75

5.24

–2.13

–2.402.620.12

–0.27

–1.59

2012 و 2007المصدر: بيانات المسح االجتماعي واالقتصادي لألسرة في العراق

اليوم، تبدو كردستان والجنوب ليكون على مسارات مناقضة لتلك التي تسير عليها المناطق األخرى. اتجاهات الفقر تخفي التحسينات في

مخرجات التعليم وسوق العمل التي تحققت في المحافظات الكردية21

الثالث، التي شهدت أيضا زيادة كبيرة في عدد السكان. بدأت األجيال ( مع مستويات2012 سنة فما فوق في عام 30األكبر سنا في كردستان )

أعلى بكثير من األمية والتعليم االبتدائي بالنسبة إلى العراق وتدني مستويات إكمال التعليم االبتدائي والتعليم العالي. في المقابل، يوجد نمط مناقض لتلك الفئات التي هي في العشرينات من العمر. هؤالء الشباب هم

أكثر عرضة من نظرائهم الذين لديهم مستويات تعليم ثانوي وعالي.

يقف الشباب في الجنوب ممن هم في العشرينات من عمرهم وراء أقرانهم أكثر مما كان آباؤهم عندما كانوا في مثل عمرهم. أما أولئك الذين

سنة فأكثر في الجنوب فإنهم من المحتمل أن يكونوا أميين60هم بعمر في المائة أقل احتماال أن يكونوا قد2 في المائة أكثر، وحوالي 5بنسبة

حصلوا على التعليم الثانوي مقارنة مع أقرانهم على المستوى الوطني، في8بينما أولئك الذين هم في العشرين من العمر هم أقل احتماال بنسبة

في المائة أقل احتماال أن يكونوا قد حصلوا6المائة أن يكونوا أميين و على التعليم الثانوي. وبالمثل، تعمل النتائج الصحية في المحافظات

سنوات يعانون من5-0 في المائة من األطفال بعمر 35الجنوبية، فنسبة التقزم، وهذه النسبة تبلغ ضعف مثيلتها في كردستان وأعلى بكثير من

أجزاء البلد.

يبدو أن السنوات الخمس الماضية قد ضاعفت من اإلهمال الذي شهدته المحافظات الجنوبية )باستثناء البصرة( في الماضي، فقد زاد عجز رأس المال البشري من خالل رفض الذكور العمل والمشاركة في قوة العمل، مما يشير إلى أن الرجال يخرجون من قوة العمل ويدفعون إلى الشعور باإلحباط. كما نجد ان للمحافظات الجنوبية أدنى معدالت التوظيف بدوام

، وتراجع عمالة اإلناث، وأدنى معدالت التوظيف2012كامل في عام بدوام جزئي مقارنة بباقي أجزاء البلد.

: التغير في نصيب الفرد من الدخل للفئات العشرية الثالث12شكل )ألف دينار عراقي(2012-2007األفقر بين عامي

22

الوسطالجنوب العراقكردستانبغدادالشمال

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3

الع3شير 1

الع3شير 2

الع3شير 3


ا�ل�ج�و� غ�ا�ئ�م�،� و�ل�ك�ن�ه� غ�ي�ر� م�م�ط�ر�.� و�ل�م�ا� أ�م�ط�ر�ت� ل�م� ت�س�ق�5ا�أل�ش�ج�ا�ر�

تواجه الدولة العراقية تحديات المدى الطويل، إذ يتطلب التقدم المطرد نحو التنمية بذل جهود كبيرة إلقامة حكم القانون والحكم الرشيد، وإنعاش

النشاط االقتصادي في القطاع الخاص واالستثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية والتعليم والصحة والخدمات االجتماعية. لكن األدوات

المحدودة المتاحة للدولة في بيئة هشة واصلت فرض ضغط كبير على النتائج التي ينبغي تحقيقها ضمنا اعتمدت سياسة قصيرة النظر اعتمدت

على إعادة توزيع عائدات النفط؛ من خالل االستمرار في نظام الدعم الغذائي الشامل وتوسيع العمالة في القطاع العام ومزايا العاملين فيه.

