alukah › books › files › book_10587 › bo… · web viewتفسير الطبري = جامع...

58
net

Upload: others

Post on 28-Jun-2020

0 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

Page 2: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

Page 3: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

م�ا� ج�ا�ء� ف�ي� ا�ل�ق�ر�آ�ن� و�ا�آل�ث�ا�ر� م�ن� ا�ل�ن�ه�ي� ع�ن� ا�ت�خ�ا�ذ� ا�ل�ك�ا�ف�ر�ي�ن� و�ا�ل�م�ن�ا�ف�ق�ي�ن� أ�و�ل�ي�ا�ء�

و�أ�ن�ص�ا�ر�ا�ق�ا�ل� ا�ل�ل�ه� ع�ز� و�ج�ل�:�

��ا�ف�ر�ي�ن� أ�و�ل�ي���ا�ء� م�ن� د�و�ن� ا�ل�م���ؤ�م�ن�ي�ن� و�م�ن� }�ال� ي�ت�خ�ذ� ا�ل�م�ؤ�م�ن���و�ن� ا�ل�ك�ي�ء� إ�ال� أ�ن� ت�ت�ق���و�ا� م�ن�ه�م� ت�ق���ا�ة� ي�ف�ع���ل� ذ�ل���ك� ف�ل�ي�س� م�ن� ا�ل�ل�ه� ف�ي� ش��

(� ق�ل� إ�ن� ت�خ�ف�و�ا� م���ا�28و�ي�ح�ذ�ر�ك�م� ا�ل�ل�ه� ن�ف�س�ه� و�إ�ل�ى� ا�ل�ل�ه� ا�ل�م�ص�ي�ر� )�م�ا�و�ا�ت� و�م�ا� ف�ي� ص�د�و�ر�ك�م� أ�و� ت�ب�د�و�ه� ي�ع�ل�م�ه� ا�ل�ل�ه� و�ي�ع�ل�م� م�ا� ف�ي� ا�ل�س�

ي�ء� ق���د�ي�ر� )� (�{� ]�آ�ل� ع�م��ر�ا�ن�:�29ف�ي� ا�أل�ر�ض� و�ا�ل�ل�ه� ع�ل�ى� ك���ل� ش��28 �،29�]

خ��ذ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: }ال يت��اء من دون الم��ؤمنين{، ق��ال: نهى الل��ه ��افرين أولي ��ون الك المؤمن س��بحانه المؤم��نين أن يالطف��وا الكف��ار ويتخ��ذوهم وليج��ة من دون المؤم��نين، إال أن يك��ون الكف��ار عليهم ظ��اهرين، فيظه��رون لهمق��وا منهم اللط��ف، ويخ��الفونهم في ال��دين. وذل��ك قول��ه: }إال أن تت

1تقاة{.

ق��وا وفي رواية أخرى عن ابن عب��اس، في قول��ه تع��الى: } إال أن تت��ه مطمئن منهم تقاة {، قال: " التقاة القول والتكلم باللس�ان، وقلب باإليمان، وليست باليد أو العمل"، وزاد في رواية " فال إثم عليه م��ا لم يبسط يده فيقتل، أو يبسطها إلى معص��ية الل��ه، فال ع��ذر ل��ه إن

2فعل ".

قوا منهم تقاة{، ق��ال: " إال وعن مجاهد، في قوله تعالى: }إال أن تت 3مصانعة في الدنيا ومخالقة".

( في348( وابن المن����ذر )3375( وابن أبي ح���اتم )6825 رواه الط���بري ) 1تفاسيرهم، من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به.

( من طري�ق3382( من طري�ق قبيص�ة، وابن أبي ح�اتم )6829 رواه الط�بري ) 2 (3149( عن وكيع، والحاكم في المستدرك )33043أبي أسامة، وابن أبي شيبة )

( من طري��ق محم��د بن بش��ر العب��دي،16900وعنه البيهقي في السنن الك��برى ) أربعتهم عن سفيان الثوري، ق��ال قبيص��ة ووكي��ع عن س��فيان عن ابن ج��ريج عمن حدثه عن ابن عباس، وقال أبو أسامة عن سفيان قال ابن عباس، وقال محمد بن

بشر سمعت سفيان يذكر عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن ابن عباس. وقال الحاكم: »هذا حديث صحيح اإلس��ناد ولم يخرج��اه«. )قلت( الظ��اهر أن ذك��ر

عطاء في إسناد الحاكم خطأ، والله أعلم. ( من وجه آخر، من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج352وقد رواه ابن المنذر )

قال: قال ابن عباس. والزيادة عنده وعند الحاكم أيضا. ( من ط��رق عن ابن3385( وابن أبي ح��اتم )6832( و)6831 رواه الط��بري ) 3

أبي نجيح عن مجاهد.

Page 4: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

قوا منهم تقاة{، قال:" م��ا وعن عكرمة، في قوله تعالى: }إال أن تت4لم يهرق دم مسلم، وما لم يستحل ماله".

ق��وا منهم تق��اة{، ق��ال: " وعن الضحاك، في قوله تعالى: }إال أن تت التقية باللسان. من حمل على أمر يتكلم به وهو لله معصية، فتكلمة مخافة على نفسه، وقلبه مطمئن باإليمان، فال إثم عليه، إنما التقي

5باللسان".

قوا منهم تق��اة{، ق��ال: وعن أبي العالية، في قوله تعالى: }إال أن تتة باللسان وليس بالعمل«. 6»التقي

��اء{ خذ المؤمنون الكافرين أولي دي في قوله تعالى: }ال يت وعن الس��واليهم في ��اء{: في قوا منهم تقاة{، قال: " أما }أولي إلى: }إال أن تترك، دينهم، ويظهرهم على عورة المؤمنين، فمن فعل هذا فهو مش����ة لهم قي منهم تق��اة، فه��و يظه��ر الوالي ه منه، إال أن يت فقد برئ الل

7في دينهم والبراءة من المؤمنين ".

وعن ع��وف األع��رابي عن الحس��ن البص��ري، ق��ال: »التقي��ة ج��ائزة8للمؤمن إلى يوم القيامة، إال أنه كان ال يجعل في القتل تقية«.

وعن فضيل بن مرزوق، عن الحس��ن البص��ري، ق��ال: »إنم��ا التقي��ة9رخصة، والفضل القيام بأمر الله«.

وعن الحسن البصري، ق��ال: إن عيون��ا لمس��يلمة أخ��ذوا رجلين من المسلمين ف�أتوه بهم�ا، فق�ال ألح��دهما: أتش�هد أن محم�دا رس��ول الله؟ ق�ال: نعم، ق��ال: أتش�هد أني رس��ول الل�ه، ق��ال: ف�أهوى إلى أذنيه فقال: إني أصم، قال: ما لك إذا قلت ل��ك: تش��هد أني رس��ول

نه وداهنه. لسان العرب ) (، و)مخالقة(212/� 8)مصانعة( من صانعه أي: داراه وليرهم على أخالقهم. ت��اج الع��روس من ج��واهر يق��ال: خ��القهم مخالق��ة: إذا عاش��

(261/ 25القاموس ) ( من طري��ق حفص بن عم��ر3380( وابن أبي ح��اتم )6830 رواه الط��بري ) 4

العدني عن الحكم بن أبان عن عكرمة.( من وجهين عن الضحاك.353( وابن المنذر )6834 رواه الطبري ) 5( وابن أبي ش��يبة في مص��نفه )3383( وابن أبي ح��اتم )6833 رواه الط��بري ) 6

( من طريق أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية.33044 ( من طري�ق3379( و)3378( و)3376( وابن أبي حاتم )6828 رواه الطبري ) 7

عمرو بن حماد عن أسباط عن السدي. ( مختص��را بلف��ظ »التقي��ة إلى ي��وم19/�� 9 رواه البخ��اري في ص��حيحه تعليق��ا ) 8

(، وعب��د بن حمي��د في33042القيام��ة«، ووص��له ابن أبي ش��يبة في مص��نفه ) (، من ط��ريقين261/�� 5تفسيره، كما نقله الحافظ ابن حجر في تغلي��ق التعلي��ق )

عن عوف، والزيادة عند كليهما. وقال الحافظ: " ومعنى التقي��ة الح��ذر من إظه��ار م��ا في النفس من معتق��د وغ��يره للغ��ير، وأص��له وقي��ة ب��وزن حم��زة فعل��ة من

(314/ 12الوقاية". فتح الباري )(33048 رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ) 9

Page 5: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

الله، قلت إني أصم، فأمر به فقتل، وقال لآلخر: أتش��هد أن محم��دا رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أني رس��ول الل��ه؟ ق��ال: نعم، فأرسله، فأتى النبي صلى الله عليه وس��لم فق�ال: ي��ا رس�ول الل��ه: هلكت، قال: »وما شأنك؟« فأخبروه بقصته وقصة ص��احبه، فق��ال: »أما ص��احبك فمض��ى على إيمان��ه، وأم��ا أنت فأخ��ذت بالرخص��ة«، وفي رواية أبي داود: »صاحبك أخذ بالفضل وأنت أخذت بالرخص��ة،

10عالم أنت اليوم؟« قال: أشهد أنك رسول الله وأنه كاذب.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: »م��ا من كالم أتكلموط إلى س��وطين إال �درأ ع��ني ب�ه م�ا بين س�� به بين يدي س��لطان ي

. 11كنت متكلما به«

( من326( وأب�و داود في المراس�يل )33037 رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ) 10 (1524طريق يونس عن الحسن هكذا مرسال، ورواه عب��د ال��رزاق في تفس��يره )

عن معمر مرسال أيضا. وقال شيخنا األلباني: " س��ندها ص��حيح عن الحس��ن، وهي قصة جيدة، لوال أنه�ا من مراس��يل الحس�ن البص�ري؛ لكن اآلي�ة الس�ابقة – يع�ني��ه مطمئن باإليم��ان{ ��ره وقلب ��ه إال من أك ه من بعد إيمان قوله تعالى }من كفر بالل

[ - وسبب نزولها يش��هدان لص��حتها. والل��ه أعلم. وق��د روى الش��طر106]النحل: ( بسند حسن عن عبد الله75 -� 74 /� 2األول منها ابن إسحاق في " السيرة " )

بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة مرسال أيضا، وسمى صاحبها ح��بيب بن زي��د؛ أي: ابن عاصم األنصاري المازني شهد العقبة، وقد ذكرها ابن كث��ير في تفس��ير اآلي��ة، وابن حجر في ترجمة حبيب من " اإلصابة " جازمين بها ". والله س��بحانه وتع��الى

(724/ 12أعلم. سلسلة األحاديث الضعيفة )( والط��براني في المعجم الكب��ير )33046رواه ابن أبي ش��يبة في مص��نفه ) 11

( وفيه قصة، من طرق عن أبي حيان127/ 4( وأبو نعيم في حلية األولياء )8849 التيمي عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عب��د الل��ه بن مس��عود موقوف��ا، وذك��ره

(، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.17638الهيثمي في مجمع الزوائد )

Page 6: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ر في وج�وه12وعن أبي ال�درداء رض�ي الل�ه عن�ه، ق�ال: »إن�ا لنكش� وفي رواي��ة " وإن13أق��وام، ونض��حك إليهم، وإن قلوبن��ا لتلعنهم«

14قلوبنا لتقليهم"

قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الل��ه: " وه��ذا نهي من��ا وأنص��ارا وظه��ورا، الله عز وجل المؤمنين أن يتخذوا الكف��ار أعوان ولذلك كسر }يتخ��ذ{، ألن��ه في موض��ع ج��زم ب��النهي، ولكن��ه كس��ر "ال��ذال" من��ه، للس��اكن ال��ذي لقي��ه وهي س��اكنة. ومع��نى ذل��ك: ال تتخذوا أيها المؤمن��ون الكف��ار ظه��را وأنص��ارا توال��ونهم على دينهم،ونهم على وتظ��اهرونهم على المس��لمين من دون المؤم��نين، وت��دل عوراتهم، فإنه من يفعل ذل��ك }فليس من الل��ه في ش��يء{، يع��ني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دين��ه ودخول��ه

ر( بالش�ين 12 ر( بالك�اف الس�اكنة وكس�ر الش�ين، و)الكش� ق�ال الحاف�ظ: )لنكش� المعجمة وفتح أوله ظهور األسنان وأكثر ما يطلق عند الضحك، واالسم )الكشرة(

النهاية في ( و142/� 5(، وانظر لسان العرب )528/� 10كالعشرة . فتح الباري )(176/ 4غريب الحديث واألثر )

( قال: ويذكر عن أبي الدرداء فذكره،31/� 8 رواه البخاري في صحيحه تعليقا ) 13( وابن أبي الدنيا في مداراة الن��اس )590/�� 2ووصله هناد بن السري في الزهد )

( وال��بيهقي في ش��عب1087( وال��دينوري في المجالس��ة )19( وفي الحلم )109 ( وعلي بن معبد في كتاب الطاعة2117( والشجري في اآلمالي )7749اإليمان )

(،110/�� 4والمعص��ية، فيم��ا نقل��ه عن��ه ال��زيلعي في تخ��ريج أح��اديث الكش��اف )وإبراهيم الحربي في غريب الحديث، فيما نقله عنه الحافظ في تغلي��ق التعلي��ق )

(، من طرق عن األحوص بن حكيم عن أبي الزاهري��ة عن جب��ير بن نف��ير102/�� 5 عن أبي الدرداء، وفي بعض الط�رق ب��دون ذك�ر جب��ير بن نف�ير في اإلس��ناد، وفي أحدها عن األحوص بن حكيم عن أبيه عن أبي الزاهرية به، وأي م��ا ك��ان، فم��داره على األحوص بن حكيم وهو ضعيف الحفظ، كما قال الحافظ في التقريب، فلع��ل

هذا االختالف منه. (222/�� 1وروى من وجهين آخرين عن أبي الدرداء، ف��رواه أب��و نعيم في الحلي��ة )

من طريق خلف بن حوشب عن أبي الدرداء، وفيه انقطاع بين خلف وأبي الدرداءكما قال الحافظ ابن حجر.

