ضعفاإليمان

عالجه آثاره، أسبابه،

M

اإليمان ضعفعالجه آثاره، أسبابه،

بقلمالزهراني علي بن عبدالله

محفوظة الطبع حقوقاألولى الطبعة

م2004 – هـ1425

ضعفاإليمان

مقدمة ونستغفره، ونستعينه، نحمده، لله، الحمد إن من أعمالنا، وسيئات أنفسنا، شرور من بالله ونعوذ له، هادي فال يضلل ومن له، مضل فال الله يهده

أن وأشهد له، شريك ال وحده الله إال إله ال أن وأشهد آله وعلى عليه الله صلى ورسوله، عبده محمدا وسلم الدين، يوم إلى بإحسان تبعهم ومن وصحبه كثيرا. تسليما أهم تعتبر تعالى بالله اإليمان قضية بعد: فإن أما ال كيف وغيرهم، المسلمين لدى قضية وأخطر الدار في لإلنسان األعظم المصير يتوقف وعليها

واستقام بالله آمن لمن النعيم جنات فأما اآلخرة؟ وأعطى وكفر عاند لمن جنهم نار وأما ، أمره على

لإليمان فإن الدنيا الحياة هذه في أما هواها، نفسه وسلوكهم الناس حياة في عظيمة آثار بالله

أصل هو بالله فاإليمان ؛ وتعاملهم وعالقاتهم ومنهل اإلنسانية، األخالق ومنبع االجتماعية، الفضائل

النفوس، تزكو فبه الناس، بين والتعاون األلفة الشرور، وتختفي الروح، وتسمو األخالق، وتتهذب

القلوب، وتطمئن األنفس، تسعد بالله وباإليمانالهم. ويزول الحيرة، وتختفي

قضية نرى – الشديد األسف مع – اآلن ونحن دائرة عن وتنحسر لإلهمال، تتعرض اإليمان

بسبب وذلك الغفلة، سحب عليها وتخيم االهتمام، جمع الدنيا: من أمور على الشديد الناس إقبال

وإقامة والقصور، للدور وبناء والمتاع، لألموال وكأنهم واألنصار، لألتباع وتكثير والجاه، للرئاسة

6

ضعفاإليمان أبدا!! عنها يرحلون ال الدنيا هذه في مخلدون بذلك

خطيرة: حيث نتائج األمور هذه على ترتب وقد لذة وتالشت القلوب، وقست اإليمان، ضعف

بقراءة التأثر وقل الطاعة، حالوة وفقدت العبادة، تتسلط ما أكثر الدنيوية الخواطر القرآن! فأصبحت

تلك عليه فتفسد صالته؛ في اإلنسان على كانت التي اإليمانية، والنسائم الروحية، اإلشراقات

يخلو حيث عبادته، في المسلم يجدها منحة أعظمغ بربه، كان ولذلك وهمومها، الدنيا من قلبه ويفر

بها أرحنا$يقول: – السالم عليه – الكريم الرسول الدنيا مشاغل من بالصالة أرحنا أي#بالل يا

والفطر سليمة، النفوس كانت يوم وهمومها،مستقيمة!!

النفوس، أسر قد المادي الطغيان فإن اليوم أما الروحية؛ القيم من والخالي الهائل اإلعالمي والمد

في وأغرقهم الهدى، ينابيع عن الناس أبعد قد خطيرة، مشكلة أمام فأصبحنا ؛ الرذيلة مستنقع

سريع. عالج إلى تحتاج المتواضع البحث بهذا أساهم أن أحببت ولذلك

وبضاعة المقل جهد وهو الظاهرة، هذه عالج في وقد له، مال ال من بالتجارة يشتغل فقد المفلس،

المرض. أنهكه من المرضى يعالج يضم باب كل ،أبواب أربعة عن عبارة والبحث

فصول: عدة عن فيه كتبت وتمهيد، : توطئةاألول فالباب

مدى وبينت اإليمان ضعف بظاهرة التعريففصول. خمسة ويضم خطورتها،

7

ضعفاإليمان ويضم اإليمان ضعف : أسبابالثاني والباب

فصول. ثمانية سبعة ويضم اإليمان ضعف : آثارالثالث والباب

فصول. عشرة ويضم اإليمان ضعف : عالجالرابع والباب

فصول. يجعل أن – وتعالى سبحانه – الله أدعو وأخيرا

العمل هذا من به ينفع وأن الكريم، لوجهه خالصامجيب. سميع يقرأه. إنه ومن كتبه،

صالح بن علي بن هالل عبدالزهراني

الخميس ليلةهـ22/4/1425

/ جدة 0504596976

8

ضعف9اإليمان

ضعفاإليمان

األول البابوتمهيد: توطئة

اإليمان؟ بضعف يحس من يفعل ماذا-1اإليمان؟ بضعف المقصود ما-2وشكوك. شبهات-3الشيطانية؟ الوساوس نطرد كيف-4الصالة. في والخواطر الوساوس-5

10

ضعفاإليمان

اإليمان؟ بضعف يحس من يفعل ماذا الفتور، يعتريه عندما مسلم أي على الواجب

إيمانه بنقص ويحس يبادر أن أن شك فال المرض، هذا عالج إلى فورا

مرض اإليمان ضعف في عولج إذا المرض أن الجميع يعلم وكما خطير، استفحل إذا أما تعالى، بإذنه منه الشفاء يتم بدايته فرص وتقل يصعب، عالجه فإن زمنه؛ وطال

منه. الشفاء معرض فإنه إيمانه قوة كانت مهما واإلنسان

الشبهات من كثيرة عوامل بفعل األمر لهذااألنس. وشيطان الجن شياطين ومن والشهوات

إيمانه يتعهد الذي هو الموفق الفطن واإلنسان وصيانة فسد ما إصالح على ويحرص منه، نقص وما عندما سيارته صيانة على يحرص مما أشد عطب ما

يبادر فإنه التلف؛ فيها يقع عند إصالحها إلى فوراالزائلة! الدنيا أمور من وهي المختص، أعظم قلبه إلصالح مبادرته تكون أن ينبغي لذلك

الصحابة من الصالح السلف يفعل كان كما ذلك من دائمي كانوا حيث – عليهم الله رضوان – والتابعين

قلوبهم. خواطر ورعاية أليمانهم التفقد الله رضي – الدرداء أبو الجليل الصحابي يقول

نقص وما إيمانه يتعاهد أن العبد فقه من$ – عنه ومن اإليمان، أيزداد يعلم أن الرجل فقه ومن منه،.#تأتيه أنى الشيطان نزغات يعلم أن الرجل فقه

رضي – رواحه بن عبدالله الصحابي كان وقد نؤمن بنا قم$فيقول: الرجل بيد يأخذ – عنه الله

12

البـــاباألول .#ذكر مجلس في فنجلس ساعة،

حرص مدى نعرف النصوص هذه خالل ومن مما وتطهيره وحفظه، إيمانهم رعاية على الصحابة

به يعلق قد ما وإزالة الشيطان، نزغات من يصيبه قد قال فقد الدنيا، بأمور واالنشغال الغفلة صدأ من

القلوب أن$ – وسلم عليه الله صلى – الرسول يا جالؤها قيل: وما ،الحديد يصدأ كما لتصدأ #القرآن وقراءة الله ذكرقال: الله، رسول

وانظر2/353 اإليمان شعب في البيهقي رواه.10/207 للهيثمي الزوائد مجمع

إيمانه يتعاهد أن المسلم على يجب إذن دائما أعظم األحوال كل في ونمائه زيادته على ويحرص

هذه في أوضاعه وتحسين أمواله بزيادة اهتمامه من فإنه لذلك، وفق من – والله – فالسعيد الفانية، الدنيا

بالطمأنينة الدنيا خير واآلخرة: حاز الدنيا خير حاز قد الله من هبة تعتبر لتي ا النفسية والراحة والسعادة

الصادق. اإليمان ألهل – وتعالى سبحانه – الله برضى اآلخرة خير وحاز

النار. من والنجاة بالجنة والفوز إلى وتوجيهه رعايته، يعني اإليمان وتعاهد

ثماره يؤتي بحيث ويزكو فيها ينمو التي المواطن والصفاء بالسعادة النفس على فتعود الطاهرة؛

البال. وراحة الرذيلة مواطن عن صيانته يعني اإليمان وتعاهد

وتدنسه. تضعفه التي والغفلة أن يجب لإليمان المراقبة وهذه التعاهد، وهذا

شيء هناك فليس حياته، طوال اإلنسان مع تستمر

13

ضعفاإليمان من أهم أمر الوجود في وليس الدين، من أغلى

يحس فعندما ولذا بخالقه، صاحبه يربط الذي اإليمان أو وساوس أو فتور من إيمانه يخدش بشيء اإلنسان ذلك، عالج إلى يسارع أن له فينبغي شكوك؛

الصدأ ذلك إيمانه عن ليزيل الطرق كل ويستخدم فيعود براقا فاعال. نظيفا

أهم اإليمان ضعف خطورة إدراك أن شك وال القلب قسوة من يعانون أناس فهناك العالج، عناصر ال بل باألمر، مهتمين غير ولكنهم اإليمان وضعف بأمور االنشغال في غارقون ألنهم أصال، فيه يفكرون

الزائل! حطامها وجمع الدنيا، الدنيا بأمور عظيم اهتمام لألسف، واقعنا هذا لو منا الشخص تجد اآلخرة، لشئون شديد وإهمال أما وأقعدها، الدنيا ألقام بدنه في بمرض أصيب وسأذكر به، يهتم وال عنه، يدري فال إيمانه مرض قال: اإلخوان أحد بها حدثني األمر، هذا تصور قصة الجو، برودة وقت الطائف مدينة في يوم ذات كنت

أراجع ولم أيام عدة فأهملته الزكام، مرض فأصابني الطبيب علي أشتد ولكنه عالج بدون سيزول أنه ظنا

الطبيب لمراجعة فاضطررت أطيقه، أعد لم حتى قال والتحاليل الفحص وبعد حالتي، ساءت عندما

وعليك القلب، في مرض لديك أن الطبيب: يظهرالقلب!! أخصائي تراجع أن الغد من

عدت وعندما شديدا، جزعا فجزعت صاحبي قال للنوم أجد لم – ليال الوقت وكان – للبيت بل ، طعما

حين على دهتني التي المصيبة هذه في أفكر بت وفي معروف، هو كما خطير القلب فمرض ، غفلة وليس مستشفيات عدة إلى ذهبت التالي اليوم

14

البـــاب صحتي على أطمئن لكي ذلك كل واحد، مستشفىاألول

فليس بالسالمة تبشر النتائج جاءت النهاية وفي هي وإنما يحزنون، وال القلب، في مرض هناك

الطبيب. مراجعة إهمال نتيجة حادة التهابات البدن بمرض اإلنسان اهتمام مدى ، أخي فأنظر

الشخص ذلك على مقصور األمر وليس منه وخوفه لبذلنا جسدي مرض بأي شعرنا لو فكلنا وحده، قد أناس هناك بل ، العالج أجل من والرخيص الغالي من العالج ألجل كلها أموالهم وأنفقوا ، بيوتهم باعوا

ال اإليمانية األمراض لكن ، منها يعانون بدنية أمراض من يشكو إنسان من فكم النادر، القليل إال بها يهتم

قلبه؟ قسوة وشكوك وساوس من يشكو إنسان من وكم

له؟ تعرض في يفكر من النادر يكن لم إن القليل ولكن

بجد! األمر المعضلة! ألن لهذه حل عن يبحث الذي القليل

هذا وجمع الدنيا، بهذه التعلق في غارق الجميع فال عجيب، بشكل فيه والتنافس الزائل الحطام

كأن غيره، في ودخل إال مشروع من المرء ينتهيالدنيا! هذه في مخلدة تعيش الناس

أحوال يصلح أن الله نار! نسأل ال جنة، ال موت، ال يهديهم وأن ، المسلمين

السبيل؟ سواء

15

ضعفاإليمان

اإليمان؟ بضعف المقصود ماأوال: اإليمان بتعريف سنبدأ تعالى: قال التصديق يعني اللغة في اإليمان

:بالله. صدقنا أي[136]البقرةــال ــالى: وق تع

:لكم. يصدقوا أي ،[75]البقرة الجازم التصديق شرعا: فهو اإليمان معنى أما

وكل ، وتعالى- لعباده - سبحانه الله شرعه ما بكل - عليه رسوله قاله ما وكل ، كتابه في أنزل ما

والعمل باللسان اإلقرار ذلك يتبع - وأن السالمبالجوارح.

ثالثة يشمل أن البد الكامل الصحيح فاإليمان إذنوهي: أمور

بالشهادتين: ال النطق أي باللسان، اإلقرار-1 وأن الله، إال إله الله. رسول محمدا

وال ، ريبة يخالطه ال تصديقا بالقلب التصديق-2 كتابه في الله شرع ما كل في ، شك يمازجه

– السالم عليه – رسوله لسان على أو ، به الله أمر ما كل فعل بالجوارح: أي العمل-3

ذلك. وغير والحج والصوم الصالة مثل مثل المحرمات من عنه نهى ما كل واجتنابذلك. وغير الناس وظلم والزنا السرقة

واللين معانيها: الفتور )ضعف( فمن كلمة أما

16

البـــاباألول نشاطه قل إذا الرجل ضعف يقال والخور، والهزال

قوته. وذهبتهو: اإليمان فضعف إذن

يقع الذي والقصور والكسل الفتور : ذلكأوال في الناس بعض تقصير مثل عبادته، نحو المسلم منالصالة. أداء

شكوك من الناس بعض يعتري ما : هوثانيا تصل قد بعقيدته وصلته بخالقه عالقته في ووساوس

– بالله والعياذ – بالدين التكذيب درجة إلى ببعضهم الفتن، فيه كثرت الذي الزمن هذا في خاصة

المنحرفة والعقائد الباطلة، المذاهب فيه وانتشرت أعداء ونشاط ، الحديثة االتصال وسائل بفعل

دينهم. عن المسلمين صرف في اإلسالم ال ومحسوسة موجودة ظاهرة اإليمان وضعف

معالمها وأهم األيام هذه خاصة إلنكارها، مجالالظاهرة:

اإلنسان يصيب الذي والضجر التكاسل ذلك هو في بالرغبة يحس ال بحيث ، الدينية واجباته نحو

اإليمان أصحاب كحال بفعلها االستمتاع وال أدائها، عيشهم وطيب أنفسهم، راحة يجدون الذين القوي

الله صلى – الرسول يقول ولذلك العبادة، أداء في أرحنا أي ،#بالل يا بها أرحنا$: – وسلم عليه

أصحاب أما ومشاغلها، الدنيا هموم من بالصالة تكون العبادة فإن اإليماني الفتور عليهم ثقيلة أحيانا : مثل الشيطانية والوساوس والضجر للسآمة جالبةالعبادة؟ بهذه نقوم لماذا

منها؟ الفائدة ما هذا؟ عن غني الله أليس

17

ضعفاإليمان الجن شياطين إمالء من والوساوس األسئلة وهذه

المسلم ولكن الزمان، هذا في أكثرهم وما واإلنس، يقف وال األمور، لهذه يستسلم ال الموفق عاجزا قوة، بكل يحاربها أن عليه بل بها، يحس عندما أمامها الحفاظ من المسلم عند وأهم أغلى شيء فليس وعلى ، واآلخرة الدنيا في سعادته به الذي دينه على

يتذكر أن الوساوس بهذه يحس عندما اإلنسان يعيش اإلنسان إن و وعذابها، النار يتذكر وأن الموت،

الدنيا في قليلة أياما فعليه اآلخرة، إلى بالنسبة جدا وأن عليه، الله فرض بما القيام على فيها يصبر أن

الحقيقية بالسعادة ليفوز عنه؛ الله نهى ما يجتنب الله شاء إن الجنة في فيها منغصات ال التي

في السعادة أن يتذكر أن عليه أن كما – تعالى– في بل أبدا، الله دين عن البعد في تكون ال الدنيا تعالى قال الروحية، والتعاسة النفسي الشقاء ذلك

طه: ]سورة طبعا، الدنيا في ،[124 تعالى: فقال اآلخرة أما

[124طه: ]سورة.اآلية: هذه تفسير في كثير ابن العالمة قال

بل انشراح، وال طمأنينة فال الدنيا في ضنكا أي$ شاء ما ولبس ، ظاهره تنعم وإن لضالله ضيق صدره

من تنعم فمهما يشاء، حيثما وسكن ، شاء ما وأكل ، والهدى، اليقين إلى يخلص لم قلبه فإن ؛ الدنيا نعم يتردد، ريبه في يزال فال وشك، وقلق حيرة في فهو قوما أن عباس ابن قال المعيشة، ضنك من فهذا الدنيا من سعة في وكانوا الحق، عن أعرضوا ضالال

كانوا أنهم وذلك ضنكا، معيشتهم فكانت متكبرين من معايشهم لهم مخلفا ليس تعالى الله أن يرون الله يكذب العبد كان فإن والتكذيب، بالله ظنهم سوء

18

البـــاباألول معيشته عليه اشتدت ، به والثقة به الظن ويسيء ،

وقوله والشدة الضيق هو والضنك(1)#الضنك فذلك قال$ تعالى: أن ويحتمل جهنم، إال شيء كل عليه عمي عكرمة

أعمى النار إلى يحشر أو يبعث أنه المراد يكون تعالى: قال كما والبصيرة البصر

(2) #[97اإلسراء: ]سورة.

إلى ينقسم اإليماني الضعف أو الفتور وهذا:قسمين

اإلنسان يغشي طارئ فتور-1 تعلقه فيضعف أحيانا واإلقبال الله عبادة في اجتهاده ويقلل ، بالله

االنشغال أهمها كثيرة أسباب وله عليه، الدنيا أمور من بأمر الكلي واالستغراق المفاجئ

واألفكار ، الشبهات بعض إثارة سببه يكون وقد ، ، اإلسالم أعداء عرضها في يتفنن التي الضالة ضربات أمام يصمد ال وضعيف طارئ ولكنه قلب عن ينحسر ما سرعان إذ ؛ القوية الحق

فيعود المؤمن باإليمان، مشرقا بالتفاؤل، ممتلئا يسلم يكاد فال كثيرا، يقع وهو يسير، أمره وهذا فتخلل$الجوزية: قيم ابن يقول أحد، منه

فمن منه البد الزم للسالكين: أمر الفترات من تخرجه ولم وتسديد مقاربة إلى فترته كانت يعود أن له رجي محرم في تدخله ولم فرض هذه معه حصلت فمن إذن(3)#كان مما خيرا

وحسن اجتهاد بعد الطاريء الفتور من الحالة.3/168 كثير بن تفسير(?)1(.169) ص المصدر نفس( ?)2(.551) ص السالكين مدارج تهذيب( ?)3

19

ضعفاإليمان خير أو كان، كما يعود أن له يرجى فإنه عمل،

ابن ذلك يقرر كما شروط بثالثة ولكن كان؛ مماوهي: السابق نصه في القيم

هذه فترته خالل يترك أالا- الفرائض من شيئاالخمس. الصلوات مثل

يرتكب أالب- المحرمات. من شيئا نفسه يجاهد بل ، انقطاعه مدة تطول أالج-

والمثابرة. االجتهاد إلى العودة في – الخطاب بن عمر الجليل الصحابي ويقول

القلوب لهذه إن$: – عنه الله رضي وإدبارا، إقباال فألزموها أدبرت وإن بالنوافل، فخذوها أقبلت فإذا

.(1)#الفرائض هذه بوقوع يعترف الخطاب بن عمر وهذا بالرفق وأخذها النفس، بمداراة وينصح الظاهرة

سابق إلى تعود لكي والرعونة؛ بالشدة ال والحكمة، نفسه، اإلنسان على تظلم فعندما بسالم، عهدها في رغبته وتقل اإليماني، الجفاف حالة عليه وتشتد

أداء في نفسه يجاهد أن فقط عليه فهنا العبادة، أداء في يؤديها حيث الخمس الصلوات وأهمها الفرائض، يكون وال ظروفه، كانت مهما الجماعة، عونا فمن الفرائض في فيتساهل نفسه على للشيطان

ترك عظيم. خطر على فهو منها شيئا يترك أال الحالة هذه في اإلنسان وعلى إال بابا

طرقه قلبه، لصالح التماسا واألمور إليمانه، وتعهدا بالتدبر، القرآن قراءة مثل كثيرة ذلك على تعين التي

الصالحين، ومصاحبة الله، ذكر على والمداومة(.551) ص السابق المصدر( ?)1

20

البـــاباألول وزيارة الموت، وتذكر العلم، مجالس وحضور

والتضرع الله، مخلوقات في والتأمل المقابر، ويشرح بالهداية، عليه الله يمن بأن بالدعاء واإللحاح

لإليمان. صدره لها سنخصص التي األمور من ذلك غير إلى

تعالى. الله بإذن الرابع الباب الذي وهو المستقر الفتور هو الثاني القسم-2

وقد النفس، من تمكنه ويزداد مدته، تطول:أمرين أحد سببه يكون الكامل واالنشغال بالدنيا، الشديد : التعلقأوال

والتوسع المال، جمع من المختلفة بأمورها في أناس يوجد فقد والمالذ، الشهوات في

عن بعيدون وهم دائم إيماني ضعف حالة ولكنهم العقدية، والقضايا الفكرية الشبهات

يترك من ومنهم الدنيا، بحور في غارقين ألجل الصالة مثل المفروضة التكاليف بعض

ذلك كل الزائل، الدنيا حطام بجمع انشغاله به يتنعم لكي األموال من قدر أكبر ليجمع

فيها، مخلد وكأنه الفانية، الدنيا هذه في ال أخرى ودار وعقبات، أهوال خلفه وليس هيمنت قد الغفلة فيها! إن لإلقامة منتهى في العميق النظر عن فأعمته عليه،

الحقيقية. المصالح خير هو بالذي األدنى واستبدل العاجلة، آثر لقد

واليقين. البصيرة فقد ألنه تعالى: قال

:[27]اإلنسان

21

ضعفاإليمان تعالى: وقال

.[17-16األعلى: ]سورة

واإلنسان وإن العاجل؛ القريب يؤثر لتسرعه دائما كان عظيما! فال كان وإن اآلجل؛ البعيد على حقيرا الزائل الدنيا حطام جمع في الغارقين هؤالء أن شك طال مهما الدنيا هذه عن سيرحلون بأنهم يقين على عشرات وتمتعوا عاشوا أنهم هب الزمن، بهم

ثم الموت، إلى ذلك بعد مصيرهم أليس السنين، يوم في فعلوا عما ليسألهم خالقهم يدي بين الوقوف

إلى أو الجنة إلى أما المصير ذلك وبعد األهوال، شديد تعالى: يقول النار

[207-205الشعراء: ]سورة.

سنين ربهم طاعة عن أشغلهم الذي النعيم إن شؤمه وبقي لذته، ذهبت اآلن، انتهى قد معدودة للدنيا سعيهم يجعلون ال الذين العقالء فأين ، وعقابه بميزان األمر يزنون بل لآلخرة؟ سعيهم على يطغى

البلغة قدر دنياهم من فيأخذون والحكمة، البصيرة ال التي العظيمة الدار تلك األكبر همهم ويجعلون

الوجوه. جميع من بالدنيا تقارن مصيرنا في بالتفكر اإليماني ضعفنا فلنعالج إذن

في بالتأمل ربنا عبادة نحو فتورنا ونداوي المحتوم، رحمة من نيئس أال وعلينا والصراط، القيامة أهوال

الله فإن الغفلة، غلبتنا أو الفتور بنا طال مهما الله يدعو وتعالى سبحانه

تعالى: قال ذنوبهم، كثرت مهما التوبة إلى عباده

سبحانه – إنه بل ،[53الزمر: ]سورة

22

البـــاباألول يفرح كما إليه ورجوعهم عباده بتوبة يفرح – وتعالى

مهلكة صحراء في منه ظلت أن بعد دابته وجد منالمطهرة. السنة في ورد كما ومتاعه زاده وعليها االنغماس سببه الذي اإليمان ضعف أن شك وال

العزيمة توفرت إذا عالجه السهولة من الشهوات فيمدته. طالت وإن حتى القوية واإلرادة الصادقة المستقر، الفتور سبب هو الذي الثاني األمر أما

بين والفرق الله، دين في والشكوك الشبهات فهو أكثر الثاني أن والمستقر، الطاريء الفتور من تمكنا

وأكثر النفس، يالزم وربما الخاطر، على ورودا أو اإليمان ضعف فإن ولذلك طويلة، مدة اإلنسان

أكثر والشكوك الشبهات سببه الذي المستقر الفتور هذا في سيما وال ودينه، المسلم عقيدة على خطوة انتشرت حيث الزمن، والعقائد الضالة األفكار كثيرا

الناصحون قل الوقت نفس وفي المنحرفة، السيل هذا من المسلمين شباب على والمشفقون

ولذا والعقدي، األخالقي الفساد من الجارفالموضوع. لهذا التالي الفصل سنخصص

23

ضعفاإليمان

وشكوك شبهات الخطيرة األسباب من والشكوك الشبهات تعتبر

أصوله؛ من اجتثاثه إلى تؤدي قد بل اإليمان، لضعف هذا سبيل في يبذل أن ويجب مبكرا، تعالج لم إذا

غاية خطير فاألمر والرخيص، الغالي العالج له سيكون المسألة؛ هذه في تأخير وكل الخطورة،

الوساوس بهذه المصاب واإلنسان وخيمة، عواقب يعتبر والشكوك بعض ينصح ولذلك نفسيا، مريضا

النفسية لألمراض طبيب إلى يذهب بأن العلماءوالعصبية. من قلة لدى موجودة والشكوك الوساوس وهذه

– وسلم عليه الله صلى – الرسول عصر منذ الناس هذه من يشكون الصحابة بعض إليه أتى وقد

أخرج فقد عقيدتهم، عليهم شوشت التي الوساوس – عنه الله رضي – هريرة أبي عن صحيحه في مسلم السالم، عليه النبي أصحاب من ناس جاء$قال:

يتكلم أن أحدنا يتعاظم ما أنفسنا في نجد إنا فسألوه ذلكقال: قالوا: نعم، ،وجدتموه وقدقال: به،

الله رسول يا$أخرى: رواية وفي#اإليمان صريح إلى السماء من يخر ألن ما نفسه في ليجد أحدنا إن

صريح ذلك فقال به، يتكلم أن من إليه أحب األرض كيده رد الذي لله الحمد$ رواية وفي#اإليمان

الشيطان. كيد أي#الوسوسة إلى مسلم صحيح على شرحه في النووي قال

فإن به الكالم استعظامكم معناه اإليمان صريح$ به، النطق ومن منه الخوف وشدة هذا استعظام

اإليمان استكمل لمن يكون إنما اعتقاده، عن فضال

24

البـــاباألول والشكوك.. الريبة عنه وانتفت محققا، استكماال

من يئس لمن يوسوس إنما الشيطان أن معناه وقيل إغوائه، عن لعجزه بالوسوسة عليه فينكد إغوائه،

في يقتصر وال شاء، حيث من يأتيه فإنه الكافر وأما.(1)#أراد كيف به يتالعب بل الوسوسة على حقه

حصول أي$الله: رحمه اإلسالم شيخ وقال القلب عن ودفعه له، العظيمة الكراهة مع الوسواس

العدو جاءه الذي كالمجاهد اإليمان، صريح من هو والصريح الجهاد، أعظم فهذا غلبه حتى فدافعه صار وإنما الصريح كاللبن الخالص كرهوا لما صريحا

فخلص ودفعوها، الشيطانية الوساوس تلك من فصار اإليمان .(2)#صريحا

يزال ال$: – وسلم عليه الله صلى – وقال الله خلق هذا يقال حتى يتساءلون الناس ذلك من وجد فمن الله؟ خلق فمن الخلق،

كتاب في مسلم رواه#بالله آمنت فليقل شيئااإليمان.

وقال الشيطان يأتي$السالم: عليه أيضا من فيقول أحدكم

فإذا ربك خلق من يقول حتى وكذا كذا خلق بالله فليستعذ ذلك بلغ

عليه. متفق#ولينته فليستعذ$الحديث: هذا شرح في حجر ابن قال

يلجأ بل ذلك، في معه االسترسال عن ولينته بالله وعقله دينه إفساد يريد أنه ويعلم دفعه، في الله إلى

دفعها في يجتهد أن فينبغي الوسوسة، بهذه

(.154) ص2ج مسلم صحيح علي النووي شرح(?)1(.250) ص تيمية البن اإليمان كتاب( ?)2

25

ضعفاإليمان .(1)#بغيرها باالشتغال

الخاطر هذا عن اإلعراض معناه$النووي: وقال قال إذهابه، في تعالى الله إلى وااللتجاء الباطل

عليه الله صلى أنه الحديث ظاهر الله، رحمه المازري عنها، باإلعراض الخواطر يدفعوا أن أمرهم وسلم والذي إبطالها، في نظر وال استدالل غير من لها والرد فأما قسمين، على الخواطر أن المعني هذا في يقال فهي طرأت، شبهة اجتلبتها وال بمستقره ليست التي الحديث، هذا يحمل هذا وعلى عنها، باإلعراض تدفع

كان لما فكأنه الوسوسة، اسم يطلق مثلها وعلى أمرا ال إذ دليل في نظر بغير دفع أصل بغير طارئا التي المستقرة الخواطر وأما فيه، ينظر له أصل

في والنظر باالستدالل إال تدفع ال فأنها الشبهة أوجبتها.(2)#أعلم والله أبطالها النبوية األحاديث هذه استعراض خالل منالتالية: األمور لنا يتبين شراحها وأقوال السابقة

فهي فيها، لإلنسان حيلة ال الوساوس هذه أن-1عنه. رغما باله على تخطر

لها، كارها دام ما الله بإذن تضره ال أنها-2 باذالمدافعتها. في جهده

اإلنسان يكرهها التي الوساوس هذه أن-3 بل اإليمان، ضعف على تدل ال منها ويخاف

بذلك أخبر كما اإليمان قوة على تدل هي صريح ذلك فقال – السالم عليه – الرسول أي تخالطه لم الذي خالصه أي ،اإليمان

(.397) ص6ج حجر البن الباري فتح( ?)1(.124 ص)2ح مسلم صحيح على النووي شرح( ?)2

26

البـــاب الشيطان من فإنها الخواطر هذه أما شائبة،األول

إيمانه لقوة المسلم إغواء من يئس الذي عليه وينغص حياته، عليه ينكد أن إال يجد فلم

يحس من فعلى إذن الوسوسة، بهذه عيشه ويدفع يجاهده، بل للشيطان يستسلم أال بها

المجاهدة بهذه وهو الطرق بكل شرهالله. شاء إن مثاب والمدافعة

هذه من بشيء اإلنسان يحس عندما-4 النبي أمر كما بالله : آمنت يقول الوساوس

واضح، بصوت : ذلك يقول السالم عليه الشيطان من بالله االستعاذة مع ويكرره سبحانه الله عظمة في التفكير ومع الرجيم، مثل الكثيرة مخلوقاته في والتفكير – وتعالى

والدقة والنهار والليل والقمر الشمسالكون. هذا تنظيم في العجيبة

أن ويحاول الوساوس، هذه عن يعرض أن-5 يتناساها من بغيرها باالشتغال وذلك كليا

الوساوس هذه كانت إذا هذا المفيدة، األمور شبهة بسبب أو مستقرة كانت إذا أما طارئة،

من والبد المسألة، في البحث من البد فهنا عن الشبهة هذه يزيل لكي والنظر االستدالل

ستبقى ألنها نفسه الصفاء وبين بينه حاجزا – بالله واألنس الروحي والنقاء اإليماني، العبادة على واإلقبال – وتعالى سبحانهوسرور. بشوق

هي: األمر هذا لمعالجة العملية والخطوات المسألة في ومناقشتهم العلماء : سؤالأوال

27

ضعفاإليمان بشيء يحس لمن ينبغي ولذلك الشبهة، تزول حتى

ويناقشهم، ويسألهم العلماء إلى يذهب أن هذا من على بل عام، مجلس في ذلك يكون أال ويفضل ويسافر منازلهم، في العلماء إلى يذهب أن السائل

في يتهاون وال مدينته، غير مدينة في كانوا إذا إليهم لما بذلك يرحبون علمائنا جميع أن واعتقد أبدا، األمروالثواب. األجر من فيه

كتب مثل المختصة الكتب إلى : الرجوعثانيا هنا بالذكر وأخص عامة بصفة الرقائق وكتب العقائد

السالكين، : مدارج مثل الجوزية قيم ابن الشيخ كتب وصيد إبليس تلبيس مثل الجوزي ابن وكتب والفوائد ورياض ، للغزالي الدين علوم إحياء وكتاب الخاطر،

اإليمان مثل تيمية ابن وكتب للنووي الصالحين تصدوا الذين العلم أهل كتب من وغيرها والفتاوى،

اإليمان، وتقوية القلوب ترقيق من الجانب لهذا القلب، قسوة تذيب الرقائق كتب في والقراءة

أساس هو اإليمان ضعف أن شك وال اإليمان، وتقوي أعرف وأنا والشكوك، الوساوس يشكو كان شخصا

حافظ وعندما الوساوس، هذه من جميع على تماما األذكار على وحافظ النوافل من وزاد الفرائض،

واستمر العلم مجالس بعض وحضور قراءة في أيضا من به يشعر كان ما كل عنه ذهب الرقائق، كتب

طبيب إلى الذهاب ينوي كان أنه علما وساوس، أحد بذلك نصحه حيث بعيدة مدينة في أعصاب ربه؛ طاعة في انتظم أن بمجرد ولكنه الكبار، العلماء

مما الله عافاه فقد إطالقا، ذلك إلى حاجة في يعد لم وخاصة النواحي جميع من حاله وتحسن يجد،

والنفسية. اإليمانية

28

البـــاباألول يزيل بأن إليه والتضرع الله إلى : اللجوءثالثا

حال كل في شرها، ويكفيه قلبه من الوساوس هذه حيث بها، يشعر عندما ذلك ويتعين وقت، كل وفي

يقول: آمنت ثم الرجيم، الشيطان من بالله يستعيذ في أحمد رواه الذي النبوي الدعاء بهذا يدعو ثم بالله،

يجاوزهن ال التي التامات الله بكلمات أعوذ$مسنده: ما شر ومن وذرأ، وبرأ خلق ما شر من فاجر، وال بر

ما شر ومن فيها، يعرج ما شر ومن السماء، من ينزل فتن شر ومن منها، يخرج ما شر ومن األرض، في ذرأ

إال طارق كل شر ومن والنهار، الليل يطرق طارقا.#رحمان يا بخير

فليقل: حفظه عليه صعب وأن.#خلق ما شر من التامات الله بكلمات أعوذ$

29

ضعفاإليمان 30

البـــاباألول

الشيطانية الوساوس نطرد كيف كل في الكثيرة الخواطر ترده القلب أن شك ال

ورود حيث من النحل خلية يشبه فهو لحظة، الحسنة منها الخواطر وهذه وخروجها، الخواطر ومكارم والتقوى الخير على تحث التي الكريمة وتدعوا لشر ا على تحث التي السيئة ومنها األخالق،

إذا األخيرة وهذه الرذيلة، إلى وترشد الكفر، إلى دنياه عليه أفسدت اإلنسان معها استرسل

ومحاربتها؟ دفعها في العمل فما وآخرته...، هناك السابق الفصل في سبق ما إلى باإلضافة

تعالى: الله بإذن ذلك في اإلنسان تعين أمور عدة وهلة، أول من السيئة الخواطر هذه طرد-1

بالله وقول: آمنت منها بالله باالستعاذة وذلك فيها التفكير وترك السابقة األدعية ذكر ثم

وتركتها الخواطر هذه تنكر لم إذا ألنك نهائيا إلى الفكرة من تحولت ذهنك في تجول

المحرم الفعل إلى تتحول قد ثم ومن الرغبة الخاطر دفعت فإذا$الجوزية: قيم ابن يقول قبلته وإن بعده، ما عنك اندفع عليك الوارد

فتساعدت اإلرادة، فاستخدم جواال فكرا صار تعذر فإن الجوارح، استخدام على والفكر هي

والشهوة بالتمني القلب إلى رجعا استخدامها أن المعلوم المراد. ومن جهة إلى وتوجهه األفكار، إصالح من أسهل الخواطر إصالح

اإلرادات، إصالح من أسهل األفكار وإصالح فساد تدارك من أسهل اإلرادات وإصالح.(1)#العوائد قطع من أسهل وتداركه العمل،

(.214) ص الفوائد(?)1

31

ضعفاإليمان ويتعلق يعنيك فيما بالتفكير نفسك تشغل أن-2

اآلخرة، أو الدنيا أمور من نفسك بخاصة ما كل في العنان لفكرك أطلقت إن فإنك وظواهر أحداث من الكون في يدور

وتحرم وتحلل تنكر وأخذت وكوارث،: وتتساءل

هذا؟ وقع لماذا هذا؟ يقع لم ولماذا

وربما المحظور، في وقعت ذلك فعلت إذا – وتعالى سبحانه – الخالق أفعال على اعترضت

عن القاصر اإلنسان عقل على شيء كل تقيس ألنك في تعالى الله حكمة وإدراك الكون، أسرار إدراكخلقه، خذ بالمسلمين تمر التي المؤلمة األحداث مثال له ليس وقهر ظلم من بعضهم يعانيه وما األيام، هذه

أن الناس بعض من يحصل قد فهنا التاريخ، في مثيل ما إلى به تصل حتى وأفكاره لخواطره العنان يطلقيقول: عندما – وجل عز – الله على االعتراض يشبه على يقع الذي الفاحش الظلم هذا عن الله أين

عباده؟ في يفسدون الطغاة هؤالء يبقى متى إلىويقتلونهم. المساكين ويعذبون األرض؟

تعالى: قوله المتسائل هذا وينسى

196عمران: آل ]سورة-197].

تعالى: وقوله

[42إبراهيم: ]سورة.

32

البـــاب من لهم الصابرين المظلومين هؤالء أن وينسىاألول

ما القيامة يوم ربهم عند والكرامة والثواب األجر به حباهم لما مثلهم؛ يكونوا أن الناس جميع يتمنى

جزاء القيامة يوم أهوال من ونجاة وخير عز من الله أن المعترضون هؤالء وينسى صبروا، وما عانوا ما

تساوي ال فهي قصيرة؛ الدنيا هذه قيست إذا شيئا شبهها – السالم عليه – فالرسول كله، بالزمن ثم شجرة ظل في المسافر يقضيها واحدة بساعة قال: – وتعالى سبحانه – والله سفره، يواصل

الحج: ]سورة47].

من سنة ألف يساوي الله أيام من واحد فيومأيامنا.

قصيرة تعتبر اإلنسان يعيشها التي فالحياة إذن فما القصر بهذا ومادامت كله، بالزمن قيست إذا

وتعاسة ظلم في قضاها إذا بأس من اإلنسان علىالظالم. من وانتصاف عز في بعدها سيكون أنه بما؛

ندعو أن هو المسألة هذه من يعنينا فالذي إذن إذا ونساعدهم ننصرهم وأن المظلومين، إلخواننا

عقيمة بأسئلة فكرنا نشغل أن أما ذلك، استطعنا ذكرناها التي مثل أن يجب بل يعنينا، ال فهذا سابقا

فيها التوسع ألن أذهاننا من الوساوس هذه نطرد الله: رحمه القيم ابن يقول بالضرر، علينا يعود

تشغل السيئة( أن الخواطر طرد )في الدواء فانفع$ فيما فالفكر يعنيك، فيما بالفكر نفسك

ما فاته يعنيه ال فيما فكر ومن شر، كل باب يعني ال له منفعة ال بما له األشياء انفع عن واشتغل يعنيه، أحق هي والهمة واإلرادة والخواطر فالفكر فيه،

هذه فإن نفسك، من إصالحه عليك يجب شيء

33

ضعفاإليمان إلهك من تقرب أو بها تبتعد التي وحقيقتك خاصتك

ورضاه قربه في إال لك سعادة ال الذي ومعبودك عليك، وسخطه عنه بعدك في الشقاء وكل عنك، فكره ومجاالت خواطره في كان ومن دنيئا خسيسا

تمكن أن وإياك كذلك، إال أمره سائر في يكن لم يفسدها فإنه وإرادتك أفكارك بيت من الشيطان

عليك أنواع إليك ويلقي تداركه، يصعب فسادا الفكر وبين بينك ويحول المضرة، واألفكار الوساوس

بتمكينه نفسك على أعنته الذي وأنت ينفعك، فيما مثال معه فمثالك عليك، فملكها وخواطرك قلبك من

حمل معه شخص فأتاه الحبوب، يطحن رحى صاحب فإن طاحونه، في ليطحنه وغثاء وفحم وبعر تراب الطاحون في معه ما إلقاء من يمكنه ولم طرده ذلك إلقاء من مكنه وأن ينفعه، ما طحن على استمر

الطحين وخرج الحب من فيها ما أفسد الطاحون فيفاسدا. كله

عن يخرج ال النفس في الشيطان يلقيه والذي خالف على كان لو الوجود في ودخل كان فيما الفكر فيما أو يكون؟ كيف كان لو يكن لم فيما أو ذلك، في أو والحرام، الفواحش أنواع إلى الفكر يلفت

ال فيما أو باطل، في أو لها، حقيقة ال وهمية خياالت (1)#علمه عنه طوي ما أنواع من إدراكه إلى سبيل

الشيطان يلقيها التي هي الرديئة الخواطر هذه فمثل عن يبعدها وأن منها يحذر أن عليه اإلنسان، قلب في

فيما بالفكر نفسه يشغل ثم يستطيع، ما بقدر ذهنه النافع العلم طلب من حياته في سواء وينفعه يعنيه

باألعمال التزود من مماته بعد أو الحالل والرزق(.215) ص السابق المصدر( ?)1

34

البـــاباألول تكون التي الصالحة اآلخرة. الدار في له ذخرا

35

ضعفاإليمان

الصالة في والخواطر الوساوس عليهم الخواطر هجوم من الناس من كثير يشكو

باله يكون الصالة فقبل خاصة، الصالة أثناء من خاليا تنهال الصالة؛ في يدخل أن بمجرد ولكنه فكرة، أي

كيد من هذا أن شك وال جانب، كل من األفكار عليه السعي دائم وهو آدم، ابن عدو فالشيطان الشيطان،

أن من أفضل لديه وليس به، الضرر أكبر إليقاع الصالة عليه ليفسد صالته، في المسلم قلب يشغل

حقق فقد ذلك من تمكن فإذا الدين، عمود ألنها وأيسر أسهل الصالة دون ما ألن ؛ األهداف أعظم بال يختار فإنه عدوه يحارب عندما خصم وأي عليه، ولهذا$ قدر إن فيدمرها عدوه؛ عند المواقع أهم شك

يعرض ماال الصالة في الوساوس من للناس يعرض للعبد تعرضه يكثر الشيطان ألن يصلوا، لم إذا لهم به، واالتصال إليه، والتقرب ربه، إلى اإلنابة أراد إذا

ويعرض لغيرهم، يعرض ماال للمصلين يعرض فلهذا للعامة، يعرض ماال أكثر والدين العلم أهل لخاصة الوساوس من والعبادة العلم طالب عند يوجد ولهذا

.(1)#غيرهم عند ليس ما والشبهات لنا وأنه الشيطان كيد عرفنا قد أننا وبما فما الصالة، مثل أمورنا أهم في خاصة بالمرصاد

لوساوسه نستجيب وال عنه، نعرض أن إال علينا بمجاهدة وعلينا ندري، ال حيث من أهدافه فنحقق أمور في تفكير أي فنطرد خاصة، الصالة في النفس في نحن نقرأه الذي القرآن بتدبر ونشتغل الدنيا،

(.251) ص تيمية ابن اإلسالم لشيخ اإليمان كتاب( ?)1

36

البـــاباألول الصالة في اإلمام يقرأه الذي أو السرية، الصالة

يعرف أن مسلم كل على ينبغي ولذلك الجهرية، عظيمة، معاني من فيها وما الفاتحة، سورة تفسير

عندما اآلية معنى يعرف لكي روحانية، وإشراقات أقول بغيرها، ينشغل فال األمام من يسمعها أو يقرأها

معنا تكرر ألنها بالذات الفاتحة سورة حق في هذا جميع تفسير نعرف أن فالمفروض وإال ركعة كل في

أكثر يكون لقراءته واالرتياح القرآن تدبر فإن القرآن؛معانيه. فهم مع

أورد أن هنا ويستحسن بهذا يتعلق سؤاال الدائمة اللجنة فتاوى من جوابه مع الموضوعالله. رحمه باز ابن الشيخ برئاسة واإلفتاء للبحوث

الشيطان وساوس من أتخلص : كيفالسؤالالصالة؟ في

في لك به يوسوس فيما تتبعه : الالجواب تقرأ ما بتدبر نفسك وأشغل عنه، أعرض بل صالتك

في وجالله الله عظمة في والتفكر القرآن، من وركوعك قيامك في والتحميد والتسبيح التكبير

واألفعال األقوال وسائر للتشهد، وجلوسك وسجودك ثالث منه بالله ولتستعذ صالتك، في المشروعة

.(1)يسارك عن ذلك مع ولتنفث مرات،

ص الثاني المجلد واإلفتاء العلمية للبحوث الدائمة اللجنة فتاوى( ?)1(134.)

