jaami magazine _ 10th issue

Upload: jaami-media

Post on 09-Mar-2016

219 views

Category:

Documents


0 download

DESCRIPTION

Jaami Magazine the tenth issue مجلة جامع الصادرة عن الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية جامع العدد العاشر

TRANSCRIPT

Page 1: Jaami magazine _ 10th Issue
Page 2: Jaami magazine _ 10th Issue
Page 3: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

الصب��ر صف��ة عظيمة من صف��ات املؤمنني ، بل هي نص��ف اإلميان ، والصبر صب��ران ، صبر عن املعاص��ي ، وصب��ر على الطاعات ، والثانية أش��ق من األول��ى ولذلك كانت منزلتها أكب��ر ، وثوابها أعظم ، فاإلنسان قد يصبر نفسه حتى ال ترتكب املعصية ، وقد يكون له بها أصبر ، ولكن أن يصبر نفسه على استمرار الطاعة واحلفاظ واالستقامة عليه��ا : فهو من األمور العظيم��ة ، قال تعالى :

گگ کک ک ک ڑ ڑ ژ ژ �ڈ گ گ � هود : 112 ، وهنا االس��تقامة على الطاعة ، وهل هناك طاعة كمثل أن ينذر اإلنسان

نفسه لذروة سنام دينه ثم يستقيم عليه ؟؟!ه��ذا الصبر وتلك االس��تقامة هو ما يس��مى بالصب��ر اإليجابي ، وال��ذي به ينت��ج املؤمن ثمرة اإلميان واجلهد واجلهاد ، وبعكسه الصبر السلبي، ال��ذي يورث اليأس والقن��وط ، والقنوط هو اليأس الش��ديد ، والذي هو ترجمة لاستس��ام للقدر ، ولي��س مدافعة احلق باحلق للح��ق ، وأن ندفع قدر

اجلوع بالشبع أو قدر املرض بالتداوي .. وهكذا .

واليأس م��ن أخاق الكافر ، الذي � ڳ ڱ ڱ

ڱڱ ں ں ڻ ڻ ڻڻ ۀ ۀ ہ ہ �ېئ ھ�.. ھ ھ ہ ہ ی ی ی ی ىئ ىئ ىئ ېئ

جئ حئ مئ ىئ يئ �.ويأت��ي الي��أس والقن��وط ألس��باب ، ليس من خل��ق اجملاه��د أن يتلب��س به��ا ، ومنه��ا : أن يقف على حاالت من الفش��ل وينس��ى حاالت النجاح

والتوفي��ق ، واهلل تعالى يقول : � ۓ ڭ ڭ

ۋ ٴۇ ۈ ۈ ۇۆۆ ۇ ڭ ڭ ۋۅ�،ومنها: أن ال تأتي النتائج صحيحة كما يتوق��ع ، والصحيح أن النتائ��ج تأتي صحيحة إذا كانت املقدم��ات صحيحة ، ولذلك عندما ال تأتي النتائ��ج كما نريد يج��ب أن نبحث في املقدمات ، فقد جعل اهلل تعال��ى لكل داء دواء، والبرء ال يتم

إال إذا صادف الدواء الداء .فدواء املصاع��ب واملصائب : مزي��د من الصبر اإليجابي الذي يبحث عن أصل املشكلة فيعاجلها،

وأم��ام عينيه ق��ول اهلل تعالى :� ی ی

ی جئ حئ مئ ىئ يئ جبحب خب مب ىب يب جتحت�آل عمران:165 فاملرابطة واجلهاد يحتاجان إلى الصبر وتق��وى اهلل مهما طريق الفاح ، كما

ەئ ەئ ائ �ائ : س��بحانه ق��ال

ۆئ ۆئ ۇئ ۇئ وئ وئ

ۈئ� آل عمران :200 .

Page 4: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

إنهيار .. هبوط .. سقوط .. إفاس .. خسارة ..هذه هي املصطلحات التي طغت على س��وق اإلع��ام ه��ذه األيام ، وف��ي نظرنا .. ف��إن هذه هي األدوات الت��ي ح��ارب اهلل به��ا أقوام��ا حاربونا وال

يزالون يحاربوننا في ديننا ومنذ مئات السنني ..ه��ذا ما ص��رح به أحد اخلاس��رين من ش��ركة بروكينك للوس��اطة قائا : " إنه حمام دم ، ولسنا

في حالة جيدة على اإلطاق " . ولم تزل هذه األزمة وآثارها تضرب هنا وهناك.. لك��ن ال��ذي يجب أن يفهم��ه كل أح��د .. أن هذه األزمة لن تترك أميركا حتتفظ بالزعامة العظمى الوحي��دة في العال��م ، فإن ال��دول الغنية األخرى قد قدم��ت تضحيات مالية مهمة - رمبا خوفا من أميركا – لكنها بالتأكيد ستعمل - عاجا أم آجا - للمطالب��ة بتعديل النظام املال��ي العاملي الذي تعرف أنه بن��ي على أس��اس واه وتعامات نقدية وتغطي��ة ذهبي��ة غي��ر موجودة ، تس��تمد قواعدها من القرصنة األميركية الكبرى

لثروات أوروبا ومس��تعمراتها السابقة في أعقاب احلرب العاملية الثانية .

لسنا بصدد التأصيل االقتصادي ، فلهذا العلم أهله ، وال بصدد التحليل املالي ، فقد أشبع كتابة وكاما على كل املستويات .. لكن الذي يهمنا في هذا األمر هو س��نة اهلل في خلقه وفي أرضه.. فإن هذا االنهيار االقتصادي الذي ضرب هذه الدولة املتكبرة على اهلل : طرح إلى األذهان فكرة وحديثا ما كان أحد يجرؤ على الهمس بها سابقا ، في حني أنها كانت ثقة املقاومة ومشروعها الذي تسعى إليه عبر الس��اح والدعاء .. أال وهو انهيار أميركا

وسقوطها من على عرش القوة العظمى..فمن بعد عز ومنع��ة ، ومن بعد أن كان الناس ي��رون أميركا قبل��ة لهم في معظم س��لوكهم، يش��كك معظمهم اآلن بق��وة أمي��ركا وقدرتها على الصم��ود بوجه هذا االنهي��ار .. وهذا يذكرنا بإعجاب قوم موس��ى بقارون ، ولسان حالهم يق��ول : يا ليت لنا مث��ل ما أوتيت أميركا كما قال

Page 5: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

قوم موسى : � ڦ ڦ ڄ ڄ ڄڄ ڃ ڃ

ڇ ڇ ڇ چ چ چ چ ڃ ڃ ڇ ڍ ڍ ڌ ڌ � القصص : 79 ..

إنه الفرح العاملي ببداية انهيار أميركا مشاهد ومنظور ، وهو نتيجة طبيعية لتكبر هذا املس��خ

الشائه وغطرسته ..فسنن اهلل ال تكذب وال تتخلف ، فا محالة وال ريب أن هذه الدول��ة الظاملة إلى زوال ، إن اليوم أو في الغد ، س��واء جت��اوزت هذه األزم��ة أو كانت

نهايتها فيها ...

ں ں ڱ ڱ ڱ ڱ ڳ ڳ �ڳ ہ ہ ہ ۀ ۀ ڻ ڻ ڻ ڻ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ ۆئۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئ یی ی ی جئ حئ مئ ىئ يئ جب حب

خب مب ىب يب � القصص : 84-81 .ال ش��ك أن هذا مفرح ، فظلم الساكسون في العراق وأفغانس��تان وفلس��طني بدعمها لليهود وف��ي باكس��تان والصوم��ال والس��ودان ، وغيرها الكثير، كل هذا افرح الشعوب العربية واإلسامية، رغ��م أن ه��ذا االنهيار ق��د يؤثر عل��ى اقتصاديات بلدانه��م، لكنه��م لن يكترث��وا ألنه��م أبعد ما

يكونون من االستفادة من اقتصاد بلدانهم.. نعم.. تفرح الش��عوب بس��قوط الظالم، لكن هذا غير كاف إلس��قاط الظلم ، فا ينبغ��ي أن تقف هذه الش��عوب موقف املنتظر لفرج اهلل تعالى دون أن حترك س��اكنا أو تس��كن متحركا ، عليها أن تبذل وسعها لدفع هذا الظلم وتعجيل انهياره ، وليس اق��ل على أي أحد مهما كان ضعيفا أو مهما كان عاج��زا عن الفعل – ليس اقل– من أن يس��عى ألن يح��رر الناس من هيمنة هذا الغول األميركي على عقوله��م الس��جينة واملقي��دة واملقف��ل أمامها

جميع األبواب ..أقل اجلهد هو أن نفعل هذا ..

أن يجته��د كل من��ا على فصل فك��رة التأله األميركي وإرس��اء قواعد السنن اإللهية احلقة في

عقول وأذهان الناس جميعا ..ليس��ت أميركا بأقوى من يأجوج ومأجوج ، وال من قارون ، وال من فرعون – مع اختاف األساليب–.. فاهلل تعال��ى أهلك األولني وأخ��زى كل من وقع أو

بصم على نصرة هؤالء الظلمة عبر التاريخ ..لطامل��ا نادى اجملاهدون واملقاومون األبطال بهذه الفك��رة أمام املأل ، فصد عنها قس��م واس��تهزأ آخ��ر، وحاربها ثالث ، ولم نعدم – بفضل اهلل – من س��اند هذه الفكرة وجالد ألجله��ا من الناس مع اجملاهدي��ن ، بل ومنهم من قدم نفس��ه قربانا هلل

بفكرته..أجل ، الزوال حتمي عندنا ، لكن الثمن يجب أن يدفع ، ولئن حاربهم اهلل في عقر دارهم بدينهم – وهو امل��ال – فعلينا أن ننصر اهلل س��بحانه هنا ف��ي ديارنا وأن نحاربهم بأيدينا وألس��نتنا وقلوبنا

�ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ � سورة محمد : 7 ..

ومن لم يقتنع بهذه العقيدة الربانية فليتهيأ ويعد العدة ليغادر األرض مع أسياده اليوم أو غدا ، ويغادر صفحة التاريخ النقية إلى صفحة سوداء

تليق به وبأمثاله .. واهلل أكبر .. وهلل احلمد

Page 6: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

تقسم االستخبارات العسكرية من منظور الغاية إلى :

1. استخبارات عسكرية إستراتيجية :

ه��ي جم��ع املعلومات

املتعلقة بشؤون عسكرية

وتنس��يقها أمني��ة أو

وحتليلها ، وتوزيعها على املستوى االستراتيجي وبعض

مستويات التنظيم ، وهدف هذا النوع من النشاطات

هو معرفة قدرات العدو والتكهن بنواياه ، للمساعدة

في تخطيط املسائل املتعلقة بإستراتيجية التنظيم

صاحب النشاط.

وف��ي حالة التنظيم��ات الكبرى ، فإن

االس��تخبارات اإلس��تراتيجية تعن��ى

االجتاه��ات ع��ن املعلوم��ات بجم��ع

والس��كانية واالجتماعي��ة االقتصادي��ة

ه��ذه ونتائ��ج ... والعلمي��ة )الدميوغرافي��ة(

العس��كرية الق��درات عل��ى وتأثيره��ا االجتاه��ات

والسياس��ات املتبعة ، فاالس��تخبارات اإلستراتيجية

تتعل��ق باملعلوم��ات اخلاصة باملس��ائل الكب��رى مثل

املعلوم��ات ع��ن نوايا الع��دو وإمكانياته العس��كرية

واالقتصادي��ة واالجتماعي��ة والسياس��ية واملعنوي��ة

ومواط��ن الضعف والقوة لديه ، وتهيأ هذه املعلومات

لتقدميه��ا إلى م��ن يحتاجونه��ا ، وهم أولئ��ك الذين

يتول��ون التخطي��ط لوضع سياس��ة األم��ن والعمل

العس��كري الازمة للتنظيم في وق��ت الهدنة ، كما

تكون هي أس��اس التخطيط للعمليات العس��كرية

في وقت احلرب .

2. اس��تخبارات عس��كرية تكتيكية : هي جمع

املعلومات على املس��توى التكتيكي حول قوات العدو

في منطقة مح��ددة ، أو حول املنطقة ذاتها

، مح��ددة بوض��ع آني مع��ني ، وحتليل هذه

، فاالس��تخبارات املعلوم��ات

التكتيكية محددة بوض��ع زماني ومكاني معني ، وأي

اس��تخبارات لها أهداف أبعد من هذه تدخل في نطاق

االستخبارات اإلستراتيجية .

ولتعبير ) استخبارات قتالية ( املعنى ذاته ، إال أنها

تختلف أحيانا في أنها قد تنفذ من قبل وحدة مقاتلة

عاملة على مس��توى خلية أو أكث��ر ، بدال من أن تقوم

بذلك قيادات أعلى مبستوى قيادة مدينة أو منطقة .

واالس��تخبارات التكتيكية تتعلق باملعلومات ذات

الطابع احمللي احملدود أو ذات طابع التخصص في ناحية

محددة ، وهي املعلومات التي ميكن أن تستخدم لدعم

وتيسير حل مشكلة مخابرات معينة ، وتتعلق بصفة

أساس��ية بوقائ��ع ومعلومات م��ن نوع أق��ل ، وتكون

فق��ط عبارة عن مظه��ر محدود من عملي��ة اخملابرات

العس��كرية الش��املة ، وهي في زمن احلرب تسمى )

Page 7: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

مبخاب��رات املعرك��ة ( وتش��مل كل املعلومات اخلاصة

بالعدو ، باملعنى التكتيكي ، وهي بصفة عامة تتعلق

بكل مظهر عسكري للعدو أو ما ميكن أن يكون هدفا

عسكريا بالنس��بة لنا ، وبأي نوع من املعلومات التي

لها أثر مباشر على سير املعركة ، أما في زمن الهدنة

فتكون املعلومات التكتيكية الزمة باستمرار لرؤساء

املنظمات السياس��ية والدبلوماسية ، وهي في زمن

احلرب معلومات ضروري��ة جلميع القادة على مختلف

درجات السلم العسكري .

وتقس��م االس��تخبارات العس��كرية من املنظور

العملياتي ) حسب املهمة ( إلى :

1- استخبارات هجومية

وهي عبارة ع��ن نظام يتم مبوجب��ه جمع وتقييم

وحتليل املعلوم��ات عن العدو وترجمته��ا إلى ملفات

عملياتية ألهداف عس��كرية وغير عس��كرية تخدم

أهداف التنظيم .

وأقسام االستخبارات الهجومية هي :

أ . استخبارات القتال واستخبارات العمليات.

ب . التجسس .

ج . التخريب املدني .

د . اس��تخبارات احلرب النفس��ية : ويش��مل هذا

القس��م أيضا على وحدة احلرب النفس��ية والدعاية

الهادم��ة ، وتهدف إلى تدمير معنويات العدو وإحداث

االنشقاقات في صفه .

وميكن نشر الدعاية وترويجها عبر :

وسائل اإلعام اخملتلفة . املنشورات ومكبرات الصوت .

العم��اء ) عناصر اجله��از امليدانيني ( من خال ترويج الشائعات وتلفيق احلكايات من خالهم .

2. استخبارات دفاعية

وهي اجلهود املبذولة لدراس��ة نوايا وأفعال العدو

الهجومي��ة حلرمانه من النيل من عناصر التنظيم أو

حصوله على معلومات تتعلق بالتنظيم ، وذلك على

شكل حزم من التوجيهات والنصائح ... .

هيكلية االستخبارات العسكرية يف التنظيمات السرية وتقسم إلى قسمني رئيسني هما :

1- املركز الرئيس ) مقر القيادة ( : ويشمل :

أ. قيادة اجله��از وإدارته ) قيادة اجلهاز تعني فريقا أو

جلنة للتنسيق ( .

ب. قسم التحليل والدراسات والبحوث .

ج. استخبارات العمليات والقتال .

د. القس��م اخلاص ) الذراع االستخباري العسكري

التنفيذي( ويتبع لقيادة اجلهاز بشكل مباشر.

ه��� . قس��م املتابع��ة امليداني��ة ) إدارة املص��ادر (

والتجنيد.