ورواه أب��و بك��ر بن المق��رئ في )فوائ��ده( من طري��ق كام��ل أبي العالء عن أبي صالح عن أبي الدرداء، فيما نقله الحافظ عنه، وقال: منقطع وكام��ل ض��عيف. فتح

(.102/ 5( وتغليق التعليق )528/ 10الباري ) وذكر شيخنا األلباني طرقه السابقة وقال: "لعله يتقوى به��ذه الط��رق، وبالجمل��ة، فالحديث ال أصل له مرفوعا، والغ��الب أن��ه ث��ابت موقوف��ا، والل��ه أعلم". سلس��لة

( 216( )383/ 1األحاديث الضعيفة ) قال الحاف�ظ: وإن قلوبن�ا )لتلعنهم( ك�ذا لألك�ثر ب�العين المهمل�ة والالم الس�اكنة 14

والنون، وللكشميهني بالقاف الساكنة قبل الالم المكسورة ثم تحتاني��ة س��اكنة من )القال( بكس��ر الق��اف مقص��ور وه��و البغض، وبه��ذه الرواي��ة ج��زم ابن ال��تين. فتح

(. قلت: أي )لتقليهم( وهي كذلك في رواية علي بن معبد فقط528/� 10الباري )سابقة الذكر، وكل الروايات األخرى )لتلعنهم(.

Page 7: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

في الكف��ر }إال أن تتق��وا منهم تق��اة{، إال أن تكون��وا في س��لطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الوالية بألسنتكم، وتض��مروا لهم العداوة، وال تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، وال تعينوهم

15على مسلم بفعل، كما حدثني... ".

ثم ذكر الطبري بأسانيده أق��وال كث��ير من الس��لف في اآلي��ة، كعب��د الله بن عباس ومجاه��د وعكرم��ة وأبي العالي��ة والض��حاك والس��دي

وغيرهم، والتي سبق ذكرها. وقال الطبري في موضع سابق وهو يوض��ح مع��نى كلم��تي )ال��ولي( و)من دون( وذلك في تفسيره لقول الله تع��الى في س��ورة البق��رة

ه من ولي وال نصير{ ]البقرة: [ ق��ال: "107}وما لكم من دون الل و"ال��ولي" معن��اه "فعي��ل" من ق��ول القائ��ل: "وليت أم��ر فالن"، إذام��ه. ومن ذل��ك قي��ل: "فالن ما به، فأنا أليه، فه��و ولي��ه وقي صرت قي ولي عه��د المس��لمين"، يعنى ب��ه: الق��ائم بم��ا عه��د إلي��ه من أم��ر

المسلمين. وقال:" وأما معنى قول��ه: )من دون الل��ه(، فإن��ه س��وى الل��ه، وبع��د

الله، ومنه قول أمية بن أبي الصلت: ي��ا نفس مال��ك دون الل��ه من واقي ... وم��ا على ح��دثان ال��دهر من

باقي يريد: مالك سوى الله وبعد الله من يقي��ك المك��اره. فمع��نى الكالم إذا: وليس لكم، أيها المؤمنون، بعد الله من قيم بأمركم، وال نص��ير

16فيؤيدكم ويقويكم، فيعينكم على أعدائكم".

��ك ى عن وقال ك��ذلك في تفس��ير ق��ول الل��ه ع��ز وج��ل: }ولن ترض��ه ه��و اله��دى تهم ق��ل إن ه��دى الل ��ع مل ب ى تت ارى حت ص�� اليه��ود وال النه من ذي جاءك من العلم م��ا ل��ك من الل بعت أهواءهم بعد ال ولئن ات

[ :" يع��ني ب��ذلك: ليس ل��ك ي��ا محم��د120ولي وال نصير{ ]البقرة: من ولي يلي أم��رك، وقيم يق��وم ب��ه، وال نص��ير، ينص��رك من الل��ه، فيدفع عنك ما ينزل بك من عقوبته، ويمنعك من ذلك، إن أح��ل ب��ك

17ذلك ربك".

ر المنافقين بأن لهم عذابا أليم��ا ) (138وقال في قوله تعالى: }بش��دهم ��اء من دون الم��ؤمنين أيبتغ��ون عن خذون الكافرين أولي ذين يت ال

ه جميعا ) ة لل ة فإن العز [: " يقول139،� 138({ ]النساء: 139العز الله لنبيه: يا محمد، بشر المنافقين ال��ذين يتخ��ذون أه��ل الكف��ر بي

(313/ 6تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 15(489/ 2تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 16(564/ 2تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 17

Page 8: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

واإللح���اد في دي���ني "أولي���اء"، يع���ني: أنص���ارا وأخالء، "من دون18المؤمنين"، يعني: من غير المؤمنين".

��اء بعض{ هم أولي ذين كف��روا بعض�� وق��ال في قول��ه تع��الى: }وال[73]األنفال:

: " المع��روف في كالم الع��رب من مع��نى "ال��ولي"، أن��ه النص��ير 19والمعين، أو: ابن العم والنسيب".

وق��ال ابن كث��ير في قول��ه: }إال أن تتق��وا منهم تق��اة{ أي: إال من خ��اف في بعض البل��دان أو األوق��ات من ش��رهم، فل��ه أن يتقيهم بظاهره ال بباطن��ه ونيت��ه، كم��ا حك��اه البخ��اري عن أبي ال��درداء أن��ه

21. 20قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم"

وقال ابن عطية: " واختل��ف العلم��اء في التقي��ة ممن تك�ون؟ وب��أي شيء تكون؟ وأي شيء ت��بيح؟ فأم��ا ال�ذي تك�ون من�ه التقي�ة فك�ل قادر غالب مك��ره يخ��اف من��ه، في��دخل في ذل��ك الكف��ار إذا غلب��وا، وجورة الرؤس��اء والس��البة وأه��ل الج��اه في الحواض��ر، ق��ال مال��ك رحمه الله: وزوج المرأة ق��د يك��ره، وأم��ا ب��أي ش��يء تك��ون التقي��ة وي��ترتب حكمه��ا ف��ذلك بخ��وف القت��ل وب��الخوف على الج��وارح وبالضرب بالسوط وبسائر التعذيب، فإذا فع��ل باإلنس��ان ش��يء من هذا أو خافه خوف��ا متمكن��ا فه��و مك��ره ول��ه حكم التقي��ة، والس��جن إكراه، والتقييد إكراه، والتهديد والوعيد إك��راه، وع��داوة أه�ل الج�اه الجورة تقية، وهذه كلها بحسب حال المكره وبحسب الشيء ال��ذي يك��ره علي��ه، فكم من الن��اس ليس الس��جن فيهم ب��إكراه، وك��ذلك الرجل العظيم يكره بالسجن والضرب غ��ير المتل��ف ليكف��ر فه��ذا ال تتص��ور تقيت��ه من جه��ة عظم الش��يء ال��ذي طلب من��ه، ومس��ائل اإلكراه هي من النوع الذي يدخله فقه الح��ال، وأم��ا أي ش��يء ت��بيح فاتفق العلماء على إباحته��ا لألق��وال باللس�ان من الكف��ر وم�ا دون��ه ومن بي��ع وهب��ة وطالق، وإطالق الق��ول به��ذا كل��ه، ومن م��داراة ومصانعة، وقال ابن مس��عود: م��ا من كالم ي��درأ ع��ني س��وطين من

. واختل��ف الن��اس في األفع��ال،22ذي س��لطان، إال كنت متكلم��ا به فق��ال جماع��ة من أه��ل العلم منهم الحس��ن ومكح��ول ومس��روق:

(319/ 9تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 18( 87/ 14 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 1913سبق تخريجه برقم 20(30/ 2تفسير ابن كثير ت سالمة ) 21( والط��براني في المعجم الكب��ير )33046 رواه ابن أبي ش��يبة في مص��نفه ) 22

( وفيه قصة، من طرق عن أبي حيان127/ 4( وأبو نعيم في حلية األولياء )8849 التيمي عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عب��د الل��ه بن مس��عود موقوف��ا، وذك��ره

(، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.17638الهيثمي في مجمع الزوائد )

Page 9: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

يفعل المكره كل ما حمل عليه مما ح��رم الل��ه فعل��ه وينجي نفس��ه بذلك، وقال مسروق: فإن لم يفع��ل ح��تى م��ات دخ��ل الن��ار، وق��ال كثير من أهل العلم منهم سحنون: بل إن لم يفعل ح��تى م��ات فه��و مأجور وتركه ذلك المباح أفض��ل من اس��تعماله، وروي أن عم��ر بن الخطاب قال في رجل يقال له، نهيت بن الح��ارث، أخذت��ه الف��رس أسيرا، فعرض عليه شرب الخمر وأك��ل الخ��نزير وه��دد بالن��ار، فلم يفعل فقذفوه فيها فبلغ ذلك عم��ر، فق��ال: وم��ا ك��ان على نهيت أن يأكل، وقال جمع كثير من العلماء التقي��ة إنم��ا هي مبيح��ة لألق��وال، فأما األفعال فال، روي ذلك عن ابن عباس والربيع والضحاك، وروي ذلك عن سحنون وقال الحسن في الرجل يق��ال ل��ه: اس��جد لص��نم وإال قتلناك، قال، إن كان الصنم مقابل القبلة فليسجد ويجع��ل نيت��ه لله، فإن كان إلى غير القبلة فال وإن قتلوه، ق��ال ابن ح��بيب: وه��ذا قول حسن. قال القاضي: وما يمنع��ه أن يجع��ل نيت��ه لل��ه وإن ك��انه{ ]البق��رة: وا فثم وج��ه الل لغير قبلة، وفي كت��اب الل��ه }فأينم��ا تول

[ وفي الش��رع إباح��ة التنف��ل للمس��افر إلى غ��ير القبل��ة، ه��ذه115 قواعد مسألة التقية، وأما تشعب مسائلها فكثير ال يقتض��ي اإليج��از

23جمعه".

ة« بفتح وقال ابن الجوزي:" قرأ يعقوب والمفضل عن عاص��م »تقي24التاء من غير ألف".

وقال: " والتقية رخصة، وليس��ت بعزيم��ة. ق��ال اإلم��ام أحم��د: وق��د قي��ل: إن عرض��ت على الس��يف تجيب؟ ق��ال: ال. وق��ال: إذا أج��اب

25العالم تقية، والجاهل بجهل، فمتى يتبين الحق؟ ".

وقال الشنقيطي في قوله تعالى }إال أن تتقوا منهم تقاة{: " فهذه اآلية الكريمة فيها بي��ان لك��ل اآلي��ات القاض��ية بمن��ع م��واالة الكف��ار مطلقا وإيضاح ; ألن محل ذلك في حالة االختيار، وأما عن��د الخ��وف والتقي��ة، ف��يرخص في م��واالتهم، بق��در الم��داراة ال��تي يكتفي به��ا

شرهم، ويشترط في ذلك سالمة الباطن من تلك المواالة: ومن يأتي األمور على اضطرار ... فليس كمثل آتيها اختيارا

ويفهم من ظواهر هذه اآلي��ات أن من ت��ولى الكف��ار عم��دا اختي��ارا، 26رغبة فيهم أنه كافر مثلهم".

وقال تعالى:

(420/ 1المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 23(272/ 1زاد المسير في علم التفسير ) 24(272/ 1زاد المسير في علم التفسير ) 25(413/ 1أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) 26

Page 10: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

�اال ودوا خذوا بطانة من دونكم ال يألونكم خب ذين آمنوا ال تت ها ال } ياأي��ر ق��د م قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكب ماعنت

���ون ) ���ات إن كنتم تعقل ا لكم اآلي ن ونهم وال118بي ( ه���اأنتم أوالء تحبا وإذا خل��وا ه وإذا لق��وكم ق��الوا آمن ��اب كل ��ون بالكت ونكم وتؤمن يحبه عليم ��وا بغيظكم إن الل ��ظ ق��ل موت وا عليكم األنام��ل من الغي عض��

دور ) ��ذات الص�� بكم119ب ؤهم وإن تص�� نة تس�� كم حس�� ( إن تمسس��ه يئا إن الل ��دهم ش�� كم كي قوا ال يضر ئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتت سي

[120 - 118({ ]آل عمران: 120بما يعملون محيط )��ا غالم��ا من عن أبي الدهقانة قال: قيل لعم��ر بن الخط��اب: إن ههنرانيا، ق��ال: ��ان نص�� ��ا، وك ��ه كاتب خذت ��و ات ��ا فل أهل الحيرة، حافظا كاتب

خذت إذا بطانة من دون المؤمنين«. 27فقال عمر: »قد ات

��ة خ��ذوا بطان ��وا ال تت ذين آمن ه��ا ال وعن مجاهد في قوله تع��الى: }ياأي من دونكم ال يألونكم خباال{، قال: في المنافقين من أه��ل المدين��ة.

28نهى الله عز وجل المؤمنين أن يتولوهم.

��ة من خذوا بطان ذين آمنوا ال تت ها ال وعن قتادة في قوله تعالى: }ياأي��اال{، ق��ال:" نهى الل��ه ع��ز وج��ل المؤم��نين أن دونكم ال يألونكم خب يس�����تدخلوا المن�����افقين، أو يؤاخ�����وهم، أو يتول�����وهم من دون

29المؤمنين".

وعن الحسن البصري في قوله تعالى: }ال يألونكم خباال{، قال: هم30المنافقون.

ذين ه��ا ال ى في قول��ه تع��الى: }ياأي ��دة معم��ر بن المثن وعن أبي عبي��ة(: خذوا بطانة من دونكم ال يألونكم خباال{، قال: )البطان آمنوا ال تت

31الدخالء من غيركم، )ال يألونكم خباال( أي: شر.

