ﺮﺻﺎﻌﳌا يدﻮﻌﺴﻟا بدﻷا ﰲ ﺮﳊا...

الشعر احلر يف األدب السعودي املعاصرe-ISSN: 2289-8042 JSASS VOL.2 BIL.2 (2015)

الشعر احلر يف األدب السعودي املعاصر

Puisi Bebas Dalam Peradaban Saudi Moden MARIAM MAT DAUD

1

امللخصلقد شهد القرن العشرون عدة حماوالت شىت يف سبيل تطور الشعر العريب، فقد أصابت بنية الشعر

ا ملموسة يف رؤية السعودي بشكل خاص العديد من التحوالت والتطورات الواضحة، وكانت نتائجهالقصيدة السعودية وبنائها، وأول هذه التحوالت هو شعر التفعيلة ( الشعر احلر) الذي ظهر قبيل

وإمنا اثبت طول له ليس واحد شطر ذو شعر هو احلر الشعرو النصف الثاين من القرن العشرين. يتحكم عروضي ونقان وفق التغيري هذا ويكون شطر إىل شطر من التفعيالت عدد يتغري أن يصح

وقد واجه هذا النوع من الشعر بعض العقبات منذ ظهوره، فهامجه احملافظون، واهتموا أصحابه ،فيهابلضعف والتآمر على اللغة والرتاث، ولكن على الرغم من ذلك فقد نظم عليه عدد من الشعراء

الت والندوات مية واجملو العرب املشهورين، وحقق بذلك حضورا مميزا على صفحات الصحف اليوهذه املقالة سيكون حمورها حول اثبات وجودية الشعر احلر يف الساحة الشعرية وغريها من القضا�.

األدبية وكيف استطاع أن يتغلب شعراء الشعر احلر على انتقادات األدابء والباحثني يف هذا الصدد، خالله على تتبع آراء األدابء ت هذه املقالة املنهج االستقرائي الوصفي، الذي يركز منوقد انتهج

واملؤيدون كذلك هلذا النوع من الشعر.

: الشعر احلر، األدب السعودي، التطورات، الشعراء، املعاصر.املفتاحية الكلمات

1 Mariam Binti Mat Daud, Phd pengajian Arab dan tamadun Islam (UKM), MA.Sains Kemanusiaan (Pengajian Kesusasteraan Arab) (UIAM),BA. Sains Kemanusiaan (Bahasa Arab &Kesusasteraan) (UIAM), Pensyarah, Kulej Universiti Islam Antarabangsa Selangor, [email protected].

179

الشعر احلر يف األدب السعودي املعاصر Mariam Mat Daud

Abstrak

Telah berlaku perubahan pada pembentukkan sastera moden Arab saudi pada kurun ke 20 terutamanya perubahan kepelbagaian bentuk di dalam qasidah Arab Saudi pada puisi bebas yang muncul pada kali pertamanya pada pertengahan kedua abad ke 20. Puisi bebas ini adalah berlainan jika berbanding dengan puisi yang biasa, iaitu puisi bebas ini mengandungi bait-bait yang tiada had panjangnya. Walaubagaimanapun ia telah menghadapi pelbagai kecaman dan dakwaan terhadap kelemahan dan ketiada seimbangan yang berlaku pada struktur bahasa dan sastera. Namun dimikian ia turut di sukung oleh beberapa penyair terkenal Arab dengan menggambarkan keistimewaanya pada penulisannya di dalam akhbar harian majalah dan seminar dan lainnya. Artikel ini akan membuktikan bagaimana penyair Arab telah mempertahankan puisi ini di dalam kalangan sastera Arab Saudi.

Kata Kunci : puisi bebas, sastera Saudi, moden, perubahan, penyaer.

املقدمة

الشعر هو من أكثر الفنون األدبية اليت مييل الناس إليها، وذلك لما فيها من عذوبة وموسيقى تضفي على القصيدة رونقا مميزا. ،الكلمات اليت تكون منظومة على حبر شعري أو تفعيلة شعرية

وع من الشعر موجودا هو فن من فنون الشعر احلديث، مل يكن هذا الن ،والشعر احلر أو شعر التفعيلةأصبح شعراء الشعر احلر ذوو ،دما بدأ القى أصداءا وسعة جدا قبل بدا�ت القرن العشرين، ولكنه عن

خيتلف ، و ويتهافت الناس عليهم ليسمعوا منهم ما جادت به بنات أفكارهم ،مكانة مهمة يف اجملتمعحيتوي على موسيقى متمثلة ابلوزن الشعري أبنه ،عن اخلواطر املنمقة ذات السجع اجلميل احلر الشعر