و. استخبارات احلرب النفسية .

ز. الرصد اإلعامي .

ح. قسم التدريب والتطوير .

ط. األرشيف .

2. العناصر امليدانية ) عمالء اجلهاز( :

وتقسم إلى ثاثة أقسام من الناحية اجلغرافية:

أ. اخلاي��ا امليداني��ة العامل��ة داخ��ل معس��كرات

العدو.

ب. اخلايا العاملة في مؤسسات مساندة للعدو.

ج. اخلاي��ا العامل��ة ض��د األه��داف املعادي��ة في

اخلارج.

ومن حيث الوظيفة فيقسم عمل اخلايا إلى:

1. خايا جمع معلومات استخبارية شاملة .

2. خايا جمع معلومات اس��تخبارية متخصصة

)ذات طابع محدد ( .

3. خايا خاصة ) استخبارية عسكرية ( .

وميث��ل الش��كل اآلت��ي الهيكلي��ة التنظيمية

لاستخبارات العسكرية في التنظيمات اإلسامية

العسكرية :

تتداخل الوظائف واالختصاصات في استخبارات

حرب العصابات كباقي الوظائف في أقسام التنظيم،

فقد جتد موظفا أو كادرا مهمته متابعة خايا ميدانية

ما ، وفي نفس الوقت يعمل في الدراس��ة أو التحليل

وأيضا يعمل في التدريب والتطوير .. وهكذا.. لذا فمن

املهم توصي��ف الوظائف واملهام والواجبات بش��كل

دقي��ق نظرا لكثرة املهام ولقل��ة الكادر في إطار حرب

العصابات بشكل عام .

وكقاعدة أساسية في االستخبارات العسكرية مبا

فيها النظامية فإن العناصر امليدانية ترتبط وبشكل

مباش��ر مبرك��ز القي��ادة وتعم��ل كأفراد مس��تقلني،

وتستثنى القاعدة في حاالت خاصة جدا .

Page 8: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

نقاط الضعف يف اجلانب األمريكيتتضاعف آثار مواط��ن تفوق املقاومة إذا قورنت بنقاط ضعف عديدة أخرى في املعسكر األميركي، وهذا واضح بالبداه��ة ، فإن كل جانب ضعف لدى الع��دو يعتبر جانب قوة للجه��اد ، وتتجلى جوانب

الضعف هذه في مثل النقاط التالية : أمريكي ... لكنه ينفذ خطة إسرائيل

) 1 ( انقس��ام اجلانب األميركي إلى مدرس��تني وفهمني ومنطني في التعامل مع طريقة اس��تمرار االحت��ال ، وذلك ألن خطوة احت��ال العراق - إذ هو بل��د متقدم نوع��ا ما فكري��ا وما ت��زال فيه بعض رواس��ب احلض��ارة القدمي��ة وبعض زخ��م احلضارة اإلسامية - : يوحي ألي متعامل مع فكرة االحتال أن يضع في حسابه أن ردود الفعل ستكون عنيفة وطويل��ة امل��دى ، ث��م إن الع��راق يعيش حت��ت تأثير محصل��ة الق��وى املتنافس��ة اإلقليمي��ة ، بل هو ج��زء مؤثر فاعل في تكوين ه��ذه احملصلة واملعادلة السياس��ية واألمني��ة ، ولذلك ليس من الس��هل أب��دا حت��ى على مث��ل دول��ة عظمى كأمي��ركا أن تتاع��ب باس��تقرار املعادل��ة ، وكان عل��ى اخملطط األميرك��ي أن يتعامل مع القضي��ة العراقية برفق ومهارة ، وإال فإن احلساس��يات ستكون أقوى منه ، واملظن��ون أن العقلية التخطيطية األميركية ذات اخلبرة اجليدة في التخطيط االستراتيجي واستشراف املس��تقبل قد أدركت ذلك

ونصح��ت بعدم التورط في غزو واحتال ، واقتنعت وزارة اخلارجي��ة األميركية بذلك ، واخملابرات املركزية األميركية أيضا وبخاصة رئيسها تينت الذي اجبر على االستقالة ، ولكن اللوبي الصهيوني األميركي ه��و الذي أغرى نائ��ب الرئيس تش��يني والبنتاغون في ش��خص وزير الدفاع رامس��فيلد وبعض أركان مجلس الدفاع القومي األعلى في شخص كوندليزا رايس : أغراهم بالغزو ، لتحقيق مصالح إس��رائيل وتنفيذ خطتها في حتطيم العراق وقدراته ، وكانت اس��تجابة البيت األبي��ض ووزارة الدف��اع ومجلس األم��ن القومي اس��تجابة خيانية أتوه��ا عن عمد رغم علمهم بأن املصلحة األميركية تستلزم عدم الغزو ، ومن هنا انقس��م املوقف األميركي من قبل الغ��زو - وحتى اآلن - إلى طريقت��ني وفريقني ، فريق ق��رر االحتال ودفع األمور لتحقيقه ، وفريق ما كان يريد التورط في املستنقع العراقي ، وهذا االنقسام هو ف��ي حقيقته ضع��ف وإرباك لصانع��ي القرار األميركي ، إذ س��رعان ما ركب احل��زب الدميقراطي املنافس موجة االعتراض وأصبح مرش��ح الرئاسة جون كيري يعد بالنظر بس��حب القوات من العراق إذا فاز ، وهو قد يفعل أو ال يفعل ، ألنه غير بريء من احلسابات املصلحية الذاتية التي رمبا جتعله يرضخ للضغ��وط اليهودي��ة ، ولك��ن حومه ح��ول معنى االنس��حاب وترداده يعتبر ثغرة في اجلدار األميركي ميك��ن أن تس��تغلها املقاومة لو كان��ت لها مهارة

Page 9: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

إعامية .لكن يج��ب االنتباه إل��ى أن كيري إمن��ا يريد أن يسحب اجلندي من ساحة العراق ، وال يريد التخلي عن خطة تدمير العراق ، وصدر عنه تهديد مؤخرا بأنه سيستعمل األس��لحة املتقدمة تكنولوجيا ضد الع��راق ، وهذا تعبير مخيف لئيم يجعل كل أن��واع األذى واردة ، م��ن الض��رب بالصواري��خ ، إلى األس��لحة الذري��ة الصغي��رة ، إلى تدمي��ر البيئة واملناع��ة واحلال��ة الصحي��ة للش��عب العراقي ،

لينعم اليهود باألمن .فم��ن الواضح إذا أن أميركا م��ا كانت لتجازف اللوب��ي تأثي��رات ل��وال الع��راق مجازفته��ا ف��ي الصهيوني فيها وضغوط احلكومة اإلس��رائيلية، وكان بإمكان أميركا حتقيق مرادها ومصاحلها عن طري��ق التفاهم مع صدام ، وبوس��ائل سياس��ية واقتصادي��ة تعفيه��ا من دفع ضريب��ة دم أميركي كثير يراق في أرض الرافدين ، ولكن إس��رائيل تريد حتطي��م العراق كبل��د ، وحتطيم اجلي��ش العراقي وكتلت��ه املعنوي��ة والقتالي��ة العالية املس��توى ، وتش��تيت الطاق��ات العراقية ، وحتقيق تقس��يم سياسي للعراق يخرج ثلثي العراقيني من املعركة الفاصلة املستقبلية معها ، ثم التضييق على كل احتماالت الصناعة التسليحية املتقدمة ، وإفقار الع��راق اقتصادي��ا ، وحتويل مياهه إلى إس��رائيل، م��ع إدامة جميع ه��ذه الس��لبيات وتفويت فرص االستدراك واليقظة واس��تئناف البناء عن طريق شبح احلرب األهلية مرة بعد مرة ، وسلب احلريات، ومنع حق��وق اإلنس��ان، وتوكي��ل خون��ة يرهقون الن��اس ويصدونهم عن البن��اء والتنمية والتطور، عب��ر إلهائه��م بالش��هوات واله��زل والفوضوية وأمن��اط التربية العلمانية ، وفي كل هذا ما يوضح

أن البصم��ة اليهودية على قرار غزو العراق بصمة مؤك��دة ثابت��ة ، والوص��ول إلى ه��ذا التصور مينع االس��تجابة ألي نوع من أنواع التحليل السياسي التي يبديها بع��ض الواهمني من أبناء جلدتنا من أن التعايش مع حقيق��ة الوجود األميركي فرض ، بل هو وجود مشوب باليهودية ، وال صلح معه وال

تهاون ، وال طريق سوى اجلهاد . األنفاس احلضارية العراقية

تبدد الفوضوية الغازية) 2 ( ثم خطأ ث��ان ، وقع فيه اخملطط األميركي حني قاس قضية العراق على قضية أفغانس��تان قياس��ا حرفيا ، رغم فوارق أساس��ية بني البلدين والقضيتني ، فأفغانستان بلد ليست فيه مدنية ، وال ثقافة ، وال إدارة منضبطة ، وال طبقة وس��طى واس��عة ذات أثر سياس��ي واجتماع��ي ، واخلدمات قليل��ة والفقر عام والتأخر ض��ارب أطنابه ، بينما العراق فيه ش��عب مترف بالقياس إلى الش��عب األفغاني ، وهو ش��عب مثقف كثير التخصصات العالي��ة مبقابل اجلهل األفغاني ، واإلدارة راس��خة، والظواه��ر املدني��ة عام��رة ، واحلي��اة السياس��ية يس��ودها فك��ر إذ تس��ود األع��راف القبلي��ة ف��ي أفغانس��تان ، وكل ذلك يجعل احتم��ال املقاومة الواعي��ة واردا ، وميكن أن تعززها مواقف س��لمية وحم��ات إعامي��ة وعاق��ات مع مثقف��ي وأحرار العالم ، بينما املقاتل األفغاني كان مربوطا بشيخ القبيل��ة وال يوجه��ه فك��ر وال تخطي��ط ، وذهول األميرك��ي عن كل ه��ذه الفوارق س��بب له ورطة كبرى ف��ي طريقة التعامل مع الش��عب العراقي في ش��كل مش��اكل إدارية وقانونية أجبرته على تفوي��ض إدارة عراقي��ة وس��يطة قلل��ت من مدى السيطرة األميركية بالتالي حتى لو انطلقت من منطلق العمال��ة والطاعة لألمي��ركان ، بل حتى الهجرة األفغانية إلى الدول اجملاورة أوجدت بالتالي أمناطا خاص��ة من التعامل مع املقاومة األفغانية، بينم��ا لم حتص��ل هج��رة عراقية ، وبق��ي اجملاهد ينطلق من بيته وبتس��هيات من أش��قائه وأبناء

عمومت��ه ، وكان عل��ى اخملط��ط األميركي أن ينتب��ه إلى هذه الفوارق التي جتعل إدامة

Page 10: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

االحتال صعبة ، وجتعل إمداد املقاومة سها . استعالء العراقي يهدم الصلف العدواني

) 3 ( اضط��رار اجلي��ش األميركي لب��ث الرهبة في نفوس العراقيني عب��ر أرتاله املتجولة ودورياته الراجلة أحيان��ا ، بحيث يتمرك��زون في تقاطعات الط��رق ، وتتجول الدبابات واملدرعات في الش��وارع التجاري��ة ببغ��داد وجمي��ع امل��دن وف��ي املناط��ق الس��كنية ، وف��ي ط��رق الس��فر ، وعن��د بواب��ات ال��وزارات ودواوي��ن احلكوم��ة واملص��ارف ، واملدارس واجلامعات ، وتلك طريقة تقليدية في االس��تعمار كان م��ن املمك��ن للقي��ادة األميركي��ة أن تفك��ر بنم��وذج بديل عنه��ا ، ولكن أكثر الظ��ن أن أطوار التبج��ح األميرك��ي ونفس��ية رعاة البق��ر وغرور العومل��ة والتفوق احلض��اري ومقولة ترب��ع أميركا على ع��رش العال��م : كل ذلك أدى إل��ى املغالطة ومعاكس��ة املوازين األمنية والعسكرية واإلصرار على الظهور التفوقي على الشعب العراقي ، في محاولة واضحة لكسر معنويته وإنزاله عن عرش الطموح الذي عرف به وطبعه بطابع الترفع واإلباء والعزة والشمم ، واللواذ بالعفاف واحتقار اخليانة ومصافح��ة األجنبي ، مما هو واض��ح في تفاصيل التاريخ السياس��ي العراقي منذ الزمن العثماني، ف��أدى ه��ذا الفهم األميرك��ي املغل��وط إلى حالة انكش��اف تام جلن��وده ، فحصل اإلثخ��ان العراقي فيهم ، وأصبحنا نرى في كل يوم في عشر مناطق عش��ر آليات عس��كرية أميركية حتت��رق ، من بني دبابة ومدرعة وس��يارة همر وصهريج وقود وطائرة هيلكوبت��ر ، وأصبحت اخلس��ائر احلقيقية كبيرة ، وإمنا تعلن البيانات األميركية عن عش��رها فقط ، وإذا قال البيان أن جنديا من املارينز قتلته املقاومة فإن الرقم احلقيقي هو عشرة ، وكم رأينا من دبابة حتترق ثم ال يرد ذكرها في بيان أبدا ، وهذا احلال جعل اخلس��ائر احلقيقية فوق جمي��ع التوقعات ، وأوجد نش��وة لدى الش��عب العراق��ي ، يقابله��ا نكوص وهلع لدى اجلندي األميركي قد يصل به إلى الفرار من اجلي��ش أو االنتحار أو الفرار م��ن أرض املعركة بس��رعة ، وكل ذل��ك يش��كل ن��وع ضعف في املوقف األميركي كان ميكن أن تستثمره

املقاوم��ة أكثر وأكث��ر لو كان لها إعام قوي ، كالذي حدث وصول م��ن

أفام تس��جيلية إل��ى جميع أعض��اء الكونغرس تصور إبادة رتل كامل ومقتل العشرات من املارينز قرب الفلوجة في عملية كان البيان الرس��مي قد ذكر مقتل جندي واحد فيها وتدمير سيارة واحدة ، فظهر ألعضاء الكونغرس كذب بيانات البنتاغون، مم��ا أب��دى ثغ��رة س��ربت وزارة اخلارجي��ة واخملابرات املركزي��ة خاله��ا ص��ورا كثي��رة إل��ى الصحافة األميركي��ة مدعومة بإحصائيات حقيقية أحدثت

هزة في اجملتمع األميركي قبل بضعة أشهر. إمجاع عراقي على أن الدميقراطية املستوردة

عارية) 4 ( وم��ن مكام��ن الضع��ف األميرك��ي : حل اجلي��ش العراق��ي حتقيق��ا ملصالح إس��رائيل التي تخ��اف منه تبعا لقدراته القتالي��ة العملية التي حازه��ا عبر احل��رب العراقي��ة اإليراني��ة ولطبيعة التعبئة العروبية اإلس��امية التي تس��يطر على قياداته وضباطه ، وكنا قد أشرنا سابقا إلى خطأ ح��ل اجليش من ناحي��ة أنه من��ح املقاومة فرصة جتنيد الضب��اط اجملربني املدربني كقيادات ميدانية ، والذي نريد التنبيه إليه هاهنا هو وجه آخر للخطأ يتمث��ل ف��ي أن اإلدارة األميركي��ة بفعلها هذا قد غرست في قلب كل العراقيني من رجال إدارة وأمن وساس��ة وحزبيني وقادة فكر : غرست في قلوبهم أنها منح��ازة انحيازا تاما للع��دو اليهودي ، وأنها تريد أن متكن خلطة تقسيم العراق ، وإضعافه جتاه جيرانه ، وفتح الباب للشعوبية اإليرانية أن تنتقم وتث��أر ، وأن تفت��ح مج��اال لتركيا أن تس��تبد جتاه العراق ، وأن تتيح للحكومة الكويتية أن تثأر أيضا، وكل هذه املض��ار املتفرعة من حقيقة حل اجليش العراقي غرس��ت قناعة لدى أولئ��ك اخمللصني من قطاعات الش��عب العراقي السياس��ية أو اإلدارية ب��أن أميركا ل��م تأت مح��ررة ، وال راغبة ف��ي إقرار احلرية ، وإمنا جاءت بأنفاس اس��تعمارية مختلطة

Page 11: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

م��ع التعاط��ف وأنف��اس اليهودي��ة باألنف��اس الش��عوبية ، مما منع توليد طبقة عراقية خيانية متعاونة م��ع األميركان كانوا يأملون أن تؤس��س وتكون عريق��ة وفاعلة في آثارها في نواحي احلياة العراقي��ة كلها ، حتى التعليمية والتربوية وليس السياس��ية فقط ، وبذلك حرمت أميركا نفسها من اإلعان��ة احمللية ووقع الثقل التنفيذي بأجمعه عليه��ا ، ما ع��دا أنفار ش��واذ من رج��ال األقليات وأه��ل املصالح ال يخلو منهم بل��د ، وهذا التورط بحم��ل الثقل التنفيذي ه��و نقطة ضعف كبرى ف��ي اخلطة األميركية ميك��ن ترجمته باملقابل إلى نقطة امتياز للصف اجلهادي تتمثل في أنه يقاتل عدوا ظاهر العداوة والكي��د والتخريب ال يختلف في تقومي خطره عراقيان ، وقد تكون أسباب أخرى حتم��ل بعض العراقي��ني على عدم املش��اركة في املقاوم��ة ، مما وقع في الش��مال واجلنوب ، لكنهم ال يس��تطيعون اخلروج عن هذا التق��ومي للخطر ، ويدخلون ضمن اإلجماع في تش��خيصه واإلشارة

إليه . أنا وابن عمي على الغريب !!