( وابن ش�بة25872( وابن أبي ش�يبة في مص�نفه )4038 رواه ابن أبي ح�اتم ) 27 ( والط��بري في327( والخالل في أحكام أهل الملل )694/�� 2في تاريخ المدينة )

( من طري�ق أبي حي�ان103/� 1(، وابن قتيبة في عيون األخبار )202/� 4التاريخ ) التيمي عن أبي الزنباع عن أبي الدهقان��ة ب��ه، وذك��ره حكمت بن بش��ير في كتاب��ه

(، وق��ال: رجال��ه ثق��ات وإس��ناده455/�� 1الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور )صحيح.

( من طريق842( وابن المنذر )4034( وابن أبي حاتم )7681رواه الطبري ) 28ابن أبي نجيح عن مجاهد.

( من طري��ق س��عيد بن أبي عروب��ة،844( وابن المن��ذر )7682رواه الط��بري ) 29( من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كالهما عن قتادة.4035وابن أبي حاتم )

( من طريق المبارك عن الحسن.845رواه ابن المنذر ) 30( عن علي بن عبد العزيز عن األثرم عنه.846رواه ابن المنذر ) 31

Page 11: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وقال ابن كثير:" يقول تبارك وتعالى ناهيا عباده المؤمنين عن اتخاذ المن��افقين بطان��ة، أي: يطلع��ونهم على س��رائرهم وم��ا يض��مرونه ألعدائهم، والمنافقون بجه��دهم وط��اقتهم ال ي��ألون المؤم��نين خب��اال أي: يس���عون في مخ���الفتهم وم���ا يض���رهم بك���ل ممكن، وبم���ا يس��تطيعونه من المك��ر والخديع��ة، وي��ودون م��ا يعنت المؤم��نين ويحرجهم ويشق عليهم. وقوله: }ال تتخ��ذوا بطان��ة من دونكم{ أي: من غيركم من أهل األديان، وبطانة الرجل: هم خاص��ة أهل��ه ال��ذين

يطلعون على داخل أمره. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أيوب بن محمد الوزان، حدثنا عيسى بن ي��ونس، عن أبي حي��ان ال��تيمي عن أبي الزنب��اع، عن ابن أبي الدهقانة قال: قيل لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إن هاهنا غالما من أهل الحيرة، حافظ كاتب، فل��و اتخذت��ه كاتب��ا؟ فق��ال: ق��د

32اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين .

ففي ه��ذا األث��ر م��ع ه��ذه اآلي��ة دالل��ة على أن أه��ل الذم��ة ال يج��وز استعمالهم في الكتابة، التي فيها استطالة على المس��لمين واطالع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى األع��داء من أه��ل

33الحرب؛ ولهذا قال تعالى: }ال يألونكم خباال ودوا ما عنتم{.

قال القرطبي:" وقدم أبو موسى األش��عري على عم��ر رض��ي الل��ه عنهما بحساب فرفعه إلى عمر فأعجبه، وجاء عمر كتاب فقال ألبي موسى: أين كاتبك يقرأ هذا الكتاب على الناس؟ فقال: إنه ال يدخل المسجد. فقال لم! أجنب هو؟ قال: إنه نصراني، ف��انتهره وق��ال: ال تدنهم وقد أقصاهم الله، وال تك�رمهم وق��د أه�انهم الل�ه، وال ت�أمنهم

، وعن عمر رضي الله عنه قال: ال تستعملوا أهل34وقد خونهم الله الكت��اب ف��إنهم يس��تحلون الرش��ا، واس��تعينوا على أم��وركم وعلى

، وقيل لعمر رض�ي الل�ه عن�ه:35رعيتكم بالذين يخشون الله تعالى إن هاهنا رجال من نص��ارى الح��يرة ال أح��د أكتب من��ه وال أخ��ط بقلم

فال36أفال يكتب عن��ك؟ فق��ال: ال اتخ��ذ بطان��ة من دون المؤم��نين. يجوز استكتاب أه�ل الذم��ة، وال غ�ير ذل��ك من تص��رفاتهم في ال��بيع والشراء واالستنابة إليهم. قلت – والكالم للقرط��بي -: وق��د انقلبت األحوال في هذه األزمان باتخاذ أهل الكت��اب كتب��ة وأمن��اء وتس�ودوا

37بذلك عند الجهلة األغبياء من الوالة واألمراء.

27 سبق تخريجه برقم 32(106/ 2تفسير ابن كثير ت سالمة ) 3354سيأتي تخريجه إن شاء الله برقم 34 لم أقف عليه3527سبق تخريجه برقم 36( 179/ 4تفسير القرطبي ) 37

Page 12: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وقال ابن الجوزي:" وفي معنى محبة المؤم��نين لهم أربع��ة أق��وال: أحدها: أنها الميل إليهم بالطباع، لموضع القرابة والرضاع والحل��ف، وهذا المعنى منقول عن ابن عب��اس. والث��اني: أنه��ا بمع�نى الرحم�ة لهم، لما يفعلون من المعاصي التي يقابله�ا الع��ذاب الش��ديد، وه��ذا المعنى منقول عن قتادة. والث��الث: أنه��ا لموض��ع إظه��ار المن��افقين اإليمان، روي عن أبي العالي��ة. والراب��ع: أنه��ا بمع��نى إرادة اإلس��المل، لهم، وهم يري��دون المس��لمين على الكف��ر، وه��ذا ق��ول المفض��

38والزجاج". ه يقتضي أن اآلي��ة في وقال ابن عطية:" وقوله وتؤمنون بالكتاب كل منافقي اليهود ال في منافقي العرب، ويعترضها أن من��افقي اليه��ود لم يحف��ظ عنهم أنهم ك��انوا يؤمن��ون في الظ��اهر إيمان��ا مطلق��ا ويكفرون في الباطن، كما كان المن��افقون من الع��رب يفعل��ون، إال ما روي من أمر زيد بن الصيت القينق��اعي فلم يب��ق إال أن ق��ولهم:ا معن��اه: ص�دقنا أن�ه ن�بي مبع�وث إليكم، أي فكون�وا على دينكم آمن ونحن أولياؤكم وإخوانكم وال نضمر لكم إال المودة، ولهذا كان بعض المؤمنين يتخذهم بطانة، وهذا منزع قد حف��ظ أن كث��يرا من اليه��ودا، كان يذهب إليه، وي��دل على ه��ذا التأوي��ل أن المع��ادل لق��ولهم آمن »عض األنامل من الغيظ«، وليس هو م��ا يقتض��ي االرت��داد كم��ا ه��وا معكم{ ياطينهم ق���الوا إن في قول���ه تع���الى: }وإذا خل���وا إلى ش���

39[، بل هو ما يقتضي البغض وعدم المودة". 14]البقرة:

بوا أتري��دون ه أركسهم بم��ا كس�� }فما لكم في المنافقين فئتين واللبيال ) ه فلن تج��د ل��ه س�� لل الل ه ومن يض�� ل الل (88أن ته��دوا من أض��

��اء خ��ذوا منهم أولي واء فال تت ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون س����وهم حيث وا فخ��ذوهم واقتل ه ف��إن تول بيل الل ى يه��اجروا في س�� حت

يرا ) ا وال نص�� خ��ذوا منهم ولي ،88({ ]النس��اء: 89وج��دتموهم وال تت89]

قال أبو جعف��ر الط��بري: " يع��ني ج��ل ثن��اؤه بقول��ه: }فم��ا لكم في المنافقين فئتين{، فما شأنكم أيها المؤمنون في أهل النفاق فئ��تين مختلفتين، }والله أركسهم بم��ا كس�بوا{، يع��ني ب��ذلك: والل��ه ردهم

(319/ 1زاد المسير في علم التفسير ) 38(497/ 1تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 39

Page 13: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

بي ذراريهم. إلى أحك���ام أه���ل الش���رك، في إباح���ة دم���ائهم وس���و"اإلركاس"، الرد، ومنه قول أمية بن أبي الصلت:

ورا، هم ... كانوا عصاة وقالوا اإلفك والز ار، إن فأركسوا في حميم الن يقال منه: "أركسهم" و "ركسهم"، وقد ذكر أنها في قراءة عبد اللهه ركسهم( ، بغير "ألف". واختلف أهل التأويل في الذين وأبي: )والل

40نزلت فيهم هذه اآلية".

ثم ذكر الطبري روايات عديدة في سبب نزولها، وك��ذلك فع��ل ابن أبي حاتم في تفسيره، وغيرهم من المفسرين، وأش��هر م��ا ذك��روه

ثالث روايات: األولى: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن زيد بن ثابت، "��اس ممن م خ��رج إلى أح��د، فرج��ع ن ل ��ه وس�� بي صلى الله علي أن النم فيهم ف��رقتين، بي صلى الله عليه وسل كان معه، فكان أصحاب الن��زلت }فم��ا لكم في هم: ال، فن هم: نقتلهم، وق��ال بعض�� ق��ال بعض��

ول الل��ه88المنافقين فئتين{ ]النس��اء: [، زاد البخ��اري: وق��ال رس��ار خبث ها طيبة تنفي الخبث كما تنفي الن م: »إن صلى الله عليه وسل

41الفضة«

وقال ابن كث��ير في تفس��يره بع��دما أورد ه��ذا الح��ديث:" وق��د ذك��ر محمد بن إسحاق بن يسار في وقع��ة أح��د أن عب��د الل��ه بن أبي بن سلول رجع يومئ��ذ بثلث الجيش، رج��ع بثالثمائ��ة وبقي الن��بي ص��لى

42الله عليه وسلم في سبعمائة".

حمن ��د ال��ر لمة بن عب الثانية: ما رواه أحمد في مس��نده عن أبي س����وا حمن بن ع��وف ، أن قوم��ا من الع��رب أت ��د ال��ر بن عوف، عن عب��اء ابهم وب لموا، وأص�� م المدينة فأس�� رسول الله صلى الله عليه وسلتقبلهم نف��ر من بالمدينة حماها فأركسوا، فخرجوا من المدينة، فاس��م - فق��الوا لهم: ل ��ه وس�� بي صلى الله علي أصحابه - يعني أصحاب الن ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتوينا المدينة. فق��الوا:��افقوا، وق��ال هم: ن وة؟ فق��ال بعض�� ول الل��ه أس�� أم��ا لكم في رس��: }فم��ا لكم بعضهم: لم ينافقوا، هم مسلمون، فأنزل الله عز وج��ل

[.88في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا{ اآلية ]النساء: 43

(8/ 8( و)7/ 8تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 40(2776( وصحيح مسلم )4589صحيح البخاري ) 41(371/ 2تفسير ابن كثير ت سالمة ) 42 (، ق�ال الهيثمي: رواه أحم�د وفي�ه ابن إس�حاق1667مسند أحمد ط الرسالة ) 43

(7/ 7وهو مدلس، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد )(610/ 2وقال السيوطي: سنده فيه انقطاع. الدر المنثور في التفسير بالمأثور )

Page 14: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

الثالثة: عن مجاهد في قوله تعالى:}فما لكم في المنافقين فئتين{��ة88]النساء: ى ق��دموا المدين ة حت [ قال: " هم قوم خرجوا من مك

لى بي ص� تأذنوا الن ��ك، فاس�� هم يهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذل يزعمون أنجرون فيه��ا ، ف��اختلف ة ليأتوا ببضائع لهم يت م إلى مك ه عليه وسل اللهم: هم ��ون، وق��ال بعض�� هم: هم مؤمن ��ون، فق��ال بعض�� فيهم المؤمن��الهم، فج��اءوا ه ع��ز وج��ل ح��الهم، وأم��ر بقت ن الل ��افقون، فبي منلى بي ص�� ببضائعهم يريدون هالل بن عويمر األسلمي، وبينه وبين النذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو م حلف، وهو ال الله عليه وسللى بي ص�� هم يؤمون هالال، وبينه وبين الن يقاتل قومه , فدفع عنهم بأن

م عهد ". 44الله عليه وسل

قال الط��بري:" وأولى ه��ذه األق��وال بالص��واب في ذل��ك، ق��ول من قال: نزلت هذه اآلية في اختالف أص��حاب رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه عليه وسلم في قوم كانوا ارتدوا عن اإلسالم بعد إسالمهم من أهل مكة. وإنما قلنا ذل��ك أولى بالص��واب، ألن اختالف أه��ل التأوي��ل في ذلك إنما هو على قولين: أح��دهما: أنهم ق��وم ك��انوا من أه��ل مك��ة، على ما قد ذكرنا الرواي��ة عنهم. واآلخ��ر: أنهم ق��وم ك��انوا من أه��ل المدينة، وفي قول الله تعالى ذكره: } فال تتخذوا منهم أولياء ح��تى يهاجروا{، أوضح الدليل على أنهم كانوا من غ��ير أه�ل المدين��ة. ألن الهجرة كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وس��لم إلى داره ومدينت��ه من س��ائر أرض الكف��ر. فأم��ا من ك��ان بالمدين��ة في دار الهجرة مقيما من المنافقين وأه��ل الش��رك، فلم يكن علي��ه ف��رض

45هجرة، ألنه في دار الهجرة كان وطنه ومقامه".

وقال ابن عطي��ة: " وك��ل من ق��ال في ه��ذه اآلي��ة: إنه��ا فيمن ك��انى يهاجروا{، لكنهم يخرجون المهاجرة بالمدينة يرد عليه قوله: }حت إلى هجر ما نهى الله عنه، وترك الخالف والنف��اق، كم��ا ق��ال ص��لى

47. 46الله عليه وسلم :" والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"

وقال محققو ط. الرسالة: إسناده ضعيف، محمد بن إس��حاق م��دلس وق��د عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، إال أن أبا س��لمة لم يس��مع من أبي��ه. وق��د رواه

( من وجه آخر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرس��ال، ليس5742ابن أبي حاتم ) (: س��نده443/�� 1فيه عن أبيه، وقال ص��احب " االس��تيعاب في بي��ان األس��باب " )

ضعيف؛ إلرساله، وجهالة أحد رواته وهو إسماعيل بن عبيد الله أبو س�فيان. وق�الابن أبي حاتم عقبه: وروى عن الزهري والسدي نحو ذلك.