استبعدت هذه اإلستراتيجية النفعية أجزاء معينة من مجموعات من السكان والمناطق وقد أسهم ذلك في إضعاف العالقة بين المواطنين

والدولة. بينما ظلت العقبات الرئيسية أمام التنمية من دون تغيير. تم أيضاح الروابط الضعيفة بين النمو االقتصادي والرفاهية في جزء من

التقرير من خالل ربطها بهيكل االقتصاد. إذ لم يصاحب هذا النمو والتوسع في الوظائف في القطاع الخاص ومزايا العاملين فيه، حيث إن اغلب

العاملين هم من الفقراء. ركزت إستراتيجية التنمية الحالية في المقام األول على توزيع المكاسب من خالل توسيع فرص العمل في القطاع العام، ليشمل الرجال األقل تعليما، بينما توسعت الفجوة في األجور

والمزايا مع القطاع الخاص. وقد كان لذلك عواقب غير مقصودة مهمة،5 The Electronic Text Corpus of Sumerian proverbs: http:// etcsl.orinst.ox.ac.uk/cgi-bin/etcsl.cgi?text=c.6.1

23

في مقدمتها تخفيض المشاركة في قوة العمل بين الرجال والنساء مع اتساع في الشعور باإلحباط في صفوف األفراد في سن العمل. وفضال عن

ذلك، فقد تراجعت حوافز األسر لالستثمار في التعليم، وخاصة بالنسبة للذكور. مع الحد من حوافز للمرأة للمشاركة في العمل في القطاع

الخاص. كانت اإلستراتيجية الرئيسة األخرى هي الحفاظ على نظام التوزيع العام ]البطاقة التموينية[. لقد ضمن برنامج الحماية االجتماعية الوحيد

مستوى أساسي من السعرات الحرارية للجميع، ولكنه غير كاف في سياقتواجه فيه نسبة كبيرة من السكان أبعاد متعددة من الحرمان.

ونظرا لهذا اإلستراتيجية، فمن غير المستغرب أن القوة الدافعة األساس لم يكن النمو وخلق فرص2012 و 2007للتخفيف من الفقر بين عامي

العمل في القطاع الخاص، بل تم ذلك من خالل زيادة الرواتب، وخاصة للعاملين في القطاع العام؛ يرافقه بعض التوسع لوظائف القطاع العام

التي ال تتطلب سوى مهارات منخفضة. التحدي بالنسبة للعراق هو في بنية االقتصاد التي ال تتمظهر في هيأة مكاسب تعظم الثروات التي يتمتع بها

العراق.: النمو االقتصادي والرفاهية: القنوات الرئيسة13شكل

النمواالقتصادي

الطلبعلىااليديالعاملة ورؤوساالموال التحويالتالخاصة الموازنةالعامة

الطلبعلىااليديالعاملة ورؤوساالموال

منالعمل )مكاسب العمل (ومنغير

الصحةوالتعليم وتقديمالخدمات

حكم السالمواألمن،التحويالتالعامة القانونوالحكمالرشيد

رفاهيةاالسرة

ويعزى النمو االقتصادي خالل هذه المدة إلى القطاع النفطي، والذي أسهم بنصف الناتج المحلي اإلجمالي، والجزء األكبر من اإليرادات

الحكومية، وجميع عائدات الصادرات تقريبا. وفي الوقت الذي حقق فيه في المائة، ال تمثل فرص العمل فيه8هذا القطاع معدل نمو سنوي قدره

في المائة، ومن ثم لم يحدث تأثيرا مباشرا في سوق العمل. أما1سوى القطاعات األخرى التي حققت نموا مثل قطاعات المنافع العامة )الماء

والكهرباء(، والبناء، والتجارة التي أوجدت القليل من فرص العملالجديدة.

24

وظيفة جديدة لكنها كانت غير750,000تم خالل تلك السنوات إيجاد في المائة منها80كافية الستيعاب الداخلين سوق العمل، وكان حوالي

في القطاع العام، وتتركز في القطاع المالي والتأمين والخدمات المهنية في15األخرى. وفي الوقت الذي نما فيه التوظيف في هذا القطاع بنسبة

في المائة سنويا، مما يوحي بأن4المائة سنويا، نما الناتج بنسبة أقل من هذه الوظائف لم تكن عالية المهارة وذات إنتاجية عالية. في الواقع، فقد استوعبت هذه الوظائف الجديدة في القطاع العام العاملين األقل تعليما،

في المائة من هذه الوظائف حصل عليها العاملون60إذ نجد أن الحاصلون على أقل من التعليم االبتدائي. وفي الوقت نفسه، نمت

في المائة أو أكثر سنويا في قطاعات النفط7الرواتب بسرعة وبنسبة والتعدين، واإلدارة العامة، والصحة وقطاع التعليم، وهي قطاعات يهيمن

عليها القطاع العام.