) 5 ( ومن نقاط الضعف األميركي احلرص على إخراج العراق من منظومة األمن العربي وجامعة الدول العربية ، وربطه ب��دل ذلك مبنظومة أمنية جدي��دة هي رمب��ا إحياء ملنظومة حل��ف بغداد في اخلمس��ينات ، بحيث رمبا يجعل��ه مرتبطا بتركيا وباكس��تان ، م��رورا ببعض باد مجل��س التعاون اخلليج��ي ، ورب��ط كل ه��ذه املنظوم��ة بحل��ف األطلس��ي في املستقبل وبأجنحة جانبية أخرى ، مثل األمن اإلسرائيلي عبر معاهدة سام وتطبيع، واألم��ن الهن��دي الدائر اآلن في الفل��ك األميركي أيض��ا ، وه��ذا هو س��ر اإلحلاح على س��لخ العراق من هويته اإلس��امية عبر مناهج التربية احملرفة التي تريد أميركا تنفيذها ، أو س��لخه من هويته العربي��ة التي ه��ي هوية الغالبية من الش��عب ، وواضح ما يختفي في ثنايا هذا التخطيط األمني م��ن افتيات على مصالح األمة اإلس��امية كلها وإضع��اف للجبه��ة العربي��ة ، باعتب��ار أن العراق ميلك مكانة قيادية في األمة ، وحماسة متأججة عالية املستوى جتاه قضايا األمة بعامة وفلسطني

بخاص��ة ، وقد تربت أجيال العراقيني بهذه التربية وامتزجت املشاعر اجلهادية بدمائهم ، وانبنى األدب العراق��ي احلديث - ثم الفن العراقي التش��كيلي بخاصة - على هذا األساس املسمى عرفا بالوطني أو القومي ، وهو في عمومه ينس��جم مع احلقائق العقائدي��ة اإلس��امية رغم م��ا فيه م��ن هنات وسكرات أحيانا تضيع بوفرة الصواب ، ولم تنجح املساعي االستعمارية القدمية في تأسيس توجه بابلي أو آش��وري مثا على غرار التوجه الفرعوني مبصر ، أو التوجه الفينيقي في لبنان ، ولم تنش��أ علماني��ة ملحدة فاقعة اللون جتاه��ر باإلحلاد ، بل حتى حافظ��ت العلماني��ة العراقية عل��ى وتيرة وطني��ة وتصاحلي��ة مع بع��ض مظاهر اإلس��ام ، وكذلك لم تنشأ بني طبقات السياسيني مجاميع ماس��ونية إال قلي��ا ، وال أش��كالها املتجددة في صورة نوادي االسود وأمثالها ، وبقي العراق عفيفا نظيفا م��ن هذه األم��راض اخلطيرة رغ��م ابتائه بع��دد من أنواع األمراض الطفيفة ، ولقد نش��أت عناص��ر تبوح بالكفر وتصيح بالعنصرية ، لكنها كانت ضعيفة فردية أو أش��به بالفردية ، وطوتها األيام ونس��يها الناس ، وبقيت املشاعر اإلسامية األقرب إلى النقاء هي السائدة على العموم ، ومن هنا لم تستطع أميركا حتى اآلن تسويق خطتها في إخ��راج العراق من منظومة األمن العربي ، ألن دعوتها تصطدم بجدار ثقيل من التربية والثقافة الش��عبية واملفاهي��م املوروث��ة املنح��ازة انحيازا قويا إلى اإلس��ام أو العروبة أو االس��تعراب ، وفي أدن��ى حاالتها إلى الذاتي��ة والوطنية واحمللية التي تس��تمد من تراث العراق احلضاري ، ولذلك سوف لن تس��تطيع أميركا تس��ويق رؤيتها األمنية في املس��تقبل أيضا وعلى امتداد عش��رات الس��نني القادم��ة ، لعمق التربية املضادة ، رغم أن األحزاب الكردي��ة العلماني��ة تطيب لها ه��ذه التوجهات األميركي��ة حالي��ا ، وكل ذل��ك يعن��ي أن اخملطط األميرك��ي يطيش ف��ي العراق وال يع��رف احلقائق املوضوعية احلاكمة واملوجهة ملس��يرة السياسة واجملتمع ، وذلك يعني بدوره جهدا ضائعا وردة فعل

عكس��ية س��تظهر في املس��تقبل ضد العوملة .

Page 12: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

إن إرادة بن��اء أو إع��ادة بن��اء أي حضارة وتش��ييدها والنه��وض بها ال يت��م إال بأن يتوفر لتل��ك اإلرادة ميزة الفخر واالعتزاز بأصالة هذه احلضارة ، وأي شعور مبركب نقص لدى أبناء هذه احلضارة سيفشل حتما جهودهم

ومساعيهم الرامية إلى النهوض بحضارتهم .فل��كل مجتم��ع كيفيت��ه وخصائص��ه املمي��زة ، ولكل مجتمع حضارت��ه التي تنبع من قيمه األصيلة، فالنه��وض احلض��اري ال يتحقق باس��تيراد عقائد األمم واحلضارات األخرى أو استعارة أفكارها ومنتجاتها ، بل الواج��ب متحيصها وتدقيقها واختي��ار الصالح النافع

منها ونبذ اخملالف الشاذ لها .وف��ي مثل حالتن��ا � نحن العرب املس��لمني � فإن من البديهيات القول بأن هذا األمر وهذا األس��لوب في التفكي��ر ينبغي أن يك��ون من أولوي��ات حياتنا وفكرنا وقناعاتنا ، ذلك أنه ليس فقط مس��الة عقانية يجب

األخذ بها ، وإمنا هي مسالة شرعية أيضا .فالرس��ول الكرمي قد نبهنا إلى هذا األمر وحذرنا من��ه وبكل دقة ووضوح ، جند ذلك في احلديث الذي رواه البخاري : ) لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ( قلنا : يا

رسول اهلل ، اليهود والنصارى ؟ قال : ) فمن ؟ ( . يقول اإلمام النووي في شرحه لهذا احلديث : )واملراد بالشبر والذراع وجحر الضب : التمثيل بشدة املوافقة لهم ، وامل��راد املوافقة ف��ي املعاص��ي واخملالفات ال في

الكفر ( .وقد أف��رد العامة ابن خلدون فص��ا في مقدمته الش��هيرة بني فيه أن عامة األمة املغلوبة هو االقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده ، والس��بب في ذل��ك برأيه هو ) إن النف��س أبدا تعتقد الكمال ف��ي من غلبه��ا وانقادت إليه .. مل��ا تغالط به من أن انقيادها له لي��س لغلب طبيعي إمنا هو لكمال

الغالب ، وملا انتحله من العوائد واملذاهب ( .ولهذا ناحظ أن أي مستعمر غاز يحاول دوما تنمية هذا الفهم العقيم للتحضر والنهوض عند الشعوب املس��تعمرة ، وليس حالنا � نحن العراقيني املغزيني احملتل��ني مع هذا الع��دو اخلبيث

املاكر � استثناء من هذه القاعدة.فعدون��ا يس��عى وبكل م��ا أوتي من خب��ث ودهاء ومكر ف��ي أن يعزز وينمي مثل ه��ذا الفهم في نفوس وعقول أبناء هذا الش��عب بكل فئاته رجاله ونس��ائه ، ش��يبه وش��بابه ، عواما ومثقفني ، وذلك ملعرفته األثر العظيم الذي سيحدثه مثل هذا التفكير أو مثل هذه القناعات في متكنه من هذا الش��عب وهذا البلد ، من حيث س��هولة س��يطرته عليه ، واحتال��ه له ، ونهب

خيراته وثرواته .وإذا م��ا عدنا إل��ى تاريخن��ا العظي��م وتراثنا اجمليد نس��تلهم منه صورا وعبرا لهذا األمر جند أن املسلمني األوائ��ل الذين اس��تماتوا م��ن أجل إقام��ة حضارتهم الربانية املصدر ، اإلنس��انية املظهر ، لم يحرصوا على أمر قدر حرصهم عل��ى احملافظة على طابعهم اخلاص وعدم التمكني لعدوهم من أن يحتويهم أو يصهرهم

في بودقته احلضارية اخلاصة به.فتذكر لنا كتب التاريخ أن رستم - قائد الفرس في معركة القادس��ية - طلب من املسلمني أن يرسلوا له رسوال لكي يفاوضه ويتعرف منه على هذا الدين الذي جاؤوا به ، فأرس��ل له القائد س��عد ب��ن أبي وقاصالصحابي اجلليل ربعي بن عامر ، فدخل على رستم وقد زينوا مجلس��ه بالنمارق والزرابي واحلرير ، واظهروا اليواقي��ت والآلليء الثمينة العظيمة ، ولبس��وا أفخر ثيابهم ، وجلس رس��تم على س��رير من الذهب وعليه

تاج مرصع باجلواهر .فأقبل عليهم ربعي بن عامر بثيابه الرثة ، وفرس��ه القصي��رة األرجل ولم يزل راكبه��ا حتى داس بها على طرف البس��اط ، ثم نزل وربطها ببعض تلك الس��واري وأقبل على رستم بساحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقال��وا له : ضع س��احك ، فق��ال : أنا ل��م آتكم وإمنا جئتك��م ح��ني دعومتوني ، ف��إن تركتمون��ي هكذا وإال رجع��ت ، فقال رس��تم : ائذنوا له ، فأقب��ل يتوكأ على

رمحه فوق تلك النمارق فخرق عامتها .كل هذا لك��ي يظهروا مبظهر العظم��ة أمام هذا اإلعرابي القادم من الصحراء الذي ال ميلك سوى رمحه وفرس��ه وخلق من الثياب يلبس��ها ، عس��اه يندهش

Page 13: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

ويس��تعظم ويكبر أمره��م ، وينقل جلماعته خبرهم وأي قوم هم .

ولك��ن كل هذه املظاه��ر الفارغة اجلوفاء لم تكن لتؤثر أو تدهش أو تثير ذلك املس��لم الذي حتمل اجلوع والعطش وسار كل تلك املسافة من أجل أن يحقق ما ج��اء من أجله وما نذر حياته له ، أال وهو تبليغ أعظم رس��الة سماوية للبشر ، تخرجهم من الظلمات إلى النور ، وم��ن عبادة العباد إلى عب��ادة رب العباد ، ومن

جور األديان إلى عدل اإلسام .ويوضح لنا احلوار اآلتي بني رستم وبني رجل آخر من ،املسلمني وهو الصحابي اجلليل املغيرة بن شعبةوبصورة أوض��ح ، عن مدى اعتزاز املس��لمني األوائل - الذين أمرنا بأن نتخذهم قدوة لنا نسير على هديهم ونقتدي بسيرتهم - بدينهم والثقة املطلقة بربهم ، ومن ثم بأنفسهم ، كحملة رسالة سماوية سامية، ومب��ادئ وقي��م علي��ا ، وفكرة ح��رة عادل��ة ، وبأنهم منصورون بإذن ربهم ، ومعلوم بأن مثل هذا الش��عور إذا م��ا وجد عند ق��وم فضا عن اإلميان ب��اهلل فإنه ال

يقف في طريقهم شئ أبدا .أقبل املغيرة بن ش��عبة وعليهم التيجان والثياب املنس��وجة بالذه��ب .... حتى جلس مع رس��تم على سريره ، فوثبوا عليه وانزلوه ، فقال : قد كانت تبلغنا عنكم األحام ، وال أرى قوما أسفه منكم ، إنا معشر العرب س��واء ال يس��تعبد بعضنا بعضا ، إال أن يكون محارب��ا لصاحب��ه ، فظننت أنكم تواس��ون قومكم كم��ا نتواس��ى ، فكان أحس��ن من ال��ذي صنعتم أن تخبرون��ي أن بعضك��م أرب��اب بعض ، ف��إن هذا األمر ال يس��تقيم فيكم وال يصنعه أح��د ، فاليوم علمت أنكم مغلوبون، وأن ملكا ال يقوم على هذه الس��يرة ،

وال على هذه العقول .فقال��وا فيما بينهم : ص��دق واهلل العربي ، واهلل لقد رمى بكام ال تزال عبيدنا ينزعون إليه ، قاتل اهلل أولينا ، ما كان أحمقهم حني كانوا يصغرون أمر هذه

األمة .ثم تكلم رستم فقال : لم تكن في األمم أمة أصغر عندنا من أمة منكم ،كنتم أهل قش��ف ومعيش��ة س��يئة ، وكنتم تقصدوننا إذا قحطت بادكم فنأمر لكم بشيء من التمر والشعير ، ثم نردكم وقد علمت أن��ه لم يحملكم على ما صنعتم إال ما أصابكم من اجله��د في بادكم ، فأنا آمر ألميركم بكس��وة وبغل وأل��ف درهم ، وآمر لكل واح��د منكم بوقر من التمر ،

وتنصرفون عنا ، فإني ال أشتهي قتلكم وال أسركم .فتكلم املغيرة ، فحمد اهلل وأثنى عليه وقال : أما الذي ذكرت فينا من سوء احلال والضيق فنحن نعرفه ولسنا ننكره ، ولكن الشأن غير ما ذهبت إليه ، أو ما كنت��م تعرفوننا به ، إن اهلل بعث فينا رس��وال فدعانا

إلى ربه ، فأجبناه ، يأمرنا باخلير وينهانا عن الشر .فلما انتهى احلوار ووضح اجلندي املسلم عقيدته ورس��الته والغاية من مجيئه لق��ادة الفرس : خلص رستم إلى رجاله وقادته وقال لهم : أين هؤالء منكم ، هؤالء واهلل الرجال صادقني كانوا أم كاذبني ، واهلل لئن كان بلغ من عقلهم وصونهم لسرهم أن ال يختلفوا، فما قوم أبلغ ملا أرادوا منهم ، ولئن كانوا صادقني فما

يقوم لهؤالء شيء .وكذل��ك فع��ل الفرس م��ع جميع الرس��ل الذين جاؤوا إليهم لكي يفاوضوهم ، وهم إمنا يفعلون ذلك كي يحاولوا هز مش��اعر املس��لمني وإضعاف ثقتهم بأنفسهم وحتبيط معنوياتهم ، وإشعارهم بعظمة فارس وقوتها وحضارتها املتعالية ، وأنهم –أي العرب- أضعف ش��أنا وأقل هوانا م��ن أن تقوم لفارس ، ولكن االعتزاز املتنامي للمس��لمني بدينه��م وبعقيدتهم وثقته��م الكبيرة بربهم وبنصره لهم ، ومتس��كهم الش��ديد بهويتهم اإلس��امية ، وبذاته��م احلضارية األصيل��ة ، لم تؤثر فيه��م تلك اإلجراءات الفاش��لة اليائس��ة - التي تسمى اليوم احلرب النفسية - التي ق��ام بها العدو ، ولو لم يكن املس��لمون ميلكون مثل هذه العزة ، ومثل هذا االعتزاز بهويتهم اإلس��امية، ورسالتهم احلضارية ، ملا هانت عليهم أنفسهم، وملا هانت عليهم الدنيا وزخرفها وبهرجها ، وملا استطاعوا أن ينتص��روا على أقوى وأعت��ى إمبراطوريتني في ذلك الزم��ان : ف��ارس والروم ، ويقيموا دولتهم اإلس��امية

العظيمة التي مألت األرض نورا وعدال .لقد حذرن��ا ديننا حتذيرا ش��ديدا وفي مناس��بات عدي��دة ومختلفة م��ن خط��ورة التبعي��ة والتقليد وخاصة ألعدائن��ا ، فنحن أمة ذات حض��ارة متميزة ، وذات أص��ول عريقة ، ولنا فكرن��ا وطابعنا اخلاص بنا ، وديننا يحثنا على التمس��ك واالعتزاز بذاتنا وبهويتنا احلضارية اإلس��امية ، ه��ذا إن أردن��ا أن يكون النصر والعزة إلى جانبنا ، أما إن فقدنا هذا التمس��ك وهذا االعت��زاز - وه��و ما نس��ميه بالقابلية لاس��تعمار -

ف��ان األمر حينئ��ذ س��يكون مختلفا أش��د االختاف.