37

ضعفاإليمان

الثاني الباباإليمان ضعف أسباب

الدنيا. بأمور الكلي االنشغال-1والشهوات. الهوى-2المعاصي. في الوقوع كثرة-3اإليمانية. األجواء عن االبتعاد-4الكسل.-5 والعقائد الضالة األفكار على االطالع-6

المنحرفة.األمل. طول-7والبطالين. العابثين مجالسة-8

38

ضعفاإليمان

اإليمــان ضعف أسبــاب وينقص يزيد اإليمان أن قبل من عرفنا لقد ، وعرفنا نقصانه وأن بالطاعات، تكون زيادته أن أيضا هذا في الكبرى القاعدة هي فهذه بالمعاصي، يكون

غاية وسهلة الوضوح، كل واضحة وهي الباب، قلبه وتعاهد إيمانه تقوية يريد من على فما السهولة،

ويبتعد طاعته في ويخلص ربه، عبادة من يكثر أن إال بينه الحاجز فإنها والذنوب، المعاصي عن البعد كل

وهذا الطاعة، ولذة العبادة وحالوة اإليمان نور وبينللخير. الله وفقه من على ويسير سهل األمر

ونبذ نفسه جاهد من على سهل األمر هذا وإن واالسترخاء الكسل

ومناجاة ربه، عبادة لذة يجرب حتى أمره، أول في ذلك وعند خالقه،

الشيطان أغراه مهما الربانية المنح هذه يترك لنواالسترخاء. الكسل بلذة

وتعالى: سبحانه يقول

صبر من على يسير األمر ذلك وإن ،[69]العنكبوت: عين ماال فيها التي بالجنة، الفوز أجل من وصابر بشر قلب على خطر وال سمعت أذن وال رأت،

[200عمران: آل ]سورة،

تعالى: وقال

[10الزمر: ]سورة. في – وسلم عليه الله صلى – الرسول وقال

40

البـــابالثاني وما الله، يصبره يتصبر من$طويل: حديث

أحد أSعطى #الصبر من وأوسع خيرا عطاءاعليه. متفق

التي الثغرات تلك سد على المسلم يعين ومما ويشككه إيمانه، عليه ليفسد الشيطان؛ منها يدخل

ضعف أسباب له ونبين نوضح أن عقيدته؛ في الشيطان، مداخل نسد أن أحرى فذلك اإليمان، ألن ضعيف؛ الشيطان كيد فإن خططه، عليه ونفسد

على سلطانا له يجعل لم – وتعالى سبحانه – الله والمراقبة بالمجاهدة شره يتقون الذين المتقين تعالى: قال والطاعة

[42الحجر: ]سورة، للضالل األكبر السبب هو الذي فالشيطان إذن

األبرار طريق في يقف أن أبدا يستطيع ال والغواية؛ وسايره طاوعه من يغوي وإنما االستقامة، أصحاب

نعرف عندما والشبهات، الشهوات أصحاب من قطعنا قد نكون المعرفة؛ حق الشيطان مداخل شوطا عدو من وتخلصنا التقوى، طريق في كبيرا

فهم بعده األعداء أما أعدائنا، أخطر يعتبر مخادع لئيمالنفس. وهوى األنس شياطين مثل منه أيسر

أسباب بعض التالية الصفحات في وسنذكر هذا أهم من تعتبر األسباب معرفة فإن اإليمان، ضعف عنه وابتعدت الداء سبب عرفت فإذا العالج، عناصر

إليك. يصل فال المرض، على الطريق قطعت فقد عن االبتعاد فإن بك حل قد المرض كان وإن من والتخلص الله بإذن منه الشفاء يعني أسبابهومتاعبه. آالمه

41

ضعفاإليمان التوفيق. وبالله

42

البـــابالثاني

الدنيا بأمور الكلي االنشغال ضعف أسباب أهم من يعتبر بالدنيا االنشغال

بهذا مصابون هذا زماننا في الناس فأغلب اإليمان؛ في يعتبر الدنيا مشاغل في الغارق واإلنسان الداء،. الدنيا بحطام دائم شغل في فهو ، مزمنة غفلة الخشية؟ تأتيه أين فمن كذلك دام وما

قلبه؟ يرق وكيفصالته؟ في يخشع وكيف

أنه الثوري:بلغني سفيان الرباني اإلمام يقول الدنيا حب فيه عليهم يغلب زمان الناس على يأتي علم ولما$سبيال!! قلوبهم إلى الخشية التجد حتى عليه واالعتماد القلب على المدار أن إبليس الله عدو

، الشهوات بوجوه إليه وأقبل بالوساوس، عليه أجلب الطريق، عن به يصده وما األحوال من له وزين أسباب عن يقطعه بما الغي أسباب من ومده

سلم أن ما والحبائل المصايد من له ونصب التوفيق، بها له يحصل أن من يسلم لم فيها؛ الوقوع من

بدوام إال ومكايده مصايده من نجاة فال التعويق، مرضاته، ألسباب والتعرض تعالى، بالله االستعانة

حركاته في عليه وإقباله إليه، القلب وألتجاء في الكلي االنغماس أن شك فال إذن(1)#وسكناته

يشغل ألنه المسلم على بالغة خطورة له الدنيا أمور الذي وما الفانية، الدنيا هذه في وتفكيره طاقاته كل

واألهم األعظم هي التي اآلخرة للدار ذلك بعد يبقى في تبالغ قائل: أنت يقول ربما المسلمين؟ عند

(.9) ص– 1ج القيم الشيطان. ابن مصايد من اللهفان إغاثة( ?)1

43

ضعفاإليمان فرائض بكل ويقومون يصلون، تراهم أال األمر،

فرط من ولكنهم صحيح هذا وأقول اإلسالم، أثناء حتى بها منشغلون فهم الدنيا بهذه انشغالهم نقطة وهذه اليومية، أمورهم في بالتفكير صالتهم، لعنة عليه إبليس عدوهم منها يدخل التي الضعف

الله. نسمع فنحن هجوم من يشكون الناس من كثيرا األمور من ولعل خاصة، الصالة أثناء عليهم الخواطر

في الكلي اإلغراق عن البعد على المساعدة والتفكر الكثير التأمل هو الدنيا بحطام االشتغال

انقضائها وسرعة وحقارتها الدنيا هذه في بجدية الدنيا ترك إلى ندعو ال عنها. ونحن والرحيل نهائيا

بعض يفعل كما غيره على عالة اإلنسان يبقى بحيث الدنيا بين اإلنسان يوازن أن إلى ندعوه بل الصوفية، منه يعيش الذي بالقدر الدنيا هذه في ويعمل واآلخرة

حياته أمر إلى يلتفت ذلك وبعد وحسب، كريمة حياة ما كل في الله يراقب أن وعليه اآلخرة، الدار في

االطمئنان المراقبة هذه في وسيجد يدع وما يفعل ليس$ميسرة: بن يونس قال النفسية والراحة المال، إضاعة وال الحالل بتحريم الدنيا في الزهادة

أوثق الله يد في بما تكون أن الدنيا في الزهادة ولكن المصيبة في حالك تكون وأن يدك، في بما منك

مادحك يكون وأن سواء، بها تصب لم إذا وحالك المسلم فاإلنسان ،(1)#سواء الحق في وذامك يعمل أن في صعوبة أي يجد لن أموره في المتزن

غير من وأهله مؤونته يكفيه الذي بالقدر الدنيا في به يتعاهد فيما وقته بقية يصرف ثم إسراف، وال تقتير

(.95) ص فريد النفوس. د.أحمد تزكية( ?)1

44

البـــابالثاني ذلك في حتما وسيجد ربه طاعة عليه وييسر إيمانه،

أرباب يجده ما أضعاف النفسية والراحة السعادة من حطام أجل من أوقاتهم كل يصرفون الذين الثروات

هذه على يقبل عندما للمسلم وينبغي الفاني، الدنيا شأنها من يقلل لكي غاية، ال وسيلة يعتبرها أن الدنيا بها ينشغل فال قلبه؛ على انشغاال تاما وذهنيا، عمليا

الدنيا فهذه قلبه، في ال يده في المال يجعل بل إال ليست الدار إلى ويمضي اإلنسان، منه يمر طريقا

اآلخرة. كن$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول يقول

رواه#سبيل عابر أو غريب كأنك الدنيا فيالبخاري.

بمثل كلها الدنيا يشبه السالم عليه فالرسول عابر يمكث وكم الغريب، أو السبيل عابر مكث

فيها ليرتاح بمدينة يمر عندما السبيل ويمضي قليال اليسير الزمن هذا في يحتاج وهل سبيله؟ حال في

يبني أن إلى ساعتين أو ساعة يتعدى ال الذي منزال مثال؟ قلبه بل شيء، أي لبناء حاجة في ليس أنه أبدا

وقلبه إليه، الوصول يريد الذي بالبلد مشغول يكون أن ينبغي وكذلك ومتاعبه، بالطريق مشغول بها االنشغال في يستغرق فال الدنيا هذه مع المؤمن

وفكره وقته أكثر يجعل بل وفكره، وقته كل والدائم الحقيقي المقر فهي اآلخرة، بالدار لالشتغال. لإلنسان

بين يسيرة موازنة يعمل أن اإلنسان وعلى يعيش فكم فقط، الزمن جهة من واآلخرة الدنيا

الزمن مقدار كم الدنيا؟! أي هذه في اإلنسان الدار في الزمن هو الدنيا! وكم في المفترض

45

ضعفاإليمان اآلخرة؟!

الزمن إلى الدنيا في اإلنسان حياة نسبة هي ما! ؟ كله

عن صادرة إجابة األسئلة هذه على نجيب عندنا في اإلنسان يعيشه الذي الزمن أن نجد عميق تأمل ضئيلة نسبة إال يساوي ال الدنيا لزمن بالنسبة جدا ، المليار في واحد من أقل يكون ربما ، اآلخرة الدار

المثل نضرب وإنما بكثير، ذلك من أقل هي بل هذا يستحق هل بربك لي فقل المعني، لتقريب

حياتنا عن عبارة هو الذي الزمن من الضئيل القدر الزمن من الهائل الكم ذلك أجله من نضيع أن الدنيا نعيم من فيه ما مع حدود، وال له، منتهى ال الذيأبدا!. فيه منغص ال الذي الجنة

46

البـــابالثاني

والشهوات الهوىهو: هنا نفسه يطرح الذي السؤال

إلى ينجذب اإلنسان يجعل الذي الشيء هو ما زمنها، بقصر علمه رغم على إليها ويركن الدنيا حب

عيشها؟ وتنغيص يفعل من والشهوات الهوى أن هو والجواب

ذلك،إذن؟ الهوى هو فما

كل إلى اإلنسان في طبيعي ميل هو الهوى الجبلي األمر وهذا وراحة، ولذة متعة فيه يجد شيء ميله لوال فإنه بقائه لضرورة اإلنسان في الله جعله ساللته، على حافظ ولما الفناء، ألدركه الطعام إلى منه ضرر فال وتعقل باعتدال كان إذا الميل هذا إذن إلى انقلب حده، عن زاد إذا لكنه عليه، مالمة وال

له ليس الحالة هذه في اإلنسان يصبح بحيث ؛ ضده فتصبح الملذات، ونيل الشهوات تحصيل إال هدف التي هي والشهوات الهوى غريزة الغريزة، هذه

لهواه، عبد فهو تشاء، حيث وتصرفه فيه تتحكم وال باطل، أو حق من عليه يملي ما كل في يطيعه

له يستطيع عصيانا تعالى: قال أبدا

تعالى: وقال ،[23الجاثية: ]سورة

ينحط هكذا ،[29الروم: ]سورة فال البهيمية درجة إلى اإلنسانية رتبة من اإلنسان

بل الشهوات، تحصيل من أكبر لديه غاية وال له هدف في الخالق اإلله بمثابة شهواته وتحقيق هواه يصبح

47

ضعفاإليمان القرآن يقرره ما ذلك ، اإلنسان هذا حس

هذه في التام واالستغراق الغفلة ألن يدرج التي والبيئة قلبه، بمجامع أخذ قد الشهوات

بهذه تعلقه زاد وكلما ذلك، على تشجعه فيها من مشتق واإلنسان الله، عن بعده زاد الشهوات لم إن النسيان؛ في ويتمادى ينسى فهو النسيان

يجد لم إن يتناسى وهو وجل، عز بربه أحد يذكره فيها يرى صالحة قدوة أمامه على يمشي إيمانا

يذكره من يجد لم إن ويتناسى ينسى وهو األرض، تعالى: يقول األخرى وبالدار وسكراته بالموت

الذاريات: ]سورة من بالدنيا االشتغال في اإلغراق اجتمع فإذا ،[55

وعدم جانب، من اآلخرة وبالدار وجل عز بالله يذكر من وجود بهذا فأحاطت الغفلة دائرة اكتملت آخر جانب

العافية، الله نسأل الجهات، جميع من المسكين فيبقى الغفلة، بحار في سابحا يشهد بما الهيا مقعده ويرى الموت ملك يأتيه حتى زائل متاع من الحلقوم، إلى تصل حين العين، رأي اآلخرة الدار في

كرة له تكون أن ويتمنى وندامة حسرة يتقطع وهناك يعمل أخرى عمال صالحا تعالى: قال هيهات ولكن

[100-99المؤمنون: ]سورة، تعالى: وقال

[2-1التكاثر: ]سورة. العقل بنعمة عليه الله أنعم قد اإلنسان أن وبما

فينبغي اإلنسان؛ غير الخالئق جميع منها حرم التي تصرفاته، كل في الحكم ويجعله عقله يستخدم أن

48

البـــابالثاني بأوامر التزم إذا والمسلم والشهوات، الهوى وليس

يخسر فلن ربه، شيئا الحالل الدنيا متاع من أبدا يحرم لم اإلسالم ألن الله؛ بإذن الجنة بنعيم وسيفوز

من الطيبات بقية أما لإلنسان، وأذى ضرر فيه ما إال المعروفة، الشرعية بالطرق مباحة فهي الدنيا متع

لديه كان إذا لتحصيلها يسعى أن اإلنسان فعلى حركاته جميع في الله مراقبة مع فيها الرغبة

إن عينيه نصب فليكن منها شيء فاته وإن وسكناته، ترك من وأن وزائلة، حقيرة الدنيا هذه لله شيئا

الله عوضه هو له األعظم الهدف وأن منه، خيرا الذي الجنة نعيم على الحصول

يزول. وال يحول ال كان إذا خاصة هواه، يخالف أن له ينبغي واإلنسان

بل – وتعالى سبحانه – خالقه معصية إلى يدعوه هواه بعقله المعاصي هذه أمام بصالبة يقف أن عليه يجب

وتمييزه وفكره دقائق إال تستغرق ال المحرمة الشهوات أكثر إن

الدنيا سعادة نفسه على يضيع فكيف معدودة،الزمن. من لحظات لذة أجل من واآلخرة هواه يخالف من كتابه في تعالى الله مدح لقد

الشهوات مستنقع في السقوط من نفسه ويمنع تعالى: فقال المحرمة

[41-40النازعات: ]سورة.

الهوى؟ عن النفس نهى من جزاء هو ماالجنة!! إنه

الجنة؟ من أعظم أحد يتمنى وهل

49

ضعفاإليمان في ما كل اإلنسان يفعل أن الجنة تستحق أال

أهلها. من ليصير وسعهذلك! من أفضل سعادة أي

عين ال ما فيها الجنة؟ نعيم من أفضل نعيم وأيبشر. قلب على خطر وال سمعت أذن وال رأت،

الجنة ألجل الشهوات بعض عن النفس نمنع ال فلماذا؟

وال بالذات المحرمة الشهوات عن نمنعها ال لماذا بها واستمتع الدنيا حياته في طيباته أذهب ممن نكون

الكفار. عن سبحانه الله ذكر كما الهوى عن النفس نهى من مصير عرفنا أن وبعد

الذين اآلخر الفريق مصير نعرف أن فالبد الجنة، وأنه شهواتهم؛ غلبتهم الذين الهوى، عن النفس ينهوا لم

أجل من والحرام الحالل بين يفرقون ال فصارواشهواتهم! إشباعالقيامة؟! يوم مصيرهم هو ما

تعالى: الله يقول

النازعات: ]سورة

34-39]. وآثر هواها، نفسه أتبع الذي الفريق فهذا إذن

تجاوز أي طغى؛ ألنه الجحيم مصيره الدنيا، الحياة من وأكثر المحرمة، الشهوات عب في الحد

عامة. بصفة المعاصيالكريمات. اآليات هذه مع وقفات فلنا ذلك وبعد الداهية أي الكبرى، الطامة يوم هو القيامة فيوم لهولها الطامات سائر عن وتزيد تطم التي العظيمة

يقف عندما العظيم اليوم ذلك في أمرها، وشدة إلى وإما الجنة إلى إما مصيرهم ينتظرون الخالئق

50

البـــابالثاني يتذكر االنتظار ساعات الساعات، هذه في النار،

تمر ما فعند الدنيا في عمله يتذكر سعى، ما اإلنسان الله ويقول: لعل بذلك يفرح الصالح؛ العمل ذكرى به

Ylh للعيان البارزة النار هذه من به ينجيني $أظهرت أي يخفى ال إظهارا

.(1)#أحد على ويتغشاه فؤاده، يرتجف المعصية يتذكر وعندما

الكرب أحد المعصية هذه تكون أن من خوفا وأقول: بالله والعياذ جهنم إلى به تؤدي التي األسباب

اآلن، الرهيب الموقف ذلك اإلنسان يتذكر ال لماذا الصالحة األعمال إلى يبادر بحيث العمل دار وفيالحساب. يوم قبل

حفر قد الصالحين أحد أن يحكى من قريب قبرا الميت هيئة على األحيان بعض فيه ينام فكان منزله،

ينهض ثم أعمل أرجعني قائال: ربي فزعا فيما صالحا أذكر أن قال: أردت ذلك عن سئل تركت.. وعندما

أحد من الله يقبل ال حيث اآلخرة بالدار نفسي صرفا دار في مادمت الطاعات بعمل فأقنعها عدال؛ وال

المهلة! النفس هذه مع نفعل قائل: وماذا يقول قد بالسوء؟ األمارة

عليها اعتدنا ورغبات شهوات من نتخلص وكيف سنوات؟ منذ

المشوشات هذه من النفس تصفو وكيف بلوالمعنوية؟ المادية والمكدرات اللذة إلى يدعو الهوى مطلق أن أعلم$ وأقول

نيل على ويحث عاقبة، في فكر غير من الحاضرة(.380) ص5ج للشوكاني القدير فتح تفسير( ?)1

51

ضعفاإليمان كانت وإن عاجال، الشهوات في واألذى لأللم سببا

اآلجل. في لذات ومنع العاجل ألما، تعقب لذة عن نفسه ينهى فإنه العاقل فأما القدر بهذا وكفى ندما، تورث وشهوة للعقل مدحا

للهوى. وذما إلى أداه وإن يهوى ما يؤثر الطفل أن ترى أال

ذلك، من نفسه بمنع عليه العاقل التلف! فيفضل وبهذا بالهوى الميل في بينهما التساوي يقع وقد

اإلرادة ملكة أعني – البهائم على اآلدمي فضل القدر إلى لها نظر ال طباعها، مع واقفة البهائم ألن –

إليه يدعوها ما تتناول فهي مآل، في فكر وال عاقبة، من إليه تحتاج ما وتفعل حضر، إذا الغذاء من الطبع ذلك عن يمتنع واآلدمي اتفق، وقت أي الروث إخراج مدمني أن العاقل لطبعه... وليعلم عقله بقهر

ذلك مع وهم يلتذونها، ال حالة إلى يصيرون الشهوات كالعيش عندهم صارت قد ألنها تركها، يستطيعون ال

يلتذ ال والجماع الخمر مدمن ترى ولهذا االضطراري، العادة أن غير يدمن، لم من التذاذ عشر بذلك

ما لنيل المهالك في نفسه فيلقي ذلك تقتضيه.(1)#تعوده يقتضيه

إلى صادقة بعزيمة يبادر أن للمسلم وينبغي في يتساهل وال الشهوات، من محرم كل هجران

فعليه أجله، من بقي كم يدري ال فإنه ينتظر؛ أو ذلك وانقطاع األجل، نهاية قبل التوبة إلى بالمسارعة

دفع على والتمرن التدرج من بأس وال العمل، قبولالمباحات. قبل من كان إذا الهوى

أن للمسلم ينبغي ال فإنه المباحات حتى وأقول(.19) رمضان محمد إبراهيم الجوزي، البن الهوى ذم مختصر( ?)1

52

البـــابالثاني حول حام فمن أقصاه، إلى ميدانها في يركض

فيه. يرتع أن يوشك الحمى يقول: المشهور الزاهد الحارث بن بشر كان وقد

إذا ألنه الحالل، من اليوم يشبع أن للرجل ينبغي ما$ إلى فكيف الحرام، إلى نفسه دعته الحالل من شبع.(1)#اليوم األقذار هذه

صبر إلى يحتاج النفس هوى هجران أن شك وال وتلك الصبر ذلك على المسلم يعين ومما ومجاهدة،التالية: األمور المجاهدة

وإنما للهوى، يخلق لم اإلنسان إن في التفكر-1لآلجل. والعمل العواقب في للنظر خلق

من أفات الهوى. فكم عواقب في يفكر أن-2رذيلة. في أوقع قد وكم فضيلة،

ثم شهوته من غرضه انقضاء يتصور أن-3 شك ال فإنه ذلك بعد الحاصل األذى يتصور

أضعافا. الشهوة لذة على يزيد من ما فإنه القهر، وذل الغلبة عز يتدبر أن-4

من وما العز، بقوة أحس إال هواه غلب أحدالقهر. ذل نفسه في وجد إال هواه غلبه أحد

من الهوى، مخالفة فائدة في يفتكر أن-5 وسالمة الدنيا، في الجميل الذكر اكتساب ثم اآلخرة، في واألجر والنفس العرض حصول في هواه وافق لو فيتفكر يعكس.(2)األبد إلى ذلك عكس

(.24) حنبل بن أحمد اإلمام عن الورع كتاب( ?)1(.20) الجوزي البن الهوى ذم مختصر انظر( ?)2

53

ضعفاإليمان 54

البـــابالثاني

55

ضعفاإليمان

المعاصي في الوقوع كثرة من المعاصي في اإلنسان وقوع كثرة أن شك ال

ينقص فاإليمان اإليمان، ضعف سباب أ أهم فيه يختلف ال أمر وهذا بالطاعات، ويزيد بالمعاصي

اإلنسان يتساهل فعندما ومشاهد مجرب فهو اثنان، يجد الصغائر من أنها يظن التي المعاصي في ويقع

ذلك أثر راحة وال العبادة في لذة فال قلبه، في حاال إقبال وال النفس في طمأنينة وال الطاعة، في

الصلوات. ألداء ومبادرة صغيرها اإلنسان على شؤم كلها والمعاصي

ويحب جميعا، منها الله نجاه من والسعيد وكبيرها، التي واللمم الصغائر من يحذر أن اإلنسان على

وقد تضر ال أنها ويظن الناس، من كثير بأمرها يتهاون إياكم$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول قال

على يجتمعن فإنهن الذنوب ومحقرات حنبل بن أحمد أخرجه#يهلكنه حتى الرجل

والطبراني. من تصبح وتكثر الذنوب صغائر تجتمع عندما إذن عليه الله صلى – الله رسول ذلك أوضح كما الكبائر بقدر كلها الذنوب عن االبتعاد في فالسالمة – وسلم

وكبيرها، صغيرها كلها شر فإنها اإلنسان يستطيع ما وتجعلها المسلم حياة تفسد وأنها دامسا، ظالما

فتجعله عيشه وتدمر قلبه وتسود يطاق، ال جحيما إلى ورجع تاب من إال جانب كل من الظالم فيغشاه

المؤمن إن$السالم: عليه الكريم الرسول قال ربه أذنب إذا تاب فإذا سوداء نكتة قلبه في نكت ذنبا

تعلو حتى زادت، زاد وإن قلبه، صقل واستغفر ونزع

56

البـــابالثاني وجل عز الله ذكره الذي الران فذلك قلبه

المطففين: ]سورة وأحمد ماجه ابن وصححه الترمذي أخرجه ،[14

والبيهقي. الخطورة لنا تتبين الشريف الحديث هذا ومن

القلب يف تؤثر المعصية أن وكيف للمعاصي، البالغة وفقه فإن ، سوداء نقطة فيه وتحدث مرة أول من لها، العودة وعدم عليها والندم منها، التوبة إلى الله

أبيض القلب وعاد النقطة تلك زالت من سليما يقم ولم باألمر، تساهل إذا أما المعاصي، أمراض أخرى، معصية في يقع أن به حري فإنه الالزم بالعالج تضاعف فيها يقع معصية وكل ورابعة، ثالثة وربما

فيصبح كله؛ القلب تغطي حتى فتزيد النقطة، تلك عليه، يطبع حيث الخطورة تكمن وهنا مظلما، أسود

عليه يكون أي حجابا والذنوب المعاصي من كثيفا على الذنب فإن والتقوى، الهداية نور عنه يمنع

مدارج نحو سيره ويضعف القلب، يعمي الذنب الله فطره التي بطبيعته والقلب واإليمان، التقوى

هذا عن يصده والذي والخير، اإليمان نحو يتجه عليها ينبغي لذا والمعاصي، الذنوب مالبسة هو االتجاه أضرارها ألن يستطيع، ما بقدر منها يفر أن للعاقل

هذه اإلنسان يألف أن أخطرها ومن متعددة، عليه الصعوبة من فيصبح عليها، ويتعود المعاصي

يصدق وهنا المعاصي، هذه من ألفه ما وترك التوبة، : – تعالى سبحانه – الله قول عليه

[14المطففين: ]سورة. المعاصي منهم كثرت أنها الفراء: هو قال$

وقال عليها، الرين فذلك بقلوبهم، وأحاطت والذنوب ما وكل عليها، قلوبهم: غلب على عبيدة: ران أبو

زيد: أبو عليك. وقال وران بك ران فقد وعالك غلبك

57

ضعفاإليمان يستطيع ال فيما وقع إذا رينا بالرجل رين قدر يقال

النحوي: معاذ أبو وقال به له قبل وال منه، الخروج يطبع أن والطبع الذنب، من القلب يسود أن الرين كالغيم أو القلب يغشى كالصدأ وهو القلب على

.(1)#الرقيق فهو بعض فوق بعضها وركب كثرت، إذا والذنوب

اإليمان نور تضعف بالتالي وهي ظالم، على ظالم قال ولذلك الفناء، إلى ويصير ينحسر حتى القلب في

يزني ال$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول سبب أي#مؤمن وهو يزني حين الزاني هذا وأن إيمانه، ضعف هو الزنى معصية في وقوعه يذوب اإليمان المعصية، هذه ارتكابه أثناء نهائيا من الحذر كل يحذر أن اإلنسان على فيجب ولذلك

تكون فإنها والمعاصي الذنوب مقارفة بينه حاجزا قلب إلى اإليمان نور يدخل فكيف التوبة، وبين

الناس بعض يغتر أال ويجب المعاصي، بظالم مغلف الزلت فيقول: أنا وصحته بشبابه أن بأس وال شابا

متى يعلم أوال: ال فإنه ذلك، بعد أتوب ثم نفسي أمتع في شاب من فكم الدنيا هذه من ويرحل أجله ينتهي سابق بدون فجأة الموت اختطفه الشباب ريعانإنذار؟

ألف إذا اإلنسان أخرى: فإن جهة ومن فمن الزمن، من طويلة مدة عليها وأعتاد المعاصي،

أصبحت ألنها يتركها، أن البالغة الصعوبة من جزءا نرى فإنا واقعنا في مشاهد أمر وهذا حياته، من أناسا

يتم وعندما المعاصي، بعض يمارسون السن كبار يستطيعون ال بأنهم يحتجون بالله، وتذكيرهم نصحهم

يجتهد وبعضهم عديدة، سنوات عليه اعتادوا ما ترك(.5/400) للشوكاني القدير فتح تفسير( ?)1

58

البـــابالثاني األمور هذه بأن ولآلخرين لنفسه مبررات إيجاد في

التي الكبرى الطامة في يقع هنا وهو حرام، ليست الله حرم ما تحليل وهي الملة، من تخرجه ربما

التكاليف. من الله فرض ما جحود أو وتعالى سبحانه الجوزية قيم ابن اإلمام ذكر وقد هذا من عددا

سنذكر للمعاصي القبيحة واألضرار السيئة اآلثاربتصرف: بعضها في الله يقذفه نور العلم فإن العلم، حرمان-1

ولما النور، ذلك تطفئ والمعصية القلب، وقرأ مالك، يدي بين الشافعي اإلمام جلس ذكائه، وتوقد فطنته، وفور أعجبه عليه

ألقى قد الله أرى فقال: إني فهمه وكمال قلبك على المعصية. بظلمة تطفئه فال نوراالشافعي:وقال وكيع إلى شكوت

حفظي سوء العلم بأن أعلم وقال

نور

ترك إلى فأرشدنيالمعاصي

يعطي ال الله ونور لعاصي

ليحرم العبد إن المسند وفي الرزق، حرمان-2 مجلبة الله وتقوى يصيبه، بالذنب الرزق

للفقر. مجلبة التقوى فترك للرزق، الله وبين بينه قلبه في العاصي يجدها وحشة-3

وقد روحه، وتستوحش نفسه، تظلم حيث يجدها وحشة العارفين بعض إلى رجل شكى

أوحشتك قد كانت له: إذا فقال نفسه في فدعها ذنوبك واستأنس. شئت إذا

59

ضعفاإليمان أهل سيما وال الناس، وبين بينه تحصل وحشة-4

وبينهم، بينه وحشة يجد فإنه منهم، الخير ومن منهم بعد الوحشة تلك قويت وكلما

وربما بهم، االنتفاع بركة وحرم مجالستهم، من يبعد ما بقدر الشيطان حزب من يقرب حتى الوحشة هذه وتقوى الرحمن، حزب

وولده امرأته وبين بينه فتقع تستحكم فتراه نفسه وبين وبينه وأقاربه، مستوحشا

نفسه. من أثر فأرى الله ألعصي السلف: أني بعض قالوامرأتي. دابتي خلق في ذلك

ويجده إال ألمر يتوجه فال أموره تعسير ومنها-5 أو دونه مغلقا عليه. متعسرا

بها يحس حقيقة قلبه في يجدها ظلمة ومنها-6 أدلهم، إذا البهيم الليل بظلمة يحس كما

كالظلمة لقلبه المعصية ظلمة فتصير والمعصية نور، الطاعة فإن لبصرة، الحسية حيرته ازدادت الظلمة قويت وكلما ظلمة،

والضالالت. البدع في يقع حتى ضياء للحسنة إن$عباس: بن عبدالله قال الوجه في في وسعة القلب، في ونورا

قلوب في ومحبة البدن، في وقوة الرزق، وظلمة الوجه، في سواد للسيئة وإن الخلق،

والقلب القبر في البدن، في ووهنا ونقصا.#الخلق قلوب في وبغضة الرزق في

للذنب يكن لم فلو الطاعة، حرمان ومنها-7 سبحانه الخالق طاعة عن يصد أنه إال عقوبة

60

البـــابشؤما. به لكفى وتعالىالثاني

وتمحق العمر تقصر المعاصي أن ومنها-8 في تزيد والحسنات البر أن فكما بركتهتنقصه. والفجور المعاصي فإن العمر

واشتغل الله عن العبد أعرض إذا وبالجملة الحقيقية حياته أيام عليه ضاعت بالمعاصي

يوم إضاعتها غب يجد التي

[24الفجر: ]سورة. ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد-9

بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها حتى تصبح هيئات راسخة، وصفات الزمة، وملكات ثابتة، فلو تركها

لضاقت عليه نفسه، وأعيت عليه مذاهبه حتى يعاودها؛ حتى أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية

من غير لذة يجدها، وال داعية إليها،ح إال ما يجد من ألم مفارقتها كما صر

فقال:بذلك أحدهم على شربت وكأس

لذة منها تداويت وأخرى

بها

تضعف أن – العبد على أخوفها وهو ومنها-10 إرادة فيه فتقوى إراداته عن القلب

التوبة إرادة وتضعف المعصية، شيئا فشيئا لما نصفه مات فلو قلبه، من تنسلخ أن إلى وتوبة باالستغفار فيأتي الله، إلى تاب

61

ضعفاإليمان معقود وقلبه فقط باللسان الكذابين

مواقعتها على عازم عليها، مصر بالمعصية، األمراض أعظم من وهذا أمكنه متى

.(1)الهالك إلى وأقربها

بعدها. ( وما97) ص القيم البن الكافي الجواب أنظر،( ?)1

62

البـــابالثاني

اإليمانية األجواء عن االبتعاد أجواء في اإلنسان وجود أن فيه شك ال مما الله ذكر فيها ويسمع الصالحون، فيها يكثر وأماكن

ويجتنب الصالحات، يعمل من فيها ويرى وجل، عز اإليمان، يقوي شك أدنى بال هذا فإن المحرمات،

في الرغبة ويزيد الخيرات، لعمل النفس ويحركالنوافل. مضاعفة

منها تفوح أجواء في يعيش من ذلك وعكس ويرى المحرمة، األفعال فيها وترى الفساد، روائح الذين بشيء، المبالين غير المستهترون فيها

لمن تتصور فماذا والصالح، الخير أهل من يسخروناألجواء؟ هذه مثل في يعيش بقي إذا خاصة عليه ستؤثر األجواء هذه أن شك ال

تقل، وعبادته يضعف، فإيمانه طويلة؛ مدة فيها العبادة، في والطمأنينة المتعة يجد فال تظلم، ونفسه سوءا، حالته زادت أكثر؛ األمر هذا في استمر وكلما التي األماكن عن يبتعد أن للمسلم ينبغي فإنه ولذا والمفسدون؛ الفساد فيها ويكثر الصالحون، فيها يقل يبحث أن عليه بل دينه، على عظيم خطر ذلك فإن نسي، إذا بالله يذكرونه الذين والصالح الخير هل أ عن

ومثل وأقوالهم، بأفعالهم الخير فعل على ويشجعونه القلب قسوة إلزالة تكفي رؤيتهم الصالحين هؤالء

بن جعفر يقول$الخير: لفعل النفس وتحريك غدوت قسوة، قلبي من وجدت إذا سليمان: كنت

ذلك ( وعند1" ) واسع بن محمد وجه إلى فنظرت واحدة نظرة بسبب القلب، ،ويلين القسوة تلك تذهب

63

ضعفاإليمان " واسع ابن واصفا جعفر يضيف ثم صالح، رجل إلى

عن انصرف بكائه، كثرة من وذلك ثكلى، كأنه كان الناس عند فيما وزهد الدنيا سبحانه الله عند لما طلبا

رجال ألغبط أني$الله: رحمه أقواله وتعالى. ومن وهو شيء الدنيا من معه وما دينه معه

.(1)#راض الجانب: المحافظة هذا تعزز التي األشياء ومن

المسلمين يرى حيث جماعة في الصلوات علىاإلحرام. تكبيرة وإدراك األول الصف على يتسابقون مرة ولو علمي درس في االشتراك ذلك ومن

العلم، طلبة يرى بذلك فإنه األسبوع، في واحدة وصبرهم الدروس، من االستفادة على وحرصهم

ذلك على يسمع وكذلك والثواب، لألجر طلبا الفاضل الشيخ ذلك من الشرعية المسائل

العلم نشر ألجل نفسه يتعب الذي المحتسب أدب من ويستفيد الله، رضوان ابتغاء الشرعي

وينال العلم، مجلس يحضر من جميع وأخالق أيضا صلى – الرسول قال فقد العلم، مجلس حضور ثواب الجنة برياض مررتم إذا$ :– وسلم عليه الله

قال: الجنة؟ رياض قيل: وما فارتعوا،وحسنه. الترمذي . رواه#العلم مجالس أو بعمرة الحرام الله بيت يزور أن ذلك ومن

بالكعبة يطوفون المسلمين يرى حيث عمرة بدون وعويل صراخ لهم خاشعين، سبحانه الله من خوفا ويسدد ذنوبهم يغفر أن إليه ضارعين وتعالى، أو له الله شاء ما بالحرم يعتكف أن ويفضل دروبهم، قسوة إذابة في األمور أنفع من ذلك فإن يجاور،

(.121-120 )6 النبالء أعالم سير( ?)1

64

البـــابالثاني اإليمان. وتقوية القلب

نرى ونحن هذا يكون عندما الناس من كثيرا حقائبهم يربطون صيفية عطلة أو إجازة لديهم

ويرحلون الصحاري أو السواحل في أما للتنزه طلبا إلى يذهبوا أن لهم واألجدى والهدوء، الراحة عن بحثا

في والسعادة النفسية الراحة ليكسبوا الحرام البيت إجازتهم يقضون حيث واآلخرة، الدنيا

بأقل وذلك العتيق، الله بيت بجوار منها جزء أو المكرمة، مكة قرب يسكن لمن خاصة التكاليف

الله عند لهم ذخر فهي نفقات هناك كان لو وحتى الكثيرة، النفقات بخالف وتعالى، سبحانه

أن فربما والترفيه، للنزهات المتعددة والمصاريف ذلك فيكون شبهه أو معصية في يكون بعضها وباال

دينه. ويخسر أمواله يخسر حيث صاحبه، على جماعة مع الصالة على فالمواظبة إذن

العلم، مجالس حضور على والحرص المسلمين، اإليمان، يقوي مما المدني؛ أو المكي الحرم وزيارة بالله يذكره إيماني؛ جو في يعيش اإلنسان ويجعل طاعته في واالستمرار عبادته، حسن على ويعينه

وطمأنينة! نفسية وراحة قلب، وحضور بخشوع قسوة من يحذر أن المسلم على ويجب هذا إن ذلك لعالج األسباب كل ويتخذ الحذر، أشد القلب فقال ذلك على المسلمين الله عاتب فقد وقع،

تعالى:

الصحابي قال ،[16الحديد: ]سورة كان ما$عنه: الله رضي مسعود بن عبدالله الجليل

65

ضعفاإليمان أربع إال اآلية بهذه الله عاتبنا أن وبين إسالمنا بين

.#سنين اآلية: هذه تفسير في كثير ابن العالمة ويقول

والموعظة الذكر عند قلوبهم تلين أن آن أما أي$ وتطيعه، له وتسمع له، وتنقاد فتفهمه القرآن وسماع

المؤمنين قلوب استبطأ الله عباس: إن ابن قال.#اآلية هذه فعاتبهم... فنزلت

المنجد صالح محمد الشيخ ويقول إلى مشيرا أن على الكريمة اآلية هذه فدلت$ السابقة اآلية

مدعاة اإليمانية األجواء عن البعد في الوقت طول يبتعد الذي الشخص فمثال، القلب في اإليمان لضعف

أو وظيفة أو لسفر طويلة فترة الله في إخوانه عن يتنعم كان الذي اإليماني الجو يفتقد فإنه ذلك نحو قليل قلبه. والمؤمن قوة منه ويستمد ظالله، في

رحمه – البصري الحسن يقول بإخوانه، كثير بنفسه فأهلونا أهلينا، من عندنا أغلى : إخواننا – تعالى الله

باآلخرة. يذكروننا وإخواننا بالدنيا، يذكروننا بعد تنقلب وحشة يخلف استمر إذا االبتعاد وهذا

القلب يقسو اإليمانية األجواء تلك من نفرة إلى حين مما وهذا اإليمان، نور فيه ويخبو ويظلم، أثرها على

اإلجازات في البعض لدى االنتكاسة حدوث يفسر أماكن إلى انتقالهم عقب أو فيها يسافرون التي

.(1)#الدراسة أو للعمل أخرى

(.21) ص المنجد صالح محمد للشيخ اإليمان، ضعف ظاهرة( ?)1

66

البـــابالثاني

الكســـل أسباب أحد يعد والخمول الكسل أن شك ال بل اإليمان، ضعف

األحيان بعض في الكسل يكون ربما خروج في سببا ونرى نسمع ألسنا – بالله والعياذ – الملة عن بعضهم

شبهه عن ليس الصالة ترك قد الناس بعض وقد والخمول، الكسل هو الوحيد السبب بل شك، أو

يفعل كيف إذ األمر، هذا الكريم القارئ يستغرب الصالة ترك منها التي العظائم هذه وحده الكسل

الكفر؟! ثم ومن ما فيحصل الكسل تدعم عوامل وأقول: هناك

الصالحة القدوة وجود وعدم الجهل وهي ذكرنا يعج وسط في والعيش اإليمانية، األجواء عن والبعد

ر من وجود وعدم بالمعاصي، اآلخرة. والدار بالله يذك بترك وذلك الكفر، إلى يؤدي قد الكسل كان وإذا

فإنه المفروضة الصلوات أداء ضعف إلى يؤدي حتما يؤدي ال فبعضهم السنن، أداء عن بالكسل اإليمان السنن فتجده نافلة، أو راتبة كانت سواء مطلقا يصليها حيث بالفريضة يكتفي أو خشوع بدون سريعا

الدنيا، أمور من خلفه بما مشغول قلبه ألن طمأنينة، أن في مطمع فال الرواتب السنن ترك قد أنه وبما

يصلي صالة أو الليل قيام مثل النوافل من شيئا يدعها لم التي الوتر صالة يترك ربما بل الضحى،

سفر. وال حضر في – وسلم عليه الله صلى – النبي األعمال إنجاز في التثاقل الكسل صور ومن في عميق وتأمل صادقة رغبة بدون فعلها أو الصالحة،

67

ضعفاإليمان ينهض لم المؤذن سمع فإذا وحقيقتها، أهميتها مسرعا

ليتطهر وقت يقول: هناك تجده بل للصالة، استعدادا الذي العمل هذا وسأكمل واإلقامة األذان بين طويل

يتثاقل تجده عمل لديه يكن لم لو وحتى يدي، في األذان بين كان فإذا طويل، الوقت أن اعتقادا

دقائق خمس بعد سأقوم يقول دقائق عشر واإلقامة األمر نهاية وفي والخمول، الكسل له يوحي وهكذا

تفوته وربما األخيرة، الركعات إال الصالة من يدرك الالجماعة. صالة

من النداء تلبية إلى المسلم يبادر أن والصواب وكان الصالحين، أحد عن يذكر يسمعه، مرة أول

يده رفع وقد النداء سمع إذا أنه حدادا، يعمل الضربة، يكمل وال فورا، يتوقف بالمطرقة اعتقادا

من فيذهب للعمل، وليس لله الوقت هذا أن منه بوقت اإلقامة قبل للمسجد يذهب ثم للوضوء، فوره الصالة تقوم وعندما الراتبة، السنة ليؤدي كافي يكون مستعدا نفسيا الصالة في للدخول ومتهيئا

بلذة اإلنسان يحس وبهذا قلب، وحضور بخشوع طمأنينة اآلخرة، قبل الدنيا في بها وينتفع الطاعة، المكتملة الصالة هذه ومثل نفسية، وراحة وسعادة – الله عند مقبولة تكون أن يرجى التي هي األركان، صاحبها يصليها التي تلك وليس – وتعالى سبحانه قلقة ونفسه منها ويخرج الدنيا، بأمور مشغول وذهنه

لها يستعد لم ألنه حزينة، ولم الوضوء، بإسباغ فعليا لها يستعد النداء، سمع ما أول بالنهوض نفسيا

في النفس ومجاهدة الشيطان، من بالله واالستعاذةربه. لمناجاة ليخلوا ذهنه الخواطرمن كل طرد

68

البـــابالثاني في الناس من كثير حال قائل: هذا يقول قد

إذن؟ الحل فما هذا، زمانناوالمجاهدة. الصبر إال هناك ليس وأقول

واإلصرار الصادقة بالعزيمة النفس مجاهدة في بقاءها بأن وإقناعها الكسل، ترك على القوي دار إلى وتنتقل ترحل، ثم معدودة أيام إال ليس الدنيا

تحتاج المسألة وهذه منها رحيل وال لزمنها، انقضاء ال فرغ مسلم كل أن فلو ثاقب، ونظر عميق، تأمل إلى وسرعة الحياة هذه وتأمل الدنيا هموم من قلبه

طابت لما وشرورها؛ منغصاتها وكثرة انقضائها، يقضي بأن نفسه ألجلها، وجهده اهتمامه من شيئا

وما اآلخرة الدار عظمة استشعر اإلنسان أن ولو شقاء من فيها وما العاملين، للمؤمنين نعيم فيها

الدعة إلى نفسه استراحت لما الكسالى للعصاةوالكسل. على تعتاد حتى النفس مجاهدة من فالبد إذن

الراحة ستجد ذلك وعند معها وتنسجم الخير أعمالمشقة. أية بدون فتنقاد الحقيقية

الشاعر:يقول أن كالطفل النفسعلى شب تهمله

وإن الرضاع حبينفطم تفطمه

عن بالسوء األمارة النفس نفطم أن أردنا فإذا األمور ببعض نذكرها أن فالبد والدعة، الكسل حب تهزها التي مثل: سباتها من وتوقظها عنيفا، هزا

وأهوالها القيامة

[4القارعة: ]سورة.