ي الشعر احلر بشعر التفعيلة ألنه يعتمد يف بناء الذي كتب عليه، وهذا ما جيعل منه شعرا. فسم ،تستمر من بداية القصيدة إىل �ايتها. على عكس الشعر العامودي ،القصيدة على تفعيلة واحدة

ه قافية معينة تسري كل القصيدة عليها، بل ميكن أن يستعمل ال يشرتط يف الشعر احلر أن تكون لف .عدة قوايف حسب احلاجة الشعرية

180


بدا�ت ظهور الشعر احلر:

تقف حركة التطور املوسيقية للقصيدة العربية عند حدود التحرر اجلزئي من قيود القافية ، بل مليدان التجديد املوسيقى للشعر ختطتها إىل بعد من ذلك ، فقد ظهرت حماولة جديدة وجادة يف م

العريب عرفت " ابلشعر احلر " .

وقد ر املرسل ، أو نظام املقطوعات، وكانت هذه احملاولة أكثر جناحا من سابقتها كمحاولة الشعجتاوزت حدود اإلقليمية لتصبح نقلة فنية وحضارية عامة يف الشعر العريب ، ومل ميض سنوات قالئل

ديد من الشعر مدرسة شعرية جديدة حطمت كل القيود املفروضة على حىت شكل هذا اللون اجل القصيدة العربية ، وانتقلت هبا من حالة اجلمود والراتبة إىل حال أكثر حيوية وأرحب انطالقا .

وبدأ رواده ونقاده ومريدوه يسهمون يف إرساء قواعد هذه املدرسة اليت عرفت فيما بعد مبدرسة الشعر راء التفعيلة أو الشعر احلديث ، ويف هذا اإلطار حيدثنا أحد الباحثني قائال " لقد احلر ، ومدرسة شع

هتا قد بدأت يف جاءت مخسينيات هذا القرن ابلشكل اجلديد للقصيدة العربية ، وكانت إرهاصا، مدعاة للبحث عن أشكال حرك إىل مرحلة جديدةيف الثالثينيات من أجل الت األربعينيات ، بل

تعبري ، لتواكب هذا اجلديد من الفكر املرن ... وقد وجدت مدرسة الشعر احلر الكثري جديدة يف الين ) يف العراق ابملالئكة والسياب والبيارة رائعة يف مجيع البلدان بدءا (من املريدين ، وترسخت بصو

مث ما لبثت هذه الدائرة أن اتسعت يف اخلمسينيات فضمت إليهم شعراء مصرينييف األربعينيات ،) سعيد ( أدونيس آخرين مثل صالح عبد الصبور وأمحد عبد املعطى حجازي ، ويف لبنان ظهر أمحد

وخليل حاوي ويوسف اخلال ، وكذلك فدوى طوقان وسلمى اخلضراء اجليوسي يف فلسطني ، أما يف 2 السودان فقد برز يف األفق جنم كل من دمحم الفيتوري وصالح دمحم إبراهيم .

.17-14، صقضا� الشعر املعاصر ،املالئكة، �زك 2

181


ات الشعر احلر وأمناطه :مسميأوال:

لقد اختذ الشعر احلر قبل البدا�ت الفعلية له يف اخلمسينيات مسميات وأمناطا خمتلفة كانت مدار حبث من قبل النقاد والباحثني ، فقد أطلقوا عليه يف إرهاصاته األوىل منذ الثالثينيات اسم " الشعر

شعر التفعيلة " أما بعد اخلمسينيات فقد يد " و"و " الشعر اجلداملرسل " " والنظم املرسل املنطلق " أطلق عليه مسمى " الشعر احلر " ومن أغرب املسميات اليت اقرتحها بعض النقاد ما اقرتحه الدكتور إحسان عباس أبن يسمي " ابلغصن " مستوحيا هذه التسمية من عامل الطبيعة وليس من عامل الفن ،

ات يف الطول طبيعيا كما هي احلال يف أغصان الشجرة وأن ألن هذا الشعر حيوى يف حد ذاته تفاو 3للشجرة دورا هاما يف الرموز والطقوس واملواقف اإلنسانية واملشابه الفنية .

وقد خرجت هذه احلركة خروجا كامال عن البيت الشعري مبعناه املوروث، واختذت التفعيلة أساسا

ر من السطور الشعرية، أما وحدة "الضرب" فإن هلا، من دون التزام أبي عدد حمدد هلا يف أي سطالشعر احلر مل يلتزم هبا أيضا التزاما حامسا، وإن كنا ال نعدم وجود بعض القصائد احلرة امللتزمة بوحدة

4الضرب.

