kau.edu.sa · web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى...

125
دمة ق م و ه ا ا، وم رف ح ا وً وت ص ن ك ت م ل ا اول م ت ي ، و ي م ر ل ي ا ن ع م+ ب در ص م ة غ ل ل ل ا ص6 –ا ي ف8 ظ ف ل ل اا م+ ب ة غ ل ل ا رف ع ي ف ص خ م@ ث ولا،6 م ا ف ل ا ن م اً ادر ، صً لا م ع ت س م و6 ا ان كً لا م ه م ر،@ ث ك6 د وا واح رف حً لا م ع ت س م و6 اً لا م ه م ر،@ ث ك6 و ا6 ا اً د واح ا ً رف ح رج خ م ل ي ا عل د م ت ع م ل ا وت ص ل ا ن م م، ف ل ا ن م در ص( 1 ) .. ت8 ظ ف ل ر و م@ ت ل ا ت ل ك6 ل: ا ا ق ي ة. ت مت ا رً 8 ظ ف ل ه8 ظ ف ل6 ا ي م ف ن م ء ش ل ا ت8 ظ ف ل: + رت لع ا ان س ل ي ف و" ها ت مت : ر ي6 ا واة ن ل ا" ( 2 ) . 8 ظ ف ل ن ك ق ط ن لام ك ل ا+ ت8 ظ ف ل ظ: ي ح م ل وس ا م ا ق ل ا ي ف ، و( 3 .) و6 ، ا ان كً لا م ه م ة، م ك ح ي ف ن م و6 ا ان س ن لا ة ا+ ب8 ظ ف ل ن ي ا م و ه لاج ظ صلا ا ي ف8 ظ ف ل ل وا" .ً" لا م ع ت س م( 4 ) 1 اء، ق+ ت ل و ا+ ب6 ر: ا8 ظ ي ي)( ، ات ن كل ل ا795 . 2 ور8 ط ي م ن+ ب ا)( سانل ل ، ا) 8 ظ ف ل( 7 / 461 . 3 ، ادي+ ت ا ور ر ث ف ل ر:ا8 ظ ي ي)( ظ ي ح م ل وس ا م ا ق ل ا/ 8 ظ ف ل( ، 902 .) 4 )( ، ي ن ا+ رح+ خ ل ا ات ق ي ر ع ت ل ا، 135 . - 180 -

Upload: others

Post on 13-Jan-2020

8 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

مقدمة

اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمع��نى ال��رمي، ويتن��اول م��ا لم يكن

صوتا وحرفا، وما هو حرف واحد وأكثر، مهمال كان أو مستعمال، صادرا من

الفم أوال، ثم خص في ع���رف اللغ���ة بم���ا ص���در من الفم، من الص���وت

.. وفي(1)المعتمد على المخ��رج حرف��ا واح��دا أو أك��ثر، مهمال أو مس��تعمال

لسان العرب: "لفظت الشيء من فمي ألفظه لفظ��ا رميت��ه. يق��ال: أكلت

، وفي القاموس المحيط: لفظ بالكالم(2)الثمر ولفظت النواة أي: رميتها "

(.3 )نطق كتلفظ.

واللفظ في االصطالح هو "ما يتلف��ظ ب��ه اإلنس��ان أو من في حكم��ه،

(4)مهمال كان، أو مستعمال".

وق��د ت��بين من خالل دراس��ة ظ��اهرة تع��دد المص��ادر في الق��اموس

ومحاولة تفسيرها أن ثمة أسبابا لفظية كانت وراء تعدد المصادر، وه�و م��ا

األسباب التي مرجعهاستعرض له الدراسة في هذا الفصل، والمقصود بها

لفظ المصدر وهيئته الظاهرة، سواء كانت تغييرات تح��دث في أص��واته أو

حروفه مما يجعله مختلفا عن المصادر األخرى، فينتج عن ذل��ك تع��ددا في

المصادر.

و يقع ما في هذا الفصل من أسباب لفظية في ثالثة مباحث، هي:

التخفيف..1

االستحسان..2.795الكليات، )( ينظر: أبو البقاء، 1.461/ 7 )لفظ( ، ا للسان)( ابن منظور2(. 902، )لفظ / القاموس المحيط)( ينظر:الفيروزآبادي، 3.135، التعريفاتالجرجاني، )(4

-180-

Page 2: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

التوسع في اللغة وتكثير األبنية..3

-181-

Page 3: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

المبحث األول

التخفيف

ـ مقدمة 1ـ 1ـ2

التخفي��ف ظ��اهرة عام��ة في اللغ��ة العربي��ة، حيث يمي��ل الع��رب إلى

التخفيف في النطق، واالقتصاد في الجهد العضلي مما ي��ؤدي إلى إح��داث

تغي���يرات متع��ددة في الكالم من أهمه��ا: التغي���ير في ض��بط الكلم��ة أو

حروفها.

فت المعاجم العربية الخفة بإيراد ض��دها وه��و الثق��ل دون وض��ع وقد عر

تعريف محدد لها، من ذلك: "الخفة ضد الثقل والرجوح... واستخفه: خالف

ثقي��ل، ومن�ه قول�ه( 1)اس�تثقله، واس�تخفه رآه خفيف�ا" د الت خفي�ف: ض� "والت

ہ چ تعالى: ہ ہ ہ .(3)"(2) چ ۀ

أما في االصطالح فإن أحد الب��احثين المح��دثين ي��رى: "أن ع��دوى ع��دم

تعريفها في المعاجم قد انتقلت إلى علم اللغ��ة بك��ل مس��توياته، فلم نج��د

.(4)هذا التعريف الجامع المانع، وإنما وجدنا توصيفا للظاهرة"

لذا فإن الحديث عن التخفيف عند علماء اللغة نج��ده مرتبط��ا بالح��ديث

عن العلل، وقد عد السيوطي علتي االستثقال، والتخفيف في الن��وع األول

من علل النحويين، وه��و م��ا يط��رد على كالم الع��رب وينس��اق إلى ق��انون

.(5)لغتهم

.9/79)خفف( لسان العرب)( ابن منظور، 1.178)( سورة البقرة، آية: 2.12/182تاج العروس،)( الزبيدي، 3 ، )الق��اهرة: ال��دار المص��ريةظ��اهرة التخفي��ف في النح��و الع��ربي)( أحم��د عفيفي، 4

.29م(، 1996اللبنانية، .72االقتراح، )( ينظر السيوطي، 5

-182-

Page 4: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

كما نجد ارتباطا بين وجود الثقل في الكالم وإح��داث التخفي��ف في��ه،

ونلمس في عب��اراتهم الح��ديث عن��ه كس��لوك كالمي ينتهج��ه الع��رب في

المواضع التي يقدر أن فيها ثقال على ألسنتهم، فحيث ما وجد الثق��ل وج��د

التخفيف، و"هذا يؤكد أن الثقل والخفة عنصران كوجهي العمل��ة الواح��دة،

ال غناء ألحدهما عن اآلخ��ر؛ وله��ذا فقي��اس ك��ل منهم��ا ال ب��د أن يك��ون في

.(1)مقابل اآلخر ووجوده، فال وجود ألحدهما في غياب اآلخر"

و يفسر الدكتور أحمد عفيفي هذا االرتباط بصورة أكثر دق��ة، فيق��ول:

"ولكن لي رأيا آخر تمتد جذوره على اس��تحياء في ص��ورة إش��ارة خاطف��ة

عند بعض النحويين.هذا الرأي هو أن الثقل علة أم��ا التخفي��ف فغاي��ة لتل��ك

العلة، والدليل على ذلك بعض العبارات الواردة على لس��ان ه��ؤالء تحم��ل

" أو "أرادوا(2)ه��ذا المع��نى، فعن��د س��يبويه نج��د عب��ارة "التماس��ا للخفة

.(4)"(3)التخفيف"

وال ريب في أن "التخفيف ظاهرة من الظواهر اللغوية التي تس��ري في

شرايين اللغة العربية، لها وجودها الفعلي نطقا، وتقنينا، والذي يؤك��د ذل��ك

أن التخفيف لم يكن قائما في ذهن النحاة فق��ط، ب��ل ك��ان ل��دى كث��ير من

القبائ��ل، وش��مل كث��يرا من المن��اطق العربي��ة، ب��اعتراف بعض النح��اة

.(5)المحدثين "

وقد كان التخفيف س�ببا في إح�داث تغي��يرات في كث�ير من أبني�ة اللغ�ة

العربية، ومنها المص��ادر، إذ ت��بين من خالل الدراس��ة أن مي��ل الع��رب إلى

.29، ظاهرة التخفيف في النحو العربي)( عفيفي، 1.4/117، الكتاب)( سيبويه، 24/467)( المرجع السابق، 3.17مرجع سابق، )( عفيفي، 4.9)( المرجع السابق، 5

-183-

Page 5: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

التخفيف كانت سببا في تعدد المصادر وتنوعها، ويمكن إبراز أثر التخفي��ف

في تع��دد أبني��ة المص��ادر من خالل الق��وانين الص��رفية التالي��ة: اإلعالل �

اإلبدال � الحذف

ـ اإلعالل 2ـ 1ـ2

يع��رف ابن الح��اجب اإلعالل بأن��ه: "تغي��ير ح��رف العل��ة للتخفي��ف،

(1)ويجمعه القلب، والحذف، واإلسكان. وحروفه األلف، والواو، والياء."

وعلى ذلك فاإلعالل في االصطالح هو: تغيير ح��رف العل��ة للتخفي��ف،

بقلبه، أو إسكانه، أو حذفه.

"ولفظ القلب مختص في اصطالحهم بإب��دال ح��روف العل��ة، والهم��زة

بعضها مكان بعض، والمشهور في غير األربعة اإلبدال، وك��ذا يس��تعمل في

(2)الهمزة أيضا".

و حروف اإلعالل كما م��ر هي: األل��ف وال��واو والي��اء، وس��ميت بح��روف

العلة؛ "ألنها تتغير وال تبقى على حال، كالعليل المنح��رف الم��زاج المتغ��ير

(3)حاال بحال".

و يكون "تغيير هذه الحروف لطلب الخفة ليس لغاية ثقله��ا ب��ل لغاي��ة

خفتها، بحيث ال تحتمل أدنى ثقل، وأيضا لكثرته��ا في الكالم؛ ألن��ه إن خلت

كلمة من أحدها فخلوها من أبعاضها � أعني الحركات � مح��ال، وك��ل كث��ير

وخالف اإلعالل التص�حيح، وه�و إبق�اء ح�رف العل�ة(4)مستثقل وإن خف".

على حالته األصلية دون تغيير أو تبديل.

.3/66، شرح الشافية)( الرضي، 1.3/67)( الرضي، شرح الشافية، 2.3/68)( المرجع السابق، 3)( المرجع السابق.4

-184-

Page 6: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أم��ا ح��روف اإلعالل فق��د اختلفت ط��رق العلم��اء في تفس��ير مع��نى

اإلعالل، وتحديد حروفه، فذهب جماعة منهم الرضي إلى أنه إبدال حروف

ومنهم األش��موني أيض��ا؛ ألن القلب(1)العلة والهمزة بعض��ها مك��ان بعض،

إحالة، واإلحالة تكون بين األشياء المتقاربة، والهمزة تش��به ح��روف العل��ة

�وهو الرأي المخت��ار في ه��ذا المبحث ��� في حين ذهب(2)في كثرة التغيير

ابن الحاجب إلى أنه يختص بأن يكون المقل��وب حرف��ا من ح��روف العل��ة،

(3)أما المقلوب إليه فيشمل كل الحروف.

ـ اإلعالل في المصادر 3ـ 1ـ2

ذهب الرضي إلى أن الفعل أصل في ب��اب اإلعالل لكون��ه فرع��ا على

االسم في اللفظ والمعنى، وللثقل الحاصل في��ه من تح��رك وس��طه، ومن

( 4)اتصال الضمائر بآخره، وعادة العرب جارية بتخفيف الفروع.

أم��ا اإلعالل في المص��ادر فق��د عل��ل وقوع��ه بقول��ه: "فعلى ه��ذا ص��ار

الفعل أصال في باب اإلعالل؛ لكونه فرعا ولثقله، ثم تبعه المصدر الذي هو

أصله في االشتقاق كالعدة واإلقامة واالستقامة والقي��ام، وس��ائر األس��ماء

المتصلة بالفعل كاسم الفاعل والمفعول والموض��ع... وأم��ا المص��در فلم��ا

كان أصل الفعل في االشتقاق لم يجب إعالل��ه ب��إعالل الفع��ل، إال إذا ك��ان

جزء مقتضى اإلعالل فيه ثابتا كالكسرة في قي��ام، أو ك��ان مناس��با للفع��ل

في الزيادة المصدرة كإقامة واستقامة، فلهذا جاز حذف ال��واو من مص��در

.3/67)( ينظر: المرجع السابق، 1 ، ض��بطحاش��ية الص��بان على ش��رح األش��مونيمحم��د بن علي الص��بان، )( ينظ��ر: 2

.392/ 4م(، 1997وتصحيح: إبراهيم شمس الدين، )بيروت: دار الكتب العلمية، .3/68، مرجع سابق)( ينظر: الرضي، 3.3/88 )( ينظر: المرجع السابق ،4

-185-

Page 7: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

يع��د وإثباته��ا، نح��و: ع��دة ووع��د، إذ ليس في��ه ش��يء من عل��ة الح��ذف وال

(5)المناسبة المذكورة ".

ويمكن أن يستخلص مما سبق أن اإلعالل يقع في المصادر لسببين:

أح��دهما: الحم��ل على الفع��ل، فيق��ع في��ه اإلعالل ال��ذي وق��ع في فعل��ه

تشبيها به، وحمال عليه.

وثانيهما: وجود جزء في المص��در مقتض لإلعالل، أو وج��ود عل��ة ص��رفية

��ا لمص��در فع��ل تقتض��ي اإلعالل، ومن ذل��ك قلب ال��واو ي��اء إذا وقعت عين

أعلت فيه، وسبقت بكسرة، نحو: قيام، وصيام.

وعند الح��ديث هن��ا عن اإلعالل بغ��رض التخفي��ف كس��بب من أس��باب

تعدد المصادر فإننا ال نقصد تتبع ك��ل م��ا يق��ع في المص��ادر من تغي��ير في

حروف العلة؛ ألن ذلك ليس من أهداف هذا البحث، كما أن هذه الح��روف

كثيرا ما ينقلب بعضها عن بعض، ويعتورها الحذف، والقلب، وهو أمر يرجع

إلى الوزن الذي يصاغ عليه المصدر، والذي يقتضي في كث��ير من األحي��ان

أمورا عدة منها:

أن يسبق حرف العلة بحركة ال تناسبه فينقلب إلى ح��رف آخ��ر للمناس��بة،-1

نحو: صيام، أصلها: صوام.

أن يحرك الحرف نفسه بحركة ال تناسب طبيعته الصوتية، فتستثقل علي��ه،-2

فإما أن يحذف الحرف كم��ا في: ع��دة، وذل��ك على رأي من ق��ال:إن

أصلها: وعدة، أو يقلب لحرف مناسب، نحو: إفادة، أصلها: وفادة.

.89-1/88، الرضي ، شرح الشافية)(5 -186-

Page 8: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أن يزاد على المصدر حرف أو أكثر من حروف الزيادة، فيلتقي م�ع ح�رف-3

العل��ة، ويتخلص من التق��اء الس��اكنين بح��ذف أح��دهما، نح��و: إقام��ة،

وأصلها: إقاام، وسيأتي الحديث عنه إن شاء الله.

وإنما المقصود ب��اإلعالل هن��ا، حين نج��د في المعجم أن المص��در ل��ه

صورتان، صورة حدث فيها التغي��ير، وأخ��رى س��لمت من��ه، فينش��أ من هن��ا

التع��دد والتن��وع، ومن ثم يمكن الق��ول ب��أن اإلعالل ال��ذي يع��د س��ببا في

التعدد، والذي يعتمد عليه في الدراسة نوعان، هما:

اإلعالل الجائز أو القلب الجائز حيث يترتب عليه وجود ص��ورتين للمص��در،-1

إحداهما بالتصحيح، وأخرى باإلعالل.

اإلعالل الواجب، أو القياسي بشرط أن تكون وردت مع��ه ص��يغ مس��موعة-2

عن العرب صححت، ولم تعل ذلك اإلعالل.

ـ مواضع اإلعالل في أبنية المصادر. 4ـ 1ـ2

ظهر من خالل دراسة أبنية المص��ادر المتع��ددة في المعجم أن اإلعالل

كان عامال من العوامل التي أدت إلى تعدد المصادر، وذلك في مواضع من

أهمها:

ـ) أ(ـ قلب الواو همزة في أول المصــدر )وهي فــاء4ـ 1ـ2

الكلمة(.

وتنفرد الواو بهذا القلب؛ ويعزى ذلك إلى طبيعة اللغة العربية، فالمواد

اللغوية التي تبدأ ب�الواو كث�يرة، بينم�ا المب��دوءة بالي�اء قليل�ة، والغ�الب أن

تسلم من التغيير في تصاريف الكلمة.

-187-

Page 9: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

و تقلب الواو همزة في مواضع متعددة، من ذلك ما ذكره س��يبويه، حين

قال: "ولكن ناسا كثيرا يجرون الواو إذا كانت مكسورة مجرى المض��مومة

فيهمزون الواو المكسورة إذا كانت أوال، كرهوا الكسرة فيها كما اس��تثقل

في ييج��ل، وس��يد، وأش��باه ذل��ك، فمن ذل��ك ق��ولهم: إس��ادة، وإع��اء،

وسمعناهم ينشدون البيت البن مقبل:

عم إال اإلفادة فاستولت ركائبنا (2)"(1)عند الجبابير بالبأساء والن

ومن هذه المواضع إذا كانت الواو مكسورة في أول المصدر فإنه يج��وز

قلبها همزة، وبهذا اإلبدال تتعدد مصادر الفعل، ومن أمثلة ذلك اآلتي:

��ا ��ة وإرث ��ا ووراث *"فعل": "ورث أباه، ومنه بكسر الراء، يرثه، كيع��ده، ورث

" (3)ورثة، بكسر الكل

*"فعالن": "وجد المطلوب، كوع��د وورم، يج��ده ويج��ده، بض��م الجيم، وال

(4)نظير لها، وجدا وجدة ووجدا ووجودا ووجدانا وإجدانا، بكسرهما أدركه"

*"فعالة": "وف��د إلي��ه، وعلي��ه، يف��د وف��دا ووف��ودا ووف��ادة، وإف��ادة ق��دم،

(5)وورد"

(6) *"فعال": "ولف البرق يلف ولفا ووالفا وإالفا، بكسرهما"

و تعليل القلب في الواو المكسورة أن الكسرة فيه��ا ثق��ل على ال��واو،

(7)فاستثقل ذلك في أول الكلمة دون وسطها.