في المقابل، فإن قطاعي الزراعة والبناء والتشييد واللذين يوظفان أكثر من خمس السكان، وحوالي ثلث فقراء العراق، لم يشهدا زيادة محسوسة

في المائة5في األجور. إذ نجد حصول تراجع في العمالة الزراعية بنسبة في المائة، في حين ارتفعت2.5سنويا، والدخل في هذا القطاع بنسبة

في المائة فقط. لقد0.8األجور في قطاع البناء بنسبة ضئيلة تقدر بحوالي تم التخفيف من الفقر من خالل التحسينات في الرفاهية في المناطق

الريفية في الوقت الذي أصبحت فيه بعض األسر ذات خصائص معينة أكثر فقرا، وبخاصة تلك التي تعتمد كليا على الزراعة في معيشتها في

المحافظات الجنوبية.

ركزت إستراتيجية التنمية الحالية في المقام األول على توزيع المكاسب من خالل توسيع فرص العمل في القطاع العام والحفاظ على نظام

التوزيع العام. إن السمة المميزة للتوسع في التوظيف في القطاع العام تكمن في أنه عمل كشبكة أمان اجتماعي، عبر جذب الرجال األقل تعليما،

بينما توسعت الفجوة في األجور والمزايا مع القطاع الخاص. وقد كان لهذه اإلجراءات عواقب غير مقصودة مهمة، فقد خفضت المشاركة في

قوة العمل بين الرجال والنساء مع زيادة اإلحباط في صفوف السكان في سن العمل. وفضال عن ذلك، فقد قللت حوافز األسر لالستثمار في تعليم

أفرادها، وخاصة بالنسبة للرجال. مع الحد من حوافز النساء للمشاركة فيقوة العمل في القطاع الخاص.

(: النمو والعمالة ودخول العمل بحسب قطاعات العمل2جدول )25

النشاطاالقتصادي

معدل النمو

السنوي )%(2007-

2012

المزاياالعمالة

من الحصة العمالة )%(

2012

معدل النمو

السنوي)%( 2007-2012

مرونة العملللناتج

معدل النمو

السنوي2007-2012

مرونة العمللألجور

0.95– 2.54– 1.78– 4.78–2.698.94الزراعة والصيد

8.261.06 0.17– 1.29–7.81.02التعدين والمقالع

9.459.675.960.634.740.5الصناعة التحويلية

16.082.211.870.125.940.37المنافع العامة

15.313.632.960.190.820.05البناء والتشييد

النقل والخزن7.9611.433.650.466.650.84واالتصاالت

التجارة وتجارة12.3915.610.170.016.930.56التجزئة

3.6114.3715.514.33.230.89المالية والتأمين

6.951.23 0.50– 2.81–5.6617.23اإلدارة العامة

45.891.90.474.641.16الخدمات األخرى

7.091001.950.274.770.67المجموع

2007المصدر: محتسب من بيانات المسح االجتماعي واالقتصادي لألسرة في العراق لعامي 2012و

تعد المشاركة في قوة العاملة النسائية في العراق أدنى المعدالت في مقارنة مع بلدان المنطقة. هناك العديد من العوامل التي تؤثر في ذلك

وكثير منها يزيد تكلفة الفرص البديلة لعمل المرأة كالمحافظة على األعراف االجتماعية، والمسؤوليات المزدوجة في البيت والخارج،

والمخاطر األمنية. ومع ذلك، فإن سوق العمل يكافئ النساء بأقل من الرجال المؤهلين بالمثل، وتخفض المزايا التي تعود عليها من العمل.

بالمقابل يستأثر الرجال بقسط كبير من سوق العمل مقارنة مع النساء بغض النظر عن القطاع الذي تعمل فيه. كسب الرجال الذين يعملون في

في المائة أكثر من20 دخال أعلى بحوالي 2012القطاع العام في عام النساء في القطاع نفسه. وتتسع هذه الفجوة في األجور بين الجنسين

مرات من تلك التي لوحظت في8بشكل كبير يصل إلى ما يقرب من القطاع العام بالنسبة للعاملين في القطاع الخاص.