69

ضعفاإليمان وسكراته والموت

.[19ق: ]سورة

ونعيمها والجنة وزالته، والصراط وكرباته والقبروترعوي. ترتدع النفس فلعل وجحيمها والنار

النوم الكسل من يكفيك للنفس نقول أن والبد الدود، حفر في والسكن القبور، ظلمات في

من ولتسلمي النعيم، بجنات لتفوزي وجدي فاجتهدي الندم. ينفع ال يوم تندمي أن قبل األليم، العذاب

– وتعالى سبحانه – الله يقول

[61-55الزمر: ]سورة. تعالى: وقال

[45-44الشورى: ]سورة.

ـاألـهوـال هـذـه ـمـن ـتـسـلـمـي ـأـن ـأـرـدـت ـإـن ـيـاـنـفـس ـكـاهـلـك ـعـن ـاـلـكسـل ـغـبـاـر ـفـاـنـفـضي ـاـلـقـيـاـمـة ـيـوـم

ـنـفـس ـيـا ـاـلـصـاـلـحـةـ، ـاألـعـماـل ـفـي ـوـاـجـتـهـدـي ـوـضـيق ـاالـكـتـئاـب ـسـوـى ـمـنـه ـتـجـدـي ـفـلـن ـاـلـكسـل دـعـي

ـاـلـرـاـحـة ألـن ـتـزـعـمـيـنـ، ـكـمـا ـاـلـرـاـحـة ـوـلـيـس ـاـلـصـدـر ـرـاـحـة هـي ـوـاـلـسـعاـدـة ـاـلـسرـوـر ـتـجـلـب ـاـلـتـي ـاـلـحـقـيـقـيـة

ـحـصـلت ـاـلـبـدـن ـتـعـب ـفـإـذـا ـاـلـبـدـنـ، ـرـاـحـة ال ـاـلـقـلـب

70

البـــابالثاني ـوـاـلـعـاـفـيـة ـاـلـصـحـة ـوـحـصـلـت ـلـلـنـفـس ـوـاـلـسـعاـدـة ـاـلـرـاـحـة

ـنـفـس ـاـلـنـاـسـ! ـيـا ـبـعـض هـذـا ـعـن ـيـغـفـل ـفـكـيـف ـلـلـبـدـنـ، ـأـفـنوـا ـاـلـذـيـن ـاـلـصـاـلـحـيـن ـاـلـلـه ـأـوـلـيـاـء ـمـن ـأـنـت ـأـيـن

ـيـفـكـرـوـا ـوـلـم ـرـبـهـمـ، ـعـباـدـة ـفـي ـكـلـهـا ـأـعـمـاـرهـم ـإـطاـلـقـا ـاـلـبـدـن ـرـاـحـة ـتـسـاـوـي ـوـمـاذـا ـاـلـبـدـنـ، ـرـاـحـة ـفـيـوـاـلـنـفـسـ؟ ـاـلـقـلـب ـرـاـحـة ـمـع

كان الله رحمه الطائي نصير بن داود فهذا احتبى عيناه غلبته فإذا كله الليل يقوم$ (1)#قاعدا

أرتاح أي ربع إلى ساعة نصف بين الوقت من قليال ينهض ثم النوم، يغلبه ال حتى قاعد وهو ساعة،

يصوم وكان الفجر، أذان حتى صالته في مستمرا من أحد به علم ما سنة أربعين صام إنه قيل$ النهار في به ويتصدق معه غداءه يحمل فكان أهله،

أنه يعلمون وال عشاء، يفطر أهله إلى ويرجع الطريق خبزا، لك نطبخ له: أال يقولون أهله وكان صائم

الفتيت وشرب الخبز مضغ قائال: بين ذلك فيرفض ما وهو الفتيت أكل يفضل أنه(2)#آية خمسين قراءة بينهما لما الخبز أكل عن هذا زماننا في الكيك يشبه

العبادة في الوقت استغالل يريد المضغ، تفاوت من سيقضي الخبز يأكل يجلس عندما ألنه أطول وقتا

الصالحين هؤالء من نحن فأين الفتيت، أكل بخالف

[22الزمر: ]سورة.

الكسل حاربوا الذين من آخر نموذج وهناك العدوية رابعة المشهورة الزاهدة أنها عليه، وانتصروا

وقتها كل تقضي كانت التي الله طاعة في تقريبا

(.2/161) خلكان البن األعيان وفيات( ?)1(.261-2/260) خلكان ابن األعيان وفيات( ?)2

71

ضعفاإليمان عبادتها تصف وهي خادمتها إلى أسمع وعبادته

الفجر طلع فإذا كله، الليل تصلي رابعة كانت$ الفجر، يسفر حتى خفيفة هجعة مصالها في هجعت وهي ذلك مرقدها من وثبت إذا تقول أسمعها فكنت

يوشك تقومين؟ كم وإلى تنامين؟ كم نفس فزعه: يا النشور يوم لصرخة إال منها تقومين ال نومة تنامي أن

.(1)#ماتت حتى دهرها دأبها وهكذا شرح الذين والصالحين الزهاد من الكثير وهناك

هذه على الباقية الدار فآثروا لإلسالم صدورهم الله واالطالع سيرهم قراءة أن شك وال الفانية، الدنيا في مبثوثة وسيرهم اإليمان، يقوي أحوالهم على وحلية للذهبي النبالء أعالم سير مثل التراجم كتب

وكم خلكان، البن األعيان ووفيات لألصفهاني األولياء يكون وضع العلم طلبة أحد أن لو مفيدا تناول كتابا

أحوالهم وذكر والزهاد الصالحين هؤالء سير فيه ضعف وعالج القلوب ترقيق لغرض وأخبارهماإليمان.

(.2/287) خلكان ابن األعيان، وفيات( ?)1

72

البـــابالثاني

والعقائد الضالة األفكار على اإلطالعالمنحرفة

والعقائد الضالة، األفكار على اإلطالع أن الشك خاصة اإليمان، ضعف أسباب أقوى من المنحرفة،

المتمرسين غير السن صغار الشباب يعرفها عندما فمثل والتجربة، الخبرة تنقصهم الذين العلم، بفنون التي الكتب قراءة على اإلقبال عدم لهم ينبغي هؤالء

والعقائد والنحل والملل الفكرية المذاهب عن تتحدث يقرأها أال ينبغي الكتب فهذه عامة، بصفة المنحرفة

وتكون العقائد مجال في واسع إطالع له من إال الناس تحذير أو أصحابها، على الرد بهدف القراءة

التي الضالة األفكار أما العامة، بين منها فشى مما نشرها الضرر فمن الكتب بطون حبيسة الزالت

قصة تحضرني وهنا المعاصرة، البيئات في وأحيائها ويكتب اإلطالع واسع رجل وهو المعارف ألحد أحيانا من التقصير بعض عليه يالحظ ولكن الصحافة، في

األمر، هذا في ناقشته يوم وذات الدينية، الناحية تغير أنه لي فذكر ضعفت حيث قبل ذي عن كثيرا

قرأ ألنه لديه اإليمانية العاطفة المذاهب عن كتابا الذين اإلسالميين المفكرين ألحد المعاصرة الفكرية

لإلسالم. والئهم في يشك ال ونسعى التجربة، هذه من نستفيد أن وينبغي

تتحدث التي الكتب عن والمبتدئين األحداث إلبعاد اإلسالم لعقيدة المخالفة والعقائد األفكار عن

النقية. الصافية الزائغة األفكار بعض لكن بالكتب يتعلق فيما هذا مثل عديدة قنوات طريق عن تتسرب اآلن أصبحت

73

ضعفاإليمان فما وغيرها والصحف واألنترنت الفضائية القنوات

إذن؟ العمل تفرد أن وينبغي األهمية، غاية في القضية هذه وأود المختصون، لها يتفرغ وأن والبحث، بالدراسة

الذاتي التحصين إلى العجالة هذه في أشير أن أنه استشعر أسرة رب كل أن فلو األسرية، والتربية

لحققنا قبله؛ من يؤتى أال في واجتهد ثغرة، على تقدما وهويتنا ديننا و أبنائنا على الحفاظ في كبيرا

أي بمعالجة أسرة رب كل يقوم بأن وذلك وقيمنا، دون بقدرها أسرته لدى المجال هذا في تطرأ ظاهرة

األمر لهذا يتنبه أن ينبغي وكذلك نقصان، أو زيادة التي المرافق على والمشرفون والمربون الدعاة

واستشعار والتعاون فبالوعي الشباب، يقصدهاجمة. وفوائد كثيرة، مصالح نحقق المسئولية أعداءنا وأن مستهدفة، أمة أننا الجميع وليعلم

وقوية كثيرة ووسائل فتاكة، أسلحة ولديهم كثر، إن دينهم عن وصرفهم شبابنا، من النيل ألجل

في جميعنا نساهم أن ينبغي ولذلك استطاعوا، القيم وحماية العقيدة، عن الذب معركة

الدين، لنصرة بسهم منا كل وليضرب والمقدسات، مهما المجال هذا في مشاركة أي أحد يحتقر وال

به قام إذا القليل هذا فإن نظره، في ضئيلة كانت أن نعرف أن كثيرا. وعلينا يصبح كثيرون أفراد

– العالمية الصهيونية مقدمتهم وفي – أعداءنا للكيد المباشرة وغير الملتوية الطرق يستخدمون

وتضليل إفساد الطرق هذه أهم ومن وأهله، لإلسالم وغسل بهم والتغرير المسلمين، شباب بعض عقول

الشباب هؤالء من اتخذوا ذلك حصل فإذا عقولهم،

74

البـــابالثاني عن ويروجون ، المسلمين ظهور بها يطعنون رماحا

الهدامة األفكار من يريدون ما كل طريقهم مسلمون الشباب هؤالء وألن الضالة، والمذاهب بهم ينخدع فقد المسلمين بأسماء ويتسمون

العدو من يقبلونه ماال منهم ويقبلون المسلمونالصريح. عندما أبنائنا من بهم المغرر هؤالء أن كما – أسيادهم من وبإيحاء – ديننا في الطعن يريدون

يسلكون ال لكي والدهاء؛ المكر في غاية طرقا لإلسالم حبهم يظهرون حيث أمرهم، يكتشف

عقيدتنا على ينقضون ثم المسلمين، على وشفقتهم وتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا نفس وفي وتخريبا، هدما المبررات من والغريب بالعجيب يأتون الوقت

أن حتى الشائن، لعملهم والحجج قد الناس من كثيراحيلهم. عليه وتنطلي بمكرهم، ينخدع

75

ضعفاإليمان

76

البـــابالثاني

األمل طول متعها ويعشق الحياة، يحب بطبعه اإلنسان

واللذائذ المتاع من الحياة في أن شك فال ولذائذها، يغري ما الحياة هذه في ويحببه الناس، من كثيرا

اهتمامه كل بصرف يبدأ ثم أبدا، يفارقها أال فيتمنى كل يراها التي الفانية المتع هذه تحصيل ألجل وعمله الدار وينسى الموت وينسى له، بالنسبة شيء

يعيش أن يتوقع فهو األمل، طول هو وهذا اآلخرة، عمارة في االجتهاد كثير تجده ولذلك طويال، عمرا لهذه يعمل المستقبل، ألمور التخطيط كثير الدنيا، من عمل أبدا، فيها يعيش أنه يعتقد من عمل الدنيا يقول الفانية دنياه غير شيء كل عن األمل ألهاه

تعالى:

كثير: ويلهيهم ابن قال ،[3الحجر: ]سورة عاقبة يعلمون فسوف واإلنابة التوبة عن األمل

.(1)أكيد ووعيد شديد تهديد فهو أمرهم، أخاف ما أخوف إن$عنه: الله رضي علي وقال

الهوى إتباع فأما األمل، وطول الهوى اتباع عليكم #اآلخرة فينسى األمل طول وأما الحق، عن فيصد العين، الشقاء: جمود من األثر: أربعة في وجاء

الدنيا، على والحرص األمل، وطول القلب، وقسوة الطاعة عن الكسل األمل طول من ويتولد

لآلخرة والنسيان الدنيا في والرغبة بالتوبة والتسويف بتذكر تقع إنما وصفاءه رقته ألن القلب في والقسوة

(.2/553) كثير ابن تفسير انظر( ?)1

77

ضعفاإليمان .(1)#القيامة وأهوال والعقاب والثواب والقبر الموت

اإلنسان عمل يضعف األمل طول أن شك وال بإصالح القلب مشغول ألنه اآلخرة، للدار واستعداده

دنياه، والنعمة الصحة من عليه به الله أنعم بما مغترا تعالى: قال

اإلنسان فمكث [16الحديد: ]سورة وقتا في يرفل طويال يكون قد المال ونعمة الصحة نعمة لقسوة سببا

وليس إيمانية، غير بيئة في يعيش لمن خاصة القلب بالله يذكر ما فيها

. – وتعالى سبحانه– سببين الغزالي حامد أبو اإلمام ذكر وقد هذا أما$ الدنيا حب والثاني الجهل أحدهما األمل لطول

ولذاتها وبشهواتها بها، أنس إذا أنه فهو الدنيا حب من قلبه فامتنع مفارقتها، قلبه على ثقل وعالئقها

من وكل مفارقتها، سبب هو الذي الموت في الفكر كره مشغوف اإلنسان نفسه، عن دفعه شيئا

نفسه فيمني الباطلة، باألماني مراده يوافق بما أبدا يتوهمه يزال فال الدنيا، في البقاء مراده يوافق وإنما

إليه يحتاج وما البقاء توابع ويقدر نفسه، في ويقدره أسباب وسائر ودواب وأصدقاء ودار وأهل مال من

قلبه فيصير الحياة، الفكر، هذا على عاكفا موقوفا فإن قربه، يقدر فال الموت، ذكر عن فيلهو عليه، إلى والحاجة الموت، أمر األحوال بعض في له خطر

بين وقال: األيام نفسه، ووعد سوف له، االستعداد أن إلى فيقول كبر وإذا تتوب، ثم تكبر أن إلى يديك صار فإذا شيخا، تصير من تفرغ أن قال: إلى شيخا

من ترجع أو الضيعة، هذه وعمارة الدار، هذه بناء(.27) المنجد صالح محمد للشيخ اإليمان ضعف ظاهرة( ?)1

78

البـــابالثاني يخوض وال ويؤخر، يسوف يزال السفرة... فال هذه

أشغال عشرة الشغل ذلك بإتمام وتعلق إال شغل في يحتسبه ال وقت في المنية تخطفه أن إلى أخرى،حسرته!... ذلك عند فتطول

فهو األمل، لطول الثاني السبب وهو الجهل وأما الموت قرب فيستبعد شبابه على يعول اإلنسان أن لو بلده مشايخ أن المسكين يتفكر وليس الشباب مع

ألن قلوا وإنما البلد، رجال عشر من أقل لكانوا عدوا يموت شيخ يموت أن فإلى أكثر، الشباب في الموت

وكم لصحته، الموت يستبعد وقد وشاب، صبي ألف فالموت أصال، مرض دون من فجأة مات إنسان من

على بل مخصوص، عمر وال مخصوص زمن له ليس يكون أن اإلنسان األحوال جميع في له مستعدا

األموات من يرى بمن يعتبر أن وعليه واألوقات، األثر في شك ال فهو الدار، هذه عن يرحلون وسريعا

تجعل األمل وطول الغفلة أن شك وال بهم، يلحق األموات يرى عندما حتى الموت يستبعد اإلنسان فهو أمامه، الموت أن يظن أبدا يقدر وال عنه، بعيدا وهو فيه، وقوعه به، نزوله يشيع أنه يظن أبدا

تكرر قد هذا ألن جنازته، تشيع أن يقدر وال الجنائز، موت فأما غيره، موت مشاهد وهو وألفه، عليه

يقع، لم فإنه يألفه، أن يتصور ولم يألفه، فلم نفسه األول فهو هذه؛ بعد أخرى دفعة يقع لم وقع وإذا

البد أن ويعلم بغيره، نفسه يقيس أن وسبيله واآلخر.(1)#قبره في ويدفن جنازته، تحمل أن

شك ال الصادق اإليمان صاحب المؤمن واإلنسان هذه في البقاء على يحرص وال الله، لقاء يحب أنه

(.118-117 ص)15ج للغزالي، الدين علوم أحياء انظر( ?)1

79

ضعفاإليمان كان مهما ومكدرات منغصات من تخلو ال التي الحياة

يتمنى كان الصالحين من كثير وهناك نعيم، من فيها يتخذ لم فهو ولذلك سريعا، الدنيا هذه من يرحل أن

وال األمل طول من سلم ألنه الدنيا أسباب من شيئاالحالة: هذه توضح التي القصص بعض نورد أن بأس

أن الله: يروي رحمه الغزالي اإلمام قال معروفا ألحد فقال الصالة أقام – تعالى الله رحمة الكرخي

هذه بكم صليت فقال: إن بنا، فصلي تقدم أخوانه : وأنت معروف فقال غيرها، بكم أصل لم الصالة طويل إنك هذه، غير صالة تصلي أنك نفسك تحدث من يمنع فإنه األمل، طول من بالله نعوذ إذن، األمل

إلى أعيش أني علمت لو فوالله أنا أما العمل، خير.(1)ذلك علي لشق الثانية الصالة وقت يأتي أن

الرجل هـذا أمر إلى – الله رحمك – فانـظر الدنـيا أسقـط الذي الصالح وأصـبح حساـبه، من كليا

هـمه هـما الحياة هـذه بعد لما االسـتعداد هو واحدـا قالـ: إذا عـندما أخاه يلوم نراه ولذلك القصـيرـة الدنـيا

التي الصالة بكم أصـلي فلـن الصالة هـذه صلـيت األمل، طول من ذلـك ويعد بعدها، الوقت أن علـما

أن شك ساعات! ال ثالث يتجاوز ال ربما الصالتيـن بيـن آخر!! وادي في نعيش ونحن وادي، في يعيش هـذا إال تتحقق ال ربما أشـياء في ويفكر يخطـط بعـضنا إن ذلـك! علـيه يشق وال سـنة، ثالثيـن أو سـنة عشرين بعد اإليـمان قوة أن شك األمل! ال طول من يعده وال

الدنـيا أتخذ الرجل فهـذا وأكثر، هـذا تفعل للعمل دـارا يتخذها ولم اآلخرة، للدار اإلعـداد أجل من والنـصب

ال لذائـذها وإن قصـيرة أنـها لعلمه والمـتعة، للراحة دـار(.116السابق. ) المصدر انظر( ?)1

80

البـــابالثاني بالدار وفكره قلـبه تعلق ثم ومن التـنغيص، من تخلو

علـيه يشق فأصـبح هـناك، وراحـته سعادته ألن اآلخرة، مكثه أن يعلـم عـندما ويحزن الدنـيا، هـذه في البقاء العمل دـار من الخالص يريـد ألنه سـيطول، فيـها

إلى مطـمئن فهو والراحة، النعـيم دـار إلى والشقاء مؤمن الله، بوعـد مؤمن ربه، عفو تخالطه ال إيـماـنا على أو كتابه في الله أنزل بما شك ينغـصه وال ريـبة

يحب ولذلك – السالم علـيه – رسوله لسان ألنهـم إليـها االنـتقال ويـتمنون اآلخرة، الدار الصالحون

أنفسهـم وأطـمئنت الصالحة باألعـمال اآلخرة عمروـا وخربنا الدنـيا عمرـنا فقد نحن أما الله، عفو إلى

الخرـاب. إلى العمران من االنـتقال فكرهـنا اآلخرةالغزالي: لنا ينقله آخر موقف وهذا

عامر إلى تميم: جلست بني مولى سحيم قال$ أقبل ثم صالته في فأوجز يصلي، وهو عبدالله بن

أبادر. فإن بحاجتك فقال: أرحني عليتبادر. قلت: ما

الله. رحمك الموت قال: ملك.(1)#صالته إلى فقام عنه قال: فقمت

من طلب الذي الصالح الرجل هذا إلى فانظر لصالته يتفرغ أن يريد ألنه بحاجته يسرع أن جليسه

عليه يقبل أن يتوقع الذي الموت ملك يسابق فهو أن يريد فهو ولذلك روحه، فيقبض لحظة أي في

قد الموت، قبل الركعات من له الله شاء ما يصلي األمر هذا يكون زمن هذا، زماننا في مستغربا

بتمعن نظرنا لو ولكننا اإليماني، والجفاف الماديات(.123) ص السابق المصدر(?)1

81

ضعفاإليمان الصدق غاية في الصالح الرجل هذا كالم لوجدنا

مات إنسان من حياتنا في سمعنا فكم والصواب، دراسة وفي غيره، أو مرض من سبب بدون فجأة

في1910 عددها في السعودية الدعوة مجلة أجرتها آخر يكثر الفجأة موت$ بعنوان1424 رجب21

هذا زماننا في الموتى % من80 أن اتضح#الزمان وكم فجأة، ماتوا ولم نام إنسان عن سمعنا أيضا

قد الصالح الرجل هذا فمثل تلك، نومته من يستيقظ يسعى فهو ولذلك وزوالها، الدنيا انقضاء سرعة علم

أي يبادر فهو ولذلك المقامة، لدار لإلعداد جاهدا الرحيل، ساعة تعلن قبل عدته أخذ في يسابق من الصالحين أراه كما الدنيا يرينا أن تعالى فنسألعباده.

82

البـــابالثاني

والبطالين العابثين مجالسة وتزعزع اإليمان، تضعف التي األسباب من تعد على شيء بأي مبالين غير الناس فهؤالء العقيدة، الشهوات تحصيل هو همهم كل اإلطالق،

والعلى الله، ذكر على يعينون ال والملذات،وهم الصد عليهم الغالب بل إطالقا، أمره على االستقامة

يجالسهم والذي ، وأقوالهم بأفعالهم ذلك عن إال ذلك من يجني فلن وسهراتهم ملقاءاته ويحضر فمن أبى، أم ذلك شاء المعاصي، في والوقوع الشر، عاشر هؤالء من الحذر يجب ولذا منهم، صار قوما

إبليس، جنود فهم البعد، كل عنهم والبعد الحذر، كل الصطياد وشباكهم حيلهم ولهم الشيطان، وأعوان

يذهب وقد العابثة، مجالسهم إلى وسوقهم الشباب، من سيصلح أنه بحجة الصالحين الشباب بعض لهم

جماعة، ألنهم كبيرة؛ خطورة فيه وهذا حالهم، تكون والغلبة ينبغي لذا الفرد، على للجماعة غالبا

من أهبته يأخذ أن لذلك؛ التصدي على أصر لمن معه يكون وأن والنفسية، واإليمانية العلمية الناحية

الخطير. األمر هذا في لمؤازرته إخوانه بعض أن والحديث، المؤانسة أراد إذا اإلنسان وعلى

فإنه الصالحين، إلى يذهب إعانته أهمها كثيرة، أشياء منهم سيستفيد شك ال

به، وتذكيره – وتعالى سبحانه – الله طاعة على في الخير دواعي وتحريك اإليمانية عاطفته وصقل فاإلنسان نفسه؛ واالقتداء التقليد بحب مولع دائما قصد غير من أو وإرادة، بقصد ذلك كان سواء بغيره،

فيجد به؛ فيعجب الشيء؛ يرى أنه حيث إرادة، وال مدة بعد نفسه إليه، إلى مائال تجربته، في راغبا

83

ضعفاإليمان لذلك األلفة بفعل ذلك كل، ممارسته إلى مدفوعا

سبحانه – الله حذرنا وقد به، واإلعجاب الشيء الذين البطالين، صحبة من الكريم كتابه في – وتعالى الصالحة، األعمال ويهجرون الله سبيل عن يصدون القيامة يوم صاحبهم من يندم وبذلك ندما شديدا

من فعل ما على وندامة حسرة يديه يعض أنه حتى تعالى: قال بهم، واألنس مجالستهم

الفرقان: ]سورة27-30].

تعالى: وقال ــرف: ]ســورة – الرسول وقال ،[67الزخ

خليله دين على المرء$: – وسلم عليه الله صلىالترمذي. رواه#يخالل من أحدكم فلينظر وله أحب، من مع المرء$السالم: عليه وقال

الترمذي. رواه#اكتسب ما والسنة القرآن من النصوص هذه خالل ومن

وتزيد والعابثين، األشرار مصاحبة خطورة لنا يتضح السن صغار يصاحبهم من يكون عندما الخطورة هذه فإنهم$ والتجربة، الخبرة تنقصهم الذين الشباب من

ومرافقة األشرار، بمصاحبة يتأثرون ما سرعان العادات، أحط منهم يكتسبون ما وسرعان الفجار،

الشقاوة طريق في يسيرون بل األخالق، وأقبح اإلجرام يصبح حتى سريعة بخطى طباعهم، من طبعا

بعد ويصعب عادتهم، من متأصلة عادة واالنحراف من وإنقاذهم المستقيمة، الجادة إلى ردهم ذلك

بتعاليمه واإلسالم الشقاء، وهوة الضالل، وهدة أوالدهم يراقبوا أن إلى والمربين اآلباء وجه التربوية والمراهقة، التمييز سن في وخاصة تامة مراقبة

84

البـــابالثاني يغدون أين وإلى ويصاحبون، يخالطون من ليعرفوا

.(1)#ويرتادون يذهبون األماكن أي وإلى ويروحون؟

(.1/133) علون ناصح عبدالله اإلسالم، في األوالد تربية( ?)1

85

ضعفاإليمان

الثالث الباباإليمان ضعف آثار

والقلق. الكآبة-1الزنى.-2السرقة.-3الرشوة.-4المخدرات.-5الذات. وحب األنانية-6النفسية. األمراض كثرة-7

86

ضعفاإليمان

اإليمــــان ضعف آثــــار تورث موحشة جرداء صحراء الحياة تكون أحيانا

عليها تهطل وعندما القلق؛ وتزرع الكآبة، النفس في الناظرين تسر جميلة، واحة تصبح اإليمان سحائب

أحدهما وجهان النفوس! فللحياة إلى البهجة وتعيد تمده كئيب مظلم واآلخر اإليمان يغذيه جميل مشرق

المعاصي. وعلى العاقل دائما أن يحرص على البقاء في الجانب المشرق الجميل، ويبتعد بقدر ما يستطيع

عن الجانب المظلم الكئيب، ولكي يحسن البعد عن هذا الجانب فسنعرض بعض المشاهد والنماذج من

آثاره المدمرة للفرد والمجتمع؛ لكي يعرف اإلنسان أوصافها، ويميزها عندما تعرض له في دروب الحياة

ومسالكها المختلفة، فيكون على حذر منها يقولالشاعر:

للشر ال الشر عرفتلتوقيه لكن

من الشر يعرف ال ومنفيه يقع الناس

آخر:ويقول إال الفحشاء أعرف وال

بوصفها العوراء أنطق وال

مغضب والقلب

باإليمان، مشرقة حياتنا تبقى لكي ذلك كل عن الخير طرق في سائرة الرحمن، بطاعة سعيدة

دراسة عن الشر مهاوي عن مبتعدة وبصيرة، علم يستميلنا وال مخادع، يخدعنا فال ونظر، وفكر ووعي،

88

البـــابالثالث ضال.

وعواقب ضارة، آثار اإليمان لضعف أن شك وال منها يسلم فال مكان؛ كل في شررها يتطاير مدمرة،

أحد! بالمجتمع وتحل كيانه، فتزلزل الفرد تصيب

توازنه. فتفقده اآلثار هذه بعض الباب هذا في وسنستعرض هذا حذر على ونكون شرها من فنسلم لنعرفها الضارة،

فيها. الوقوع من كل من وحفظه برعايته يتوالنا أن الله نسألالتوفيق. وبالله الشرور،

89

ضعفاإليمان

والقلق الكآبة تغشاه بفطرته، حائر بطبعه، ضعيف اإلنسان

منها، له فكاك ال تكوينه، في داخلة ألمور الهموم أمر الدنيا هذه من أجله انتهاء بعد مصيره من فخوفه

أن يمكن التي المقادير من وقلقه باله، عن يغيب ال من وخوفه كثيرا، يزعجه أمر الدنيا حياته في تصيبه

وأحبابه وأهله دنياه ومفارقة وسكراته، الموت أيضا أو يرى عندما وخاصة دائما، له المحزنة األمور من

أحبابه من الدنيا هذه عن الراحلين عن يسمع أو حزن أي تسبب ال كلها األمور هذه لكن ومعارفه،

اإلجابة فلديه اإليمان، القوي للمؤمن بالنسبة قلق كل عن قلبه على الطمأنينة وتدخل نفسه، تريح التيالسابقة. التساؤالت هذه

القرضاوي: يوسف الدكتور يقول نفس كل أعماق في إن$ تناديه، خفية أصواتا

به يذهب الذي الجواب منتظره عليه تلح وأسئلةالنفس. وتظمئن القلق، من جاءا؟ أين من اإلنسان؟ ما العالم؟ ما

كيف بدءا؟ كيف هدفهما؟ ما يدبرهما؟ من صنعهما؟ ينتظرنا مستقبل أي الموت؟ ما الحياة؟ ما ينتهيان؟

الحياة؟... هذه بعد خلق، يوم من اإلنسان على ألحت األسئلة هذه لم الحياة، صفحة تطوى أن إلى عليه تلح وستظل

الدين. في إال شافية أجوبة لها – تجد ولن – تجد وهو الكبرى الوجود عقدة يحل الذي هو وحده الدين

90

البـــابالثالث تلك عن يجيبنا أن يستطيع الذي الوحيد المرجع

الصدور ويشفي الفطرة، يرضي بما األسئلة األسئلة هذه عن أجاب دين خير – خاصة – واإلسالم

السليم، والعقل النيرة، الفطرة ترضى شافية، إجابة هذا أن القرآن أعلن بل أعماقها، من تنبع إجابة بل

نفسها األصيلة الفطرة هو الدين

.[30الروم: ]سورة مؤثر بال ونفسها اإلنسانية الفطرة تركت فلو جاء هذا وفي نفسه، اإلسالم إلى النتهت خارجي – السالم عليه – اإلسالم رسول عن الصحيح الحديث

فأبواه الفطرة، على يولد مولود كل$ تقول#يمجسانه أو ينصرانه أو يهودانه شيء غير من يخلقوا لم الناس والعقل: إن الفطرة

حولهم: ذرة مما يخلقوا ولم أنفسهم، يخلقوا ولمالقرآن: ويقول السماء أو األرض في

سورة[ .[36الطور:

خالق من – إذن والعقل: البد الفطرة وتقول أن والبد العريض، الكون ولهذا العجيب، اإلنسان لهذا

نافذ الحكمة، بالغ العلم، واسع الخالق هذا يكون القرآن: القدرة. ويقول عظيم المشيئة،

سورة[ .[64-62غافر:

الحكيم الخالق هذا والعقل: إن الفطرة وتقول ووضع الكون، لهذا تنظيمه وراء يكون أن البد

91

ضعفاإليمان يكون أن حكمته وتعالت وحكمة غاية فيه اإلنسان

القرآن: عبثا. ويقول هذا كل خلق

(1)#.[39-38الدخان: ]سورة

هو – وتعالى سبحانه – بالله فاإليمان إذن من خالية سوية لحياة الدنيا هذه في الوحيد الضامن

هذه من الحياة تخلو وعندما واألحزان، والقلق الكآبةالعيش. ويصفو السعادة، تكون المنغصات

النار من للنجاة الوحيد الضامن هو واإليمانالجنة. في باالستقرار والفوز

ذلك ومع مؤمنون قائل: نحن يقول قد وهناعيشنا! صفو ويكدر حياتنا، يلون والحزن فالقلق

غارات أمام يصمد ال ضعيف إيماننا وأقول: إنوالوساوس. القلق

والحزن الكآبة هجمات يقاوم ال هش ويقيننا عليهم الله أنعم قد الناس بعض نجد فأننا ولذلك ذلك ومع والخير، والصحة المال من السابغة بالنعم التعاسة تالحظ نفسه؛ بخبايا بعضهم يبوح فعندما

ال أنه لك يعترف نفسه، تزلزل والكآبة روحه، تقلق يعلم تتغلغل وعندما به، يشعر الذي القلق لهذا سببا سبحانه – الله عن البعد أن تجد نفسه، أعماق في

في الواضح التقصير حيث السبب، هو – وتعالى والتقصير الله، مراقبة في والتقصير الفرائض،

بهذه الشديد والتعلق بالنوافل، القيام في الشديد حطامها من شيء فوات على واأللم والحزن الدنيا،

.96-95 والحياة، اإليمان( ?)1

92

البـــابالثالث إحساس ال بينما الزائل، من شيء فوات على إطالقا

على مخيمة وغفلة تام تكاسل هناك بل الدين، أمور والنتيجة ، الدين، بأمور يتعلق فيما المرء ذلك

قلق من وصفناه ما هي الدنيا، هذه في العاجلة قال المزعجة والحيرة العيش وتنغيص النفس، تعالى:

[124طه: ]سورة. مهب في ريشة إيمان وال دين بغير فاإلنسان$ وال وجهه، له تعرف وال حال، على يستقر ال الريح

مكين. قرار إلى يسكن جذور، وال له قيمة ال إيمان وال دين بغير واإلنسان

وال نفسه حقيقة يعرف ال حائر، متبرم قلق إنسان ألبسه الحياة. ولماذا ثوب ألبسه من يدري ال وجوده،

حين؟! بعد عنه ينزعه ولماذا إياه؟ سبع أو شره حيوان إيمان وال دين بغير وهو

أن – وحدهما – القانون وال الثقافة تستطيع ال فاتك،.(1)#أظفاره يقلما أو شراهته، من يحدا

تحدثنا أن وبعد في المظلم الجانب عن كثيرا ضعف يسببه الذي والقلق االكتئاب وهو الموضوع المشرق الجانب إلى ننتقل أن يستحسن اإليمان،

تعتبر التي النفس وراحة السعادة وهو األمر، هذا في الدنيا، الحياة هذه في اإليمان قوة ثمرات من ثمرة

الحقيقية السعادة فيها التي الجنة فإن اآلخرة في أماالمؤمنين. جزاء هي منغصات أية من الخالية الجميع يسعى التي الدنيا هذه في السعادة أما

أعيننا أمام الطائر الجميل الحلم$ مثل ولكنها لنيلها(.7) ص القرضاوي يوسف للدكتور والحياة اإليمان( ?)1

93

ضعفاإليمان به، نمسك أن نستطيع وال نراه ،(1)#نور من بأجنحة

لم ولكنه عليها الحصول أجل من الكثير تعب كم بالله اإليمان في إال تكون ال السعادة ألن ينجح، إيمانا

النفس، أغوار يمأل حقيقيا وريبة، شك كل ينفي أيمانا للعمل. الجوارح ويدفع بالسرور النفس يحرك إيمانا

طريق غير من السعادة عن الباحثون كثر وقد. المال جمع في السعادة يرى من : فمنهم اإليمان

. والرئاسة الجاه في السعادة يرى من ومنهم . الدنيا أمور من ذلك غير في يراها من ومنهم وال المال، أصحاب ال أنه لنا يثبت الواقع ولكن

راحة وهي الحقيقية لسعادة ا نالوا قد الجاه، أصحاب المال أصحاب ألن الهموم، جميع وانتفاء البال،

واستثماره حفظه، في والتفكير مالهم شغلهم الشقاء أبواب أحد بعينه وهذا ضياعه، من والخوف

الجاه. ألصحاب األمر وكذلك والهم، التقوى، أصحاب القوي اإليمان أصحاب أما

نصيب نالوا الذين فهم وتعالى، سبحانه الله ومراقبة في الطمع قطعوا قد ألنهم ذلك السعادة، من األسد

وسرعة بحقارتها لمعرفتهم الفاني الدنيا حطام نيل وأخذوا الدنيا خالق إلى بقوة اتجهوا ثم انقضائها، شيء لديهم يعد فلم وطاعته، بمراقبته أنفسهم في كبير رجاؤهم وكان الدنيا، أمور من عليه يخافون جنات ويدخلهم ذنوبهم يغفر أن جالله جل خالقهم وسمعنا قرأنا التي السعادة هي وتلك النعيم، كثيرا

هنا ننقل أن ويكفي التاريخ، مدار على أصحابها عن يقول: حيث المبارك بن عبدالله الرباني العالم قول لجالدونا الملوك بها علم لو سعادة في نعيش إننا

(.81) ص السابق المصدر انظر( ?)1

94

البـــابالثالث بالسيوف. عليها

ما الليل قيام الداراني: لوال سليمان ويقول من ألذ ليلهم في الليل أهل إن والله الدنيا، أحببت

ساعات بالقلب لتمر وإنه لهوهم، في اللهو أهل يرقص الجنة أهل كان فأقول: إن الله، بذكر طربا

طيب عيش لفي إنهم النعيم من فيه أنا ما مثل في.(1)عظيم ونعيم

الشاعر:ويقول السعادة أرى ولست

مال جمع هو التقي ولكن

السعيد

جمعوا الذين من كثير في عبرة ولنا أمواال وحازوا طائلة، يجأرون فهم ذلك ومع عريضا، جاها

وتنغيص الحياة، ونكد التعاسة، مرارة من بالشكوى لالنتحار يلجأ بعضهم أن حتى ، العيش مما تخلصا سمعنا وقد ، وحزن كآبة من به يشعر عما كثيرا والفرد ، العالم دول أغنى من تعتبر دولة في يحدث

فقد ذلك ومع العالم، في دخل أعلى يتقاضى فيها مركز فتح إلى اضطروا أنهم لدرجة فيها االنتحار كثر

أوروبا في السويد هي الدولة باالنتحار. وتلك خاص كثيرة ذلك على واألمثلة لدينا وليس جدا مجاالفيها. للتوسع

) ص بالي عبدالسالم وحيد للشيخ الليل لقيام الميسرة األمور( ?)136.)

95

ضعفاإليمان

الزنـــــــى يقدم فال اإليمان، ضعف آثار أهم من الزنى يعتبر

ورد وقد إيمانه، ضعف من إال الزنى جريمة على عليه الله صلى – الرسول فقال ذلك على النص #مؤمن وهو يزني حين الزاني يزني ال$: – وسلمعليه. متفق

أحد ونقصانه اإليمان ضعف أن نعرف هذا ومن إن بل الزنى، يقترف اإلنسان تجعل التي أألسباب الجريمة، هذه ممارسة أثناء بالكلية يزول اإليمان

فهي المعاصي، أهل قلوب قسوة لنا يفسر ما وذلك المواعظ، من ترق ال

بالتوبة الله تداركه من إال الزواجر من تتأثر والالنصوح.

ونهى تعالى الله حرمها وفاحشة جريمة والزنى تعالى: قال منها االقتراب مجرد عن

اإلسراء: ]سورة32].