، ، تحقي��ق:ع��زة حس��ن،ديوانه)( ال��بيت من البس��يط، وه��و لتميم ابن مقب��ل، ينظ��ر:1 ، ،، س��ر الص��ناعة، ابن ج��ني332/�� 4، ، الكت��اب س��يبويه398ه���(، 1381)دمش��ق،

.3/464، )وفد(اللسان، ابن منظور، 4/203، المخصص، ابن سيده، 1/102.332/ 4)( سيبويه، مرجع سابق، 2(.177، )ورث/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 3(324)( المرجع السابق، )وجد/4(.326)( المرجع السابق، )وفد/5(.861)( المرجع السابق، )ولف/6.79-3/78، شرح الشافية)( ينظر: الرضي، 7

-188-

Page 10: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وذهب الم��ازني إلى أن قلب ال��واو المكس��ورة المص��درة هم��زة قياس��ا،

(1)ويرى الرضي أن األولى كونه سماعيا.

وقد ورد إب��دال ال��واو هم��زة في المص��ادر وهي مفتوح��ة، وه��و قلي��ل،

، ج كة الطاعون، أو كل مرض عام ومن ذلك ما جاء في "وبأ": "الوبأ، محر

��رم، وب��اء ��أ، وكك ��أ وب ��أ وتوب ��ة. وبئت األرض، كف��رح، تيب أوباء، ويمد، ج أوبي

(2)ووباءة وأباء وأباءة، وكعني وبئا".

يالحظ أن المصدرين )أباء، وأباءة( أبدلت ال�واو من الهم��زة فيهم�ا م��ع

كونها مفتوحة، يقول الرضي: "وأما الواو المفتوحة المصدرة فليس قلبه��ا

همزة قياسا باالتفاق، بل جاء ذلك في أح��رف، نح��و: أن��اة في ون��اة، وأجم

في وجم، وأحد في وحد، وأسماء في اسم امرأة فعالء من الوس��امة عن��د

(.3)األكثرين"

ـــ )ب( قلب الـواو همــزة في وســط الكلمـة )وهي4ـ 1ـــ2

عين(

تبدل الهمزة من الواو إذا كانت مضمومة ضما الزما غير مشددة، يقول

الرضي: "كل واو مخففة غير ما ذكرنا مضمومة ضمة الزمة: س��واء ك��انت

ؤور، فقلبه��ا ��ؤر، والن في أول الكلم��ة كوج��وه... أو في حش��وها ك��أدؤر، وأن

. (4)همزة جائز جوازا مطردا ال ينكسر"

وإذا جاء المصدر على "فعول" وكانت عينه واوا، ي��ترتب على ذل��ك أن

تجتمع واوان، تكون األولى مض��مومة وبع��دها واو س��اكنة، فيك��ون موض��عا

من المواض��ع ال��تي يج��وز فيه��ا إبق��اء ال��واو، ويجوزقلبه��ا، وق��د اجتمعت. 79-3/78)( المرجع السابق، 1(.55)وبأ/القاموس المحيط، )( الفيروز آبادي، 2.3/79)( الرضي،شرح الشافية ، 3.3/78)( المرجع السابق، 4

-189-

Page 11: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

الص��ورتان في مص��ادر م��ادة "زول" في الق��اموس، ولكن في موض��عين

وال ال��ذهاب، واالس��تحالة، زال ي��زول، متف��رقين ولفعلين مختلفين "ال��ز

����زال قليل����ة، عن أبي علي، زواال وزؤوال وزويال وزوال وزوالن����ا، وازول وي

��ه، وزلت عن مك��اني ��ه وأزيل ��ه، بالكس��ر، أزال ��ه وزلت ��ه وزولت ازوالال، وأزلت

مس زواال وزووال، بال هم�ز، وزئ��اال وزوالن��ا: بالض��م، زواال وزووال، ... والش��

: ق��ام ت. وزال زائ��ل الظل ��ل بركبانه��ا: نهض�� مالت عن كبد السماء، والخي

(1)قائم الظهيرة، وظعنهم زيلولة: ائتووا مكانهم".

(2) واألكثر حدوث القلب في هذا النوع من المصادر.

2 ـ )ج( قلب الواو أو الياء همزة إذا وقعتا في آخر4ـ 1ـ

الكلمة)وهن المات(

من القواعد المطردة في اللغة العربية "أن الياء والواو إذا وقعت

قبلهما ألف زائدة ثالثة فصاعدا، وكانتا حرفي اإلعراب أبدلتا همزة، وجرى

على الهمزة اإلعراب، كما جرى على سائر الحروف، وذلك نحو: كساء،

( 3 )3 وعطاء..."

: "ف��إن ك��ان(4) يقول سيبويه في "باب ما كانت الياء والواو فيه المات"

الساكن الذي قبل الي��اء وال��واو ألف��ا زائ��دة هم��زت، وذل�ك نح��و: القض��اء،

(5 )والنماء، والشقاء"

فالواو والياء إذا تطرفتا بعد ألف زائدة قلبتا همزة نحو: كساء، وعطاء،

أصلهما: كساو وعطاي، والياء في ذلك أكثر من ال��واو، وتش��اركهما األل��ف

(.1011)( الفيروز آبادي، مرجع سابق،)زول/ 1(.1023(، و)صول/989 ، )حول/القاموس المحيط)( ينظر:الفيروزآبادي، 2 2/137، المنصف)( ابن جني، 34/381، الكتاب)( سيبويه، 4. 385 / 4 ، )( المرجع السابق5

-190-

Page 12: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

في ذلك كحمراء، إذ إن أصلها حمرا، زيدت ألف قب��ل اآلخ��ر للم��د، فقلبت

(1)األخيرة همزة.

أما في المصادر ف�إن الفع�ل إذا ك�ان معت�ل الالم وج�اء المص��در من��ه

على: "فعال" فإن الواو والياء تقلبان همزة اطرادا، وذلك لت��وافر ش��روط

القلب، ومن أمثلة هذه المصادر:

(2) *"� قضى عليه يقضي قضيا وقضاء".

وقد ينتفي أحد الشروط السابقة وه��و ع��دم التط��رف، وذل��ك ب��دخول

هاء التأنيث على المصدر، فتكون هي حرف اإلع��راب في��ه، ومن ثم فح��ق

المصدر أن يصحح آخره، وال يقلب؛ لعدم التط��رف، يق��ول س��يبويه: "ه��ذا

ب��اب م��ا يخ��رج على األص��ل إذا لم يكن ح��رف إع��راب. وذل��ك قول��ك:

الشقاوة، واإلداوة... قويت حيث لم تكن ح�رف إع��راب كم��ا ق��ويت ال��واو

(3)في قمحدوة".

وقد ظه��ر من خالل دراس��ة أمثل��ة ه��ذا الن��وع من المص��ادر في معجم

القاموس أن صيغتي )فعال، وفعال( في مص��ادر األفع��ال معتل��ة الالم ق��د

، بيد أن هناك مصادر ختمت(4)جاء أغلبها باإلبدال بقلب الواو أو الياء همزة

ة، واألخ���رى بت���اء الت���أنيث، ووردت في المعجم بص���يغتين، إح���داهما معل

ص�حيحة، مم�ا ك��ان س�ببا في تع�دد المص��ادر وتن�وع ص�يغها، ومن األمثل��ة

الواردة في المعجم ما يلي:

.5/370، شرح التصريح)( األزهري، 1(.1325 )قضى/،)( الفيروزآبادي، مرجع سابق2.4/387، الكتاب)( سيبويه، 3( 1325)قص��ى/ ،��( 1264، )ب�نى/ الق�اموس المحيط)( ينظر:الفيروزآبادي، 4 )زنى/،��

(.1344)ونى/ ،( 1292 -191-

Page 13: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

، بكس��رهما كره��ه... وأبيتوإب��اءة *"ي أبى الش��يء يأب��اه ويأبي��ه إب��اء

رت ��وت وأبيت: ص�� بع... وأب الطعام، كرضيت، إبى: انتهيت عنه من غير ش��

(1)، بالكسر: صرت له أبا".إباوةأبا. وأبوته

��ه. وبداءة *"وبدا بدوا وبدوا وبداء ��داوةوبدوا ظهر، وأبديت الش��يء أولوب

(2)ما يبدو منه. وبدا له في األمر بدوا وبداء وبداة: نشأ له فيه رأي.."

رى راوة*"ي ضري به، كرضي، ض�� ريا وض�� راءة وض�� اه ب��هوض�� ر لهج، وض��

(3)تضرية"

وقد نسب ابن الس��كيت إلى تميم ق��ول: عظ��اءة، وعب��اءة، وص��الءة في

(4)عظاية، وعباية، وصالية.

ـ )د( قلب الهمزة واوا أو ياء شذوذا4ـ 1ـ2

وردت أبنية مصدرية قليلة قلبت الهمزة فيها واوا أو ياء، ولكن في غ��ير

المواضع التي ذكر النحاة أن القلب واجب أو مطرد فيها، ولعل ذلك راج��ع

إلى اختالف اللغات وتنوعها، ومن أمثلة ذلك:

حم، كسمع وكرم، نهئا ونه��اءة ونه��وأة ونه��وءا، قلب الهمزة واوا: "نهئ الل

(5)ونهاوة وهذه شاذة"

��ة، ��ة، والجراي بة والكراهة والكراهي قلب الهمزة ياء: "الجرأة، كالجرعة والث

جاعة، جرؤ، ككرم، فهو جريء". (6)بياء نادر الش

ـ )هـ( قلب الواو ياء 4ـ 1ـ2

(.1257)( المرجع سابق، )أبى/1(.1261)( المرجع السابق،)بدا/2(.1305)( المرجع السابق،)ضرى/3 ، تحقيق: حسين محمد شرف, )الق��اهرة، منش��ورات مجم��عاإلبدال)( ابن السكيت، 4

.56ه�(، 1398اللغة العربية، (.54)نهأ/مرجع سابق، )( الفيروز آبادي، 5(.36، )جرأ/القاموس المحيطالفيروزآبادي، )( 6

-192-

Page 14: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

تقلب الواو ياء في مواضع منها:

أن تكون الواو الما في االس��م ال�ذي على وزن )فع��ول( بض��م الف��اء واوي-1

الالم، وقد يكون هذا االسم جمعا وقد يكون مفردا، وعل��ة القلب في��ه أنهم

"استثقلوا اجتم��اع واوين في الجم��ع، فقلب��وا ال��واو األخ��يرة ي��اء، ثم أعلت

(1)األولى بالقلب ياء، واإلدغام، وكسر ما قبل الياء لتصحح".

أم��ا )فع��ول( في المف��رد فيك��ون في المص��در، والتص��حيح في��ه أولى

لخفته، وقد وردت في المعجم أمثلة منه باإلعالل وذلك حمال على فعله.

يقول الرضي في هذا الص��دد:"اعلم أن ال��واو المتطرف��ة المض��موم م��ا

قبلها في االسم المتمكن

إن كانت مشددة قويت بعض الق��وة، ثم إم��ا أن يجب القلب م��ع ذاك، أو

يكون أولى، أو يكون تركه أولى. فمما يجب فيه قلبها شيئان: أحدهما: م��ا

تكون الضمة فيه على الواو أيضا كما تقول: غزوي على وزن عص��فور من

الغزو، ومنه مقوي مفعول من القوة، والثاني جمع فعول كج��اث وج��ثي...

��و، ومن ��و وعت و ما كان ترك القلب فيه أولى ك��ل مص��در على فع��ول كجث

( 2)قلب فإلعالل الفعل، فإن لم تتطرف الواو لم تقلب كاألخوة واألبوة".

وعلى هذا ف��إن المص��در ال��ذي على وزن "فع��ول" من الفع��ل المعت��ل

الالم بالواو تجتمع في آخره واوان، مثل: "عتوو"، ويجوز في التصحيح بأن

تبقى الواوان وتدغم أوالهما في الثاني��ة فيص��بح عت��و، ويج��وز في��ه اإلعالل

بقلب الواو األخيرة ياء لتطرفها: عتوي، ثم قلبت الواو قبلها ياء؛ الجتماعها

.5/420شرح التصريح، )( األزهري، 1.3/171شرح الشافية، )( الرضي، 2

-193-

Page 15: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

مع الياء، وكونها مسبوقة بالس��كون فص��ار "عتي"، ثم أدغمت الي��اءان، ثم

قلبت ضمة التاء كسرة للمناسبة، وقد تكسر الفاء لإلتباع فتصير "عتي".

وجاء في النظم ما يفيد التسوية بين الجمع والمفرد:

(1)ذي الواو الم جمع أو فرد يعن كذاك ذا الوجهين جا الفعول من

وقد تبين من خالل تتبع أبني��ة المص��ادر في المعجم أن ح��دوث اإلعالل

في المصادر وتصحيحها كان سببا في تع���ددها حيث وردت المص��ادر ال��تي

عل�ى وزن " فعول" من الفعل معتل اآلخر ب��الواو بص��يغة التص��حيح ت��ارة،

وبصيغة اإلعالل تارة أخرى، ومن أمثلة ذلك اآلتي:

ثة الحجارة المجموعة، والجسد... وجثا، كدعا ورمى، جثوا *"والجثوة، مثل

ا، بضمهما جلس على ركبتيه، ..." (2)وجثي

ا وعتوا استكبر، وجاوز الحد" ا وعتي (3) *"وعتا عتي

ا مة الطويلة ج عثى، كربى. وعثا، كرمى وسعى ورضي، عثي *"والعثوة الل

.(4)وعثيانا، وعثا يعثو عثوا: أفسد"

يالحظ على األمثلة السابقة أن ضمة العين قلبت كسرة، بينما لم تكسر

ا" ا وعثي الفاء لإلتباع، وبقيت على الضم كما في "جثي

��ا لمص��در فع��ل أعلت في��ه،2 � تقلب الواو ياء وجوبا إذا وقعت ال��واو عين

ويشترط أن تسبق بكسرة، وأن يكون بعدها أل��ف، كم��ا في:ص��يام وقي��ام

والسبب(5)من مصادر الثالثي، وانقياد، واعتياد، من مصادر الثالثي المزيد.

في ذلك استثقال الواو بعد الكسرة.

.64األلفية، )( ابن مالك، 1(.1269)جثا/القاموس المحيط، )( الفيروز آبادي، 2(.1309)( المرجع السابق ، )عتا/3(.1309)( المرجع السابق، )عثا/4.5/401، التصريح)( ينظر: األزهري، 5

-194-

Page 16: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

و قد لوحظ وجود أمثل��ة قليل��ة لمص��ادر وردت بالص��يغتين اإلعالل على

األصل، والتصحيح شذوذا، ومن هذه األمثلة:

-195-

Page 17: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وءا اء ض�� رهما، ض�� ياء، بكس�� واء والض�� ور، ويض��م ، كالض�� وء الن *"الض��

(1)وضوءا".

ود الطلب، ياد *"الر واد واالرتياد والذهاب والمجيء، والم��راودة كالر وال�ر

يد، بكسرهما. واإلرادة المشيئة". (2)والر

ياد" جاء مصدر )فعال( في المثالين السابقين بالياء مرة " الضياء، والر

واد" على التص��حيح، فلم واء، ال��ر على اإلعالل، وب��الواو م��رة أخ��رى "الض��

تقلب الواو ياء، وكان حقها القلب.

وبهذا يستدرك على من قال: "شذ التصحيح م��ع اس��تيفاء الش��روط في

(3)نوار، وشوار، وال ثالث لهما".

ـ اإلبدال 5ـ 1ـ2

(4)اإلبدال في اللغة: العوض، وجعل شيء مكان شيء آخر.

،(5)أما في االصطالح فه�و: "جع�ل ح�رف مك��ان ح�رف آخ�ر مطلق�ا"

فخرج بقيد اإلطالق اإلعالل ب��القلب؛ الختصاص��ه بح��روف العل��ة، فاإلب��دال

أعم من القلب، ويشمله، واإلبدال عام في الحروف المعروفة، أما اإلعالل

فخاص بحروف العلة، وخرج بقيد المكان اإلعالل بالح��ذف والتع�ويض؛ ألن

.(6)العوض قد يكون في غير مكان المعوض عنه

(.46، )ضوء/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 1(.284، )رود/ المرجع السابق)(2.194شذا العرف، )( الحمالوي، 3(.965، )بدل/القاموس المحيط)( ينظر: الفيروزآبادي، 4 ، وينظ��ر تعري��ف اإلب��دال في: ابن ف��ارس،5/361)( األزه��ري، ش��رح التص��ريح 5

،ش��رح الش��افية، والرض��ي، 4/182���183المخص��ص، ، وابن س��يده، 333، الص��احبي3/197.

.5/361)( ينظر: األزهري، مرجع السابق، 6 -196-

Page 18: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وفرق األشموني بين اإلب��دال واإلعالل ب��القلب ب��أن األول في��ه مع��نى

اإلزالة، والثاني يحدث فيه قلب، والقلب في��ه إحال��ة، واإلحال��ة إنم��ا تك��ون

بين األشياء المتشاكلة المتقاربة؛ لذا اختص القلب بحروف العلة والهم��زة

(1)لتقاربها، وتشابهها.

��ا(". و وق�د أش��ار(2)حروفه "تسعة يجمعه�ا هج��اء قول�ك: )ه��دأت موطي

��دل: المجد إلى حروف اإلبدال في م��ادة "ب��دل" حيث ق��ال: "وح��روف الب

�دل الش��ائع في غ�ير إدغ�ام: "بج��د �ه ي��وم ص�ال زط"، وح�روف الب "أنجدت

ته (3)".صرف شكس أمن طي ثوب عز

و قد دخل اإلب��دال على أبني��ة المص��ادر، ومن ثم تغ��يرت ص��ورها،

وتعددت، ومن صور اإلبدال الواقعة في المصادر ما يلي:

ـ)أ(ـ إبدال الواو تاء.5ـ 1ـ2

مهما، عا، بض�� عا وتض�� ومثاله ما جاء في )وض��ع( "والم��رأة حمله��ا وض��

متين: حملت في وتفتح األولى: ولدته، ووضعا وتضعا، بضمهما، وتضعا، بض��

(4)آخر طهرها في مقبل الحيضة".

عا" ت��اء، فنش��أت ص��ورة جدي��دة، هي: أبدلت الواو في المصدر "وض��

"تضعا"، وصار للفعل مصدران في المعنى نفسه مع اختالف في الصورة.