26

2012-2007: اتجاهات الفقر بحسب تنوع مهن األسرة 14شكل

كردستانبغدادالشمالالوسطالجنوب كردستانبغدادالشمالالوسطالجنوب

الزراعية غير االسرالزراعية االسر

التنوعيةاالسر العاملة غير االسر


تترك الزيادات في وظائف القطاع العام لدى األسر آثار مهمة في المدى الطويل، وبخاصة للشباب في العراق. اذ نلحظ ان مشاركة الشباب في

في المائة من40قوة العمل في العراق منخفضة وراكدة. فحوالي سنة ليسوا في المدرسة،24-15األفراد الذين تتراوح أعمارهم بين

من الشباب10 من كل 6ويعملون أو يبحثون عن عمل. وهذا يعني أن العراقيين الذين ليسوا في المدرسة ال يعملون وال يبحثون عن عمل

بنشاط. مع ذلك نجد إن معدالت المشاركة في قوة العمل تتفاوت بشكل في المائة25كبير بحسب مستوى تعليم الشباب، وهي تتراوح بين

في المائة لذوي التعليم العالي. في66بالنسبة لألفراد األميين إلى المقابل، ال يختلف معدل العمالة كثيرا عن طريق التعليم. وهذا يعني أن

معدالت البطالة تكون أعلى بين الشباب األكثر تعليما. لقد ارتفعت في المائة بين الشباب25 إلى حوالي 2012معدالت البطالة في عام

في المائة للشباب5الذين أكملوا التعليم العالي بالمقارنة مع حوالي األميين.

2012-2007لقد اتخذ التوسع في التوظيف في القطاع العام بين عامي شكل وظائف للرجال األقل تعليما، األمر الذي ترك آثارا كبيرة على

الشباب في العراق:

27

، إن تزايد احتمال الحصول على وظيفة في القطاع العام مع زيادةأوال األمن الوظيفي والمزايا المقدمة للموظفين وقلة ساعات العمل سترفع

مستوى التحفظ تجاه الوظائف األخرى بين السكان في سن العمل وخاصة الداخلين الجدد إلى سوق العمل. وسيترتب على ذلك زيادة انتظار

الشباب بالذات للوظائف المحتملة في القطاع العام. وتشير التقديرات إلى أن زيادة قدرها نقطة مئوية واحدة في معدل التوظيف في القطاع

العام من محافظة الوالدة يقلل من المشاركة في قوة العمل بين الشباب في المائة.40بأكثر من

، إن زيادة الرفاه النسبي الذي تتيحه وظائف القطاع العام لألفرادثانيا األقل تعليما قد شوهت عوائد التعليم. فعندما ندرس العوائد )األجور

تلقى2012والمزايا( لكل مستوى تعليم إضافي، نلحظ أنه في عام 20الذكور في سن العمل ممن يحملون الشهادة االبتدائية في المتوسط

في المائة عوائد أكثر في القطاع العام مقارنة مع أقرانهم األميين. ومع ذلك فإن الدافع من أجل الحصول على مستوى تعليم إضافي ال يكاد يذكر

بعد ذلك إال عندما يكمل األفراد التعليم العالي. وعليه فإن العمل في القطاع العام يحفز العاملين من الشباب لتجاوز التعليم االبتدائي، وهذا قد

يزيد من تثبيط التحصيل العلمي في بلد يعد مستوى التعليم الوسيط هوالتعليم االبتدائي.

من جهة أخرى فان العنصر الرئيس اآلخر من اإلستراتيجية الحالية هو الحماية االجتماعية التي يقدمها نظام التوزيع العام الذي يعد أكبر نظام

توزيع مدعوم لألغذية في العالم والذي ما يزال يمثل شبكة األمان الوحيدة للفقراء والفئات الهشة في البالد. ويوفر نظام التوزيع العام مصدرا كبيرا

من السعرات الحرارية للفقراء والفئتين الخمسيتين األدنى في سلم توزيع في المائة من إجمالي64 و 74االستهالك بين السكان، وهو ما يعادل

.2012استهالك السعرات الحرارية على التوالي لهاتين الفئتين في عام

: نسبة السكان الفقراء وغير الفقراء الذين يستلمون تحويالت15شكل 2012 اجتماعية عامة وخاصة