ودواعيها الشعر احلرحركة تطور اثنيا: ائم على التفعيلة، إىل أرجعت �زك املالئكة دواعي وأسباب ظهور حركة الشعر الشعر احلر القلقد

النزوع إىل الواقع، واحلنني إىل االستقالل الشخصي، والنفور من النموذج، واهلروب من التناظر، وإيثار 5املضمون.

3 .211، الر�ض، مطبعة أم القرى، صنشأة الشعر العريب السعودي واجتاهاته الفنيةم، 1989، مسعد، ز�د

.192ص، القاهرة، مكتبة الشباب، 3ط ،عن بناء القصيدة العربية احلديثةعشري، يلع ،زايد 4 .56، صقضا� الشعر املعاصر ،املالئكة، �زك 5

182


واقتفى خطاها النقاد والدارسون، حماولني تلمس الدوافع واملربرات اليت ساعدت على ظهور حركة علل ظهور تلك احلركة بقوله:" إن حركة الشعر احلر هلا الشعر احلر، فالدكتور دمحم مصطفى هدارة ي

االستعمال أمدا طويال، حيزدوافع نفسية أكثر من أي شيء آخر، فبالد� اليت رزحت حتت وشعرت ابلضيق واالستبداد، واتقت نفسها إىل احلرية، كان البد هلا أن حتدث يف حياهتا نوعا من

6ثورهتا على واقعها وكان الشعر جماال إلظهار هذه الثورة".التجديد، تشعر معه ابمتالكها حريتها و

وإىل جانب ذلك الدافع هناك دوافع أخرى أمهها، النزعة إىل أتكيد استقالل الفرد، "وقد فرض ذلك على الشعراء الشباب البعد عن النماذج التقليدية يف الشعر العريب، وإبراز ذاتيتهم بصورة قوية

7مؤكدة".

بعض املتحمسني حلركة الشعر احلر إىل القول بعدم امكانية التجديد يف الشعر ونواحي وقد ذهب القصيدة األخرى، ما مل يكن التجديد شامال الشكل املوسيقي العام للقصيدة، فهم ال يتصورون أن يتوفر العمل الشعري على صورة جديدة، أو لغة متطورة، أو خيال مدهش، دون أن يكون ذلك يف

8سيقي جديد.إطار مو

ويف هذا الصدد يقول الدكتور دمحم النويهي:" إن املضمون اجلديد ال ميكن وضعه بتمام جدته يف الشكل القدمي مهما يكن الشاعر قديرا، فإن قدم الشكل ال بد أن حيده حبدود وأن يفسد عليه

9الكثري من جدته".

مي، يرده االستقراء الواعي ملا خلفه فحول وهذا التجين من بعض النقاد احملدثني على الشكل القدالشعر العريب قدميا وحديثا، حيث مل تقف يف وجه ابداعاهتم تلك القيود الفنية اليت يراها املعاصرون،

10وحيصرو�ا يف الوزن والقافية.

.88دار القلم، ص يف النقد األديب،م، مقاالت 1964، مصطفىهدارة، دمحم 6 .88، صاملرجع نفسه 7 .28ص ،، بريوت، دار العودةالشعر يف إطار العصر الثوريم، 1978امساعيل، عز الدين، 8 .93صدار الفكر، ، قضية الشعر اجلديدم، 1971النويهي، دمحم، 9

183


وحنن ال نرفض التطور والتجديد يف الشكل املوسيقي للقصيدة العربية، ولكننا ال نرضى أبدا أن يتخلى الشعر عن جوهر إيقاعه العريب وينفصل عن لغته الشاعرية ليستعري من اللغات األخرى النرب أو موسيقا املقاطع، وغري ذلك، فهذا إذا حدث يؤدي ابلشعر العريب إىل التغريب مث إىل الضياع، وإذا

اهر وخصوصيات كان لألمم جواهر ومسات خمتلفة متيزها من غريها من األمم فإن للغات الشعرية جو 11 ومسات خمتلفة.

ولذلك سيظل الشعر العريب يف تطوره ومستقبله متعلقا جبذوره خمتلفا يف ايقاعاته عن األشعار

األخرى، فهو يستفيد من جتارب األمم يف تطور العالقة بني اإليقاع والصور واملعاين.

