مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · web viewوأنه ترجم التدبر...

201
ٌ اتَ سَ بَ قَ نِ م ول س ر ل ا

Upload: others

Post on 12-Jan-2020

7 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

قبسـات الرسول من

قطب محمد

Page 2: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الخامسة الشرعية الطبعة مقدمة

القرن نهاية من مقربة على ( ونحنه 1398 )عام الطبعة هذه تصدرعشر.. الخامس القرن وبداية الهجري عشر الرابع

مسيرتنا نراجع - أن حياتنا من الدقيقة الفترة هذه - في أحوجنا وما " قبل من أخرجا اللذين والسنة، الكتاب ضوء على القرون، تلك خالل األمة. فعلى هذه خيرية معيار هما " واللذين للناس أخرجت أمة خير تظل عنهما انحرافها قدر وعلى خيريتها، تتحقق عليهما استقامتها قدر

يرى وهو الرسول عنه تحدث الذي الغثاء ذلك إلى تصير حتى تنحدر كما األمم عليكم تداعى أن الوحي: " يوشك بنور العصيبة الفترة تلك

الله؟ رسول يا يومئذ نحن قلة قصعتها. قالوا: أمن إلى األكلة تداعىالسيل.. " كغثاء غثاء ولكنكم كثير، قال: ال! إنكم

إسالمي بعث - حركات كذلك والسنة الكتاب هدي - على تقوم واليوم وهدته، من الغثاء هذا تنقذ أن يرجى اإلسالمي، العالم أرجاء كل في

gمة )خير وتعيده gخرجت أ اس(. أ للن أن كذلك أحوجنا وما الكريم، ربنا كتاب على نتعرف أن أحوجنا فما

من حياتنا في أعوج ما بها نقومالرسول" من "قبسات نقبسخطوات..

فيها يتناول التي والدراسات الكتب من مزيد يصدر أن أرجو زلت وما الجيل، لهذا تقربها التي بالطريقة وأحاديثه الرسول سيرة الكتاباإلسالم. من كذلك الجيل هذا وتقرب

الخير فيه ما إلى الموفق والله

قطب محمد

Page 3: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الكتاب مقدمة

g أحسب ال رسول محمد ناله ما واإلعجاب الحب من نال البشر من أحدا. الله أن لهم الله نهي إال شيء تقديسه من يمنعهم ال المؤمنين أتباعه فإن

التي الحب درجة فإن ذلك سواه. ومع ألحد والتقديس بالعبادة يتوجهواg تفلت تكاد الرسول إلى بها يتوجهون المسلمين بعض قلوب في أحيانا

من حاالت لتصيبه بعضهم جهيد! وإن بجهد إال النهي هذا يمسكها فال وقسمات مشاعره وتختلج نفسه، لينسى حتى الرسول حب في الوجد " " أجف بين قريب! حتى من يفيق ال ثم بالدموع، عيناه وتنهمر وجهه،

g، المسلمين ذلك!(، مع مسلمون أنهم صح )إن مشاعر وأغلظهم قلبا يعبد كان ولو والتعظيم، بالحب للرسول يتوجه ال من منهم تجد لن

g يقيم وال حرف، على الله الدين! قواعد من كثيرا من عظيمة أغلبية فإن ذلك ومع منهم، كثير هاجمه فقد أتباعه غير أما

دينه، عن النظر بصرف بشخصه، اإلعجاب من نفسها تملك لم هؤالء إليه تحبب التي الصفات يملك إنه وقالوا عظيم، رجل إنه عنه فقالوا

الناس. أحسب نعم.. ال محمد ناله ما واإلعجاب الحب من نال البشر من أحدا. الله رسول

أن أحسب فإني ذلك ومع هذه في وخاصة المسلمين، من كثيرا إليه يتوجهون وهم حتى قدره، حق الرسول يقدرون ال الحديثة، األعصرالتقديس! من لون إلى الحب بهذا ينحرفون وهم حتى بل بالحب،

الحياة! واقع في له صدى ال سلبي حب أنه ذلك وجدانية عزلة لتعاني المسلمين هؤالء قلوب في الرسول صورة وإن