( من2083( وابن المن��ذر )5744( وابن أبي ح��اتم )10052رواه الط��بري ) 44طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.

(13/ 8تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 45( من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما10 رواه البخاري في صحيحه )46(88/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 47

Page 15: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وقال القاسمي:" يظهر لي أن األقرب في سبب نزول هذه اآلي��ات رواي��ة عب��د ال��رحمن بن ع��وف. كم��ا ي��دل علي��ه س��بر ه��ذه اآلي��ات وتدبرها بصادق النظر واإلمعان. وقول السيوطي: في إسناد رواي��ة عبد ال��رحمن بن ع��وف عن��د أحم��د ت��دليس وانقط��اع. ال يق��دح في إصابتها كبد الحقيقة. ألنها وجدت فيها قرينة تلحقه��ا ب��المقبول وه��و موافقتها أللفاظ اآلية بال تكلف. وحينئذ فقول زيد بن ثابت: فنزلت، فيما تقدم، بمعنى أنها تشمل ما وقع من المنخ��زلين عن أح��د، وم��ا ج��رى من اختالف المؤم��نين في ش��أنهم، ال أن م��ا وق��ع ك��ان س��ببا لنزولها. واستعمال النزول ب��ذلك مع�روف كم��ا بين��اه في المقدم�ة.ى يهاجروا{. إذ لم تطلب المهاجرة إال وإال ألشكل قوله تعالى: }حت من النائين عن المدينة. وأولئك، أعني الذين انخزلوا عن المسلمين في أحد، كانوا بها. فيحتاج إلى جعل المهاجرة بمعنى خ��روجهم م��ع رسول الله صلى الله عليه وس��لم والمؤم��نين، ص��ابرين محتس��بين مخلص��ين. كم��ا قال�ه بعض المفس�رين. وه��ذا المع��نى لم يش�ع في��وهم حيث المهاجرة. وألش��كل أيض��ا قول��ه تع��الى: }فخ��ذوهم واقتل وجدتموهم{. فإنه يفيد بأنهم ليسوا من منافقي أهل المدين��ة. وإن��ه يتوق���ع الظف���ر بهم. وإال فمنافقوه���ا بين ظه���رانيهم ليال ونه���ارا. فالظاهر في هذا المقام رواية ابن عوف. وفي آخ��ر رواي��ة زي��د م��ا يشعر بها حيث ق��ال: إنه��ا طيب��ة وإنه��ا تنفي الخبث، إش��ارة إلى أن

48 المدينة نفت هؤالء الذين نزحوا عنها بعد إسالمهم. والله أعلم".

��أن لهم ع��ذابا أليم��ا ) ��افقين ب ر المن ذين138وقال تع��الى: }بش�� ( الة ��دهم الع��ز خذون الكافرين أولياء من دون الم��ؤمنين أيبتغ��ون عن يت

ه جميعا ) ة لل [139، 138({ ]النساء: 139فإن العز قال شيخ اإلسالم ابن تيمي��ة: " وال يش��ير على ولي المس��لمين بم��ا في��ه إظه��ار ش��عائرهم – أي النص��ارى - في بالد اإلس��الم، أو تقوي��ة أمرهم بوجه من الوجوه، إال رجل منافق، يظهر اإلسالم، وه��و منهم

،49في الباطن، أو رجل ل�ه غ�رض فاس�د، مث�ل أن يكون�وا برطل�وه ودخلوا علي��ه برغب��ة، أو رهب��ة، أو رج��ل جاه��ل في غاي��ة الجه��ل، ال يعرف السياسة الش��رعية اإللهي��ة ال��تي تنص��ر س��لطان المس��لمين على أعدائه، وأعداء ال��دين. وإال فمن ك��ان عارف��ا ناص��حا ل��ه أش��ار عليه بما يوجب نصره، وثباته، وتأيي��ده، واجتم��اع قل��وب المس��لمين عليه، وفتحهم له، ودع��اء الن��اس ل��ه في مش��ارق األرض ومغاربه��ا.

( باختصار252/ 3تفسير القاسمي = محاسن التأويل ) 48 ق�ال محق�ق الكت�اب: )برطل�وه( أي رش�وه , وانظ�ر م�ادة برط�ل من الق�اموس 49

وش��رحه , وه��ذه الكلم��ة ال ت��زال تس��تعمل في بعض الجه��ات على ه��ذا المع��نىونحوه.

Page 16: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وهذا كله إنم��ا يك��ون ب��إعزاز دين الل��ه، وإظه��ار كلم��ة الل��ه، وإذاللأعداء الله تعالى.

وليعتبر المعتبر بسيرة نور الدين، وص��الح ال��دين، ثم الع��ادل، كي��ف مكنهم الله، وأيدهم، وفتح لهم البالد، وأذل لهم األعداء، لم��ا ق��اموا

من ذلك بما قاموا به؟!50وليعتبر بسيرة من والى النصارى؛ كيف أذله الله، وكبته؟!.

وقال تبارك وتعالى:الة ه وه��و خ��ادعهم وإذا ق��اموا إلى الص�� }إن المنافقين يخادعون الل

ه إال قليال ) ���ذكرون الل اس وال ي ���راءون الن الى ي (142ق���اموا كس���ه فلن لل الل مذبذبين بين ذلك ال إلى ه��ؤالء وال إلى ه��ؤالء ومن يض��

خذوا الكافرين أولياء من143تجد له سبيال ) ذين آمنوا ال تت ها ال ( ياأي��ا ) لطانا مبين ه عليكم س�� ��وا لل (144دون المؤمنين أتريدون أن تجعل

يرا ) ار ولن تج��د لهم نص�� فل من الن ��افقين في ال��درك األس�� إن المنه145 وا دينهم لل ه وأخلص�� موا بالل لحوا واعتص�� ذين تابوا وأص�� ( إال ال

ه الم��ؤمنين أج��را عظيم��ا ) ��ؤت الل وف ي فأولئك م��ع الم��ؤمنين وس��اكرا146 ه ش�� ��ان الل كرتم وآمنتم وك ه بع��ذابكم إن ش�� ( ما يفع��ل الل

[147 - 142({ ]النساء: 147عليما ) روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عب��اس رض��ي الل��ه عنهم��ا،��ا{، ق��ال: ك��ل س��لطان في الق��رآن لطانا مبين في قوله تعالى: }س��

51حجة. قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاه��د، وس��عيد بن جب��ير، وعكرم��ة،

ومحمد بن كعب والضحاك والسدي، والنضر بن عربي مثل ذلك.

ق��ال أب��و جعف��ر الط��بري: وه��ذا نهي من الل��ه عب��اده المؤم��نين أن يتخلقوا بأخالق المنافقين، الذين يتخذون الك��افرين أولي��اء من دون المؤم��نين، فيكون��وا مثلهم في رك��وب م��ا نه��اهم عن��ه من م��واالة

52 أعدائه.

وق��ال: } أتري��دون{، أيه��ا المتخ��ذون الك��افرين أولي��اء من دون المؤم��نين ممن ق��د آمن بي وبرس��ولي، }أن تجعل��وا لل��ه عليكم��ا{، يق��ول: حج��ة، باتخ��اذكم الك��افرين أولي��اء من دون س��لطانا مبين المؤمنين، فتستوجبوا منه ما استوجبه أهل النفاق الذين وصف لكم

(127مسألة في الكنائس، ط. العبيكان )ص: 50 ( من طري��ق ابن عيين��ة عن عم��رو بن دين��ار عن6151رواه ابن أبي ح��اتم ) 51

عكرمة عن ابن عباس، ونقله عنه الحاف��ظ ابن كث��ير، وق��ال: ه��ذا إس��ناد ص��حيح.(441/ 2تفسير ابن كثير ت سالمة )

(336/ 9تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 52

Page 17: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

��ا{، يع��ني: ي��بين عن ص��حتها صفتهم، وأخبركم بمحلهم عنده، }مبينض��وا لغض��ب الل��ه، بإيج��ابكم الحج��ة على وحقيقته��ا. يق��ول: ال تعر أنفسكم في تقدمكم على ما نهاكم ربكم من م��واالة أعدائ��ه وأه��ل

53الكفر به".

وقال عز وجل:��اء هم أولي ��اء بعض�� صارى أولي خذوا اليهود والن ذين آمنوا ال تت ها ال }ياأيه ال يهدي الق��وم الظالمين ه منهم إن الل هم منكم فإن بعض ومن يتول

ارعون فيهم يقول���ون51) ���وبهم م���رض يس�� ذين في قل ���رى ال ( فته أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الل

��ادمين ) هم ن وا في أنفس�� ر ( ويق��ول الذين52فيصبحوا على م��ا أس��هم لمعكم حبطت ه جه��د أيم��انهم إن موا بالل ذين أقس�� آمنوا أه��ؤالء ال

��د منكم53أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) ��وا من يرت ذين آمن ه��ا ال ( ياأية على الم��ؤمنين ونه أذل هم ويحب ه بقوم يحب عن دينه فسوف يأتي الل ه وال يخافون لوم��ة الئم ة على الكافرين يجاهدون في سبيل الل أعز

ع عليم ) ه واس�� اء والل ه يؤتيه من يش�� كم54ذلك فضل الل م��ا ولي ( إنكاة وهم ذين يقيمون الصالة ويؤتون الز ذين آمنوا ال ه ورسوله وال الل

ه55راكعون ) ذين آمنوا ف��إن ح��زب الل ه ورسوله وال ( ومن يتول اللخ��ذوا دينكم56هم الغالبون ) ذين ات خ��ذوا ال ��وا ال تت ذين آمن ها ال ( ياأي

ق��وا ��اء وات ذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولي هزوا ولعبا من اله إن كنتم مؤمنين ) [57 - 51({ ]المائدة: 57الل

عن عياض األشعري، أن أبا موسى األشعري رض��ي الل��ه عن��ه وف��د إلى عم��ر بن الخط��اب رض��ي الل��ه عن��ه، ومع��ه ك��اتب نص��راني , ف��أعجب عم��ر رض��ي الل��ه عن��ه م��ا رأى من حفظ��ه، فق��ال: " ق��ل لكاتب��ك يق��رأ لن��ا كتاب��ا في المس��جد ج��اء من الش��ام " فق��ال أب��و موسى: إنه ال يستطيع أن يدخل المسجد، فق��ال عم��ر: أجنب ه��و؟

وقال: ما ل��ك؟،قال: ال، بل نصراني. قال: فانتهرني وضرب فخذيذين ه�ا ال قاتلك الله! أم�ا س�معت الل�ه تب�ارك وتع�الى، يق�ول: }ياأي��اء بعض ومن هم أولي ��اء بعض�� ارى أولي ص�� خ��ذوا اليه��ود والن آمنوا ال تته منهم{؟ أال اتخ��ذت حنيف��ا؟ ق��ال: قلت: ي��ا أم��ير هم منكم فإن ��ول يت المؤمنين، لي كتابته وله دينه، فقال عمر: ال أكرمهم إذ أهانهم الله، وال أع��زهم إذ أذلهم، وال أدنيهم إذ أقص��اهم الل��ه. وفي رواي��ة: " ال تكرموهم إذ أهانهم الله، وال تدنوهم إذ أقص��اهم الل��ه، وال ت��أتمنوهم

54إذ خونهم الله عز وجل ".

(336/ 9تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 53 ( وال�بيهقي328( والخالل في أحك�ام أه�ل المل�ل )6510 رواه ابن أبي ح�اتم ) 54

��ر8939( وفي ش��عب اإليم��ان )20409( و)18727في السنن الكبرى ) ( وابن زب

Page 18: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وعن محمد بن سيرين، قال: قال عبد الل��ه بن عتب��ة: ليت��ق أح��دكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو ال يش��عر، ق��ال محم��د: فظنن��اه أن��ه��اء ارى أولي ص�� خذوا اليهود والن ذين آمنوا ال تت ها ال يريد هذه اآلية }ياأي

ه منهم{. هم منكم فإن 55بعضهم أولياء بعض ومن يتول

وعن هارون بن إبراهيم قال: سئل ابن سيرين عن رج��ل ي��بيع دارهخ�ذوا اليه�ود من نصارى يتخذونها بيعة، ق��ال: فتال ه�ذه اآلي��ة: }ال تت

صارى أولياء{. 56والن

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: أما بعد، فإنه بلغ��ني أن في عملك كاتبا نصرانيا يتصرف في مص��الح اإلس��الم، والل��ه تع��الى��ا خذوا دينكم ه��زوا ولعب ذين ات خذوا ال ذين آمنوا ال تت ها ال يقول: }ياأيه إن ق��وا الل ��اء وات ��اب من قبلكم والكفار أولي ��وا الكت ذين أوت من ال كنتم مؤمنين{، فإذا أتاك كتابي ه��ذا ف��ادع حس��ان بن زي��د - يع��ني: ذلك الكاتب - إلى اإلسالم، فإن أسلم فهو من��ا ونحن من��ه، وإن أبى فال تستعن به وال تتخ��ذ أح��دا على غ��ير دين اإلس��الم في ش��يء من

57مصالح المسلمين، فأسلم حسان وحسن إسالمه.