Page 14: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

إن أعظم اإلجنازات يف احلرب والسلم ميكن حتقيقها مع القادة يرتبط عندما وهي ، فقط واح��دة حالة يف

رجاهلم برابطة مودة متينة . مارشال بول فون هندنبرج

خربتهم من معارك خاضوا الذين الرجال يعرف املباشرة أنه عندما حتني ساعة اخلطر فإن الرجل حيارب

لكي يساعد من جبواره . قائد لواء إس.إل مارشال

عندما متيل غرائز اإلنسان للشعور باخلوف والوحدة ، فإن الصحبة هي اليت جتعله يشعر بالدفء والشجاعة .

مارشال برنارد مونتجومري إذا بدأنا بفكرة املسؤولية فإننا جند أن الصحبة تعين اخلاص موقعه من يتحمل رجل فكل ، " واحد يف الكل "وسعادة صاحل عن املسؤولية من جزءا اخلاص وطريقه

ومنجزات وحياة اآلخرين . جنرال هانز فون سيكت

إن التاح��م يعن��ي التكاتف وإن��ه ملن الصعب التقليل م��ن قيمته ، كان إس إل مارش��ال مؤرخا عسكريا وقد استحدث أس��لوبا فريدا في البحث التاريخي ، فق��د كان يذهب إلى اخلطوط األمامية بعد احل��دث مباش��رة ، ويتحدث مع كل ش��خص يقابل��ه من اجلنود العس��كريني وحت��ى ضباطهم وقادتهم ، وكان يقوم بعد ذلك بتحليل نتائج بحثه، كان من أكثر األش��ياء املذهلة التي اكتشفها هي عندما يكون هناك موقف حياة أو موت في معركة حيث ينس��ى اجلنود في احلال مثاليتهم القتالية ، عندما تش��تد األمور وتقس��و فإن أمورا عدة تفقد الكثير من تأثيرها ، لكن هناك عاطفة ال تخبو أبدا كان��ت مبثابة دافع قوي للجنود ميكنهم أن يضحوا من أجله بحياتهم ، ما هو هذا الدافع القوي ؟ إنه عدم التخلي عن الرفاق ، إنه من األش��ياء القليلة

ما جيب أن يتعلمه اجملاهد من الشدائد إىل النصر

Page 15: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

جدا التي ال تتاش��ى في حمى القتال ، وقد مثل هذا الش��عور حجر الزاوية في التاحم والتكاتف

والتعاون واإليثار.هل س��بق وأن رأي��ت فريقا رياضيا متوس��ط األداء يلع��ب بنفس تش��كيله لفترة ، يهزم فريقا كله جنوم ولكن أعضاءه لم يلعبوا معا من قبل ؟

ترى ما هو السبب ؟ إنه التاحم وال شك .القائد احملنك واحلكيم هو الذي يعزز من وجود التاحم والتكاتف في مؤسس��ته وقواته ، ففي وج��وده تكون أي مؤسس��ة أقوى ع��دة مرات من املؤسسة أو القوات التي ينقصها هذا التاحم .

ونخلص من ذلك إلى :املؤث��رة العناص��ر أه��م ه��و التالح��م ف��ي إنتاجي��ة أي مؤسس��ة عس��كرية أو غير

عسكرية. التالح��م والوحدة تعني أن كل عضو في املؤسسة يتحمل مسئولية جناحها أو فشلها

"أدبيا على األقل" . من الهام جدا التذكر أن التالحم يساعد على تش��جيع األعضاء على وض��ع احتياجات

املؤسسة قبل احتياجاتها اخلاصة . أثبتت الدراسات العسكرية واملدنية أنه كلما زادت درجة التالحم في املؤسس��ة ارتفع

معدل إجنازها وتقدمها . شجع أعضاء وحدتك على املشاركة في أنش��طة خارج نطاق العمل ، فذلك يرفع درجة

التالحم .

غري وأنت حربا تدخل أن البالغة اخلطورة ملن إنه عازم على الفوز بها .

جنرال دوجاس آرثر إذا عزمت على االستيالء على نتساريم ، فال تتوان

حتى حتقق ذلك . نابليون

تكمن قيمة العمل يف استكماله حتى النهاية .جنكيز خان

إما أن جند طريقا ما أو نستحدث واحدا . جنرال هانيبال

إن الذي يقصده اجلنراالت مبقوالتهم هذه ، هو أنه إذا عزمت على اإلتيان بعمل فافعله وال تتردد، ألن ع��دم بذل أقصى جهد ما ه��و إال إهدار كامل للوق��ت والطاقة ، باإلضافة إلى ذل��ك ، إذا كانت العزمية تنقصك فا تتوقع ممن يتبعونك أن يكونوا أكثر إصرارا منك ، ولذلك ، إذا حتدثت بحماس عن م��دى أهمية عمل أو مهمة م��ا ثم تراخيت فيما يخص ه��ذه املهمة ، فلك أن تتوق��ع أقل قدر من اإلصرار من كل املشاركني في هذا العمل املهم .

إذا كان��ت املهمة حاس��مة حق��ا ) حديث للجن��رال ماك آرثر عن احل��رب ( ال يجب أن تبدأها إال إذا كنت تنوي املضي فيها حتى النهاية ، فغير ذل��ك يكون غباء وظلما له��ؤالء الذين يتبعونك ، هذا في مجال التجارة ، أما في احلرب فهو جرمية. لم يتخرج جنكيز خان من أكادميية ويست بوينت أو س��اند هرس��ت أو أي أكادميية عسكرية أخرى ، لكنه أدرك بوضوح جوهر وأهمية اإلصرار، لقد أص��اب اله��دف مباش��رة عندم��ا أخبرنا أن فائدة أي عمل تكمن في استكمالنا له ، كم من املش��اريع اجليدة والقيمة التي شرعت فيها ولم

تستكملها أبدا ؟ نخلص مما سبق لقول :

إذا بدأت ش��يئا ، فعليك استكماله ، وإال فال تشرع فيه من البداية .

بغض النظر عن قسوة املعركة ، أو الوقت الذي تستغرقه ... عليك أن حتسم هذا الصراع

"ولو استغرق شهور الصيف كله " . إذا لم تستطع أن جتد طريقا ، استحدث واح��دا ، وتذك��ر أن قيم��ة العم��ل تكم��ن في

استكمالك له . ميكننا القيام بأي شيء نتصوره ، إذا آمنا

متاما - ودومنا شك - بإمكانية القيام به . إن الشيء ال يكتمل مبجرد الوصول إليه ،

وإمنا يكتمل عندما يصل إلى نهايته . عليك أن تفعل األش��ياء التي تعتقد أنه ليس باستطاعتك أن تفعلها .. جرب .. وسترى

"حتدي الذات" .

Page 16: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

هي صولة متوالية طالت العدو في مفاصله كافة ، واسمها دال على عنفوانها وأثرها ، فهي إلى ال� 100 يوم تنتسب ، بدايتها عهد على أن ينال األبطال في كتائب صاح الدين األيوبي في كل يوم منها من العدو ضربة صاروخية أو عبوة

ناسفة أو اشتباك ضار في ساحة مفتوحة .. وما نقوله هن��ا هو توثيق ملا حصل بالفعل، فه��ا ه��ي صولتهم األول��ى في يومه��م األول تطال رتا لتزويد إحدى قواعد العدو باملؤن .. وإذا بشباب كتائب صاح الدين يلهبون النار بآليات االحتال ، وتسمع لعلعة رصاصاتهم عالية في أب��دان تلك اآلليات الق��ذرة وراكبيها ، مخترقة س��كون الليل وظلمته م��ع تكبيرات اجملاهدين التي تص��دح بالعزة واإلب��اء ، لتعلم القاعدين معنى اجلهاد والفروس��ية والنبل ... ونرى خال هذا االش��تباك البطولي إحدى

همرات العدو ترد مرعوبة بشكل عشوائي بعد أن حاصرتها نيران األشاوس .. فتتقهقر لتهرب من مرمى نيران اجملاهدي��ن .. وهمر أخرى مثلها مضطربة ، تتقدم حين��ا وتتأخر حينا .. وهكذا تستمر امللحمة لينسحب اجملاهدون بعدها إلى أهليه��م آمنني بعدما أذاقوا احملتل لباس اخلوف

والرعب .

التخطيط ثم اهلجومآمر وجنوده ومنضدة رملية ، واملشهد يومي التك��رار ، فهاهم األبطال يس��تعدون للهجوم على معسكر االحتال في قاعدة البكر اجلوية، فتحلق األبطال حول املنضدة التي حتاكي وجود قوات االحت��ال داخل املعس��كر ، واآلمر يحيي اجملاهدي��ن ويبدأ بالش��رح والتوضيح وكش��ف وحتديد األه��داف الدقيقة على املنضدة لتكون من بعدها عمليات إطاق الصواريخ والهاونات

Page 17: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

واملؤث��رة الفاعل��ة واملثخن��ة ف��ي صفوف والص��ورة ، الع��دو والصوت شاهدان على هؤالء تخطي��ط صدق العصب��ة املؤمنة ، وهو دي��دن اجملاهدي��ن ، أم��ا واالس��تعجال االرجتال فهي من احملظورات في س��احة الوغ��ى .. وآمر اجملموع��ة هن��ا ينطبق

عليه قول القائل : إنه رج��ل حدد أهدافه وفوضه��ا وأولويات��ه ملن حول��ه ، وأعانهم ،

فوصل ووصلوا .. وهي وصية لكل أمراء الكتائب اجلهادية : أن يجلسوا مع أمراء الس��رايا واجملاميع ويرسموا

األهداف ويحددوها ويسيروا وفقها .

عبد اهلل عزام .. ما زال حيا ولرمزية القدوات وقع في القلوب والعقول ، ولعزام اجلهاد - الشيخ الشهيد عبد اهلل عزام رحم��ه اهلل – كلمات خلدته��ا األجيال بعد أن توارثوها عنه وعن تاميذه ، اخترنا بعضها في هذا اإلصدار لتامس الواقع العراقي في كثير من جوانب��ه ، وبخاص��ة فيما يتعل��ق باجلهاد وروح��ه وعنفوان��ه ، وواقعنا اجله��ادي بحاجة إل��ى مث��ل ه��ذه اإلض��اءات واملثاب��ات ، ويجب

مدارس��تها والعمل بها واحلث عل��ى ترديدها وحفظ معانيها ..

والنف��وس ق��د ت��كل ، وكلم��ات اجملاهدين حتفزها ، وقد متل ، وص��وت اإلخاص يدغدغها ويحيي فيها الهمم ومعالي األمور ، والغايات العالي��ة حتتاج من��ا إلى همم عالي��ة ال تكون إال باس��تخراج ه��ذه الكنوز م��ن كلمات عزام

وأمثاله من رموز اجلهاد اإلسامي العتيد .إن معاني اجلهاد ودروس��ه ال ت��كاد تنتهي، فه��ي تبعث في النف��وس الهم��ة ، وتزيد من األج��ر ، وال ميكن ألحد أن يس��لك هذا الطريق إال ويش��عر ف��ي ق��رارة نفس��ه أنه س��ائر في طريق الع��زة واإلميان ، وأنه ال بديل س��وى هذا الطريق.. وأن احملتل األميركي لن يخرج باللسان والهتافات والش��عارات املرفوعة ، إمنا سيخرج صاغرا بعد أن تس��يل الدم��اء احلارة احلرة التي ال ترتضي لكاف��ر أن يدنس األرض التي فتحها

اإلسام وجنده ..تل���ك ه���ي رس���الة إصدارن���ا ) محلة ال���� 100 ي���وم ( ، نرتككم ط���وال دقائقه ال� 55 لتش���فى صدروك���م برؤي���ة خ���زي

االحتالل .

Page 18: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

احلمد هلل ، والصاة والس��ام على رسول اهلل ، وعلى آله وصحبه ومن وااله .. وبعد :

� ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉې وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ ى ى ې ې ې

ۇئ ۇئۆئ ۆئ ۈئ ۈئېئ ېئ ېئ ىئ�آل عمران : 28 .

نه��ى اهلل ، تب��ارك وتعال��ى ، عب��اده املؤمنني أن يوالوا الكافرين ، وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم

باملودة من دون املؤمنني ، وفي اآلية تشديدات :منها قوله تعالى : � ې ې ې ى ى ائ ائ ەئ � أي : م��ن يرتكب م��ا نهى اهلل عنه في

هذا فقد برئ من اهلل .ومنها : أن اهلل حذر املؤمنني نفسه ، وهو تنبيه مل��ن يتظاهر بالتقية م��ن املنافقني ، وعباد املصالح الش��خصية ، أن اهلل مطلع على السرائر والنوايا ،

وإن يخدعوا الناس فلن يخدعوا عام الغيوب.ومنها : التذكير باآلخ��رة والوقوف بني يدي اهلل

في قول��ه تعال��ى : � ۆئ ۈئ ۈئېئ ېئ ېئ ىئ� فيحاس��ب الذين اتخذوا الكافرين أولياء

ويعذبهم .ومنها : التحذير بأن اهلل يعلم من

ينوي التقية وهو كاره لهم ومن يداهن حبا لهم أو طمع��ا في دنياهم، قال تعال��ى : �ىئ ی ی ی ی جئ حئ مئ ىئ يئجب حب خب مب ىب يب جت حتخت مت ىت يت جث مث ىث� آل عمران: 29 .

وف��ي الق��رآن غير ه��ذه اآلية من الن��ذر كقوله

تعالى : � ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ

ھ ھ ھ ھ ہ ہہ ہ ۀ ے ے ۓ � النساء :144 .

پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ وقول��ه:�ٱ

پ پڀ ڀ ڀ ڀٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ ڤ � املائدة : 51 .

وحذر الق��رآن من فتنة وفس��اد كبير ناجتني عن تول��ي أع��داء اهلل ، قال جل ش��أنه : �ھ ھ

ھ ے ےۓ ۓ ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ� األنفال : 73 .

أما قوله تعال��ى : � ې ې ې ى ى

ائ ائ ەئ ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ � فياح��ظ في��ه اآلتي :

1. التقاة املذكورة تعني اتقاء شر متوقع بغلبة الظ��ن على العرض أو النفس أو املال ، فإن لم يخف

Page 19: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

على ش��يء من ذلك فا حاج��ة للتقية .. وبذلك يظهر بطان من يزعم التملق لألعداء للمصلحة الش��رعية ، فإن املصلحة الشرعية لها وجهان : جلب منفعة ، ودفع مفسدة ، والرخصة تنحصر في دفع املفس��دة ، وهو التقية املذكورة في اآلية

الكرمية ، وال رخصة في التملق جللب املصلحة .2. التقية تك��ون بالظاهر ، ال بالباطن كاملودة

للكافري��ن ، أو متن��ي نصرهم ، أو نحو ذلك .