من: البالغة االجتماعية األضرار من فيها لما وذلك واختالط الحرمات، وانتهاك األعراض، تدنيس

باإلضافة المجتمعات، وتحطيم األسر وتفكك األنساب، الزنى جريمة عن المتفرعة األخرى الجرائم بعض إلىواالنتحار. القتل مثل

ثمرته هي الزنى على المترتبة الكبرى والطامة الذين المساكين األطفال أولئك من التعيسة البائسة

ألنفسهم يعرفون ال الدنيا هذه إلى يخرجون وال أبا وال أما يعيشون شجرة، من مقطوعين والفرعا، أصال

96

البـــابالثالث هذا موظفون، رعايتهم على يتناوب المالجئ، في

من محرومين حياتهم يعيشون يأتي، وهذا يروح حنان ومن األسرة، دفء ومن الوالدين عطف

حياتهم، طوال والحزن األلم يطاردهم األقارب، من األسرة حنان لفقد نفسية بعقد يصاب وأكثرهم

آخر، جانب من االجتماعي االزدراء ولوجود جانب نكد من المساكين لهؤالء يحدث عما المسئول فمن

حياتهم؟ طوال وتعاسة إال تستمر لم التي الحرام الشهوة تلك أليست

طوال إنسان تعاسة في السبب هي معدودة دقائق التعاسة هذه تستمر فربما يدري ومن حياته، أجيااليحرم. ال فالمجتمع واألحفاد؛ األبناء تالحق

ونعود الدور له اإليمان ضعف أن لنؤكد أيضا اإليمان كان فلو الجريمة، هذه اقتراف في األكبر حيا

يعظم كان ولو الرذيلة، هذه من اقترب لما قلبه في الخوف هاجس كان ولو فيها، فكر لما الله حرمات

نفسه في وأهوالها والقيامة وعذابه القبر من أن فالبد الرذائل! إذن هذه فعل عن بهما ألنشغل

عن غفلة في المعاصي هذه يمارس من يكون يكون أن والبد اإليمانية، المعاني األجواء عن بعيدا

يكون أن والبد تعالى، بالله تذكره التي لكتاب هاجرا العلم لمجالس تارك السالم، عليه رسوله وسنة الله

– وتعالى سبحانه – الله خشية فقد حتى والذكر قال: حيث والذكر بالعلم مرتبطة تعالى الله فخشية

فاطر: ]سورة28].

الفسيح وميدانها المعاصي مطية هو فالجهل أوالدهم بتربية يعتنوا أن المسلمين على يجب ولذلك وتهذب الجهل ترفع التي اإليمانية التربية

97

ضعفاإليمان تربية القلوب، وترقق بالنفوس، األخالق،وتسمو

وتعظيم تعالى الله حب الصغار أنفس في تغرس واالقتداء – السالم عليه – الرسول وحب شعائره،

به. إيمانهم يتعاهدوا أن ينبغي في يكون بحيث دائما

وزيادة. نماء حالة والسنة بالقرآن العناية من يكثروا أن ينبغي

سامية معاني من فيهما ما الصغار يعايش بحيثمؤثرة. ومواعظ

يعم التي الرذائل تلك نحاصر أن نستطيع وبذلك كل في شرورها وتنتشر بأسرة، المجتمع ضررها ونحاصرها القوي باإليمان نحاصرها أن يجب مكان،

مكان. كل في ومفاسدها بأضرارها الوعي ببث المعاصي لمحاربة كله المجتمع يسعى أن يجب

فقد ؛ فاعلها على يقتصر وال متعدي، ضررها ألن كلها الله، إال مداها يعلم ال ومفاسد جرائم إلى بعضها تجر

على الله عند ما يؤثرون كيف الناس يعلم وعندما تسود فقط عندها ، زائلة ودنيا حقيرة شهوات

على الناس بين األمن وينتشر الخير، ويعم الفضيلة، يوصف ثم ومن وأموالهم، وأعراضهم أنفسهم يحب فيه فرد كل إيماني مجتمع بأنه كله المجتمع

لنفسه. يحب ما ألخيه

98

البـــابالثالث

99

ضعفاإليمان

السرقــــة والسرقة كيف إذ اإليمان؛ ضعف آثار إحدى أيضا

سمع وقد غيره، مال اغتصاب على اإلنسان يقدم أموال أخذ عن والسنة القرآن في المشدد النهي

تعالى: الله قال الناس،

الرسول وقال ،[38المائدة: ]سورة حين الزاني يزني ال$ – وسلم عليه الله صلى –

حين الخمر يشرب وال مؤمن، وهو يزني حين السارق يسرق وال مؤمن، وهو يشربها شرف ذات نهبة ينهب وال مؤمن، وهو يسرق ينتهبها حين أبصارهم فيها إليه الناس يرفعومسلم. البخاري رواه#مؤمن وهو

فانية الدنيا هذه بأن علم من ذلك يفعل وكيف عن اآلخرة الدار في محاسب وأنه عنها، راحل وأنه ضعف من إال ذلك يفعل ال يداه، اقترفت ما كل

والدار الموت ونسي الغفلة، منه وتمكنت إيمانه، الدنيا بهذه تعلقه لشدة اللحظة تلك في اآلخرة فيها يعيش كأنه حتى الفانية مخلدا. خالدا

تدفع التي األسباب في نبحث دعونا ولكن يخسر قد التي المعاصي هذه فعل إلى المسلم

كأن أعضائها، من عضو أو نفسه أو شرفه ألجلها أن األيام هذه في المالحظ ومن يده، فتقطع يسرق ماسة بحاجة ليس وهو السرقة يقترف الناس بعض جالله جل الله ألن ذلك إلى الجوع ألم يدفعه من مثل رزقه قد ليس وهو الزنى يفعل كثيرا! ومنهم خيرامتزوج! ألنه لذلك حاجة في

100

البـــاب اإليمان ضعف هو السبب ثانية: إن مرة ونقولالثالث

متيقظ، بقلب الله كالم يسمع لم الشخص هذا ألن بفؤاد – السالم عليه – الرسول كالم يسمع ولم

يذكره بحيث علم مجلس في يجلس لم فهو واعي، تكرر لو بأنه أجزم أكاد فأنني اآلخرة، والدار بالله عن والسنة الكتاب في ورد ما بعض سمعه على

من ذلك غير أو الرشوة أو الزنى أو السرقة يمارسها وكيف يفعلها، أن النادر من فإنه المعاصي

يمارسها وكيف واآلخرة، الدنيا في عقوبتها علم وقد نقص كثيرة: مثل أضرار له تسبب أنها عرف وقد

وسقوط أخالقه، وتدمير مروءته، وذهاب إيمانه، إذن سمعته... الخ، وتشويه الناس، بين منزلته

العلم مصادر عن بعيدون شبابنا أكثر أن المشكلة األخالق، وتتهذب النفوس، تزكوا به الذي الشرعي المعروفة مجالسة له العلم وهذا الصدور، وتنشرح المدارس وبعض المساجد في المحتسبين وشيوخه

قد الشباب من الفئة هذه ولكن والجامعات، انصرفت لمتابعة الطيبة المجالس هذه عن كليا

الفضائية القنوات عبر واإلثارة اللهو برامج تشويش عوامل من تخلو ال البرامج وهذه واألنترنت،

هؤالء نقنع كيف اآلن والمهم األخالق؛ وهدم اإليمان تعالى الله كالم إلى وينصتوا يستمعوا بأن الشباب

السالم؟ عليه رسوله وكالم والطهر النقاء برامج إلى نستميلهم وكيف

ألن صعبة مهمة هذه أن الشك األخالق؟ ومكارم ودغدغة واإلثارة باإلغراء مشحونة األخرى البرامج فيجب أمر من يكن ومهما الغرائز، وإثارة ، فالعواط

يتخطف بدأ داهم، خطر أمام األيدي مكتوفي نقف أال الطرق كل نسلك أن يجب بل أيدينا، بين من أوالدنا

101

ضعفاإليمان التقليل أو الخطر هذا لدرء الوسائل جميع ونستخدم

الوسائل: هذه بعض يلي فيما وسأذكر آثاره، من األسرة دور هو الوسائل هذه أهم لعل-1

نعومة منذ ألبنائها ومتابعتها ومراقبتها بدورها األسرة تقوم وعندما أظفارهم، كامال

يصبح اإلسالمي؛ والتوجيه التوعية مجال في من تمنعهم كافية حصانة الشباب لدى

لرب وينبغي الرذيلة، مستنقعات في االنزالق بحث وذلك اإليمانية، التربية يغفل أال األسرة

وحفظه، الله كتاب تالوة على األسرة أفراد وحفظها، الشريفة األحاديث بعض وقراءة أو يومي درس األسرة لدى يكون أن وينبغي

بعض يتخلله شهري حتى أو أسبوعي في وتؤثر القلوب، ترقق التي المواعظ ومثل األخالق، مكارم على وتحث النفوس،

بل أبدا، صعوبة فيه ليس الدرس هذا فما القراءة، يتقن إنسان أي إلقائه يستطيع

يختار أن إال عليه الرقائق كتب من كتابا مجالس أو دروس إلى الموزعة والمواعظ

كثيرة وهي – يومية فيها القراءة ويبدأ – جدا والمواعظ والحكم والسنة القرآن وسيجد

في أمامه مكتوبة كلها المفيدة، والمعلومات كتب الذي الدرس هذا الغرض. لهذا أصال

مجالس حضور على الصغر منذ الشباب حث-2 األب يكون بأن وذلك الذكر، وحلقات العلم ويصطحب هو يحضر حيث ذلك في لهم قدوة

أوالده. وسماع اإلسالمية التسجيالت من االستفادة-3

102

البـــاب من يتمكنوا لم التي والمحاضرات الدروسالثالث

في دور لألب يكون أن يجب وهذه حضورها،بسماعها. أوالده إقناع

المحرمة البث وسائل كل من المنزل تطهير-4 األخالق، وتدمر واإلباحية الدعارة تنشر التي

دخلت ما – والله – وهذه الذوق وتفسد بيتاأذلة. أهله أعزة وجعلت أفسدته إال

ووطنهم دينهم على الغيرة أهل على يجب-5 إلى الدعوة مجال في جهودهم يضاعفوا أن

واحد فكل المسلمين، شباب وإصالح ، الله مدرسته في فالمدرس ثغرة، على منهم والتاجر زمالئه، مع والموظف طالبه، وبين جيرانه مع والجار زبائنه، ومع سوقه في

يكونوا أن هؤالء وعلى حيه، وسكان إسالما الله إلى يدعون بحيث األرض على يمشي

أقوالهم. قبل بأفعالهم

103

ضعفاإليمان

الرشـــوة أي تطور من تحد التي الرذائل إحدى وهي

ال الحالة هذه في اإلنسان ألن فيه، تنتشر مجتمع إال الشخصية وحقوقه أمالكه على الحصول يستطيع

الله آتاهم الذين السفلة لهؤالء الطائلة األموال بدفع يأبى المقيت جشعهم ولكن والمال والحكم الجاه في الله والهم التي الواليات تلك استغالل إال عليهم

بالباطل. الناس أموال أكل إيمانه ضعف من إال يمارسه ال األمر وهذا

قول فيه يؤثر يعد فلم لخالقه، مراقبته وانتفت الله لعنة$: – صلى وسلم عليه الله صلى – الرسول

أحمد رواه#الحكم في والمرتشي الراشي علىوالترمذي.

المسلم يهز الكالم هذا إن فالرسول عنيفا، هزا هو واللعن الفعل هذا يقترف من يلعن السالم عليه

المسلم نجد فكيف الله؛ رحمة من واإلبعاد الطرد هناك كان إذا إال الرذيلة، هذه ويمارس يتجرأ هذا بعد

تحدثنا قد الخلل وهذا اإليمانية، التربية في كبير خلل الذي الفاعل الدور وذكرنا السرقة، موضوع في عنه

واألسرة والمدرسة والمجتمع الفرد به يقوم أن يجبوالزمالء. والمسجد الجميع يتعاون أن يجب أنه هنا، قوله أود والذي

النهاية في ذلك ألن إيمانية تربية النشء تربية في نترك عندما ألننا كله، المجتمع مصلحة في يصب االنحراف لديهم يحصل ثم صالحة، تربية بدون أبناءنا

وأذية ومخدرات ورشاوى، سرقات من حين، بعد ولو

104

البـــابالثالث كله. المجتمع يتحمله الضرر أن شك فال للغير

يهبوا أن الجميع على فينبغي كذلك األمر ومادام فال ثغرة على وكل وأنفسهم، ووطنهم دينهم لخدمة

من بشيء أحد يستهين أال وينبغي قبله، من يؤتى يقول قليلة، كانت لو حتى األمر هذا في المشاركة

تحقرن ال$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول المعروف من بوجه أخاك تلقى أن ولو شيئا

فلو بالهزل، وليس جد األمر أن ذلك#طلق شخص وكل واالستخفاف، التقاعس استمر ماال لحصل غيره؛ على بالمسئولية يلقي العالم على االنفتاح مع خاصة عقباه، تحمد تنشر التي المختلفة اإلعالم وسائل عبر

والرذائل، والفضائل والتقاليد العادات أننا$ مساء صباح والشر والخير نقرأ ما كثيرا

نشاهد كما الناس، من ونسمع الصحف، في من العامة المؤسسات تعانيه ما بأعيننا نحن

تتخرب وأدوات جدتها على تتوقف أجهزة حاجة مع تعطل ومصالح متانتها، على

تستغرق يوم، يكفيها وأعمال إليها، الجمهور نافعة مشروعات أن نجد لذلك ونتيجة أياما

تبعثر، مخلصة وجهود تفشل، طائلة وأمواال يتدهور كله ذلك بعد العام اإلنتاج وأن تضيع،

األمانة لفقدان إال ذلك وما تدهور أيما الذين أولئك عند الضمائر وخراب واإلخالص

لله يرجون ال وقارا لآلخرة يحسبون وال .(1)#حسابا

نبع إلى بالناس العودة هو كله ذلك وعالج(.297) القرضاوي د.يوسف والحياة، اإليمان( ?)1

105

ضعفاإليمان هذه بمحق وحده الكفيل فهو الصافي، اإليماني

في نقول: األمر أال وعلينا منها، التقليل أو القبائح وأن والبحر البر في ظهر قد الصعوبة،والفساد غاية

الفساد! بل بحر في قطرة ستكون القليلة أعمالنا بعد النتائج تهمنا وال نستطيع ما بقدر نعمل أن علينا بالعمل مطالبون نحن العالمين، لرب نكلها بل ذلك، يقول: حيث – وتعالى سبحانه – ربنا من

[105التوبة: ]سورة. فله العمل ويواصل بجد، يعمل أن اإلنسان فعلى

– الله من الجزيل والثواب العظيم األجر بذلك.– وتعالى سبحانه

106

البـــابالثالث

107

ضعفاإليمان

المخــــدرات الله عن البعد سببها التي الرذائل أهم من تعتبر

جديدة ظاهرة وهي مراقبته، وعدم – تعالى سبحانه ومدمرة فتاكة ولكنها اإلسالمية، المجتمعات على وهي االجتماعي، البناء في لبنة يعتبر الذي للفرد أوال

للمجتمع مدمرة بالتالي أخالقيا وال وأسريا، واقتصاديا السيطرة أجل من تبذل جبارة جهود هناك أن شك كثير قبل ومن الدولة، قبل من المشكلة هذه على ووطنهم دينهم على غيرة لديهم الذين األخيار من

ومجتمعهم. الرذائل وجميع بل الرذيلة، هذه أن والشك

الجانب طرق عن إال منها الحد يمكن ال األخرى القبائح هذه عالج في األول المنطلق فهو اإليماني،

عالج وأي باتزانه، وتخل المجتمع، وجه تشوه التي ألن بالفشل، عليه محكوم فهو الجانب هذا يتجاهل زوايا في يتغلغل الذي هو وحده اإليماني الجانب

فاإلنسان البشرية، النفس أغوار من عديدة وجوانب ليس وليس فقط جسما عاطفة وليس فحسب، عقال

والكره الحب إلى باإلضافة ذلك كل هو بل وكفى،آخره. والتطلع... إلى والطمع والرجاء والخوف واحد كل نعالج ذهبنا لو المتعددة الجوانب هذه

كرسنا إذا ولكن حتما، فسنعجز حده على منهما بمعالجة كفيل فذلك اإليماني الجانب في كله جهدنا إلى التائهة األنفس هذه نرد ألننا الجوانب، هذه جميع

بمن وجدير يصلحها، وبما بها أعرف هو الذي خالقها

108

البـــابالثالث التعظيم حق شعائره وعظم المعرفة حق ربه عرف

يرتدع أن الحقيرة دنياه وعرف الفانية ذاته وعرف والرذائل، المعاصي جميع عن تعالى، الله من خوفا

تشخص يوم في والنجاة الكرامة من عنده لما ورجاءاألبصار. فيه

له بالله اإليمان أن أثبتت كثيرة تجارب وهناك المعايب فعل عن الناس امتناع في السحر فعل

مهما البدني، والعقاب المادية، القوة بينما والرذائل، كان اليسير، النزر إال الردع من له يكن لم شديدا

وسنأخذ مثاال وضوح من فيه لما يكفي وأظنه واحدا كان الخمر أن ذلك المخدرات، موضوع من وقرب بها مولعين العرب ولعا وعندما الجاهلية، في كبيرا

في – وتعالى سبحانه – الله عند من تحريمها نزل أذعنوا الكريم القرآن من وذهبوا للتسليم، جميعا المدينة أزقة كانت حتى الخمر جرار يهرقون فورهم تعالى: قوله هي واحدة بكلمة وذلك منها تسيل

.

[91-90المائدة: ]سورة يدع ألن كافتين الكريمتان اآليتان هاتان كانت

أعظم فيه يجدون الذي المفضل شرابهم المسلمون نواديهم، في إعداده وطريقة بشربه ويتباهون لذة،

كله ذلك يقف ولم سمرهم، ومجالس وأشعارهم تنفيذ وبين بينهم حاجزا

يشحذ الذي اإليمان إنه$ – وتعالى سبحانه – الله أمر العزائم،

109

ضعفاإليمان والجالد المقاومة بقوى ويمدها بالنفوس، ويسمو

.(1)#والتقاليد العادات أسوار أمامها فتخر الباسل وهو التالي المثال نذكر المقابل الجانب وفي

للشعب استبان أنه حيث أمريكا في الخمر تحريم دراسات بعد للخمر الفادحة األضرار األمريكي

المجالس اتخذت فقد لذا عديدة؛ وبحوث مكثفة، وتعاطيها الخمر شرب بمنع قرارا هناك التشريعية

وقد األمريكية األراضي جميع في وشرائها وبيعها عام الخطير القرار لهذا األمريكي الدستور عدل

عشر( وفي الثامن )التعديل عنوان تحت م1919 عليه أطلق حظر بأمر التعديل هذا أيد السنة نفس

هذا لتنفيذ أعدت )فولستر( وقد قانون التاريخ الدولة وسائل كافة األمريكية األراضي داخل التحريم

الضخمة: وإمكاناتها الشواطئ، لمراقبة األسطول جند-1 منعا

للتهريب.الجو. لمراقبة الطيران جند-2 كل واستخدمت الحكومة أجهزة شغلت-3

الدعاية وسائل مضارها، وبيان الخمر لمحاربة واإلعالم والكتب والصحف المجالت كذلك وجندت

واألحاديث والسينما والصور والنشراتوغيرها. والمحاضرات

الخمر ضد الدعاية في الدولة أنفقته ما ويقدر الكتب قيمة دوالر( وبلغ مليون )ستين على يزيد بما

(.216) ص القرضاوي د.يوسف والحياة اإليمان( ?)1

110

البـــابدوالر(. ماليين )عشرة والنشراتالثالث

تنفيذ سبيل في الدولة تحملته ما بلغ وقد هذا14 مدة في القانون هذا وخمسين مائتين فقط عاما

ثالثمائة المدة هذه في أعدم وقد دوالر، مليون الغرامات وبلغت نفس،532335 وسجن نفس،

قيمته ما األمالك من وصودر دوالر، مليون عشر ستة يزد لم ذلك كل ولكن دوالر، ماليين وأربعة )أربعمائة

إال األمريكية األمة بالخمر، غراما تعاطيها، في وعنادا هذا إلغاء إلى1933 سنة الحكومة اضطرت حتى

.(1)#مطلقة إباحة الخمر وإباحة القانون ونجح األساطيل فشلت كيف أرأيتم

اإليمان؟ عندما طواعية الخمر تركوا المسلمون

الله بأن أيقنوا وعندما قلوبهم اإليمان باشر سيعوضهم ترك من$ الجنة في خيرا لله شيئا

الله عوضه رغم يتركوها لم واألمريكيون#خيرا الضاربة القوة ورغم بضررها العقلي االقتناع

فبماذا بالقوة!، القانون لتنفيذ أعدت التياألمر؟ هذا تفسرون

القلوب بشاشته خالطت إذا اإليمان إنه مشاكلنا كل في اإليمان لسالح نلجأ أن فعلينا

الله. بإذن الحل وسنجد قبل مبدأ)الوقاية ىنركزأوالعل أن وعلينا

أنفسنا على نوفر العالج( وبذلك كبيرا. جهدا

(.218) ص السابق المصدر نفس( ?)1

111

ضعفاإليمان

الذات وحب األنانية بالشعوب يفتك وبيل داء وهي فتكا ذريعا

له الخير يكون أن يريد األناني اإلنسان ألن وحده، رياح تهب عندما ويحزن يتألم وأحيانا هذا أن يعني بالتالي وهذا غيره، إلى الخير

هو بل مجتمعه، مع التعاون يحب ال اإلنسان إذا بالمجتمع الضرر أكبر إللحاق استعداد على حبه ألن له، شخصية مصلحة ذلك في كان

لدينه العليا المصالح أنساه قد لنفسه الطاغي تأمل لو األناني وهذا وأمته، أن لوجد قليال

يصب إخوانه مع التعاضد مصلحته في أساسا الحثيث سعيه ولكن حين، بعد ولو الشخصية؛

شيء أي عن أعماه وحسب ذاته سبيل في إال يعمل وال ذاته، في إال يفكر ال فهو آخر، وحب األنانية غريزة$ ألن شهواته، أجل من

بشر يخلو يكاد ال جبارة عاتية غريزة الذات وتوجيهها له، دفعها وقوة عليه، سلطانها من

إلى األنانية تدفعهم الناس لترى وإنك لسلوكه، التنافس ويدفعهم ومتاعها، الدنيا على التنافس

إدعاء إلى ذلك ويدفعهم واالختصام، التنازع إلى حقوق، من عليهم ما وجحود لهم، ليس ما

يطل وعندما بالباطل، الناس أموال وأكل حب إال يكون ال برأسه الخصومة شيطان

وسيلة. وأية ثمن، بأي الغلبة أطفأ المعركة دخل إذا اإليمان عنصر ولكن

112

البـــابالثالث نارها فصارت الخصومة، لهب وسالما، بردا

فاستحالت األنانية طغيان وحطم تسامحا إلى األدنى المتاع من بالمؤمن وحلق وإيثارا،.(1)#األعلى المثل

فهي اإليمان بضعف األنانية عالقة أما قوي إيمان لديه األناني هذا كان فلو واضحة لنفسه، يحب ما المسلمين إلخوانه ألحب

بين والتسامح والمحبة التعاون روح ولسادتن – السالم عليه – الكريم والرسول الناس، بي

إلخوانه يحب حتى يكتمل ال المسلم إيمان أن يؤمن ال$قال: حيث لنفسه يحب ما المسلمين

يحب ما ألخيه أو لجاره يحب حتى أحدكممسلم. رواه#لنفسه

السالم: عليه قال أخرى رواية وفي حتى عبد يؤمن ال بيده نفسي والذي$

يحب ألخيه( ما قال )أو لجاره يحبمسلم. رواه#لنفسه

العظيمة الكنوز من يعتبر الحديث وهذا به عملنا فلو كثيرا، المسلمون عنها غفل التي كثيرة، ورذائل شرور الختفت حياتنا شئون في

الناس، بين والمحبة والتعاون الخير ولظهر فما المسلمين، بين واألنس السعادة تعم حتى

والبر إليه واإلحسان المسلم أخيك محبة دامت من روحك ويطهر إيمانك في يزيد به

تفعل وعندما منها، تستكثر ال فلماذا الشوائب،(.213) القرضاوي د.يوسف والحياة، اإليمان( ?)1

113

ضعفاإليمان أنت ستكون ذلك

من تتطهر عندما روحك ألن المستفيدين؛ أول وتسعد، سترتاح والحسد والضغائن األحقاد

والله – هو وهذا بالك، ويرتاح قلبك وسيطمئن تعيش عندما السعيدة، والحياة الطيب العيش –

والصفاء المحبة تسوده مجتمع في منه وتختفي والتعاون، األلفة عليه وتخيم

وسعادة أمن في فالجميع واألحقاد، العداوةوحبور.

114

البـــابالثالث

النفسية األمراض كثرة تصل التي النفسية األمراض إلى أحيانا

سببها يكون واختالطه، العقل اضطراب غالبا سبحانه – الله عن والبعد اإليمان ضعف

ال ربه، عون بدون ضعيف فاإلنسان – وتعالى ومصائب الحياة متاعب مواجهة على يقوي فهو وحده، الدنيا ذلك إلى ماسة بحاجة دائما

يجعله الذي النفسي العون رابط متماسكا الدنيا مصائب من شيء به ينزل عندما الجأش

الكثيرة. بالتجارب النفسيين األطباء لدى ثبت وقد$

من اآلخر واليوم بالله اإليمان أن المتكررة األمراض على القضاء في الفعالة األدوية أعظم

عالج في بالدين استعان منهم وكثير النفسية، في ذلك وسجلوا نجاح، أعظم فنجحوا مرضاهم

.(1)#الناس على نشروها وكتب ومقاالت بحوث نسمع ونحن النفسية األمراض حاالت من كثيرا

وليس يطاق، ال جحيم إلى أصحابها حياة أحالت التي حالتهم بحث يتم وعندما كذلك، أسرهم بل أصحابها

هو إيمانهم وضعف – وجل عز الله عن بعدهم أن نجد وصلت حتى حالتهم، تعاظم في األهم السبب بالله المؤمن اإلنسان أما الجنون، إلى ببعضهم إيمانا

فهو االكتئاب، لكابوس نفسه يسلم لن فإنه مستقرا، عن الضرورية حياته وشئون وعبادته بربه مشغول

(.345) القرضاوي والحياة. د.يوسف اإليمان انظر( ?)1

115

ضعفاإليمان واإلنسان والوساوس، الهموم هذه يشغل لم إذا

يعرف المؤمن واإلنسان بالشر، أشغلته بالخير نفسه فال بعباده، رحمته ويعرف – وتعالى سبحانه – ربه

عرف يقلق؟.. إذا ولماذا المزلزل، القلق بذلك يشعر وخسة وفائها، وقلة انقضائها وسرعة الدنيا هذه

عرف المقابل وفي أبدا، ألحد تصفو ال وأنها شركائها، جميع من وخلوها نعيم، من فيها وما اآلخرة، الدار

من عمل بما الجنة له الله كتب لمن المنغصات تأتيه أين من هذا فمثل الدنيا، هذه في صالحة أعمال

نفسه في تجد ال أنها أصال؟ النفسية األمراض فراغا أو أصيب من على ينبغي ولذلك فيه، تحل مكانا

يعالج أن األمراض هذه من بشيء وعالقته إيمانه أوال طاعة إلى الصادقة بالعودة إال يكون ال وهذا بربه، الله، فرض بما وااللتزام – وتعالى سبحانه – الله

بالطاعات يزيد اإليمان فإن الله، حرم عما واالبتعاد المرض هو اإليمان ونقص بالمعاصي، وينقص

الله على اإلقبال هو وعالجه والحزن، والهم النفسي الفانية الدنيا بهذه التعلق وترك – وتعالى سبحانه –

بعد والمصير عنها، الرحيل في التفكر من واإلكثارالموت. اإليمان ضعف أثار من ذكرنا بما وسنكتفي هذا

الحسد مثل الحصر تفوق متجددة كثيرة فهي وإالذلك. وغير الناس وظلم الخلق وسوء والغيبة والكذب واألمراض والجرائم الرذائل جميع أن شك وال

أما اإليمان، ضعف رحم من إال تخرج ال االجتماعية الحصانة فهي الله أمر على واالستقامة اإليمان قوة

نجد ال فنحن الشرور، هذه كل من الواقية إنسانا

116

البـــابالثالث الله، شرع على مستقيما بأوامره، عامال مجتنبا

ذلك مع نراه ثم نواهيه، مستنقع في منغمسا أو الجرائم، دينه، من له ألن الرذائل، بحر في سابحا اآلخرة الدار بأمر واشتغاله ربه، من والخوف سياجا

والمعاصي. الرذائل في الوقوع من يمنعه

117

ضعفاإليمان 110

الرابع الباباإليمان ضعف عالج

واعظا. بالموت كفى-1 من واإلكثار الفرائض، على الحفاظ-2

النوافل.الله. مخلوقات في التفكر-3تعالى. الله عظمة استشعار-4وباطل. لغو كل اعتزال-5الصالحين. سير على االطالع-6المقابر. زيارة-7وتدبر. فهم قراءة القرآن قراءة-8القلوب. تطمئن الله بذكر أال-9

الذكر. مجالس وحضور العلم، طلب-10

ضعفاإليمان

اإليمـــان ضعف عالج من القلب، وقسوة اإليمان، ضعف أن شك ال

إال ذلك ينكر ال هذه، أيامنا في ةالفاشي المآسي مستطير، وشر داهم، خطر شك بال مكابر،وهذا

يقول ، منه والحد لعالجه السبل كل اتخاذ ينبغي عبد ضرب :ما دينار بن مالك الزاهد الرباني اإلمام تنتشر ال ! وكيف القلب قسوة من أعظم بعقوبة

المفضلة العصور في ظهورها بدأ وقد األيام هذه في الله رضي – الصحابة بعض منها يشكو كان حيث أشد يتألمون كانوا أنهم وبينهم بيننا والفرق – عنهم فقد ذلك، يجدون عندما الحزن أشد ويحزنون األلم، وسلم عليه الله صلى – الرسول إلى يسرعون كانوا

الشيطان، وسوسة من يحسون ما عليه شاكين – ما نفسه في ليجد أحدنا إن الله رسول يا$قائلين:

أن من إليه أحب األرض إلى السماء من يخر ألن يتكلم أن أحدنا يتعاظم ما$ رواية وفي#به يتكلم

الله رضوان – الصحابة حال مسلم.. فهذا رواه#به أو السماء من يخر أن يتمنى أحدهم كان – عليهم أو دينه يمس وال دنياه، في مصيبة أكبر له تحدث المعرفة، حق الله عرف من فهم عقيدته، تخدش

التعظيم حق فعظموه

اإلحاطة بقوة اتصف من وهم ،[32الحج: ]سورة اآلخرة. نعيم إلى التطلع وشدة الدنيا، بحقارة

محمد مدرسة في تربوا وقد ذلك يكون ال وكيف عليه الله صلى –

120

البـــابالرابـع وارتووا الصافي، المعين ذلك من ونهلوا ؟ – وسلم

من نقاءه يستمد الذي العذب المورد ذلك من بالوحي السالم عليه جبريل ينزل حيث السماء،منجما. كان الشيطان فإن ذلك ومع إغواء على حريصا

اليأس، يعرف ال ألنه إيمانهم قوة كانت مهما البشر وطأته يشدد والشيطان باطله، في التعب يدركه وال

إنما ألنه$ القوي اإليمان أصحاب على بالوسوسة عليه فينكد إغوائه، من يأس لمن يوسوس

يأتيه فإنه الكافر وأما إغوائه، عن لعجزه بالوسوسة بل الوسوسة على حقه في يقتصر وال شاء حيث من

.(1)#أراد كيف به يتالعب مع – الله رضوان عليهم – الصحابة حال هذا إذن

بضعف نحس فإننا نحن أما الطارئة، الوساوس علينا تهجم الوساوس ونجد حياتنا، صفو يعكر اإليمان

أعمالنا هزال في ذلك أثر فنرى جانب؛ كل من ذلك ومع المعاصي، اقتراف على وجرأتنا الصالحة،

فهو حصل إن وألمنا قليل، فهو وجد إن حزننا فإن وإنا الله!، رحم من إال ديننا في مصيبتنا على يسير

مصيبتنا كانت لو ذلك وعكس راجعون، إليه وإنا لله ويكثر جزعنا، يشتد حيث يختلف األمر فإن دنيانا في

على الحزن به يؤدي الناس بعض هناك بل ألمنا، فوات سمعنا وقد االنتحار، إلى الدنيا حطام من شيئا وحاالت الصنف، هذا من كثيرة حاالت عن وقرأنا

آثار أحد تعد وهي تكثر، بدأت عامة بصفة االنتحار،اإليمان. ضعف

بعض له يوجه عندما أحدنا أن نالحظ ونحن(.2/154) مسلم صحيح على النووي شرح( ?)1

121

ضعفاإليمان أو بشخصه، استهانة فيها يحس كلمة الناس احتقارا

الليل يبات لذاته؛ ساهرا ولكنه أصابه، مما مهموما بعض يصيب وقد جماعة، في الفرض عليه يفوت قد الله حرم ما حرمات تنتهك وقد قاصد، غير أو قاصدا

يشعر وال ألم بأي يحس فال ذلك أمامه! ومع الله اإليمان ضعف من يعد هذا أن شك انزعاج! وال بأدنىعالجه. في يسعى أن المسلم على يجب الذي

وإعادة تجديده، في والسعي اإليمان، وتفقد إليها دعا التي األمور من – منه تهدم ما ترميم

وحث – وسلم عليه الله صلى – الكريم الرسول اإليمان إن$السالم: عليه قال فقد عليها المسلمين

الثوب، يخلق كما أحدكم جوف في ليخلق #قلوبكم في اإليمان يجدد أن الله فاسألوا

السلسلة في ( وهو1/4) المستدرك في الحاكم رواه في الطبراني رواه الهيثمي ( وقال1585) الصحيحة

كما القلب في يبلى فاإليمان$: (1)حسن بإسناد الكبير قلب وتعتري قديما، وأصبح اهترأ إذا الثوب يبلى

المعصية سحب من سحابة األحيان بعض في المؤمن الله صلى – الله رسول لنا بينها الصورة وهذه فيظلم،

وله إال قلب القلوب من ما$ بقوله – وسلم عليه علته إذا مضيء القمر بينا القمر، كسحابة سحابة نعيم أبو رواه#فأضاء عنه تجلت إذ فأظلم، سحابة

الصحيحة. السلسلة في وهو الحلية في عليه تأتي فالقمر ضوءه، تغطي سحابة أحيانا

ضوء فيرجع وتنقشع، تزول الزمن من برهة وبعد قلب وكذلك السماء، ليضيء أخرى مرة القمر

تعتريه المؤمن المعصية، من مظلمة سحب أحيانا1(? ) (.29) المنجد محمد اإليمان، ضعف ظاهرة عن نقال

122

البـــابالرابـع فإذا ووحشة ظلمة في اإلنسان فيبقى نوره، فتحجب

انقشعت وجل عز بالله واستعان إيمانه لزيادة سعى.(1)#كان كما يضيء القلب نور وعاد السحب، تلك

دينه وتفقد إيمانه مراقبة المؤمن من والمطلوب تخيم اإليمان ضعف سحب أن يالحظ فعندما دائما وعليه المعضلة، هذه بعالج يبادر القلب سماء على

يدخر وأال جهده، عظيم ذلك سبيل في يبذل أن شيئا عنه وتكاسل أهمله إن فإنه األمر، هذا في وسعه من

بعد. فيما عالجه وصعب خطره، اشتد ألجل سعيه من يسأم أو يمل أال المسلم وعلى

أن فليتذكر التعب من شيء أدركه وإذا إيمانه، تقوية سعادته هي طيبة، مباركة ستكون العمل هذا عاقبة

وفوزه النار من نجاته وهي باله، وراحة الدنيا، فياآلخرة. الدار في بالجنة

كل من إليه الوصول يريد الذي هدفه وليكن قلبه، في اإليمان حالوة طعم يجد أن هو سعيه،

المنى، وتحقيق الهدف، حصول بقرب نفسه وليمني الحماس وجذوة متقدة، النشاط شعلة يبقي لكي

اليأس جنود تستطيع لن الحالة هذه ففي ملتهبة، أعوان يقدر ولن عزيمته، تفل أن واإلحباط

ما أضعف ألنهم إرادته، يضعفوا أن الشياطين لم الله فإن الصلبة، المؤمن إرادة أمام يكونون

للشيطان يجعل تعالى: قال المؤمنين على سلطانا

إلى اإلنسان يصل وعندما ،[42الحجر: ]سورة بعد حصانة لديه يكون شاق، جهاد بعد اإليمان حالوة فهو اإليمان، تضعف التي األمراض جميع من ذلك

(.30-29) المنجد محمد اإليمان، ضعف ظاهرة( ?)1

123

ضعفاإليمان نفسه إلى محبب شيء في يفرط أن يمكن ال نفسه

معاناة. بعد عليه حصل تخرج ال القلوب بشاشته تخالط عندما فاإليمان

حالوته، ذاق من اإليمان في يفرط فكيف أبدا، منها وفرحت معانيه، بسمو روحه وسعدت لذته، وطعممقاصده. بجميل نفسه

– وسلم عليه الله صلى – الكريم الرسول يقول اإليمان: حالوة بهن وجد فيه كن من ثالث$:

سواهما مما إليه أحب ورسوله الله يكون أن أن يكره وأن لله، إال يحبه ال المرء يحب وأن كما منه الله أنقذه أن بعد الكفر في يعود البخاري رواه#النار في يقذف أن يكره

ومسلم. سيكون قلبه في اإليمان حالوة وجد فمن إذن النار في ببدنه يلقي أال على حرصه مثل عليها حريصا

السالم. عليه الرسول بذلك أخبر كما الموصل الطريق في السير نجد أن هنا فالمهم

من علينا خوف فال وصلنا إذا أما اإليمان، حالوة إلى المستطابة األشياء من هناك يوجد لما أبدا؛ العودةأحد. عنها يتخلى أن يستحيل التي اللذيذة

إذا$الله: رحمه الحنبلي رجب ابن اإلمام يقول ظهر وحالوته، طعمه ووجد اإليمان، حالوة العبد ذاق

اللسان فاستحلى وجوارحه لسانه على ذلك ثمرة طاعة إلى الجوارح وأسرعت وااله، وما الله ذكر يدخل كما القلب في اإليمان حب يدخل فحينئذ الله، حرة الشديد اليوم في برده الشديد البارد الماء حب

عطشه. الشديد للظمآن

124

البـــاب من القلوب إلى أكره اإليمان من الخروج ويصيرالرابـع

.(1)#الصبر من عليها وأمر النار، في اإللقاء الوسائل بعض التالية الصفحات في وسنذكر هذا

إيمانه، ضعف عالج على المسلم تعين التي الشرعية الشهوات، أسر من روحه لتتحرر قلبه، قسوة وإذابة

في مرفرفة اإليمان، سماء في محلقة وتنطلق من متخلصة عاله في موالها قاصدة الفضاء، طبقات

في مجاهدة الطبع، جفوة عن هاربة األرض، ثقلخالقها. رضى

253) المعارف لطائف( ?)1 ) كرزون د.أنس القلوب، ربيع عن ( نقال159.)

125

ضعفاإليمان

126

البـــابالرابـع

بالموت كفى واعظا بأمور نفسك تتعلق وعندما قلبك، يقسو عندما

هذه إلى روحك تهفو وعندما الزائل، وحطامها الدنيا الرئاسات من الناس بها يتزين التي األمور

والدور، والقصور واألموال والمجد والجاه والمناصب سترحل أنك وتتذكر الموت، تتذكر أن إال عليك فما الدنيا هذه عن إن حتما فالمسألة آجال، أو عاجال

التي الدنيا أمور من ترى ما كل وإن وقت، مسألة كل وسيعود الفناء، إلى ستصير بها الناس يتباهى شيء التراب! من خلق كما ترابا

سيجعلك األمر هذا في والتفكر التأمل إن حتما حقيقتها على تراها حيث الدنيا، هذه في تزهد

تنغيص من تخلو ال ولذاتها الفناء، إلى فمصيرها ولماذا بعدها؟ ما ونسيان إليها الركون فلماذا

فيها؟ مخلدون وكأننا بها االنشغال لو للناس عجبا يا

فكروا إلى الدنيا وعبرواغيرها

أهل فخر إال فخر الالتقى أن الناس ليعلمالتقى في لإلنسان عجبتفخره

وله أ من بال ما

أنفسهم وحاسبواوأبصروا

معبر لهم الدنيا فإنما ضمهم إذا غدا

المحشر ما خير كانا والبريدخر قبره في غدا وهويقبر

يفجر آخره وجيفة ما تأخير وال يرجو

127

ضعفاإليمان نطفة

تقديم يملك ال أصبحما

إلى األمر وأصبحغيره

يحذر وما يقضي ما كل في

يقدر

ألنه للموت، الذكر دائم يكون أن للعاقل وينبغي هي الموت عن والغفلة أبينا، أم شئنا واقعة حقيقة

المعاصي، إتيان في يتساهل اإلنسان تجعل التي ذخره بها التي الصالحة األعمال من حظه وينسى

عليه الله صلى – الرسول حثنا وقد اآلخرة الدار في أكثروا$فقال: الموت ذكر من اإلكثار على – وسلم

ابن رواه الموت يعني#اللذات هادم ذكر منوالترمذي. ماجه

الموت ذكر من أكثروا$السالم: عليه وقال وروى ،#الدنيا في ويزهد الذنوب يمحص فإنه بالموت كفى$قال: أنه السالم عليه عنه واعظا

بالموت كفى .#مفرقا نفسه دان من الكيس$السالم: عليه وقال

اتبع من والعاجز الموت، بعد لما وعمل.(1)#الله على وتمنى هواها، نفسه

ـيـجـعـلـه ـاـلـذـي ـفـهـو ـلإلـنـسـاـنـ، ـمـفـيـد ـاـلـمـوـت ـفـذـكـر ـمـسـتـعـدـا ـاـلـرـحـيـلـ، ـلـلـحـظـة دـاـئـمـا ـبـاألـعـماـل ـمـتـزـوـدـا ـبـهـذـه ـمـغـتـر ـغـيـر ـوـاـلـحسـاـبـ، ـاـلـعـرض ـلـيـوـم ـاـلـصـاـلـحـة

ـجـذـبـت ـاـلـتـي ـاـلـدـنـيـا ـفـي ـوـأـبـعـدـتـهـم ـاـلـنـاـس ـمـن ـكـثـيـرـا) ص للقرطبي اآلخرة وأمور الموتى أحوال في التذكرة انظر( ?)1

14-15.)