الشعر احلر عند الشعراء السعوديني:

يف اململكة تصد� عنيفا من األدابء والشعراء حبجم املواجهة اليت تعرض هلا يف وقد واجه الشعر احلراألوساط النقدية يف العامل العريب. وتقوم املواجهة على ما لعروض اخلليل من خصوبة األوزان وتعدد البحور، وقدرهتا على نقل التجربة واحلدث واحلالة الشعورية والتحول عن تلك األشكال يفسد

12اع.االيق

وقد انقسم آراء الشعراء التقليديني حول الشعر احلر إىل فريقني، فالفريق األول كان يهاجم هذا النوع من الشعر ويعتربه "لو� من ألوان السخرية والتهريج، بل هو فحش من القول، وأحرى أبصحابه أن

13ينصاعوا إىل الشعر املوزون املقفى، ففيه اخلري كل اخلري".

يصف الشعر احلر ابلعملة الورقية اليت ال رصيد هلا، ويتهمه بفقد الشخصية، وانعدام جالل فالعطار ، وقد أشار الشاعر حممود عارف إىل 14املعىن واللفظ، ووصف أصحابه بفقر االحساس وفقر اللغة

.446، صلشعر السعودي املعاصرالنزعة اإلسالمية يف ااهلوميل، حسن بن فهد، 10 .94ص، ،دمشق، مطبعة اجلمهورية1ط احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصر،م، 1991املوسى، خليل، 11 .531، صالنزعة اإلسالمية يف الشعر السعودي املعاصراهلوميل، حسن بن فهد، 12 .291ص جدة، مؤسسة الطباعة والصحافة، وحي الفؤاد،ه، 1387شاكر، فؤاد، 13

184


، وهذا ما ذهب إليه 15شيء من ذلك مع أتكيد ما للشعر من قوانني وضوابط متيزه عن النثر، إذ جعل الوزن ضرور� لكل شعر عريب، وقد عنف الفاليل يف مقدمة ديوانه "طيور العامودي

وقد نظم فؤاد شاكر 16األاببيل" على اجملددين ووصفهم ابجلهل، وعد الشعر احلر لو� من النعيق. قصيدة هبذا املعىن، عنوا�ا "الشعر يف حقيقته" ومما قال فيها:

أقـــــــــــال علـــــــــــى الشـــــــــــعر املـــــــــــالم وفنـــــــــــدا

كمــــــــــا هــــــــــذا الــــــــــذي ترســــــــــالنه أجــــــــــد لقــــــــــد روع الشــــــــــعر األصــــــــــيل عصــــــــــابة يقولــــــــــــون إن الشــــــــــــعر"حر" ومل نكــــــــــــن أولئــــــــــك مــــــــــن ظنــــــــــوا القــــــــــدمي خرافــــــــــة وال وزر للشــــــــــــــــــــيء القــــــــــــــــــــدمي ألنــــــــــــــــــــه كمــــــــن يرســــــــل القــــــــول اهلجــــــــان ومهــــــــه

أقاويــــــــــل مــــــــــن للبطــــــــــل والســــــــــخر رددا مـــن القـــول دفاقـــا علـــى الشـــعر مصـــعدا أتولـــــــــــت الشـــــــــــعر الفصـــــــــــيح املنضـــــــــــدا

"الشــــــــــعري" إمــــــــــاء وأعبــــــــــدا لــــــــــنعلم يف ومــــــــــن زعمــــــــــوا التهــــــــــريج فنــــــــــا جمــــــــــددا قـــــدمي وال الشـــــيء اجلديـــــد بـــــال صـــــدى

17إشاعة هذا الفحش يف الناس سرمدا

ودعا عبد هللا الفيصل إىل التجديد العاقل، والتعقل يف التجديد ال يعد الشعر حرا، ويشبهه الغزاوي 18يد الفكر إذا صيغ يف قالب تراثي.إذا اشرتط األصالة، واألصالة عند البهكلي تعين جتد

ومل يكتف الشعراء احملافظون بتصدي النقاد هلذه الظواهر الشكلية، وإمنا شاطروهم وشدوا من أزرهم،

يقول الشاعر عبد 19فجاءت قصائد اهلجاء والرفض والسخرية تشف عن نفوس برمة ومشاعر مراتبة. هللا ابخلري عن بعض شعراء التجديد:

.34ص ،جدة، املؤسسة العربية ،كالم يف األدبم، 1964العطار، أمحد عبد الغفور، 14 .139ص، دمشق، مطبعة اجلمهورية، 1ط ،احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصرم، 1991املوسى، خليل، 15 .5ص، هتامة جدة، 2ط، ديوان طيور األاببيل م،1983إبراهيم، الفاليل، 16 .291صجدة، مؤسسة الطباعة والصحافة، وحي الفؤاد،ه، 1387اد، شاكر، فؤ 17 .140، دمشق، مطبعة اجلمهورية، ص1ط ،احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصرم، 1991املوسى، خليل، 18 .140املرجع نفسه، ص 19

185


عـــــــــــــرف الشــــــــــــــعر إالوهـــــــــــــو غــــــــــــــر ال ي

20مجـــــال مـــــن خالهلـــــا الضـــــعف ظـــــاهر

وحسني عرب بدوره يعدهم من العابثني األدعياء ويصف شعرهم ابلغثاء: والــــــــــــذي ظنــــــــــــه الــــــــــــدعيون شـــــــــــــــــــــــــــــــعرا ســـــــــــالكا مـــــــــــذهب الفرجنـــــــــــة فاجلملـــــــــــة

غمغمـــــــــــــات مـــــــــــــن الكـــــــــــــالم وهجـــــــــــــر ـــــــــــطر 21بيــــــــــت وكــــــــــل حــــــــــرفني ســـــــــــــــــــــــ

بن مخيس الشعر العريب فيما أصيب به:ويواسي ا

رميــــــت � شــــــعر ابلــــــداء الــــــذي رميــــــت

22بـــــــــــــــــــــه العروبـــــــــــــــــــــة واأل�م أطـــــــــــــــــــــوار

والسنوسي ينكر ويتنكر هلذا اللون قائال: 23وال أغاريـــــــدكم مـــــــن شـــــــدو أطيـــــــاري رياـــــــــــــــــــــــال العود عودي وال األواتر أوت

، فتلك بعض 24د الشعراء أمثال مفرج السيد، ودمحم بن فوزانوابلشعور نفسه واالندفاع تتدافع قصائ

تصد�ت شعراء اململكة، وال تعدم من شعراء العربية من حيمل الشعور نفسه ويتصدى ابحلماس 25نفسه كالشاعر عبد الرمحن احلصيين، وهاشم الرفاعي.

ون على الشعر احلر؟ أيعيبون فأمحد السباعي مثال سئل عن رأيه يف الشعر احلر فقال: " ترى ماذا يعيب

عليه أنه فقد الوزن والقافية؟ لئن كان هذا كل ما يعيبونه، مل جيب أن ينسوا أن الوزن والقافية كالمها بدعة ابتدعها مبتدع يف زمن ما، ليكن هذا قبل آالف السنني، فهل يرون أن البدعة إذا تقادمت

26عليها األجيال أخذت شكل األصيل؟ .

.12، صهـ1353نة الثالثة، مجادى األول، ، الس120العدد "صوت احلجاز"ابخلري، عبد هللا، 20 .19ص ،النزعة اإلسالمية يف الشعر السعودي املعاصراهلوميل، حسن بن فهد، 21 .87صمطابع الفرزدق، ، 1ط، "على رىب اليمامة"م، 1978ابن مخيس، عبد هللا بن دمحم، 22 .96صمصر، دار الكتاب العريب، ديوان الينابيع، ه،1380السنوسي، 23 .17ص ، الر�ض، دار الرفاعي،1، طعر السعوديمن أعالم الشم، 1991طبانة، بدوي، 24 .11ص ، الر�ض، دار األصالة،الشعر يف البالد السعوديةه، 1400الظاهري، أبو عبد الرمحن بن عقيل، 25 .99ص، دمشق، مطبعة اجلمهورية، 1ط ،احلداثة يف حركة الشعر العريب املعاصرم، 1991املوسى، خليل، 26

186


ليرتكوا إذن أصحاب الشعر احلر، وما ابتدعوه، فالزمان كفيل أبن حييل أمرهم إىل شيء أصيل. الشعر احلر يف رأيي ما خاطب شعورك، وهز وجدانك. ولست أشك أن هذا هو رأي املاليني ممن عاشوا

27قبل أن يعرف الوزن، وقبل أن ختلق القافية".تقليدي والشعر احلر فأجاب: "إن أصالة الشعر ومسوه وسئل عبد الوهاب آشي عن رأيه يف الشعر ال

ال يبدوان يف أوزانه وقوافيه، وإمنا يتمثالن يف معانيه السرية، وصوره الرائعة، وأخيلته اجملنحة، وأهدافه السامية، وأسلوبه املشرق، وأما األوزان والقافية فما هي إال لتضفي على الشعر لو� شكليا خاصا،

اب تطرب هلا اآلذان، وتبتهج هبا النفس، وينسجم معها العقل، ومتيز هبا الشعر يف وجرسا غنائيا عذ 28صيغته وأدائه من النثر".