عن عروة بن الزبير أن عائش��ة رض��ي اهلل عنه��ا أخبرت��ه أن��ه استأذن على النبي رجل ، فقال: "ائذنوا له ، فبئس بن العشيرة " ، أو " بئس أخو العشيرة " ... فلما دخل أالن له الكام ، فقلت له : يا رسول اهلل ، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول! فقال : " أي

عائشة ، إن ش��ر الناس منزلة عند اهلل من تركه - أو ودع��ه - الناس اتقاء فحش��ه " صحيح البخاري،

رقم )5780( ، 2271/5 .

وي��روي البخ��اري أيضا في الصفحة نفس��ها ع��ن أبي الدرداء : " إنا لنكش��ر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم " وفي احلديث : " سيأتيكم ركب مبغضون، ف��إذا جاؤوكم فرحبوا بهم " مصنف ابن أبي ش��يبة رقم )9839( ، 354/2 وس��نن البيهقي الكبرى ، رقم

. 114/4 ، )7171(

3. التقي��ة ال تتجاوز اإلرضاء بالقول عند حتقق :اخلوف على النفس أو العرض ، قال ابن عباس

) ليس التقية بالعمل ، إمنا التقية باللس��ان ( فتح الب��اري 314/12 ، فأي عمل يقوي أعداء اهلل على

اجملاهدين فليس من التقاة املشروعة .4. ال تنبغ��ي امل��داراة إلى حي��ث يخدش الدين ويرتكب املنكر وتسيء الظنون ، وناحظ أن كثيرا من الفنت اليوم س��ببها توس��ع بعض الناس في الترخص غير املشروع بحسن نية ، مما تسبب في س��وء الظن ، وإرباك عمل اجملاهدين ، وسفك دماء

ال تستحق القتل ، واهلل املستعان .عن صفية زوج النبي أنها جاءت إلى رسول

اهلل تزوره في اعتكافه في املسجد في العشر األواخ��ر من رمضان ، فتحدثت عنده س��اعة ، ثم قام��ت تنقلب ، فق��ام النبي معه��ا يقلبها ، حتى إذا بلغت باب املس��جد عند باب أم س��لمة مر رجان من األنصار ، فس��لما على رس��ول اهلل فقال لهما النبي : " على رسلكما ، إمنا هي صفية بنت حيي " .. فقاال: سبحان اهلل ، يا رسول اهلل.... وكبر عليهما ، فقال النب��ي : " إن الش��يطان يبلغ من اإلنسان مبلغ الدم ، وإن��ي خش��يت أن يق��ذف في قلوبكما شيئا " صحيح ، 715/2 )1930( رق��م ، البخ��اري

)2175( رق��م مس��لم وصحي��ح

.1712/4

النب��ي توق��ع ف��إذا س��وء الظ��ن ب��ه فكي��ف لغيره أن يطالب الناس بحسن الظن وهو يخالط األمي��ركان احملتلني ويضحك لهم ويت��ودد إليهم

بأنواع القربات؟!!وبذلك يتبني مذهب أهل الس��نة في التقية، ووراء ه��ذا التحقيق قوالن لفئت��ني متباينتني من

الناس ، وهما اخلوارج والشيعة . أم��ا اخل��وارج فذهبوا إل��ى أنه ال جت��وز التقية بح��ال ، وال يراع��ى املال وحفظ النف��س والعرض في مقابلة الدين أصا ، ولهم تشديدات في هذا الب��اب عجيبة ، منها أن أحدا لو كان يصلي وجاء سارق أو غاصب ليسرق أو يغصب ماله اخلطير ال يقط��ع الصاة ، بل يحرم عليه قطعها ، وطعنوا على الصحابي بريدة األسلمي بسبب أنه كان يحافظ فرسه في صاته كي ال يهرب ، وال يخفى

أن هذا املذهب من التفريط مبكان .وأما الش��يعة فكامهم مضط��رب في هذا املق��ام ، ورووا ع��ن بعض أئمة أه��ل البيت : ) من صلى وراء س��ني تقية فكأمنا صل��ى وراء نبي ( !! وحملوا أكثر أفعال األئمة - مما يوافق مذهب أهل الس��نة ويقوم به الدليل على رد مذهب الشيعة

- عل��ى التقية ، وجعلوا ه��ذا أصا أصيا

Page 20: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

عندهم ، وأسسوا عليه دينهم ، وهو الشائع اآلن فيما بينهم ، حتى نس��بوا ذل��ك لألنبياء عليهم الس��ام ، وجل غرضه��م من ذلك إبط��ال خافة

اخللفاء الراشدين ، ويأبى اهلل تعالى ذلك .على أن من أهل الس��نة من تشدد ، قال شيخ

اإلسام ابن تيمية في املنهاج :

) وأم��ا قوله : � ەئ وئ وئ ۇئ ۇئ � قال مجاه��د : ال مصانعة ، والتقاة ليس��ت بأن أكذب وأقول بلس��اني ما ليس في قلبي ، فإن هذا نفاق ، ولكن أفعل ما أق��در عليه كما في الصحيح عن

النبي : " من رأى منكم منكرا.."(. فاملؤم��ن إذا كان بني الكف��ار والفجار لم يكن علي��ه أن يجاهده��م بي��ده مع عج��زه ، ولكن إن أمكن��ه بلس��انه وإال فبقلب��ه ، مع أن��ه ال يكذب ويق��ول بلس��انه ما ليس في قلب��ه ، إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ، وهو مع هذا ال يوافقهم على دينهم كله ب��ل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وام��رأة فرعون ، وه��و لم يكن موافق��ا لهم على جمي��ع دينهم ، وال كان يكذب ، وال يقول بلس��انه م��ا ليس في قلبه ، ب��ل كان يكتم إميانه ، وكتمان الدين شيء وإظهار الدين الباطل شيء آخر ، فهذا

لم يبحه اهلل إال ملن أكره .. ( .وخاص��ة القول أن للمس��تضعف مع التقية

ثمانية أحوال :احلالة األولى : أن يتخذ املسلم جماعة الكفر، أو طائفت��ه ، أولياء ل��ه في باطن أم��ره ، ميا إلى كفرهم ، ونواء ألهل اإلس��ام ، وهذه احلالة كفر ،

وهي حال املنافقني .احلال��ة الثاني��ة : الرك��ون إلى طوائ��ف الكفر ومظاهرته��م ألج��ل قرابة ومحب��ة دون امليل إلى دينه��م ، في وق��ت يكون فيه الكف��ار متجاهرين بعداوة املس��لمني ، واالستهزاء بهم ، وأذاهم كما كان معظ��م أحوال الكفار ، عند ظهور اإلس��ام ، م��ع عدم االنقط��اع عن مودة املس��لمني ، وهذه حالة ال توج��ب كفر صاحبها ، إال أن ارتكابها إثم عظي��م ، ألن صاحبه��ا يوش��ك أن يواليهم على مضرة اإلسام ، على أنه من الواجب إظهار

احلمية لإلسام ، والغيرة عليه .

احلال��ة الثالثة : كذلك ، بدون أن يكون طوائف الكفار متجاهرين ببغض املس��لمني وال بأذاهم ، كما كان نصارى العرب عند ظهور اإلس��ام ، قال

تعالى : � ھ ے ے ۓ ۓ ڭ ڭ

ڭ ڭ ۇۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ائ ائ � املائ��دة : 82 .. ق��ال الفخ��ر ال��رازي : " وه��ذه واسطة ، وهي ال توجب الكفر ، إال أنه منهي عنه، إذ قد يجر إلى استحس��ان ما ه��م عليه وانطاء

مكائدهم على املسلمني " .احلالة الرابعة : مواالة طائفة من الكفار ألجل اإلضرار بطائفة معينة من املسلمني ، مثل االنتصار بالكفار على جماعة من املس��لمني ، وهذه احلالة أحكامها متفاوتة ، فقد قال مالك في اجلاسوس يتجسس للكفار على املس��لمني : إنه يوكل إلى اجته��اد اإلم��ام ، وهو الص��واب ؛ ألن التجس��س يختلف املقصد منه إذ قد يفعله املس��لم غرورا، ويفعل��ه طمعا ، وقد يكون على س��بيل الفلتة ، وقد يكون له دأبا وعادة ، وقال ابن القاس��م : ذلك زندقة ال توبة فيه ، أي ال يستتاب ويقتل كالزنديق، لع وهو الذي يظهر اإلسام ويس��ر الكفار ، إذا اطعليه ، وقال ابن وهب : ردة ويس��تتاب ، وهما قوالن

ضعيفان من جهة النظر .احلال��ة اخلامس��ة : أن يتخذ املؤمن��ون طائفة من الكفار أولياء لنصر املس��لمني على أعدائهم، ف��ي حني إظه��ار أولئك الكفار محبة املس��لمني وعرضهم النصرة لهم ، وهذه قد اختلف العلماء

في حكمها ..فف��ي املدونة قال ابن القاس��م : ال يس��تعان باملش��ركني في القتال لقوله لك�افر تبعه يوم خروجه إلى بدر : " ارجع ، فلن أستعني مبشرك " .

وروى أبو الفرج ، وعبد امللك بن حبيب أن مالكا قال : ال بأس باالس��تعانة بهم عن��د احلاجة ، قال اب��ن عبد الب��ر : وحديث " لن أس��تعني مبش��رك " مختلف في س��نده ، وقال جماعة : هو منسوخ ، قال عياض : حمله بعض علمائنا على أنه كان في وق��ت خاص ، واحتج هؤالء بغ��زو صفوان بن أمية

Page 21: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

م��ع النبي في حنني ، وفي غزوة الطائف ، وهو يومئذ غير مس��لم ، واحتجوا أيضا بأن النبيملا بلغه أن أبا سفيان يجمع اجلموع ليوم أحد قال لبن��ي النضير من اليهود : " إنا وأنتم أهل كتاب ، وإن أله��ل الكتاب على أهل الكتاب النصر ، فإما قاتلت��م معنا ، وإال أعرمتونا الس��اح " ، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة ، والشافعي ، والليث ، واألوزاعي، ومن العلماء من ق��ال : ال نطلب منهم املعونة ، وإذا اس��تأذنونا ال نأذن له��م : ألن اإلذن كالطلب، ولك��ن إذا أخرجوا معنا من تلقاء أنفس��هم لم

مننعهم ، ورام بهذا الوجه التوفيق بني القولني .احلالة السادسة : أن يتخذ واحد من املسلمني واح��دا م��ن الكافرين بعينه وليا له ، في حس��ن املعاشرة أو لقرابة ، لكمال فيه أو نحو ذلك ، من غي��ر أن يك��ون في ذلك إضرار باملس��لمني ، وذلك

غي��ر ممنوع ، فق��د قال تعالى ف��ي األبوين:�ڈ

گ گ ک ک ک ک ڑ ڑ ژ ژ ڈ ،15 �لقم��ان: ڳڱ ڳ ڳ ڳ گگ واستأذنت أسماء النبي في بر والدتها وصلتها

وهي كافرة فقال لها: " صلي أمك " .

وفي هذا املعنى ن��زل قوله تعالى: � ڃ چ

ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ ڇ ڇ چ چ چ � ڎ ڎ ڈ ڈژ ژ ڑ ڑ ک ک

املمتحنة : 8 .

احلالة الس��ابعة : حالة املعام��ات الدنيوية : كالتج��ارات ، والعه��ود ، واملصاحل��ات ، أحكامها مختلف��ة باخت��اف األح��وال وتفاصيله��ا ف��ي

الفقه.احلالة الثامنة : حالة إظهار املواالة لهم التقاء

الضر وهذه هي املشار إليها بقوله تعالى: � ې

وئ وئ ەئ ەئ ائ ائ ى ى ې ې ۇئ ۇئ �.

واهلل تعالى أعلم ...

وصلى اهلل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

Page 22: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

في درب احلياة ضيعت نفس��ي ثم وجدتها في فناء اهلل ، وفي متاه��ات الطريق فقدت غايتي ثم ألفيته��ا في كتاب اهلل ، وفي زحام املوكب ضللت رحلي ث��م وجدته عند رس��ول اهلل في كلمات

الداعية األول وهو يعلنها للدنيا بأسرها :) واهلل ، لو وضعوا الش��مس في مييني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الدين ما تركته حتى يظه��ره اهلل أو اهلك دون��ه ( تاريخ الطب��ري ) 315/2 ( ،

وسيرة ابن هشام ) 284/1- 285 ( .

إن تل��ك الكلمات يج��ب أن تكتب مباء الذهب ، وأن ينقش��ها كل مس��لم في قلبه ألن فيها درس الثب��ات والتعالي على املغريات ، وما أحوجنا إليها ونحن نعيش زمن احملن وفي ظل ش��باك احملتل التي تريد أن تغيب هويتنا اإلسامية بتغييب اخمللصني الصادقني ، فالثبات معناه أن يظل املسلم اجملاهد في سبيل غايته مهما بعدت املدة وطالت السنون حتى يلق��ى اهلل تعالى على ذلك وق��د فاز بإحدى احلسنيني ، فإما الغاية ، وإما الشهادة في النهاية

� ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پپ ڀ � ٿ ٿ ٿ ٿ ٺٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ

األحزاب : 23 .

إن كثي��را من الناس يبقون ف��ي الطريق ما دام الري��ح رخاء والس��ماء صح��وا واجلو صافي��ا ، فإذا اكفه��ر اجلو وتلبدت الس��ماء بالغي��وم وعصفت الريح ضعف احتمالهم وانقطع س��يرهم كالذي

وصفه اهلل تعال��ى بقوله : � ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ

ہ ۀ ۀ ڻڻ ڻ ڻ ں ں ڱڱ ڱ ے ے ھھ ھ ھ ہ ہ ہ

ۓ ۓ ڭ� احلج : 11وم��ن الناس م��ن يصبر عل��ى الباء ،

فيثبت في الشدائد ، ولكنه يضعف أمام املغريات وأع��راض الدني��ا ، فإذا عرض عليه امل��ال أو لوح له مبنصب : سال له لعابه وفقد توازنه ونسي ما كان

يدعو إليه من قبل.نع��م ، إنه زمن أقبلت في��ه الفنت ، فطوبى ملن لم تغيره هذه الفنت ، فبقى اهلل هو غايته ، والدين أغلى عنده من املال واألهل والولد ، فعاش عظيما

ومات عظيما .اسمع إلى أصحاب النبي كيف ينظرون إلى الدنيا ، فهذا س��عد بن أبي وق��اص يقدم على س��لمان يعوده ، فبكى س��لمان ، فقال سعد : م��ا يبكيك يا أبا عبد اهلل ؟ توفي رس��ول اهلل وهو عن��ك راض وت��رد عليه احل��وض وتلق��ى أصحابه ! فقال س��لمان : ما أبكي جزعا من املوت وال حرصا على الدنيا ، ولكن رسول اهلل عهد إلينا فقال: ) لتك��ن بلغ��ة أحدكم ف��ي الدنيا ك��زاد راكب ( .. وحولي هذه األوس��اد .. يا س��عد ، اذك��ر اهلل عند هم��ك إذا هممت ، وعند يديك إذا قس��مت ، وعند

حكمك إذا حكمت.فلتبق هذه األمثال درسا لنا في الثبات في زمن

احملن ون��ردد : � ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ � األنفال: 1 .

وال ننس أن الدنيا مهم��ا طالت فهي قصيرة ، وأن اآلخرة هي دار القرار ، وصدق الشاعر حني قال:

يا من يعانق دنيا ال بقاء هلا يسي ويصبح يف دنياه سفارا

هال تزكت لذي الدنيا معانقة حتى تعانق يف الفردوس أبكارا

إن كنت تبغي جنات اخللد تسكنهافينبغي لك أن ال تأمن النارا

Page 23: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

من أراد أن يس��لك مدارج السالكني والوصول إلى رض��ى رب العاملني : فعليه التخلص من كل ما يثقله

أو يعرقله في الوصول إلى هدفه املنشود .واجملاه��د الرباني القاص��د إلى النص��ر والتمكني والش��هادة واخلل��ود في جن��ات النعيم ال ب��د له من احلف��اظ على لس��انه وقلبه من أن يناله��ا " فايروس

اآلفات " فيخرج من الدنيا صفر اليدين .فاح��ذر أخ��ي اجملاهد م��ن تلك اآلف��ات التي حتاول أن تخترق لس��انك وقلب��ك ، وال تتركها من دون رقيب في��ورداك املهال��ك ، وكن دائم اليقظة ، وس��نعرض ل��ك بعض تلك اآلفات ، لعلن��ا أن نكون املرآة أو العني

املبصرة لك ولغيرك في ضبط هذين العضوين .يقول اإلمام الغزالي رحمه اهلل : " فإن اللسان من نعم اهلل العظيمة ولطائ��ف صنعه الغريبة ، فإن صغر جرمه ، عظم طاعته وجرمه ... واللسان رحب امليدان لي��س له مراد وال جملاله منتهى وحد ، له في اخلير مجال رحب ، وله في الش��ر ذيل سحب، فمن أطلق عذبه اللسان وأهمله مرضي العنان سلك به الشيطان في كل ميدان وساقه إلى شفا جرف هار إل��ى أن يضطره إلى البوار ، وال يكب الناس في النار على مناخرهم إال حصائد ألسنتهم ، وال ينجو من ش��ر اللسان إال من قيد بلجام الشرع ، فال يطلقه إال فيما ينفعه ف��ي الدنيا واآلخرة ويكفيه عن كل

ما يخشى غائلته في عاجله وآجله" .وقد جعل الرس��ول النجاة بالصمت حني سال رس��ول اهلل الصحاب��ي اجللي��ل عقبة بن عامرعن النجاة فقال : ) أمسك عليك لسانك ، وليسعك

بيتك ، وابك على خطيئتك ( رواه الترمذي .وق��د تكف��ل رس��ول اهلل مبن بحفظ لس��انه وفرج��ه أن يكون ضامنا ل��ه اجلنة فقال : ) من يضمن ل��ي ما بني حلييه وما بني رجلي��ه أضمن له اجلنة ( رواه

البخاري .

وال يس��تقيم إميان العبد إال بعد استقامة لسانه مصداق��ا حلديث رس��ول اهلل : ) ال يس��تقيم إميان عبد حتى يس��تقيم قلبه ، و ال يس��تقيم قلبه حتى

يستقيم لسانه ( رواه أحمد .

إعل��م - أخي اجملاه��د - أن كل صباح يخرج عليك تذك��ر أعض��اؤك اللس��ان أن يتق��ي اهلل فيه��ا ، فإن اس��تقامتها على الطريق مرهونة ب��ه فقال : ) إذا أصبح ابن آدم فإن األعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق اهلل فينا ، فإمنا نحن بك ، فإن استقمت استقمنا،

وإن اعوججت اعوججنا ( أخرجه الترمذي وأحمد .وقد حثنا رسول اهلل على السكوت إال في اخلير فق��ال عليه الصاة والس��ام : ) م��ن كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت ( رواه البخاري .

والكام أربعة أقسام عند اإلمام الغزالي :القسم األول : فيه ضرر محض ، القسم الثاني : فيه نفع محض ، القسم الثالث : فيه ضرر ومنفعة،

القسم الرابع : ليس فيه ضرر ومنفعة .فقال عن هذه األقس��ام رحمه اهلل : " أما الذي هو ض��رر محض فا بد من الس��كوت عن��ه ، وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة ال تف��ي بالضرر ، وأما ما ال منفعة فيه وال ضرر فهو فضول ، واالشتغال به تضييع زمان، وهو عني اخلس��ران ، فا يبقى إال القسم الرابع ؛ فقد س��قط ثاثة أرباع الكام وبقي رب��ع ، وهذا الربع فيه خط��ر ، إذ ميتزج مبا فيه إثم ، من دقيق الرياء والتصنع والغيب��ة وتزكي��ة النفس ، وفضول ال��كام ، امتزاجا

يخفى دركه ، فيكون اإلنسان به مخاطرا ( .وه��ذا ما أخبر ب��ه الصادق املص��دوق فقال : ) كل كام اب��ن آدم علي��ه ال له ، إال أم��ر مبعروف أو نهي عن

منكر أو ذكر اهلل ( رواه الترمذي .ق��ال عبد اهلل بن مس��عود : " واهلل الذي ال إله إال هو ليس شيء أحوج إلى طول سجن من لساني " وكان يقول : " يا لس��ان ، قل خيرا تغنم ، واسكت عن

شر تسلم ، من قبل أن تندم " .وعن أبي الدرداء قال : " أنصف أذنيك من فيك، وإمنا

جعل لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم".وع��ن احلس��ن البصري ق��ال : " كان��وا يقولون : إن لسان املؤمن وراء قلبه ، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلب��ه ثم أمضاه ، وإن لس��ان املنافق أمام قلبه ، فإذا

هم بشي أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه" .

Page 24: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

6. األمن واملكتوميةهن��اك عدة تعاريف له��ذا املفهوم ، فقد عرفه محمود ش��يت خطاب في كتابه )الرسول القائد( قائ��ا : " ه��و توفي��ر احلماي��ة للق��وة وملواصاتها لوقايتها من املباغتة ومنع العدو من احلصول على املعلوم��ات " ، وقد عرف أيضا بأنه : انعكاس للقوة

القتالية والقوة العسكرية والقوة القومية . ويتضم��ن هذا املبدأ بش��كل عام من��ع العدو من معرفة نوايانا ومن��ع العدو من حتقيق املفاجأة علينا، فهو مينع العدو من احلصول على معلومات

عن قواتنا وخططنا بينما يوفر لنا حرية العمل .ويتضمن هذا املبدأ في اإلستراتيجية العظمى حماي��ة الوط��ن ، أم��ا ف��ي إس��تراتيجية امليدان ، فيتضم��ن درج��ة معينة من األم��ن لضمان حرية العمل وش��ن التع��رض ، وبذلك يتضم��ن حماية النق��اط احليوي��ة والضعيفة وخط��وط املواصات واملطارات واألجنحة املكشوفة لئا يؤدي تهديدها

إلى إرباك القيادة .يعمل هذا املبدأ بطرق مختلفة حسب اختاف احل��روب وظروفها ، فمثا ف��ي عمليات حرب العصابات على أس��اس احلرك��ة الدائمة

واالس��تطاع والرصد الدائم وجتنب مصائد العدو، وف��ي احل��رب التقليدي��ة على أس��اس امله��ارة في اس��تخدام االحتياط واالس��تطاع اجل��وي والبري وال��رادار وتوزيع الطائرات ومتويهه��ا وتأمني احلماية لها ، ويعمل ف��ي احلروب النووية وغي��ر التقليدية على أساس تأمني الضربة الثانية بعد تلقي الضربة

األولى عن طريق توزيع القوة النووية وإخفائها .وقد قرنت كلمة األمن باملكتومية وعرفت بأنها: " التحفظ على املعلومات وصونها حتى ال تتسرب إلى العدو فيس��تغلها ف��ي احلرب ضدن��ا " ، وهذا املعنى للمكتومية يؤكد على احملافظة على أسرار اجليش والقوات املس��لحة ، واحملافظة على أس��رار الوطن ف��ي كافة اجمل��االت خاصة خط��ط امتاك

القوة واخلطط العسكرية واألمنية والتعبوية .أم��ا الرس��ول القائ��د فكان��ت املكتومي��ة بالنس��بة ل��ه مبدأ أساس��يا م��ن مب��ادئ احلرب ، فكان ال يرسل قائدا في سرية إال وأعطاه كتابا مغلق��ا فيه تعليم��ات املعرك��ة أو املهمة واملكان الذي سيذهب إليه ، فا يطلع على الكتاب إال بعد مدة أو في مكان يحدده له الرس��ول مس��بقا ، وق��د قال : " اس��تعينوا على إجن��اح حوائجكم

Page 25: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

بالكتمان "رواه الطبراني . وهذا ما أكده أستاذنا محمود شيت خطاب بقول��ه : ) لقد أمن الرس��ول حماية قواته في كافة غزواته ، وبذل جهده ملنع العدو من احلصول

وبذل��ك ، املعلوم��ات عل��ى طب��ق مب��دأ األم��ن .. ودوريات الت��ي االس��تطاع والطائ��ع كان يؤمنه��ا الرس��ول في العودة مس��ير االقتراب وعند من غزواته كان لغرض حماية قواته من مباغتة العدو لها ، كما حرص الرس��ول على املعلومات عن أعدائه بشتى الوسائل ، فقد حرص أيضا

على منع العدو م��ن احلصول على املعلومات عن املسلمني بشتى الوسائل أيضا ، واحلق أن املتتبع حلياة الرسول يعجب أش��د اإلعجاب مبعرفته الفائقة والسريعة بكل املعلومات االستخبارية الت��ي تهمه كقائد وتؤثر عل��ى املصلحة العامة

للمسلمني ( .إن مبدأ األمن من أهم مبادئ احلرب في مدرسة الرس��ول القائد ، فباحملافظة عليه تصل القوات إل��ى النص��ر بأعلى كف��اءة ، وبه حتفظ األس��رار العس��كرية والوطنية ، األم��ر الذي يجعل العدو ف��ي حيرة وارتب��اك ، فا يس��تطيع تقدير املوقف تقديرا صحيحا ، الفتقاده إلى املعلومات األكيدة، وتس��تطيع القوات تضليله حس��ب مقتضيات

املعركة.7. قابلية احلركة واملرونة

يتضم��ن هذا املبدأ الس��رعة وحري��ة احلركة املتفوقة على العدو في مجال الوقت واملس��افة، ويج��ب أن تظهر ه��ذه في تطوي��ر وحتديث نظم األس��لحة ونظم النق��ل ونظم االتص��االت وفي التنظي��م ، كم��ا تظه��ر أيض��ا في ق��وة العمل السريع في عمل األركان والقادة وممارسة القيادة، فعلى القائد أن يكون مرن الفكر ، وعليه أن يطبق تلك املرونة عند وضع اخلطط حلملته، وأن تناسب

اخلطط املواقف اجلديدة .

واحملصلة النهائية أن يصل القائد إلى املهمة بأعلى كفاءة وأق��ل وقت وبأقل التكاليف نتيجة احلصول على حركة أكب��ر من املتوفرة للعدو مع

القدرة على احلركة واملناورة واالنتقال .احلرك��ة خلف��ة كان وق��د دور كبي��ر ف��ي تاري��خ احلروب اإلسامية ، وبذلك استطاعت قوات املس��لمني أن تصل إلى أهدافها في الوقت املناس��ب

وتفشل نوايا العدو .ق��وات وصل��ت فلق��د املس��لمني إلى دوم��ة اجلندل وتبوك ، وإلى ربوع فلس��طني والطائف ، وقد كان الرس��ول إذا س��مع بتجمع للعدو بادر بالقضاء عليه ، كما حدث في غزواته ضد بني حليان ، وإلى بواط ،

والعشيرة ، وصفوان .وكل هذه األماكن بعيدة عن قاعدة املسلمني - املدين��ة - وق��د قطع��ت أكث��ر هذه املس��افات ليا، وفي ظروف س��يئة وقاس��ية ، كما استطاع املس��لمون أن يس��تمروا في احلركة ثاثني ساعة متتابع��ة عند عودتهم من غ��زوة بني املصطلق، وبذل��ك كان الرس��ول يطبق قابلي��ة احلركة واملرون��ة في وض��ع اخلط��ط وف��ي تنفيذها وفي حتريك قواته أيضا بس��رعة وحسب املواقف ليا

أو نهارا . 8. التعاون مع وحدة القيادة

هناك أس��ماء عدي��دة لهذا املب��دأ ، فالبعض يس��ميه ) وحدة القيادة ( ويسميه البعض اآلخر ) التعاون ( ، كما أن هناك من يقس��مه إلى وحدة القيادة ووحدة اخلطة ووحدة التنفيذ ، ولكن اجلوهر واح��د وهو يتعل��ق بوجود تقومي واحد متماس��ك وقرار موحد متماس��ك وخطة واحدة متماسكة وإقامة التنس��يق والتعاون بني مختلف اخلدمات ) اجلي��ش - البحري��ة – اجلو ( ومختلف األس��لحة

والتشكيات . إن وحدة القيادة تنت��ج وحدة اجلهد بالعمل

املنسق جتاه الهدف الواحد ، ويسمى التعاون

Page 26: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

ل��دى بع��ض الدول كأمي��ركا " معركة األس��لحة املش��تركة " ، ويعني توحيد العمل والتضامن من أجل الوصول إلى الهدف وذلك بتوحيد جهود كافة

الصنوف والقطعات لبلوغ الغرض .أما وح��دة القيادة فهي إلزامي��ة حملافظة على القصد مع التنسيق مع كافة الصنوف واألسلحة النووي��ة والكيماوية واإلس��تراتيجية والتكتيكية وبني القطعات اآللية وساح اجلو وحترك القطعات

أمر حاسم لتحقيق النصر .ولقد حرص الرس��ول الكرمي عل��ى أن يكون التعاون متكاما بني املسلمني في أمور احلرب ، وكان يطرح األمر شورى بني الناس ، وكان يطبق القاعدة العس��كرية في اتخ��اذ القرار التي تق��ول : " فكر ث��م فكر ثم فكر ، ناقش واستش��ر ثم قرر " ، ففي بدر ش��رح الرسول القائد املوقف إلى املهاجرين

واألنصار وانتهى األمر إلى خطة املواجهة .وفي أح��د األفكار املتباينة ، قال البعض باتخاذ خط��ة الدفاع ، وقال البعض اآلخ��ر باخلروج واتخاذ خطة الهج��وم ، وتغلبت الفكرة الثانية ، فأصبح

اجلميع قوة واحدة متعاونة بدون تنازع واختاف .وفي عهد أبي بكر س��اد التعاون بني اجلميع للوص��ول إلى الهدف املنش��ود ، فف��ي حروب الردة ح��ددت واجب��ات كل ل��واء ، وأيض��ا كلفت بعض األلوي��ة مبس��اعدة األلوي��ة األخرى ومس��اندتها ، كمعاونة لواء ش��رحبيل بن حس��نة للواء عكرمة

بن أبي جهل .

9. إدامة املعنوياتتعرف املعنويات بأنها انعكاس ملعتقدات األمة، وش��كل احلك��م والنظ��ام االجتماع��ي ، والقيادة العس��كرية والقومية ، وواقعية التدريب للحرب ، وال ميكن في أية حرب قومية فصل الشعور القومي

للجندي عن شعور األمة .إن األم��ة الت��ي تذه��ب إل��ى احل��رب مندفع��ة مبعتقداتها وقيادتها الوطنية والعسكرية ، سوف تتحمل مصاعب احلرب وأعبائه أفضل وأطول مما لو

كان هذا االندفاع غير متوفر . وتعرف أيضا بأنها : الصفات التي متيز اجليش املدرب عن العصابات ، بها تظهر الطاعة القائمة على احلب ، وتبرز الش��جاعة ف��ي القتال ، والصبر على حتمل املشاق ، والقدرة على اإلبداع ، وتبرز كل

املزايا التي جتعل اجلندي مطيعا باسا صبورا . ولقد كانت معنويات قادة وجند اإلسام عالية جدا ومبس��توى رفيع ومميز ، ف��ا توجد قيادة وال قوة في العالم امتازت بحسن تنظيم ومعرفة األهداف التي يقاتل من أجلها كدولة اإلس��ام العظيمة ) من القيادة واجليش والشعب ( ، فلقد كانت أهداف املس��لمني جميعا حينذاك هي إع��اء كلمة اهلل والعمل على حرية نشر الدعوة اإلسامية ، ونشر اإلس��ام بني الناس كافة ، فلم يكن يخرج للقتال إال من آمن باهلل ورسوله إميانا بلغ حد الرغبة اجلادة الكرمية في االستشهاد ، فهو عقد بينه وبني ربه ، عقدا باع به نفس��ه ووهبها للجهاد في سبيله ... ومن خال هذا العقد خرج املس��لمون إلى الغزوات واملعارك ، ونفروا إلى اجلهاد موقنني أن اهلل معهم يش��د من أزرهم ، وكم من مواقف كثيرة تعرضوا لها وأحس��وا وهم يعانون الشدة والقسوة أن قوة

اهلل تؤازرهم وتخفف عنهم وتهون عليهم .