عميقة. سنى إنه شفيفة، نورانية روح أعماقهم. إنه أعمق في هنالك إنه

سارية روح المتألق. إنه والشعاع الرائق النور من ومضات إنه مشرق،واقعة! حقيقة ليس فهو ذلك الكون.. ومع أنحاء وفي القلب حنايا في أعماقه، آخر إلى واصلة الوجدان، في " منعزلة " صوفية حقيقة إنه

ودمها، بلحمها شاخصة الحياة، واقع في متحركة حية صورة ليس ولكنه ومادياتها وبنائها، وهدمها وتوجيهاتها، وتنظيماتها ومشاعرها، وأفكارها

سواء! وروحانياتها العزلة لهذه أن شك وال تاريخية... أسبابا

الرسول يكن لم عنهما الله رضي وعمر بكر أبي عهد ففي في منعزالالمسلمين. وجدان

في الحية ذكراه مع يعيشون زالوا ما به، العهد قريبي المسلمون كان وحربه ورواحه، غدوه في مخيلتهم، في الشاخصة وصوره نفوسهم، أعماق في كلها الحياة تشمل متكاملة وعمله. صورة وعبادته وسلمه،السواء. على المجتمع واقع وفي الضمير

Page 4: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

به المسلمين إحساس في السبب وحده يكن لم العهد قرب ولكن حيا نفوسهم، في سبب ذلك جانب إلى كان مشاعرهم. وإنما في متكامال

ومنهجه الرسول تعاليم امتداد هو األهمية، من جانب أعظم على ألمور سياستهما وطريقة وعمر بكر أبي تصرفات في التربوي

المسلمين. وإن حتى ومنهجه، بتعاليمه حي الرسول أن المسلمون أحس لقد

الحس. عالم في عنهم الرفيعة ذاته غابتالنفس؟ واقع من الحس عالم وما الحس. وإنما عالم في وجودها عدم أو بوجودها تقاس ال األشياء إن

من تشغلها التي وبالمساحة النفس، عالم في توجد ما بمقدار تقاسوالسلوك. واألفكار المشاعر

كان الرسول أن شك وال عهد على المسلمين نفوس " في " موجودا أضعاف ذلك، بعد تره لم التي األجيال مدار وعلى وعمر، بكر أبي

كان ما أضعاف المشركين، من غيره أو جهل أبي نفس فـي موجودا ولم به، يؤمنوا لم ولكنهم وجالدوه، وجالدهم العين، رأي رأوه ممنفأبغضوه. حبه على يقووا المؤمنين نفوس في الرسول وجود نقيس وحده األساس هذا وعلىالمؤمنين. وغير

وروحه، اإلسالم بتعاليم محكومة كلها الحياة كانت الشيخين عهد وعلى في إليهما الناس يتطلع ، محمد بعد البشرية قمة على الشيخان وكان

القبس فيدركون وأفكارهما ومشاعرهما، وسلوكهما، تصرفاتهما، قلبيهما في الواقع رأي الرسول ويرون منه، يقبسان الذي الخالد

في معه يعيشون ما فوق الرسول مع ظلهما في فيعيشون الكبيرين، بتلك شحنت قد بدورها كانت التي ووجداناتهم الخاصة، ذكرياتهمالرسول. قبسات من المشرقة القبسات

استطاع، ما الشيخين هدي على عهده أول في فسار عثمان وجاء ولكن رويدا على يغلبان ومنهجه الحكم بن مروان نفوذ أخذ رويدا

بافتراق يحسون المسلمون السن. وبدأ تثقله وعثمان الحكم، تنحسر للرسول المتكاملة الصورة الطريق. وبدأت شيئا إلى فشيئا

الحياة وملء النفوس ملء كانت أن بعد النفوس، داخل وعلى معاواحد. نسق الرسول تعاليم وبين المشهود الواقع بين الشقة انفرجت وكلما

صورتـه زادت وتوجيهاته، ينتهي حتى المسلمين، نفوس في انحسارا تصبح أن إلى األمـر " مثاال حية صورة ال الوجدان، أعماق في " متألقا

العيان، في مثاال منهجها، يرسم وال يحكمها ال الحياة، واقع عن منعزالدفتها! لتسيير إليه الشعور يتجه وال