��وا ذين آمن ه��ا ال قال الطبري: القول في تأويل قوله عز ذكره: }يا أيصارى أولياء بعضهم أولياء بعض{: اختلف أه��ل خذوا اليهود والن ال تت التأوي��ل في المع��ني به��ذه اآلي��ة، وإن ك��ان م��أمورا ب��ذلك جمي��ع المؤمنين. فقال بعضهم: عنى بذلك عبادة بن الص��امت، وعب��د الل��ه بن أبي ابن سلول، في براءة عبادة من حلف اليه��ود، وفي تمس��ك

( وعب��د الل��ه بن46( ولوين في جزء من حديثه )24الربعى في شروط النصارى )مي في جزء من حديثه، ضمن مجموع فيه مص��نفات أبي الحس�ن ابن أيوب المخر

)342الحمامي وأجزاء حديثية أخرى ) (، من ط��رق عن س��ماك بن ح��رب عن9(� عياض األشعري به، وهذا المتن من مجموع الروايات، وتابع سماك بن حرب يزي��د

(. وأورد شيخ102/ 1بن أبي زياد عن عياض به، عند ابن قتيبة في عيون األخبار ) (، وق��ال:184/�� 1اإلسالم ابن تيمية رواية الخالل في اقتضاء الصراط المستقيم )

إسناده صحيح. (،2630( )255/ 8وحسن إسناد هذا األثر كذلك شيخنا األلباني في إرواء الغليل )

وحسنه أيض��ا أب��و عب��د الل��ه ال��داني بن من��ير آل زه��وي في كتاب��ه سلس��لة اآلث��ار(606( )283/ 2الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين )

(1603( من طريق ابن عون، والخالل في السنة )6511رواه ابن أبي حاتم ) 55من طريق سعيد بن عبد الرحمن، كالهما عن ابن سيرين به،

وعبد الله بن عتبة بن مسعود هو فقيه الكوفة ومفتيها وقاضيها، أدرك النبي صلى(269/ 15الله عليه وسلم ورآه. تهذيب الكمال في أسماء الرجال )

(12165رواه الطبري ) 56(459/ 1أحكام أهل الذمة ) نقله عنه ابن القيم في 57

Page 19: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

عبد الله بن أبي ابن سلول بحلف اليهود، بعد م��ا ظه��رت ع��داوتهم لله ولرسوله صلى الل��ه علي��ه وس��لم، وأخ��بره الل��ه أن��ه إذا ت��والهم��براءتهم وتمسك بحلفهم، أنه منهم في براءت��ه من الل��ه ورس��وله ك

58منهما.

ثم ذكر الطبري ثالث روايات مرسلة، عن عطي��ة بن س��عد الع��وفي ، تفي��د ه��ذا59والزه��ري و عب��ادة بن الولي��د بن عب��ادة بن الص��امت

القول ثم قال الطبري: " وقال آخرون: بل عني بذلك ق��وم من المؤم��نين كانوا هموا حين نالهم بأحد من أعدائهم من المشركين ما ن��الهم أن

، فنه�اهم الل�ه عن ذل�ك، وأعلمهم أن من60يأخذوا من اليهود عصما61فعل ذلك منهم فهو منهم".

تفيد هذا القول62ثم ذكر الطبري رواية عن السدي

ثم قال الطبري: " وقال آخرون: بل ع��ني ب��ذلك أب��و لباب��ة بن عب��د63المنذر، في إعالمه بني قريظة إذ رضوا بحكم سعد أنه الذبح".

ما يفيد هذا64ثم روى عن عكرمة ثم قال: " والص��واب من الق��ول في ذل��ك عن��دنا أن يق��ال: إن الل��ه تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أه��ل اإليم��ان بالل��ه ورس��وله، وأخ��بر أن��ه من اتخ��ذهما من دون الل��ه ورس��وله والمؤم��نين، فإن��ه منهم نصيرا وحليف��ا ووليب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الل��ه ورس��وله في التحز منه بريئ��ان. وق��د يج��وز أن تك��ون اآلي��ة ن��زلت في ش��أن عب��ادة بن

(395/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 58 ( عن عطي�ة بن س�عد الع�وفي مرس�ال ، ورجال�ه ثق�ات12156 رواها الط�بري ) 59

( عن الزهري مرسال ، وراويها عن الزه��ري ه��و12157غير عطية ففيه ضعف، و) ابن( و12158عثمان بن عبد الرحمن بن عمر بن سعد وه��و م��تروك، والط��بري )

من طريق ابن إسحاق قال، حدثني والدي إس��حاق بن يس��ار،(�� 6506أبي حاتم )عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت مرسال.

(:99/ 3وقال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) وأخرج ابن مردويه من طريق عب��ادة بن الولي��د عن أبي��ه عن ج��ده عن عب��ادة بن الصامت قال: في نزلت هذه اآلية حين أتيت رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم ف��برأت إلي��ه من حل��ف اليه��ود وظ��اهرت رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم

والمسلمين عليهم. "العص�م" جم�ع "عص�مة": وهي قال محم�ود ش�اكر في حاش�يته على الط�بري: 60

الحبال والعهود، تعصمهم وتمنعهم من الضياع.(397/ 10 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر )61( عن السدي مرسال6507( وابن أبي حاتم )12159رواها الطبري ) 62(398/ 10 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 63( من طريق ابن جريج عن عكرمة مرسال12160رواها الطبري ) 64

Page 20: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

الصامت وعبد الله بن أبي ابن سلول وحلفائهما من اليهود، ويج��وز أن تكون نزلت في أبي لبابة بسبب فعله في ب��ني قريظ��ة، ويج��وزجلين الل��ذين ذك��ر الس��دي أن أح��دهما أن تكون نزلت في شأن الر هم باللح��اق ب��ذلك اليه��ودي، واآلخ��ر بنص��راني بالش��أم، ولم يص��ح بواحد من هذه األقوال الثالثة خبر تثبت بمثله حجة، فيسلم لص��حته القول بأنه كما قيل. فإذ كان ذلك كذلك، فالصواب أن يحكم لظاهر، ويجوز ما قال��ه أه��ل التأوي��ل في��ه من التنزيل بالعموم على ما عم القول الذي ال علم عندنا بخالفه. غير أنه ال شك أن اآلية ن��زلت في من��افق ك��ان ي��والي يه��ودا أو نص��ارى خوف��ا على نفس��ه من دوائ��ر��رى الدهر، ألن اآلية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذل��ك قول��ه: }فتيبنا ى أن تص�� ذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخش�� ال

دائرة{ اآلية. وأما قوله: }بعضهم أولياء بعض{، فإنه عنى بذلك: أن بعض اليه��ود أنص���ار بعض���هم على المؤم���نين، وي���د واح���دة على جميعهم، وأن النصارى كذلك، بعضهم أنصار بعض على من خ��الف دينهم وملتهم،ا، فإنما فا بذلك عباده المؤمنين: أن من كان لهم أو لبعضهم ولي معر هو وليهم على من خالف ملتهم ودينهم من المؤم��نين، كم��ا اليه��ود والنصارى لهم حرب. فقال تعالى ذكره للمؤمنين: فكونوا أنتم أيضا بعضكم أولياء بعض، ولليهودي والنصراني حربا كما هم لكم ح��رب، وبعض��هم لبعض أولي��اء، ألن من واالهم فق��د أظه��ر أله��ل اإليم��ان

65الحرب، ومنهم البراءة، وأبان قطع واليتهم.

هم ��ول ثم ذكر الطبري القول في تأوي��ل قول��ه ع��ز ذك��ره: }ومن يته منهم{، ق��ال: يع��ني تع��الى ذك��ره بقول��ه: }ومن يت��ولهم منكم فإن منكم فإنه منهم{، ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين، فإن��ه منهم. يقول: فإن من توالهم ونصرهم على المؤمنين، فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه ال يتولى متول أحدا إال وه��و ب��ه وبدين��ه وم��ا ه�وخطه، عليه راض. وإذا رضيه ورضي دينه، فقد عادى م�ا خالف�ه وس�

66وصار حكمه حكمه.

ه ال يه���دي الق���وم ثم ق���ال: الق���ول في تأوي���ل قول���ه: }إن الل الظالمين{، يع��ني تع��الى ذك��ره ب��ذلك: إن الل��ه ال يوفق من وض��ع الوالية في غير موضعها، فوالى اليهود والنصارى، مع عداوتهم الل��ه��را ونص��يرا، ألن ورسوله والمؤمنين، على المؤمنين، وكان لهم ظهي من توالهم فه��و لل��ه ولرس��وله وللمؤم��نين ح��رب. وق��د بين��ا مع��نى

(398/ 10 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 65(400/ 10 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 66

Page 21: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

"الظلم" في غير هذا الموضع، وأنه وضع الشيء في غ��ير موض��عه،67بما أغنى عن إعادته.

��وبهم م��رض ذين في قل ��رى ال ثم قال: القول في تأوي��ل قول��ه: }فتيبنا دائرة{: والص��واب من ى أن تص�� ارعون فيهم يقول��ون نخش�� يس�� القول في ذلك عندنا أن يقال: إن ذلك من الله خ��بر عن ن��اس منون المؤم��نين، المن��افقين ك��انوا يوال��ون اليه��ود والنص��ارى ويغش�� ويقولون: نخشى أن تدور دوائر، إما لليه��ود والنص��ارى، وإم��ا أله��ل الشرك من عب��دة األوث��ان، أو غ��يرهم على أه��ل اإلس��الم، أو ت��نزل

بهؤالء المنافقين نازلة، فيكون بنا إليهم حاجة. وقد يجوز أن يكون ذلك كان من قول عب��د الل��ه بن أبي، ويج�وز أن

يكون كان من قول غيره، غير أنه ال شك أنه من قول المنافقين. فتأويل الكالم إذا: فترى، يا محمد، الذين في قل��وبهم ش��ك وم��رض إيم��ان بنبوت��ك وتص��ديق م��ا جئتهم ب��ه من عن��د رب��ك }يس��ارعون فيهم{، يع��ني في اليه��ود والنص��ارى، ويع��ني بمس��ارعتهم فيهم: مسارعتهم في م��واالتهم ومص��انعتهم }يقول��ون نخش��ى أن تص��يبنا دائرة{، يقول هؤالء المنافقون: إنما نسارع في مواالة هؤالء اليهود والنص���ارى، خوف���ا من دائ���رة ت���دور علين���ا من ع���دونا. ويع���ني

ب"الدائرة"، الدولة، كما قال الراجز: ترد عنك القدر المقدورا ... ودائرات الدهر أن تدورا

يع��ني: أن ت��دول لل��دهر دول��ة، فنحت��اج إلى نص��رتهم إيان��ا، فنحن نواليهم لذلك. فقال الله تع��الى ذك��ره لهم: }فعس��ى الل��ه أن ي��أتيوا في أنفس��هم ب��الفتح أو أم��ر من عن��ده فيص��بحوا على م��ا أس��ر

68نادمين{.

ه أن يأتي بالفتح أو أمر ثم قال: القول في تأويل قوله: }فعسى اللوا في أنفسهم نادمين{ يعني تعالى من عنده فيصبحوا على ما أسر ذكره بقوله: }فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده{، فلع��ل الله أن يأتي ب��الفتح، و"الفتح" في، كالم الع��رب، ه��و القض��اء، كم��ا��ا نا افتح بيننا وبين قومن قال قتادة، ومنه قول الله تعالى ذكره: }رب

[، وق��د يج��وز أن يك��ون89بالحق وأنت خير الفاتحين{ ]األع��راف: ذلك القضاء ال��ذي وع��د الل��ه نبي��ه محم��دا ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم بقوله: }فعسى الله أن يأتي بالفتح{ فتح، مكة، ألن ذل��ك ك��ان منرا عظيم قضاء الله، وفصل حكمه بين أه��ل اإليم��ان والكف��ر، ومق��ر عند أهل الكفر والنفاق، أن الله معلي كلمته وموهن كيد الكافرين. وقد يحتمل أن يكون "األمر" الذي وعد الله نبيه محمدا ص��لى الل��ه

(402/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 67(404/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 68

Page 22: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

عليه وسلم أن يأتي به هو الجزية، ويحتمل أن يكون غيرها. غير أنه أي ذلك كان، فهو مما في��ه إدال��ة المؤم��نين على أه��ل الكف��ر بالل��ههم. وذل��ك أن الل��ه تع��الى وبرسوله، ومما يسوء المنافقين وال يسروا ذكره قد أخبر عنهم أن ذلك األمر إذا جاء، أص��بحوا على م��ا أس��ر

في أنفسهم نادمين.وا في أنفس��هم ن��ادمين{، فإن��ه وأما قوله: }فيصبحوا على ما أس��ر يعني هؤالء المنافقين الذين كانوا يوال��ون اليه��ود والنص��ارى. يق��ول��ديل ب��ه المؤم��نين تعالى ذكره: لعل الله أن ي��أتي ب��أمر من عن��ده ي على الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الكفر، فيصبحوا في أنفس��هم من مخال��ة اليه��ود ه��ؤالء المن��افقون على م��ا أس��ر والنصارى ومودتهم، وبغضة المؤمنين ومحادتهم، "نادمين". فتأوي��لوا في أنفس��هم ن��ادمين، ويق��ول الكالم: فيص��بحوا على م��ا أس��ر��ذبا إنهم المؤمنون: أه��ؤالء ال��ذين حلف��وا لن��ا بالل��ه جه��د أيم��انهم ك لمعنا؟ يق�ول الل�ه تع�الى ذك��ره، مخ�برا عن ح��الهم عن��ده بنف��اقهم وخبث أعم��الهم: }حبطت أعم��الهم{، يق��ول: ذهبت أعم��الهم ال��تي عملوها في الدنيا باطال ال ثواب لها وال أجر، ألنهم عملوها على غ�ير يقين منهم بأنها عليهم لله فرض واجب، وال على صحة إيمان بالل��ه ورسوله، وإنما كانوا يعملونه��ا لي��دفعوا المؤم��نين به��ا عن أنفس��هم وأموالهم وذراريهم، فأحب��ط الل��ه أجره��ا، إذ لم تكن ل��ه }فأص��بحوا خاسرين{، يقول: فأص��بح ه�ؤالء المن��افقون، عن�د مجيء أم��ر الل��ه بإدالة المؤم��نين على أه��ل الكف��ر، ق��د وكس��وا في ش��رائهم ال��دنيا

69باآلخرة، وخابت صفقتهم، وهلكوا.