�ة �ة وواقي ��ا ووقاي ومن إبدال الواو تاء ما ج�اء في "وقي": "ي وق�اه وقي

�ة: وقي ��ة، مثلث��ة م�ا وقيت ب��ه. والت ر، والوقاي صانه، كوقاه. والوق�اء، ويكس�

ة وتق��اء، قي��ه وأتقي��ه تقى وتقي ��ه أت قيت الشيء، وتقيت الكالءة، والحفظ. وات

.392/ 4،حاشية الصبان على شرح األشموني)( ينظر: الصبان، 1.5/362، شرح التصريح)( األزهري، 2(.965، )بدل/القاموس المحيط )( الفيروز آبادي، 3(771)( المرجع السابق، )وضع /4

-197-

Page 19: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

��وه للف��رق بين االس��م ��ا، قلب له: تقي ق��وى، أص�� ككساء: حذرته، واالس��م: الت

". أبدلت الواو في " وقاء" تاء فصار "تقاء(1)والصفة، كخزيا وصديا."

ـ)ب(ـ إبدال الدال ياء.5ـ 1ـ2

دد ص�� فيق. والت ص�� ديد الت ص�� ومث��ال ذل��ك م��ا ج��اء في "ص��دد": "والت

صدية ". صدي والت ض، وتبدل الدال ياء فيقال: الت عر (2)الت

(1344)( المرجع السابق، )وقي/1(292)( المرجع السابق، )صدد/2

-198-

Page 20: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

صدد" مصدر للفع��ل "تص��دد"، وه��و من العلماء من ذهب إلى أن "الت

دي. ص�� ثالثي مزيد، أبدلت فيه الدال األخيرة ياء ؛لكثرة الداالت، فقالوا: الت(1)

ـ)ج(ـ إبدال التاء طاء.5ـ 1ـ2

تبدل التاء طاء: "إذا كان فاء افتعل أحد الحروف المطبقة المس�تعلية،

وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، وذلك ألن التاء مهموسة ال إطباق فيها،

وهذه الحروف مجهورة مطبقة، فاختاروا حرفا مستعليا من مخ��رج الت��اء،

2وهو الطاء، فجعلوه مكان التاء"

وقد وق��ع ه��ذا اإلب��دال من ه��ذا الن��وع في مص��ادر الثالثي المزي��د ومن

��ل عد في الجب أمثلته م��ا ج��اء في "ص��عد" في ت��اج الع��روس، وفي��ه: "وص��

عد بالكس��ر، عادا بالتش��ديد فيهم��ا... واإلص�� عد اص�� وصعد عليه تصعيدا كاص��

وفتح الصاد، وضم العين المشدددتين، واإلصاعد بالكسر وشد الصاد وبع��د

عود، ق��ال طعاد بمع�نى الص�� األلف عين مضمومة نقلهما الص��اغاني، واالص��

عد إذا انح��در في��ه. ق��ال األزه��ري: عد وأص�� عد في ال��وادي يص�� يث: ص�� الل

يقال:(3) چ ٿ� ٿ� ٿ� ٿ� چ واالصعاد عندي مثل الصعد، قال الله تعالى:

د عود ب��الفتح ض�� اعد بمعنى واح��د. وعن الليث: الص�� عد واص�� عد واص�� ص��

(4)الهبوط".

، وابن منظ��ور،12/104، ته��ذيب اللغة، واألزه��ري، 212، المصنف)( ينظر: الغريب 13/246، )صدد( اللسان

.226/ 3شرح الشافية، الرضي، )( 2.125)( سورة: األنعام، اآلية: 3. 5/58، ، تاج العروس)( الزبيدي4

-199-

Page 21: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ورد في النص السابق مصدران للفعل )اصعد( أحدهما باإلبدال وإظه��ار

الطاء، وهو )االصطعاد(، واآلخ��ر بإب��دال الط��اء ص��ادا وإدغامه��ا في الص��اد

عد" األصلية، وهو )اصعاد(، وصيغة "افتعل" من الفع��ل "ص��عد" وهي "اص��

كان أصلها "اصتعد"، قلبت التاء طاء، فصارت "اص��طعد"، ويج��وز اإلدغ��ام

بقلب الث��اني وه��و الط��اء حرف��ا من جنس األول وه��و الص��اد، ومن ثم

إدغامهما، ق��ال الم��رادي: "وإذا أب��دلت بع��د الص��اد ففي��ه وجه��ان: البي��ان،

فيق��ال: اص��طبر، واإلدغ��ام بقلب الث��اني إلى األول، فيق��ال: اصبر��� بص��اد

لحاچ مشددة � قال س��يبويه: ح��دثنا ه��ارون أن بعض��هم ق��رأ: چ أن يص��(1)."(2)

و مما تج��در اإلش��ارة إلي��ه هن��ا أن نص الق��اموس ك��ان يكتنف��ه بعض

الغموض في تحديد المصادر، وتمييزها عن غيره��ا من األس��ماء، إذ عط��ف

وقد جاء نص الزبيدي(3)مصادر الثالثي المجرد على مصادر الثالثي المزيد.

أكثر وضوحا؛ لذا آثرنا نقله هنا.

الحذف والتعويضـ5ـ 1ـ2

والتعويض في اللغة: جعل الشيء( 4) الحذف في اللغة إسقاط الشيء.

(5)خلفا عن غيره.

.128)( سورة: النساء، اآلية: 1 ، تحقيق: عبد ال�رحمنتوضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك)( المرادي، 2

،المنصف، وينظر: ابن جني، 82/� 6علي سليمان، )القاهرة: مكتبة الكليات األزهرية(، .327 و2/324

(.293، )صعد/القاموس المحيط)( ينظر: الفيروزآبادي، 3(.799)( ينظر: المرجع السابق، )حذف/4(.648)( ينظر:المرجع السابق، )عوض/5

-200-

Page 22: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أم��ا في االص��طالح فه��و ح��ذف ح��رف من أح��رف الكلم��ة األص��لية أو

الزائدة لغرض التخفيف ويعوض عنه بح��رف آخ��ر، والمح��ذوف ح��رف من

(1)حروف العلة.

وبمالحظة المواد اللغوية في المعجم، ومص��ادر األفع��ال ال��واردة فيه��ا

وجد أن من هذه المصادر ما حدث في��ه إعالل بالح��ذف، حيث ح��ذف منه��ا

حرف، وعوض عنه بحرف آخر، وأكثر ما يك��ون ذل��ك في مص��ادر األفع��ال

المعتلة، ويقع الحذف في مصادر الثالثي المجرد في مواضع من أهمها:

حذف فاء مصدر المثال الواوي )أ(ـ5ـ 1ـ2

اطرد حذف الواو من المصدر إذا وقعت فاء، وك��ان المص��در على وزن

"فعل" كما اطرد حذف الواو من الفع��ل المض��ارع المث��ال ال��واوي، يق��ول

��ة إذا ك��انت مص��درا ف��إنهم يح��ذفون ال��واو منه��ا كم��ا س��يبويه: "فأم��ا فعل

يح��ذفونها من فعله��ا؛ ألن الكس��ر يس��تثقل في ال��واو، ف��اطرد ذل��ك في

( 2)المصدر، وشبه بالفعل ".

ويقول ابن جني عن هذا الحذف: "وجعلوا المصدر معتال، فحذفوا فاءه،

فقالوا: "عدة، وزنة"؛ ألنهم استثقلوا "وعدة، و وزنة" فألزموهم��ا الح��ذف،

وألن المصدر قد جرى مجرى الفعل. فكما استثقلوا الواو إذا كانت بين ياء

وكسرة، والواو ساكنة، كانوا للواو إذا كانت الكس��رة فيه��ا أش��د اس��تثقاال.

فحولوا كسرتها على ما بعدها وألزموها الح��ذف؛ ألنهم ل��و أثبتوه��ا بع��د أن

(3)سلبوها حركتها، احتاجوا إلى ألف الوصل لئال يبتدأ بساكن ".

.3/66، شرح الشافية)( ينظر: الرضي، 1.4/336، الكتاب)( سيبويه، 2.1/184المنصف، )( ابن جني، 3

-201-

Page 23: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وقد اختص هذا النوع من الحذف بالمصادر فال يقع في األسماء، وعلل

سيبويه ذلك االختصاص بأن هذه المصادر أشبهت الفعل في ع��دد حروف��ه

ووزنه، فجرت مجراه، يقول: “وإنما جاز فيم�ا ك��ان من المص��ادر مكس��ور

الواو إذا كان “فعلة" ألن��ه بع��دد يفع��ل ووزن��ه، فيلق��ون حرك��ة الف��اء على

العين كما يفعلون ذلك في الهمزة إذا حذفت بعد ساكن. فإن ب��نيت اس��ما

(1)من وعد على فعلة: قلت: وعدة، وإن بنيت مصدرا قلت: عدة”

وقد اختلف النحاة في وزن المصدر قبل اإلعالل والحذف، فذهب ك��ل

إلى أن أص��له "(4)وابن يعيش( 3) وابن ج��ني، (2)من س���يبويه، والم��برد،

وع��دة" أو " وع��د" كم��ا م��ر، وح��ذفت ال��واو؛ ألنهم كره��وا االبت��داء ب��واو

مكسورة، فحذفت، ونقلت كسرتها إلى العين، في حين ذهب الرض��ي إلى

أن أصله " وع��د"، يق��ول: “وإنم��ا كس��ر العين في ع��دة، وأص��له وع��د ألن

الساكن إذا حرك فاألصل الكسر، وأيضا ليك��ون كعين الفع��ل ال��ذي أج��رى

( 5)هو مجراه”

ومم��ا يؤي��د رأي الرض��ي ال��ذي مف��اده: أن وزن )فع��ل( ليس مص��درا

مطردا في )فعل( المتع��دي، وإنم��ا يط��رد في��ه )فع��ل(، ووزن )فع��ل( في

المصادر مقصور على السماع، وقد ثبت من خالل دراسة أمثل��ة المص��ادر

في المعجم اطراد )فعلة( في )فعل( من المث��ال ال��واوي، ولع��ل في ه��ذا

إشارة إلى أن أصله بفتح الفاء؛ وأعل بح��ذف ال�واو حمال على فعل��ه، مم��ا

يدفع إلى القول بأن الفع��ل المث��ال نح��و: )وع��د( ل��ه ص��يغتان مص��دريتان،

.4/337، الكتاب)( سيبويه، 1.89-1/88، المقتضب، والمبرد، 4/337)( ينظر:سيبويه، مرجع سابق، 2.1/184، المنصف)( ينظر: ابن جني، 3.10/61، شرح المفصل)( ينظر: ابن يعيش، 4.3/89، شرح الشافية)( الرضي، 5

-202-

Page 24: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

إحداهما أصلية وهي صحيحة بال حذف، وهي )وعد(، واألخرى فرعي��ة معلة

بالحذف، وهي )ع��دة(، وهي ناش��ئة عن الص��يغة األولى، وأعلت حمال على

الفعل. ومما يؤيد هذا أنهم نطقوا ال��واو مكس��ورة في أول الكالم فق��الوا:

.(3)، والوسع (2)، كما قالوا: الوزر(1)الوتر

ومما تج��در اإلش��ارة إلي��ه هن��ا أن ه��ذا المص��در غ��ير اس��م الهيئ��ة فه�و

مختلف عنه في المعنى؛ إذ يدل على مطلق الحدث بينما يدل اسم الهيئ��ة

على الحالة، وتقييد الحدث بوصف أو حالة بعينها، ويف��رق بينهم��ا الس��ياق،

كم��ا أن الت��اء ال��تي في ه��ذه المص��ادر المعل��ة بالح��ذف هي ع��وض عن

(4)المحذوف: “فإذا لم تكن الهاء فال حذف، ألنه ليس عوض".

ومهما يكن من أمر فإن الح��ذف الحاص��ل في ه��ذه المص��ادر أدى إلى

وجود صيغ مصدرية مختلفة عن الصيغ القياسية لألفع��ال، وك��ان س��ببا من

أسباب تعددها واختالفها من حيث الشكل

ومن أمثلة هذه المصادر الواردة في المعجم ما يلي:

*"وعده األمر، وبه يعد عدة ووعدا وموعدا وموعدة وموع��ودا وموع��ودة،

ر أوع��د، وق��الوا ��ر وع��د، وفي الش�� ا، فإذا أسقطا قيل في الخي وخيرا وشر

. والميعاد وقته، وموضعه. والمواعدة". ر (5)أوعد الخير وبالش

وقد آثرنا البدء بهذا المثال لشهرته في بابه حتى أصبح المصدر "عدة"

مثاال استعمله صاحب المعجم لض�بط المص��ادر المش�ابهة ل�ه، وق�د ذك�ره

(490، )وتر/القاموس المحيط)( ينظر:الفيروز آبادي، 1(.492)( ينظر:المرجع السابق، )وزر/2(770�771)( ينظر:المرجع السابق، )وسع/3.4/337الكتاب، )( سيبويه، 4(.326)وعد/، مرجع سابق، )( الفيروز آبادي5

-203-

Page 25: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

صاحب المعجم قبل ذكر المص��در القياس��ي "وع��د"؛ ألن "وع��د" من ب��اب

)فعل يفعل( المتعدي، والغالب في مصدره "فعل".

م. وال��وزر، كة الجبل المنيع، وكل معقل، والملجأ، والمعتص�� *"الوزر، محر

قل، والكارة الكبيرة، والسالح، والحمل الثقي��ل ج أوزار. بالكسر اإلثم، والث

��وزر ��وزر، ووزر ي ��زر، ووزر ي ��ه. ووزر ي ووزره، كوع��ده، وزرا، بالكس��ر حمل

(1)وزرا ووزرا، بالكسر، والفتح، وزرة، كعدة أثم".

ع، ��ة... والوس�� *"وسعه الشيء، بالكسر يسعه، كيضعه، سعة، كدع��ة، وزن

عة، والهاء عوض" ثة: الجدة، والطاقة، كالس (2)مثل

عة" ب��الفتح والكس��ر؛ ألن العين في المض��ارع مفتوح��ة؛ ورد مصدر "س��

ع(، فيج���وز الوجه���ان في وفتحت ألن الالم ح���رف حلقي كم���ا في )يس���

(3)المصدر.

ولع��ل في ه��ذا إش��ارة إلى أن كس��رة عين المص��در هي حم��ل على

هة ب��ه، حيث فتحت في المص��در حين فتحت عين كسرة عين الفعل ومشب

المضارع كما في: "سعة" و"ضعة" جاء في "وضع": "وضعه، يضعه، بفتح

ه عا، ويفتح ض��اده، وموض��وعا حطه، ... وفالن نفس�� ضادهما، وضعا وموض��

ها" (4)وضعا ووضوعا وضعة، وضعة قبيحة أذل

كم��ا س��مع في عين المص��در الض��م، ومن ذل��ك م��ا ج��اء في "وص��ل":

"وصل الشيء بالشيء وصال وصلة، بالكسر والضم، ووصله ألمه، ووصلك

(.492، )وزر/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 1(.770�771)وسع/، )( المرجع السابق2.3/89، شرح الشافية)( ينظر: الرضي، 3(.771)( الفيروز آبادي، مرجع سابق، )وضع/4

-204-

Page 26: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

لة بلغ��ه وانتهى لة وص�� ��ه، بالكس��ر، لغ��ة، والش��يء وإلي��ه وص��وال ووص�� الل

(1)إليه."

ويحمل المثال ال�واوي ال�ذي من ب�اب )فع�ل( على نظ�يره )فع�ل( إذا

كانت الالم حرفا حلقيا، فيأتي مصدره بحذف الواو، والتعويض عنها بالت��اء،

ويجوز في عينه الفتح والكسر، ومن أمثلة ذلك ما جاء في )وطأ(: "وطئه،

��رم، ��ؤ، كك أه، والم��رأة جامعه��ا. ووط أه، وتوط ه، كوط بالكسر، يطؤه داس��

ن توطأه وج��ده وطيئا بي ��ه توطئة. واس�� أت ��ؤ وط��اءة ص��ار وطيئ��ا، ووط يوط

��ة"(2)الوطاءة والوطوأة والطئة والطأة، كالجعة والجعة ن ، أي على حال��ة لي(3)

ومن صور الحذف ما يختص بمصادر الفعل الثالثي المزيد، ومن ذلك:

حذف ياء تفعيل من مصدر)فعل( )ب(ـ5ـ 1ـ2

�ا مزي�دا على وزن " فعل" ف�األكثر في مص�دره أن إذا ك�ان الفع�ل ثالثي

يأتي على "تفعيل" يس��توي في ذل��ك ص��حيح الالم، أو مهموزه��ا أو معله��ا،

يقول سيبويه: "وأما فعلت فالمص��در من��ه على التفعي��ل، جعل��وا الت��اء في

أوله بدال من العين الزائدة في فعلت، وجعلوا الياء بمنزل��ة أل��ف اإلفع��ال،

بت��ه رته تكس��يرا، وعذ فغ��يروا أول��ه كم��ا غ��يروا آخ��ره. وذل��ك قول��ك:كس��

(4)تعذيبا"

واألكثر في هذه المصادر أن تبقى على ص��يغتها وهي التفعي��ل إن ك��ان

الفعل صحيح الالم، وين��در في مص��در الفع��ل الص��حيح ح��ذف ي��اء تفعي��ل،

(.1068)( المرجع السابق، )وصل/1 لعل المجد يريد بالجعة والجعة مصدرين للفعل "جاء" ألنه يضع مكان الهمزة عينا)(2

.5، القاموسوقد أشار إلى ذلك في كتابه ، في األمثلة(.55، )وطأ/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 3.4/79الكتاب، )( سيبويه، 4

-205-

Page 27: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

��ه ب وتعويض تاء عنها، ومن أمثل��ة ذل��ك الن��ادر م��ا ج��اء في "ج��رب": "وجر

وكان حقه: تجريبا. إال أن هذه المصادر يعرض لها إعالل(1)تجربة اختبره."