ولكن التي العنيفة صورتها في العزلة تتم أن قبل مضت متطاولة أجياالالمسلمين. قلوب في اليوم تقوم

Page 5: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

اإلسالم روح عن التدريجي بعده - رغم اإلسالميـة البالد في الحكم كاناإلسالم! باسم - يقوم المجتمع وكان الحكام! فساد رغم إسالميا

العواصم عن البعيدة والمدن الريف في المجتمع ظل نعم. لقد إسالميا من العدوى إليه تصل وال الحكم، بفساد يتأثر ال سنة، ألف قرابة

الدنسة. الحياة وصور الماجنة، القصور فيها التي المنحلة العاصمة ولكنه المال، سياسة يرسم وال العاصمة، في يحكـم ال الرسول وكانgحكم كان البعيدة، والمدن الريف في المسلمين قلوب بين الروابط ي

الوقت في اإلسالم، وتراحم اإلسالم وتكافل اإلسالم محبة بينها فتقوم عالقة على تقوم أوربا في " المماثلة الزراعية " البيئة كانت الذي

من لهم ليس وعبيد كله، والملك كله األمر لهم والعبيد: سادة السادةالذليل. واالنعدام المطلقة العبودية سوى شيء األمر وجدان في بعد تنعزل لم صورته من بقية كانت األثناء تلك في

المجتمع في نشيطة " كانت " الصوفية المذاهب أن المسلمين. ورغم الحياة عن العزلة إلى تجنح والصوفية الوقت، ذلك في كله اإلسالمي

أدت قد المذاهب هذه أن إال مجالدتها، عن والبعد دورا منع في تاريخيا عليه واإلبقاء التفكك، من اإلسالمي المجتمع " " بأخوة مترابطا معترك تدخل كانت األحيان من قليل غير في أنها كما الصوفيةستار.. وراء من ولو السياسة

حلقاتها وأحكمت تمت فقد المرهوبة، الموحشة الكاملة العزلة أما وصار وروحه، اإلسالم: اسمه عن كالهما والمجتمع الحكم بعgد حين

وعلى حينا، الصريح والمجتمع: باسمه السياسة يحكم الذي هو الغرب اإلسالم من النافرين صنائعه يد اإلسالمي المجتمع آخر. وصار حينا

إسالمية هي الحياة. ال عن الغريبة األفكار من فاسدة متحللة صورة التي المادية القوة حتى تملك وال متميز، واحد نسيج هي وال كانت، كما

كيان. وال له وحدة ال مشوه مسخ هي وإنما الغرب، يملكها الرسول يعد لم عندئذ " موجودا يعد الحياة. لم واقع في " أصال كيانا

حيا وتوجيهاته، وتنظيماته ومشاعره، وأفكاره ودمه، بلحمه شاخصا في السلبية، الناس مشاعر في وجوده وروحانياته.. وانحصر ومادياته

صورة صورة.. مجرد والهيام.. أصبح الوجد حاالت أعماقها.. في أعمق في محلقة أسطورة تكون أن العنيف الحب إال يمسكها مثالية. الالخيال!

العباد! على حسرة يا طاقة أكبر يبددوا أن لهم جاز كيف ذلك؟ يصنعوا أن لهم جاز كيف

الحياة؟! عن عزلة في بها فينحسروا الوجود، هذا في كونية بشرية الذي الرسول الصنيع؟ هذا معه يصنع الذي هو محمد الله رسول وهل النشاط؟ عن لحظة تكف ال بناءة هادمة فعالة متحركة حية طاقة كان

يصبح األرض، واقع في حياة كله كان الذي الرجل واقع عن معزوالومحبيه! أتباعه األرض؟! وممن! من

Page 6: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

صومعته.. في عاش لو كان لو التنفيذ.. عن ويعجزون األفكار ينشئون " ممن " فيلسوفا وال " الرفيعة " المثل و " الجميلة " األحالم عن يحدثون ممن كان لو

الطريق. تكون كيف األرض واقع في لهم يبين كان أنه لو " أو " شاعرا "... " كاهنا كان أنـه لو وجدانهم، في يعزلـوه أن للناس لجاز كلـه هذا من شيئا