��وا من ذين آمن ه��ا ال ��ا أي ثم قال الطبري: القول في تأوي��ل قول��ه: }ي��ه{ يق��ول ون هم ويحب ه بقوم يحب يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الل تعالى ذكره للمؤمنين بالله وبرسوله: }ي��ا أيه��ا ال��ذين آمن��وا{، أي:هم محم��د ص��لى الل��ه وا بما جاءهم به ن��بي صدقوا لله ورسوله، وأقر عليه وسلم }من يرتد منكم عن دينه{، يقول: من يرج��ع منكم عن دينه الحق الذي هو عليه اليوم، فيبدل�ه ويغ�يره بدخول�ه في الكف�ر، إما في اليهودية أو النصرانية أو غ��ير ذل��ك من ص��نوف الكف��ر، فلن يضر الله شيئا، وسيأتي الله بق��وم يحبهم ويحبون��ه، يق��ول: فس��وف يجيء الل��ه ب��دال منهم، المؤم��نين ال��ذين لم يب��دلوا ولم يغ��يروا ولم يرت��دوا، بق��وم خ��ير من ال��ذين ارت��دوا واب��دلوا دينهم، يحبهم الل��ه ويحبون الله. وكان ه��ذا الوعي��د من الل��ه لمن س��بق في علم��ه أن��ه سيرتد بعد وفاة نبيه محمد صلى الل��ه علي��ه وس��لم. وك��ذلك وع��ده من وعد من المؤمنين ما وع��ده في ه�ذه اآلي��ة، لمن س��بق ل��ه في

(405/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 69

Page 23: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ه ص�لى علمه أنه ال يبدل وال يغير دينه، وال يرتد. فلم��ا قبض الل�ه نبي الله عليه وس��لم، ارت��د أق��وام من أه��ل ال��وبر، وبعض أه��ل الم��در، فأب��دل الل��ه المؤم��نين بخ��ير منهم كم��ا ق��ال تع��الى ذك��ره، ووفى

70للمؤمنين بوعده، وأنفذ فيمن ارتد منهم وعيده.

ة على ة على الم��ؤمنين أع��ز ثم قال: الق��ول في تأوي��ل قول��ه: }أذل الكافرين{ يعني تعالى ذك��ره بقول��ه: "أذل��ة على المؤم��نين"، أرقاء عليهم، رحماء بهم، من قول القائل: "ذل فالن لفالن". إذا خضع ل��ه واس��تكان. ويع��ني بقول��ه: "أع��زة على الك��افرين"، أش��داء عليهم، غلظاء بهم، من قول القائل: "قد عزني فالن"، إذا أظهر الع��زة من

71نفسه له، وأبدى له الجفوة والغلظة.

ذين وله وال ه ورس�� كم الل م��ا ولي ثم قال: القول في تأوي��ل قول��ه: }إن��اة وهم راكع��ون{ يع��ني ك ��ون الز الة ويؤت ذين يقيم��ون الص�� ��وا ال آمن تعالى ذكره بقوله: }إنما وليكم الله ورسوله وال��ذين آمن��وا{، ليس لكم، أيه��ا المؤمن��ون، ناص��ر إال الل��ه ورس��وله، والمؤمن��ون ال��ذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره، فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرأوا من واليتهم، ونهاكم أن تتخ��ذوا منهم أولي��اء، فليس��وا لكما وال أولياء وال نصراء، بل بعض��هم أولي��اء بعض، وال تتخ��ذوا منهم ولي

72نصيرا.

ذين وله وال ه ورس�� ��ول الل ثم قال: القول في تأوي��ل قول��ه: }ومن يته هم الغالبون{ وهذا إعالم من الله تعالى ذك�ره آمنوا فإن حزب اللى بوالي��ة عباده جميعا الذين تبرأوا من حل��ف اليه��ود وخلع��وهم رض�� الل��ه ورس��وله والمؤم��نين، وال��ذين تمس��كوا بحلفهم وخ��افوا دوائ��ر السوء تدور عليهم، فسارعوا إلى مواالتهم أن من وثق بالله وتولى الله ورسوله والمؤمنين، ومن كان على مث��ل حال��ه من أولي��اء الل��ه من المؤم���نين، لهم الغلب���ة وال���دوائر والدول���ة على من ع���اداهم وح�ادهم، ألنهم ح�زب الل�ه، وح�زب الل�ه هم الغ�البون، دون ح�زب

73الشيطان.

ذين خ��ذوا ال ذين آمنوا ال تت ها ال ثم قال: القول في تأويل قوله: }يا أي��اب من قبلكم والكفار ذين أوتوا الكت خذوا دينكم هزوا ولعبا من ال اته إن كنتم مؤمنين{ يقول تعالى ذكره للمؤمنين ب��ه قوا الل أولياء وات وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: }يا أيه�ا ال�ذين آمن��وا{، أي:��ا من صدقوا الله ورسوله }ال تتخذوا الذين اتخذوا دينكم ه��زوا ولعب

(409/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 70(421/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 71(424/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 72(427/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 73

Page 24: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ال��ذين أوت��وا الكت��اب من قبلكم{، يع��ني اليه��ود والنص��ارى ال��ذين جاءتهم الرسل واألنبي��اء، وأن��زلت عليهم الكتب من قب��ل بعث نبين��ا صلى الله عليه وسلم، ومن قب��ل ن��زول كتابن��ا }أولي��اء{، يق��ول: ال��ا أو حلف��اء، ف��إنهم ال تتخ��ذوهم، أيه��ا المؤمن��ون، أنص��ارا أو إخوان

يألونكم خباال وإن أظهروا لكم مودة وصداقة. وأما }الكفار{ الذين ذكرهم الله تعالى ذكره في قوله: "من ال��ذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء"، فإنهم المشركون من عبدة األوثان. نهى الله المؤمنين أن يتخذوا من أه��ل الكت��اب ومن عب��دة األوثان وسائر أهل الكف��ر، أولي��اء دون المؤم��نين. واختلفت الق��رأة في قراءة ذلك. فقرأته جماعة من أهل الحجاز والبص��رة والكوف��ة: }والكفار أولياء{ بخفض }الكفار{، بمع��نى: ي��ا أيه��ا ال��ذين آمن��وا ال تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من ال��ذين أوت��وا الكت��اب من قبلكم، ومن الكف��ار، أولي��اء. وك��ذلك ذل��ك في ق��راءة أبي بن كعب فيما بلغنا: )من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكف��ار أولي��اء(.��اء{ وق��رأ ذل��ك عام��ة ق��رأة أه��ل المدين��ة والكوف��ة: }والكفار أولي بالنصب، بمعنى: يا أيها الذين آمن��وا ال تتخ��ذوا ال��ذين اتخ��ذوا دينكم��ا والكف��ار، عطف��ا ب��� }الكف��ار{ على }ال��ذين اتخ��ذوا{. ه��زوا ولعب والص��واب من الق��ول في ذل��ك أن يق��ال: إنهم��ا قراءت��ان متفقت��ا المعنى، صحيحتا المخ��رج، ق��د ق��رأ بك��ل واح��دة منهم��ا علم��اء من القرأة، فبأي ذلك قرأ القارئ فقد أصاب. ألن النهي عن اتخ��اذ ولي من الكف���ار، نهي عن اتخ���اذ جميعهم أولي���اء. والنهي عن اتخ���اذا. وذل��ك أن��ه غ��ير مش��كل جميعهم أولياء، نهي عن اتخاذ بعضهم ولي على أحد من أهل اإلسالم أن الله تعالى ذك��ره إذا ح��رم اتخ��اذ ولي من المشركين على المؤمنين، أنه لم يبح لهم اتخاذ جميعهم أولياء،م اتخاذ جميعهم أولياء، أنه لم يخصص إباحة اتخاذ بعضهم وال إذا حر

ا. 74ولي

قال ابن عطي��ة:" نهى الل��ه تع��الى المؤم��نين به��ذه اآلي��ة عن اتخ��اذ اليهود والنصارى أولياء في النصرة والخلطة المؤدي��ة إلى االم��تزاج والمعاضدة. وحكم ه��ذه اآلي��ة ب��اق. وك��ل من أك��ثر مخالط��ة ه��ذينه الصنفين فله حظه من هذا المقت ال�ذي تض��منه قول�ه تع�الى: فإن منهم، وأما معاملة اليهودي والنصراني من غير مخالطة وال مالبسة فال تدخل في النهي، وقد عامل رسول الله صلى الل��ه علي��ه وس��لم

75يهوديا ورهنه درعه.

(428/ 10تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 74(203/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 75

Page 25: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ه منهم{ إنح��اء على هم منكم فإن ��ول وقال: " وقوله تع��الى: }ومن يت عبد الله بن أبي وكل من اتص��ف به��ذه الص��فة من م��واالتهم، ومن ت��والهم بمعتق��ده ودين��ه فه��و منهم في الكف��ر واس��تحقاق النقم��ة والخل��ود في الن��ار، ومن ت��والهم بأفعال��ه من العض��د ونح��وه دون معتق��د وال إخالل بإيم��ان فه��و منهم في المقت والمذم��ة الواقع��ة

76عليهم وعليه".

وقال: " وفع��ل عب��د الل��ه بن أبي في ه��ذه النازل��ة لم يكن ظ��اهره مغالبة رسول الله صلى الله علي��ه وس��لم، ول��و فع��ل ذل��ك لحارب��ه رس��ول الل��ه، وإنم��ا ك��ان يظه��ر للن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم أن يس��تبقيهم لنص��رة محم��د وألن ذل��ك ه��و ال��رأي، وقول��ه إني ام��رؤ أخشى الدوائر أي من العرب وممن يحارب المدين��ة وأهله��ا، وك��ان يبطن في ذل���ك كل���ه التح���رز من الن���بي والمؤم���نين والفت في أعضادهم، وذلك هو الذي أسر هو في نفسه ومن مع��ه على نفاق��هى ممن يفتض��ح بعض��هم إلى بعض، وقول��ه تب��ارك وتع��الى: }فعس��ه{ مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ووعد لهم، و الل��الفتح في »عسى« من الله واجبة، واختلف المت��أولون في مع��نى ب هذه اآلية فقال قتادة: يعني ب��ه القض��اء في ه��ذه الن��وازل، والفت��اح القاض��ي، فك��ان ه��ذا الوع��د ه��و مم��ا ن��زل بب��ني قينق��اع بع��د ذل��ك وبقريظة والنضير، وقال السدي: يعني به فتح مك��ة، وظ��اهر الفتح في هذه اآلية ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلو كلمت��ه، أي فيبدو االستغناء عن اليهود ويرى المنافق أن الله لم يوجد سبيال إلى ما كان يؤمل فيهم من المعونة على أمر محمد صلى الله عليه وسلم والدفع في صدر نبوته فين��دم حينئ��ذ على م�ا حص��ل في��ه من محادة الشرع، وتجلل ثوب المقت من الله تعالى ومن رسوله عليه السالم والمؤمنين كالذي وقع وظهر بعد، وقوله تعالى:}أو أم��ر من عنده{ قال السدي المراد ضرب الجزية، ويظه��ر أن ه��ذا التقس��يم إنم��ا ه��و ألن الفتح الموع��ود ب��ه ه��و م��ا ي��تركب على س��عي الن��بي وأص��حابه ويس��ببه ج��دهم وعملهم، فوع��د الل��ه تع��الى إم��ا بفتح بمقتضى تلك األفعال وإما بأمر من عن��ده يهل��ك أع��داء الش��رع ه��و

77أيضا فتح ال يقع للبشر فيه تسبيب".

قال ابن عطية: " وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذا القول من المؤمنين إنما هو إذا جاء الفتح حصلت ندام��ة المن��افقين وفض��حهمموا{ اآلي��ة. ذين أقس�� الله تعالى، فحينئذ يقول المؤمنون }أه��ؤالء ال وتحتمل اآلية أن تكون حكاية لقول المؤمنين في وقت ق��ول ال��ذين

(204/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 76(205/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 77

Page 26: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

يبنا دائرة{ وعن��د أفع��الهم م��ا في قل��وبهم م��رض }نخش��ى أن تص�� فعل��وا في حكاي��ة ب��ني قينق��اع. فظه��ر فيه��ا س��رهم وفهم منهم أن تمس���كهم بهم إنم���ا ه���و إرص���اد لل���ه ولرس���وله. فمقتهم الن���بي والمؤمنون، وترك النبي صلى الله عليه وسلم بني قينقاع لعبد الله بن أبي رغبة في المصلحة واأللفة، وبحكم إظهار عبد الل��ه أن ذل��ك هو الرأي من نفس��ه وأن ال��دوائر ال��تي يخ��اف إنم��ا هي م��ا يخ��رب المدينة وعلم المؤمنون وكل فطن أن عبد الله في ذل�ك بخالف م�ا أبدى. فصار ذلك موطن��ا يحس�ن أن يق��ول في��ه المؤمن��ون }أه�ؤالءذين أقسموا{ اآلية، وأما قراءة أبي عمرو "ويقول" بنص��ب الالم، ال فال يتجه معها أن يكون قول المؤمنين إال عن��د الفتح وظه��ور ندام��ة

78المنافقين وفضيحتهم.