128

البـــابالرابـع ـفـجـأـةـ! ـوـنـدـموـا ـاـلـمـوـت ـجـاـءهـم ـحـتـى ـاـلـغـفـلـة ـأـوـدـيـة

ـلـم ـاـلـذـيـن ـاـلـصـاـلـحـيـن ـأـحـد ـأـن ـيـرـوـى ـمـنـدـمـ، ـسـاـعـة ـوالـت ـيـعـظ ـكـان ـ– ـوـاـلـقـنـاـعـة ـاـلـزهـد ـوالـزـمـوـا ـبـاـلـدـنـيـا، ـيـغـتـرـوـا ـنـعـيـم ـفـيـهـا ـوـمـا ـاآلـخـرـةـ، ـبـاـلـدـاـر ـوـيـذـكـرـهـم دـاـئـمـاـ، ـاـلـنـاـس ـكل ـفـي ـبـاـلـمـوـت ـوـيـذـكـرـهـم ـاـلـنـاـرـ، ـعـذـاـب ـأـو ـاـلـجـنـة

ـمـنـاـسـبـةـ، ـعـن ـزـاـجـر ـأـكـبـر ـيـعـد ـاـلـمـوـت ـأـن ـمـنـه ـاـعـتـقـادـا ـعـلـى ـلإلـقـباـل دـاـعـي ـوـأـكـبـر ـاـلـمـعـاـصـيـ، ـاـقـترـاـف ـاـلـمـحـسوـمـة ـاـلـحـقـيـقـة ـفـهـو ـاـلـصـاـلـحـةـ، ـاألـعـماـل

ـاـلـمـشـاهـدـةـاـلـنـاـسـ. ـلجـمـيـع

مواعظه يبدأ الرجل هذا وكان صوته: رافعا انتهى وعندما الموت الرحيل.. الرحيل.. يقصد

ثقيل؛ كرب الناس أصاب ومات الواعظ هذا أجلدائما... بالرحيل يذكرهم من عنهم رحل فقد

الشعراء:فقال أحد بالرحيل يلهج مازالوذكره فأصابه متيقظا

متشمرا

ببابه أناخ حتىالجمال

تلهه لم أهبة ذااآلمال

استشعار يورث أنه الموت ذكرت فوائد ومن$ كل في والتوجيه الفانية، الدار هذه عن االنزعاج

ال اإلنسان إن ثم الباقية؛ اآلخرة الدار إلى لحظة فإن ومحنة، ونعمة وسعة، ضيق حالتي عن ينفك عليه يسهل الموت فذكر ومحنة، ضيق حالة في كان

منه، أصعب والموت يدوم، ال فإنه فيه، هو ما بعض من يمنعه الموت فذكر وسعة نعمة حالة في أو

129

ضعفاإليمان عنها... وقال لقطعه إليها والسكون بها، االغترار

أشياء: بثالثة أكرم الموت ذكر من أكثر الدقاق: من ومن العبادة، ونشاط القلب، وقناعة التوبة، تعجيل التوبة أشياء: تسويف بثالثة عوقب الموت نسي.(1)#العبادة في والتكاسل بالكفاف، الرضى وترك

عديدة: أصناف على الموت ذكر في والناس بكليته منصرف غافل بقلب يذكره من فمنهم

أحد لموت ذهنه على خطر وإنما الدنيا، أمور إلى الناس، فجأة الذهن على الموت يخطر قد وأحيانا أحد، فيها يماري ال واقعة حقيقة فهو مقدمات وبدون بالدنيا التعلق الشديد اإلنسان هذا مثل ولكن

الحالة هذه في الموت بذكر ينتفع ال الفاني وحطامها مكان فيه فليس الدنيا، بأمور قلبه اشتغال لشدة ومضة لديه الموت ذكر كان وإنما غيرها، لشيء فيه تجد فلم القلب قصدت خاطفة فرحلت! مكانا

شعر الموت ذكر إذا الناس من صنف وهناك يفرق سوف الموت أن هو واحد ألمر والهم بالقلق

ثم ومن الدنيا، هذه في نعمة من فيه هو ما وبين بينه األفكار تبدأ ثم وذمه، الموت ببغض نفسه تمتلئ

مثل: الناحية هذه من ذهنه تطرق الشيطانيةالناس؟ يموت لماذا الموت؟ من الجدوى ما االبتعاد للعاقل وينبغي خطيرة، الوساوس وهذه توصل قد فهي ذلك، في النفس ومجاهدة عنها،

– وتعالى سبحانه – الخالق في التفكر إلى اإلنسان قد الموت وبغض البشر، على الموت قدر الذي فهو

(.17 ،16) ص السابق المصدر( ?)1

130

البـــابالرابـع يكون يسوء حيث بالله والعياذ الخاتمة لسوء سببا

وقطع الموت له سبب الذي ألنه بالله اإلنسان ظننعيم. من فيه هو ما عنه

عليه بل الموت، كره من يحذر أن اإلنسان فعلى وأنه عليه، النفس يوطن أن من أفضل يكون أحيانا

والعجز الشيخوخة مثل كثيرة حاالت في الحياة ونعيم المرء بين يحول أنه أما الشديد، والمرض

وأحسن أفضل الجنة نعيم ولكن صحيح، فهذا الحياة مجال هناك وليس المنغص، الدنيا هذه نعيم من

صلى – الكريم الرسول وصف فقد أبدا، للمقارنة ماال فيها$فقال: الجنة نعيم – وسلم عليه الله

على خطر وال سمعت، أذن وال رأت، عين يخلو ال الذي الدنيا نعيم من هذا فأين#بشر قلب

عندما أقلها ولعل والمكدرات، المنغصات من أبداحتما. عنه ويرحل النعيم هذا سيترك أنه يتذكر

استعداده لعدم الموت يكره ثالث صنف وهناك جهنم، عذاب من تنجيه التي الصالحة باألعمال له

باألعمال التزود أجل من إال الدنيا يحب ال بالتالي وهو يدخل وال الموت كراهة في معذور وهو$الصالحة:

كره من$ – وسلم عليه الله صلى – قوله تحت هذا ليس هذا فإن#لقاءه الله كره الله لقاء قصوره من يخاف وإنما الله، ولقاء الموت يكره

كالذي وتعالى- وهو الله- سبحانه حق في وتفريطه الحبيب لقاء عن يتأخر للقائه باالستعداد مشتغال يعد فال يرضاه وجه على أن هذا وعالمة للقائه، كارها

.(1)#سواه له شغل ال له االستعداد دائم يكون ـوـاإلـيـماـن ـاـلـتـقـوـى ـأـهل ـرـاـبـعـ: ـهـم ـصـنـف ـوـهـنـاـك

(.4/391) للغزالي الدين علوم إحياء انظر( ?)1

131

ضعفاإليمان ـوـاإلـحـسـاس ـاـلـرـقـيـقـة ـاـلـحـيـة ـوـاـلـقـلـوـب ـاـلـصـاـدـق

ـت ـقـد ـوـهؤالـء ـاـلـمـرـهـف، ـقـلـوـبـهـمـ، ـاـلـمـوـت ذـكـر ـفـت ـآالـمـهـم ـخـطـرـاـتـه ـوـضـاـعـفـت ـبـهـم ـيـنـزـل ـأـن ـمـن ـخـوـفـا

ـأـلـيـم ـبـهـم ـوـيـوـقـع ـغـضـبـه، ـ– ـوـتـعـاـلـى ـسـبحـاـنـه ـ– ـاـلـلـه ـفـعـظـمـت ـاـلـمـعـرـفـةـ، ـحـق ـاـلـلـه ـعـرـفـوـا ـقـد ألـنـهـم ـعـذـاـبـهـ،

ـخـشـيـتـهـ، ـأـنـفـسـهـم ـفـي ـوـزـاـدـت ـمـهـاـبـتـهـ، ـقـلـوـبـهـم ـفـي ـاـلـلـه ـيـخـشوـن ال ـفـكـيـف ـمـحـبـتـه ـقـلـوـبـهـم ـفـي ـوـكـبـرـت

ـوـيـعـظـمـوـنـه

ـفـهـو ـاـلـمـوـتـ، ـبـذـكـر ـيـنـتـفـعـون ـاـلـذـيـن هـم ـوـهؤالـء ـإـن ـحـتـى ـاـلـصـاـلـحـةـ، ـاألـعـماـل ـمـضـاـعـفـة ـإـلـى ـيـحـفـزهـم ـيـعـمـلوـن ـحـيـث ـلـلـدـهشـة، ـيـدـعـو ـبـشـكل ـيـزـيـد ـنـشـاـطـهـم

ـاـلـبـشـرـ، ـطـاـقـة ـفـوـق ـأـو ـمـسـتـحـيـلـة ـغـيـرـهـم ـيـرـاـهـا ـأـعـمـاال ـمـن ـوـمـنـهـم ـرـكـعـةـ، ـأـلـف ـاـلـيـوـم ـفـي ـيـصـلي ـمـن ـفـمـنـهـم ـيـخـتـم ـمـن ـوـمـنـهـم ـوـاـحـدـة، ـرـكـعـة ـفـي ـكـلـه ـاـلـقـرـآـن ـيـخـتـم

ـاإلـمـاـم ـيـفـعـل ـكـان ـكـمـا ـمـرـة ـسـتـيـن ـرـمـضـاـن ـفـي ـاـلـقـرـآـن ـوـأـوـقـاـتـه ـحـيـاـتـه ـجـعـل ـمـن ـوـمـنـهـم ـاـلـلـهـ، ـرـحـمـه ـاـلـشاـفـعي

ـكـلـهـا ـوـذكـر ـقـرـآـن ـوـقـرـاـءـة ـصاـلـة ـمـن ـاـلـعـبـاـدـة ـعـلـى ـوـقـفـا ـطـلـب ـوال ـزـوـاـجـ، ـفال ـكـلـهـاـ، ـحـيـاـتـه ـخالـل ـوـذـاـك ـاـلـلـهـ، دـاـود ـمـثـل ـاـلـدـنـيـا، ـأـمـوـر ـمـن ـأـمـر ـبـأـي ـاـشـتـغـال ـوال ـرـزـقـ،

ـاـلـلـه ـمنـ ـاـلـذـيـن ـاـلـمـوـفـقـوـن هـم ـفـهـؤالـء ـوـغـيـرـهـ، ـاـلـطـاـئـي ـوـتـفـاـهـتـهـاـ، ـاـلـدـنـيـا ـحـقـيـقـة ـفـعـرـفـوـا ـبـاـلـهـدـاـيـة ـعـلـيـهـم

ـمـع ـفـعـاـشـوـا ـنـفـسـ، ـطـيـب ـعـن ـقـلـوـبـهـم ـمـن ـفـأـخـرـجـوهـا ال ـفـكـيـف ـاـلـعـيـن، ـرـأـي ـيـرـوـنـه ـفـكـأـنـهـم ـوـبـاـلـلـهـ، ـاـلـلـهـ،

ـعـقـاـبـهـ. ـوـيـخـشوـن ـوـيـعـظـمـوـنـهـ، ـيـخـاـفـوـنـهـ، إنه الموت، ذكر من الصالحون يستفيد وهكذا

والعمل النشاط من شعلة أوقاتهم يجعل الذي الوقود – وتعالى سبحانه – لله وطاعة عبادة بين ما الصالح

حاجة في السعي مثل تعالى لله قربه يعد نافع عمل أو الحالل الرزق اكتساب ألجل السعي أو المسلم، أخيه

132

البـــابالرابـع يكسب وأن الناس، سؤال عن يستغني بأن حاضرة بنية

بذلك فتكون الصالحة، األعمال على بدنه يقوي ما عليها وينال لله، وسكناته وحركاته أعماله جميع أجرا سائله. يخيب وال خزائنه، تنقص ال ممن وثوابا

الموت ذكر من اإلكثار قائل: لماذا يقول وقد بالكآبة، عيشنا الحياة،ويلون سرور علينا ينغص وهو

الدنيا الحياة متاع في االسترسال فنقول: أليس اآلخرة، الدار من حظه اإلنسان ينسى أن إلى مدعاة

في األبدي الشقاء إلى ذلك به يؤدي ربما وبالتالي ما عليه يقطع الموت وذكر بالله، والعياذ النار عذاب

الشهوات، مستنقع في كلي انهماك من فيه هو لهوله تشيب عظيم يوم وراءه أن إلى وينبهه

هي لطولها نهاية ال طويلة، حياة ذلك وبعد الولدان، القصيرة الدنيا الحياة هذه ال لها، يعمل أن يجب التي جهل من فيهم بما البشر سيرها في يتحكم التي

من فيها ما على ويقضون ينغصونها وبذلك وأنانية،جمال.

مع إال تكون ال السعادة قال: إن من وهناك ولقد الجسدية، الملذات في واالنغماس الشهوات

– وتعالى سبحانه – بالله األنس سعادة هؤالء نسي مثل الصالحة، باألعمال االندماج في إال تكون ال التي

وقراءة الله وذكر قلب، وحضور بخشوع الصالةالقرآن. وقصيرة، وحقيرة تافهة الدنيا أن نسوا لقد

وأن له بقاء ال زائل فهو متاع من فيها كان ومهما فيها منغص ال التي الحقيقية السعادة تكون ال إطالقا

تعالى: الله قال الجنة، في إال

[64العنكبوت: ]سورة.

133

ضعفاإليمان اآلية: هذه تفسير في كثير ابن يقول

وانقضائها وزوالها الدنيا، حقارة عن تعالى يخبر$ ولعب لهو فيها ما غاية وإن

وال لها زوال ال التي الدائمة الحياة أي أي تعالى: وقوله فيها منغص الفانية هي فالدنيا ،(1)#يفنى ما على يبقى ما ألثروا

األفضل يختار أن للعاقل وينبغي الباقية هي واآلخرة واألصلح واألقل األدنى ويترك بعيدا، كان وإن دائما

كان وإن وعاجال. قريبا

(.3/428) كثير ابن تفسير( ?)1

134

البـــابالرابـع

135

ضعفاإليمان

النوافل من واإلكثار الفرائض على الحفاظ المكتوبة الصلوات على المحافظة أن شك ال

تقوي التي األمور أهم من الجماعة، ومع أوقاتها في الكآبة أوضار عنها وتغسل النفس، وتزكي اإليمان،

الحثيثة ركضه بسبب اإلنسان تصيب التي والتعاسةالزائل. الدنيا حطام لحيازة

سبحانه – ربه وبين العبد بين الصلة هي والصالة التوفيق نال وثيقة، بربه صلته كانت فمن – وتعالى الله، أولياء من وأصبح وجل، عز الخالق من والرضا وحفظه رعايته في ألنه والحزن، الخوف عنه وانتفى

تعالى قال سورة[

.[63-62يونس: أنفسهم طهرت الذين الصالح، السلف كان وقد

الدنيا، رذائل من عندما إال قلوبهم، وسعادة أنفسهم، راحة يجدون ال

رب إلى يتجهون ألنهم الصالة، على يقبلون فيصغر والعزة، العظمة صاحب واألرض السموات

الرسول كان وقد سواه، شيء كل قلوبهم في بها أرحنا$يقول: – وسلم عليه الله صلى – الكريم

الدنيا هموم من بالصالة أرحنا أي#بالل ياومشاغلها.

على الماديات فيه طغت الذي الزمن هذا وفي هناك نجد والروحية، المعنوية النواحي تقصيرا الجماعة، مع الصلوات على المحافظة في واضحا

136

البـــابالرابـع بحيث وقتها، أول من للصالة االستعداد في وتقصيرا

السنن ويؤدي اإلحرام، تكبيرة المصلي يدرك قبل منها القبلية فيصلي وقتها، في الرواتب

الله، مع وتأدب بخشوع بعدها والبعدية الفريضة، المحافظة أن أحد فيه يماري ال الذي المجرب ومن زيادة أسباب أهم من أوقاتها في الصلوات على

الصالة في التقصير وكذلك الصدر، وانشراح اإليماناإليمان. ضعف أسباب أهم من

يبذل أن للعاقل فينبغي كذلك األمر ومادام في الصلوات على الحفاظ في جهده قصارى واألمر واآلخرة، الدنيا في سعادته لب فإنها أوقاتها،

إال يبق فلم فيه، مزاح ال وصدق فيه، هزل ال جد تنفيذه، إلى والمبادرة تحقيقه، إلى المسارعة

تنفيذ إلى فوره من يبادر من هو الموفق والمرء أمور من كان إذا خاصة فعله، ينوي الذي األمر

أصحاب يفعل هكذا وتعالى، سبحانه الله إلى القرب فالجنة الجنة، إلى التواقة والنفوس الماضية، العزائم

ينبغي ولذا شيء، أجلها من يستكثرأحد فال غالية هذا يكون بأن صباح؛ كل نفسه يشارط أن للمسلم

– وتعالى سبحانه – لله وتقوى وبر صالح كله اليوم مع وقتها أول في ستؤدي الخمس الفرائض وأن

على ويأخذ وجل، عز الله أمر كما المسلمين، جماعة وينبغي العهد، بهذا يخل بأال والمواثيق العهود نفسه

لكي التقصير؛ حالة في شديدة محاسبة يحاسبها أن من واليأس باإلحباط فيصاب األمر هذا يتكرر ال

إلى بحاجة – شك وال – فاإلنسان نفسه، إصالح له تستقيم حتى ومداراتها ومحاسبتها نفسه سياسة

تركها إذا أما الله، ألمر وتذعن الحق، طريق على

137

ضعفاإليمان تقوده فإنها الضوابط، جميع من متحررة هواها على

تعالى: قال جنهم إلى

.[39-39النازعات: ]سورة

كل على فحتم$الغزالي: حامد أبو اإلمام يقول عن يغفل أال اآلخر واليوم بالله آمن حزم ذي

وسكناتها حركاتها في عليها والتضييق نفسه محاسبة أنفاس من نفس كل فإن وخطواتها، وخطراتها

يشتري أن يمكن لها، عوض ال نفيسة جوهرة العمر بها فانقضاء اآلباد، أبد نعيمه يتناهى ال الكنوز من كنزا

الهالك يجلب ما إلى مصروفة أو ضائعة األنفاس هذه أصبح فإذا عاقل، نفس به تسمح ال عظيم خسران

قلبه يفرغ أن ينبغي الصبح فريضة من وفرغ العبدالنفس... لمشارطة ساعة

ومهما العمر إال بضاعة لي للنفس: ما فيقول التجارة عن اليأس ووقع المال، رأس فني فقد فني

وأنسأ فيه؛ الله أمهلني قد اليوم وهذا الربح، وطلب أن أتمنى لكنت توفاني ولو به، علي وأنعم أجلي، في

الدنيا إلى يرجعني صالحا؛ فيه أعمل حتى يوما ثانية مرة رددت قد ثم توفيت، قد أنك فاحسبي

نفس كل فإن اليوم، هذا تضيعي أن إياك ثم فإياك يا فاغتنميها لها قيمة ال نفسية جوهرة األنفاس من

.(1)#الصالحات عمل في نفسي هذه تكون أن المسلم من والمطلوب

به، الله أمر ما كل لفعل شاملة اليومية المشارطة نخص هنا ونحن عنه، الله نهى ما كل عن واالمتناع

من تعتبر وهي الدين، عمود ألنها بالحديث الصالة(.7-15/6) للغزالي الدين علوم إحياء( ?)1

138

البـــابالرابـع المسلمين على الله فرضها التي التكاليف أصعب

أنها بذلك أعني وال مرات، خمس اليوم في لتكرارها فيه الذي الوحيد التكليف هي بل وشاقة، صعبة واستمراره، تكراره لمكان البدني التعب من شيء السعادة عين هو الله طاعة في التعب هذا أن علما

وعباد القوي اإليمان أصحاب عند النفسية والراحةالصالحين. الله

اهتمامه، ببالغ الصالة يخص أن للمسلم ينبغي ولذا سائر وصلحت أموره، جميع استقامت حفظها إن فإنه

وهي اإلسالم، أركان من الثاني الركن فهي أحواله، لما فهو ضيعها وإن أحواله؛ جميع في لإلنسان مالزمة على المسلم تعين التي األمور ومن أضيع، سواها

المبادرة جماعة في الصلوات على المحافظة النداء يسمع ما فأول وقتها، أول من للصالة باالستعداد

ونفسه بقلبه يتوجه ثم عمل، من بيده ما يترك أن عليه النداء هذا فإن وتعالى، سبحانه الله إلى بأن مشعرا

وراءنا وأن – وتعالى سبحانه – لله بعده الذي الوقت أن ينبغي الحياة، هذه من وأعظم أهم هي أخرى حياة

ال الذي القليل الوقت هذا نستكثر فال لها، نستعد األحيان،قال غالب في أقل وربما ساعة، نصف يتجاوز

وقتها قبل للصالة أهبته يأخذ لم : "من الجراح بن وكيع فأغسل األولى بالتكبيرة تهاون ومن ، وقرها يكن لم ؛

يعمل وكان الصالحين بعض أن " يذكر منه يديك حدادا ال الرفع أثناء األذان سمع ثم بالمطرقة يده رفع إذا –

باالستعداد ويبادر المطرقة يضع بل الضربة، تلك يتم للصالة يستعدون الصالحين من كثير وهناك للصالة،

المساجد، في يكونون األذان يرفع وعندما األذان، قبل – وتعالى سبحانه – بالخالق معلقة قلوبهم الذين أولئك

139

ضعفاإليمان العرض ليوم واالستعداد عبادته، إال هم لهم ليس

ولم الصالة، بعد الصالة ينتظرون فهم لذلك والحساب، الصالة، أوقات في أمر بأي تشتغل بأن أنفسهم تأنس

والقلق، الشقاء إال الصالة عن االنشغال في يجدون وال تعالى: قال أنفسهم في الله شعائر يعظمون ألنهم

سورة[ .[32الحج:

ووقر – وتعالى سبحانه – الله عرفوا قوم إنهم ورجاؤه، وخوفه ومهابته وجالله عظمته أنفسهم في

ون ال فكيف أو يسمعونه، ما أول لندائه استجابة يهب يسمعوه، أن قبل وتوفيقه عنهم الله رضا لهم فهنيئا أن المسلم على النعم أعظم من أن شك وال لهم،

وخاصة بأدائها واالستمتاع الطاعات، حب يرزق يهربون الصالح والسلف الصحابة كان فقد الصالة،

إذا ألنهم الصالة، إلى ومشاكلها الدنيا هموم من وتبدأ فعال، شيء كل ينسون الصالة في شرعوا – الخالق نحو الكلي االتجاه في ونفوسهم قلوبهم وال سواه، شيء في يفكرون ال – وتعالى سبحانه أعظم يحققون بذلك وهم غيره، أمر إلى يلتفتون

الذي الصالة في الخشوع وهو الصالة أركان من ركن االتصال يحصل فبه وثمرتها، الصالة جوهر يعتبر

وبه سماواته، في – وتعالى سبحانه – بالله الروحي فتتحقق الدنيا، أدران من النفس وتطهر القلب يصفو

واآلخرة، الدنيا في للمصلي الكثيرة المنافع ذلك عند الدنيا وفي بالجنة، والفوز بالقبول اآلخرة في

الهموم من والسالمة النفسية، والراحة بالسعادة الخشوع على المسلم يعين ما أهم ومن واألحزان،

أمور: ثالثة صالته في إال ذلك يكون وال الصالة أثناء القلب حضور-1

األفكار جميع طرد في بالمجاهدة

140

البـــاب وتفريغه القلب من والمشاغل والوساوسالرابـع يقول العظيمة الشعيرة هذه ألداء تماما

القلب حضور أن فأعلم$الغزالي: اإلمام يحضر فال لهمتك تابع قلبك فإن الهمة، سببه

القلب حضر أمر أهمك ومهما يهمك، فيما إال ذلك على مجبول فهو أبى؛ أم شاء فيه

في يحضر لم إذا والقلب فيه، ومسخر يكن لم الصالة بل متعطال الهمة فيما جائال

وال حيلة فال الدنيا، أمور من إليه مصروفة إلى الهمة بصرف إال القلب إلحضار عالج

يتبين لم ما إليها تنصرف ال والهمة الصالة، هو وذلك بها، منوط المطلوب الغرض أن

وأبقى، خير اآلخرة بأن والتصديق اإليمان إلى هذا أضيف فإذا إليها، وسيلة الصالة وأن

من حصل ومهانتها الدنيا بحقارة العلم حقيقة.(1)#الصالة في القلب حضور مجموعها

اآليات من المصلي يقرأ فيما والتفهم التدبر-2 مساعد وهو القلب، حضور وراء أمر فهو

المصلي تنبه فإذا القلب، حضور على ومعين ذلك كان يقرأه الذي الكالم لمعاني طاردا

يقول: فعندما أخرى، أفكار أو وساوس ألي أكبر الله يتأمل أن فينبغي صالته بها مفتتحا

من أكبر الله فإن العظيمة الكلمة هذه معنى المال من أكبر الدنيا، من أكبر شيء، كل

األمور هذه وكل والقصور والزوجة واألوالد الذهن ينصرف التي نحوها غالبا من شاردا

الصالة. به الرحيم( فانو الرحمن الله )بسم قلت فإذا$

28/29) حوي سعد األنفس، تزكية في المستخلص( ?)1 عن ( نقالللغزالي. األحياء

141

ضعفاإليمان – وتعالى سبحانه – الله لكالم القراءة البتداء التبرك

سبحانه. بالله األمور أن وأفهم إذ لله الشكر أن فمعناه لله، الحمد$ قلت وإذا

خلقه. على المتفضل المنعم فهو الله، من النعم قلبك في فأحضر#الرحيم الرحمن$قلت: فإذا

رجاؤك. بها فينبعث رحمته، لك تتضح لطفه أنواع بقوله والخوف التعظيم قلبك من استثر ثم تعالى:

فلهول الخوف وأما له، إال ملك ال فألنه العظمة أمامالكه. هو الذي والحساب الجزاء يوم

وجدد بقولك اإلخالص جدد ثم بقولك والقوة الحول من والتبروء واالحتياج العجز

إال طاعتك تيسرت ما أنه وتحقق واستخدمك لطاعته وفقك إذ المنة له وأن بإعانته، وجعلك لعبادته التوفيق حرمك ولو لمناجاته، أهالاللعين. الشيطان مع المطرودين من لكنت

الله بسم$ قولك ومن التعوذ من فرغت إذا ثم إلى الحاجة إظهار ومن التحميد، ومن#الرحمن هم أ إال تطلب وال سؤالك فعين مطلقا؛ اإلعانة

الذي وقل حاجاتك ،(1)#مرضاتك إلى بنا ويفضي جوارك إلى يسوقنا ما لجميع ذهنك وحضور تدبرك يكون أن ينبغي وهكذا

– لله والخضوع الخشوع يحصل فبه صالتك، في تقرأ من المرجوة الثمرة وتتحقق – وتعالى سبحانه ثم وجل عز الله برضا والفوز القبول وهي الصالة،الدنيا. في والسعادة النفسية الراحة

(.46-45) ص السابق المصدر انظر( ?)1

142

البـــابالرابـع يديه بين تقف من وهيبة عظمة استحضار-3

هذا خلق الذي – وتعالى سبحانه – الله وهو ما كل بحكمته وقدر الهائل، العظيم الكون حالة الله وتعظيم$ وكبيرة صغيرة فيه يجري معرفة إحداهما معرفتين، من تتولد للقلب أصول من وهو وعظمته وجل عز الله جالل

تذعن ال عظمته تعتقد ال من فإن اإليمان،لتعظيمه. النفس

وكونها وخستها النفس حقارة الثانية: معرفة عبدا مسخرا المعرفتين من يتولد حتى مربوبا

عنه فيعبر سبحانه لله والخشوع واالنكسار االستكانة النفس حقارة معرفة تمتزج لم وما بالتعظيم،

والخشوع التعظيم حالة تنتظم ال الله جالل بمعرفة أن يجوز نفسه على اآلمن غيره، عن المستغني فإن

الخشوع يكون وال العظمة، صفات غيره من يعرف معرفة وهي األخرى القرينة ألن حاله، والتعظيم

إليه. تقترن لم وحاجتها النفس حقارة للنفس أخرى فحالة الله من والخوف الهيبة وأما

ونفوذ وسطوته الله بقدرة المعرفة من تتولد لم واآلخرين األولين أهلك لو وأنه خلقه، في مشيئته يجري ما مطالعة مع هذا ذرة، ملكه من ذلك ينقص مع البالء وأنواع المصائب من واألولياء األنبياء على العلم زاد كلما وبالجملة الدفع، على القدرة عدم.(1)#له والهيبة الخشية زادت بالله

وأثر الفرائض على الحفاظ بدور يتعلق ما هذا طاعة على واالستقامة اإليمان زيادة في ذلك

(.39) السابق المصدر( ?)1

143

ضعفاإليمان مهم رافد وهناك الرحمن، هو الشأن هذا في جدا

قيام مثل الصلوات نوافل وأخص النوافل، من اإلكثار وركعتي الوضوء، وركعتي الضحى، وصالة الليل،

للمسلم فينبغي ذلك، وغير الطواف وركعتي اإلشراق األجر من ذلك في لما النافلة صالة من يكثر أن

وزيادة والخطايا الرذائل من النفس وتطهير العظيم، وقد المسلم، لدى المطالب أهم يعد الذي اإليمان الصلوات نوافل على الحث في كثيرة نصوص وردت

تعالى منها: قال الليل: يقوم من مادحا

الذاريات: ]سورة تعالى: وقال ،[16-18

[17-16السجدة: ]سورة. ما$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول وقال

ثنتي يوم كل تعالى لله يصلي مسلم عبد من ركعة عشرة بنى إال الفريضة، غير تطوعا

له الله مسلم. رواه#الجنة في بيتا عليه – قال والوتر الضحى صالة على الحث وفي

رضي – هريرة أبو رواه الذي الحديث في – السالم وسلم عليه الله صلى – خليلي أوصاني$: – عنه الله

وأن الضحى، وركعتي شهر، كل من أيام ثالثة بصيام –عليه. متفق#أرقد أن قبل أوتر

الليل: قيام على الحث في السالم عليه وقال مسلم، عبد يوافقها ال لساعة الليل في إن$

الله يسأل إال واآلخرة الدنيا أمر من خيرامسلم. رواه#إياه أعطاه

عليكم$: – وسلم عليه الله صلى – وقال

144

البـــابالرابـع وهو قبلكم، الصالحين دأب فإنه الليل بقيام

ربكم، إلى قربة ومنهاة للسيئات، ومكفراالحاكم. رواه#اإلثم عن

تحصى أن من أكثر التطوع صالة في والنصوص فيه لما األمر، لهذا البالغة األهمية على تدل وكثرتها

وراحة لإليمان وتقوية للنفس، وتزكية وثواب، أجر من سبحانه – بمناجاته واالستمتاع بالله، باألنس نفسية يصف الصالح السلف أحد إلى اسمع – وتعالى الداراني: سليمان يقول: أبو$الليل: بقيام سعادته

أهل إن والله الدنيا، أحببت ما الليل قيام لوال والله وإنه لهوهم، في اللهو أهل من ألذ ليلهم في الليل فيها يرقص ساعات بالقلب لتمر الله بذكر طربا

من فيه أنا ما مثل في الجنة أهل كان فأقول: إن.(1)#عظيم ونعيم طيب عيش لفي إنهم النعيم

أبلغ ألنه$ المطلق التطوع أفضل يعتبر الليل وقيام غفلة وقت وألنه اإلخالص، إلى وأقرب اإلسرار، في

.(2)#والنوم الراحة على الطاعة إيثار من فيه ولما الناس،

(.37-36) بالي عبدالسالم وحيد للشيخ لقيام الميسرة األمور( ?)1(.1/127) الفوزان صالح للشيخ الفقهي المخلص( ?)2

145

ضعفاإليمان 146

البـــابالرابـع

الله مخلوقات في التفكر أهم من يعتبر الله مخلوقات في والتأمل الفكر

الشيطان، وساوس وتطرد اإليمان تقوي التي األمور من فيه بما العظيم الهائل الكون هذا خلق من فإن

غاية في بأنظمة وزوده مختلفة، عديدة كائنات تعجز قادر عظيم إله لهو واإلعجاز؛ واإلتقان الروعة

إدراك عن العقول وتحار كماله، وصف عن الكلمات فيا والتعظيم، للعبادة المستحق وحده فهو جالله؛

بتعاليم واطمأنت قلبه، بالله اإليمان باشر من فوز فعل في وسعى ربه، لعبادة فتفرغ نفسه، الرحمننواهيه. ترك في نفسه وجاهد أوامره

بعض عن بالتفصيل المبحث هذا في وسنتحدث – وتعالى سبحانه – الله قدرة تبين التي المخلوقات

اإلنسان يراه ما كل أن شك وال صنعه، وعجيب لهي العظيم الكون هذا في مخلوقات من ويلمسه

– ووجوده وقدرته سبحانه – الله عظمة على دليلالشاعر: قال ذلك، في يشك لمن

ج

فوا يعصى كيف عجبااإللهآية له شيء كل وفي

الجاحد يجحده وكيفواحد أنه على تدل

المخلوقات هذه في العميق التأمل أن شك وال صدر ويشرح – وتعالى سبحانه – بالله اإليمان يقوي

في سعادته بها التي الله ألوامر لالنقياد المسلم تعالى: قال واآلخرة الدنيا

147

ضعفاإليمان

عمران: آل ]سورة 190-191].

$تفسيره: في كثير ابن قال

واتساعها، ارتفاعها في هذه أي اآليات من فيهما وما وكثافتها، انخفاضها في وهذه

وبحار وثوابت سيارات من العظيمة، المشاهدة مختلفات ومنافع ومعادن ونبات وحيوان وقفار

والروائح واأللوان الطعوم

واعتدال وقصر طول من وتعارضهما تعاقبهما أي تعالى: قال ولهذا العليم؛ العزيز تقدير ذلك وكل

التي الزكية التامة العقول أي ال الذين البكم الصم وليس األشياء، حقائق تدرك

فيهم: الله قال الذين يعقلون،

.[105يوسف: ]سورة

تعالى: قال ثم

على الدالة الحكم من فيها ما يفهمون أي ورحمته. واختياره وحكمته وعلمه الخالق عظمة

قال سفيان بن عيينه: الفكرة نور يدخلالبيت:قلبك. وربما تمثل بهذا

له كانت المرء إذافكرة

له شيء كل ففيعبرة

في مقتصدتان قال: ركعتان أنه عباس، ابن وعنساه. والقلب ليلة قيام من خير تفكر

يأتي قلبه؛ يتعهد أن أراد إذا عمر بن ا وكان

148

البـــابالرابـع قائال: حزين بصوت فينادي بابها على فيقف الخربة

أهلك؟ أين إال هالك شيء كل$فيقول: نفسه إلى يرجع ثم.#وجهه

عبدالقيس: سمعت بن عامر عن الحسن وقال عليه – محمد أصحاب من ثالثة وال اثنين وال واحد غير

اإليمان نور أو اإليمان ضياء إن$يقولون: – السالم.(1)#التفكر هو

التأمل على تحث أخرى نصوص وهناك هذا – وتعالى سبحانه – الله مخلوقات في والتفكر جمة، فوائد من التأمل هذا في لما إال ذلك وما وآياته، الذي التام اليقين إلى والوصول اإليمان زيادة أهمها الكون هذا يتأمل الذي فاإلنسان شك، أي معه ينتفي

والنجوم الصافية، السموات من فيه وما العظيم الشاهقة، والجبال المتالطمة، والبحار الالمعة،

التي المختلفة والمخلوقات الخضراء، والسهول هذه كل خالق في سيفكر أنه شك ال الحصر، تفوق

يقينه يزداد ثم ومن خلقها، أحسن الذي األشياء،. العظيم الخالق بهذا وإيمانه

والكشوفات الحديثة التقنية أثبتت وقد هذا ال بدرجة ومدهش عظيم الكون هذا أن الفلكية نجوم عدد أن على الفلك علم يدلنا$ حيث تصدق

سواحل على الموجودة الرمال ذرات مثل السماء من بقليل أكبر هو ما منها كلها، الدنيا في البحار

جدا. كبير أكثرها ولكن األرض، نتصور نفهمه ولكي جدا، فسيح هذا كوننا إن

(.342-1/341) كثير ابن تفسير( ?)1

149

ضعفاإليمان 186000 بسرعة تسير خيالية طائرة الثانية في ميال

الكون. كم حول بنا تطوف الخيالية الطائرة هذه وأنالرحلة؟! هذه تستغرق ترى

.(1)# سنة!!1.000.000.000 تستغرق إنها العدد، الهائلة والكواكب النجوم هذه جميع إن ومع السنين ماليين منذ الفسيح الكون هذا في تسبح واحدة لحظة توازنها يختل لم ذلك أن عن فضال

المسافة على محافظة إنها بل بعضا، بعضها يصدم لو المسافة هذه فإن دقيقة، محافظة بينها التي

عديدة، كوارث الكون في لحدث اختلت أن لو فمثال اآلن عليه هي مما أكثر األرض من اقتربت الشمس

أنها ولو األرض، تحترق وربما الحرارة درجة لزادت من األرض لتجمدت اآلن عليه هي مما أكثر ابتعدتاألحياء. جميع ومات البرودة

من الفسيح الكون بهذا ما جميع أن نجد وهكذا بدقة وتسير تتحرك العدد كثيرة ونجوم كواكب معلوم هدف لها حركة وكل متقن، ونظام عجيبة، وليست عبثا حركتان: لها األرض فمثال

مغزلية حركة في نفسها حول تدور أوال: هي ساعة،24 لمدة الساعة في ميل1000 بسرعة

ما يعلم وكلنا والنهار، الليل الدوران هذا عن فينتجاألحياء. لجميع شتى منافع من والنهار الليل في

ألف65 بسرعة الشمس حول تدور ثانيا: هي سنة خالل هذه دورتها وتكمل الساعة، في ميل

األربعة: الفصول ذلك عن وينتج يوم،365 كاملة في ما يعلم وكلنا والخريف، والصيف والشتاء الربيع

وغيرها. األمطار نزول مثل منافع من ذلك األرض بها تيسر التي الهائلة السرعة أن يالحظ

(.56) خان الدين وحيد – يتحدى اإلسالم( ?)1

150

البـــابالرابـع الساعة، في ميل ألف65 الشمس حول دورانها في

ذلك ومع الحديثة، الفلكية المراصد ذلك أثبتت كما سنة بعد إال الشمس حول دورتها تكمل ال فإنها

؟ البالغة الدقة هذه تدل ماذا فعلى(2)كاملةالكون! لهذا الهائل االتساع على تدل إنها

والمدهش يحسون ال األرض سكان أن حقا ينام فالجميع الشديدة، السرعة هذه مع حركة بأدنى األرض أن يعلم وال وسكينة، هدوء في جفنيه ملء

المدهشة! السرعة بهذه الهائل الفضاء في تتحرك تعالى: قوله مصداق وذلك

الخالق فسبحان ،[88النمل: ]سورة

األرض هذه جعل الذي العظيم لعباده وراحة قرارا الفضاء، في الهائل وسيرها مرورها يزعجهم ال حيث

الجاذبية قانون إلى األمر هذا يردون الفلك وعلماء في يتناثر فال إليها، وتجذبه شيء كل تمسك فاألرض القانون هذا وبفضل باألرض، المحيط الهائل الفضاء

تحت، أو فوق بأنه أحد يحس فال األرض أن علما فالكرة البيضة، تشبه أو الكرة تشبه يستقر ال مثال إلى يسقط بل السفلى، الجهة من شيء عليها

الذي العظيم القانون هذا خلق من األرض. فسبحان ومياه حية كائنات من عليها ما كل األرض تمسك به

وهواء. هذا في التأمل تكثر أن المسلم أيها عليك إذن

تتأمل أن عليك ذراته، من ذرة إال لست الذي الكون ستعرف وبذلك صنعه، وعجيب نظامه، دقة وفي فيه

المعرفة؛ حق الله عرفت وإذا المعرفة، حق خالقه نديم للشيخ والقرآن والعلم الفلسفة بين اإليمان قصة انظر( ?)2

(.320) الجسر

151

ضعفاإليمان تعالى: قال مقامه، وخفت شعائره، عظمت

وإذا[28فاطر: ]سورة . ليزداد الله مخلوقات في التأمل من تزداد أن أردت

ما فهناك قلبك؛ اليقين ويباشر نفسك، وتزكو إيمانك، وبدنك، اإلنسان أيها نفسك إنها ذكرنا، مما أقرب هو

والنظر: والفكر التأمل على قال- تعالى- حاثا

في إن[21الذاريات: ]سورة اإلنسان جسم نظاما عجيبا منه تحار ومدهشا

بجسم ما يشبه العلماء بعض أن حتى العقول، والعصب واألوردة والخاليا األنسجة من اإلنسان

وموظفوها جيشها لها التي القوية الدولة بنظام األنسجة من هناك أن فيقول آخره، ومصانعها... إلى

مهمتها وغيرها البيضاء الدم كرات مثل والخاليا بمثابة فهي الخارجي العدو ضد الجسم عن الدفاع

والجراثيم، الفيروسات الجسم غزت ما فإذا الجيش، تحركت الجروح، ببعض أصيب أو الكتائب تلك فورا

من وهناك العدوان، هذا ضد الجسم عن للدفاع الطعام نقل مهمته ما واألنسجة والعروق الخاليا

إلى يتحول أن بعد الجسم، أنحاء سائر إلى وتوزيعه متخصصة مصانع وهناك نقله، ليسهل سائلة مادة مادة من يتحول حتى ومعالجته الطعام، استقبال في

الجسم، بها ينتفع سائلة مادة إلى الشيء بعض صلبة ينتفع ال التي المخلفات بتجميع خاص مصنع وهناك

فسبحان آخره خارجه... إلى إلى لتطرد الجسم بهاالعظيم. الخالق

صنعها التي اآلالت هذه بعض نشاهد عندما ونحن ومواسير وأسالك تروس من فيها ما ونرى البشر،

لتؤدي بعض، برقاب يأخذ بعضها وصواميل ومسامر عندها عجيبة؛ بدقة اآللة هذه تعمل أن إلى النهاية في

152

البـــابالرابـع باإلعجاب الدهشة!ونشعر وتأخذنا اإلتقان، بهذا ننبهر

الذكاء إلى وننسبه اآللة، هذه صنع لمن والتقدير نفسه الوقت في وننسى البالغة، والحكمة الخارق هذا خلق الذي األعظم والخالق الكبير الصانع

في وننسى المجال، هذا في العمل له ويسر العبقري أسالك من وأدق أعجب أبداننا في أن نفسه الوقت

تدركها ما سرعان التي اآللة هذه ومواسير ولكن ، جرمها في تسري األعطال وتبدأ الشيخوخة،

يستمر قد اإلله صنعه ما أن دون سنة مائة نحو أحيانا هذه أما العمل، عن يتوقف أو عطل، بأي يصاب سنوات عشر يستمر الذي وأفضلها فأجودها اآلالتأعطال. بدون يعمل

كتبه ما لكم فسأنقل أكثر الصورة تتضح ولكي وحيد األستاذ وهو المجال هذا في األفذاذ العلماء أحد

قال: حيث#يتحدى اإلسالم$ كتابه في خان الدين التلفون، ألسالك المعقد النظام رأينا إذا نتحير أننا$

ملبورن إلى لندن من مكالمة أن وجدنا إذا ونتحير نظام تعقيد كان فإذا ثوان، بضع في تتم باستراليا

بالنا فما الحيرة؛ هذه في يوقعنا التلفون أسالك وأشد النظام هذا من أوسع وهو العصبي، بنظامنا نظامنا أسالك على تجري األخبار ماليين إن تعقيدا؟ من – وتعالى سبحانه – الله أوجده الذي العصبي

القلب توجه التي هي األخبار وهذه آخر، إلى جانب حركات في وتتحكم حركتها، وفي تدفقها في

ولو الرئوية الحركات في وتتحكم المختلفة، األعضاء النظام هذا يكن لم لصارت أجسامنا في موجودا

األجسام منها كل تسلك مبعثرة ألشياء تلفيقا مخ للمواصالت النظام هذا ومركز الخاص، مسلكها

153

ضعفاإليمان خلية مليون ألف يوجد المخ هذا وفي اإلنسان

في تنتشر أسالك تخرج الخاليا هذه كل ومن عصبية، )األنسجة األسالك هذه وتسمى الجسم، سائر

استقبال نظام يجري األنسجة هذه العصبية( وفي سبعين بسرعة لألخبار وإرسال الساعة، في ميال

ونباشر ونرى، ونسمع نتذوق األنسجة هذه وبواسطة الشعيرات من آالف ثالثة هناك أن بل أعمالنا،

متصل خاص عصبي سلك منها ولكل المتذوقة بالمذاقات نحس الشعيرات هذه وبواسطة بالمخ،

خلية آالف عشرة األذن في وتوجد المختلفة، هذه من يسري معقد نظام خالل ومن سمعية،

المخ. ]الصوت[ ويسمع الخاليا الخاليا من مليون وثالثون مائة عين كل وفي المجموعة إرسال بمهمة وتقوم للضوء، الملتقطةالمخ. إلى التصويرية امتداد على الحسية األنسجة من شبكة وهناك