28

البطاقةالتموينية التقاعد الحماية االجتماعية

الحواالتالمحلية

الزكاة الحواالتالدولية

التحويالتالعامة التحويالتالخاصة

الذينيستلمون الفقراءالذينيستلمون الفقراء غير

المستفيدون الفقراء


وفضال عن ذلك، فان هذا النظام غير كاف لحماية الفقراء الفئات الهشة األخرى إذا ما نظرنا إلى األبعاد األخرى التي نجدهم محرومون فيها، إذ

نجد متوسط تحصيلهم العلمي هو التعليم االبتدائي فقط؛ وما تزال هناك فجوات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية والخدمات األساسية

األخرى؛ ومعدالت التوظيف منخفضة. ولما كان إحالل السالم وتوفير األمن ما يزال مصدر قلق لجميع األسر، فإن الفقر والهشاشة التي يمتازون بها تقودنا إلى ما هو أبعد من الحرمان المادي الذي ينطوي عليه مفهوم فقر الدخل. إذ نجد أن صور الحرمان هذه ما تزال أشد من السابق في بعض أجزاء من البالد، وفي المناطق الريفية والمحافظات الجنوبية على وجه

الخصوص. وتنعكس صور الحرمان على نطاق أوسع في التقويمات الشخصية للرفاهية التي عبر عنها األفراد: فعلى سبيل المثال، يبدو أن

سنة15 في المائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40أكثر من فما فوق ويقيمون في المحافظات الجنوبية )ذي قار وميسان والقادسية والمثنى والبصرة( إذ ذكروا أنهم مستاءون من دخلهم وعملهم والسكن

الذي يقطنون فيه. وينعكس استمرار العنف وانعدام األمن الذي طال أمده في بغداد على عدم رضا سكانها بأكثر مما عبروا عن استيائهم من األبعاد

األساسية األخرى مثل الغذاء والعمل والدخل واألمن المحلي والتعليمواإلسكان.

29

: معدالت عدم الرضا بحسب األبعاد األساسية للحرمان16شكل

ذاءالغ

سكنال

خلالد

حةلص

ا

ملالع

ليمح

نالالم

ا

ليملتع

ا

كردستان بغداد الشمالالوسط الجنوب

قياس االعتمادية على نظام التوزيع العام

يوفر نظام التوزيع العام في العراق مستوى واسع من األمن الغذائي للفقراء والفئات في المائة من غير الفقراء، ومن ثم فهو شبكة األمان95الهشة، وهو يغطي أكثر من

مكلفة جدا وتنطوي على عبء مالي كبير على الموازنة العامة واالقتصاد. وفضال عن ذلك، يعاني النظام من عدم كفاءة كبيرة في الشراء، والتوزيع، واإلدارة، ويعاني تشوهات

اقتصادية كلية بسبب اعتماده الشديد على الواردات الغذائية وطابعه الشامل. لهذا السبب وألسباب أخرى كثيرة، بما في ذلك الحاجة إليجاد نظام شامل للحماية االجتماعية تتجاوز دعم المواد الغذائية فقد سعت الحكومة العراقية إلى إدخال المزيد من اإلصالحات على

نظام التوزيع العام.

يحلل التقرير سلوك المستهلك من حيث االستجابة لطلب األسر للتغيرات المحتملة في األسعار والدخل بهدف تعزيز فهمنا للتأثيرات المختلفة لإلصالحات المحتملة على النظام.

وتشير التقديرات إلى أن طلب األسر يكاد يكون عديم االستجابة للتغيرات في أسعار المواد الغذائية الموزعة بموجب نظام البطاقة التموينية. فإذا زاد سعر الطحين من البطاقة

في المائة، فإن المستهلكين الذين يعيشون في المناطق الريفية10التموينية بنسبة في المائة من40 في المائة فقط إذا كانوا في أدنى 0.3سيخفضون طلبهم عليه بنسبة

السكان في سلم توزيع االستهالك. من جهة أخرى نجد أغلب المفردات التموينية هي السلع اعتيادية، أي أن استهالكها يزيد عند زيادة الدخل، وهي سلع الضرورية يزيد استهالكها في