بالحذف حيث تحذف ي��اء تفعي��ل، ويع��وض عنه��ا بالت��اء، ويح��دث ذل��ك في

حالتين:

األولى: إذا ك��ان الفع��ل مهم��وز الالم ف��األكثر في��ه ح��ذف ي��اء تفعي��ل،

والتعويض عنها بالتاء في آخ��ر المص��در، وق��د س��معت بعض مص��ادر ه��ذه

األفعال معلة بالحذف، وصحيحة بغ��ير إعالل مم��ا أدى إلى تع��دد المص��ادر

وتنوعها، ومن أمثلة ذلك اآلتي:

واب، وق��د أخط��أ إخط��اء وخاطئة، د الص�� *"الخطء والخط��أ والخط��اء ض��

ة رديئة، أو لثغة... وخطأه تخطئة وتخطيئا". (2)وتخطأ وخطئ، وأخطيت لغي

أه تهنئ��ة *"الهنيء والمهنأ ما أتاك بال مشقة، وقد هنئ وهنؤ هن��اءة...وهن

اه." (3)وتهنيئا ضد عز

أه تهيئة وتهييئا أصلحه". ( 4) *"وهي

أ الوع��اء هم عن بعض. ووز ه، والق��وم دف��ع بعض�� ��ودع أيبس�� "وزأ اللحم، ك

(5)توزئة وتوزيئا شد كنزه"

ونقل الرضي أن: "ظاهر كالم سيبويه أن "تفعلة" الزم في مهموز الالم

ولكن السماع ورد بإثبات الي��اء(6)كما في الناقص، فال يقال: تخطيئا وتهنيئا

وترك الحذف، وهو قليل كما ظهر من خالل المعجم مما أس��هم في تع��دد

المصادر، ومن أمثلة ذلك ما يلي:(.67)( الفيروز آبادي، مرجع سابق، )جرب/1(.39،)خطأ/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 2(.57)( المرجع سابق، )هنأ/3(.57)( المرجع السابق، )هيأ/4(.55)( المرجع السابق، )وزأ/5.1/164، شرح الشافية)( الرضي، 6

-206-

Page 28: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أ عليه باألمر تبطيئا، وأبطأ به أخره." (1)"وبط

أها توجيئا: وجدها وجأة” ين، كوضعه ضربه...ووج ك (2)"وجأه باليد والس

أ علي��ه: ��ود واها. وت أ علي��ه األرض توديئ��ا: س�� واه، ...وود "ودأه، كودع��ه س��

(3)أهلكه."

الثانية: إذا كان الفعل معتل الالم فقد ذهب النح��اة إلى وج��وب ح��ذف

ا عنه��ا، يق��ول س��يبويه في ياء تفعيل، وإثبات التاء في آخر المص��در عوض��

يت تعزي��ة ونحوه��ا باب "ما لحقته هاء التأنيث عوضا لما ذهب": "وأما ع��ز

فال يجوز الحذف فيه، وال فيما أشبهه؛ ألنهم ال يجيئون بالياء في ش��يء من

، ويقص��د(4)بنات الياء وال��واو مم��ا هم��ا في��ه في موض��ع الالم ص��حيحتين "

سيبويه بالحذف هنا حذف التاء التي هي ع��وض عن الي��اء المحذوف��ة؛ ألن

الحديث معقود عليها في الباب.

وأما إذا كان الم الكلمة حرف علة فإن��ه على”تفعل��ة"" ويقول الرضي:

ال غ��ير، وذل��ك بح��ذف الي��اء األولى، وإب��دال اله��اء منه��ا؛ الس��تثقال الي��اء

المشددة، وقد جاء التشديد في الضرورة كما في قوله: ى دلوها تنزيا افهي تنز ى شهلة صبي (6)"(5)كما تنز

ا" في مادت��ه بص��يغتي الح��ذف وقد أورد الف��يروز آب��ادي مص��در "تنزي

��ا ��زوا، ونزوان ��زاء، بالض��م، ون ��زوا ون ��زا ن واإلثبات، حيث جاء في "نزو":"ون

ا" اه تنزية وتنزي ى. وأنزاه ونز (7)وثب، كنز

(.34)( الفيروز آبادي، مرجع السابق، )بطأ/1(.55، )وجأ/لمرجع السابق)( ا2(.55)ودأ/المرجع السابق، )( 3. 1/163، وينظر: الرضي، مرجع سابق 4/83، الكتاب)( سيبويه، 4 ،المفصل الزمخش��ري، 2/195،المنصف)( نسب البيت للراج��ز ، ينظ��ر: ابن ج��ني، 5

.15/320، )نزى(، اللسان، ابن منظور1/280.1/165، شرح الشافية)( الرضي،6(.1338، )نزى/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 7

-207-

Page 29: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

)ج( حــذف األلــف من مصــدر الفعــل المبــدوء بهمــزةـــ5ـ 1ـ2

والتعويض عنها بالتاء.

إن الكثير الغ��الب في الفع��ل الثالثي المزي��د ال��ذي على وزن "أفع��ل" أن

يأتي مصدره على )إفعال(، يقول سيبويه: "فالمص��در على أفعلت إفع��اال،

، ه��ذا إذا ك��ان(1)أب��دا. وذل��ك قول��ك: أعطيت إعط��اء، وأخ��رجت إخراج��ا."

الفعل صحيح العين، أما إذا كان الفعل معتل العين فإن المصدر يع�ل حمال

على فعله، فتنقل حرك��ة عين��ه إلى فائ��ه، ثم تقلب ألف��ا، فيلتقي س��اكنان،

األلف المنقلبة من المعتل، وألف "إفعال" ثم تحذف إحداهما، وقد اختل��ف

في هذه األلف المحذوفة، يقول الرضي: "أع�ل المص�در ب�إعالل الفع�ل...

فقلبت العين ألفا، فاجتمع ألف�ان، فح�ذفت الثاني��ة عن�د الخلي�ل وس�يبويه،

قياسا على حذف مدة نح��و: تعزي��ة، ولكونه��ا زائ��دة، وح��ذفت األولى عن��د

؛ ألن األول يحذف للساكنين إذا كان م��دا، كم��ا في ق��ل(2)األخفش والفراء

(3)وبع".

ويعوض عن األلف المحذوفة بالتاء في آخر المصدر، وقد تحذف هذه

التاء مم��ا ي��ؤدي إلى تع��دد المص��ادر واختالف ص��ورها، فيس��مع المص��در

بالتاء مرة، وبغير التاء مرة أخرى.

ا وكما اختلف في األلف المحذوفة اختلف في التاء التي جاءت عوض��

عنها، فذهب سيبويه إلى أن التاء غير الزمة، وأجاز التع��ويض، ولم يوجب��ه،

، فقال في "باب(4) چڀ ڀ ٹچ ولم يخصه بحال اإلضافة، واستدل بقوله

ا لم��ا ذهب": "وذل��ك قول��ك: أقمت��ه إقام��ة، م��ا لحقت��ه ه��اء الت��أنيث عوض��.4/78، الكتاب)( سيبويه، 1.2/254، معاني القرآن)( ينظر: الفراء، 2.1/165مرجع سابق، )( الرضي، 3.37)( سورة: النور، اآلية: 4

-208-

Page 30: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

واستعنته اس��تعانة؛ وأريت��ه إراءة. وإن ش�ئت لم تع�وض وت�ركت الح�روف

ٻ� ٻ� ٻ� ٻ� پ� پ� پ� پ� ڀچ� على األصل. قال الله عز وجل:

ألنهم(1)چ� ٺڀ� ڀ� ڀ الهاء يلحقوه فلم اختيارا، اخترت وقالوا:

أتموه.وقالوا: أريته إراء، مثل أقمته إقاما؛ ألن من كالم العرب أن يح��ذفوا

(2.)وال يعوضوا "

إن عبارة سيبويه السابقة تتضمن قاعدة مهمة تجري في كالم العرب،

وع����ادة من ع���اداتهم، وهي أنهم يح����ذفون من كالمهم ويعوض����ون عن

المح��ذوف، وق��د ال يعوض��ون عن��ه، كم��ا يمكن أن يفس��ر بن��اء على ه��ذه

القاعدة تنوع كثير من ألفاظ العرب، وأساليبهم.

أم��ا الف��راء ف��ذهب إلى أن التع��ويض واجب، يق��ول:"ف��إن المص��در من

ذوات الثالثة إذا قلت: أفعلت، كقيلك: أقمت...يق��ال في��ه كل��ه: إقام��ة... ال

(3)يسقط منه الهاء. وإنما أدخلت ألن الحرف قد سقطت منه العين "

و اختار هذا الرأي ابن مال��ك في نظم��ه، وجع��ل ح��ذف الت��اء مقص��ور

على السماع، وال يقاس عليه، وأشار إلى هذا الرأي بقوله:

وألف اإلفعال واستفعال

ا الزم عوض قل ربما عرضأزل لذا اإلعالل، والت (4)وحذفها بالن

ومن أمثلة هذا النوع من المصادر في المعجم ما يلي:

" الجوب الخرق، كاالجتي��اب، والقط��ع، وال��دلو العظيم��ة، ودرع للم��رأة،

��ة ��ر، والك��انون، ورج��ل، وع. واإلج��اب واإلجاب رس، ك��المجوب، كمنب والت. 37)( سورة: النور، اآلية: 1.4/83، ، الكتاب)( ينظر: سيبويه2.2/254، معاني القرآن)( الفراء، 3.63، أللفية)( ابن مالك، ا4

-209-

Page 31: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

��ة، والجابة والمجوبة، والجيبة، بالكسر الجواب، و”أساء سمعا، فأس��اء جاب

(1)ال غير".

ولع��ل نص الق��اموس يكتنف��ه الغم��وض من حيث طريقت��ه في إي��راد

المصادر، واختصاره ال��ذي أفض��ي إلى التب��اس في العب��ارة، وغم��وض في

التمي��يز بين المص��ادر وغيره��ا من األس��ماء، ولكن في نص ت��اج الع��روس

��ة( تفصيل وتمي��يز للمص��ادر عن غيره��ا، حيث ص��رح ب��أن )اإلج��اب واإلجاب

��ل مصدران، فجاء فيه: "وفي أس��ماء الل��ه تع��الى المجيب وه��و ال��ذي يقاب

��ول س��بحانه وتع��الى وه��و اس��م فاع��ل من ؤال بالعط��اء والقب الدعاء والس

ېئ� چ� أجاب يجيب قال الله تعالى: ېئ� ۈئۈئ� ۆئ� ۆئ� ۇئ� أي:(2) چۇئ�

��ة لبية والمصدر: اإلجابة واالسم الجاب ها الت فليجيبوني، وقال الفراء يقال: إن

دران واالس��م من ذل��ك: ��ة مص�� بمنزلة الطاع��ة والطاق��ة، واإلج��اب واإلجاب

(3)الجابة كالطاعة، والطاقة، والمجوبة بضم الجيم وهذه عن ابن جني..."

وقد تحذف همزة اإلفعال فيعد حينئذ اسم مصدر ال مص��در؛ ألن حروف��ه

نقصت عن حروف فعله مثل: "جابة" و"قامة" من أجاب وأقام.

م يق��وم در كاإلجاب��ة ق��ال أب��و الهيثم: جاب��ة اس�� "وقال كراع: "الجابة: مص��

( 4)مقام المصدر"

و الذي يظهر أن المجد لم يكن يفرق دائما بين المصدر واسم المصدر،

�ل، د الفت ي، وش� يدل على ذلك ما ج�اء في غ�ار: "وأغ�ار: عجل في المش�

(5)وذهب في األرض، على القوم غارة وإغارة: دفع عليهم الخيل"

(.70، )جوب/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 1.186)( سورة:البقرة ، اآلية:2.1/386، تاج العروس)( الزبيدي: 3)( المرجع السابق.4(.453 )غور/القاموس المحيط،)( الفيروز آبادي، 5

-210-

Page 32: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ب... وأق��ام بالمك��ان وجاء في قام "وقام قوما وقومة وقياما وقامة انتص��

(1)إقامة وقامة: دام، والشيء: أدامه".

صور أخرى للتخفيف ـ6ـ 1ـ2

وتفسير ذلك أن العربي قد يع��دل عن حرك��ة أص��لية في المص��در إلى

أخرى أخف منها في النطق؛ فينشأ مص��در جدي��د، أو ربم��ا يع��دل عن بن��اء

مصدري إلى بناء آخر أخف منه فيحدث التعدد.

و قد برز أثر التخفي��ف على تع�دد أبني��ة المص��ادر في ص��ور أخ�رى، من

أهمها:

أ � العدول عن بناء مصدري إلى بناء أخف منه.

ب � العدول عن حركة إلى حركة أخف منها.

ج � كثرة وشيوع بناء "فعل" لخفته.

العـــدول عن "فعـــول" في مصـــادر معتـــل الالم)أ(ــــ6ـ 1ــــ2

واألجوف.

لوح��ظ من خالل دراس��ة مص��ادر األفع��ال معتل��ة الالم في ب��اب ال��واو

والياء من معجم القاموس المحيط أن هناك صيغة يكثر وروده��ا في س��رد

مصادر هذه األفعال رغم أنها ليست قياسية في هذا الباب وهي: فعال.

ومن أمثلة ذلك ما يلي:

(2)و بدا بدوا وبدوا وبداء وبداءة وبدوا ظهر "*"

(.1152)( المرجع السابق، )قوم/1(1261بدا/ ))(المرجع السابق،2

-211-

Page 33: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

.(1) *"و قصا عنه قصوا وقصوا وقصى وقصاء، وقصي بعد"

و قد كان هذا األمر الفتا للنظر، وجديرا بالبحث؛ ألن فيه تفس��يرا لتع��دد

مصادر األفعال المعتلة من جهة، وتفسيرا لكثرة وجود المقصور والممدود

بين مصادر تلك األفعال من جهة أخرى.

وتبين بعد استخالص أقوال العلماء في هذه القضية ودراستها أن تفسير

وجود الصيغة مر بمرحلتين، أما األولى منهما فهي تفس��ير وج��ود ص��يغة "

فعال" مع المعتل الالم، وأما الثانية فهي تفسير وجود الهمزة بعد األلف.

و قد قدم سيبويه تفسيرا لوجود صيغة "فع��ال" م��ع المعت��ل الالم وه��و

الفرار من توالي المتماثالت، إذ يقول في "باب نظائر ما ذكرنا من بن��ات

الياء والواو التي الياء والواو منهن في موضع الالمات: "وقالوا: نمى ينمي

نماء، وبدا يبدو بداء، ونثا ينثو نثاء، وقضى يقضي قضاء. وإنما ك��ثر الفع��ال

في هذا كراهية الياءات م��ع الكس��رة، وال��واوات م��ع الض��مة م��ع أنهم ق��د

قالوا: الثبات والذهاب. فهذا نظير للمعتل"، ثم أشار س��يبويه إلى أن ه��ذه

المصادر تأتي بصيغة القصر أيضا، فقال: "وقد قالوا: بدا يبدو بدا، ونثا ينثو

.(2)نثا، كما قالوا: حلب يحلب حلبا، سلب يسلب سلبا، وجلب يجلب جلبا"

يكشف النص السابق عن أن سيبويه تنب��ه إلى ك��ثرة وزن " فع��ال" في

مصادر األفعال معتل��ة الالم، وعل��ل ذل��ك ب��أن الع��رب فعلت ذل��ك كراهي��ة

ي وهي "فع��ول" من قض��ى؛ ألن للياءات مع الكسرة في مثل صيغة: قض��

"فعل" الالزم األكثر في مص��دره أن ي��أتي على "فع��ول"، ومن ثم تت��والى

(.1325 قصا/، )القاموس المحيطالفيروز آبادي، )(1.4/47، الكتاب)( سيبويه، 2

-212-

Page 34: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

متماثالت وهي الكسرة مع الياءات، وكذلك فرارا من ت��والي ال��واوات م��ع

الضمة في مثل: بدو، وهو "فعول" من "بدا" الالزم.

و مما يسوغ استعمال ذلك الوزن، ويسهل الحمل علي��ه أن ل��ه نظ��يرا

من الصحيح، نحو: "الثبات والذهاب".

وال ريب في أن هذا يكون في األفع��ال ال��تي قي��اس مص��ادرها الفع��ول،

وهو يكثر في )فعل( الالزم.

وقد فعلت العرب الشيء نفسه للعل��ة ذاته��ا في مص��ادر المعت��ل العين

حيث كثرت ص��يغتي الفع��ال والفع��ال في معت��ل العين ف��رارا من الفع��ول

الذي تتوالى فيه المتماثالت، يقول سيبويه: "وق��الوا: زرت��ه زي��ارة، وعدت��ه

عيادة، وحكته حياكة، كأنهم أرادوا الفعول ففروا إلى هذا كراهي�ة ال�واوات

.(1)والضمات"

ولم يمثل سيبويه بالفعال في حديثه عن مصادر األفعال معتلة الالم إال

مث��اال واح��دا ج��اء في قول��ه: " وق��الوا: لقيت��ه لق��اء، كم��ا ق��الوا: س��فدها

سفادا"، ولكنه علل مجيء المصدر على )فعال( في الفعل األجوف بالعلة

ياما كراهي��ة نفس��ها، فق��ال: "وق��الوا: ق��ام يق��وم قيام��ا، وص��ام يص��وم ص��

للفعول... وقالوا: صاح صياحا وغابت الشمس غياب��ا، كراهي��ة للفع��ول في

بنات الياء، كما كرهوا في بنات الواو. وقالوا: دام ي�دوم دوام�ا، وه�و دائم،

وزال يزول زواال، وهو زائل وراح يروح رواحا، وهو رائح، كراهي��ة للفع��ول،

.(2)وله نظائر أيضا: الذهاب والثبات"

.4/49 ، الكتاب)( سيبويه، 1.4/51�52)( المرجع السابق، 2

-213-

Page 35: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

لذا فإنه يمكن تفسير صيغة )فعال( في مصادر الفعل الناقص باستثقال

الفعول في مصادره كما استثقلت في مصادر األجوف.