Page 27: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

كما أن صفات الزعامة احلقة هي التي تخلق املعنويات وتدميها وتنميه��ا ، فقيادة قائد القادة محم��د هي الت��ي أدامت املعنوي��ات ، وبعثت الثقة احلقيقية في األمة ، وهذا ما أكده محمود شيت خطاب بقوله : ) ولست أعرف زعيما ألمة قدمي��ا أو حديث��ا امتل��ك صف��ات الزعامة احلقة كما امتلكها رس��ول اهلل ، إذ كان في صفاته ومزاياه رجا يعادل أمة أو له أمة تعادل رجا كما

يقولون . ف��ا عجب أن حتلى املس��لمون باملعنويات العالي��ة عندما كانوا ضعفاء يتخطفهم الناس م��ن كل جان��ب في مك��ة عقر داره��م ، وعندما أصبحوا أقوياء يس��يطرون عل��ى اجلزيرة العربية كلها دون منازع ، فا عجب أن ينتصر املس��لمون قليلو العدد والع��دة بفضل معنوياتهم العالية

على قريش رغم كثرتهم ( .10. األمور اإلدارية

اخلط��ة اإلداري��ة اخلط��ة تواك��ب أن يج��ب التعبوي��ة ، حتى ميكن للقائد أن يصل إلى هدفه بكف��اءة عالي��ة وتخطي��ط س��ليم ، ويج��ب أن متت��از اخلط��ة اإلدارية بالبس��اطة ، وذلك لتقليل الصعوبات وس��هولة التنفيذ ، فاجليوش تزحف

على بطونها. ويج��ب وض��ع وتصمي��م الترتيب��ات اإلدارية بحيث تعطي للقائ��د حرية العمل القصوى في تنفي��ذ خطت��ه ، فمهما تكن خط��ة العمليات دقيق��ة مرنة ، فا تؤتي ثمراتها إذا تعذر تنفيذها م��ن الواجه��ة اإلدارية ، فالقاعدة تق��ول : إن كل خطة مرهون��ة بإمكانياتها اإلداري��ة ، وقد اهتم

اإلس��ام باألمور اإلدارية وقدم امل��ال على النفس ألهمية االقتصاد في احلرب .

لقد اهتم الرس��ول باألم��ور اإلدارية كثيرا ف��ي كل معاركه ، فتعاون املس��لمون على تزويد اجملاهدين باألرزاق واملاء والنقلية والس��اح ، ولقد قرن اإلس��ام دائما اجلهاد ب��األرواح باجلهاد باملال الذي يع��د أحد الركائ��ز اإلداري��ة والتخطيطية

م��ن ناحي��ة اإلمكاني��ات : �وئ ۇئ ۇئ

ۆئ ۆئ ۈئ ۈئ ېئ ېئ ېئ ىئ ىئ ىئی ی ی ی جئ � التوبة : 20 .

لق��د أنفق املس��لمون األوائل أموالهم في س��بيل اهلل ، ومات الرس��ول ودرع��ه مرهونة عند يه��ودي في ثاثني صاعا من ش��عير ، وأنفق أبو بكر جميع ماله في سبيل اهلل ، وكان يوم أس��لم من أغنياء قريش املعدودي��ن ، وأنفق عمر الف��اروق نص��ف ماله ، كما جه��ز عثمان

جيش العسرة .لق��د أتع��ب الرس��ول وأصحاب��ه م��ن يريد التأس��ي بهم من املس��لمني بعدهم ، فأين التضحي��ات حتى بأبس��ط ضروري��ات احلياة في س��بيل اهلل واملصلحة العامة قبل أربعة عش��ر قرنا من زعماء الش��رق والغرب في وقتنا الراهن ، أولئك الذين يتاجرون بالدفاع عن الفقير والعامل والف��اح بالظاه��ر ، بينم��ا يعيش��ون باحلقيقة

مترفني في رخاء عظيم ؟!وقد اهتم الرسول باألمور اإلدارية كثيرا في كل معركة ، وتعاون املسلمني في كل غزوة على تزويد اجملاهدين بالس��اح والعتاد وب��األرزاق على مختل��ف أنواعها ، وكل هذه األش��ياء ما هي إال ن��وع من أنواع اإلدارة الفعالة ، واحلديث عن اإلدارة

في اإلسام وفي عهد النبي يطول .إن قادة اإلس��ام أصحاب الرسول ومن جاء بعدهم من السلف الصالح اجملاهد قد ساروا على األهداف نفسها التي رسمت لهم ، واستخدموا مب��ادئ احلرب حس��ب املواقف واألح��داث وكتبوا حروفها مبداد من دمائهم الزكية وصبغوها برداء

مهجهم ، فأمدوا تيار األمة بالعزة واخللود .

Page 28: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

قيل : " عندما تخسر جولة في رحلة احلياة .. ال تخس��ر التجربة ! وانهض فورا مستبشرا .. فتلك

هي أولى درجات النجاح " ! يجب للناهض للجهاد أن ال ينس��ى سنة اهلل تعال��ى ، فإن احلياة جوالت ، وه��ي علو وانخفاض ، وظهور واختفاء ، وهي ميدان الكر والفر .. واملقاتل في س��احة اللقاء ب��ني أمرين : إما ظف��ر أو تراجع ، لك��ن لي��س تولي��ا ، وإمن��ا إدارة معرك��ة ، وتغيير املواجهة ، وتبديل الوس��يلة ، وفرض ميدان اللقاء،

ال أن يفرض .واجملاهد البطل هو الذي يتحني الفرص للصيد، ويصن��ع الفرص��ة إن عدمت ، ويهي��أ لها بإذن اهلل عناصرها وأجواءها ليذيق العدو البغيض واخلصم اللدود ضرب��ات موجعة ومؤملة ليقترب انكس��اره

وهزميته بإذن اهلل .وميدان اجلهاد سوق غالية ، ألن البضاعة فيها أرواح غالية ال مكان للنحاس��ة فيها ، أو للبضائع ، الزهي��دة ، واملش��تري األعظم فيها ه��و اهللوالبائ��ع مؤمن هانت عليه روحه من أجل دين اهلل، وج��اء ليعرضها في جت��ارة رابحة ين��ال فيها جنة عرضه��ا الس��موات واألرض ، واملؤم��ن يتوق لنصر اهلل وهزمية عدوه ، لكن غايته الغالية تبقى إحدى

احلسنني النصر أو الشهادة .

، إذن فاجلهاد ربح وكس��ب ، وهو عطاء اهللوه��و عزة املؤمنني ، وت��اج الفاحتني ، ودأب الصاحلني من الصحابة والتابعني ومن سار على نهجهم إلى يوم الدي��ن .. فالصاحلون ال تكتمل عندهم معاني

العبودية حتى يكابدوا عدو اهلل وعدوهم .وصدح قول اهلل باملؤمنني في سورة الصف حني

حضهم على جتارة تنجيهم من عذاب اليم ..

�ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ ۀ ہ ہ ہ ڭ ۓ ۓ ے ے ھ ھ ھ ھ ہ ڭڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ ۈ ٴۇ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى

ائائ ەئ ەئ وئ وئ چ� الصف: 10 - 12.وهن��ا جناة م��ن أي عذاب أليم .. س��واء كان في الدني��ا كع��ذاب الضمي��ر أو الذل��ة أو اخل��ذالن أو

الشعور بالهزمية أو العذاب في اآلخرة . فلهذا كس��ب املقاتل من جه��اده .. إن له عزة املؤم��ن الذي ال يغلب ، واملؤمن الذي ال ينكس��ر وال يذل لعدو س��يكون أس��وة جليله وجيل من بعده، فه��و منارة م��ن منارات احلض��ارة اإلس��امية ، إذ أنه مس��اهم كبي��ر في صنعها وجناحه��ا .. وهو - أي اجملاه��د - لن يكون إال لبن��ة اخلير في بناء أمته ، ويوم القيامة سيحار الناس حني ينظرون إلى جزاء

Page 29: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

اجملاهد ويدهشون حلفاوة املائكة به ، ولكرم اهلل ل��ه .. أجل ، فه��و مع األنبي��اء والصديقني .. فم��اذا كان يفعل ؟ كيف متاثل ج��زاء اجملاهد مع

جزاء األنبياء والصديقني ؟! إنه العقد الرهي��ب الذي أمت صفقته مع اهلل .. ومن أفضل ممن يجود بنفس��ه مضحيا بها من أجل اهلل سواء قبضها اهلل في اجلهاد أو في االس��تراحة ، وال بد للمجاهد من استراحة، لكنه��ا االس��تعداد لفص��ل جدي��د وتنش��يط

للصفوف.فمن بفضلك وكسبك أيها اجملاهد ؟!

ومن بخيرك وغناك أيها املقاتل .. !!وم��ن بروح��ك وحماس��تك وجه��ادك.. أيها

البطل !!

اضرب .. وال تتراجع .. واثبت وال تتقهقر .. فأنت جندي في جيش الصحابة ، فما أنت وجيشك إال امت��داد ألولئك األبطال م��ن الصحابة والتابعني الذي��ن مضوا م��ع مضي اجله��اد مقاتلني إلعاء كلمة اهلل س��بحانه .. وما أنت إال ابنهم البار .. وسليلهم الشجاع الذي مياثلهم ، ويصدق فيك

قول من قال : هذا الشبل من ذاك األسد .أن��ت الوريث احلقيق��ي للجيل ال��ذي آمن أن اجله��اد ماض إل��ى ي��وم القيامة ، وأن��ت الوريث املفض��ل لدى الرس��ول .. فهو س��يدنيك من مجلسه وأنت أقرب اجملالس إليه .. فهو يحب من يجود بنفس��ه هلل ، وال يحب مكثار الكام ..

دون العمل .

والي��وم .. وأنت تقف في ص��ف اجلهاد ، تقارع ع��دو اهلل ف��ي ب��اس وج��ادة .. وقد ترك��ت املال والزوجة والولد .. كل ذلك ابتغاء مرضاة اهلل .. ال حتسنب ذلك خسارة !! ليست خسارة.. أي واهلل.. ملن ع��رف معناه��ا وذاق حاوته��ا وأدرك حقيقة اجلهاد .. فهو الكس��ب احلال وأعظم الكس��ب هو.. والربح في ذلك الروح ، يا ترى : كيف يواجهك عدو اهلل وهو حريص على احلياة وأنت حترص على

املوت ؟!كيف يواجهك عدو اهلل وهو با يقني .. وأنت

مملوء بيقني اهلل ولن متوت إال يوم أجلك ؟!كيف يواجهك وأنت تقاتل من أجل احلق وهو

معك أينما كنت .. ؟واهلل مين على املؤمن في امليدان مبا ال يجده

العدو أبدا .. �ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ

ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڎ ڌ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇ

ڎ � األنفال : 11 .أجل .. إن اهلل ليذهب وسوسة الشيطان ع��ن قلبك وس��تبقى قرينة األع��داء والقاعدين

واخمللفني .. إن األمنة لك وحدك .. وحور اجلنة الس��بعني ل��ك وحدك .. وتاج الكرامة لك وحدك .. واملغفرة كلها لك وحدك .. واملس��ك - كل املس��ك - لك يوم القيامة وحدك .. ولن يش��ترك بقدر فضلك

إال الصديقون ومن قبلهم األنبياء ..والذين يفس��رون اجلهاد مهلك��ة لم يؤمنوا بعد .. لكني أدلهم على قبر الصحابي اجلليل أبي أيوب األنصاري وليدرس��وا سيرته وليسمعوا قول��ه وليعرفوا م��كان دفنه ولم دف��ن.. هناك .. إنه في القس��طنطينية .. وه��و القادم للجهاد م��ن املدينة .. لكن��ه اجلهاد وحب اجله��اد .. وهو الكس��ب احلقيقي لكل مؤمن قوي اإلميان .. وأما م��ن ضعف إميانه فرأى اجله��اد فرعا ال أصا فإني

أعزيه بإميانه .. وليراجع أمره .بوركت أيها اجملاهد البطل واملرابط الباس��ل..

أن��ت جن��دي م��ن جن��ود اهلل .. ونح��ن ب��ك شامخون.

Page 30: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

إن هلل في كونه سننا وقوانني ال تتبدل ، أودعها اهلل في كتابه اخلالد ، وجس��دها في تاريخ البشر وقائ��ع تتلى وأحداث ت��روى ، والعاقل احلصيف هو الذي يقلب بصره في اس��تخاص هذه السنن من مصدريهم��ا )الق��رآن والتاري��خ ( لترتس��م أمامه قوانني احلرك��ة التاريخية حتى يس��ير بعدها في

ٱ ٻ ٻ � به��دي اهلل أرض اهلل مس��تنيرا ٻٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ � النور : 44 .

من األسباب التي تساعد املسلمني على العودة إلى اخلافة الراش��دة : معرفة العوامل واألسباب الت��ي أدت إلى زواله��ا لكي نعمل عل��ى اجتنابها واألخذ باألسباب التي جعلها اهلل سببا في إكرام األمة ، لذلك نريد أن نفهم األس��باب التي أدت إلى مقت��ل عثمان بن عف��ان ألهميته��ا من جهة ولعاقتها بالواقع العراقي وخاصة واقع املقاومة ، ألننا إذا أردنا أن ننهض بواقع املقاومة ال بد أن نرقى

بأفرادها إلى صفات جيل التمكني . يقول األمام الزهري : " ولي عثمان اثنتي عشرة س��نة أميرا للمؤمنني ، أول س��ت س��نوات منها ل��م ينقم الناس عليه ش��يئا ، ثم حدثت

الفتنة بعد ذلك " .

وحتى نفه��م القضية ، ال ب��د أن نعرف الفرق بني اجملتمع الذي كان في زمن الصديق والفاروقوالنصف األول من خاف��ة عثمان وبني اجملتمع

. في النصف الثاني من خافتهاجملتمع في خافة الشيخني والنصف األول من خاف��ة عثمان كان يتص��ف بالصفات اآلتية ، وه��ذه الصفات هي صفات جي��ل التمكني ، وهي

التي أهلت هذا اجملتمع إلقامة اخلافة الراشدة :1. كان مجتمع��ا في عمومه مس��لما بكامل معنى اإلس��ام ، عميق اإلمي��ان باهلل واليوم اآلخر ، مطبقا لتعاليم اإلس��ام بجدية واضحة ، فالدين بالنس��بة له هو احلياة وليس ش��يئا هامشيا ، إمنا ه��و حياة الناس ، ليس فقط ف��ي مجال العبادات

وإمنا من خال األخاق واملعامات .2. أن��ه مجتم��ع حتقق في��ه املعن��ى احلقيقي لألمة ، فليس��ت األمة مجرد مجموعة من البشر جمعته��م وحدة اللغ��ة واألرض واملصالح ، فهذه الرواب��ط الت��ي تربط البش��ر ف��ي اجلاهلي��ة ، أما األمة الرباني��ة فهي األمة التي تربط بينها رابطة

العقيدة .