المتوسط بأقل من زيادة الدخل. ومع ذلك، هناك بعض االستثناءات بالنسبة للطحين بحيث في10يمكن عده سلعة "رديئة" في المناطق الحضرية، فإذا ارتفع دخل األسرة بنسبة

في المائة.1.5 إلى 0.5المائة، فإن الطلب على الطحين من البطاقة التموينية ينخفض من

30

ومع ذلك، هناك أيضا بعض المؤشرات أن السلع التموينية تصبح ببطء أقل تفضيال لتلك األسر التي لديها ميزانيات أكبر. ومع مستوى الرفاهية العالية في كردستان مقارنة مع

المناطق الحضرية، واألخيرة في العراق بالمقارنة مع الريفية، تزداد مرونة الطلب على السلع االستهالكية للتغيرات في األسعار. وهكذا ومع نمو االقتصاد، يواجه المستهلكون

خيارات أوسع وقدرة على استبدال مفردات الحصة التموينية بسلع أخرى من السوق الحرة. وخالصة القول، تعمل األسواق أفضل مع ارتفاع مستويات الدخل، إذ ستتجه بعض الشرائح

إلى زيادة استهالكها للسلع البديلة في السوق الحرة. وعموما، فان هذا يشير إلى أن أي إصالح مفاجئ على النظام سيخلف آثارا سلبية على الرفاهية فانه ومع مرور الوقت،

واضطراد الزيادة في الدخل فان بعض األسر قد ال تتأثر بشكل كبير. على النقيض من ذلك، سيكون من المهم أن تؤسس شبكة أمان شاملة قبل الشروع بإجراء إصالحات رئيسية على

نظام التوزيع العام.

إن شبكة األمان الوحيدة والشاملة لجميع الفقراء والتي تضمن مستوى معين من األمن الغذائي تعجز عن معالجة نقاط الضعف األخرى والحرمان

في رأس المال البشري والفرص االقتصادية والمكاسب، وتقديم الخدمات واإلسكان والتكامل الداخلي واألمن. إن شبكة األمان المطلوبة سوف تتطلب استثمارات كبيرة ومستدامة من قبل الحكومة في إقامة

حكم القانون، وفي البنية التحتية، وتقديم الخدمات، فضال عن تنشيطالقطاع الخاص.

6م�ن� ي�م�ش�ي� م�ع� ا�ل�ح�ق�ي�ق�ة� ي�ص�ن�ع� ا�ل�ح�ي�ا�ة�

يشير التحليل الوارد في التقرير إلى التحديات ال تعد وال تحصى وذات جذور عميقة تواجه التخفيف من الفقر وتحقيق الرخاء على نطاق واسع

في العراق. وفي العراق وبأكثر مما هي عليه الحال في اغلب البلدان النامية، فان الفقر والحرمان هما نتاج إرث السنوات السابقة من العنف

وعدم االستقرار وتدهور االقتصاد وزيادة اعتماده على النفط وعلى التدخل الحكومي وعقود من التنمية المفقودة. في هذا السياق يتطلب تحقيق

التنمية ذات القاعدة العريضة والمستدامة في ظل استمرار العنف إتباع نهج منسق ومتعدد القطاعات، يقوم على الجمع بين جهود المديين القصير

المتوسط.

وهنا ينبغي أن توضع بنظر االعتبار جملة من المبادئ األساسية وهي:

6 The Electronic Text Corpus of Sumerian proverbs: http:// etcsl.orinst.ox.ac.uk/cgi-bin/etcsl.cgi?text=c.6.1

31

،إن السالم واألمن والنمو االقتصادي هي شروط مسبقة للتنمية والتي بدونها سيكون من الصعب تحقيق مكاسب الرفاهية.

سوف يكون التتابع مهما جدا لتأمين مكاسب من اإلصالح، وسوف تحتاج العوائق في جانبي العرض والطلب الى التخفيف: على سبيل

المثال، فإن االستثمار في التعليم وتحقيق الجودة فيه سوف لن تؤتي ثمارها ما لم تتوفر فرص العمل المنتجة التي تدر دخوال

مناسبة؛،االستفادة من اآلثار غير المباشرة والتكامل بين مختلف السياسات

مثل برامج االشغال العامة التي تعمل على توليد فرص العمل وزيادة الدخل فضال عن معالجة العجز في البنية التحتية وبناء

المهارات للوظائف في المستقبل؛وأخيرا، ينبغي تحقيق التوازن بين اإلجراءات العاجلة وتلك التي

تتعامل مع االجلين المتوسط والبعيد.