حيث قال: "والمعت��ل العين(1)يؤكد ذلك ما نقله أبو حيان عن ابن الحاج

من هذا الباب يقل فيه "فعول" لثقله نحو: غابت الشمس غيوب��ا، فيف��رون

منه إلى فعل: نحو: صام صوما، وإلى فعال، نحو: قام قيام��ا، ويس��تثقلونه

أيضا في المعتل الالم؟ نحو: دنا دنوا، فيفرون إلى فع�ال، نح��و: ب�نى بن�اء،

وإلى فعل، مش��ى مش��يا، ففع��ول في ه��ذين الن��وعين معت��ل العين والالم

.(2)قليل"

وقد حدث ه��ذا في المعت��ل من األفع��ال دون غيره��ا؛ ألن ه��ذه األفع��ال

تختص بأشياء ال توجد في غيرها، من ذل��ك أن مص��ادرها تك��ثر فيه��ا أوزان

معين��ة تتناس��ب م��ع طبيع��ة الفع��ل والتغ��يرات الص��رفية ال��تي تط��رأ على

حروفه، يقول سيبويه: "وق��الوا: ش��ريته ش��رى، ورض��يته رض��ى. فالمعت��ل

.(3)يختص بأشياء، وستراه فيما تستقبل إن شاء الله"

كما أش��ار الف��راء في أول كت��اب المقص��ور والمم��دود إلى ك��ثرة وق��وع

"فعال" و"فع��ال" في مص��ادر المعت��ل الالم وع��بر عنه��ا ب��� )م��ا ت��زاد في��ه

األلف( فقال: "هذا كتاب المنق��وص والمم��دود فمن المنق��وص م��ا يع��رف

نقصه بحد وعالمة، ومنه ما يأتي مختلفا كما تختلف المصادر فيك��ون منه��ا

"فعل" نحو: ثقل، و"فعل" نح��و: عم��ل، وعم��د، فمث��ال ثق��ل، و عم��ل من

الياء من ذوات الواو والياء من دعوت، وقض��يت منقوص��ان.ومن��ه م��ا ت��زاد

)( هو أحمد بن محمد األزدي أبو العباس اإلشبيلي، يعرف بابن الحاج، له من الكتب:1 ه���،647إمالء على كت��اب س��يبويه، ومختص��ر خص��ائص ابن ج��ني وغ��ير ذل��ك، ت��وفى

.1/359�360ينظرترجمته في: السيوطي، بغية الوعاة:.2/491، ارتشاف الضرب)( أبو حيان، 2.4/47، الكتاب)( سيبويه، 3

-214-

Page 36: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

فيه األلف، مثل: القتال والذهاب، فمثال هذين من الواو والي��اء مم��دودان،

مثل: الدعاء من دعوت، والقضاء من قضيت.فإذا أتاك مصدر فاعمل في��ه

.(1)كما عملت في هذين الوجهين من النقص والمد "

أم��ا تفس��ير وج��ود الهم��زة بع��د األل��ف، ف��يرجع إلى أن مجيء مص��ادر

األفعال معتلة الالم على وزن "فعال" يترتب عليه وقوع حرفي العلة وهما

الياء أو الواو طرفا بعد األلف الزائدة، مما يؤدي إلى:

� قلب الياء أو الواو ألفا لوقوعهما طرفا بعد ألف زائدة. 1

� تحريك األلف الثانية للتخلص من التقاء الساكنين.2

� قلب األلف الثانية همزة. 3

يقول ابن جني في شرح ذلك: "وقالوا قضاء، وسقاء، وش��فاء، وكس��اء،

وشقاء، وعالء، وكذلك كل ما وقعت المه ياء أو واوا طرفا بعد ألف زائدة،

وأصل هذا كله: قضاي وسقاي، وشفاي، وكساو، وش��قاو، وعالو؛ ألنه��ا من

قض��يت وس��قيت وش��فيت وكس��وت والش��قوة وعل��وت فلم��ا وقعت الي��اء

والواو طرفين بعد أل��ف زائ��دة ض��عفتا لتطرفهم��ا، ووقوعهم��ا بع��د األل��ف

الزائدة المشبهة للفتحة في زيادتها فكما قلبت الواو والياء ألفا لتحركهما،

ووقوعهم��ا بع��د الفتح��ة في نح��و: عص��ا ورحى ك��ذلك قلبت��ا ألف��ا أيض��ا

لتطرفهما، وضعفهما، وكون األلف زائ��دة قبلهم��ا في نح��و: كس��اء، ورداء،

.(2)فصار التقدير: قضاا، وسقاا، وشفاا، وكساا، وشقاا وعالا"

ويعل��ل ابن ج��ني ع��دم التخلص في ه��ذه الحال��ة من التق��اء الس��اكنين

بحذف أحدهما؛ بأن حذف أحدهما يجعل المم��دود يع��ود مقص��ورا، ويف��وت

.23، المقصور والممدود)( الفراء، 11/93، سر صناعة اإلعراب)( ابن جني، 2

-215-

Page 37: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

غرض المد بزيادة األلف، يقول: "فلما التقى ساكنان كرهوا حذف أحدهما

فيعود الممدود مقصورا فحركوا األل��ف اآلخ��رة اللتقائهم��ا ف��انقلبت هم��زة

فصارت قضاء وسقاء وشفاء وكساء وش��قاء وعالء ف��الهمزة في الحقيق��ة

إنما هي بدل من األلف واألل��ف ال��تي أب��دلت الهم��زة عنه��ا ب��دل من الي��اء

.(1)والواو"

وعلى التفسير نفسه سار الجوهري: " القضاء: الحكم، وأص��له قض��اى؛

.(2 )ألنه من قضيت، إال أن الياء لما جاءت بعد األلف همزت"

تغييرات في ضبط الصــيغة المصــدرية طلبــا)ب(ـ6ـ 1ـ2

للخفة.

لوحظ أن أكثر ما يكون التخفيف بالفتح؛ ألن��ه أخ��ف الحرك��ات، يق��ول

الفارابي: "نبتدئ بالمفتوح األول؛ ألن الفتحة أخف الحرك��ات؛ ألنه��ا تخ��رج

.(3)من خرق الفم بال كلفة، ثم نتبعه المضموم، ثم المكسور"

وينق��ل الس��يوطي عن الخلي��ل تعليال لخف��ة الفتح��ة مقاب��ل الض��مة،

فيقول:" أنت تتكلف في إخ�راج الض��مة إلى تحري�ك الش�فتين م�ع إخ�راج

الصوت، وفي تحريك الفتحة إلى تحريك وس��ط الفم م��ع إخ��راج الص��وت،

.(4 )فما عمل فيه عضوان أثقل مما عمل فيه عضو واحد"

ومن أمثلة المصادر التي تغير ضبطها بالفتح اآلتي:

ـ فتح فاء مصدر" فعال" الدال على الصوت أو الداء.

.1/93)( المرجع السابق، 17/313الصحاح، الجوهري، )( 2.1/87، ديوان األدب)( الفارابي، 3.1/163، األشباه والنظائر)( السيوطي، 4

-216-

Page 38: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

جاء في "غوث":"غو ث تغويثا قال: واغوثاه، واالسم الغوث، والغواث،

، وفتحه شاذ" .(5)بالضم

يقول ابن سيده عن الغواث: "والب��اب في��ه الض��م؛ ألن��ه من األص��وات،

. (2)ويجوز أن يكون فتحهم لذلك استثقاال للضم الذي بعده الواو"

أما "فعال" الدال على الداء فقد جاء منه مثال ب��الفتح، وه��و )س��واف(:

اء... وبالضم: مرض اإلبل، ويفتح" .(3)"وكسحاب: القث

ويرى الرضي أن هذا المصدر ج��اء على ه��ذا ال��وزن: "الس��تثقال الض��م

.(4)قبل الواو"

وق��د نق��ل ابن الس��كيت عن الف��راء قول��ه: "يق��ال: أج��اب الل��ه دع�اءه،

وغواث��ه، وغواث��ه، وق��ال: ولم ي��أت في األص��وات إال الض��م، مث��ل: البك��اء

.(5)والدعاء والرغاء غير غواث، وقد أتى مكسورا، نحو: النداء والصياح..."

(.173، ) غوث/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 5.4/283، المخصص)( ابن سيده، 2(.822، ) سوف/مرجع سابق)( الفيروزآبادي، 3.1/155، شرح الشافية)( الرضي، 4.85: إصالح المنطق)( ابن السكيت، 5

-217-

Page 39: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ـ فتح فاء "فعالة" الدال على الوالية.

ورد في المعجم أمثل��ة للمص��ادر الدال��ة على الوالي��ة والص��ناعة على

وزن فعال، مع أن القياس فيها فعال، أي باختالف في ضبط الحرف األول

ث" ه عليه داللة، ويثل .(1)من الكسر إلى الفتح، ومن ذلك: "ودل

در، وبالكس��ر الخطة، واإلم��ارة، ��ة، أو هي المص�� ��ة ووالي "و��� علي��ه والي

.(2)والسلطان"

وقد الحظ علماء اللغة هذا االختالف، وسجلوا أمثلة له، من ذلك ما قاله

ابن سيده بعد ذكر أمثلة للمصادر الدالة على الصناعة: "وفتحوا األول في

، ويق��ول الرض��ي: "وفتح��وا األول ج��وازا في بعض ذل��ك،(3)بعض ذل��ك"

.(4)كالوكالة والداللة والوالية"

ـ فتح فاء "فعالن".

ن... ي��ان، ج��اء في الق��اموس "الن يلين لين��ا وليان��ا، ب��الفتح، وتلي والل

ان"(5)"كسحاب: رخاء العيش ان" تخفي��ف "لي ، وق��د ع�د النح��اة مص��در "لي

انا على فعالن، وذكر بعض النحويين: يقول ابن سيده: "وقالوا لويته حقه لي

ان ألن��ه ليس في المص��ادر فعالن وإنم��ا ان��ا أص��له لي د أن لي وه��و عن��دي جي

يجيء على فعالن وفعالن كثير كالوجدان واإلتيان والعرف��ان، فك��أن أص��له

ان فاستثقلوا الكسرة مع الياء المشددة ففتحوا استثقاال. وق��د ذك��ر أب��و لي

انا بالكسر وهذا من أوضح الدالئل زيد في كتاب عيمان عن بعض العرب لي

.(6)على ما ذكرنا "(.1000، ) دلل/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 1(.1344)( المرجع السابق، ) ولي/2.4/285المخصص، )( ابن سيده، 3.1/153، شرح الشافية)( الرضي، 4.4/282، ، مرجع سابق)( ابن سيده،5(.1232، )لين/ مرجع سابق)( الفيروزآبادي،6

-218-

Page 40: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وعلى ذلك فالتعدد حاصل من المصدر الذي ذكره أبو زيد، واستدل به

ان��ا، انا"، فيكون للفعل ثالثة مصادر سمعت فيه "لينا، ولي ابن سيده وهو "لي

انا" واألخير مخفف من الثاني. ولي

ومن التغيير الذي يقع في ضبط المصدر طلبا للخف��ة فتح ف��اء مص��در

الرباعي "فعالل"، إذ يجوز فتحها في المضعف باطراد تخفيفا لثقل الكسر

، وقد ذكر ابن يعيش أن "فعلل" المجرد له مصدران فعللة(1)مع التضعيف

و)فعالل( فقال في ذلك: "جعل��وا الت��اء عوض��ا من األل��ف ال��تي ت��زاد قب��ل

اآلخر في مثل اإلعطاء واإلكرام... والغالب األول ألنه الزم لجميعها، وربما

لم يأت فعالل، تقول: دحرجته دحرجة، ولم يسمع دح��راج، وق��الوا زلزلت��ه

والقلق��ال كالس��رهاف، وربم��ا فتح��وا زلزلة وقلقلته قلقلة، وقالوا الزلزال

األول في المضاعف فقالوا الزلزال والقلق��ال، وال يقولون��ه في غ��يره، فال

يقولون السرهاف بفتح السين، كأنهم لثق��ل التض��عيف لم يكس��روا األول،

وإنما حذفوا التاء.وأتوا باأللف قبل اآلخ��ر عوض��ا عنه��ا، وفتح��وا األول كم��ا

فتح��وا أول التفعي��ل من نح��و: كلمت��ه تكليم��ا، ومن كس��ر جعل��ه ك��الكالم،

.(2)والكذاب"

كثرة وشيوع بناء "فعل" لخفته.)ج(ـ6ـ 1ـ2

كشفت الدراسة عن شيوع صيغة "فعل" في المصادر ش��يوعا ظ��اهرا،

تمثل في تكرار ورودها في مصادر ألفعال من أب��واب مختلف��ة في ش��روح

المواد اللغوية، وقد عم ذلك األمر وغلب ح��تى في األفع��ال ال��تي ال يك��ون

قي��اس مص��ادرها أن ت��أتي على " فع��ل"، ويفس��ر ذل��ك الش��يوع، وذاك

.58، تصريف األسماء، والطنطاوي، 42، التبيان)( ينظر:كحيل، 1.49/ 6شرح المفصل، )( ابن يعيش، 2

-219-

Page 41: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

التعدد بأن خفة البناء أدت إلى كثرة اس��تعماله، والمص��ير إلي��ه في الكالم؛

ألنه أخف من غيره، وأسهل من��ه في النط��ق وي��رى الم��برد أن ك��ثرة بن��اء

"فعل" في المصادر ترجع إلى أنه: "أقل األصول والفتحة أخف الحرك��ات،

.(1)وال يثبت في الكالم بعد هذا حرف زائد، وال حركة إال بثبت وتصحيح"

ويقول الفارابي: "وأبنية األس��ماء على كثرته��ا أواله��ا باالبت��داء م��ا ك��ان

.(2)بفتح الفاء وتسكين العين منها؛ ألنه أخفها"

ويقول ابن جني: "كان مثال فعل أعدل األبنية حتى كثر وشاع، وانتش��ر،

وذلك أن فتح��ة الف��اء وس��كون العين، وإس��كان الالم أح��وال م��ع اختالفه��ا

.(3)متقاربة"

وقد ترتب على إيثار العرب المصدر الذي على زنة "فعل" لخفته تعدد

المصادر في المعجم، حيث نجده يرد كث��يرا في ع��د مص��ادر األفع��ال، وإن

لم يكن قياسا فيها. ومن أمثلة ذلك ما يلي: ��رم، قبح��ا وقبح��ا وقباح��ا ن، ويفتح. قبح، كك د الحس�� *"القبح، بالض��م ض��

.(4)وقبوحا وقباحة وقبوحة"

إن الفعل "قبح" ليس من مصادره الغالبة "فعل" ولكن قد يكون سمع

فيه لخفته.

، وج�ؤوال وجوالن�ا، م �ة، وفي الطواف ج�وال، ويض�� *"جال في الحرب جول

كة، وجيالال، بالكسر" .(5)محر

.2/127المقتضب، )( المبرد، 1.1/93، ديوان األدب)( الفارابي، 2.1/59الخصائص، )( ابن جني، 3(.235، ) قبح/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 4(.980)( المرجع السابق، )جال/5

-220-

Page 42: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

كان القياس أن يكون مصدر "ج��ال في الطواف" جوالن��ا "فق��ط، ولكن

اشترك معه "جوال" لخفته، وألنه األصل كما يرى سيبويه: "وقالوا: الج��ول

.(1)والغلى فجاءوا به على األصل"

قة.... وه��در *"وهدر البعير يهدر هدرا وهديرا وهدر: صوت في غير شقش��

.(2)الحمام يهدر هدرا وتهدارا: صوت"

ج��اء المص��در "ه��درا" في المث��ال الس��ابق داال على ص��وت البع��ير،

".والحمام، فاشترك مع " : هديرا القياسي المصدر

.4/15، الكتاب)( سيبويه، 1(.496، ) هدر/مرجع سابق)( الفيروزآبادي، 2

-221-

Page 43: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

المبحث الثاني

االستحسان

ـ مقدمة 1ـ2ـ2

ن االستحسان لغة: مشتق من الحسن، "والحسن - محركة - ما حس��

من ك��ل ش��ىء: فه��و اس��تفعال من الحس��ن، يطل��ق على م��ا يمي��ل إلي��ه

ا كان هذا الشيء، أو معنويا، وإن كان مستقبحا عن��د اإلنسان ويهواه، حسي

(1)غيره".

والمقصود به هن��ا التغي��يرات ال��تي تح��دث في بن��اء الكلم��ة من غ��ير

ضرورة داعية إليها، وإنما هي من باب استحسان العرب لها.

وقد أشار ابن جني إليه في غير موضع، من ذلك قوله عن البدل:

"والبدل أن يقام حرف مقام حرف، إما ضرورة، وإما استحسانا وصنعة"(2)

كما أفرد له بابا في كتابه "الخص��ائص" ج��اء في��ه: "وجماع��ه أن علت��ه

ضعيفة غير مستحكمة إال أن فيه ض��ربا من االتس��اع والتص��رف، من ذل��ك

��وى والبق��وى... تركك األخف إلى األثقل من غير ضرورة، نحو قولهم: الفت

ونحو ذلك، أال ترى أنهم قلبوا الياء هنا واوا من غيراستحكام علة أك��ثر من

أنهم أرادوا الفرق بين االسم والص��فة وه��ذه ليس��ت عل��ة معت��دة، أال تعلم

كي��ف يش��ارك االس��م الص��فة في أش��ياء كث��يرة ال يوجب��ون على أنفس��هم

(3)الفرق بينهما".

117 /13، )حسن( لسان العرب( ابن منظور، 1)1.1/69، سر الصناعة)( ابن جني، 2.105، االقتراح، وينظر: السيوطي، 1/133�134، الخصائص( ابن جني، 3)3

-222-

Page 44: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

و ليس المقصود هنا باالستحسان دليال نحويا، وإنما علة تصرف ألهل

اللغ���ة في لغتهم، وتفس���ير علمي لوج���ود ص���يغ مص���درية على هيئ���ات

مخصوصة.

و هو نابع من عناية العرب بألفاظهم، واهتم��امهم بص��ورها، وهيئاته��ا،

ب�اب في ال�رد على من ادعى على"يقول ابن ج�ني في ه�ذا المع�نى في

العرب عنايتها باأللفاظ وإغفالها المعاني":

"فأول ذلك عنايتها بألفاظها فإنه��ا لما ك��انت عن��وان معانيه��ا وطريق��ا

إلى إظهار أغراضها

أصلحوها، ورتبوها، وبالغوا في تحبيرها، وتحس��ينها؛ ليك��ون ذل�ك أوق��ع له�ا

في السمع وأذهب بها في الداللة على القصد، أال ت��رى أن المث��ل إذا ك��ان

مسجوعا لذ لسامعه فحفظه. فإذا هو حفظه كان ج��ديرا باس��تعماله، ول��و

لم يكن مسجوعا لم تأنس النفس وبه، وال أنقت لمستمعه وإذا كان كذلك

لم تحفظه، وإذا لم تحفظه لم تطالب أنفسها باستعمال ما وضع ل��ه وجئ

(1)به من أجله".

ا: "اعلم أن ه��ذا الب��اب من أش��رف فص��ول العربي��ة، و ق��ال أيض��

وأكرمها، وأعالها، وأنزهها. وإذا تأملته عرفت منه و به ما يؤنق��ك، وي��ذهب

في االستحسان له كل مذهب بك. وذل��ك أن الع��رب كم��ا تع��نى بألفاظه��ا

فتص��لحها وته��ذبها وتراعيه��ا، وتالح��ظ أحكامه��ا بالش��عر ت��ارة، وب��الخطب

.1/215�216، الخصائص)( ابن جني، 1 -223-

Page 45: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أخرى، وباألسجاع التي تلتزمها وتتكل��ف اس��تمرارها، ف��إن المع��اني أق��وى

(.1)عندها، وأكرم عليها، وأفخم قدرا في نفوسها"

و قد أظهرت الدراسة وجود تغي��يرات في األبني��ة المص��درية، و لع��ل

استحسان الع��رب له��ا، ورغبتهم في تحقي��ق االنس��جام في األلف��اظ، ك��ان

وراء إحداث هذه التغييرات، ومن ذلك ما يلي:

ـ اإلتباع و االزدواج.2ـ2ـ2

ويقصد به تغيير بنية الكلمة بتأثير األصوات المجاورة إلحداث ن��وع من

(2)االنسجام الصوتي.