وقال: " ثم نهى الله تع��الى المؤم��نين عن اتخ��اذ اليه��ود والنص��ارى أولياء، فوسمهم بوسم يحمل النفوس على تجنبهم، وذلك اتخ��اذهم دين المؤمنين هزوا ولعبا والهزء الس��خرية واالزدراء، ثم بين تع��الى جنس هؤالء أنهم من أهل الكتاب اليهود والنصارى، واختلف الق��راء في إعراب الكفار فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وحم��زة: »والكف��ار« نص��با، وق��رأ أب��و عم��رو والكس��ائي »والكف��ار« خفض��ا، وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو النص��ب، ق��ال أب��و علي: حج�ة من ق��رأ ب��الخفض حم��ل الكالم على أق��رب الع��املين وهي لغ��ة التنزي��ل. وي��دخل »الكف��ار« على ق��راءة الخفض فيمن اتخ��ذ دينا كفين��اك المؤمنين هزؤا، وق��د ثبت اس��تهزاء الكف��ار في قول��ه: }إن

[، وثبت اس��تهزاء أه��ل الكت��اب في لف��ظ95المستهزئين{]الحجر: ا ه��ذه اآلي��ة، وثبت اس��تهزاء المن��افقين في ق��ولهم لش��ياطينهم }إن

تهزؤن{ ]البق��رة: م��ا نحن مس�� [ ، ومن ق��رأ »الكف��ار«14معكم إنخذوا، ويخرج الكف��ار من أن بالنصب حمل على الفعل الذي هو ال تت يتض��من لف��ظ ه��ذه اآلي��ة اس��تهزاءهم، وق��رأ أبي بن كعب »ومن الكفار« بزيادة »من« فهذه تؤيد قراءة الخفض، وكذلك في ق��راءة ابن مس��عود »من قبلكم من ال��ذي أش��ركوا« ، وف��رقت اآلي��ة بين الكفار وبين الذين أوتوا الكتاب من حيث الغلب في اسم الكفار أن يقع على المشركين بالله إشراك عبادة أوثان، ألنهم أبعد ش��أوا في

[73الكفر، وقد ق��ال تع��الى: }جاه��د الكفار والمن��افقين{ ]التوب��ة: ففرق بينهم إرادة البيان، والجمع كفار، وكان هذا ألن عب��اد األوث��ان هم كف��ار من ك��ل جه��ة، وه��ذه الف��رق تلح��ق بهم في حكم الكف��ر وتخ��الفهم في رتب، فأه��ل الكت��اب يؤمن��ون بالل��ه وببعض األنبي��اء،

(206/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 78

Page 27: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

والمنافقون بألسنتهم، ثم أمر تع��الى بتق��واه ونب��ه النف��وس بقول��ه:79}إن كنتم مؤمنين أي حق مؤمنين{.

وقال شيخ اإلس��الم ابن تيمي��ة:" وه��ذه اآلي��ات العزي��زة فيه��ا ع��برة ألولي األلباب. فإن الله تعالى أنزلها بسبب أنه كان بالمدينة النبويةعة على عه��د الن��بي ص��لى الل��ه من أهل الذمة من كان له ع��ز وس�� عليه وسلم، وكان أقوام من المسلمين عندهم ضعف يقين وإيمان، وفيهم منافقون يظهرون اإلسالم، ويبطنون الكفر، مثل عبد الله بن أبي رأس المنافقين، وأمثاله، وكانوا يخافون أن تكون للكفار دولة،��وبهم مرض{ أي ذين في قل ��رى ال فكانوا يوالونهم، ويباطنونهم }فت نفاق وضعف إيمان، }يسارعون فيهم{، أي في معاونتهم.}يقولون��أتي نخشى أن تصيبنا دآئرة{ ، فقال الله تعالى: }فعسى الل��ه أن يبحوا{ ، أي ه��ؤالء المن��افقين ال��ذين ��الفتح أو أم��ر من عن��ده فيص�� ب��ادمين * ويق��ول هم ن وا في أنفس�� ر يوالون أهل الذمة }على ما أس��هم لمعكم موا بالل��ه جه�د أيم��انهم إن ذين أقس� �وا أه��ؤالء ال ذين آمن ال

حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين{ . فق��د ع��رف أه��ل الخ��برة أن أه��ل الذم��ة من اليه��ود والنص��ارى، والمن��افقين يك�اتبون أه�ل دينهم بأخب�ار المس�لمين، وبم��ا يطلع�ون على ذلك من أس��رارهم ح�تى أخ��ذ جماع��ة من المس�لمين في بالد

وغير ذل�ك بمطالع�ة أه�ل الذم�ة أله�ل دينهم. ومن80التتر، وسيس األبيات المشهورة قول بعضهم:

كل العداوات قد ترجى مودتها ... إال عداوة من ع��اداك في ال��دين، ولهذا وغيره منعوا أن يكونوا على والية المسلمين, أو على مصلحة من يقويهم, أو يفضل عليهم في الخبرة واألمانة من المسلمين, بل اس��تعمال من ه��و دونهم في الكفاي��ة أنف��ع للمس��لمين في دينهم ودني��اهم .والقلي��ل من الحالل يب��ارك في��ه, والح��رام الكث��ير ي��ذهب,

81ويمحقه الله تعالى، والله أعلم.

وق��ال ابن كث��ير: ينهى تع��الى عب��اده المؤم��نين عن م��واالة اليه��ود والنصارى، الذين هم أعداء اإلسالم وأهله، قاتلهم الله، ثم أخ��بر أن بعضهم أولياء بعض، ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذل��ك فق��ال: }ومن

82يتولهم منكم فإنه منهم إن الله ال يهدي القوم الظالمين{.

(209/ 2تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) 79 بلدة في تركيا في جنوبها, وفي شرق مدينة أضنة قال محقق الكتاب: )سيس(80

, كانت عاصمة أرمينية الصغرى , فتحها المسلمون ق�ديما , ثم فتحه�ا الممالي�ك ,ثم العثمانيون.

(131مسألة في الكنائس، ط. العبيكان )ص: 81(132/ 3 تفسير ابن كثير ت سالمة ) 82

Page 28: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وقال الشوكاني: " والمراد من النهي عن اتخاذهم أولياء أن يعاملوا معامل��ة األولي��اء في المص��ادقة والمعاش��رة والمناص��رة. وقول��ه: }بعض��هم أولي��اء بعض{ تعلي��ل للنهي، والمع��نى: أن بعض اليه��ود أولي��اء البعض اآلخ��ر منهم، وبعض النص��ارى أولي��اء البعض اآلخ��ر منهم، وليس الم��راد ب��البعض إح��دى ط��ائفتي اليه��ود والنص��ارى، وبالبعض اآلخر الطائفة األخرى للقطع ب��أنهم في غاي��ة من الع��داوةيء وق��الت ارى على ش�� ص�� ت الن والش��قاق }وق��الت اليه��ود ليس��

يء{ ]البق��رة: صارى ليست اليهود على ش�� [ وقي��ل: الم��راد113الن أن كل واح��دة من الط��ائفتين ت��والي األخ��رى وتعاض��دها وتناص��رها على عداوة النبي صلى الل�ه علي�ه وس�لم وع�داوة م�ا ج�اء ب��ه وإن

كانوا في ذات بينهم متعادين متضادين. ووجه تعليل النهي بهذه الجمل��ة أنه��ا تقتض��ي أن ه��ذه الم��واالة هي شأن هؤالء الكفار ال شأنكم، فال تفعل��وا م��ا ه��و من فعلهم فتكون��وا مثلهم، ولهذا عقب هذه الجملة التعليلية بما هو كالنتيجة لها فق��ال: }ومن يتولهم منكم فإنه منهم{ أي فإنه من جملتهم وفي عدادهم، وهو وعيد شديد فإن المعص��ية الموجب��ة للكف��ر هي ال��تي ق��د بلغت

83إلى غاية ليس وراءها غاية".

ذين آمنوا من يرتد منكم ها ال وقال القاسمي في قوله تعالى: }يا أية على الم��ؤمنين ونه أذل هم ويحب ه بقوم يحب عن دينه فسوف يأتي الله وال يخافون لومة الئم، ة على الكافرين يجاهدون في سبيل الل أعز

ه واسع عليم{ ه يؤتيه من يشاء، والل ذلك فضل الل لما نهى تعالى- فيما س��لف- عن م��والة اليه��ود والنص��ارى، وبين أنه منهم وقول��ه: م��واالتهم مس��تدعية لالرت��داد عن ال��دين بقول��ه: فإن

حبطت أعمالهم- شرع في بيان حال المرتدين على اإلطالق. ونوه بقدرته العظيمة. فأعلم أنه من تولى عن نص��رة دين��ه وإقام��ة شريعته، فإن الله سيستبدل به من هو خير له��ا من��ه، وأش��د منع��ة،��ركم ثم وا يستبدل قوم��ا غي وأقوم سبيال. كما قال تعالى: }وإن تتول

ها [. وقال تعالى:38ال يكونوا أمثالكم{ ]محمد: }إن يشأ يذهبكم أياس ويأت بآخرين{ ]النساء: [. }إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق133الن

ه بعزيز )16جديد ) [. أي:17،� 16({ ]فاطر: 17( وما ذلك على الل84بممتنع وال صعب.

وقال الشنقيطي: قوله تع��الى: }ومن يت��ولهم منكم فإن��ه منهم{ ذك��ر في ه��ذه اآلي��ة الكريمة، أن من تولى اليهود والنصارى من المسلمين، فإن��ه يك��ون

(57/ 2 فتح القدير للشوكاني ) 83(168/ 4تفسير القاسمي = محاسن التأويل ) 84

Page 29: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

منهم بتوليه إياهم، وبين في موضع آخر أن ت��وليهم م��وجب لس��خط الله، والخلود في عذابه، وأن متوليهم لو كان مؤمنا ما توالهم، وهوذين كفروا لبئس ما ق��دمت ون ال قوله تعالى: }ترى كثيرا منهم يتول

ه عليهم وفي الع��ذاب هم خال��دون ) خط الل (80لهم أنفسهم أن س����اء خ��ذوهم أولي ��ه م��ا ات ��زل إلي بي وم��ا أن ه والن ��ون بالل ولو كانوا يؤمن

قون ) ��يرا منهم فاس�� [ ونهى في81،�� 80({ ]المائ��دة: 81ولكن كثه��ا موضع آخر عن توليهم مبينا سبب التنفير منه ; وه��و قول��ه: }ياأيوا من اآلخ��رة ه عليهم ق��د يئس�� ب الل وا قوما غض�� ذين آمنوا ال تتول ال

[ .13كما يئس الكفار من أصحاب القبور{ ]الممتحنة: وبين في موض��ع آخ��ر: أن مح��ل ذل��ك، فيم��ا إذا لم تكن الم��واالة بسبب خوف، وتقية، وإن كانت بسبب ذل�ك فص��احبها مع��ذور، وه�وخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون الم��ؤمنين قوله تعالى: }ال يتق��وا منهم تق��اة { ه في شيء إال أن تت ومن يفعل ذلك فليس من الل

[، فهذه اآلية الكريمة فيها بيان لكل اآليات القاضية28]آل عمران: بمن��ع م��واالة الكف��ار مطلق��ا وإيض��اح ; ألن مح��ل ذل��ك في حال��ة االختيار، وأم��ا عن��د الخ��وف والتقي��ة، ف��يرخص في م��واالتهم، بق��در المداراة التي يكتفي بها شرهم، ويشترط في ذلك س��المة الب��اطن

من تلك المواالة:ومن يأتي األمور على اضطرار ... فليس كمثل آتيها اختيارا

ويفهم من ظواهر هذه اآلي��ات أن من ت��ولى الكف��ار عم��دا اختي��ارا،85رغبة فيهم أنه كافر مثلهم.

وقال سبحانه وتعالى:ى ابن ذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيس�� }لعن ال

( كانوا ال يتناهون عن منكر78مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )��ون ) ذين79فعلوه لبئس ما كانوا يفعل ون ال ��يرا منهم يتول ��رى كث ( ت

ه عليهم وفي خط الل هم أن س�� كف��روا لبئس م��ا ق��دمت لهم أنفس����زل80العذاب هم خالدون ) بي وم��ا أن ه والن ��ون بالل ( ولو كانوا يؤمن

خذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ) ({ ]المائ��دة:81إليه ما ات78 - 81]

وقال تبارك وتعالى:بيل هم في س�� ��أموالهم وأنفس�� ذين آمنوا وه��اجروا وجاه��دوا ب }إن ال��وا ذين آمن ��اء بعض وال هم أولي روا أولئك بعض�� ذين آووا ونص�� ه وال اللى يه���اجروا وإن يء حت ولم يه���اجروا م���ا لكم من واليتهم من ش���ر إال على ق��وم بينكم وبينهم ص�� روكم في ال��دين فعليكم الن استنص��

(412/ 1 أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) 85

Page 30: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ير ) ه بما تعمل��ون بص�� ��اء72ميثاق والل هم أولي ذين كف��روا بعض�� ( وال��ير ) ({ ]األنف��ال:73بعض إال تفعلوه تكن فتنة في األرض وفساد كب

72 ،73]

قال ابن كثير رحمه الله: ومعنى قوله تعالى: }إال تفعلوه تكن فتن��ة في األرض وفس��اد كب��ير{ أي: إن لم تج��انبوا المش��ركين وتوال��وا المؤمنين، وإال وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس األمر، واختالط

86المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض.

وقال الشوكاني:" قوله: }إال تفعلوه{ الضمير يرج��ع إلى م��ا أم��روا ب��ه قب��ل ه��ذا، من م��واالة المؤم��نين، ومناص��رتهم على التفص��يل المذكور، وترك مواالة الك��افرين، }تكن فتن��ة في األرض{ أي: تق��ع فتن��ة إن لم تفعل��وا ذل��ك، }وفس��اد كب��ير{ أي: مفس��دة كب��يرة في

87الدين والدنيا".

��ة في األرض ��وه تكن فتن وقال القاسمي: " وقوله تع��الى: }إال تفعل��ير{ أي إال تفعل��وا م��ا أم��رتكم ب��ه من التواص��ل، وت��ولي وفس��اد كب بعضكم بعضا، ومن قط��ع العالئ��ق بينكم وبين الكف��ار، تحص��ل فتن��ة في األرض ومفس��دة عظيم��ة، ألن المس��لمين م��ا لم يص��يروا ي��دا واح��دة على الش��رك، ك��ان الش��رك ظ��اهرا، والفس��اد زائ��دا، في

88االعتقادات واألعمال".