الجلد إلى قربنا فإذا جلدنا ثالثين فإن حارا؛ شيئا ألفا العملية بهذه تحس للحرارة المتلقطة الخاليا من

الجلد إلى قربنا فإذا فورا، المخ إلى وترسلها شيئا األشياء تلتقط التي الخاليا من مليون ربع فإن باردا؛

ويرتعد بأثرها، المخ يمتلئ وعندئذ به؛ تحس الباردة من مزيد فيسرع الجلدية، الشرايين وتتسع الجسم،

الخاليا هذه أحست وإذا بالحرارة ويزودها إليها الدم إلى توصلها الحرارة مخابرات فإن شديدة بحرارة – العرقية الغدد من ماليين ثالثة تفرز وحينئذ الدماغ، – تلقائيا عرقا .(1)#الجسم خارج إلى باردا

(.60-59) خان الدين وحيد – يتحدى اإلسالم( ?)1

154

البـــاب وهذه أبيات للفقيه الزاهد العز بن عبدالسالمالرابـع

يتحدث فيها عن عجائب قدرة الله، وبديع أسرارهفي جسم اإلنسان فيقول:

علم تقرأ كنت إذاالحروفأنموذج ذلك وتمثال ال معانيك حروفتنجلي يك ومن غرا

بأسرارها جسمك كان إذا

صغيراغدت إال منك ذرة فال إال منك قطرة وال

وفي إذا الوجود وكل

قسته عرض من فيه وما

حاضر وكل الوجود فأنت

الوجود

به لوح فشخصكأسطر

لمن الوجود لكليبصر وال كال، الجهل لذي

تظهرمنكر عنده فمعروفها

العالم انطوى ففيكاألكبر

بل الكون يوزن بهاأكثر

أبحر أسرارها ينابيع هو فذاك إليك

األصغرجوهر به وأنت يزول

ال وجودك في ومايحصر

تعجز ومتشعب واسع الموضوع هذا أن شك وال المجلدات وخفاياه أسراره بجميع اإلحاطة عن

الفصل هذا في اإلطالة نريد ال هنا الضخمة! ونحن ويكفي األخرى، الفصول بقية عن حجمه يزيد ال حتىبالعنق. أحاط ما القالدة من

155

ضعفاإليمان

156

البـــاب157الرابـع

ضعفاإليمان

تعالى الله عظمة استشعار سبحانه – الخالق عظمة استشعار أن شك ال

التي األمور أهم من تعد المسلم نفس في – وتعالى بالطمأنينة النفس وتغمر بالله، اإليمان تقوي

والسعادة. ربه تعظيم نفسه في وقر من والله – والسعيد

وهو واألرض السموات وخلق خلقه، الذي الجليلشيء. كل خالق

من أوجده الذي ربه اإلنسان يعظم لم فإذايعظم؟! فمن العدم

برزقه تكفل الذي مواله المسلم يهاب لم وإذا كان أن منذ وحمايته أن إلى قوة وال له حول ال طفال

من يسيره نظرة أن شك يهاب؟! وال فمن أشده بلغ المشهودة، آياته ثم المتلوه، الله آيات في العاقل

روحه، لها وتذعن بدنه، لها يقشعر بأن جديرة لهي كل خلق الذي الكريم الخالق بعظمة نفسه وتنبهرخلقه. فأحسن شيء الله عظمة في والسنة الكتاب من والنصوص$ وتواضعت قلبه، ارتجف المسلم تأملها إذا كثيرة للسميع أركانه وخضعت العظيم، للعلي نفسه

وازداد العليم، ما ذلك فمن العالمين، لرب خشوعا فهو – وتعالى سبحانه – وصفاته أسمائه من جاء

الكبير القوي المتكبر الجبار المهيمن العظيم واألنس والجن يموت ال الذي الحي وهو المتعال، الرعد ويسبح عباده، فوق القاهر وهو يموتون، ال قيوم انتقام، ذو عزيز خيفته، من والمالئكة بحمده،

وما األعين خائنة يعلم علما، شيء كل وسع ينام،

158

البـــابالرابـع بقوله علمه سعة الله وصف وقد الصدور، تخفي

أخبر ما عظمته . ومن[59األنعام: ]سورة

بقوله: نفسه عن

الله صلى – الرسول .وقال[67الزمر: ]سورة القيامة يوم األرض الله يقبض$: – وسلم عليه

يقول: أنا ثم بيمينه السماوات ويطويالبخاري. رواه#األرض ملوك أين الملك

نتأمل عند القلب، ويرتجف الفؤاد، ويتضعضع أنظر أرني رب$قال: لما السالم عليه موسى قصة الله: فقال#إليك

األعراف: ]سورة وصالبة حجمها كبر على – الجبال .فهذه(1)#[143

تضطرب – صخورها اإلنسان أليس خالقها، من خوفا قست، قد قلوبنا أن شك ال بذلك، أولى الضعيف

الفطرة عن بعدنا قد ألننا تبلدت قد وأحاسيسنا كثيرا علينا تتلى فأصبحت المكفهر؛ المادي الزمن هذا في

عصم من إال أنفسنا على بوقعها نحس فال اآليات األمر هذا عالج في المسارعة علينا يجب ولذلك الله،الرحيل. قبل

– وتعالى سبحانه – الخالق عظمة استشعار إن منا الضعيف اإلنسان وإن اإليمان، مقومات أهم من

أن يشعر عندما شأنه من يقلل أو به يستهين أحدا كله الليل يبات وربما الغضب، أشد يغضب ساهرا

مع حالته في يفكر ال فهو ذلك ومع به، حل مما قلقا يوقر هو وهل تعظيمه؟ حق الله يعظم هو وهل ربه،القيم: ابن اإلمام ينبغي؟! يقول كما الله

.36/37 المنجد صالح محمد اإليمان، ضعف ( ظاهرة?)1

159

ضعفاإليمان التعظيم تطلب أن والجهل الظلم أعظم من$

الله تعظيم من خال وقلبك الناس من لك والتوقير حال في يراك أن وتجله المخلوق توقر فإنك وتوقيره

اتعالى: قال عليها يراك أن الله توقر ال Sم م لك الون Sلله ترج من معاملة تعاملونه ال أي وقارا

تعالى: قول ومنه العظمة .والتوقير#توقرونهSوه Sر لله تعرفون ال لكم ما$الحسن: . قال وتSوق

عظمة تبالون ال$مجاهد: وقال#تشكرونه؟ وال حقا حق تعرفون ال$عباس: ابن وقال#ربكم....#عظمته

لو أنهم وهو واحد، معنى إلى ترجع األقوال وهذه معرفته، حق وعرفوه تعظيمه، حق الله عظموا

– فطاعته عصوه، لما وشكروه، وأطاعوه، ووحدوه في ووقاره منه والحياء معاصيه اجتناب – سبحانه

القلب.... به يعدل ال أن وقاره ومن في ال خلقه، من شيئا

شاء وما وأنت، الله إال تقول: مالي بحيث اللفظ وال واإلجالل، والتعظيم الحب في وال وشئت، الله كما ونهيه أمره في المخلوق فتطيع الطاعة، في

في وال والفجرة، الظلمة يفعل مثلما الله، تطيع إليك الناظرين أهون فتجعله والرجاء، الخوف

المسافحة.... على مبني وتقول: هو بحقه وتستهين في ورسوله الله يكون وال عليه، المخلوق حق ويقدم

الحد في فيكون وناحية حد في والناس وناحية، حد فيه الذي والشق الحد دون الناس فيه الذي والشق

قلبه مخاطبته من المخلوق يعطى وال ورسوله، الله قلبه دون ولسانه بدنه خدمته في الله ويعطى ولبه

نفسه مراد يجعل وال وروحه، ربه. مراد على مقدما

160

البـــابالرابـع ومن القلب، في الله وقار عدم من كله فهذا

الناس قلوب في له يلقى ال الله فإن كذلك كان وقارا وإن قلوبهم، من وهيبته وقاره يسقط بل هيبة، وال

حب وقار ال بغض، وقار فذاك شره مخافة وقروه على إطالعه من يستحي أن الله وقار ومن وتعظيم،

يستحي أن وقاره ومن يكره، ما فيرى وضميره سره أكابر من يستحي مما أعظم الخلوة في منه

.(1)#الناس

(.230-229) الجوزية قيم البن الفوائد( ?)1

161

ضعفاإليمان

وباطل لغو كل اعتزال اإلنسان قلب على وأحالها الدنيا متع ألذ من إلى واالرتياح بمناجاته، واالستمتاع بالله، األنس صفاء هو فذلك كتابه، قراءة إلى واالطمئنان ذكره،

يحلق ليكاد اإلنسان إن الروح،حتى وسمو النفس، السماء أجواز في بروحه وكدر األرض، ثقلة عن بعيدا فوز ويا المقام، هذا إلى يصل من سعادة فيا الدنيا،

الدرجة. هذه إلى روحه تزكو من وطهارتها النفس لتزكية عنصر أهم أن شك وال

لغو كل اعتزال هو البدن وضرورة الدنيا، أدناس من المباحات من كثير اعتزال ومنه وباطل،

على منها وسأذكر الله، طاعة على تعين ال التياألمور: بعض الحصر وليس المثال سبيل التي الباطل واللغو اللهو مجالس اعتزال-1

من تخلو ال المجالس وهذه األيام هذه تكثر والنميمة الغيبة مثل كثيرة محظورات

القول وفحش والرياء والكذب والتفاخر الدنيا حطام حيازة عن الحديث من واإلكثار

ذلك، أجل من الحيل في والتفنن وتحصيله، ذكر فيها ينعدم أو يقل الوقت نفس وفي كان ما منه ويذهب القلب يظلم وبذلك الله، ويحس النفس، وتستوحش نور، من فيه

عندما خاصة الصدر بضيق ذلك بعد اإلنسان هو، يحز لم الدنيا من حاز فالن بأن يسمع سيارة ولديه مثلها، له وليس عمارة، فعنده

162

البـــابآخره. مثلها... إلى عنده وليس فخمة،الرابـع

القنوات مثل الهدامة اإلعالم وسائل اعتزال-2 يدمر فيها ما كل ألن وغيرها، الفضائية النفس سكينة على ويقضي األخالق،

يشاهدها التي المواد فهذه وخشوعها، قلبه، صفحات على تكتب ويسمعها اإلنسان بالله، وأنس خير من قبلها كان ما وتزاحم

صالته، إلى يقوم عندما اإلنسان هذا فتجد هذه أمامه تظهر ما سرعان ربه، على مقبال

ثم صالته، عن فتشغله السود الصفحات وبالتالي والطمأنينة الخشوع منه تسلبالمناجاة. لذة تفقده ثم بربه، األنس

مخالطة من التقليل استطاع من وعلى-3 أهم فإن يفعل، أن ضرورة له فيما إال الناس أوجه وأنا الخلطة، من القلوب قسوة أسباب من هي مخصوصة الناس من لفئة حديثي

كان فأصبح التقاعد، على أحيل ثم موظفا بدون يأتيه رزق مصدر – الله بفضل – لديه ربهم؟ لعبادة هؤالء يتفرغ ال فلماذا عمل، أي

لآلخرة، مزرعة العمر من بقي ما ويجعلون العمر من مضى ما كفاهم أما عمال ولهوا

واستمتاعا ألم الحياة، مظاهر لكل وتجريبا الله قول هؤالء يسمع

يتذكر ما نعمركم )أولم – وتعالى سبحانه– عباس ابن النذير( قال كم وجاء تذكر من فيه

عن القرطبي ،" وذكر الشيب هو : النذير وهم ببلدنا العلم أهل :أدركت قال : أنه مالك

الناس، ،ويخالطون والعلم الدنيا يطلبون فإذا ؛ سنة أربعون أحدهم على يأتي حتى

163

ضعفاإليمان واشتغلوا ،سالنا اعتزلوا ؛ عليهم أتت

الرسول قال " و الموت يأتيهم حتى بالقيامة الله أعذر$: – وسلم عليه الله صلى –

بلغه حتى أجله أخر امرئ إلى تعالى : العلماء قال البخاري، رواه#سنة ستين هذه أمهله عذرا،إذ له يترك لم أنه معناه

األجل في لي مد يقول: لو كأن المدة، مده قد تعالى الله فإن به، أمرت ما لفعلت

من يعمل أن منه وطلب طويل، بعمر الجنة، ويبلغه النار من ينجيه ما الصالحات

والشيطان، الهوى وأطاع الله عصى من أما العمر هذا بعد الله عند عذر له فليس

الطويل. ذات رجل سأل عياض بن الفضيل أن ويروى

مرة: السنين؟ من عليك أتي كم

سنة. الرجل: ستون فقال إلى تسير سنة ستين منذ الفضيل: فأنت قال

تصل... أن يوشك ربك،راجعون... إليه وإنا لله الرجل: إنا فقالهذا... كالمك معنى ما الفضيل: أتدري قال

الرجل: ال... فقاللله: إنا الفضيل: قولك قال

– وجل عز– الله إلى وأنا لله، عبد أنا معناه راجع...

أنه فليعلم راجع، إليه وأنه لله، عبد أنه علم فمن

164

البـــابالرابـع جوابا. للسؤال وليعد ومسئول، موقوف

إذن؟ الحيلة الرجل: فما فقال الله يغفر بقي فيما تحسن الفضيل: يسيره، قال

فيما أسأت وإن بقي، وما مضى ما لك – وجل عز –.(1)#بقي وما مضى بما أخذت بقي

العمر من بلغ إذا بأس من اإلنسان على فما إذن عمره، من بقي فيما يحسن أن قاربها أو سنة ستين عنه، نهى ما واجتناب به الله أمر ما بفعل وذلك

ذلك ليكون الصالحة واألعمال البر من واإلكثار تكفيرا السيئات يذهبن الحسنات فإن سيئاته، من مضى لما عاش وأنه سيما وال الكريم، القرآن في ورد كما عمرا

بقي ما في يحسن ال فلماذا كثيرا، فيه تمتع طويال،بقي؟ وما مضى ما له ليغفر

في مطمع ال أنه$يعلم: أن المسلم وعلى الهوى، عن النفس وكف بالتقوى، إال اآلخرة سعادة

الدنيا، عن القلب عالقة قطع كله، ذلك رأس وأن الخلود، دار إلى واإلنابة الغرور، دار عن بالتجافي ال ذلك وأن تعالى، الله على الهمة(2)بكنه واإلقبال

من والهرب والمال الجاه عن باإلعراض إال يتمينادي: اإليمان منادي والعالئق... إن الشواغل

القليل إال العمر من يبق فلم الرحيل... الرحيل، رياء فيه أنت ما وجميع طويل، سفر يديك وبين

.(3)#وتخييل) الواسطي لمحمد األلباب أولى وتذكرة األحباب مجمع انظر( ?)1

4/27.)حقيقته. الشيء كنه( ?)2 لألستاذ الخامسة ةالمائ ومجدد اإلسالم حجة الغزالي اإلمام( ?)3

23) الشامي أحمد صالح الضالل من المنقذ كتاب عن ( نقال

165

ضعفاإليمان وقد هؤالء بعض يرى عندما ليعجب المرء وإن

في مازال وهو البصر، منه وضعف الشيب، عاله ويشتري، فيه يبيع عقار مكتب بين ما شاغل شغل

في متجر أو هذا، يجادل و هذا، ويداهن هذا، يخاصم أو وصياحهم صخبهم السوق أهل فيه يشارك سوق

ذلك، غير من فلديه ، لذلك بحاجة ليس أنه علما يتفرغ أن به األولى كان وقد ويزيد، يكفيه ما الرزق معاصي من أقترف مما نفسه وتطهير ربه لعبادة من معصوم البشر من أحد ال حيث عمره، طوال

من عليه اعتراض ال العمل وهذا والذنوب، المعاصي شك وال ولكنه المباحات، من فهو الشرعية، الناحية بربه عالقته ويضعف عبادته المسلم على يشوش

ربه. يدي بين المثول فيها ينتظر التي السن هذه في لنفقته يكفي ال دخله كان من األمر هذا من ويستثنى

عمله أن شك ال هذا فمثل عياله، وقوت الضرورية ألنه النية؛ استحضر إذا عليه مثاب وهو محمود،

السؤال. لذل التعرض عن وأهله نفسه بذلك يصون نورد أن هنا بنا ويجمل كالما للشيخ نفيسا قال حيث المجال هذا في الجوزي بن عبدالرحمن

قلبه، وإصالح همه اجتماع أراد من$الله: رحمه قد فإنه الزمان؛ هذا في الناس مخالطة من فليحذر

االجتماع فصار ذكره، ينفع ما على االجتماع يقع كانيضر. ما على

نفسي على جربت وقد في أحصرها أن مرارا في النظر ذلك إلى ويضاف هي فتجتمع العزلة، بيت سير في والنظر حمية، العزلة فأرى السلف، سير

عن الحمية مع الدواء واستعمال دواء، القوم(.143-139) للغزالي

166

البـــابالرابـع نافع. التخليط

ولقائهم القوم مجالسة في لنفسي فسحت فإذا كنت عما الذهول ووقع المجتمع، القلب تشتت العين، رأته قد ما القلب في وانتقش أراعيه

تطمع ما النفس وفي األذن، تسمعه ما الضمير وفي الدنيا، من تحصيله في والطبع غفلة، أرباب المخالطين جمهور وإذا

أطلب عدت فإذا طباعهم، من يسرق بمجالستهم فيبقى فأفقده الحضور ذلك وأروم أجده لم القلب فؤادي

للناس اللقاء ذلك غمار في الهوى، يسلو حتى أياما تعريض فائدة وما

للنقض؟ البناء السلف سير في والنظر كالبناء العزلة دوام فإن

مدة في بني ما انتقض المخالطة وقعت فإذا يرفعه رحم(1)#القلب وضعف التالفي، وصعب لحظة، في لقاء يقول: إن فإنه الجوزي ابن الله أهل مع واحدا

بربه أنسه من ويقلل أياما، قلبه يضعف الغفلة التي والخنا المجون جلسات عن فماذا عليه، وإقباله في أو الفضائية، القنوات عبر األيام هذه تحدث

تفتك أليست بالقلوب؟ تفعل ماذا الخاصة، المجالس المسلم فعلى تدميرا، األخالق وتدمر فتكا، باإليمان

النفس لهوى يرضخ وال نفسه، في الله يتقي أن يجمل ال مما ويمنعها نفسه يجاهد أن عليه بل فيهلك،

و بالجنة الفوز ذلك جزاء أن وليعلم يليق، وال بها تعالى: قال النار من النجاة

إلى يدعو من وهناك ،[41-40النازعات: ]سورة

(.315ص) الجوزي البن الخاطر صيد( ?)1

167

ضعفاإليمان مع الصالة ألن والجماعة الجمعة عن إال التامة العزلة

وأعون للقلب، أسكن ذلك ويعتبرون واجبة، الجماعة التي المعاصي من وأكثرتخلصا و الله، طاعة على

اإلنسان لها يتعرض في منها يسلم بالمخالطة،و غالبا يكون وبها والرياء، والنميمة الغيبة مثل الخلوة غوائل عن والبعيدة لله، الخالصة للعبادة التام التفرغ تعالى، الله بمناجاة باالستئناس والمقرونة الرياء،

أكثر رأيت ما$الجوزي: ابن الخلق.قال مناجاة عن الطبع فإن يصلح، ال من مخالطة من للمؤمن أذى

عن فتر منهم يسرق ولم بهم، يتشبه لم فإن يسرق،عمله.

رأى وقد طلبها، على تحث الدنيا رؤية وإن – وسلم عليه الله صلى – الله رسول بابه على سترا ولبس ،#وللدنيا مالي$وقال: فهتكه طراز له ثوبا.#صالتي عن أعالمه شغلتني$وقال: فرماه

وأحوالهم ودورهم الدنيا أرباب رؤية وكذلك فإنها ،(1)#الرفعة تطلب نفس له لمن خصوصا

عليه واإلقبال بالله األنس عن اإلنسان قلب تشغل الدنيا في مرتين: مرة بذلك فيخسر العبادة، أثناء وضيق التحسر األحوال هذه مشاهدة تورثه حيث

عبادته تضعف حيث اآلخرة في ثانية ومرة الصدر،والثواب.. األجر بذلك فيخسر ربه من وقربه

" والخلطة العزلة كتابه في الخطابي اإلمام قال أعوانا تجد ال أنك من أكثر العزلة في يكن لم : لو. لكفى الغيبة على الرياء آفة من السالمة إال العزلة في يكن لم ولو

فيهم كان إذا اإلنسان إليه يدفع وما ؛للناس والتصنع(.263) الجوزي البن الخاطر صيد( ?)1

168

البـــابالرابـع في المواربة وخداع ،معهم المداهنة استعمال من

ويحرك ،العزلة في يرغب ما ذلك يف نلكا رضاهم...إليها النفس

إلى النظر آفات من السالمة العزلة مناقب ومن تعالى الله ذمه لما واالستحسان ،وزهرتها الدنيا زينة من النفس منع وفيها ،غرورها من وعابها،زخرفه من

أهلها محاكاة ومن ،لها واالستشراف ،إليها التطلع عينيك تمدن )وال:تعالى الله قال ،عليها ومنافستهم

به متعنا ما إلى الدنيا الحياة زهرة منهم أزواجا عليه الله صلى الله رسول قال فيه( وقد لنفتنهم من إلى تنظروا وال دونكم هو من إلى )انظروا:وسلم

عليكم. الله نعمة تزدروا ال أن أجدر فإنه ؛فوقكم هو ذل ربقة عنك خالعة أنها :العزلة مناقب ومن

من اليأس عز ومعيدة ،األطماع رق وقاطعة ،اآلمال يكد لم ومعهم فيهم وكان صحبهم من فإن ؛الناس إما:فيهم الطمع من بنوع نفسه يحدث أن من يخلو وقد ،صاغر وذل ،حاضر فقر والطمع جاه أو ،مال في اليأس ىوسلم: )الغن عليه الله صلى الله رسول قال طمع إلى منكم مشى ومن الناس أيدي في عما

( رويدا فليمش والتخلي ،العزلة في اإلنسان يربح لم لو قالو

،محاورتهم عن واالنقطاع مساويهم، وعن الناس عن وما ،منهم التحرز مؤنة فضل من يكفاه ما إال

قوال عليه يرفعوا أن من األمان من يستفيده أو ،واسترسال غفلة حال في به يتكلم يسمعونه

إلى فيوجهوه ؛ ههكن عقولهم يبلغ ال كالما عليه يتأولوا "كافية كفاية فيه فكان ،صفته غير وينحلوه جهته غير. كتابه من متفرقة مواضع في الخطابي قاله ما هذا

169

ضعفاإليمان بنا يلطف أن الله نسأل الزمن هذا في جميعا

و الملهيات، فيه وشاعت الخلطة، فيه كثرت الذي جنود غارات وتواصلت القلب، قسوة فيه استحكمت ينبغي ولذلك جانب، كل من والشبهات الشهوات يصلح لما يجتهد أن الصعب الوضع هذا في للمسلم

. األوان فوات قبل إيمانه شعث ويرم حاله، بل الناس، لجميع تصلح ال العزلة أن شك وال وحضور الصالحين مخالطة يصلحهم من هناك

وسنة وآياته تعالى الله ذكر فيها التي العلم مجالس الجنة إلى والتشويق – السالم عليه – رسوله

سمتهم الصالحين عن واألخذ النار من والتحذيروتعالى. سبحانه منه وخوفهم الله مع وأدبهم

إلى ندعو بل التامة، العزلة إلى ندعو ال ونحن أمر في اإلنسان يضر ما وكل والباطل اللغو اعتزال

العلم، مجالس وحضور الصالحين، مخالطة أما دينه، فهي األرحام؛ وصلة الجنائز، وإتباع المرضى، وعيادة

اإليمان، تزيد وهي عليها، المرء مشروعة،يثاب أموروتقوية. اإليمان تزيد

أذكر أحب الفصل هذا اختم أن وقبل مما طرفاالعزلة. فوائد في الغزالي اإلمام كتبه

االستعانة باألكثرين األولى$الله: رحمه قال واالستئناس والفكر للعبادة التفرغ ألجل بالعزلة واالشتغال الخلق، مناجاة عن تعالى الله بمناجاة

واآلخرة الدنيا أمر في تعالى الله أسرار باكتشاف يستدعي ذلك فإن واألرض، السموات وملكوت

ولذلك وسيلة، فالعزلة المخالطة، مع فراغ وال فراغا، واختيار بالخلوة أرادوا الذي الحكماء: ما لبعض قيل

وتثبيت الفكرة، دوام بذلك يستدعون فقال العزلة؟

170

البـــابالرابـع حالوة ويذوقوا طيبة، حياة اليحيو قلوبهم في العلوم

. المعرفة الوحدة! على أصبرك ما العباد لبعض وقيل

أن شئت إذا تعالى، الله جليس أنا وحدي أنا فقال: ماصليت. أناجيه أن شئت وإذا كتابه، قرأت يناجيني

إلى بكم أفضى شيء الحكماء: أي لبعض وقيل لغزوان بالله. وقيل األنس فقال والخلوة؟ الزهد

مجالسة من يمنعك فما تضحك ال الرقاشي: هبك مجالسة في قلبي راحة أصيب قال: أني أخوانك؟

حاجتي! عنده من أقبل الليل رأيت عياض: إذا بن الفضيل وقال

الصبح رأيت وإذا بربي، أخلوا وقلت به فرحت يجيئني وأن الناس، لقاء كراهية استرجعت أدركني

ربي... عن يشغلني من أنا قال: بينما أنه الصالحين بعض عن ويروى

بعض من خارج بعابد أنا إذ الشام بالد بعض في أسير شجرة أصل إلى تنحى إلى نظر فلما الجبال تلك

بالنظر علي تبخل الله فقلت: سبحان بها، وتستر الجبل هذا في أقمت إني هذا فقال: يا إليك دهرا

فطال وأهلها الدنيا على الصبر في قلبي أعالج طويال تعالى الله فسألت عمري فيه وفني تعبي، ذلك في قلبي، مجاهدة في أيامي من حظي يجعل ال أن

واالنفراد، الوحدة وألفه االضطراب عن الله فسكنه األول، األمر في أقع أن خفت إليك نظرت فلما

العارفين، برب شرك من أعوذ فإني عني فإليك المكث طول من صاح: واغماه ثم القانتين وحبيب

دنيا يا قائال: إليك عني وجهه حول ثم الدنيا، في

171

ضعفاإليمان من فغري.. سبحان وألهلك فتزيني عني: ولغيري

وحالوة المناجاة، لذة من العارفين قلوب أذاق وعن الجنان ذكر عن قلوبهم ألهى ما إليه االنقطاع

شيء فال ذكره في همهم وجمع الحسان، الحور قدوس.. يقول وهو مضى ثم مناجاته، من ألذ عندهم

قدوس. ثم يعقب الغزالي بقوله: وبهذا يتبين أن

في الخلوة أنس بذكر الله، واستكثار منقيل: معرفة الله وفي مثل ذلك

وما الستغشي وإنيغشوة بي

بين من وأخرجلعلني الجلوس

لعل يلقى منك خياال خياليا النفس عنك أحدث بالسر خاليا

يستوحش إنما$الحكماء: بعض قال ولذلك فيكثر الفضيلة عن ذاته لخلو العزلة من اإلنسان

نفسه عن الوحشة ويطرد الناس، مالقاة حينئذ الوحدة طلب فاضلة ذاته كانت فإذا معهم، بالجلوس العلم ويستخرج الفكرة على بها ليستعين.(1)#والحكمة

عن الغزالي أوردها التي القصة هذه أن شك وال من لهي الجبال؛ شعف في المنفرد العابد هذا

بالعيش إنسان يرضى كيف إذ الدنيا عجائب منفردا يقتات األودية وبطون الجبال، سفوح في الناس عن حيواناتها وصيد األرض، نبات من سكنى عن راغبا

المدن، الناس، مع والرفاهية النعيم في زاهدا(.206-2/205) للغزالي علوم إحياء انظر( ?)1

172

البـــابالرابـع مع حواره في نفسه العابد ذلك عند نجده والجواب

للمدينة هجره سبب أن ذكر حيث الصالح الرجل الصفاء عن البحث هو الناس مع بالبقاء واالستئناس

نفسه، به تزكو الذي النفسي والسمو الروحي، المجتمع، وشوائب الحياة أدران من روحه به وتتطهر الناس كل عنها بحث التي الحقة السعادة يجد وبذلك والنادر النادر ولكن بها! يفوز من جدا

بالله واألنس بالله باألنس إال تتم ال السعادة هذه بالدنيا عالئقه جميع اإلنسان بقطع إال يتم ال

همه وجعل ومشاغلها، استشعار هو واحدا هما التام والتفرغ حبه في الفناء ثم ومن الله عظمة

بالله، باألنس المقرونة السعادة تتم فهنا لعبادته، وحده عليه واالعتماد عليه، والتوكل به، الظن وحسن كل فؤاده عن وينتفي هم، كل قلبه عن يزول وبذلكالملوك؟ بملك أسبابه تتصل من يخاف فكيف خوف،

الكون؟ بخالق عراه توثقت من يحزن وكيف إليماني المستوى هذا إلى وصل الذي الرجل فهذا

دامت ومعاناة جهيد، جهد بعد الممتاز دهرا كما طويال الناس من يفر أن له يحق أال حواره؛ في هو ذكر

وقوة روحه صفاء على ليبقي األسد؛ من فراره إلى شوق في فهو الدنيا، هذه عن يرحل حتى إيمانه،

هذه في مكثه أن اليقين، علم يعلم وهو الرحيل، هذا إال هو ما الدنيا معاناة على فيها يصبر معدودة، أياما ضخمة بل كبيرة، مكاسب مقابل قليلة عاجلها جدا

واألنس النفسية السعادة تلك وهو الدنيا هذه في عين ماال فيها التي اآلخرة الدار في وسائرها بالله، بشر، قلب على خطر وال سمعت، أذن وال رأت

في غريبة حالة هي العابد هذا حالة فإن وأخيرا

173

ضعفاإليمان فيه طغت الذي الزمن هذا في خاصة البشر،

إال النفوس من اإليمان ينبوع يجف وكاد الماديات، إلى الغرابة بنا تصل أن ينبغي ال ولكن الله، رحم من

هو ما والغرائب العجائب من فهناك وقوعها، إنكار هذه قطعا.. ومثل وقوعها ثبت وقد منها أعجب مفيدة الحالة كلما ألنفسنا حجة نجعلها حيث جدا

والشبهات، الشهوات أودية في وأوغلت تمردت والسياسة المداراة استخدام إلى محتاج والعاقل

راضية، عليه فتقبل بالحق ليقنعها نفسه مع حتى على كاملة عزلة ضرب قد العابد هذا نرى فعندما من رقبته وعتق خالقه، مرضاة نيل أجل من نفسه بكل فقط الحرام نحن نعتزل أن من أقل فال النار،

فإذا ذلك، على أنفسنا ونجاهد وصوره، أشكاله في والمهمة األولى الخطوة خطونا ذلك، لنا تحقق هيامنا لكثرة به علق الذي الصدأ وإزالة إيماننا، تجديد

قال الشهوة. فقد ومستنقع الغفلة فجاج في هذه إن$: – وسلم عليه الله صلى – الرسول فما قيل الحديد يصدأ كما لتصدأ القلوب القرآن قال: تالوة الله، رسول يا جالؤها

اإليمان شعب في البيهقي رواه#الله وذكر..10/207 للهيثمي الزوائد مجمع وانظر2/353 أهم من القلب عن الصدأ إزالة أن شك وال

له تسخر أن ويجب المقاصد، وأسمى المطالب، أو كلية كانت سواء العزلة ومنها الوسائل، جميع أخالقها عن ونتنزه النفس، رذائل نزيل لكي$ جزئية

تخلية إلى بها نتوصل حتى الخبيثة وصفاتها المذمومة الله، بذكر وتحليته تعالى، الله بغير التعلق عن القلب التطلع وشدة الدنيا، بحقارة اإلحاطة قوة إلى ونصل

174

البـــابالرابـع (1)#القلب على الخوف واستيالء اآلخرة نعيم إلى

القيامة. يوم النجاة تكون وبذلك

(.1/269) النووي الحسن أبو اإلسالم في والدعوة الفكر رجال( ?)1

175

ضعفاإليمان

الصالحين وأحوال سير على االطالع بقوة عليهم الله من الذين هم الصالحون

الله، وعد إلى واالطمئنان اليقين، ورسوخ اإليمان، اآلخرة، الدار إلى كله اهتمامهم صرفوا فقد ولذلك

وزاد المسافر، بلغة إال الدنيا هذه من يأخذوا ولم وشدة الدنيا، بحقارة إحاطتهم لقوة وذلك الراكب، بذلك فأصبحوا اآلخرة، نعيم إلى تطلعهم إيمانا التي الرذائل جميع من تخلصوا قد األرض، يمشي

فتاقت اإليمان، سماء في التحليق عن اإلنسان تثقل تحدوهم الجنان، روضات إلى االنتقال إلى أنفسهم

النفحات بهم وتسرع القلبية، األشواق ذلك إلى نستفيد أن ينبغي الصالحين هؤالء ومثل اإليمانية،

من نستمد وأن إيمانهم، بنور نستضيء وأن منهم، اإلطالع فإن قدوة، لنا نتخذهم وأن نفوسهم، صالح ومعرفة المريضة، لألنفس عالج أحوالهم على

للقلوب بلسم العبادة في واجتهادهم أخبارهم إليهم، الوصول ونستطيع أحياء كانوا فإن الصدئة،

النظر مجرد فإن الصواب، وعين المنى، غاية فهو بعض كان فقد اإليمان، يزيد الصالحين وجوه إلى

غدوت قلبي من قسوة وجدت إذا يقول السلف كنت ما فيذهب واسع، بن محمد وجه إلى فنظرت

الصالحين من هذا واسع بن ومحمد القسوة، من أجد وانصرفوا قلوبهم، من الدنيا حب خرج الذين الزهاد

عنها ألغبط أقواله: إني ومن الله، عند لما طلبا رجال وقد راض، وهو شيء، الدنيا مع معه وما دينه معهبالبصرة. هـ123 سنة – الله رحمه – مات

176

البـــابالرابـع رحمة إلى صاروا قد الصالحون هؤالء كان إذا أما

ومعرفة سيرهم، على اإلطالع إال أمامنا فليس الله، كانوا وكيف أخبارهم، على والوقوف أحوالهم،ربهم؟ طاعة في يجتهدون

الكريم؟ القرآن لسماع ترق قلوبهم كانت وكيف

[2األنفال: ]سورة.الله؟ خوف من جلودهم تقشعر كانت وكيف مناجاة في واألمن األنس يجدون كانوا وكيف

الله؟ يعتبر شك وال ذلك فإن القلب، لقسوة عالجا

نفسك تمردت فمهما$ اإليمان لضعف ودواء فطالع العبادة؛ على المواظبة من وامتنعت عليك

وجود اآلن عز قد فإنه الصالحين هؤالء أحوال بهم يقتدى من مشاهدة على قدرت ولو مثلهم،

فليس االقتداء، على وأبعث القلب، في أنجع فهو تغفل فال هذا عن عجزت وإذا كالمعاينة، الخبر

ر ، هؤالء أحوال سماع عن بين نفسك وخي العقالء وهم معهم، والجلوس بهؤالء االقتداء

االقتداء وبين الدين، في البصائر وأهل والحكماء أن ترض وال عصرك، أهل من الغافلين بالجهلة باألغبياء بالتشبه وتقنع الحمقى، سلم في تنخرط

العقالء. مخالفة تؤثر أو ال أقوياء رجال هؤالء بأن نفسك حدثتك فإن

النساء أحوال فطالع بهم، االقتداء يطاق أن تستنكفي أال نفس لها: يا وقل المجتهدات

177

ضعفاإليمان يقصر برجل فاخسس امرأة، من أقل تكوني

.(1)#ودنياها دينها في امرأة عن مباشرة النص هذا بعد الغزالي ذكر وقد هذا المجتهدات النساء بعض ألحوال عجيبة قصصا

العبادة. في على واالطالع الصالحين سير فقراءة إذن غذاء تعتبر أحوالهم هذا في عنه غنى ال إيمانيا

كلما لها نلجأ أن علينا فينبغي المادي، الزمن اآلخرة. طريق إلى سيرها في أنفسنا ضعفت

التي العظيمة األعمال ونلمس نعلم عندما فإننا سوف ربهم، رضى لنيل الصالحون هؤالء بها قام

ثم ومن أعمالنا، ضاءلة من الخجل يعترينا أنفسنا تشتعل الصالح، العمل في ورغبة حماسا

الطريق، لنا أناروا قد الصالحين أولئك ألن العزيمة مع مستحيل شيء ال أنه وعرفونا

هذا في المنافسة تكون ما وأجمل واإلصرار، الله قال فقد الصالحة، األعمال مجال المجال، تعالى:

:[26-22]سورة المطففون. إننا نشاهد في هذه الدنيا كثيرا من المنافسة

على حطام زائل، ولذات سريعة االنقضاء، وشهواتال تخلو من تنغيص، فأين المنافسة على نعيم

ال ينقطع، وسرور ال يخالطه تكدير، وجنة عرضهاالسموات واألرض.

وقبل أن أختم هذا الفصل سأذكر بعض أحوال(.4/360) للغزالي الدين علوم إحياء( ?)1

178

البـــاب هؤالء الصالحين نقلتها بتصرف من كتاب إحياء علومالرابـع

يحكى$الدين لإلمام أبي حامد الغزالي رحمه الله: أن قوما دخلوا على عمر بن عبدالعزيز يعودونه في مرضه، وإذا فيهم شاب ناحل الجسم فقال عمر: يا

فتى ما الذي بلغ بك ما أرى؟ فقال: يا أمير المؤمنين أسقام وأمراض، فقال سألتك الله إال

صدقتني، فقال: يا أمير المؤمنين ذقت حالوة الدنيا فوجدتها مرة، فصغرت عندي زهرتها وحالوتها، واستوى عندي ذهبها وحجرها، وكأني انظر إلى عرش ربي والناس يساقون إلى الجنة والنار،

فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت ليلي وقليل حقير.(1)#كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله وعقابه

انظر إلى هذا الشاب الذي نحل جسمه خوفا عز وجل، وقارن بينه وبين كثير من–من الله

شيوخ هذا الزمن الذين بلغوا من العمر عتيا، ومع ذلك فهم ال زالوا يركضون بشدة وراء حطام الدنيا الزائل، فاللهم أخرج حب الدنيا من قلوبنا، وارزقنا

وقال أبو نعيم: كان$األنس بمناجاتك وطاعتك. داود الطائي يشرب الفتيت وال يأكل الخبز فقيل له

في ذلك فقال: بين مضغ الخبز وشرب الفتيت انظر حرصه الشديد على–قراءة خمسين آية

استغالل الوقت في العبادة... وقال أبو الدرداء: لوال ثالث ما أحببت العيش يوما واحدا، الظمأ لله

بالهواجر )الصوم في حر القيض( والسجود لله في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكالم

كما ينتقي أطايب الثمر. وكان األسود بن يزيد يجتهد في العبادة والصوم

(.4/356) للغزالي الدين علوم إحياء( ?)1

179

ضعفاإليمان في الحر حتى يصفر جسده، فكان علقمة بن قيس

يقول له: لم تعذب نفسك؟ فيقول: كرامتها أريد، وكان يصوم حتى يخضر جسده، ويصلي حتى

يسقط فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقاال لم يأمرك بكل هذا؟– عز وجل –له: إن الله

فقال: إنما عبد مملوك ال أدع من االستكانةشيئا إال جئت به.

وكان بعض المجتهدين يصلي ألف ركعة في اليوم حتى أقعد من رجليه، فكان يصلي جالسا ألف

ركعة، فإذا صلى العصر احتبى ثم قال: عجبت للخليقة كيف أرادت بك بدال عنك! عجبت للخليقة

كيف أنست بسواك! بل عجبت للخليقة كيفاستنارت قلوبها بذكر سواك.

وكان ثابت البناني قد حببت إليه الصالة فكان يقول: اللهم إن كنت أذنت ألحد أن يصلي في قبره

فأذن لي أن أصلي في قبري. وقال الجنيد: ما رأيت أعبد من السري، أتت

عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إال في علة الموت!!

وقال الحارث بن سعد: مر قوم بعابد فرأوا ما يصنع بنفسه من شدة اجتهاده، فكلموه في ذلك

فقال: وما هذا عندما يراد بالخلق من مالقاة األهوال وهم غافلون؟ قد اعتكفوا على حظوظ

أنفسهم ونسوا حظهم األكبر من ربهم، فبكى القومعن آخرهم!

وقال محمد المغازلي: جاور أبو محمد الجريري بمكة المكرمة سنة فلم ينم! ولم يتكلم! ولم يستند

180

البـــاب إلى عمود، وال إلى حائط، ولم يمد رجليه! فعبرالرابـع

عليه أبو بكر الكتاني ليسلم عليه وقال له: يا أبا محمد بم قدرت على اعتكافك هذا؟ فقال علم)الله ( صدق باطني، فأعانني على ظاهري!!