وهم إليه يلتفتوا ثم.. ال المجرد، " واإلعجاب " النظري الحب فيمنحـوهاألرض. مناكب في ويضربون الواقع عالم يواجهون

الذي وهو األرض.. أما مناكب في يضربون كيف لهم بين الذي وهو أما الحق.. صرح بدله وبنى أعينهم أمام الباطل فهدم بيده المعول أمسك

لبنة لهم الدولة بناء السلم.. وشيد وأقام معهم حارب الذي وهو أما قام حتى لبنة وشرب، معهم األرض.. وأكل على بناء يطاوله ال شاهقا

وكل الحياة، لحظات من لحظة كل أمامهم وعاش وصحبوه، وصحبهم من شأن كل " في " يتصرف ورأوه سلوك، وكل وجداناتها من وجدان

أسوة فيه ويكون تحتذى، سنة تصرفه ليكون وصغيرها، كبيرها الشئونللناس.. حسنة

الكونية البشرية الطاقة هذه تبديد في جرم فأي كله هذا وهو أماالوجدان؟! داخل في وحصرها الكبرى،

الدين هو به جاء الذي والدين الوجدان، في لينعزل محمد جاء وهلالوجدان؟! في االنعزال يأبى الذي

سواء. ال حد على والباطن الظاهر دين أنه الدين هذا في سمة أبرز إن الظاهر يكون أن يرضى الناس. رئاء فيصبح نظيف، غير والباطن نظيفا

مهمته فيفقد الظاهر في له صدى وال نظيفا الباطن يكون أن يرضى وال الرسول هو عبادة.. ورسوله العمل يجعل الذي الدين ومعناه. إنه

الظاهر النافع المثمر بالعمل.. العمل يتعبد كلها حياته ظل الذيللعيان. مثال إلى المسلمين قلوب في يتحول أن كله هذا بعد جاز فكيف

مثال؟! وأنبل األرض على مثال أرفع كان ولو منعزل،

* * * الكريم بالرسول إحساسي كان ولقد بالواقع إحساسي هو دائما

الفضاء. في المحلق بالخيال ال المجسم، وجداني تهز وكانت السيرة كتب في المعروفة الصورة هذه عنيفا هزا

في األرض... " وترتسم من يتقلع وكأنه يمشي قرأتها: " كان كلما النشاط.. متوفزة بالحيوية، ممتلئة شاخصة، حية رائعة، صورة خيالي

تجسمت التي الصورة إلى تحد. وانظر ال عظمة كله هذا في عظيمة وينفذ ، روحه أعماق من يشع الصافي الرائق النور فأرى خيالي في الصافية الروح هذه إلى أنظر وأنا الوجدان ويغلبني نفسي، أعماق إلى

تتحرك.. وأراه أن صورته تلبث فال ذلك ومع المشعة، الشفافة العميقة

Page 7: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

تصل أن روحي تطيق ما األرض. أراه.. بمقدار من يتقلع وكأنه يمشي وثبات قوة في طريقه ويشق األرض، مناكب في يضرب إليه.. متحركا

الدقيقة النفسية مواقفه في لبنة.. وأراه لبنة كله البناء ويقيم وتمكن، في الدافقة. وأراه المتحركة الجياشة النفس ألمس فأكاد العميقة، هذا كأن فأحس طلعته، ومن روحه من يتألق والنور تعبده، لحظات

يتحرك.. يتحرك النور الفضاء. يشمل حتى ممتدا. الرسول صورة نفسي في هي المتوفزة الحية الحركة

الوجدان.. في منعزلة بها أحس ال ثم ومن فأعجب المسلمين، وجدان في صورته تعانيها التي العزلة أرى ثم

واألسوة للقدوة حياته يتدبرون ال ثم الحب، هذا كل يحبونه كيف للناسالمبين؟! كتابه في ربهم لهم قال كما

* * * هذا وليس ! الرسول سيرة في كتابا الرسول صورة إخراج أحاول أن منه همي كل متواضع جهد هو وإنماالمسلمين. قلوب في الموحشة عزلتها من

كيف وانظروا ، الرسول أقوال بعض تدبروا للناس أقول أن هدفي ومنهج تفكير ومنهج سلوك ومنهج تربية منهج يقولها كلمة كل كانت