ويضيف قائال:" وأما رأيي الذايت فإين أرى أن التزام األوزان يف الشعر العريب هو من خصائصه املميزة

وميكن أن يصاغ على أوزان خمتلفة له، غري أنه ال يشرتط أن تكون القصيدة برمتها من وزن واحد،متناسقة، منسجمة املوسيقى، لتمتلك األمساع والنفوس بعذوبة وقعها عند القراءة واألداء، عالوة على ما حيتويه من روعة املعاين واخليال ونصاعة الديباجة، وأما القافية فال أرى لزوم اشرتاط أن تكون

قوله: وأما أن يطلق الشعر من أوزانه وقوافيه إطالقا كليا القصيدة كلها من قافية واحدة. وانتهى إىل 29فأوىل به حينئذ أن يكون ويسمى نثرا، أو شعرا منثورا".

وقد سئل العشماوي عن رأيه يف الشعر احلر فقال:" الشعر احلر ال أبس به إذا كان شعرا ذا ايقاع

أه شعراء معروفون، والثابت أن أول من شعري، وهو جتديد يف الشعر العريب املوزون املقفى، وقد بدي أمحد على اب كثري وليس بدر شاكر السياب وال �زك املالئكة، وذلك برتمجة اب كثري لبدأه هو ع

لروميو وجوليت". وأضاف قائال:"إن شعر التفعيلة يعتمد املقاطع الشعرية وهذا ال أبس به، ألن أوزان حىت لو جئنا بوزن زائد على أوزان اخلليل، فذلك خري اخلليل موجودة يف هذا النوع من الشعر، و

.100املرجع نفسه، ص 27 .87، حائل، دار األندلس للنشر والتوزيع، صيف األدب العريب السعودي وفنونه واجتاهاته ومناذج منهالشنطي، دمحم صاحل، 28 .88املرجع نفسه، ص 29

187


وبركة، ألن اخلليل وضع األوزان على ما توفر بني يديه من شعر العرب، وترك الباب مفتوحا ومل حيصر 30األوزان يف حبوره املعروفة".

ونذكر ودليل أتييد العشماوي ملا جاء به من الشعر احلر ما نظمه من قصائد يف ديوانه "إىل حواء"

على سبيل املثال قصيدة له فيها بعنوان "رحلت إليه" فيقول: أتيــــــــــــــــــــــــــــــــــــت إليــــــــــــــــــــــــــــــــــــك أزف األمــــــــــــــــــــــــــــــــــــاين

فـــــــــــــــــــــــــــــــزدت صـــــــــــــــــــــــــــــــدودا وزدت مشوخـــــــــــــــــــــــــــــــا وأرســــــــــــــــــــــلت حنــــــــــــــــــــــوي مراكــــــــــــــــــــــب شــــــــــــــــــــــوق فجـــــــــــــــــــــاءت ولكـــــــــــــــــــــن أبـــــــــــــــــــــت أن تنيخـــــــــــــــــــــا وأحسســـــــــــــــــــــت أنـــــــــــــــــــــك ســـــــــــــــــــــر اشــــــــــــــــــــــتياقي فأزمعــــــــــــــــــــــــــــــت بعــــــــــــــــــــــــــــــد االابء الرضــــــــــــــــــــــــــــــوخا وجـــــــــــــــــــــــدت نشـــــــــــــــــــــــيدك عـــــــــــــــــــــــذاب شـــــــــــــــــــــــجيا وقــــــــــــــــــــد ملــــــــــــــــــــت األذن شــــــــــــــــــــدوا مســــــــــــــــــــيخا

ت إىل نغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعريواتقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31تزيدينـــــــــــــــــــــــــــــــه يف فـــــــــــــــــــــــــــــــؤادي رســـــــــــــــــــــــــــــــوخا

وقد عرب العشماوي عن استياءه من الشعر املنثور قائال:"إنه ليس بشعر، واصفا إ�ه أبنه بلية من بال� زماننا، وإمنا هو مقطوعات حتمل نفس الشعر، ويلزم منه أن يكون الشعر نثرا والنثر شعرا، وال

32ىل التسوية بني الرجل واملرأة".فرق بينهما، وأنه مثل الدعوة إ

.447، صالنزعة اإلسالمية يف الشعر السعودي املعاصراهلوميل، حسن بن فهد، 30 .63، صديوان إىل حواءالعشماوي، 31 .64املرجع نفسه، ص 32