Page 31: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

3. أن��ه مجتمع جاد مش��غول مبعال��ي األمور ال بسفاس��فها ، ولي��س اجل��د بالضرورة عبوس��ا وصرام��ة ولكن��ه روح تبع��ث الهم��ة وحتث على

النشاط والعمل واحلركة . فهذه السمات هي سمات اجملتمع املسلم في أعلى آفاقه ، وهي س��مات اجملتم��ع املؤهل إلقامة اخلافة الراش��دة ، وساعدت في نش��ر هذا الدين بالس��رعة العجيبة ، وهي س��مات جي��ل النصر والتمك��ني ، وليس��ت حالة مثالي��ة ، إمنا هي في متناول أيدينا نس��تطيع بعون اهلل وقوته أن نصل باجملتمع وخاصة اجملاهدين إلى هذه الصفات ، ألننا إذا وصلنا باجملاهدين إلى هذا املستوى من الصفات فإننا س��ننال النصر ) اخلافة الراش��دة ( إن ش��اء

اهلل ق��ال تعالى : � ڤ ڤ ڦ ڦ ڦ ڦ

ڄ ڄ ڄ ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇ ڇ ڈ ڈ ڎ ڌڎ ڌ ڍ ڍ ڇ گ گ ک ک ک ک ڑ ژ ژڑ

گ� النور : 55 .أما عن س��مات اجملتمع في الشطر الثاني من خافة عثمان فقد أصبح مجتمعا غير متجانس بس��بب توسع الدولة اإلسامية وحركة الفتوح ، فالتغييرات التي حصلت في اجملتمع في مختلف

القطاعات ، ومنها :1. قطاع الصحابة الذين أخذوا قس��طا كافيا من التربية على يد النب��ي ومعهم الذين نالوا قس��طا من تربي��ة الصحابة ، ه��ذا القطاع ظل يتناقص عن طريق القتل في ميادين الفتوح أو عن طريق التفرق في األمصار مما جعلهم أقل حضورا ، وه��م ميثلون جيل النص��ر والتمكني الذي حصل

على قدر كاف من التربية اإلميانية والقرآنية .2. س��كان املناط��ق املفتوحة ، وه��ؤالء دخلوا عن طريق التوس��ع األفقي للدولة األسامية عن طريق الفت��وح ، وحملوا أف��كارا وثقافات وعادات ظهرت على ش��كل ألوان مضطربة وخروقات غير منتظم��ة وجعل��ت اجملتمع غي��ر متجانس ، وكان األعاجم الذين جاؤوا من الباد املفتوحة من أسرع

الن��اس إلى الفتن��ة ألن أغلبهم م��ن األمم املوتورة وأسباب استجابتهم للفتنة هي :

أ. اجله��ل وحداثة عهدهم بالكفر وامللك والعز الذي كانوا عليه .

ب. العصبية وكراهية العرب .ج. إن طوائ��ف منه��م دخلت اإلس��ام ظاهرا وخوف��ا من الس��يف أو اجلزية وأضمروا لإلس��ام

الشر والكيد فيسارعون إلى كل فتنة . ووج��ود هذه الفئة في اجملتمع اإلس��امي ميثل خط��را على اجملتمع وعلى العم��ل اجلهادي ، ألنها متثل قنبلة موقوتة تنفجر في أي وقت بشكل مترد عنيف ، ومثل هذه الفئة موجودة اآلن ضمن العمل اجلهادي في العراق ، فهناك جهلة وقليلو فقه في الدي��ن ، وهناك من عنده عصبي��ة قبلية ، وهناك من دخل العمل اجلهادي خوفا من ضغط الواقع أو طمعا في املغنم ، فهذه النماذج أسرع من غيرها

للفتنة ، ووجودها يؤخر النصر والتمكني .فا بد للمش��روع اجلهادي من تهذيب للصف ومن اس��تيعاب اجلميع في مش��روع تربوي وإعداد جي��ل إمياني متربي عل��ى معاني الق��رآن ليكونوا

رصيدا للعمل اجلهادي في املستقبل .3. األع��راب وس��كان البادي��ة ، وه��ؤالء ميثلون قطاع��ا آخ��ر ومعوق��ا للعمل اجلهادي ، وس��رعة اس��تجابتهم للفتن��ة لنفس األس��باب املاضية

ويضاف إليها :أ. تش��ددهم ف��ي الدين وتنطعه��م با علم ، لذلك صار غالب اخلوارج – سابقا والحقا - من هذا

الصنف .ب . تغري��ر أه��ل املطام��ع به��م واس��تغال

سذاجتهم . ه��ذه بعض صف��ات اجملتم��ع الذي اس��تجاب للفتن��ة الت��ي كان��ت نتيجته��ا مقت��ل س��يدنا

. عثمانف��إذا أردنا النص��ر والتمكني فعلين��ا أن ننظر إل��ى اجملتم��ع في عص��ر النبوة واخلافة الراش��دة ) عصر أب��ي بكر وعمر والش��طر األول من خافة عثم��ان(، ونحاول االرتقاء إلي��ه حتى نصل إلى

النصر والتمكني إن شاء اهلل تعالى .

Page 32: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

ف��ي ظل الهزائم املتكررة التي متر بها األمة ، ال ب��د من معرفة اخللل الذي أصابها وجعلها تنحدر وتندحر ب��ني األمم ، واجلواب على هذا التس��اؤل هو أن األم��ة ق��د فق��دت خصائصه��ا ، إذ ال بد لألمة من خصائص متيزها ع��ن غيرها وحتدد طبيعة من ينتمي له��ا ، واألمة اإلس��امية كغيرها من األمم لها خصائصها التي متيزه��ا عن غيرها وتعطيها ش��خصيتها وحتدد طبيعة العاقة بني أفراد هذه

األمة . واملتتبع لألمم املوجودة في الوقت احلاضر يجدها أمم��ا قومي��ة ) أي قائمة على االنتم��اء العرقي ، وال تراع��ي طبيع��ة القي��م والتص��ورات واملفاهي��م التي يحمله��ا أو يعتقدها أولئك األف��راد ( ، أو أمما مذهبية ) أي قائمة على اجتاه فكري كالرأسمالية أو االش��تراكية ( ، أما أمة اإلسام فلها مقوماتها وخصائصه��ا التي متيزه��ا عن غيره��ا ، ومن هذه

املقومات واخلصائص :أوال : وحدة التصورات والقيم واملفاهيم

وهذا يعني أن كل من ينتمي أو انتمى إلى هذه األم��ة له تصوراته املنبثقة من كتاب اهلل وس��نة رس��وله ول��ه مذهبيته في احلياة ويس��ير وفقا للقي��م واملفاهيم اإلس��امية منطلق��ا من قوله

پ پ پ ٻ ٻ ٻ ٻ ٱ �: تعال��ى

ٿ ٿ ٺٺ ٺ ٺ ڀ ڀ ڀ ڀ پ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ ڤ � األحزاب : 36 .

ثانيا : الشموليةإن اإلس��ام ال��ذي يعط��ي ش��خصية األم��ة املميزة لها هو إس��ام شامل ، ال يبقى داخل حدود املس��جد إمنا ينطل��ق باألمة إلى واق��ع احلياة وفق نظرة أصولي��ة مقاصدية حت��اول أن تنزل األحكام الشرعية إلى واقع احلياة وتس��يرها وفقا للتصور اإلس��امي للك��ون واإلنس��ان والوج��ود ومكان��ة

اإلنسان فيه وغاية وجوده اإلنساني � ڭ ۆ ۆ ۇ ۇ ڭ ڭ ڭ

ۈ ۈ� األنعام : 162 .ثالثا : الربانية

وهي س��مة ال جتدها إال في أمة اإلسام ، حيث إنها أمة تبتغي اآلخ��رة قبل الدنيا ، وترجو مرضاة

اهلل وليس الربح أو النجاح في احلياة فقط �ڇ ڈ ڈ ڎ ڎ ڌ ڌ ڍ ڍ

ژ ژ � آل عمران : 79.رابعا : التوازن

من أه��م اخلصائص التي متيز ه��ذه األمة أنها توازن في نظرته��ا بني ما هو روحاني ) غيبي ( وبني ما هو مادي ، فتجد املس��لم يس��لم نفس��ه هلل ويؤمن بالقضاء والقدر ، وهذا ال يعني أنه س��لبي، ب��ل يعطي لكل اختصاص��ه ، فالغيبيات يتلقاها عن طريق الوحي الثابت الصحيح واألمور املتعلقة باحلياة واكتشاف أسرارها وقوانينها ، فهو يتحرك فيها وفقا لفهمه لكتاب اهلل وس��نة رس��ولهومس��لمات العق��ل وآلي��ات العل��م التطبيق��ي ومس��تحقاته ، لذلك جند أن احلضارة اإلس��امية جتمع بني الثنائيات ) الغيب والعلم ، اهلل واإلنسان، الدنيا واآلخرة ( والتي تبدو متناقضات في حضارة

أخرى غير احلضارة اإلسامية .خامسا : الثبات

وذلك بكون األس��س التي حتدد خصائص األمة أس��س ثابتة ال تتغي��ر مبرور الزمن ، والش��خصية اإلسامية لها مامح ثابتة بثبات األصول وجوانب أخرى مرنة تتغير بتغير الزمان واملكان دون أن تخل

بالثوابت � ڭ ڭ ڭڭ ۇ ۇ ۆ ۆ ۈ� احلج : 78 .

وم��ن خال العودة إلى ه��ذه اخلصائص وغيرها والت��ي ال يتس��ع اجمل��ال لذكره��ا ميك��ن لألم��ة أن تنهض من جديد ومتارس دورها احلضاري الذي أراده

ٿ ٿ ٺ ٺ ٺ �ٺ له��ا اهلل

ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹڤ � آل عمران:110.

Page 33: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

������ت س���اع���ة م��ع��رك��ي ق�����د دقس���اح���ت���ه���ا ي���������روي دم��������ي ذا

ي������ا رش�������اش�������ي ل�����ع�����ل�����ع ن������ارا وأخ�������������ذ ل��������إح��������رار ال�����ث�����ارا) إن�����ف�����ر ( : ن�����ادان�����ي ق����رآن����ي ) إن�����ف�����ر ( : ن�����ادان�����ي ق����رآن����ي

ج���ن���دي ل����� ) ص����الح ال����دي����ن ( ضميين ) ج����ام����ع ( ي����ا ه���ي���ا ه���������داره ال����س����اح����ة يف دوت دواره ع���ل���ي���ه���م ف������احل������رب

ص����ف����ا ق�����ف�����وا اهلل ج�����ن�����د ي������ا واس������ق������وا احمل����ت����ل����ن احل���ت���ف���ا

وح وع����اف����ي����ي أف����دي����ه����ا ال�����������رك�����ي أحل������ق أه������ل ال���س���اب���ق���ةواس���ح���ق م���ن ج�����ار وم�����ن غ���ارا����وا ل��ع��ل��ى ال���س���اري���ة م�����ن ض����ح��������ر ض������د ال��������ع��������دوان ل��������ه دموأذق������ه������م ح����ت����ف ال���ع���اص���ف���ةج���ب���ي���ين ل����ل����ك����ف����ر أح��������ين ال ك���ي أحل�����ق رك�����ب ال��ق��اف��ل��ةل�����ل�����غ�����اره ) أك���������ر اهلل (ال�����دائ�����رة يف ب���ن���ا وال�����ن�����ص�����ر ���ي���ف���ا ش�����ح�����ذا ب������اإلي������ان ال���سخي������زى م�����ن س�������وء ال���ع���اق���ب���ة

Page 34: Jaami magazine _ 10th Issue

›<2008<2€ Áfi<I<Ífi^n÷]<‡ËÜéi<K{‚<1429<ÏÇ√œ÷]<ÊÉK<Üç^√÷]<ÅÇ√÷]

حينم��ا جتهز الروم لغزو باد اإلس��ام في الس��نة ��د رس��ول اهلل املسلمني التاس��عة للهجرة : حش"كاف��ة" ملواجهته��م ، ول��م يتخل��ف أح��د عن جيش

العس��رة إال املنافق��ون الذي��ن � ٱ ٻ ٻ ٻ

.. ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ � ) ه���ؤالء الذين هم منوذج لضعف اهلمة ، وطراوة اإلرادة ; يشفقون من املتاعب ، وينفرون من اجلهد ، ويؤثرون الراح���ة الرخيص���ة عل���ى الك���دح الكري���م ، ويفضل���ون الس���المة الذليلة على اخلطر العزيز ، وهم يتس���اقطون إعي���اء خلف الصفوف اجلادة الزاحف���ة العارفة بتكاليف

الدعوات (.ل��م يكتف ه��ؤالء بالقع��ود ، ب��ل أخ��ذوا ينفثون س��مومهم داخل الصف اجلهادي عبر التخذيل ونشر األكاذي��ب والفنت ، فم��رة يعتذرون عن اجلهاد بس��بب

فتن��ة نس��اء ال��روم � ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ

ٹٹ � ، أو أخرى فيها �ڤ ڦ ڦ ڃ ڃ ڃ ڄ ڄ ڄ ڄ ڦ ڦ ڎ ڌڎ ڌ ڍ ڍ ڇ ڇڇ ڇ چ چ چ چ ڃ

ڈ ڈ ژ � .. وحينم��ا غزت روم اليوم " أميركا " العراق ، برز لهم اجملاه��دون بص��دور عامرة باإلميان واليق��ني بنصر اهلل ، مقتدي��ن بنفرة النبي وأصحابه في جهاد الدفع

ضد احملتل الغاصب ..وكما أن للس��لف اجملاهدين خلفا ، فإن للمنافقني اخمللف��ني خلف��ا في أرض الع��راق ، فهم يعت��ذرون عن التص��دي لاحت��ال وجنده بحج��ج واهي��ة تعبر عن نفوسهم الهزيلة املسترخية التي ال تصلح لشيء مما يصلح له الرجال ، مرددين مقولة س��لفهم : ال تنفروا

في احلر .. !!! ال تنف��روا في ح��ر الفنت الي��وم .. ف��ا نعلم جهة

صادقة جناهد معها !!ال تنف��روا ون��ار األمي��ركان ته��زم أعتى الق��وى .. فلم

املواجهة معها ، وهي راحلة اليوم أو غدا ؟!!!ال تنفروا في حر األزمات ، فاملعيشة صعبة ،

وبالكاد نقوى على سد رمق أهلينا !!! ال تنف��روا في ح��ر االعتقاالت ، فا نق��وى على تعذيب

العتاة !!! ال تنفروا في حر املداهمات ، فنريد أن ننعم بالسام!!!

ال تنفروا .. فا أحد يستحق النفرة !!!ال تنفروا ... ال تنفروا .. ال تنفروا ...

ه��ذا دي��دن املرجفني م��ن قبل وم��ن بع��د .. وهم في يومن��ا كثر ، فص��اروا جمعيات وجتمع��ات وأحزابا ومنظمات وهيئ��ات وحكومات ووزارات ومعس��كرات، وصع��د صوتهم ورصيدهم ف��ي هذه الدني��ا الزائلة ،

ولكنهم قوم ال يفقهون !! پ پ پ ٻپ ٻ ٻ ٻ ٱ �ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ

ٿ � .فا وزن حلياتهم وال ألموالهم وال ملناصبهم ، فهم أحقر م��ن أن يكرموا ، ألنهم رض��وا بالقعود أول مرة ، ورض��وا بحياة الذل الت��ي جاء بها احملت��ل ، ولم تتمعر وجوهه��م غضب��ا ملا يجري ف��ي الباد م��ن انتهاكات

وجرائم بأيدي الغاصبني .) إن لل���ذل ضريبة ،كما أن للكرام���ة ضريبة ، وإن ضريب���ة الذل ألفدح يف كثري م���ن األحاين ، وإن بعض النف���وس الضعيف���ة ليخي���ل إليه���ا أن للكرام���ة ضريبة باهظ���ة ال تط���اق ، فتختار ال���ذل واملهانة هرب���ا من هذه التكاليف الثقال ، فتعيش عيشة تافهة رخيصة ، مفزعة قلق���ة ، ختاف م���ن ظلها ، وتفرق من صداها ، حيس���بون كل صيح���ة عليه���م ، ولتجدنه���م أح���رص الناس على

حياة ..ه���ؤالء األذالء ي���ؤدون ضريب���ة أف���دح م���ن تكالي���ف الكرامة ، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة ، يؤدونها من نفوسهم ، ويؤدونها من أقدارهم ، ويؤدونها من مسعتهم ، ويؤدونها من اطمئنانهم ، وكثريا ما يؤدونها من دمائهم

وأمواهلم .. وهم ال يشعرون ( .

النصوص بين قوسين من كالم سيد قطب في ظالل القرآن.

Page 35: Jaami magazine _ 10th Issue
Page 36: Jaami magazine _ 10th Issue