إن إرساء السالم وتحقيق األمن يعد المتطلب األساس لتحقيق النمو االقتصادي الذي يترجم إلى ازدهار مشترك وتخفيف من الفقر. من جهة

أخرى فان عملية التنمية الشاملة يمكن أن تخفف من مخاطر العنف المتكرر، والعكس بالعكس، يمكن أن يضع تدهور األوضاع االجتماعية

واالقتصادية السالم الهش على المحك بشكل حاد.

وفضال عن ذلك، فإن العراق بحاجة إلى تعزيز الروابط بين النمو والرفاهية من خالل إدارة أفضل للموارد النفطية وتنويع االقتصاد، وتمكين القطاع

الخاص من العمل بحرية. إذا كان لم يتغير الوضع الراهن للعالقة بين والنمو وإعادة التوزيع والتخفيف من الفقر فان تغير هذا الوضع يتطلب

بذل جهود متواصلة وكبيرة وإعادة توزيع الدخل لتحقيق التخفيف من الفقر في المدى المتوسط. وبعبارة أخرى، إذا أراد العراق خفض معدل الفقر

، فان عليه ان يصل بمعدل نمو الناتج2030إلى النصف بحلول عام في المائة سنويا. أما إذا ما أراد7المحلي اإلجمالي إلى ما يقرب من

تحقيق هدف أكثر طموحا فإن على الناتج المحلي اإلجمالي أن ينمو بشكل أسرع. إن التحدي األساس يكمن في ضعف العالقة بين نمو الناتج المحلي

اإلجمالي ونمو االستهالك. لذا فإن تعزيز العالقة بين هذين المتغيرين سوف تحتاج إلى تغيير في تكوين القوى المحركة للنمو، والتي سوف

32

تترجم إلى مكاسب أكبر في مجال التخفيف من الفقر لمعدل نمو الناتجالمحلي اإلجمالي نفسه.

إن النمو االقتصادي الذي يخلق فرص العمل وزيادة المكاسب، مع الحفاظ على حوافز للمشاركة في العمل واالستثمار في التعليم، هو المسار األقل كلفة للتخفيف من الفقر. وفي الوقت نفسه، يواجه العراق عجزا كبيرا في

البنية التحتية والخدمات ورأس المال البشري، والتي سوف تحتاج إلى إصالح شامل. وفضال عن ذلك، ستظهر الحاجة إلى اإلجراءات التدخلية الموجهة لمعالجة عدم المساواة المتأصلة منذ فترة طويلة عبر المكان

والجماعات السكانية.

يتطلب اإلطار السياسي الشامل لتعزيز رفاهية الشعب العراقي منهجايتألف من ثالثة محاور:

،إرساء السالم واألمن والنمو االقتصادي وهو شرط أساسي للتنميةالحفاظ على النمو االقتصادي، وإدارة عائدات النفط، وتعزيز تنويع

القطاعة وتلك التي يقودهااالقتصاد لصالح األنشطة غير النفطي الخاص وهي إجراءات ينبغي الشروع فيها من اآلن حتى تؤتي ثمارها

في القريب العاجل. تطبيق نظام فعال وشامل لشبكات الحماية لمعالجة حاالت

الحرمان والضعف المتعددة للسكان، مع معالجة العجز في رأسالمال البشري.

ان التحديات امام القضاء على الفقر عديدة، وتزداد صعوبة مع حقائق؛ استمرار الفقر في بعض المناطق وظهور مناطق فقر

جديدة، وإن نسبة ال يستهان بها من سكان عدد من المحافظاتمعرضين للفقر، سيما بعد موجة النزوح الجديدة.

وتكشف نتائج التقييم عن ضرورة استمرار البرامج التي تستهدف الفقراء في اطار "استراتيجية جديدة للتخفيف من الفقر" تتبنى

سياسات تأخذ بعين االعتبار الحد من الفوارق بين الجنسين وعدم المساواة في توزيع الدخل، فضال عن خطة طوارئ تتصدى

لتداعيات الترحيل والنزوح القسري على ارتفاع نسبة الفقر بينالسكان.

33

عدم الوفاء بالوعد للنفط...

Documents