188


والشاعر حسن القرشي قد بدأ جتربته الشعرية بداية حمافظة، وكان ملتزما فيها بكل خصائص القصيدة القدمية، حىت يف البحث عن القافية الصعبة، فإنه قد ختلى عن ذلك تدرجييا، بل ونظم

.33ه التعصب للشكل يف الشعرالشعر احلر يف مناذج مقبولة معلنا بصراحة وشجاعة استنكار وقد كتب عن موقفه من هذه القضية وجتربته فيها قائال:" ومل يكن اتصايل حبركة الشعر احلر غريبا علي، أو متعارضا شكال مع اجتاهايت، فقد ختليت كما قلت عن القافية ذات اجلرس والرنني، ويف

يدة الواحدة، مث اجتاه عفوي إىل االستطراد كثري من قصائدي األوىل اجتاه إىل تنويع القافية يف القصالشعري غري امللتزم بتحكم القافية، وإىل االنتقال يف القصيدة الواحدة من حبر إىل حبر آخر أحيا�،

34مادام أن املوسيقى تظل متماسكة وال أتىب على هذا االنتقال".

يف _يقدر له البقاء ألنه أقدر ويضيف القرشي يف مكان آخر بقوله:"واعتقادي أن الشعر احلر لون سعلى الرمز من بعض الشعر العمودي، وهذا ال يعين أنه اللون املفضل عندي، فكال _أغلب األحيان

35اللونني أثري على نفسي حمبب إليها."

وقد سهل القرشي على دارس شعره معرفة كل شيء عن أسلوبه واجتاهاته ومصادر ثقافته وروافدها فحديثه عن جتربته الشعرية دراسة وافية مستفيضة لشعره، قل مثيلها من الدراسات القدمية واحلديثة،

الذاتية مبثل ما فيها من اتقان، وما تنم عنه من وعي نقدي، وال غرابة فالقرشي واسع الثقافة، غزير تاب، املعرفة، بصري مبوازين النقد، وقد رد على الفاليل يف ملحق ملرصاده أضيف إليه حينما طبع يف ك

ومن هذا القبيل يقول القرشي يف قصيدته 36وكانت آراؤه النقدية التصحيحية فيه جد صائبة. "زخارف فوق أطالل عصر اجملون":

، القاهرة، مكتبة مدبويل، 1ط حياته وأدبه"، -احلركة الشعرية يف السعودية"حسن عبد هللا القرشيم، 1991عدس، صالح، 33

120ص .121املرجع نفسه، ص 34 .123نفسه، ص 35 ز144، بريوت، دار العلم للماليني، ص، أ� والناسم1965القرشي، حسن عبد هللا، 36

189


أحســــك أعمــــق ممــــا تكــــن املشــــاعر والــــذكر�ت أقــــــــــــــــرب مــــــــــــــــن مهســــــــــــــــة الشــــــــــــــــك للحــــــــــــــــب مــــــــــــــــــــــــــن هــــــــــــــــــــــــــزة الشــــــــــــــــــــــــــوق يف القلــــــــــــــــــــــــــب أنضــــــــــــــــــــــــــــر مــــــــــــــــــــــــــــن فرحــــــــــــــــــــــــــــة ابليقــــــــــــــــــــــــــــني!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــداين حمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــال وأعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرف أن الت

املســــــــــــــــــــــافات مــــــــــــــــــــــا بيننــــــــــــــــــــــاوأن اقــــــــــــــــــــــرتاب قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدر مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتحيل وأن انبهـــــــــــــــــــار العيـــــــــــــــــــون بـــــــــــــــــــومض اهلـــــــــــــــــــوى

37بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرزخ ال يهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون!

والذين كتبوا عن وجهة نظرهم إزاء الشعر احلر كثري ال حيصى عددهم، وكذلك األمثلة على أبيات الشعر احلر موجودة وبكثرة، خاصة وقد مت انتشارها بشكل ملحوظ إىل حد ما يف هذا العصر

ا اليفائها مبتطلبات هذا الزمن املعاصر، ملا يتميز به من انسيابية ابلنسبة إىل صناعته من احلديث، نظر حيث الشكل واملضمون، ليأيت متناسبا ومتوافقا مع االيقاع احلضاري ليومنا هذا.