و قد تحدث ابن جني عن اإلتباع أو المماثلة وذكر أمثل��ة له��ا في حديث��ه

عن باب "تقريب الحرف من الحرف" وسماه مرة أخرى "تقريب الص��وت

من الصوت" فقال: "ومن ذل��ك تق��ريب الص��وت من الص��وت م��ع ح��روف

الحلق، نحو: شعير وبعير، ورغيف. وسمعت الشجري غير مرة يقول: زئير

.(3)األسد، يريد الزئير. وحكى أبو زيد عنهم: الجنة لمن خاف وعيد الله"

وذكر من التقريب أيضا ما حك��اه س��يبويه في "منتن":" ففي��ه إذا ثالث

وفي جميع األمثلة(4)لغات: منتن، وهو األصل، ثم يليه منتن، وأقلها منتن."

التي أوردها ابن جني لإلتباع أثر الحرف المتأخر فيها على المتقدم.

كما أشار ابن جني إلى هذا التقريب في المنصف وسماه اإلتباع، حيث

ذهب إلى أن تحريك العين بالفتح في "فعل" لإلتباع والمجانس��ة إذا ك��انت

. 215)( المرجع السابق، 1 لحن العام��ة في ض��وء الدراس��ات اللغوي��ة الحديث��ة،عب��د العزي��ز مط��ر، )( ينظ��ر: 2

، وأحم���د علم ال���دين205، م(1966)الق��اهرة: ال���دار الفومي���ة للطباع���ة والنش���ر، م(،1983، )الق��اهرة: ال��دار العربي��ة للكت��اب للهج��ات العربي��ة في ال��تراثالجن��دي:ا

.274، أبنية المصدر، وسمية المنصور، 1/266.2/143، الخصائص)( ابن جني، 3)( المرجع السابق.4

-224-

Page 46: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

عين��ه حرف��ا حلقي��ا، يق��ول: "فح��روف الحل��ق ال تح��رك س��اكنا، وال تس��كن

.(1)متحركا، بل لعمري إنه يراد بها اإلتباع وتجانس الصوت"

ولعل اإلتباع من التغييرات التي تحدث في الكلمة بغرض المجانس��ة أو

المماثلة أو التقريب، وكلها أسماء مترادفة، يقول ابن الح��اجب: "وأح��وال

األبنية قد تكون للحاجة كالماضي... وق��د تك��ون للمجانس��ة كاإلمال��ة، وق��د

.(2)تكون لالستثقال كتخفيف الهمزة واإلعالل واإلبدال واإلدغام والحذف"

و إذا أردنا أن نصنف وظيفة اإلتباع ض��من الوظ��ائف األخ��رى الم��ذكورة

.(3)فإن وظيفته هي المجانسة، واالنسجام أما العلة فهي المجاورة"

وهو كثير في كالم العرب يدل على ذلك قول السيوطي: "قال ابن أبان

في "شرح الفصول": اعلم أن العرب قد أكثرت من اإلتباع حتى ق��د ص��ار

.(4)ذلك كأنه أصل يقاس عليه"

.2/307، المنصف)( ابن جني، 11/4، شرح الشافية)( الرضي، 2.72، االقتراح)( السيوطي، 3 , تحقي��ق: ط��ه عب��د ال��رؤوف س��عداألش��باه والنظ��ائر)( جالل ال��دين الس��يوطي، 4

.1/17م(، 1975)القاهرة، مكتبة الكليات األزهرية، -225-

Page 47: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ويعد اإلتباع من العوامل التي تؤدي إلى تفريع الصيغ؛ ألنه يحدث تغي��يرا

داخلي��ا؛ ل��ذا ي��رى ه��نري فليش أن العربي��ة مث��ال رائ��ع للغ��ة ذات تح��ول

.(1)داخلي

وقد ظهر من خالل الدراسة أن اإلتباع مسئول عن تعدد المصادر، حيث

ينشأ عن إتباع الحركة بحركة مثلها صيغة جديدة مغ��ايرة للص��يغة األص��لية

في الشكل، ومتفقة معها في المعنى.

و بعد تأمل ما يقع من إتباع في أبنية المصادر فإنه أمكن تقسيمه إلى

قسمين، هما: اإلتباع لحركة في المصدر نفسه، واإلتباع لحرك��ة أو لح��رف

في مصدر آخر مجاور له، وقريب منه.

ـ اإلتباع لحركة في المصدر نفسه.3ـ2ـ2

ولهذا النوع من اإلتباع صور من أهمها ما يلي:

ـ إتباع حركة العين لحركة الفاء.4ـ2ـ2

من أمثلته "فعل � وفعل" )أ(4ـ2ـ2

وقد ذكره السيوطي ضمن أنواع اإلتب��اع حين ق��ال: "إتب��اع حرك��ة العين

.(2)للفاء في الجمع باأللف والتاء حيث وجد شرطه كتمرة وتمرات بالفتح"

أما في أبنية المصادر فق��د لوح��ظ ارتب��اط ص��يغة "فع��ل" في أمثل��ة

المعجم بصيغة "فعل"، فهي في أك��ثر األم��ر ال ت��رد إال معه��ا، كم��ا لوح��ظ

تتابعهما وتواليهما في سرد المصادر، حيث تأتي "فع��ل" بع��د "فع��ل" ومن

أمثلة ذلك اآلتي:

، ترجمة: عب��د الص��بور ش��اهين )ب��يروت:العربية الفصحى)( هنري فليش اليسوعي، 1.86�192م(، 1966المطبعة الكاثوليكية،

.1/14األشباه والنظائر، )( السيوطي، 2 -226-

Page 48: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

خرا خرا وس�� خرة ومس�� خرا وس�� خرا وس�� *"سخر من��ه و ب��ه، كف��رح، س��

.(1)وسخرا هزىء"

.(2)*"سكر، كفرح، سكرا وسكرا وسكرا وسكرا وسكرانا نقيض صحا"

(.405، ) سخر/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 1(.409)( المرجع السابق، ) سكر/2

-227-

Page 49: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

*"البخل والبخول، بضمهما، وكجبل ونجم وعنق ضد الكرم، بخل، كفرح

وكرم، بخال،

.(1) بالضم والتحريك"

خط، ض��ى، وق��د س�� د الر ��ق وجب��ل ومقع��د ض�� خط، بالض��م وكعن *"الس��

.(2)كفرح"

وقد اختلف علماء اللغة المتقدمون في تفسير العالق��ة بين الص��يغتين

في األسماء والصفات عامة، ويمكن إجمال آرائهم فيما يلي:

� ذهب فريق إلى أن الساكن أصل، والمضموم فرع، وقد نقل الرضي1

ذلك بقوله: "يحكى عن األخفش أن كل فعل في الكالم فتثقيل��ه ج��ائز، إال

ما كان صفة، أو معتل العين كحمر، وسوق فإنهما ال يثقالن إال في ضرورة

الشعر، وك��ذا ق��ال عيس��ى بن عم��ر: إن ك��ل فع��ل ك��ان فمن الع��رب من

.(3)يخففه، ومنهم من يثقله، نحو: عسر ويسر"

و حجتهم في ذلك: أن مض��موم العين أق�ل اس�تعماال من الس�اكن، وأن

ر( ر ويس�� األس��ماء س��اكنة العين أش��هر من مض��مومة العين، فنح��و: )عس��

أشهر من )عسر ويسر( واألشهر هو األصل.

� "أنكر جمه��رة العلم��اء م��ا ذهب إلي��ه األخفش من تفري��ع المض��موم2

.(4)على الساكن؛ ألنه يخالف المعهود في التفريع، وهو أن يكون للتخفيف"

(.965، ) بخل/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 1(.669)( المرجع السابق، ) سخط/ 2.1/46، شرح الشافية)( الرضي، 3.25، التبيان)( كحيل، 4

-228-

Page 50: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ورد الرضي على حجة األخفش بأن كثرة االستعمال ال يع��ول عليه��ا في

معرفة األصل، فقد تهمل بعض األص��ول لثقله��ا كم��ا في "يق��ول" أص��له "

.(5)يقول"

� أنهما لغت��ان، وق��د نق��ل ابن منظ��ور اإلش��ارة إلى ذل��ك المع�نى حين3

ر كم��ا ق��الوا:القف��ل في ر لغ��ة في العس�� ق��ال:"ويج��وز أن يك��ون العس��

.(2)القفل"

.1/46، مرجع سابق)( ينظر: الرضي، 5.4/563، )عسر(لسان العرب)( ابن منظور، 2

-229-

Page 51: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

و هو اختيار الدكتور ناصر علي حين قال: "والراجح أن بن��اءي "فع��ل و

فعل لغتان، ولم يكن أحدهما فرع��ا من اآلخ��ر، ومثلهم��ا يق��ال في )قف��ل(

(1)لغة في )قفل( وليس فرعا عليه"

وقد تكون الصيغتان أص��لين، ك��ل في موض��عه، أم��ا في المص��ادر ف��إن

الذي يظهر لنا من خالل دراسة هذه األبنية في المعجم هو أن صيغة الضم

فرع من السكون، حيث حركت العين بالضم إتباع�ا للف�اء، فنش�أت ص�يغة

جديدة في المعنى نفسه وللفعل ذاته. ويؤيد ذلك التالي:

� وجود إشارات صريحة إلى أن صيغة "فعل" المصدرية متفرع��ة عن1

صيغة "فعل" بسبب اإلتباع، ومن ذلك ما قاله األعلم الشمنتري في ش��رح

قول طرفة:

حين نادى الحي لما فزعوا ودعا الداعي وقد لج الذعر

ك العين إتباعا لحركة الذال" ( 2)قال: "والذعر الفزع، وحر

وقال في قوله:

كل امرىء فيما ألم به يوما يبين من الغنى فقره

( 3)" الفقر و الفقر سواء، وحرك القاف إتباعا لحركة الفاء"

� أنه قلما ينف��رد مث��ال مص��دري في المعجم بص��يغة "فع��ل" دون أن2

تشاركها فيه "فعل"، فهناك أمثلة كثيرة تفردت فيها صيغة "فع��ل" فكي��ف

يرد الفرع دون األصل، ولو كانت صيغة الضم هي األصل للزم وروده��ا في

كل موضع ترد فيه صيغة السكون.

، )دمش��ق:الص��يغ الثالثي��ة: مج��ردة ومزي��دة اش��تقاقا وداللة)( ناص��ر حس��ين علي، 1.106م(، 1989المطبعة التعاونية.

، تحقيق: درية الخطاب، ولطفي صقال، )دمشق:مطبوعات المجمعديوان طرفة)(� 2.63م(، 1975العلمي العربي،

152)( المرجع السابق، 3 -230-

Page 52: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

� جاء في اللسان: "ويجوز أن يكون العسر لغة في العسر كما قالوا:3

قل، وحسن ذلك إتباع الض��م القفل في القفل... ويجوز أن يكون احتاج فث

" .(1)الضم

� تقديم الفيروزآبادي للصيغة ساكنة العين يفهم منه أنها األصل؛ ألن��ه4

ذكر في المقدمة أنه يقدم األصل، واألشهر غالبا، وكذلك فعل ابن منظور.

� لم يذكر سيبويه ص��يغة "فع��ل" في أبني��ة المص��ادر، في حين ذك��ر5

"فع��ل"، كم��ا ذهب س��يبويه إلى أن "فع��ل" من المص��ادر القياس��ية في

"فعل"حين قال: "أما ما كان حسنا أو قبحا فإنه مما يبنى فعله على فع��ل

، أم�ا ص�يغة الض��م فلم ت�ذكر(2)يفعل؛ ويكون المصدر فعاال وفعال�ة وفعال"

في المصادر القياسية حتى تكون أصال للساكنة.

نعم إن األصل في التفريع أن يك�ون للتخفي�ف، ولكن ق�د يك��ون لإلتب�اع

أيضا، وقد يكون من قبيل اختالف اللغات.

كما أن من أهم ما ينبغي مالحظت��ه أن األحك��ام ال��تي تطل��ق على أبني��ة

األس��ماء ال تعمم دائم��ا على المص��ادر؛ ألن للمص��ادر أحكام��ا تختص به��ا،

وتختلف في بعض األحيان عن أحكام أسماء الذوات والصفات.

فعل و فعل� )ب(4ـ2ـ2

��ل": "وال نعلم(3)يعد هذا البناء نادرا في األسماء ، يق��ول س��يبويه عن "إب

، وقد اس��تدرك علي��ه ألف��اظ أخ��رى ج��اءت(4)من األسماء والصفات غيره"

.(5)في المزهر

4/563، )عسر(لسان العرب)( ابن منظور، 14/28، الكتاب سيبويه، )( 2.156�164، ، أبنية الصرف في الكتاب ينظر:الحديثي)( 3.2/315)( سيبويه، مرجع سابق، 42/6، المزهر)( ينظر السيوطي، 5

-231-

Page 53: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وهو من األوزان الن�ادرة في المص�ادر أيضا، وقد ورد له مثال في م�ادة

حكا، حكت، بكس��ر الض��اد، ض�� "ضحك": "ضحك، كعلم، وناس يقول��ون: ض��

.(1)بالفتح وبالكسر، وبكسرتين، وككتف"

حك كعلم وقد أثبت الزبيدي هذا المصدر ولم ينكره، إذ جاء عنده: " ض��

��ة وناس من العرب يقولون: ضحكت بكسر الضاد إتباعا للح��اء فإنه��ا حلقي

حكا حكا ب��الفتح والكس��ر وض�� بقت ض�� حيحة وله��ا نظ��ائر س�� وهي لغ��ة ص��

.(2)بكسرتين كإبل. وضحكا ككتف أربع لغات"

ويمكن تفسير وجود هذا البناء في مصادر المادة باإلتباع، حيث كس��رت

العين إتباعا لكسرة الفاء في "ضحكا"، يقوي ذلك ذك��ره بع��ده في س��ياق

عد المصادر.

فعل و فعل � )ج(4ـ2ـ2

ك، ودؤوبا، بالض��م ومثاله في المعجم:"دأب في عمله، كمنع، دأبا، ويحر

.(3)جد وتعب"

ذهب الكوفي��ون إلى أن "فع��ل" ف��رع من س��اكنة العين إذا ك��انت عين��ه

حرفا حلقيا، وجعلوه قياسا مطردا في كل ما كان على مثاله, قال الف��راء

"وقوله "دأبا" وقرأ بعض قرائنا،(� :4)چڇ� ڇ� ڇ� ڍچ� في شرح قوله تعالى:

وهو حفص "سبع سنين دأبا" وك�ذلك ك��ل ح��رف فتح أول��ه، وس��كن ثاني��ه،

.(5)فتثقيله جائز إذا كان ثانيه همزة أوعينا أو حاء أو خاء أو هاء"

(.947، ) ضحك/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 1.13/603، تاج العروس)( الزبيدي، 2(.82، ) دأب/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 3.47)( سورة يوسف، اآلية: 4.2/47، معاني القرآن)( الفراء، 5

-232-

Page 54: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ويقول ابن األنبا ري: "يقال: دأب يدأب دأبا، و دأبا، األصل هو اإلسكان،

.(1)وإنما فتحت الهمزة؛ ألنها وقعت عينا، وهي حرف حلق"

وقد وافق برجشتراسر الكوفيين، فقال:"ومن الزيادة زي��ادة فتح��ة بع��د

عين بعض األسماء التي وزنها فعل أو فعل إذا كان أحد الحرفين األخ��يرين

.(2)حلقيا أو صوتيا"

أما البصريون فيرون أن صيغة الفتح ليست فرعا، وإنما هما لغتان فيما

سمع فيه ذلك، وال

، (3)يقاس عليه، وهذا ما نقله ابن جني عن أصحابه

ويرد ابن جني ذلك إلى اختالف اللغات، والدافع إليه ه��و إح�داث اإلتب��اع

والتجانس الصوتي، مستدال على ذلك باألدل��ة واألمثل��ة، يق��ول في ذل��ك :"

يقول: ال تتوهم أن أصل "قص: قصص" ثم أس��كنوا األولى, وأدغموه��ا في

الثانية؛ ألنه لو كان كذلك لما اط��رد عنهم إظه��ار )فع��ل( وه��و من الس��عة

على ما ال خفاء به؛ وإنما لغتان بمنزلة غيرهم��ا من غ��ير المض��اعف , نح��و

زا" مس��كن قولهم: "نشز , ونشز؛ وشبح , وشبح"، فكما ال يقال: إن "نش��

ص" " مس��كن من "قص�� ز" فك��ذلك ال ينبغي أن يق��ال: إن "قص��ا من "نش��

.(4)ولكن كل واحد منهما أصل"

ويقول أيضا: "ألنها قد سمعت ساكنة ومتحركة كما سمع غيره��ا مم��ا ال

.(5)حرف حلق فيه ساكنا ومتحركا، ويحتاج من فصل بينهما إلى دليل"

، تحقي��ق:البيان في غريب إعراب القرءان)( أبو البركات عبد الرحمن ابن األنباري، 12/42م(، 1969طه عبد الحميد )القاهرة دار الكتاب العربي،

.34التطور النحوي، )( برجشتراسر، 2.2/305�306، المنصف)( ابن جني، 3.2/305، المنصف)( ابن جني، 4.2/306)( المرجع السابق، 5

-233-

Page 55: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ي��رى ابن ج��ني أن تحري��ك العين ب��الفتح في فع��ل لإلتب��اع والمجانس��ة،

يقول:"فحروف الحلق ال تحرك ساكنا و ال تسكن متحركا، بل لعم��ري إن��ه

.(1)يراد بها اإلتباع وتجانس الصوت"

ـ إتباع الفاء لحركة العين 5ـ2ـ2

وهو من أنواع اإلتباع التي أشار إليها العلماء، يق��ول الس��يوطي:"وإتب��اع

��د" ��دن: ل .وق��د لوح��ظ وق��وع(2)حركة الف��اء للعين في لغ��ة من ق��ال في ل

اإلتب��اع في أمثل��ة من المص��ادر ال�تي على "فع��ول "من معت��ل الالم، ومن

أمثلة ذلك:

ا وعتوا استكبر، وجاوز الحد" ا وعتي .(3)*"و عتا عتي

إن المص��در ال��ذي على وزن "فع��ول" من الفع��ل المعت��ل الالم ب��الواو

تجتمع في آخره واوان، مثل: عتوو، ويجوز في التصحيح بأن تبقى الواوان،

وتدغم أوالهما في الثانية، فيصبح "عت��و"، ويج��وز في��ه اإلعالل بقلب ال��واو

األخيرة ياء لتطرفها: عتوي، ثم تقلب الواو قبلها ياء الجتماعها مع الي��اء، و

، فص��ار "عتي"، ثم قلبت ض��مة الت��اء كس��رة(4)كونه��ا مس��بوقة بالس��كون

للمناسبة، وقد تكسر الفاء لإلتباع، فتصير"عتي"، وقد نقل الرضي عن ابن

"وتقلب الواو طرفا بعد ضمة في ك��ل متمكن ي��اء فتنقلب الحاجب قوله:

وقد تكسر الفاء لالتباع...الضمة كسرة كما انقلبت في الترامي والتجارى

(5)"فيقال: عتى وجثى

.2/307)( المرجع السابق، 1.1/14، األشباه والنظائر)( السيوطي، 2(.1309، ) عتو/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 3، 5/420�421، التصريح، و األزهري، 3/160�173، شرح الشافية الرضي، ينظر:)( 4.3/161)( الرضي، شرح الشافية، 5

-234-

Page 56: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ويجوز لك في فاء فعول: جمعا كان، أو غيره، بع��د قلبيقول الرضي:"

.1الواو ياء، أن تتبعه العين، وأن ال تتبعه، نحو عتي ودلى"

كما لوحظ أن المصدر الذي على زنة "فعول" إذا كان ي��ائي الالم ف��إن

الواو األولى وهي واو فعول تقلب ي��اء؛ إذ من مواض��ع قلبه��ا ي��اء أن تلتقي

ل هي أي: الواو والياء، ويجتمعان في كلمة واحدة، والس��ابق منهم��ا متأص��

ذاتا وسكونا، فتقلب الواو ياء؛ ألنها أثقل من الياء، ثم تدغم الي��اء المنقلب��ة

ثم إن هذا المصدر قد يرد(2 )عن الواو في الياء السالمة؛ الجتماع المثلين.