وقيل أن قوما أرادوا سفرا فحادوا عن الطريقفانتهوا إلى عابد منفرد

عن الناس، فنادوه فأشرف عليهم من صومعته، فقالوا : يا عابد إنا قد أخطأنا الطريق، فأومأ برأسه

إلى السماء، فعلم القوم ما أراد، فقالوا: يا عابد إنا سائلوك فهل أنت مجيبنا؟ فقال: سلوا وال تكثروا

فإن النهار لن يرجع والعمر ال يعود، والطالب حثيث، فعجبوا من كالمه

فقالوا: يا عابد عالم الخلق غدا عند مليكهم؟ فقال: على نياتهم، فقالوا: أوصنا، فقال: تزودوا على قدر

سفركم فإن خير الزاد ما بلغ البغية، ثم أرشدهمإلى الطريق،

وأدخل رأسه في صومعته. وقال عبدالواحد بن زيد: مررت بصومعة راهب

فناديته يا راهب فلم يجبني، فناديته الثانية فلم يجبني، فناديته الثالثة فأشرف علي وقال: يا هذا ما

أنا براهب إنما الراهب من رهب الله في سمائه، وعظمه في كبريائه، وصبر على بالئه، ورضي

بقضائه، وحمده على آالئه، وشكره على نعمائه، وتواضع لعظمته، وذل لعزته، واستسلم لقدره،

وخضع لمهابته، وفكر في حسابه وعقابه، فنهاره صائم وليله قائم، قد أسهره ذكر النار ومسألة الجبار، فذلك هو الراهب وأما أنا فكلب عقور،

حبست نفسي في هذه الصومعة عن الناس لئال

181

ضعفاإليمان : فسألته ما الذي قطعدأعقرهم!! قال عبد الواح

الخلق عن الله تعالى بعد أن عرفوه؟ فقال: يا أخي لم يقطع الخلق عن الله تعالى إال حب الدنيا وزينتها ألنها محل المعاصي والذنوب والعاقل من رمى بها عن قلبه وتاب إلى الله تعالى من ذنبه وأقبل على

ما يقربه من ربه. وقال عبدالله بن داود، كان أحدهم إذا بلغ

أربعين سنة طوى فراشه، أي كان ال ينام طوال الليل، بل يصلي ويذكر الله ويناجي ربه، وكان

كهمس بن الحسن يصلي كل يوم ألف ركعة ثم يقول لنفسه: قومي يا مأوى كل شر! فلما ضعف اقتصر على خمسمائة ركعة، ثم كان يبكي ويقول:

ذهب نصف عملي، وكانت ابنة الربيع بن خثيم تقول له: يا أبتاه مالي أرى الناس ينامون وأنت ال تنام؟

فيقول: يا أبنتاه إن أباك يخاف البيات، أي موت الفجأة بحيث يمسي اإلنسان وال يصبح إال ميتا، ولما

رأت أم الربيع ما يلقى الربيع من البكاء والسهر نادته: يا بني لعلك قتلت قتيال! قال نعم يا أماه،

قالت فمن هو حتى نطلب أهله فيعفو عنك فوالله لو علموا ما أنت فيه لرحموك وعفو عنك فيقول يا

أماه هي نفسي. وقال أحمد بن حرب: يا عجبا لمن يعرف أن الجنة تزين فوقه، وأنا النار تسعر تحته كيف ينام بينهما! وقال رجل من النساك، أتيت إبراهيم بن

أدهم فوجدته قد صلى العشاء فقعدت أرقبه، فلف نفسه بعباءة ثم رمى بنفسه فلم ينقلب من جنب

إلى جنب الليل كله حتى طلع الفجر، وأذن المؤذن، ثم وثب إلى الصالة، ولم يحدث وضوءا، فحاك ذلك

182

البـــاب في صدري فقلت له: رحمك الله قد نمت الليل كلهالرابـع

مضطجعا ثم لم تجدد الوضوء، فقال: كنت الليل كله جائال في رياض الجنة أحيانا وفي أودية النار

أحيانا فهل ذلك نوم. وقال ثابت البناني: أدركت رجاال كان أحدهم

يصلي فيعجز عن أن يأتي فراشه إال حبوا. وقال القاسم بن محمد بن أبي بكر: غدوت

يوما وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة رضي الله عنها، أسلم عليها، فغدوت إليها يوما فإذا هي تصلي صالة

الضحى وهي تقرأ

اآلية، وتردد وتدعو وتبكي[27الطور: ]سورة رأيت فلما هي، كما وهي مللت حتى فقمت

حاجتي من أفرغ فقلت السوق إلى ذهبت ذلك وهي رجعت ثم حاجتي من ففرغت أرجع، ثم

وتبكي!! وتدعو اآلية تردد هي كما بعض في أسير أنا الصالحين: بينما بعض وقال

أنا فإذا هناك واد إلى هبطت إذ المقدس بيت جبال دوي له بصوت تجيبه الجبال تلك وإذا عال قد بصوتبعت بين الصوت )صدى عالي الصوت الجبال( فات قائم برجل أنا وإذا ملتف شجر عليها بروضة أنا فإذا اآلية هذه يردد فيها

أسمع خلفه فجلست قال [،30عمران: آل ]سورة خر إذ اآلية هذه يردد وهو كالمه فقلت عليه مغشيا

بعد فأفاق إفاقته انتظرت ثم لشقائي، هذا واسفاه

183

ضعفاإليمان أعوذ الكذابين، مقام من بك يقول: أعوذ وهو ساعة

إعراض من بك أعوذ البطالين، أعمال من بك الخائفين، قلوب خشعت لك قال ثم الغافلين،

ذلت ولعظمتك المقصرين، آمال فزعت وإليك وللدنيا فقال: مالي يده نفض ثم العارفين قلوب

وآالف جنسك بأبناء دنيا يا عليك ولي؟ للدنيا وما فاخدعي! ثم وإياهم فأذهبي، محبيك نعيمك! إلى

السالفة، الدهور وأهل الماضية، القرون قال: أين ناديته: يا ثم يفنون الزمان وعلى يبلون، التراب في

فراغك! فقال: انتظر خلفك اليوم منذ أنا عبدالله سبقها يخاف وتبادره، األوقات يبادر من يفرغ وكيف

أيامه؟ ذهبت من يفرغ كيف أم نفسه؟ إلى بالموت أتوقع شدة وكل لها قال: أنت ثم آثامه؟ وبقيت وقرأ ساعة عني(1)لها ثم العالمين رب يا نزولها

سورة[

[ ثم صاح صيحة أخرى أشد من األولى47الزمر: فخر مغشيا عليه! فقلت قد خرجت روحه فدنوت منه فإذا هو يضطرب، ثم أفاق وهو يقول من أنا؟ ما خاطري؟ هب لي إساءتي من فضلك! وجللني بسترك وأعف عن ذنوبي بكرم وجهك إذا وقفت

بين يديك! فقلت له بالذي ترجوه لنفسك، وتثق به إال كلمتني، فقال عليك بكالم من ينفعك كالمه، ودع كالم من أوبقته ذنوبه، إني لفي هذا الموضع منذ ما

شاء الله أجاهد إبليس ويجاهدني فلم يجد عونا علي ليخرجني مما أنا فيه غيرك، فإليك عني يا مخدوع، فقد عطلت علي لساني، وميلت إلى

حديثك شعبة من قلبي، وأنا أعوذ بالله من شرك، ثم أرجو أن يعيذني من سخطه، ويتفضل علي

أنشغل.( ?)1

184

البـــاب برحمته، قال: فقلت هذا ولي الله أخاف أن أشغلهالرابـع

فأعاقب في موضعي هذا فانصرفت وتركته. الجسم مكتئب نحيل

الفؤاد ينوح على معاص

فاضحات فإن هاجت مخاوفه

وزادت فأنت بما أالقيه

عليم

تراه بقمة أو بطنوادي

يكدر ثقلها صفوالرقاد

فدعوته: أغثني ياعمادي

كثير الصفح عن زللالعباد

وكان كرز بن وبرة يختم القران في كل يوم ثالث مرات! ويجاهد نفسه في العبادة غاية

المجاهدة فقيل له: قد أجهدت نفسك، فقال: كم عمر الدنيا؟ فقيل سبعة آالف سنة، فقال: كم مقدار يوم القيامة؟ فقيل: خمسون ألف سنة

فقال: كيف يعجز أحدكم أن يعمل سبع يوم حتى يأمن ذلك اليوم؟ يعني أنك لو عشت عمر الدنيا

سبعة آالف سنة في عبادة لكي تنجو من هول يوم القيامة الذي مقداره خمسين ألف لكان ربحك

كثيرا، وكنت بالرغبة فيها جديرا، فكيف وعمركقصير؟! واآلخرة ال غاية لها.

وهذه بعض القصص عن أحوال المجتهدات من النساء، ومنهن حبيبة العدوية، كانت إذا صلت

العشاء قامت على سطح لها، وشدت عليها درعها وخمارها ثم قالت: إلهي قد غارت النجوم، ونامت

العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخال كل حبيب بحبيبه، وهذا مقالي بين يديك، ثم تقبل على صالتها

185

ضعفاإليمان فإذا طلع الفجر قالت: هذا الليل قد أدبر، وهذا

النهار قد أسفر، فليت شعري هل قبلت مني ليلتي فأهنأ أم رددتها على فأعزى؟ وعزتك لهذا دأبي

ودأبك ما أبقيتني، وعزتك لو انتهرتني عن بابك مابرحت لما وقع في نفسي من جودك وكرمك.

ويروى عن عجرة أنها كانت تحيي الليل كله، وكانت مكفوفة البصر، فإذا كان في السحر نادت

بصوت لها محزون: إليك قطع العابدون دجى الليالي يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك، إلهي أسألك أن تجعلني في زمرة السابقين، وأن تلحقني

بالصالحين وتكثر الدعاء ثم تخر ساجدة، فال تزالتدعو وتبكي إلى الفجر.

وقال يحيى بن بسطام: كنت أشهد مجلس شعوانة فكنت أرى ما تصنع من النياحة والبكاء،

فقلت لصاحب لي لو أتيناها إذا خلت فأمرناها بالرفق بنفسها، فقال: أنت وذاك، قال: فأتيناها فقلنا لها: لو رفقت بنفسك، وأقصرت من هذا البكاء، لكان أقوى لما تريدين، قال: فبكت ثم

قالت: والله لوددت أني أبكي حتى تنفد دموعي، ثم ابكي دما، وأنى لي بالبكاء، وأني لي بالبكاء، فلم

تزل ترددها حتى غشي عليها، وقيل: إن إحدى صديقاتها المتعبدات رأتها بعد موتها في المنام

فقالت: رأيت كأني أدخلت الجنة، فإذا أهل الجنة قيام على أبوابهم، فقلت: ما شأن أهل الجنة قيام؟

فقيل: خرجوا ينظرون إلى هذه المرأة التي زخرفت الجنان لقدومها فقلت: ومن هذه المرأة؟ فقيل: أمة سوداء من أهل األيكة يقال لها شعوانة: فقلت: أختي والله قالت: فبينما أنا كذلك إذ أقبلت على نجيبة تطير بها في الهواء، فلما رأيتها ناديت: يا أختي أما ترين مكاني من مكانك فلو دعوت لي

186

البـــاب موالك فألحقني بك، قالت، فتبسمت إلي وقالت:الرابـع

لم يأن لقدومك ولكن احفظي عني اثنين: ألزمي الحزن قلبك، وقدمي محبة الله على هواك ال

.(1)#يضرك متى مت هذا وبعد أن استعرضنا هذه المواقف القليلة

من أحوال الصالحين، فحري بنا أن نجتهد في البحث عن المزيد منها في مظانها لينبعث نشاطنا

على فعل األعمال الصالحة، ويزيد حرصنا على مواصلة السير في طريق الدار اآلخرة، ولكي ال

تضعف أنفسنا، ويعتريها الوهن من كثرة ما نشاهد من إعراض الغافلين، واجتراء الالهين على

المعاصي، خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وشاع فيه الفساد، وتعددت فيه وسائل

اإلعالم الهدامة، وتكالبت األمم على المسلمين تريد صرفهم عن دينهم، وقلت أو انعدمت القدوة

الصالحة، لذا أصبح لزاما علينا أن نستفيد مما لدنيا من كنوز عظيمة من سير الصالحين وأحوالهم التي

سجلها تراثنا العربي عبر القرون، ومنها حاالت تعتبر من خوارق العادات المدهشة، ومن غرائب األطوار المحيرة، ويستحيل أن نجد لها مثيال في هذه األعصار المتأخرة، ولذلك فهي مفيدة لمن أطلع عليها، بحيث تحيي القلوب الميتة، وتبعث

النشاط الخامد، وتشعل الحماس المنطفئ. وعلينا أن نبحث عن سير الصالحين في مظانها

من كتب التراجم وكتب التاريخ، وال شك أن أهم صلى الله عليه–سير الصالحين هي سيرة النبي

فهي النبراس الذي يضيء للمؤمن طريقه،–وسلم (.360-4/356) للغزالي الدين علوم إحياء انظر( ?)1

187

ضعفاإليمان وقد كتبت عنها كتب كثيرة تفوق الحصر، ولعل

أقدمها وأهمها السيرة النبوية البن هشام، ومن كتب التراجم التي ترجمت للصحابة خاصة: اإلصابة

في تمييز الصحابة البن حجر العسقالني، واالستيعاب في أسماء األصحاب البن عبد البر،

وأسد الغابة في معرفة الصحابة البن األثير،والطبقات الكبرى البن سعد.

ـأما ـالكـتـب ـالـتي ـترـجمـت ـللـصحـاـبة وـغـيرهـم ـفأهـمـها ـكـتاـب ـحلـيـة ـاألولـيـاء ألـبي ـنـعـيم ـاألـصفـهاـنيـ،

وـقـد ـأـخـتصـر ـالـكـتاب ـعـدة مـراـت، أـهمـهـا ـاخـتـصاـر اـبـن ـالجوـزـي ـالـمسـمى صـفـة ـالـصـفوةـ، ـثـم ـاـختـصـار مـحمـد

ـبـن ـالحـسن ـالوـاـسـطي اـلمـسمـى ـمجـمـع ـاألـحـباـب وـكالهـما ـأـضاـف إـضـافـات مـفـيدـة، وـأـخيـرـا هـناـك

ـاخـتـصاـر ـمعـاـصر ـوـراـئـع ـقاـم ـبـه ـاألـستـاذ ـصـالح أـحـمد ـوكـتـبـ#ـتهـذـيب ـحلـيـة ـاألـولـيـاء$ـالشاـمي ـسمـاه

ـالـترـاجـم غـير هـذا كـثـيرـة ـمـثل ـسـيـر ـأـعالم ـالـنـبالء لـلـذهـبي، وـوـفيـات األـعـيان الـبـن ـخـلكـان، وـطـبقـات

ـالشاـفـعيـة اـلكـبرـى ـللـسبـكي، وـشـذـراـت ـاـلذهـب الـبـن ـالعـماـد ـالحـنـبـلي، وـتـهـذـيب اـلكـمال لـلـمزيـ، ـوغـير ذلـكـ.

وـمـن ـالـكـتب اـلـتارـيـخيـةـ: ـالـبـدـاـية وـالـنـهاـيـة الـبـن كـثـيرـ، وـالـكاـمل الـبـن ـاألـثـيرـ، ـوـالـمنـتـظـم ـفي ـتاـريـخ ـملـوك ـاألـمم الـبـن ـالـجوـزيـ، ـوتـارـيخ ـاألـمم وـاـلمـلوـك الـبـن جـرـير ـالـطـبـري، ـوكل هـذه اـلكـتب ال ـتخـلوـمـن ـسـير

ـالـصالـحـينـ، ـومـوـاقـفـهم ـاإلـيـماـنـية اـلـمؤـثرـة ـ. ـمفـيـد ـفي هـذـا ـالجـاـنب، هو ـإحـياـءكتابوـهنـاك

ـعلـوـم ـالـدـيـن لـلـغزـاليـ، ـفقـد نـقل مـواـقـف ـوـصورـا مـؤـثرة ـمن ـحيـاة ـالـصالـحـينـ، ـكمـا ـأـنـه ـقـد ـبـلـغ ـالـغاـيـة

188

البـــاب ـالقـصـوى فـي ـباـب ـترـقـيق ـالقـلوـب ـ، ـوـسوـقـها إـلىالرابـع

آلخرة{، وبي{ان{ مك{ائد{ شي{ا{طي{ن{ـطرـيق اـلدـاـر ـا ا{لجن وا{إلنس{ ف{ي إ{بعا{د ا{لم{سل{م{ عن{ د{ي{نه{، وق{د ذ{كر ف{ي{ه م{ن أ{حوا{ل ا{لصا{لحي{ن جم{ل{ة

عص{الحة{ ،{تف{ي با{لغر{ض؛ ف{أنصح با{إلطالعل{ي{ه{، فه{و م{ن أ{هم{ ك{ت{ب ا{لرق{ائ{ق .

ه ـإلى أمر مـهم في هـذا كما ال يفوتـني أن أنب الباب وهو االطالع عـلى كـتب ـالرـقاـئق بصفة ـعامة

تمـد القلوب بالوقود ـاإليماني وال غنى للمسلمـفهـي عـنها، بل أن االبـتعاد عـنها أحـد أسـباب ـقسوة القـلب،

وأقـصد بكـتب الرـقائق تلك ـالكـتب التي تقود اإلنسان إلى ـطريق االسـتقامـة والتقوى والدـار اآلخرة، وتحذره مـن االغترار ـبالـدنيا، وتـبيـن لـه

حقارتها، وـسرـعة اـنقضائـها، وخسة ـشركاـئها، كـما أنـها تصف له ـالجنـة بما فـيها نعيـم وسمو، فـتسـتدر

بذلك كامـن أشواـقه، وتشعل جذوة نشاطه لألعمال الصالحة، فتـمأل نفسه باألفكار ـالـطيبـة الطاهرـة، وتشغل أوقاتـه بألوـان ـالطاعة وـالعبادة، ـبحـيث ال

يجد الشيـطان ـإلى روحه ـسبـيال. وكتب الرقائق كثيرة جدا، منها أغلب كتب ابن قيم الجوزية وال سيما كتابه القيم مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، وكتاب الزهد

لألمام أحمد بن حنبل، وكتاب إحياء علوم الدين للغزالي، وجميع كتب التفسير وكتب الحديث نافعة

في ترقيق القلوب، وتقوية اإليمان، كما أن هناك كتب معاصره في هذا الباب تحت عنوان الرقائق أو

تزكية النفوس أو الزهد لمؤلفين كثر.

189

ضعفاإليمان

190

البـــاب191الرابـع

ضعفاإليمان

المقـــابر زيــــارة :– صلى الله عليه وسلم –قال الرسول

رواه#زوروا القبور فإنها تذكركم الموت$ مسلم. وقد زار النبي عليه السالم قبر أمه فبكى،

وأبكى من حوله، وقال: استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور

قبرها فأذن لي، ثم حث الناس على زيارة المقابر ألنها تذكر بالدار اآلخرة، وتذكر بالموت، وهي بذلك

تطرد الغفلة عندما تخيم على النفوس، وتذيب قسوة القلب عندما تبعد اإلنسان عن طريق الدار اآلخرة، حيث يرى تلك الحفرة الحقيرة التي تفتقر

إلى كل شيء مما يتطلع إليه الناس، فهذا القبر الذي هو البيت الدائم لإلنسان، عبارة عن شق في األرض ال يتجاوز متر في مترين يحفر خالل ساعة

واحدة بحيث يكون بعدها جاهزا لالستخدام. ونحن في الدنيا نبني بيوتنا ونتفنن في عمارتها

بحيث يستغرق البنيان سنين معدودة، وقد يموت بعضهم قبل أن يستكمل بنيان بيته، فعندما يزور اإلنسان المقابر، ويراها من قرب، ويستشعر أنه

سيكون يوما ما من سكانها، وأن ما هو فيه من دنيا سيتركه حتما، كما تركه قبله سكان هذه المقابر، ال

شك أن هذه الحالة تعتبر أقوى موعظة، وأشد ذكرى يمكن أن تحدث في النفس هزة عنيفة تجعلها تعود إلى رشدها، وتراقب ربها وتعمل

األعمال التي تقربها إلى الخالق، وتباعدها عن النار،

192

البـــاب إن زيارة المقابر عالج ناجح لقسوة القلب،الرابـع

وسيطرة الغفلة، لمن هداه الله وكتب له التوفيق. التذكرة في$قال اإلمام القرطبي في كتابه

ليس للقلوب أنفع$ #أحوال الموتى وأمور اآلخرة من زيارة القبور، وخاصة إذا كانت قاسية فعلى

أصحابها أن يعالجوها بأربعة أمور: اإلقالع عما هي عليه من الذنوب والمعاصي-1

وذلك بحضور مجالس العلم والوعظ والتذكر والتخويف والترغيب وأخبار

الصالحين، فإن ذلك مما يلين القلب وينجعفيه.

ذكر الموت، وينبغي اإلكثار منه. يروى أن-2 – رضي الله عنها –امرأة شكت إلى عائشة

قساوة قلبها فقالت أكثري من ذكر الموتيرق قلبك.

مشاهدة المحتضرين، فإن النظر إلى الميت-3 ومشاهدة سكراته ونزعاته، وتأمل صورته

بعد مماته ما يقطع عن النفوس لذاتها، ويطرد عن القلوب مسراتها ويمنع األجفان من النوم، واألبدان من الراحة، ويبعث على

العمل ويزيد في االجتهاد. يروى أن الحسن البصري دخل على مريض

فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم، فقالوا له الطعام يرحمك الله، فقال: يا

أهاله عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيتمصرعا ال أزال أعمل له حتى ألقاه.

193

ضعفاإليمان فهذه ثالثة أمور ينبغي لمن قسى قلبه ولزمه

ذنبه أن يستعين بها على دواء دائه، ويستصرخ بها على فتن الشيطان وإغوائه، فإن انتفع بها فذاك،

وأن عظم عليه ران القلب، واستحكمت فيه دواعي الذنب؛ فزيارة قبور الموتى تبلغ في دفع ذلك ماال

يبلغه األول والثاني والثالث، ولذلك قال عليه زوروا القبور فإنها تذكر الموت$السالم:

...#واآلخرة وتزهد في الدنيا وينبغي لمن عزم على زيارة المقابر أن يتأدب

بآدابها، ويحضر قلبه عند إتيانها، وال يكون حظه الطواف على األجداث بدون فكر واعتبار، بل يقصد

بزيارته وجه الله تعالى، وإصالح فساد قلبه، ونفع الميت بالدعاء، ويجتنب المشي على المقابر،

ويسلم إذا دخل المقابر ويخاطبهم خطاب السالم عليكم دار قوم$الحاضرين فيقول:

... ثم يعتبر بمن صار تحت التراب،#مؤمنين وانقطع عن األهل واألحباب، بعد أن قاد الجيوش

والعساكر، ونافس األصحاب والعشائر، وجمع األموال والذخائر، فجاءه الموت في وقت لم

يحتسبه، وهول لم يرتقبه، فليتأمل الزائر حال من مضى من أخوانه، ودرج من أقرانه، الذين بلغوا اآلمال، وجمعوا األموال، كيف انقطعت آمالهم؟

ولم تغن عنهم أموالهم، ومحا التراب محاسن وجوههم، وتفرقت في القبور أجزاؤهم، وترمل

بعدهم نساؤهم، وشمل ذل اليتيم أوالدهم... وليتذكر ترددهم في المآرب، وحرصهم على

نبيل المطالب وانخداعهم لمؤاتاة األسباب، وركونهم إلى الصحة والشباب، وليعلم أن ميله إلى اللهو

194

البـــاب واللعب كميلهم، وغفلته عما بين يديه من الموتالرابـع

الفظيع والهالك السريع كغفلتهم، وأنه البد صائر إلى مصيرهم، وليحضر بقلبه ذكر من كان مترددا في أغراضه، وكيف تهدمت رجاله، وكان يتلذذ بالنظر

إلى ما حوله وقد سالت عيناه، ويصول ببالغة نطقه، وقد أكل الدود لسانه، ويضحك لمؤاتاة دهره وقد

أبلى التراب أسنانه، وليتحقق أن حاله كحاله، ومآله كمآله، وعند هذا التذكر واالعتبار، تزول عنه جميع

األطماع الدنيوية ويقبل على األعمال األخروية، فيزهد في دنياه، ويقبل على طاعة مواله، ويلين

.(1)#قلبه، وتخشع جوارحه ومن المهم لمن أراد زيادة إيمانه ومراقبة قلبه أن يخصص أوقاتا معينة لزيارة المقابر سواء كانت أسبوعية أو شهرية أو غير ذلك، وينبغي لمن يزور المقابر أن يفرغ قلبه من هموم الدنيا ومشاغلها،

ويختار األوقات المناسبة ليتحقق الهدف من الزيارة، وهو االعتبار والذكرى التي تؤدي إلى

االنهماك في األعمال الصالحة برغبة صادقة، ونفس صافية بعيدة التعلق بحطام الدنيا الزائل، وكل ذلك

يحتاج إلى مجاهدة قبل الزيارة وأثنائها وبعدها، كيف ال؟ والشيطان عدو متربص بالمؤمن، يريد أن

يفسد عليه كل خطة فيها صالحه، وخالصه منالرذائل، وعتق رقبته من النار.

وينبغي أن يكثر زائر المقابر من التأمل في هذه الدار التي أصبح أهلها مرتهنون بأعمالهم، ال

ينفعهم إال عمل صالح قدموه: من صالة أو صيام أو صدقة أو قراءة قرآن أو ذكر لله أو السعي في

(.22-19) للقرطبي اآلخرة وأمور الموتى أحوال في التذكرة( ?)1

195

ضعفاإليمان حاجة المسلمين وغير ذلك من األعمال الصالحة

الكثيرة. يروى أن أحد الصالحين الحظ بعض زوار القبور

وهو مشتغل بأمور الدنيا، بعيد عن العظة بأهل المقابر فقال له: أن هؤالء األموات ال يتمنى أحد

منهم إال أن يكون باستطاعته أن يصلي ركعتين لله وهي عنده خير من الدنيا وما– سبحانه وتعالى –

فيها، ففكر بأمرك عندما تصير إلى ما صاروا إليه! فلنتأمل هذه العبارة كثيرا! فكيف أن أقصى

وأعظم ما يتمناه أهل المقابر أن يصلوا ركعتين! وقد حيل بينهم وبين ذلك، أما نحن فالزلنا في زمن المهلة، فلماذا ال

نقبل على الصلوات وسائر األعمال الصالحة برغبةصادقة ونفس منشرحة؟

لماذا نقصر دائما في صلواتنا؟ خاصة الصالة مع الجماعة حيث يغلبنا الكسل ولذة النوم فنضيع

كثيرا منها مثل صالة الفجر. لماذا ال نأخذ أهبتنا لهذه الصالة فننام مبكرا لكي نتمكن من أدائها مع جماعة المسلمين في

المسجد؟ أين نحن من التوجيه النبوي الكريم حيث عن السهر بعد صالة– عليه السالم –نهى النبي

العشاء، ونهى عن النوم قبلها؟ كل ذلك من أجل الحفاظ على صالة الفجر، أين نحن من صالة النافلة مثل قيام الليل حيث يخلو اإلنسان بنفسه في جوف الليل يناجي ربه

بعيدا عن أعين الناس، ال يريد بعمله ذلك إال وجه– سبحانه وتعالى –الله

196

البـــابالرابـع أليس قيام الليل مع الصيام هو الذي جعل

الصالحين يرغبون في الحياة، ويجدون فيها متعة وأنسا لم يجدهما من تنعم بكل شهوات الدنيا،

وكانوا يقولون: لوال ظمأ الهواجر، وسهر الليالي، ما أحببنا البقاء في هذه الدنيا، إذن فعلينا أن نتذكر

دائما حال أهل المقابر، الذين يتمنون صالة ركعتين فقط فال يمكنون من ذلك، ونقبل نحن على األعمال الصالحة مادمنا في زمن المهلة، والمسلم ينبغي له دائما أن يتفقد إيمانه وما نقص منه، ويبادر بسرعة إلى العالج إن كان ثمة مرض في القلب، فاإليمان

هو الوقود الذي به تحصل األعمال الصالحة، وزيارة القبور إحدى وسائل تفقد اإليمان واالرتقاء به إلى مصاف أولياء الله الصالحين، فعندما يقوم المسلم بهذه الزيارة منفردا، ويقف على شفير قبر مفتوح، يتأمل في أكناف هذا المسكن الذي البد أن يحل به

جميع الناس من األمير إلى الفقير، وهنا يحصل التشابه التام بين هذه المساكن فليس هناك قبر أجمل من قبر كما هو الحال في الدنيا بين قصور

األثرياء وأكواخ الفقراء. هذا المسكن الذي ترى جميع أطرافه وزواياه

من نظرة واحدة، فليس هناك أسرار، وال أقبية سرية، وال غرف خاصة، أن كل شيء مفتوح

أمامك، إن ساكن هذا القبر سيمكث فيه ما شاء الله، بحيث أنه لن يتحول منه إلى غيره أبدا، ففكر أيها اإلنسان لماذا االهتمام والنصب من أجل بيوت الدنيا التي ربما يتركها اإلنسان ويتحول عنها خالل حياته زاهدا فيها إلى غيرها؟ أليس من الحكمة أن نصرف جل اهتمامنا لالستعداد لهذا السكن الدائم

وما بعده؟ لماذا ال يكون اهتمامنا باآلخرة قدر

197

ضعفاإليمان اهتمامنا بالدنيا على األقل؟

والحقيقة أن اهتمامنا بالدنيا يفوق أمر اآلخرة كثيرا!! بدليل أننا عندما ننشغل بأمر من أمور الدنيا نندمج فيه بكل قوانا بحيث ال يشغلنا عنه شيء، أما

إذا اشتغلنا بأمر من أمور اآلخرة فإننا ال ننصرف إليه بكل قوانا، بل ندنسه باالنشغال الذهني بأمور الدنيا، وذلك مثل الصالة فمن منا تسلم له صالته من الخواطر والتفكير في أمورنا اليومية إال من

رحمه الله، والله المستعان!! فجدير بمن عرف هذه الدنيا وأيقن أنه عنها

راحل، ورأي مسكنه بعدها وتأمل في ضيق مساحته، وتقارب أطرافه، وظلمة أكنافه؛ أن يشمر

عن ساعد الجد، ويستعد لذلك اليوم الرهيب باألعمال الصالحة التي تنجيه من عذاب القبر،

وتؤنس وحشته عندما يفارق األهل واألحباب ويوصد دونه الباب، فال خليل يسليه، وال قريب يعطف

عليه،

[89-88الشعراء: ]سورة. الصالحة، أعماله إال ينفعه ال اليوم ذلك ففي

لكي األعذار ويتمحل عنها، يتكاسل اآلن هو التي يتركها من نفسه إلى أشهى هو ما إلى انصرافا

تزول. ما سرعان التي الدنيا شهوات حال في والتأمل المقابر رؤية أن شك وال

خاصة نفسه، اإلنسان به يعظ ما أكبر أهلها كان كيف منهم، يعرف من حال في يفكر عندما

بها، القيام ينوون ومشاريع وطموحات آمال لهم ومفرق اللذات هادم وبينها بينهم حال ولكن

198

البـــاب يكملوا حتى الموت يمهلهم لم الجماعات؟الرابـع

يتوقعوا ولم مشاريعهم الدنيا عن يرحلوا أن أبدا ريعان في بعضهم كان حيث السرعة بهذه

الشباب. يسميها كما الصامت الواعظ هي فالمقابر

يفتأ ما يقول: $هو حيث الباللي عبدالحميد الشيخ أعلى الناس أعماق في صوته ولكن يتكلم، ال صامتا

يملك ال الصوت، الجهوري الواعظ ذلك صوت من أعمق منظره ولكن المصفوفة، المنمقة العبارات

الوعظ... عبارات كل من غفلة في الناس

يوقظهم والموت أهاليهم يشيعونبجمعهم

أحالم إلى ويرجعونغفلتهم

حتى يفيقون وماالعمر ينفذ

ما إلى وينظرونقبروا قد فيه

رأوا ما كأنهم شيئانظروا وال

تقوية أسباب أكبر من الواعظ ذلك فزيارة تذهب عندما فأنت الغشاوة، تلك وإزالة القلب،

واعظ إلى تستمع الجمعة يوم المسجد إلى ولكن واحد، والواعظ كثيرون فالمصلون واحد،

كل تتحول حيث المقبرة، في تنقلب الصورة آن في إليهم تستمع وأنت وعاظ، إلى القبور وهذه كثر، والوعاظ قليل فالمستمعون واحد، ذلك في إال الدنيا أمور في تكون ال فريدة حالة

تذكرنا فإنها المقابر نزور وعندما(1)#المكان!

(.115-113) الباللي عبدالحميد – اإليمان واحة( ?)1

199

ضعفاإليمان وخالطوا العدم، وطواهم الفناء، لفهم قد بأناس

القبر هو األرض هذه على الحي كأن$ التراب لتجد فإنك اإلنساني، الجسم ال اإلنسان قبورا

تجد وال سنة ألف من بعض في إنسانا هذه! الفناء فكرة مرعبة هي كم ،(1)#عمرها منها واألشد مصير من اإلنسان يالقيه ما رعبا

قبره في فيها ينفرد مرة أول خاصة الموت، بعد الذي القبر عذاب هناك حيث

وتعالى سبحانه – الله رحم من إال منه ينجو ال– .

وقصارى مصيرك هذه مادام اإلنسان أيهاأمرك الدنيا هذه أجل من والخصام التقاتل فلماذا

الزائلة؟ حيازة ألجل اإلنسان أخاك تظلم لماذا إال معك يبقى لن الدنيا أمور من شيء أياما

عنك؟ يرحل أو عنه وسترحل معدودة، القيامة أهوال وأن ينتظرك، القبر أن أنسيت

شيء من يهرب من$الرافعي: يقول أمامك إال منه يهرب أحد فما القبر إال وراءه تركه أمامه؛ وجده وأنت متململ، غير ينتظر أبدا أبدا

السماء في وليس متراجع، غير إليه متقدم في وليس الله، اسم إال يتغير ال لما عنواناالقبر.... اسم إال يتغير ال لما عنوان األرض

شفى الذي العزيز الميت وأنزلنا القبر فتحنا التراب وقف بل هناك، ووقفت الحياة مرض من

(.62) الرافعي صادق مصطفى – المسالكين كتاب( ?)1

200

البـــابالرابـع منه ويعرف الصامت التراب عن يعقل المتكلم

وأن بلحظة، محدود يمتد ما على العمر أن الغايات وأن بخمود، محدودة تبلغ ما على القوة القارات وحتى بانقطاع، محدودة تتسع ما على

بقبر.... فيا محدودة الخمس مأهولة للقبور عجبا التراب من ذرة أحد! أية فيها وليس الدنيا بملء

كانت وأيتها ورغدا، نعمة كانت التي هي بؤسا كانت وأيتها وشقاء، ورحمة؟ حبا

وأين والمتاع؟ المال القبر: أين سألت وأين والقوة؟ الصحة وأين والسحر؟ الجمال وأين والجبروت؟ القدرة وأين والضعف؟ المرض ال فكرية صور هذه والذلة؟.. قال: كل الخنوع أنهم هنا! فلو من تؤخذ ال ألنها هنا؛ إلى تجيء لنزاعهم، وسالمه لدنياهم، القبر هدوء أخذوا

سخروه فيما الموت لسخروا لتعبهم، وسكونهالكون!... نواميس من

إنسان لكل تقول تزال القبر! ال أيها لك واها فال إليك، تفضي الطرق كل تبرح وال تعال، راجع، طريق من يرجع وال دونك، بأحد يقطع

فيك قط أنزلوا فما المساواة، وحدك وعندك وال ذهب، من عظامه ملكا من عضالته بطال

وال حديد، وال ديباج، من جلده أميرا وجهه وزيرا وال حجر، من وال خزانة، جوف غنيا علقت فقيرا.(1)#مخالة أحشائه في

(.64-63) الرافعي صادق لمصطفى المساكين كتاب( ?)1

201

ضعفاإليمان

202

البـــابالرابـع

وتدبر فهم قراءة القرآن قراءة قضـــية به نعـــالج شـــيء أفضل أن شك ال – وتعــالى سبحانه – الله كتاب هو اإليمان ضعف

ــريم الكتاب هذا في إن يهز و العقل يقنع ما الك لــترى العيــون المشــاعر.. ويفتح ويحرك الوجدان،

ــاق في بثها التي سبحانه الله آيات الســموات آفقال#واألرض تعالى:

سورة[ تعالى: وقال[53فصلت:

20الذاريات: ]سورة-21].

العلم عصر هو فيه، نعيش الذي وعصرنا$ بدليل.. والعقيدة إال قول فيه يقبل ال واإلقناع

الوحيدة العقيدة هي العصر هذا في اإلسالمية القاطعة.. بينما والحجة المقنع الدليل تملك التي

المبتدعة والمذاهب المحرفة األديان تملك ال حجه! وال دليال

اإلسالم في يدخلون الذين عدد يكثر ولهذا الغربية المجتمعات في يوم.. وأكثرهم بعد يوما

لترجمة يسيرة بقراءة الله دين في يدخلونالقرآن.. آيات بعض

بلسان القرآن قرؤوا أنهم لو بهم فكيف ولطائف المعاني دقائق إليهم مبين.. يؤدي عربي

الترجمة؟! مع نقلها يستطيع ال التي اإلشارات#(1).

(.6) عبدالواحد د.مصطفى القرآن، في اإليمان( ?)1

203

ضعفاإليمان ربنا كتاب قراءة على نقبل أن فعلينا إذن

من أنفسنا نطهر أن بعد – وتعالى سبحانه – الحياة، أدران من قلوبنا ونصفي الدنيا، شوائب

وجده كما للقرآن العجيب األثر ذلك سنجد وهنا وبكتابه، بالله األنس وجدوا حيث قبلنا، الصالحون

يعبأوا فلم وأنفسهم أعينهم في الدنيا صغرت ثم وأصبح ألجلها، وألمهم حزنهم قل وبذلك بها،

– وتعالى سبحانه – ربهم رضا هو األكبر همهمبالجنة. والفوز النار من والنجاة

أبي بن وعلي عفان بن عثمان عن يروى أنفس طهرت لو$يقوالن: كانا بأنهما طالب

.#الله كتاب من شبعت ما المسلمين تعالى، الله كتاب إلى صادقة عودة من فالبد

ونفهم معانيه، معها نتدبر واعية قراءة من والبد بأوامره، ونعمل أحكامه، ونستوعب مراميه،نواهيه. ونجتنب

كتب بعض ذلك ألجل نقرأ أن وعلينا القرآن، علوم التجويد،وكتب كتب وبعض التفسير،

تعالى، الله كالم تالوة نتقن أن ذلك من وأهم ومنبعها، العلوم أساس يعتبر تعالى الله وكتاب

القرآن بسبب إال الوجود إلى يظهر لم فأكثرها والبالغة والتفسير والنحو الفقه مثل له وخدمة

نبدأ أن يجب لذا جميع من وندرسه بالقرآن أوال رحاب في ذلك بعد ننطلق ثم الجوانب،المعرفة. القرآن$السيوطي: الدين جالل الشيخ يقول

شمسها ودائرة ومنبعها، العلوم مفجر هو الكريم

204

البـــابالرابـع كل علم وتعالى سبحانه فيه أودع ومطلعها،

ذي كل فترى وغي، هدى كل فيه وأبان شيء، يستنبط فالفقيه يعتمد، وعليه يستمد، منه فهم والحرام، الحالل منه ويستخرج األحكام، منه

في إليه ويرجع إعرابه، قواعد منه يبني والنحوي به يهتدي والبياني وصوابه، القول خطأ معرفة

في البالغة مسالك ويعتبر النظام، حسن إلى يذكر ما واألخبار القصص من وفيه الكالم، صوغ يزدجر ما واألمثال المواعظ ومن األبصار، أولي

علوم من ذلك غير إلى واالعتبار، الفكر أولوا به مع هذا حصرها، علم من إال قدرها يقدر ال

العقول، تبهر أسلوب، وبالغة لفظ فصاحة إال عليه يقدر ال نظم وإعجاز القلوب وتسلب

.(1)#الغيوب عالم علوم لجميع المسلم استيعاب أن شك وال

معاني فهم إلى التالوة، إتقان القرآن: من ؛ سامية أفكار من إليه ترمي ما ومعرفة اآليات، والنفوذ التالوة، أثناء القرآن تدبر على يساعد

تحيا وبذلك وإشارات، لطائف من فيه ما إلى بكتاب األنس ويحصل اإليمان ويزداد القلوب،

والسعادة األسمى المطلب هو وذلك الله، سهل األمر هذا تحقيق أن شك وال الكبرى، متوفرة الله كتاب تخدم التي فالكتب ويسير،

المحتسبون والعلماء المكتبات، جميع في وحلقات والمساجد الجامعات في موجودون

عائق من هناك وليس العلم، من بالله فلنستعذ العزائم، ووهن الكسل إال

(.3-1) الدين، علوم في اإلتقان( ?)1

205

ضعفاإليمان السالم عليه – الرسول منه استعاذ كما الكسل

األولى. الخطوة ولنبدأ – أفضل من وقراءته خير، كل مفتاح فالقرآن

قال – وجل عز – ربه إلى العبد به يتقرب ما الصحيح المذهب أن أعلم$الله: رحمه النووي أن العلماء، من يعتمد من عليه الذي المختار والتهليل التسبيح من أفضل القرآن قراءة

على األدلة تظاهرت وقد األذكار، من وغيرهما على وتعالى سبحانه الله رتب وقد ،(1)#ذلك

قال حيث الجزيل األجر الكريم القرآن قراءة تعالى:

وقال الرسول. [30-29فاطر: ]سورة من قرأ$ : – صلى الله عليه وسلم –الكريم

حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنةوالحسنة بعشر أمثالها،

ال أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف والم رواه الترمذي وقال حديث#حرف وميم حرف

حسن صحيح. الذي يقرأ القرآن$وقال عليه السالم:

وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو

رواه البخاري ومسلم،#عليه شاق له أجران أقرؤوا القرآن فإنه يأتي$وقال عليه السالم:

رواه مسلم#يوم القيامة شفيعا ألصحابه واألحاديث كثيرة جدا في الحث على قراءة القرآن وما ذلك إال لما في قراءته من خير كثير من حيث

(.21) للنووي القرآن حملة آداب في التبيان( ?)1

206

البـــاب األجر والثواب فيكفي أن لكل حرف فيه حسنةالرابـع

والحسنة الواحدة تتضاعف عشر مرات وأكثر، وثانيا فالقرآن فيه الطمأنينة النفسية، وانشراح الصدر وزيادة اإليمان، فالذي يقرأن آيات القرآن بتدبر

يزيد إيمانه قطعا لما فيه من أفكار سامية ومعاني راقية تحلق باإلنسان في أجواء الطهر والسمو،

وترتفع به عن ثقلة األرض لتحلق بروحه في فضاءطاهر نقي بعيد عن كل دنس، طارد لكل كدر.

إذن فقراءة القرآن الكريم تعتبر عالجا عظيما لقسوة القلب، ولذلك ينبغي االهتمام بهذه القراءة أوال من حيث توقيتها واستمرارها، فالواجب على

المسلم أن يكون له ورد يومي في قراءة القرآن، ويفضل أن يكون جزءا من القرآن بحيث يختم

القرآن كل شهر، وينبغي أال يستمع المسلم لتهويل الشيطان في صعوبة ذلك، فهو من أسهل األمور، بل فيه خير كثير وسعادة كبيرة بإذن الله، فقراءة

الجزء ال تتجاوز النصف ساعة، وهناك من يقرأه في ثلث ساعة، واألفضل أيضا أن يكون وقت القراءة بعد صالة الفجر، ليكون أول شيء يفتتح به يومه،

وألن الذهن أصفى ما يكون في هذا الوقت فهو وقت البكور الذي فيه البركة والخير حيث قال

بارك الله ألمتي في$الرسول الكريم: #بكورها

ولألسف فإن كثيرا من الناس اليوم يقضون هذا الوقت المبارك في النوم، وهذا خالف األفضل

حيث تقسم األرزاق، وتطرح البركة كما ورد فياألثر.

ثانيا: ينبغي االهتمام بالقراءة من حيث االلتزام

207

ضعفاإليمان بآدابها كاملة مثل تنظيف الفم بالسواك قبل

القراءة، وأن يكون القارئ طاهرا، وأن يكون مكان القراءة مالئما من حيث الطهارة والنظافة والهدوء،

وأن يستقبل القبلة ثم البدء باالستعاذة فالبسملة. وأهم من ذلك كله إخالص النية، وابتغاء وجه الله، وأن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله تعالى، فال

شك أن االهتمام بهذه اآلداب ومراعاتها يعتبر عامال مساعدا لتحقيق الهدف األساسي الذي نحن

بصدده، وهو حصول الخشوع والخشية التي تعتبرأهم ثمرة يسعى المسلم للحصول عليها.