حياة.. " كما الرسول من " قبسات أو األحاديث، من متفرقة مختارات إنها

مفاهيمه " اإلسالم، " مفاهيم أحد يكون أن يصلح منها كل أسميتها،الحياة. بصميم المتلبسة األرض، مناكب في الضاربة الواقعية ما لكل استقصاء وال المفاهيم، لكل استقصاء المختارات هذه وليست

كما كتبتها مختارات مجرد هي المفاهيم. وإنما هذه من أي في قيلالطريق. تفتح أن منها وحسبي ببالي، خطرت

لما علي.. إني أنعمت التي نعمتك اشكر أن وفقني.. وأوزعني اللهمفقير... خير من إلي أنزلت

Page 8: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

فليغرسها

حتى تقوم أال فاستطاع فسيلة، أحدكم وبيد الساعة قامت "إن[.1أجر"] بذلك فله فليغرسها يغرسها،

ذلك الرسول لهم يقول أن السامعين ذهن في يدور كان ما آخر ولعلالحديث!

باآلخرة، الناس ليذكر جاء الذي الرسول لهم يقول أن توقعوا ولعلهم من وسلوكهم ضمائرهم تنظيف إلى ويدعوهم لها، العمل على ويحثهم

توقعوا النفوس.. لعلهم فيه تدان الذي الحساب األكبر: يوم اليوم أجل يداه، قدمت عما ربه فليستغفر منكم كل لهم: فليسرع يقول أن

ويبعثه توبته ويقبل اإليمان على يميته أن خالصة بدعوة لله وليتوجه أيديكم فانفضوا لهم: أسرعوا يقول أن توقعوا الهدى.. ولعلهم على بقلوبكم وتوجهوا الدنيا أمور كل األرض.. وتطهروا. اتركوا تراب من وحده. الله باألرض. اذكروا يربطكم ما كل عن اآلخرة. انقطعوا إلى

ربكم، إلى ذهبتم إذا حتى الحياة، في رغبة كل من خالصين إليه توجهوا ال حيث بظله، ويظلكم أوبتكم فيقبل إليه، نفوسكم خلصت وقد ذهبتم

ظله. إال ظلفيه؟! عجب من فهل ذلك لهم قال ولو

للحظة ينصرفوا أن القيامة من الناس تيقن وقد الطبيعي أليسالمرهوبة؟

كل من الناس ينسلخ أن األبواب على المهول والهول الطبيعي أليس المرتجف وذهول الخائف رهبة في ويتطلعوا باألرض، تربطهم وشيجة

ذات كل وتضع أرضعت عما مرضعة كل فيه تذهل الذي اليوم قيام إلى الله عذاب ولكن بسكارى، هم وما سكارى الناس وترى حملها حمل

شديد؟! ولكن مرعوبين، مرجوفين مذهولين تقفوا : ال الرسول لهم قال فإذا

الدعاء له أخلصوا العظيم، الكرب هذا من ينقذكم أن الله إلى توجهوا ال إنه الله روح من تيأسوا دعاه. وال إذا الداعي دعوة يجيب قريب فهو

الله إلى وصلوا تطهروا، الكافرون. هلموا القوم إال الله روح من ييأسخاشعين..

المكلومة. األرواح على الشافي البلسم وضع ذلك الرسول لهم قال إذا الراجفة المزلزلة المهتزة النفوس على بها يربت الحانية يده وضع وقد

المكفهرة القلوب على منها يطل التي الكوة فتح فتطمئن. وقدوالرجاء.. واألمن األمل بصيص المذعورة

يقل لم الله رسول ولكن السامعون. توقعه الذي كله ذلك من شيئابشر! قلب على يخطر أن يمكن ما أغرب لهم قال بل

تقوم أن قبل يغرسها أن فاستطاع فسيلة أحدكم بيد كان لهم: إن قالأجر! بذلك فليغرسها.. فله الساعة

Page 9: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

سنين؟ بعد إال تثمر ال التي النخل فسيلة هي؟ ألله! يغرسها؟! وما يايقين؟! وعن تقوم؟ أن إلى طريقها في والقيامة

النبيين! خاتم اإلسالم نبي إال هذا يقول الله! لن يا ونبي التوجيه، هذا القلوب يوجه أن يمكن الذي هو وحده اإلسالماآلخرين! به ويهدي الهدي، هذا يهتدي أن يمكن الذي هو وحده اإلسالم

قبسات من القبسة هذه مثل فيه كلها.. ليس األرض تاريخ وهذاالرسول!