وقال تبارك وتعالى:ذين جاه���دوا منكم ولم ه ال ���وا ولما يعلم الل بتم أن تترك }أم حس�����ير بم��ا ه خب ه وال رسوله وال المؤمنين وليجة والل خذوا من دون الل يت

[16({ ]التوبة: 16تعملون )

قال الطبري: }وليجة{ هو الشيء يدخل في آخر غيره، يقال منه:"��ذا، يلج��ه، فه��و وليج��ة"، وإنم��ا ع��نى به��ا في ه��ذا ولج فالن في ك الموضع: البطانة من المشركين. نهى الله المؤمنين أن يتخ��ذوا من عدوهم من المشركين أولياء، يفشون إليهم أسرارهم، }والله خبير بما تعملون{، يقول: والله ذو خبرة بم��ا تعمل��ون، من اتخ��اذكم من دون الله ودون رس��وله والمؤم��نين ب��ه أولي��اء وبطان��ة، بع��د م��ا ق��د نه��اكم عن��ه، ال يخفى ذل��ك علي��ه، وال غ��يره من أعم��الكم، والل��ه

ا. ا فشر 89مجازيكم على ذلك، إن خيرا فخيرا، وإن شر

(98/ 4تفسير ابن كثير ت سالمة ) 86(376/ 2فتح القدير للشوكاني ) 87(335/ 5تفسير القاسمي = محاسن التأويل ) 88(163/ 14تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 89

Page 31: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وقال ابن الجوزي:" فأما الوليجة، فقال ابن قتيبة: هي البطان��ة من غ��ير المس��لمين، وه��و أن يتخ��ذ الرج��ل من المس��لمين دخيال من المشركين وخليطا ووادا، وأصله من الولوج. قال أب��و عبي��دة: وك��ل شيء أدخلته في شيء ليس من��ه فه��و وليج��ة، والرج��ل يك��ون في

90القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم".

وقال سبحانه وتعالى:وا تحب ��اء إن اس�� ��اءكم وإخ��وانكم أولي خ��ذوا آب ذين آمنوا ال تت ها ال }ياأي

هم منكم فأولئك هم الظالمون ) ��ول (23الكف��ر على اإليم��ان ومن يتيرتكم ��اؤكم وإخ��وانكم وأزواجكم وعش�� ��اؤكم وأبن ��ان آب ق��ل إن ك وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبه ��أتي الل ى ي وا حت ص�� بيله فترب ه ورسوله وجه��اد في س�� إليكم من الل

ه ال يهدي القوم الفاسقين ) [24، 23({ ]التوبة: 24بأمره واللوقال عز من قائل:

��المنكر وينه��ون }المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون به فنسيهم إن المنافقين هم عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الل

م67الفاسقون ) ��ار جهن ه المنافقين والمنافق��ات والكفار ن ( وعد الله ولهم ع��ذاب مقيم ) بهم ولعنهم الل ({68خال��دين فيه��ا هي حس��

[68، 67]التوبة: ثم قال بعدها:

��المعروف ��أمرون ب ��اء بعض ي هم أولي ��ات بعض�� ��ون والمؤمن }والمؤمنه �اة ويطيع�ون الل ك �ون الز الة ويؤت وينهون عن المنكر ويقيمون الص�

ه عزي��ز حكيم ) ه إن الل يرحمهم الل ه71ورسوله أولئك س�� ( وع��د اللات تج��ري من تحته��ا األنه��ار خال��دين فيه��ا ��ات جن المؤمنين والمؤمنه أكبر ذلك هو الفوز ات عدن ورضوان من الل بة في جن ومساكن طي

[72، 71({ ]التوبة: 72العظيم )وقال سبحانه:

ه ار وم��ا لكم من دون الل كم الن ذين ظلموا فتمس�� }وال تركنوا إلى ال[113({ ]هود: 113من أولياء ثم ال تنصرون )

وقال تعالى:ذين ال ��ع أه��واء ال ب بعه��ا وال تت }ثم جعلناك على شريعة من األم��ر فات

يئا وإن الظالمين18يعلم���ون ) ���ك من الله ش��� ���وا عن هم لن يغن ( إنقين ) ه ولي المت [ 19، 18({ ]الجاثية: 19بعضهم أولياء بعض والل

وقال تبارك وتعالى:��اء تلق��ون إليهم خ��ذوا ع��دوي وع��دوكم أولي ��وا ال تت ذين آمن ها ال }ياأي

[ 1بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق{ ]الممتحنة: (242/ 2 زاد المسير في علم التفسير ) 90

Page 32: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ثم قال:ذين مع��ه إذ ق��الوا ��راهيم وال نة في إب وة حس�� ��انت لكم أس�� }ق��د ك��دا ��ا بكم وب ه كفرن ��دون من دون الل ��رآء منكم ومما تعب ا ب لقومهم إنه وح��ده إال ق��ول ��وا بالل ى تؤمن بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حت��ا ن يء رب ه من ش�� إبراهيم ألبيه ألستغفرن لك وم��ا أمل��ك ل��ك من الل

لنا وإليك أنبنا وإليك المصير ) ذين4عليك توك ��ة لل ��ا فتن نا ال تجعلن ( ربك أنت العزيز الحكيم ) نا إن ( لقد كان لكم فيهم5كفروا واغفر لنا رب

ه ��ول ف��إن الل ه واليوم اآلخ��ر ومن يت أسوة حسنة لمن كان يرجو اللذين عاديتم6هو الغني الحميد ) ه أن يجعل بينكم وبين ال ( عسى الل

ه غفور رحيم ) ه قدير والل [7، 4({ ]الممتحنة: 7منهم مودة واللقال الحافظ ابن كثير:

وقوله: }إال قول إبراهيم ألبيه ألستغفرن لك{ أي: لكم في إبراهيم وقومه أسوة حسنة تتأسون بها، إال في استغفار إبراهيم ألبيه، فإنه إنما كان عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه. وذل��ك أن بعض المؤم��نين ك��انوا ي��دعون آلب��ائهم ال��ذين م��اتوا على الشرك ويستغفرون لهم، ويقولون: إن إبراهيم كان يس��تغفر ألبي��ه،تغفروا ��وا أن يس�� ذين آمن بي وال ��ان للن فأنزل الله، عز وج��ل: }م��ا كحاب هم أص�� ن لهم أن للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد م��ا تبي

( وما كان استغفار إبراهيم ألبيه إال عن موعدة وعدها113الجحيم )��راهيم ألواه حليم{ ��ه إن إب أ من ��ر ه تب ه ع��دو لل ��ه أن ن ل اه فلما تبي إي

[. وق��ال تع��الى في ه��ذه اآلي��ة الكريم��ة: }ق��د114،�� 113]التوبة: ذين مع��ه{ إلى قول��ه: }إال ��راهيم وال نة في إب كانت لكم أسوة حس��يء{ ه من ش�� قول إبراهيم ألبيه ألستغفرن لك وما أملك لك من الل

ليس لكم في ذلك أسوة، أي: في االستغفار للمشركين، هك��ذا أي: قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ومقاتل، والضحاك وغير واحد. ثم قال تعالى مخبرا عن قول إبراهيم والذين معه، حين فارقوا قومهم��ك ��ا علي ن وتبرءوا منهم، فلجئوا إلى الله وتض��رعوا إلي��ه فق��الوا: }ربلنا وإليك أنبنا وإليك المصير{ أي: توكلنا عليك في جميع األمور، توكير{ أي: المع��اد ��ك المص�� وسلمنا أمورنا إليك، وفوضناها إلي��ك }وإليذين كف��روا{، ق��ال مجاه��د: نا ال تجعلنا فتنة لل في الدار اآلخرة. }رب معناه: ال تع��ذبنا بأي��ديهم، وال بع��ذاب من عن��دك، فيقول��وا: ل��و ك��ان هؤالء على حق ما أصابهم هذا. وكذا قال الض��حاك. وق��ال قت��ادة ال تظهرهم علينا فيفتتنوا بذلك، يرون أنهم إنما ظهروا علينا لح��ق هم

91 عليه. واختاره ابن جرير.

(87/ 8 تفسير ابن كثير ت سالمة ) 91

Page 33: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

وروى ابن أبي حاتم عن ابن شهاب الزهري أن رس��ول الل��ه ص��لى الله علي�ه وس�لم اس�تعمل أب�ا س�فيان بن ح�رب على بعض اليمن، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقب��ل فلقي ذا الخم��ار مرتدا، فقاتله، فكان أول من قاتل في الردة وجاهد عن الدين. قاله أن يجع��ل بينكم ى الل ابن شهاب: وهو ممن أنزل الله في��ه: }عس��

ه غفور رحيم{. ه قدير والل ذين عاديتم منهم مودة والل 92وبين ال

ه أن يجع��ل وقال الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: }عسى الله غفور رحيم{ ه قدير والل ذين عاديتم منهم مودة والل بينكم وبين ال

يقول تعالى ذكره: عسى الله أيه��ا المؤمن��ون أن يجع��ل بينكم وبين الذين عاديتم من أع��دائي من مش��ركي ق��ريش م��ودة، ففع��ل الل��ه��ا. وقول��ه: ذلك بهم، بأن أسلم كثير منهم، فصاروا لهم أولياء وأحزابه ق��دير{ يق��ول: والل��ه ذو ق��درة على أن يجع��ل بينكم وبين }والله غفور رحيم{ يقول: والله الذين عاديتم من المشركين مودة }والل غفور لخطيئة من ألقى إلى المشركين بالمودة إذا تاب منه��ا، رحيم

93بهم أن يعذبهم بعد توبتهم منها.

ثم قال سبحانه:ذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من ه عن ال }ال ينهاكم الل

طين ) ه يحب المقس�� طوا إليهم إن الل وهم وتقس�� ��ر ��اركم أن تب (8ديذين ق���اتلوكم في ال��دين وأخرج���وكم من ه عن ال م���ا ينه���اكم الل إنهم فأولئك هم ��ول وهم ومن يت دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تول

[9، 8({ ]الممتحنة: 9الظالمون ) روى البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بك��ر الص��ديق رض��يبي ركة في عه��د الن ��ة، وهي مش�� الله عنهم��ا ق��الت: أتتني أمي راغبم: أفأصل بي صلى الله عليه وسل م، فسألت الن صلى الله عليه وسل أمي؟ قال: »نعم صلي أمك«. ق��ال س��فيان بن عيين��ة: – أح��د رواةذين لم ه عن ال ه تعالى فيه��ا: }ال ينه��اكم الل هذا الحديث-: فأنزل الل

94يقاتلوكم في الدين{ اآلية.

وقد روى البخاري هذا الحديث في صحيحه، وبوب عليه بقوله: بابذين الهدية للمشركين، وقول الل��ه تع��الى: } ه عن ال }ال ينه��اكم الل

وهم ���ر ���اركم أن تب لم يق���اتلوكم في ال���دين ولم يخرج���وكم من دي

رواه ابن أبي حاتم من طريق عقي�ل عن ابن ش�هاب الزه�ري مرس�ال، نقل�ه ابن92(.89/ 8تفسير ابن كثير ت سالمة )كثير في تفسيره عنه.

(320/ 23 تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر ) 93 (، قال الحافظ ابن حجر: " أتتني أمي راغب�ة5978( و)2620صحيح البخاري ) 94

" المعنى أنها قدمت طالبة في بر ابنتها له��ا، خائف��ة من رده��ا إياه��ا خائب��ة، هك��ذا(234/ 5فسره الجمهور". فتح الباري )

Page 34: Alukah › books › files › book_10587 › bo… · Web viewتفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (8/ 7) و(8/ 8) ثم ذكر الطبري روايات عديدة

www.alukah.net

ه يحب المقسطين{، وذك��ر مع��ه ح��ديث ابن وتقسطوا إليهم إن الل عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وس��لم أرس��لة )أي ثياب( من حرير، ال ليلبسها، وإنما لينتفع به��ا إلى أبيه عمر حل بوجه آخر من الوجوه، فأرس��ل به��ا عم��ر إلى أخ ل��ه من أه��ل مك��ة قبل أن يسلم. وقد أورد البخ��اري ح��ديث أس��ماء م��رة أخ��رى تحت

باب صلة الوالد المشرك. ق��ال الحاف��ظ ابن حج��ر في ش��رحه على ص��حيح البخ��اري: " ال��بر والصلة واإلحسان ال يستلزم التحابب والتوادد المنهي عنه في قولهه ه واليوم اآلخر يوادون من ح��اد الل تعالى }ال تجد قوما يؤمنون بالل

[ اآلية، فإنها عامة في حق من قات��ل ومن22ورسوله{ ]المجادلة: 95لم يقاتل والله أعلم".

ه ب الل وا قوم��ا غض�� ��وا ال تتول ذين آمن ه��ا ال وقال تبارك وتعالى: }ياأي��ور{ حاب القب عليهم قد يئسوا من اآلخرة كم��ا يئس الكفار من أص��

[13]الممتحنة: وقال سبحانه:

ذين أوتوا الكتاب يردوكم ذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من ال ها ال }ياأي��ات100بعد إيمانكم كافرين ) ( وكيف تكف��رون وأنتم تتلى عليكم آي

ه فقد هدي إلى صراط مستقيم ه وفيكم رسوله ومن يعتصم بالل الل[101و100({ ]آل عمران: 101)

وقال عز وجل:��ردوكم على أعق��ابكم ذين كف��روا ي ذين آمنوا إن تطيع��وا ال ها ال }ياأي

رين ) ��وا خاس�� رين )149فتنقلب اص�� ��ر الن ه م��والكم وه��و خي ��ل الل ( ب[150، 149({ ]آل عمران: 150

وقال عز وجل:تهم قل إن ه��دى بع مل ى تت صارى حت }ولن ترضى عنك اليهود وال النبعت أه��واءهم بع��د الذي ج��اءك من العلم م��ا ه هو الهدى ولئن ات الل

ه من ولي وال نصير ) [120({ ]البقرة: 120لك من الل��دهنون )8وقال عز وجل: }فال تطع المكذبين ) ��دهن في ( ودوا ل��و ت

[9، 8({ ]القلم: 9

(233/ 5 فتح الباري ) 95