بصورتين: كسر الفاء، وضمها، والكسر لإلتباع كما مر.

واه، حم يصليه صليا ش�� ومن أمثلة ذلك ما جاء في "صلي": "ي صلى الل

ه، ويده بالنار سخنها، وفالنا داراه، أو ألقاه في النار لإلحراق، كأصاله وصال

ر الء، ويكس�� ا وص�� لي ا وص�� لي أو خاتله وخدعه. وصلي النار، كرضي، وبه��ا ص��

.(3)قاسى حرها"

ـ "اإلتباع لحركة أو حرف في مصدر آخــر مجــاور لــه6ـ2ـ2

وقريب منه وهو" اإلتباع بين لفظين".

و فيه يحدث تغيير في ضبط المصدر إتباعا لحرك��ة كلم��ة أخ��رى قريب��ة

منه، أو مصدر آخر مجاور له، وقد يحدث تغيير في وزنه ازدواجا مع غيره.

و يعرف ابن فارس هذا النوع من اإلتب��اع بقول��ه: "وه��و أن تتب��ع الكلم��ة

الكلمة على وزنها، أو رويتها إشباعا وتأكيدا... وذلك قولهم: "ساغب الغب

.(4)" و"هو خب ضب"

.3/173)( المرجع السابق، 1.5/413، التصريح)( ينظر: األزهري، 2(.1303، ) صلى/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 3, تحقيق: السيد أحمد ص��قر,الصاحبي في فقه اللغة)( أبو الحسين أحمد بن فارس، 4

.458م(، 1977) القاهرة، مطبعة عيسى البابي الحلبي, -235-

Page 57: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وق��ال في مقدم��ة كتاب��ه "اإلتب��اع والمزاوج��ة": "ه��ذا كت��اب اإلتب��اع

والمزاوجة، وكالهما على وجهين: أحدهما أن تكون كلمتان متواليت��ان على

روي واحد.

��ك على وجهين: ��ان، ثم تك��ون بع��د ذل وي والوج��ه اآلخ��ر أن يختل��ف الر

أحدهما أن تكون الكلمة الثانية ذات معنى معروف واآلخر أن تكون الثانية

ها كاإلتباع لما قبلها" نة االشتقاق، إال أن .(1)غير واضحة المعنى، وال بي

��د ب��ه "وروي أن بعض العرب سئل عن هذا اإلتب��اع فق��ال: ه��و ش��يء نت

أي: نثبت به كالمنا. ومن أمثلة المص��ادر الناش��ئة عن اإلتب��اع م��ا(2)كالمنا"

يلي:

ق��ه، كاس، بضمهما: عود المرض بعد الن كس والن جاء في "نكس": "والن

.(3)نكس، كعني، فهو منكوس. وتعسا له ونكسا، وقد يفتح ازدواجا"

ك��اس" وتول��دت ص��يغة جدي��دة كس والن إن للفع��ل مص��درين هم��ا: "الن

بالفتح، وهي "نكسا" ازدواجا مع تعسا"

وقد ذكر السيوطي هذا الن�وع ض�من أن�واع اإلتب��اع، فق�ال:"ومن�ه إتب�اع

حركة فاء كلمة لحركة فاء أخرى لكونها ق�رنت معه�ا...ق�ال ابن دري��د في

الجمهرة: تقول:ما سمعت له جرسا إذا أفردت، فإذا قلت: ما س��معت ل��ه

.(4)حسا وال جرسا، كسرت الجيم على اإلتباع"

ومن أمثلة ذلك أيضا م��ا ج��اء في "رحم" حيث وردت المص��ادر التالي��ة:

حم، بالض��م عطف، كالمرحمة والر ك الرقة، والمغفرة، والت حمة، ويحر "الر

.1، )القاهرة: مكتبة الخانجي (، اإلتباع والمزاوجة)( أبو الحسين أحمد بن فارس، 1.458)( ابن فارس، مرجع سابق، 2(.578، ) نكس/القاموس المحيط)( الفيروزآبادي، 3.1/14، األشباه والنظائر)( السيوطي، 4

-236-

Page 58: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

تعمل إال وبضمتين، والفعل كعلم... ورهبوت خير لك من رحم��وت، لم يس��

.(1)مزدوجا"

إن السبب في وجود مصدر "رحموت" و استعماله على هذا ال��وزن ه��و

تحقيق االزدواج بينه وبين المصدر اآلخر "رهبوت"، وهو أمر استحساني ال

ضرورة فيه.

وجاء في "رهب": "رهب، كعلم، رهبة ورهبا، بالضم وبالفتح وبالتحريك،

��وتى، هب هبى، ويضم ويمدان، والر ك خاف، واالسم الر ورهبانا، بالضم ويحر

��ر من أن ��رهب خي كتين، خ��ير من رحم��وت"، أي: ألن ت ��وت، مح��ر و "رهب

.(2)"ترحم

" بناء القطاع ابن عد وقد له" ومثل المصادر، أبنية ضمن فعلوت

و رغبوتب�" (.3)رحموت"،

ومن الصوتي، بالتركيب عالقة لها التي اللغوية الظواهر من اإلتباع ويعد

الكالمي األداء في وتجسيده االنسجام تحقيق مظاهر من مظهر فهو ثم

. استعمالهم في كثير وهو العرب، عند

استعمله إنما اإلتباع أن يستنتج يماثلها وما األلفاظ هذه في والناظر

. . أو باالزدواج يدعى ما ومثله وظائفه أهم ولعله الكالم لتوليد العرب

ذلك من ومعانيها، مقاطعها وتتكافأ مبانيها تتجانس كلمات بين المزاوجة

... في: وما األمثلة فهذه لفظة واللحظة وحشة، والوحدة ذلة القلة قولهم

موازينها عن بالكلمات العدول في تراعيها ما كثيرا العرب كانت منزلتها

(.1111 ) رحم/مرجع سابق،الفيروزآبادي، )( 1(.92، ) رهب/القاموس المحيطالفيروزآبادي، )( 2.337: أبنية األسماء واألفعال والمصادرابن القطاع، )( 3

-237-

Page 59: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

مخالفة فيها اغتفر ذلك ولجل الوزن، في يناظرها بما القترانها المألوفة

.(1)القياس

المتوازن اإليقاع إلى العرب لميل النفسي المنشأ أن إلى نخلص كما

للشخصية النفسي التركيب هو إنما الفت بشكل القولي الفن في وشيوعه

جديد ال حيث والرتيبة، القاسية الصحراء حياة طبعتها التي القديمة العربية

ظهر حتى وحسها ذوقها في ذلك فأثر يوم، كل تتكرر التي مشاهدها في

فنها السواكن (2)في تناسب في مثال والمفردات األلفاظ مستوى على ،

والحركات.

وفيم��ا يلي رس��م توض��يحي ي��وجز أهم ص��ور اإلتب��اع الحاص��لة في أبني��ة

المصادر والتي سبقت دراستها

اإلتباع لحركة في المصدر نفسه

إتباع حركة العين لحرك��ة الف��اء إتب��اع الف��اء

لحركة العين

) فعول

– فعول (

فعل فعل فعل

كش��ف المغطى من المع��اني واأللف�اظينظر الشيخ محم��د الط��اهر بن عاش��ور، )(� 1 ، )نشر الشركة التونسية للتوزيع والشركة الوطنية للنشر والتوزي��عالواقعة في الموطأ

.310م(، 1976الجزائر م(،1969، )دار الكتاب العربي بيروت، 10، طفجر اإلسالمينظر أحمد أمين، )(� 2

وما بعدها.45 -238-

Page 60: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

فعل فعل فعل

(3 )شكل:

-239-

Page 61: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

المبحث الثالث

التوسع في اللغة وتكثير األبنية

ـ مقدمة 1ـ3ـ2

يرجع لفظ "التوسع" إلى أصل لغوي واح��د ي��دل على خالف الض��يق،

ع ض��د التض��ييق، تق��ول: وس��عت(1)والعسر وس�� ، و ذك��ر الج��وهري أن الت

الشيء فاتس��ع، واستوس��ع أي: ص��ار واس��عا، وتوس��عوا في المجلس، أي:

(2).تفسحوا

ع، والتوس��يع عة نقيض الضيق، واتسع كوس�� وجاء في اللسان: "والس

(3).خالف التضييق"

وفي االص��طالح "لم يض��ع الق��دماء ح��دا لمص��طلح "التوس��ع "، ولم

يوضحوا بصورة مفصلة حقيقة هذا المصطلح، ب��ل بقي عائم��ا على ال��رغم

(4).من وجود إشارات مبثوثة له في بطون الكتب"

ومن النح��ويين من اس��تعمل ه�ذا اللف�ظ، وه��و يري�د ب��ه التوس�ع في

األبنية بمعنى تكثيرها، وهو خالف التضييق في ص��يغها، وحص��رها في أبني��ة

محدودة، وهو المقصود بالتوس��ع في ه��ذا المبحث، من ذل��ك م��ا قال��ه ابن

الحاجب عن أحوال األبنية: " وقد تكون للتوسع كالمقصور والمم��دود وذي

(5).الزيادة "

6/109، مقاييس اللغة)( ينظر: ابن فارس، 1.4/433، الصحاحينظر: الجوهري، )( 2.8/392�393، )وسع(لسان العرب ابن منظور، )(3 )القاهرة: مكتبة الثقافة الديني��ة(،التوسع في كتاب سيبويه، عادل هادي العبيدي، )(49.

.65/ 1، شرح الشافية الرضي، )(5 -240-

Page 62: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

ا عن األس��ماء المم��دودة: "وزادوا قبله��ا ألف��ا وق��ال ابن يعيش أيض��

أخرى للمد توسعا في اللغة وتكثيرا ألبنية التأنيث , ليصير له بناءان ممدود

(1).ومقصور"

ومن المح��دثين من اس��تعمل مص��طلح "التوس��ع اللغ��وي "في إف��ادة

(2).المعنى ذاته كالدكتور صبحي الصالح

كما استعمل ابن جني لفظ االتس��اع بمع��نى تكث��ير األبني��ة في حديث��ه

عن زيادة المد عوضا عن المحذوف، فقال:"فلهذا ونح��وه م��ا زي��دت ه��ذه

رون عن المع��نى المدات، وللحاجة إلى االتس��اع في كالمهم، ألنهم ق��د يعب

الواحد باأللفاظ الكثيرة، وهذا يضطر إلى االتساع، فمن ها هن��ا اح��تيج إلى

(3).الزوائد المكثرة للكالم "

وقد شهد المح��دثون للعربي��ة بميله��ا إلى التكث��ير في األبني��ة والتفنن

فيها، يقول برجشتراسر: " إن العربية لما لم تكتف بصيغ قليلة مثل س��ائر

اللغ��ات الس��امية، ك��انت تمي��ل إلى ك��ثرة األش��كال والتفنن في الص��يغ

(4).الكثيرة"

ومم��ا ينبغي التنبي��ه إلي��ه أن ه��ذا اللف��ظ ق��د يس��تعمل كم��رادف

للفظ"االتساع" ويراد به ضربا من ضروب المجاز، حيث تخرج الكلم��ة عن

معناها الحقيقي إلى معنى آخر على سبيل المجاز، يقول ابن جني: "وإنم��ا

.10/9، شرح المفصل ابن يعيش، )(1 )ب���يروت: دار العلم للماليين،11،طدراس���ات في فق���ه اللغة ص���بحي الص���الح، )(2

.266م(، 1986.1/15، المنصف ابن جني، )(3.52، التطور النحوي برجشتراسر، )(4

-241-

Page 63: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

يقع المجاز ويعدل إليه لمع��ان ثالث��ة، وهي: االتس��اع، والتوكي��د، والتش��بيه،

(1).فإن عدم هذه األوصاف كانت الحقيقة البتة "

و قد ظهر التوسع في أبنية المصادر، وبرز التكثير فيها من خالل عدة

صور من أهمها ما يلي:

ـ التأنيث اللفظي بالتاء واأللف المقصورة.2ـ3ـ2

ظه��ر من خالل دراس��ة الت��ذكير والت��أنيث كمظه��ر من مظ��اهر تع��دد

المصادر أن كثيرا من المصادر ختمت بتاء التأنيث، وكان الغرض في أك��ثر

األمر التأنيث اللفظي، وهذا التأنيث

اللفظي في المصادر إنما هو طريقة يصار إليها للتوس��ع في اللغ��ة وتكث��ير

األبنية؛ إذ ال يعني ختم المصدر بت��اء الت��أنيث الدالل��ة على الت��أنيث حقيق��ة،

وأنه مقابل للتذكير، لذا فإن بروكلمان يطلق على هذه الت��اء: "الت��اء ال��تي

(2).تدل على المؤنث النحوي" وهي تستخدم للتعبير عن اسم المعنى.

�ا، فيق�ول: �ا لفظي كما أشار الرضي إلى أن ت�أنيث المص�ادر يع�د تأنيث

"بخالف نح��و: ش��قاوة، وخزاي��ة، وس��قاية... ف��إن الت��اء في ه��ذه األس��ماء

للتأنيث اللفظي، وهي باعتباره الزمة، نح��و: غرف��ة، وظلم��ة، وطلح��ة كم��ا

يجيء، وإن جاءت في بعضها غير الزمة، كش��قاوة، وش��قاء، إال أن وض��عها

(3).في المؤنث اللفظي على اللزوم"

ونستند في ك��ون ت��أنيث المص��ادر للتوس��ع في اللغ�ة على كالم البن

الح��اجب عمم في��ه الحكم، فجع�ل ك�ل ص��يغ المم��دود والمقص��ور وج�دت

.2/442، ، الخصائص ابن جني)(1 , تحقي��ق: رمض��ان عب��د الت��واب ، فق��ه اللغ��ات الس��امية ينظ��ر: ك��ارل بروكلم��ان)(2

.96م (، 1977)الرياض: جامعة الرياض، .4/281شرح الكافية، الرضي، )(3

-242-

Page 64: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

للتوس��ع في اللغ�ة، "ق��ال: "وأح��وال األبني��ة ق��د تك��ون للحاج��ة كالماض��ي

والمضارع واألمر... وقد تكون للتوسع كالمقصور والمم��دود وذي الزي��ادة،

(1).وقد تكون للمجانسة كاإلمالة"

فإذا كان االسم المختوم بألف التأنيث المقص��ورة وج��د للتوس��ع في

اللغة، فكذلك يقال عن المصدر المخت��وم بالت��اء للت��أنيث اللفظي، كم��ا أن

المصادر المختومة بالتاء يمكن أن تدخل ضمن النوع الذي عبر عنه بقوله:

"ذي الزيادة"؛ ألن التاء زيادة على المصدر.