ثالثا: ينبغي أن يفرغ اإلنسان ذهنه عند بدء القراءة بقدر المستطاع ليستقبل كالم الله بقلب خالي من هموم الدنيا ومشاغلها الكثيرة، ليجعل

هذه اللحظات راحة وإجازة من هموم الدنيا، ويقبل على كتاب الله بالتدبر والنظر في معاني ولطائف

– سبحانه وتعالى –ما يقرأ من كالم الخالق ويستعين على ذلك بكثرة التأمل في حقارة الدنيا،

وسرعة زوالها، وأن الموت يترصد الجميع فمن أخطأه اليوم لن يفلت منه غدا، وليتذكر أترابه

وأقرانه ومعارفه الذين رحلوا عن هذه الدنيا وهم الزالوا يفكرون في مشاريعهم الدنيوية، وكيف

تركوها فجأة في وقت لم يتوقعوه أبدا؟! ومن طريف ما يذكر في هذا المجال أن رجال

كان يبني منزال وعندما أتفق مع أحد المقاولين لعمل تزيين المنزل من الداخل بالجبس اشترط أن

يكون هناك ضمان على جودة العمل لمدة عشرسنوات وكان حريصا على أن يكون

هذا الضمان موثقا بالشهود وختم المؤسسة، والبد

208

البـــاب أن تكون المؤسسة معروفة ولن تغير نشاطها أوالرابـع

تقفل أبوابها خالل هذه المدة، والذي حصل أن هذا الرجل قد توفاه الله بعد أقل من سنة من هذا

االتفاق وقبل أن يتمكن من سكن المنزل الجديد!! فطول األمل واالغترار بالصحة هو الذي يجعلنا نغفل وتقسو قلوبنا، فعلينا أن نقوم بعالجه بشيء من جنسه وهو تذكر الموت، واإلقبال على كتاب الله كل يوم بقراءة متدبرة واعية، كما كان يقرأ

السلف الصالح قراءة فيها الخشوع والخضوع والخوف والرهبة فمن كانت هذه صفته فأنى يلتفت

فإذا$قلبه إلى شأن من شئون الدنيا يقول النووي: شرع في القراءة فليكن من شأنه الخشوع والتدبر

عند القراءة، والدالئل عليه أكثر من أن تحصر، وأشهر وأظهر من أن تذكر فهو المقصود

المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، ]سورة قال عز وجل:

تعالى: وقال ،[82النساء:

[29ص: ]سورة. فيه السلف وأقوال كثيرة، فيه واألحاديث

آية يتلون السلف من جماعة بات ،وقد مشهورة صعق وقد الصباح، إلى ويرددونها يتدبرونها واحدة جماعة ومات القراءة، عند السلف من جماعة

منهم ومهابته، الله خوف من القراءة حال منهم عنه، الله رضي أوفي بن زرارة الجليل التابعي

بلغ حتى فقرأ، الفجر صالة في أمهم المدثر: ]سورة

فخر ،[8-9 ،(1)#العظيم اليوم ذلك هول من ميتا ومنهم أيضا علي بن الفضيل بن عياض الذي مات

(.62) للنووي القرآن حملة آداب في التبيان( ?)1

209

ضعفاإليمان من خوف الله وتعظيم حرماته وخوفا من عقابه

عندما سمع قوله تعالى

فعندما ،[6األنعام: ]سورة من الطاهرة روحه فاضت نرد ليتنا يا قوله بلغ

حقا.. مرعب موقف وهو الموقف، ذلك هول للشكوك مكان فال عيانا، النار الناس يرى حيث

بالنا فما هيهات، ولكن العودة فيتمنون والظنون، به، نتأثر وال القرآن نقرأ الزمن هذا في نحن

فاللهم عنه، منصرفة وقلوبنا بألسنتنا ونقرأه موات وأحي تقصيرنا، عن وتجاوز بنا، ألطفقلوبنا.

جليل بكالم الفصل هذا أختم أن أحب وأخير يلخص الجوزية قيم ابن الرباني للعالم ومفيد

قلبه لعالج يفعله أن المسلم على يجب ما فيه أن أمران: أحدهما ذلك مالك$فيقول: بالقرآن

وطن في فتسكنه الدنيا وطن من قلبك تنقل القرآن معاني على كله به تقبل ثم اآلخرة،

نزل وما منها، يراد ما وفهم وتدبرها واستجالئها وتنزلها آياته، كل من نصيبك وأخذ ألجله، القرآن

القلب داء على اآلية هذه نزلت فإذا قلبك، على.(1)#الله بإذن القلب بريء

القرآن قراءة وقت في األفضل$أيضا: وقال حتى وتفهمه، تدبره على والهمة القلب جمع على قلبك فتجمع به يخاطبك تعالى الله كأن

أعظم أوامره تنفيذ على والعزم وتدبره فهمة السلطان من كتاب جاءه من قلب جمعية من

1(? ) (.36) المنجد صالح لمحمد اإليمان ضعف ظاهرة عن نقال

210

البـــابالرابـع .(2)#ذلك على

(.72-71) السالكين مدارج تهذيب( ?)2

211

ضعفاإليمان

212

البـــابالرابـع

القلوب تطمئن الله بذكر أال : – وتعــالى ســبحانه – البارئ يقول

[28الرعد: ]سورة.

– الفائـــدة هـــذه إال الـــذكر في يكن لم لو لكفته – النفــوس وسعادة القلوب اطمئنان أعني

شــرفا، أكـثر للـذكر عــدد قد القيم ابن أن علمــافائدة! مائة من

على المسلم يحرص أن فينبغي ولذلك اإليمان لضعف العالج نعم فهو الذكر من اإلكثار

– فالله والوساوس القلق مثل النفوس وألمراض كتابه في بذلك أخبر الذي هو – وتعالى سبحانه تعالى: قال حيث الكريم

[28الرعد: ]سورة.قطب: سيد الشهيد يقول

بالله، بالصلة بإحساسها النفوس تطمئن$ تطمئن وحماه، جانبه في واألمن بجواره، واألنس

الحكمة بإدراك الطريق، وحيرة الوحدة قلق من االطمئنان والمصير.. ذلك والمبدأ الخلق في

عميقة حقيقة المؤمنين قلوب في الله بذكر قلوبهم، اإليمان بشاشة خالطت الذين يعرفها

أن بالكلمات يملكون وال يعرفونها بالله، فاتصلت ال ألنها يعرفوها، لم الذين اآلخرين إلى ينقلوها

القلب في تسري إنما بالكلمات، تنقل إليها ويستريح بها، ويندى لها ويهش فيستروحها،

213

ضعفاإليمان في أنه ويحس والسالم، الطمأنينة فيستشعر

ليس الوجود هذا حوله ما فكل أنيس، بال مفردا هو الذي الله صنع من حوله ما كل إذ صديق،

حماه. في ممن األرض وجه على أشقى وليس

ممن أشقى ليس بالله، األنس طمأنينة يحرمون حوله بما الصلة مبتوت األرض هذه في ينطلق

التي الوثقى العروة من انفصم ألنه الكون، في ليس الكون، خالق الله في حوله بما تربطه يذهب ولما جاء؟ لما يدري ال يعيش ممن أشقى

الحياة؟ هذه في يعاني ما يعاني ولما لها يصمد ال الحياة في لحظات هناك إن الله إلى مرتكنا يكون أن إال البشر إلى مطمئنا.(1)#حماه

سبحانه المولى ذكر من اإلكثار أن شك وال االطمئنان هذا النفس في يولد الذي هو وتعالى صله على اإلنسان يجعل ألنه النفسي، واألمن

تستطيع ال قوية الصلة هذه تكون وعندما بربه، حياته، في تؤثر أو قلبه، تغزو أن إبليس جنود يذكر وهو معصية يرتكب إنسان عن سمعت هل

قسى حتى الله ذكر عن اإلنسان بعد بل الله؟المعصية. ارتكاب في السبب هو قلبه

من – وتعالى سبحانه – الله فذكر إذن عليها يحرص أن ينبغي التي المهمة األمور

يتعود حتى ذلك، في نفسه ويجاهد المسلم، متعة له فتصبح عليها، يستغني ال بالله وأنسا في االنزالق من حماية له تكون ثم ومن عنها،

(.4/206) قطب سيد القرآن، ظالل في( ?)1

214

البـــابالرابـع شبح من له حماية وتكون المعصية، مستنقع

له تكون ثم واألحزان، الهموم كنزا في وذخرا – الله من والثواب األجر يجد حيث اآلخرة الدار

– وتعالى سبحانه وقد بها ونعتني األذكار؟ على نحافظ ال وكيف قال: حيث بذلك تعالى ربنا أمرنا

منها أكثر من بالفالح ووعد [،41األحزاب: ]سورة

فقال األنفال: ]سورة

[، وذكر الله أكبر من كل شيء قال تعالى: 45 [،45العنكبوت: ]سورة

لمن – وسلم عليه الله صلى – النبي وصية وهو يزال الله: $ فقال اإلسالم شرائع عليه كثرت

مرضاة # وهوالله ذكر من رطبا لسانك للهم، مزيل للشيطان، مطردة للرحمن وهو المعرفة، ألبواب فاتح للرزق، جالب

اللسان، آفات لترك وسبب الجنة غراس ما يجدون ال الذين الفقراء أحزان وسلوة

الذي بالذكر الله فعوضهم به، يتصدقون ويقوم والمالية البدنية الطاعات عن ينوب

قسوة أسباب من الله ذكر وترك مقامها، القلب

الله ذكر فنسيانقلوبهم موت

وحشة في وأرواحهمجسومهم من

قبل وأجسامهمقبور القبور حتى لهم وليس

نشور النشور

215

ضعفاإليمان

من إيمانه ضعف عالج يريد لمن البد ولذلك تعالى: قال الله ذكر من اإلكثار

الله رحم القيم ابن وقال ،[24الكهف: ]سورة ال قسوة القلب في$ بالذكر العالج عن تعالى يداوي أن للعبد فينبغي تعالى، الله ذكر إال يذيبها للحسن رجل وقال تعالى، الله بذكر قلبه قسوة

إليك أشكوا سعيد أبا الله: يا رحمه البصري.(1)#بالذكر أذبه قال قلبي، قسوة

بالصالح لهما مشهود عالمان فهنا إذن اتفقا القيم وابن البصري الحسن هما والتقوى،

اإليمان وضعف القلب لقسوة عالج أهم أن على صياغة وذكرا – وتعالى سبحانه – الله ذكر هو

قسوة إذابة وهي الظاهرة، لهذه ومعبرة جميلة القلب وقسوة وجل، عز الله بذكر القلب

يشكو الزمن، هذا في منتشرة ظاهرة أصبحت حياتهم عليهم نغصت وقد الناس، من كثير منها

كثير عن يتكاسلون وجعلتهم والهموم، بالحيرة وميسر سهل عالج وهنا الصالحة، األعمال من

به أخبر الظاهرة لهذه سبحانه الخالق أوال قال: فعله على الناس وحث وتعالى

ثم إن العلماء،[28الرعد: ]سورة الربانيين قد وجهوا الناس إليه، وحثوهم على اإلكثار

إن في القلب قسوة ال يذيبها إال$منه بمثل قولهم: فلماذا يغفل طالب الجنة عن هذا الكنز#ذكر الله

العظيم من كنوز الجنة؟(.61-60) المنجد صالح محمد اإليمان، ضعف ظاهرة( ?)1

216

البـــاب هذا الكنز الذي يفيدهم في الدنيا قبل اآلخرة!الرابـع

عليه– سبحانه وتعالى –هذا الكنز الذي رتب الله من األجر والثواب ما يفوق الخيال استمع على –سبيل المثال وليس الحصر إلى قول الرسول

في الحديث الذي رواه أبو–صلى الله عليه وسلم صلى–موسى األشعري قال: قال لي رسول الله

أال أدلك على كلمة من$: –الله عليه وسلم على كنز من كنوز – أو قال – كنوز الجنة

– صلى الله عليه وسلم – فقلت: بلى. فقال الجنة رواه مسلم في#ال حول وال قوة إال بالله

كتاب الذكر والدعاء. من قال سبحان الله$وقال عليه السالم:

#العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنةرواه الترمذي وصححه األلباني.

أيعجز أحدكم أن$وقال عليه السالم: فسأله سائل منيكسب كل يوم ألف حسنة؟

–جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال يسبح الله مائة –صلى الله عليه وسلم

تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه رواه مسلم. وقال عليه السالم#ألف خطيئة

سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا$ رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا

رواه مسلم.#والذاكرات واألحاديث التي تدل على فضل الذكر وما فيه

من األجر كثيرة جدا، وكثرتها تدل على أهمية الذكر وشرفه، وأنه ال غنى للمسلم عنه، مع ما فيه من

السهولة، حيث يستطيع اإلنسان أن يذكر الله على أي حال من أحواله: ماشيا، جالسا، واقفا، مضطجعا

217

ضعفاإليمان قال تعالى:

[191-190عمران: آل ]سورة. اإليمان ضعف من يشكون الذين وبعض$ الليل كقيام العالج وسائل بعض عليهم تثقل

بهذا البدء لهم المناسب من فيكون والنوافل، األذكار من فيحفظون عليه والحرص العالج

إال إله ال$مثل: باستمرار يرددونه ما المطلقة الحمد وله الملك له له، شريك ال وحده الله الله سبحان$ و#قدير شيء كل على وهو

وال حول ال$ و#العظيم الله سبحان وبحمده، من كذلك ويحفظون وغيرها،#بالله إال قوة

أذكار مثل السنة في جاءت التي المقيدة األذكار ودخول واالستيقاظ، والنوم، والمساء، الصباح واالستخارة والمسجد واألذان والسفر الخالء

سيجد عليها حافظ من أن ريب والركوب.. وال لذلك أثرا .(1 )#الله بإذن قلبه في مباشرا

وقد كثيرة، تربوية ونتائج فوائد له والذكر$ من أكثر للذكر أن الله رحمه القيم ابن ذكر الدنيا، في إما الذاكر؛ عليها يحصل فائدة مائة منها سرد وقد اآلخرة، في وإما وتسعين تسعا

من والسنة القرآن نصوص من مستنبطة فائدة مثل: أن هامة تربوية دالالت له ما الفوائد هذه

وجل، عز الله ويرضى الشيطان، يطرد الذكر القلب ويقوي القلوب، عن والغم الهم ويزيل

الفرج ويجلب والقلب، الوجه وينير والبدن،(.63-62) السابق، المصدر( ?)1

218

البـــابالرابـع ويجعل الله، محبة ويورث والرزق، والسرور

والرجوع اإلنابة كثير لله، المراقبة دائم الذاكر عز لله الهيبة ويورث المعرفة، ويزيد إليه،

والقلب، الروح قوت وهو القلب، ويحيي وجل، القلب ويجلو

وهو والهوى، الغفلة تسببه الذي الصدأ من الغيبة عن للقلب ومشغل للسكينة، سبب

الذاكر ويجعل والباطل، والكذب والنميمة العبد يؤمن وهو جليسه، بها يسعد بركة جليس

فيغنيه وخلته القلب فاق ويسد ربه، نسيان من

على يعين ودواء للقلب، شفاء وهو الخلق، عن ويسهلها الطاعات

ويعطي المصاعب ويسهل للذاكر، ويحببها من ذلك وغير الشدائد، عند قوة الذاكر.(1)#الفوائد

أقسام: ثالثة والذكر نطق غير من فقط بالقلب ذكر-1

– الله عظمة في التفكر وهو باللسان، بديع في والتأمل – وتعالى سبحانه إحاطته وبالغ علمه، وواسع حكمته، المتنوعة، الكثيرة مخلوقاته بجميع

في صنعه وبديع نظامه دقة في والنظر بآياته يموج الذي المدهش الكون هذا

والقمر الشمس مثل، الهائلة الضخمة) المحميد د.عبدالعزيز اإلنسانية، التربية في وأثرها العبادة( ?)1

190-191.)

219

ضعفاإليمان عمل في وكلها واألرض، والسموات

دقة في الله، خلقها أن منذ مستمر يصطدم هذا ال مدهش، ونظام عجيبة ونهار، ليل هذا، بعمل يخل هذا وال بهذا،

الممتد الزمن مدار على وشتاء وصيف بالقلب الذكر ومن الله، يشاء أن إلى

التفكر وعذاب اآلخرة والدار والجنة النار في

عقاب القيامة. وشديد يوم وأهوال القبرورحمته. عفوه وحسن الله كله الليل يقضي السلف بعض كان وقد

مفكرا يروي األمور، هذه في متأمال أسباط بن يوسف الزاهد عن متحدثا الثوري سفيان المشهور الرباني العالم

صلينا وقد سفيان لي قال$فيقول: فناولته، المطهرة، اآلخرة: ناولني العشاء خده، على يساره ووضع بيمينه، فأخذها

الفجر، طلع حتى تلك هيئته على وبقيله: فقلت

قال: لم طلع، قد الفجر هذا عبدالله يا في أتفكر المطهرة هذه ناولتني منذ أزل.(1)#الساعة حتى اآلخرة أمر

النطق أي واللسان، بالقلب الذكر-2 النية، ووجود القلب، حضور مع باللسان يقول فيما والتأمل والتفهم عن بعيدا الذكر أفضل من وهو والغفلة، السهو

ابن العالمة يقول والنطق، التأمل الجتماع(.3/104) الجوزي البن الصفوة صفة( ?)1

220

البـــاب باستعمال زاد أكثر فيه العمل ألن$عالن: الرابـع.(1)#األجر زيادة فاقتضي اللسان يقول: الذكر من العلماء من وهناك التأمل عمق من فيه لما أفضل بالقلب

السكينة وشيوع اإليمان زيادة يثمر الذي النفس، في

أعلم. والله باللسان النطق مجرد هو الثالث القسم-3

القلب وانشغال الغفلة مع األذكار لبعض من وهذا أخرى، أمور في بالتفكير األجر من يحرم ال وصاحبه الذكر أضعف اإلمام يقول الرحمن الكريم بفضل اللسان ذكر وأما$ النووي فهو مجردا كما عظيم فضل فيه ولكن األذكار أضعف أن ونالحظ ،(2)#األحاديث به جاءت

الذكر هذا عن يقول الله رحمه النووي عظيم، فضل فيه الغفلة: أن تشوبه الذي وسماحة الله رحمه سعة مع يتفق وهذا

اإلسالم بعض هناك أن ويسره. علما المجال هذا في األمر يضيقون العلماء

بالقرآن اللسان حركة مجرد ويقولون: إن قلب حضور دون من بالذكر أو أدب سوء يعتبرها بعضهم بل أبدا، تنفع ال

– الغزالي حامد أبي اإلمام مثل الله مع هذا في يتشدد فهو – عنه الله عفى

على الله وسعه ما ويضيق كثيرا، الجانب(.8) ص عالن ابن شرح مع للنووي األذكار كتاب( ?)1(.17/15) مسلم صحح على النووي شرح( ?)2

221

ضعفاإليمان نفور إلى يؤدي ربما األمر وهذا عباده،

جهدهم أن يرون حيث الناس، بعض بيد ليست القلوب وخطرات سدى، يذهب

اإلنسان، معين أمر في يكون ما فكثيرا في وثالث وثاني آخر أمر له يخطر ثم

قراءة أثناء ذلك يحصل واحدة، لحظة ليس ولكن باألذكار، النطق وأثناء القرآن،

بمن ذلك يفعل من نقرن أن العدل منبالكلية. الله ذكر عن معرض هو

يجاهد أن للمسلم ينبغي فإنه ذلك ومع حضور على الحرص في المجاهد أشد نفسه بحيث باألذكار النطق أو القرآن قراءة أثناء قلبه

المجاهدة، في االستمرار مع له، عادة ذلك يصبح سيجد النهاية في لكنه األمر أول يتعب ربما

وعد كما القلب، حضور مع واالطمئنان الراحة كتابه: في بذلك الله

في يزيد مما أن شك ،وال[28الرعد: ]سورة التهويم من راحة أخذها هو القلوب طمأنينة

لحظات لتبقى الحياة وزحمة الدنيا أودية في بالمأل متصلة الله، رحاب في اليسيرة الذكر

سمو في السماء، أجواء في محلقة األعلى،األرضية. الشهوات دنس عن بعيدة وشفافية، الله رحمة لنقول: إن ثانية مره ونعود

من وأن سابغة، ونعمته كبير، فضله وإن واسعة، لم صاحبه، ينفع ال فقط، باللسان الذكر بأن قال يكن الصواب بل معه، دليل وال كالمه في دقيقا

النووي شرف بن يحيى الرباني العالم قاله ما فيه إن$قال: حيث مسلم صحيح شارح فضال

222

البـــابالرابـع بقوله يقصد ولعله#األحاديث به جاءت كما كبيرا

الكريم الرسول أن األحاديث به جاءت كما فله قال: كذا من$قال: – السالم عليه–

يشترط ولم وحسب باللسان والقول#كذا من$السالم: عليه قوله مثل القلب حضور

غرست وبحمده العظيم الله قال: سبحان أن الحديث ظاهر فإن#الجنة في نخلة له في نخلة له غرست بلسانه الذكر بهذا نطق من

النطق هذا أن على دليل هناك وليس الجنة،القلب. حضور مع يكون أن البد

إليه. وهو اإلشارة من البد مهم، أمر وهناك المسلم ملجأ فهو الدعاء، أحواله، كل في دائما عليه فيجب اإليمان، ضعف يعتريه عندما وخاصة

إيمانه، يجدد أن وجل؛ عز الله دعاء في يلح أن المعاصي، أدران من نفسه ويطهر يقينه، ويقوي. قلبه فساد ويصلح نجأر أن السالم عليه النبي حثنا وقد هذا

بضعف نحس عندما خاصة بالدعاء الله إلى السالم: عليه فقال قلوبنا في وقسوة إيماننا،

كما أحدكم جوف في ليخلق اإليمان إن$ يجدد أن الله فاسألوا الثوب، يخلق

في الحاكم رواه#قلوبكم في اإليمان) برقم السلسلة في ( وهو1/4) المستدرك

) الزوائد مجمع في الهيثمي ( وقال1585 وإسناده الكبير في الطبراني رواه (ك1/52.(1)حسن

1(? ) (.29) المنجد محمد للشيخ اإليمان ضعف ظاهرة عن نقال

223

ضعفاإليمان

الذكر مجالس وحضور العلم طلب على والحرص العلم، طلب أن شك ال تقوي التي األسباب من الذكر مجالس حضور واألدلة قسوتها، وتذيب القلوب، وترقق اإليمان

سعيد أبي حديث منها يكفي كثيرة، ذلك على حيث صحيحه، في مسلم رواه الذي الخدري

يذكرون قوم يقعد ال$السالم: عليه قال وغشيتهم المالئكة، حفتهم إال تعالى الله

وذكرهم السكينة، عليهم ونزلت الرحمة،.#عنده فيمن تعالى الله

أهل في الصفات هذه تجتمع وعندما نفوسهم، وتصفو إيمانهم، يزيد أن فالبد مجلسقلوبهم. الدنيا دنس من وتتجرد

ذكر لتسمع مجلسهم تحضر المالئكة أليست الله؟

نفوسهم؟ تغمر واالطمئنان السكينة أليستعليهم؟ وتخيم تغشاهم الرحمة أليست

يطلبه هذا بعد شرف وأي فضل وأي المجلس هذا مثل يحضر إنسان وأي اإلنسان،

وهو واألمن بالسكينة يحس وال خالصة بنيه وأحاديث عليه، تتلى تعالى الله آيات يسمع

مسامعه. تشنف – السالم عليه – الرسول والمجربة المعروفة األمور من أن شك وال

بطمأنينة يحسوا أن الذكر؛ مجالس مرتادي لدى المجالس تلك أثناء النفوس، وسكينة القلوب،

224

البـــابالرابـع اإلنسان كان وكلما الطيبة، تعالى لله متجردا

العاجلة، الحظوظ من جل المولى وجه مبتغيا أكثر، اإليمان بزيادة إحساسه كان شأنه،

لمن ينبغي ولذا أشمل، الصدر بانشراح وشعوره يكون أن منه نقص وما إيمانه يتفقد أن يريد

على حريصا لذلك لما الذكر وحلق العلم، مجالس حضور

فائدـتيـن منـها بالذكر سـنخـص كثيرة، فوائـد من وزيادة القلب قسوة إذابة األولى: هي عـظمتـينسـبق. فيـما هـذه عـن تحدثـنا وقد اإليـمان

والثواب العظيم، األجر نيل وهي والثانية الكريم الرب من الجزيل

منها كثيرة ذلك على واألدلة – وتعالى سبحانه– السالم: عليه الرسول قول المثال سبيل على

سلك من$ علما، فيه يلتمس طريقا به له الله سهل رواه#الجنة إلى طريقاصحيحه. في مسلم

يسهل أن من أفضل المسلم يريد خير وأي يعتبر الحديث فهذا الجنة، إلى طريقه الله

العلم، لطالب – السالم عليه – النبي من بشارة ألجل رحلتهم خالل ورعايته الله حفظ في فهم

ومكوثهم طريقهم، في وخطواتهم العلم، طلب مرصود ذلك كل والدروس المواعظ إلقاء أثناء الله سهل وبذلك حسناتهم، موازين في لهم

الجنة. إلى طريقهم ويسر برياض مررتم إذا$السالم: عليه وقال

يا الجنة رياض قالوا: وما ،فارتعوا الجنة تعالى لله فإن الذكر، حلق قال الله؟ رسول

225

ضعفاإليمان الذكر، حلق يطلبون المالئكة من سيارات

الترمذي رواه#بهم حفوا عليهم أتوا فإذانه. وحس

وسلم عليه الله صلى – الرسول أن ويالحظ من العلم ومجالس الذكر، حلق اعتبر قد –

ينال بأن عليها يمر من وحث الجنة، رياض الرسول ولعل وشرفها، وبركتها خيرها من نصيبه

الذكر حلق شبه عندما – السالم عليه – الكريم الطمأنينة بجامع، ذلك كان الجنة برياض

أغلب – فإن منهما، كل في والسعادة والسكينة العلم مجالس إلى يذهب من جميع نقول لم إن

والراحة الطمأنينة من بشيء يحس – والذكر المباركة، الدروس هذه إلقاء أثناء خاصة النفسية

من فيها بما الجنة رياض تشبه بذلك فهي المنغصات من وخلوها نفسية، وراحة سعادة

إال هناك فليس والمكدرات ينقطع، ال نعيماوالظنون. الهواجس تكدرها ال وسعادة

الذكر، وحلق العلم، مجالس حضور ومجرد اإليمان، في يزيد الصالحين وجوه إلى والنظر بعض أن ذكرنا أن وسبق القلب، قسوة ويذيب

إلى ذهب قسوة قلبه في وجد إذا الصالحين وجهه، إلى النظر فبمجرد واسع، بن محمد بهذا حاله ويصلح إيمانه ويزيد قلبه، قسوة تذوب اليسير، العالج

وقد اإليمان؛ تقوي الصالحين فرؤية إذن عليها الناس وحثوا األنبياء، عليها بالحرص أوصى السالم: عليه مريم بن عيسى قال$ حيث

ومن رؤيته، بالله يذكركم من جالسوا

226

البـــابالرابـع في يرغبكم ومن منطقة عملكم يزيد

.(1)#عمله اآلخرة الذكر مجالس في ما اآلن أتضح وقد هذا

ولذا اإليمان، وزيادة والخير واألجر الفضل من الخير، هذا من نفسه يحرم أال للمسلم ينبغي

كانت، أينما المجالس هذه حضور إلى يبادر بل بعيدة كانت لو حتى بلدته، أو حيه عن قليال

جميع أن وليعلم الله، عند األجر ويحتسب تكون تعالى، الله عند مكتوبة خطواته له ذخرا

القيامة يوم

وليتذكر ،[89-88الشعراء: ]سورة سلك من$السالم: عليه الرسول قول دائما

فيه يلتمس طريقا به له الله سهل علمامسلم. رواه#الجنة إلى طريقا

مهم شريف حديث وهناك هذا في جدا فضل$ بعنوان صحيحه في مسلم أخرجه الباب

الله صلى – الرسول قال حيث#الذكر مجالس وتعالى تبارك لله إن$: – وسلم عليه

،(2)سيارة مالئكة ال SضSمجالس يتبعون(3)ف وجدوا الذكر. فإذا قعدوا ذكر فيه مجلسا

بعضهم وحف معهم، حتى بأجنحتهم بعضا فإذا الدنيا، السماء وبين بينهم ما يمألوا

قال السماء، إلى وصعدوا عرجوا تفرقوا بهم: أعلم وهو وجل عز الله فيسألهم

(.1/126) عبدالبر البن وفضله العلم بيان جامع( ?)1أخرى. إلى حلقة من بسرعة االنتقال أي السير من سيارة( ?)2 مع المرتبين الحفظة على زائدون وقيل: مالئكة فضل: فضالء،( ?)3

الخلق.

227

ضعفاإليمان عند من فيقولون: جئنا جئتم؟ أين من

ويكبرونك يسبحونك األرض، في لك عباد قال: ويسألونك ويحمدونك، ويهللونك،

جنتك قالوا: يسألونك يسألوني؟ وماذا رب! قالوا: ال. أي جنتي؟ رأوا قال: وهل

قالوا: جنتي؟ رأوا لو قال: فكيف يستجيرونني؟ ويستجيرونك. قال: ومم

رأوا نارك. يارب! قال: وهل قالوا: من رأوا لو قال: فكيف قالوا: ال، ناري؟ قالوا: ويستغفرونك. قال: فيقول: ناري؟

سألوا، ما فأعطيتهم لهم، غفرت قد قال: فيقولون: استجاروا، مما وأجرتهم

مر إنما خطاء، عبد فالن رب! فيهم غفرت، قال: فيقول: وله معهم، فجلس

رواه#جليسهم بهم يشقى ال القوم هممسلم.

فضل لنا يتضح الشريف الحديث هذا وفي األجر من الله أعد وما وبركتها الذكر مجالس

السماء مالئكة أن يكفي أال ألهلها، والكرامة أخرى، إلى حلقة من معهم وتنتقل بهم، تحف

– وتعالى سبحانه – العظيم الخالق أن يكفي أال أن يكفي مالئكته؟! أال بهم ويباهي عنهم، يسأل

يكفي أال يخافون؟ مما أجارهم قد وجل عز الله وليس معهم يجلس لمن غفر تعالى الله أن

جليسهم؟! بهم يشقى ال القوم هم وقال منهم الشريفة األحاديث هذه استعرضنا أن وبعد

مجالس غشيان على المسلمين تحث التي من فيها ما وعرفنا أهلها، ومالزمة الذكر،

228

البـــابالرابـع إذابة مثل العريض، والفضل الكثيرة المنافع

األجر وحيازة اإليمان، وزيادة القلب قسوة القيامة، يوم النجاة تكون به الذي والثواب يرفع بها التي المعرفة وتحصيل العلم، وكسب واكتساب غيره، وعن نفسه عن الجهل اإلنسان

العلماء، مجالسة من المعاملة وحسن األدب حنيفة: أبو قال$ وسمتهم أدبهم إلى والنظر

من إلي أحب ومجالستهم العلماء عن الحكايات وأخالقهم القوم آداب ألنها الفقه من كثير

العلماء أدب على التعرف بالحكايات ]ويقصد نأتي إبراهيم: كنا ذلك[ وقال في ومحاكاتهم

أبو ودله.. وقال هديه من فنتعلم مسروق الرجل فقه من$: – عنه الله رضي – الدرداء العلم.. وقال أهل مع ومخرجه ومدخله ممشاه

ومن حرمته، عظمت القرآن حفظ الشافعي: من الحديث عرف ومن قدره، نبل الفقه طلب.(1)#حجته قويت

المسلمين بالد في يوجد أنه الله ونحمد يقوم الذكر، وحلق العلم مجالس من الكثير الله وجه إال يريدون ال مخلصون، علماء عليها

يوم إلى األمة هذه في موجود بعملهم. فالخير المصدوق الصادق بذلك أخبر كما القيامة،

خاصة العلم طالب فعلى – السالم عليه– إلى وينضموا عنهم، يبحثوا أن عامة والمسلمين

إيمانه، تفقد يريد لمن عالج فهي حلقاتهم، زيادة يريد لمن مدرسة وهي يقينه، وزيادةسلوكه. وتهذيب علمه،

(.1/127) عبدالبر البن وفضله العلم بيان جامع( ?)1

229

ضعفاإليمان هذا في مهم أمر إلى أنبه أن أحب وأخيرا

أو الدروس وسماع التسجيالت، وهو أال الباب، طريق عن حضورها يتيسر ال التي المحاضرات

القلوب وترقيق التأثير من لها فإن األشرطة، نعم فهي عليها، الحرص فينبغي عجيبا، شأنا

الحضور. فاته لمن البديل

230

الخاتمة219والمصادر

الخاتمـــة أتضح قد يكون أن أرجو المطاف نهاية وفي

قد اإليمان ضعف أن الكريم؛ القارئ ذهن فيوانتشر: الناس بين فشىالقلوب... قست فقد بالمحرمات... الناس واستهان العبادة... عليهم وثقلت

أمرين: في ذلك أسباب وسنختصر الدنيا، أمور في الناس أوال: انغماس

بفعل الزائل حطامها بجمع الكلي وانشغالهم الكثيفة بظالله خيم الذي الهائل المادي الطغيان

الناس. على التي المنحرفة والعقائد الضالة، ثانيا: األفكار

التفجر خالل من المسلمين على تدفقت تكنولوجيا في الهائلة والثورة المعرفي، نبتت قد هذه وكل اإلعالم، ووسائل االتصاالت

الدينية، المبادئ عنها انحسرت قد بيئات في إلينا، انتقلت ثم الروحية، القيم فيها وماتت بالدنا في تأثيرها فكان اإليمانية، بالقضية ضارا

لذلك نتيجة ظهرت وقد األخالقية، للقيم ومدمرا تعهدها لم عصرية، ورذائل اجتماعية، أمراض

بعضها ذكرنا وقد قبل، من اإلسالمية المجتمعاتهنا. لذكرها داعي فال الثالث، الباب في

أمام األيدي مكتوفي نقف أال علينا ويجب الشهوات فتن مثيري من اإليمان أعداء

ضعفاإليمان الجد ساعد عن نشمر أن علينا بل والشبهات،

أعداء لكل بالمرصاد لنقف الكسل، غبار وننفض األمة هذه أن شك وال اإليمان، وخصوم العقيدة بحفظه محفوظ ودينها لها، الله بنصر منصورة تعالى:

قائمة لها تقم لم ذلك ولوال ،[9الحجر: ]سورة أعدائها قوة مع المتأخرة، القرون في خاصة

عبدالرحمن الشيخ يقول الواضح وضعفها الهائلة، بتأييد مؤيد بذاته، حق اإلسالم أن لوال$الميداني:

تصارع بقية منه تبق لم بحفظه، محفوظ الله تركت ما التي األرض، في الشر قوى من سبيال

وال سلكته، إال المكر أخذت إال نوره إلطفاء سببا به،

(1)#[30األنفال: ]سورة. وال اإلصالح، من نيئس أال علينا فيجب ولذلك

لهذه المسددة السهام كثرة من اإلحباط يعترينا الله عند من فالنصر األمة،

والواقع ،[7محمد: ]سورة من فيه ما -على اإلسالم أعداء كيد بأن يشهد باء أنه بل أهدافه، يحقق -لم وقوة مكر

حصل ما لذلك مثال وأقرب الذريع، بالفشل جندت فقد أفريقيا، قارة في التبشير لحمالت

وآالت واألفراد األموال من هائلة إمكانيات لها بأن واثقين المبشرون وكان المتطورة، التقنية بكرة عن نصرانية2000 عام ستصبح أفريقيا

أبيها! أن حيث – الحمد ولله – مسعاهم خاب وقد

(.4) ص زيوف كواشف( ?)1

232

الخاتمة219والمصادر

تلك في الوثنيين من اإلسالم دين في دخل من الرغم على النصرانية اعتنق من أضعاف المدة

البالد. تلك في اإلسالم دعاة إمكانيات ضعف من فتور من المسلمين عند يالحظ ما ورغم هذا هناك أن إال إيمان، وضعف الصالحين من كثيرا

المتع تجذبهم ولم بزخرفها، الدنيا تخدعهم لم عن الدنيا في زهدوا لقد ببريقها، والشهوات

عن والشهرة والرئاسة بالجاه وضحوا قناعة،نفس! طيب

تحدوهم الدنيا، عن منصرفين كله ذلك تركوا إلى وتسوقهم الروحية، األشواق الجنة إلى

من اتخذوا الزكية! قد الهمم الرحمن رحاب جسرا، الله رضوان إلى الصالحة األعماليسرا. العسر بعد الله فأبدلهم

لإلسالم الناس حب على مثال وأقرب من نسمع ما هو الله؛ إلى للتوبة وتعطشهم

بعدهم رغم ،على والفنانات الفنانين بعض توبة عن تصد بيئة في وإقامتهم اإليمانية، األجواء عن

نداء لبوا فقد ذلك ومع الله، بشرع االلتزام ورحمته، الله مغفرة إلى وسارعوا الفطرة،

إلى الدعاة من وصار الله إلى انقطع من ومنهمبهم. وينفع يثبتهم أن الله نسأل الله،

ضعف أن عرفنا قائل: قد يقول فقد وأخيرا فما كثيرة، منه الشكوى وأن منتشر، اإليمانإذن؟ العالج

ضعف لعالج الرابع الباب خصصنا وأقول: لقد أردنا وإذ البحث، في األبواب أوسع وهو اإليمان،

ينحصر اإليمان ضعف عالج فإن المفيد االختصارأمرين: في

ضعفاإليمان ومجاهدة منها الطاعات. واإلكثار األول: فعل

لها، وتنقاد عليها، تعتاد حتى ذلك في النفس فتصبح حياتها. من جزءا

وكبيرها.. المعاصي.. صغيرها الثاني: اجتناب ذلك على الصبر وباطنها.. مع ظاهرها

والمجاهدة.. الحمد ولله أوال وباطنا، وأخيرا.. وظاهرا

ورسوله عبده على وبارك وسلم الله وصلىأجمعين. وصحبه آله وعلى محمد

الثالثاء ليلةه27/4/1425

ـ

234

الخاتمة219والمصادر

ضعفاإليمان

البحث مصادرالكريم. أوال: القرآن

ثانيا: الدين جالل- القرآن علوم في اإلتقان-1

السيوطي.الغزالي. حامد أبو- الدين علوم إحياء-2عالن. ابن شرح مع للنووي األذكار-3خان. الدين وحيد- يتحدى اإلسالم-4 قيم ابن- الشيطان مصايد من اللهفان إغاثة-5

الجوزية. ةالمائ ومجدد اإلسالم حجة الغزالي اإلمام-6

الشامي. أحمد صالح- الخامسة عبدالسالم وحيد- الليل لقيام الميسرة األمور-7

بالي.عبدالواحد. د.مصطفى- القرآن في اإليمان-8القرضاوي. د.يوسف- والحياة اإليمان-9

– زكريا أبو- القرآن حملة آداب في التبيان-10النووي. الدين شرف يحيى

ناصح د.عبدالله- اإلسالم في األوالد تربية-11علوان.

فريد. د.أحمد- النفوس تزكية-12 إسماعيل الفداء أبو- العظيم القرآن تفسير-13

كثير. بن علي محمد- القدير فتح الشوكاني تفسير-14

الشوكاني. هذبه- القيم البن السالكين مدارج تهذيب-15

العلي. صالح عبدالمنعم

236

الخاتمة219والمصادر

عبدالبر بن يوسف- وفضله العلم بيان جامع-16النمري.

كرزون. أحمد د.أنس- القلوب ربيع-17 الحسن أبو- اإلسالم في والدعوة الفكر رجال-18

الندوي.الذهبي. أحمد بن محمد- النبالء أعالم سير-19مسلم. صحيح على النووي شرح-20الجوزي. البن – الصفوة صفة-21الجوزي. البن- الخاطر صيد-22 صالح محمد الشيخ- اإليمان ضعف ظاهرة-23

المنجد. - اإلنسانية النفس تربية في وأثرها العبادة-24

المحيميد. عبدالرحمن بن د.عبدالعزيزواإلفتاء. العلمية للبحوث الدائمة اللجنة فتاوى-25 حجر البن- البخاري صحيح شرح الباري، فتح-26

العسقالن.الجوزية. قيم البن- الفوائد-27قطب. سيد- القرآن ظالل في-28 - والقرآن والعلم الفلسفة بين اإليمان قصة-29

الجسر. نديم للشيختيمية. ابن اإلسالم شيخ- اإليمان كتاب-30الرافعي. صادق مصطفى- المساكين كتاب-31 تحقيق- حنبل بن أحمد اإلمام عن الورع كتاب-32

الذهبي. د.مصطفى المعاصرة الفكرية المذاهب في زيوف كواشف-33

الميداني. حبنكة عبدالرحمن- الشريف- األلباب أولى وتذكرة األحباب مجمع-34

الواسطي. الحسن بن محمدالسعودية. الدعوة مجلة-35 اختصار- الجوزي البن الهوى ذم مختصر-36

رمضان. محمد إبراهيم

ضعفاإليمان أحمد الدين لزين البخاري صحيح مختصر-37

الزبيدي. بن ياسين بن لمحمد المسلم صحيح مختصر-38

عبدالله.حوى. سعيد- األنفس تزكية في المستخلص-39الفوزان. فوزان بن صالح- الفقهي الملخص-40الباللي. عبدالحميد- اإليمان واحة-41خلكان. البن- األعيان وفيات-42

238

الخاتمة219والمصادر

ضعفاإليمان

الفهـــــــرس

رقمالموضوعالصفحة

...................................... المقدمة.......................................5

األول الباب..................................................

...............9

وتمهيد توطئة..................................................

.............11

بضعف يحس من يفعل ماذا11اإليمان؟..................................

اإليمان؟ بضعف المقصود ما.............................................15

وشكوك شبهات..................................................

........23

29 الشيطانية الوساوس نطرد كيف

240

الفهـــــ219رس

رقمالموضوعالصفحة

.......................................

الصالة في والخواطر الوساوس........................................

.

33 الثاني الباب

................................................................35

اإليمان ضعف أسباب..................................................

..37

الدنيا بأمور الكلي االنشغال............................................39

والشهوات الهوى..................................................

.......43

المعاصي في الوقوع كثرة.................................................51

اإليمانية األجواء عن االبتعاد...........................................57

ضعفاإليمان

رقمالموضوعالصفحة

........................................ الكسل...............................61

والعقائد الضالة األفكار على االطالع67.................... المنحرفة

األمل طول..................................................

...............71

والبطالين العابثين مجالسة................................................77

الثالث الباب..................................................

.............79

اإليمان ضعف آثار..................................................

......81

والقلق الكآبة..................................................

............83

242

الفهـــــ219رس

رقمالموضوعالصفحة

.......................................... الزنى...............................89

....................................... السرقة................................93

....................................... الرشوة...............................97

.................................... المخدرات...............................101

الذات وحب األنانية..................................................

...105

النفسية األمراض كثرة..................................................

.107

الرابع الباب..................................................

..............109

اإليمان ضعف عالج..................................................111

ضعفاإليمان

رقمالموضوعالصفحة

...

بالموت كفى واعظا..................................................

......117

من واإلكثار الفرائض، على الحفاظ125........................ النوافل

الله مخلوقات في التفكر..................................................

.135

تعالى الله عظمة استشعار................................................145

وباطل لغو كل اعتزال..................................................

.149

الصالحين سير على االطالع............................................161

المقابر زيارة..................................................175

244

الفهـــــ219رس

رقمالموضوعالصفحة

...............

وتدبر فهم قراءة القرآن قراءة...........................................185

القلوب تطمئن الله بذكر أال............................................193

الذكر مجالس وحضور العلم طلب...................................203

....................................... الخاتمة.................................209

البحث مصادر..................................................

..........213

...................................... الفهرس...............................217