اخلامتةت يبقفقد ، أو شعر التفعيلة من الشعر والذي عرف ابلشعر احلر ظهور هذا النوع من رغمعلى ال

، ولكنها متجددة يف أفكارها ومعانيها وصورها ، وألفاظها بقيت هلا لقصيدة العربية التقليدية الشكلاشعراؤها وقراؤها وحمبوها، بل وحافظت على مكانتها أمام هذا التيار التجديدي، وأصبح مقياس

تعيشه اإلنسانية، التمايز بني النوعني هو قدرة الشاعر على التعبري عن معا�ته احلقيقية للواقع الذيوما حتويه القصيدة من الطاقات التعبريية اليت تشارك يف خلقها كل القدرات واإلمكانيات اإلنسانية جمتمعة وبشكل القصيدة اليت يريد، ومتنحه القدرة على التعبري حبرية مطلقة ليصل إىل حتقيق الغرض

الذي يتحدث عنه.

، القاهرة، مكتبة مدبويل، 1طحياته وأدبه"، -ركة الشعرية يف السعودية"حسن عبد هللا القرشياحلم، 1991عدس، صالح، 37

.124ص

190


فيق بني اللونني من الشعر، فقدراته الكتابية أتهله للتعبري والشاعر الناجح هو الذي يستطيع التو

، العمودية، أو قصيدة الشعر احلر عن ذاته، وخواجل نفسه، ونقل جتربته إىل املتلقني بوساطة القصيدةقصيدة شعر التفعيلة (الشعر أن نظم القصيدة العمودية قد يكون أكثر سهولة من من على الرغم

الشعراء احملدثني كتابة النوعني، وكثري منهم استطاع أن يوازن بني عدد ، وقد مارس معظم احلر) قصائده اليت كتبها على صورة القصيدة العمودية وبني قصائده اليت كتبها على شكل القصيدة احلرة .

ملراجع :ا

، بريوت، دار العلم للماليني.8ط، قضا� الشعر املعاصر م، 1992، املالئكة، �زك

م، نشأة الشعر العريب السعودي واجتاهاته الفنية، الر�ض، مطبعة أم القرى.1989 ز�د، مسعد،

، القاهرة، مكتبة الشباب.3ط ،عن بناء القصيدة العربية احلديثةم، 1997عشري، يلع ،زايد

.دار القلم يف النقد األديب،م، مقاالت 1964 مصطفى، هدارة، دمحم

.، بريوت، دار العودة إطار العصر الثوريالشعر يفم، 1978امساعيل، عز الدين،

دار الفكر.، قضية الشعر اجلديدم، 1971النويهي، دمحم،

الر�ض، من ، النزعة اإلسالمية يف الشعر السعودي املعاصرم، 1999اهلوميل، حسن بن فهد، اصدارات املهرجان الوطين للرتاث والثقافة.

.،دمشق، مطبعة اجلمهورية1ط الشعر العريب املعاصر،احلداثة يف حركة م، 1991املوسى، خليل،

191


.جدة، مؤسسة الطباعة والصحافة وحي الفؤاد،ه، 1387شاكر، فؤاد،

.جدة، املؤسسة العربية ،كالم يف األدبم، 1964العطار، أمحد عبد الغفور،

.، هتامة جدة2ط، ديوان طيور األاببيل م،1983إبراهيم، الفاليل،

.هـ1353، السنة الثالثة، مجادى األول، 120العدد "صوت احلجاز" ابخلري، عبد هللا،

.مطابع الفرزدق، 1ط، "على رىب اليمامة"م، 1978ابن مخيس، عبد هللا بن دمحم،

.مصر، دار الكتاب العريب ديوان الينابيع، ه،1380السنوسي،

.اعي، الر�ض، دار الرف1، طمن أعالم الشعر السعوديم، 1991طبانة، بدوي،

.، الر�ض، دار األصالةالشعر يف البالد السعوديةه، 1400الظاهري، أبو عبد الرمحن بن عقيل،

، حائل، دار يف األدب العريب السعودي وفنونه واجتاهاته ومناذج منه ه،1417 الشنطي، دمحم صاحل، .األندلس للنشر والتوزيع

بة العبيكان.، الر�ض، مكت1ط، ديوان إىل حواء ،م1991العشماوي،

حياته وأدبه"، -احلركة الشعرية يف السعودية"حسن عبد هللا القرشيم، 1991عدس، صالح،

.القاهرة، مكتبة مدبويل،1ط

بريوت، دار العلم للماليني.، ، أ� والناسم1965القرشي، حسن عبد هللا،

192

ﺮﺻﺎﻌﳌا يدﻮﻌﺴﻟا بدﻷا ﰲ ﺮﳊا...

Documents