وقد شبه سيبويه دخ��ول األل��ف على المص��ادر ب��دخول ت��اء الت��أنيث،

��ر" .يقول: "فدخلت األلف كدخول الهاء في المصادر.وقالوا: الكبري��اء للكب ، ولع��ل من أوج��ه الش��به بينهم��ا م��ا تكس��به أل��ف الت��أنيث المص��در من(2)

التأنيث اللفظي، كما تفعل التاء ؛ لذا سماها سيبويه أل�ف الت�أنيث، فق�ال:

وذل��ك قول��ك: رجعت��ه"هذا باب ما ج��اء من المص��ادر وفي��ه أل��ف الت��أنيث

(3)."رجعى، وبشرته بشرى، وذكرته ذكرى، واشتكيت شكوى

ومما يؤكد أن السبب في نشوء أبنية المصادر المؤنثة تأنيثا لفظيا هو

التوسع في اللغة أن األمثلة الواردة في المعجم مم�ا ج�اء بص�يغة الت�ذكير

والتأنيث كانت تحم��ل المع��نى نفس��ه دون اختالف أو تغي��ير، كم��ا أن ليس

هن��اك داع ص��رفي أو ص��وتي ل��دخولها، وال ثم��ة وج��ه استحس��اني يحص��ل

بوجودها. ومن األمثلة التي تؤكد ذلك ما يلي:

1/65�66شرح الشافية، الرضي، )(1.41 /4، الكتاب سيبويه، )(2.4/40الكتاب، سيبويه، )(3

-243-

Page 65: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

��ا، بالكس��ر، وحرم��ا*"وحرمه الشيء، كضربه وعلمه، حريم��ا وحرمان

: منعه"وحرمة (4).، بكسرهما، وحرما وحرمة وحريمة، بكسر رائهن

ثة، سخونة خنا، *"سخن، مثل خنة وس�� خنا،وس�� خانة وس�� ، وس�� مهن بض��

كة" (2).محر

(3).وعمهانا"وعموها وعموهة *"عمه، كمنع وفرح، عمها

ـ الزيادة بالمد للمصادر المقصورة. 3ـ3ـ2

والسؤال ال�ذي يط�رح هن��ا: إن ك�انت الص�يغ المص��درية المقص��ورة

لغرض التوسع في اللغة فما سبب وجود الصيغ الممدودة؟

ذهب أكثر النحويين إلى أن الصيغة الممدودة ناشئة عن المقص��ورة،

حيث زي��دت أل��ف على المقص��ورة للم��د، ف��اجتمع ألف��ان، فقلبت الثاني��ة

رب اآلخ�ر من همزة، ويش��رح ابن س��يده ه��ذا التح��ول بقول��ه: "وأم��ا الض��

الممدود فأن تقع ألف للتأنيث وقبلها ألف زائ��دة فال يمكن اجتم��اع األلفين

في اللفظ، وال يج��وز ح��ذف إح��داهما فيلتبس المقص��ور بالمم��دود فتقلب

األلف الثانية التي هي طرف همزة ألنها من مخ��رج األل��ف فيص��ير االس��م

(4).ممدودا لوقوع الهمزة طرفا وقبلها ألف وذلك نحو حمراء وصفراء"

، وه��و أن أل��ف الت��أنيث المم��دودة(5)وهذا مذهب سيبويه والبص��ريين

أصلها المقصورة،

(6).ولكن زيدت قبلها ألف ألجل المد، فقلبت الثانية همزة

(1061)حرم/، القاموس المحيط، الفيروز آبادي)( 4(1204، )سخن/المرجع السابق )(2(.1250، )عمه/المرجع السابق )(3.4/421، المخصص ابن سيده، )(4���2/161، ش�رح الكافية، والرض��ي، 1/92���93، ش�رح التس��هيل ينظر: ابن مالك، )(5

162 )( ذهب المبرد إلى أن الهمزة واأللف يشكالن مع��ا عالم��ة الت��أنيث، يق��ول: "أو تق��ع6

(. وذهب الكوفي��ون إلى أن3/84، المقتضبألفان للتأنيث فتبدل الثانية همزة" )ينظر: -244-

Page 66: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وقد فصل ابن ج��ني ه��ذا ال��رأي فق��ال: "وق��د اط��رد عنهم قلب أل��ف

التأنيث همزة، وذلك نحو: حمراء وصفراء... وقعت األلف بع��د أل��ف قبله��ا

زائدة فالتقى هناك ألفان زائدتان األولى منهم��ا الزائ��دة، الثاني��ة هي أل��ف

التأنيث فلم تخل من حذف إحداهما أو حركتها، فلم يجز في واحدة منهم��ا

الحذف، أما األولى فلو حذفتها النفردت اآلخرة، وهم قد بن��وا الكلم��ة على

اجتماع ألفين فيها، وأما اآلخ��رة فل��و ح��ذفتها ل��زالت عالم��ة الت��أنيث ال��تي

وسمت الكلمة بها وهذا أفحش من األول، فقد بطل ح��ذف ش��يء منهم��ا،

وأما الحركة، فقال سيبويه: إنه لما انجزم الحرفان ح��ركت الثاني��ة منهم��ا،

(1).فانقلبت همزة فصارت حمراء وصفراء وصحراء وصلفاء كما ترى"

أما السبب في زي��ادة األل��ف للم�د فه�و من ب��اب التوس��ع في اللغ�ة،

ورغبة العرب في تكثير األبنية، ويستند في هذا التفسير إلى م��ا ذك��ره ابن

��ا يعيش في حديثه عن الهمزة، حيث قال: "فأم��ا "إب��دالها من األل��ف واجب

فمن ألف التأنيث "نحو حمراء...فهذه الهمزة بدل من ألف التأنيث ك��التي

في حبلى، وسكرى، وقعت بعد ألف زائدة للمد، واألصل بيضى وحمرى...

بالقص��ر، وزادوا قبله��ا ألف��ا أخ��رى للم��د توس��عا في اللغ��ة وتكث��يرا ألبني��ة

(2).التأنيث , ليصير له بناءان ممدود ومقصور"

والشاهد في نص ابن يعيش قول��ه: "وزادوا قبله��ا ألف��ا أخ��رى للم��د

توسعا في اللغة وتكثيرا ألبنية التأنيث, ليصير له بناءان مم��دود ومقص��ور"

،ش��رح التس��هيلالهمزة عالمة للتأنيث، وليست منقلب��ة عن أل��ف. )ينظ��ر: ابن مال��ك، ، حيث ذكر رأي الكوفيين واألخفش(1/92

وقد استدل ابن جني لمذهبه بأمرين:)(1 - أنهم لم يستعملوا الهمزة للتأنيث في غير هذا الموضع، ويعتمدون في الت��أنيث1

على التاء واأللف. - أن جميع ما فيه همزة تأنيث تبدل الهمزة في��ه ألف��ا وال تظه��ر أب��دا. ينظ��ر: ابن2.83�85 /1، سر صناعة اإلعرابجني،

.9 /10، ، شرح المفصل ابن يعيش)(2 -245-

Page 67: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

إذ إنه يعزو وجود أبنية الممدود في اللغة إلى رغبة العرب في التوسع في

اللغة وتكثير األبنية، حيث أسند إليهم زيادة األلف.

وقد تبين من خالل حصر أوزان المصادر المختومة ب��األلف المم��دودة

أنها ال تخرج عن هذه األوزان الثالثة:

مع،1 ��� فع���الء، نح��و: رغب���اء، ج���اء في"رغ���ب": "رغ���ب في���ه، كس��

�ة ك ، ورغبة أراده كارتغب، وعن�ه لم ي�رده، وإليه رغب�ا، محر رغ�ب�ا، ويض�م

، ورغباء، كصح�راء" (1).ورغبى، ويضم

وعلى ضوء تفسير ابن جني السابق ألل��ف الت��أنيث المم��دودة يمكن

��اء" بأن��ه ق��د زي��دت أل��ف للم��د في رغ��بى، أن نفسر مجيء المصدر "رغب

فصارت رغباا، فالتقى ساكنان، ثم حركت الثانية منهم��ا، ف��ا نقلبت األل��ف

الثانية همزة.

2 ا ه بالش��يء خص�� � فعيالء، نحو: خصيصاء، جاء في "خصص": "خص��

له. ة فض�� ة وتخص�� ي ى، ويم��د، وخص�� ة، ويفتح، وخصيص�� ي وخصوصا وخصوص��

(2).وخصه بالود كذلك"

ويمكن أيضا تفسير مجيء مصدر خصيصاء بالمد على ضوء التفس��ير

السابق.

رف،3 فع��ة في الش�� ��� فعلي��اء، نح��و: كبري��اء، ج��اء في"ك��بر": "والر

ر، كالكبرياء" جب (3).والعظمة، والت

(.90، )رغب/القاموس المحيط الفيروز آبادي، )(1(.617 المرجع السابق، )خصص/)(2(.468 المرجع السابق، )كبر/)(3

-246-

Page 68: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

وهذه األبنية توافق ما ذكره ابن القطاع من أبنية المصادر المختوم��ة

��اء ��� فعيالء مكيثاء��� فعلي��اء ب��األلف المم��دودة، حيث ج��اء فيه��ا: فعالء رغب

(1)كبرياء.

وقد ع��د ابن مال��ك من األوزان المش��تركة بين المقص��ور والمم��دود:

، (2)فعيلى، وفعيلى"

و لعل االعتماد على كالم ابن جني أساسا لتفس��ير الص��يغ المم��دودة

أولى من جعلها من قبيل األوزان المشتركة.

ويؤك�د ابن ج�ني في آخ�ر حديث��ه عن المم�دود م��ا ذهب إلي��ه من أن

السبب في التعدد والتغير الحاصل ه��و زي�ادة األل�ف للم�د أو الم�د بزي��ادة

األلف، حيث إنه هو المسئول عن نشوء صيغ الممدود ب��األلف: "ف��إذا ك��ان

ذلك كذلك فقد علمت أن الهمزة في صنعاء وهيجاء ودهناء فيمن م��د هي

األلف المفردة في صنعا وهيجا ودهنا فيمن قصر قلبت همزة لوقوعها بعد

األلف التي زي��دت للم�د، فأم�ا حبلى وس��كرى فإنم��ا ص�حت فيهم��ا وفيم�ا

يجري مجراهما األلف ألنها مفردة فلم يلتق ساكنان فتجب الحركة ويل��زم

(3).الهمز"

ويمكن القول استنادا على ما مضى:

.377_370، القطاع، أبنية األسماء واألفعال والمصادر ينظر: ابن)(12)( : التسهيل أبو عبد الله محمد بن عيسى السلسيلي، ينظر إيضاح في العليل ،شفاء

م).1986تحقي��ق: الش��ريف عب��د الل��ه برك��اتي، )مك��ة المكرم��ة: المكتب��ة الفيص��لية، 3/1007 �1008.

. 1/86، سر صناعة اإلعرابابن جني، )(3 -247-

Page 69: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

��ا س��واء ختمت بالت��اء أو األل��ف1 ��� أن المص��ادر المؤنث��ة تأنيث��ا لفظي

وجدت للتوسع في اللغة وتكثير األبنية.

� أن الممدود من المصادر المؤنثة نش��أ عن زي��ادة أل��ف للم��د على2

.المقصور، وذلك أيضا راجع للتوسع في اللغة

ـ القلب المكاني.4ـ 3ـ2

القلب في اللغة: تحويل الشيء عن وجه��ه, وقلب الش��يء: حول��ه ظه��را

(1)لبطن.

والقلب المكاني في االصطالح هو: تغيير ترتيب حروف الكلمة عن الص��يغ

(2)المعروفة بالتقديم والتأخير مع حفظ معناها.

وق��د جعل��ه ابن عص��فور قس��مين: قس��م قلب للض��رورة، نح��و ق��ولهم:

"شواعي” في “شوائع” في الشعر... وقسم قلب توسعا من غير ضرورة

تدعو إليه، لكنه لم يطرد فيقاس عليه، وذلك نحو قولهم:"الث" و"ش��اك"،

واألص��ل “الئث” و”ش��ائك”، كم��ا أش��ار ابن عص��فور إلى ك��ثرة أمثلت��ه،

ووروده في اللغة واتساع بابه، إال أنه رغم ذلك سماعي يحف��ظ وال يق��اس

(3)عليه.

ولم يترك الباب مفتوحا أمام القول بالقلب المك��اني في األلف��اظ، ولم

يترك العلماء المسألة دون ض��وابط، وق��د ح��دد ذل��ك ابن ج��ني حين ق��ال:

"اعلم أن كل لفظين وج��د فيهم��ا تق��ديم وت��أخير ف��أمكن أن يكون��ا جميع��ا

(.127، )قلب/ آبادي، القاموس المحيط)( ينظر: الفيروز 1 ، )دار3، طالمغ��ني في تص��ريف األفع��ال)( ينظ��ر: محم��د عب��د الخ��الق عض��يمة، 2

، )القاهرة: ال��دارللهجات العربية في التراث، وأحمد علم الدين الجندي:ا40الحديث(، ،أبنية الصرف في كتاب سيبويه، وخديجة الحديثي: 647 /2م(، 1983العربية للكتاب

83..2/616، الممتع)( ينظر:ابن عصفور، 3

-248-

Page 70: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

أصلين ليس أحدهما مقلوبا عن صاحبه فهو القي��اس ال��ذي ال يج��وز غ��يره،

(1)وإن لم يمكن ذلك حكمت بأن أحدهما مقلوب عن صاحبه".

ولما كان القلب يتناول لفظين أحدهما أصل واآلخر مقل��وب عن��ه، ف��إن

تحديد أي اللفظين أصل كان مثار خالف بين العلماء، ل��ذا وض��عوا ض��وابط

يعرف بها القلب، ويحدد أي اللفظين أصل وأيهما الفرع، ومن هذه األمور:

التصحيح م��ع وج��ود م��وجب اإلعالل كم��ا في "أيس" مقلوب��ة عن "يئس"،-1

والدليل على ذلك أنها صححت رغم وجود موجب اإلعالل، وهو تحرك

، يق��ول ابن ج��ني: "وعن��دي أن��ه ل��و لم يكن(2)الي��اء وانفت��اح م��ا قبلها

مقلوبا لوجب إعالله، وأن يقول: "إست أ آ س" ك��� "وهبت وأه��اب"،

فظهوره صحيحا يدل على أنه إنما صح ألنه مقل��وب عم��ا تص��ح عين��ه

وهو “يئست” لتكون الصحة دليال على ذلك كما ك��انت ص��حة “ع��ور”

دليال على أنه في معنى ما البد من صحته وهو”أعور".

2- "أن يكون أحد النظمين أكثر استعماال من اآلخر، فيك��ون األك��ثر اس��تعماال

��ا عن��ه، نح��و “لعم��ري” و”رعملي” ف��إن ه��و األص��ل، واآلخ��ر مقلوب

(3)“لعمري” أكثر استعماال، فلذلك ادعينا أنه األصل".

التصرف أو االشتقاق، بأن يكون أحدهما أكثر تصرفا من اآلخر فيك��ون ه�و-3

األص��ل واآلخ��ر مقل��وب عن��ه، وذل��ك مث��ل “أيس” اس��تدل على أنه��ا

مقلوب��ة عن “يئس” من مجيء “الي��أس” و”اليآس��ة” مص��درين له��ا،

، وقد أشار إلى هذا المعنى ابن جني ضمنا(4)ولم يرد من أيس مصدر

في حديثه عن)جبذ( و)جذب(، وذلك في قوله: “فما تركيباه أصالن ال.2/69الخصائص، )( ابن جني، 1.2/72)( المرجع السابق، 2 2/617، الممتع)( ابن عصفور، 3.72-2/70، الخصائص)( ينظر: ابن جني، 4

-249-

Page 71: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

قلب فيهما قولهم: "جذب" و"جبذ" ليس أحدهما مقلوبا عن ص��احبه،

وذلك أنهما جميعا يتصرفان تصرفا واح��دا نح��و: ج��ذب يج��ذب ج��ذبا،

فهو جاذب والمفعول مجذوب. وجبذ يجبذ جبذا فه��و جاب��ذ والمفع��ول

(1)مجبوذ".

ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا المق��ام أن المج��د جع��ل "أيس" م��ادة

��ا رغم م��ا ذهب إلي��ه العلم�اء من أنه��ا مستقلة وخصص له�ا م��دخال معجمي

سته. واأليس مقلوبة عن "يأس" "أيس منه، كسمع إياسا قنط، وأيسته وأي

(2)القهر. وإست أئيس، بكسرهما، أيسا لنت".

أن يترتب على ترك القلب في الكلمة اجتماع همزتين، وهذا ما أشار إلي��ه-4

الخليل، وذلك في نحو: "جاء" اسم الفاعل من "ج��اء" وقياس��ه قب��ل

القلب )ج��ايئ( على وزن فاع��ل( ثم هم��ز، فقي��ل: ج��ائئ، ف��اجتمعت

همزتان في الطرف؛ لذا قال الخليل بوقوع القلب في )جايئ( خوف��ا

من اجتماع همزتين، فقال ك)ج�ائي(على وزن )ف��الع( ثم أع�ل إعالل

(3)قاض؛ فقيل: جاء.

وقد دخل القلب المكاني على أبنية المصادر فكان سببا في

تعدد مصادر الفعل، وعامال في تنوع صيغها واختالفها، ومن أمثلة

ذلك ما يلي:

.2/69)( المرجع السابق، 1(.531، ) أيس/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 2 ، والرض��ي،2/617، الممتع، وابن عص��فور، 4/17، المخصص)( ينظ��ر: ابن س��يده، 3

.1/14، شرح الشافية -250-

Page 72: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

*"ساءه سوءا وسواء وسواءة وسواية وسوائية ومساءة ومسائية

ة فعل به ما يكره، مقلوبا وأصله مساوئة، ومساية ومساء ومسائي

(4)فاستاء هو...".

ورد في نص المعجم السابق سبعة مصادر للفع��ل "س��اء"، واح��د

وءا"، واألخ��رى س��ماعية ومن ه��ذه المص��ادر منها قياسي، وهو "س��

"مس��ائية"، وه��و ناش��ئ عن ح��دوث القلب المك��اني في ص��يغة

"مساوئة" على وزن "مفاعلة"، ويؤيد ذلك كالم سيبويه عن مسائية

إذ يقول:"سألت الخليل عن سوائية... وس��ألته عن مس��ائية، فق��ال:

هي مقلوبة، وإنما حدها مساوئه، فكرهوا ال��واو م��ع الهم��زة؛ ألنهم��ا

(2)حرفان مستثقالن، والذين قالوا: مساية، حذفوا الهمزة تخفيفا"

يفهم من كالم س����يبويه أن "مس����ائية" مص����در مقل����وب عن

"مساوئة" على وزن "مفاعل��ة"، ومن ثم فوزن��ه "مفالع��ة"، وس��بب

القلب هو التخفيف، إذ الهم��زة وال��واو حرف��ان مس��تثقالن فص��ارت

الكلم��ة بع��د القلب "مس��ائوة"، ثم قلبت ال��واو ي��اء لتطرفه��ا بع��د

الكسرة، فصارت "مسائية".

* "شئته أشاؤه شيئا ومشيئة ومشاءة ومشائية أردته، واالسم

يئة، كشيعة ". (3)الش

تعددت مصادر الفعل "شاء" الواردة في المعجم، ومن هذه

المصادر "مشائية"، وأصله

(43)سوء/القاموس المحيط، )( الفيروز آبادي، 4.380-4/379، الكتاب(، وينظر: سيبويه، 43، )سوء/لسان العرب)( ابن منظور، 2(.44)( الفيروز آبادي، مرجع سابق، )شيأ/3

-251-

Page 73: kau.edu.sa · Web viewمقدمة اللفظ في –أصل اللغة– مصدر بمعنى الرمي، ويتناول ما لم يكن صوت ا وحرفا، وما هو حرف

"مشايئة" على وزن مفاعلة، ثم حدث فيه قلب فقدمت الهمزة

على الياء، فصار وزنها "مفالعة"، إال أن صاحب المعجم لم يشر

إلى وقوع القلب في المصدر كما في أمثلة القلب األخرى.

* "الكاء والكاءة والكيء والكيئة الضعيف الجبان. وقد كئت كيئا

(1)وكيئة، وكؤت كوءا وكأوا، على القلب هبته، وجبنت...".

ورد في نص المعجم أربعة مصادر للفعل "كاء"، ويعد "كوءا"

مصدرا قياسيا للفعل، وقد حدث فيه قلب مكاني، حيث قدمت

الهمزة على الواو فصار "كأوا"، وقد صرح بذلك صاحب المعجم.

ومما يالحظ على أمثلة القلب الس��ابقة أنه��ا ك��انت في مص��ادر

مهم��وز الالم، وق��د وق��ع القلب في مص��ادر معت��ل الالم أيض��ا، ومن

�ه ظ�ر ب�العين وب�القلب. ورأيت �ة الن ذلك ما ج�اء في "رأى":"ي الرؤي

(2)رؤية ورأيا وراءة ورأية ورئيانا وارتأيته واسترأيته."

إن "راءة "مصدر مقلوب عن “رأية " ووزنه "فعلة"، أما األول

فوزنه ""فلعة".

(.51، )كاء/القاموس المحيط)( الفيروز آبادي، 1(.1285)( المرجع السابق، )رأي/2

-252-