* * * - رغم ". كلمة " تفنن وال صنعة، وال فيها، غموض ال بسيطة كلمة وهي

كبساطة بسيطة - تخرج غرة على للفكر وبدهها وهلة، ألول غرابتها دفتيها بين تضم فسيحة، واسعة شاملة الفطرة، كعمق عميقة الفطرة،

اإلسالمية. الحياة حياة.. منهج منهجآن. في العميقة البسيطة الكلمات من النفس تستخلصه معنى من كم

اإلسالم: أن بها يتميز التي العجيبة هذه هو البال على يخطر ما أولافتراق! وال اختالف بال الدنيا طريق هو اآلخرة طريق هو لآلخرة! وإنما واآلخر للدنيا منفصلين: أحدهما طريقين ليسا إنهما

وتلك. هذه بين ما ويربط وتلك، هذه يشمل واحد طريقالعمل! اسمه للدنيا العبادة. وطريق اسمه لآلخرة طريق هناك ليس ال طريق اآلخرة. وهو في وآخره الدنيا في أوله واحد طريق هو وإنما

واحد شيء العمل. كالهما عن العبادة وال العبادة عن العمل فيه يفترق يسير اإلسالم. وكالهما نظر في الواحد الطريق هذا في جنب إلى جنبا

سواه! طريق ال الذي خطوات من خطوة آخر العمر. إلى لحظات من لحظة آخر إلى العمل

يقين! اللحظة. عن هذه تقوم تقوم والقيامة الحياة! يغرسها شديدة واضحة فكرة عليه، والحض وإبرازه العمل، قيمة وتوكيد

تقدير ليس هنا النظر يلفت الذي اإلسالم. ولكن مفهوم في الوضوح الذي اآلخرة إلى الطريق أنه على إبرازه هو وإنما فحسب، العمل قيمة

سواه. طريق ال كانت والحاضر، الماضي في طويلة فترات البشرية على مرت وقد

لآلخرة العمل أن تعتقد الطريقين. كانت بين بالفرقة فيها تحساآلخرة! وقت يزحم للدنيا والعمل الدنيا، عن االنقطاع يقتضي نفس في الجذور عميقة واآلخرة الدنيا بين الفرقة هذه وكانت

مفاهيم إلى تتعداه وإنما وحده، المظهر هذا عند تقف ال البشرية،مجموعه. في البشري بالكيان تتصل أخرىمفترقتان. واآلخرة فالدنيا

مفترقان. والروح والجسم". " الالمادي عن يفترق والمادي

الميتافيزيقا. عن - تفترق الفالسفة - بلغة والفيزيقا

Page 10: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األخالق. إلى مفاهيم عن أو المثالية الحياة عن تفترق العملية والحياة بين التفرقة هي واحدة، نقطة من كلها تنبع التي التفرقات هذه آخر

هذه على البشرية تعيش والسماء. وحين األرض بين أو واآلخرة، الدنيا مضلل. محير دائم صراع في جرم وال تعيش الموزعة، المفرقة الفكرة أو كيانها، تجمع بوحدة تحس المشاعر. ال منهوبة النفس موزعة تعيشالسالم. تعرف وال الراحة تعرف أشتاتها. فال يربط رابط

وما البشرية فيها وقعت قديمة شقوة المتعارضة األهداف بين والفرقةواقعة. تزال وتكالب وتنسكهم، الناس بعض عزلة إلى القديم في تؤدي كانت وقد

متعة من فيها ما ينتهبون األوحد، همهم يجعلونها الحياة على آخرين وتقتلهم منها، نفسهم يملكون وال شهواتهم فتملكهم الفوات، وقت قبل بالتعلق تشقيهم أو الحتف، موارد توردهم أن األمر.. يستوي نهاية في

يستقر. وال يهنأ ال الذي الدائم الحديث. ولكنها العالم في تلك نتائجها إلى تؤدي الفرقة هذه تزال وما الهستريا، الجنون! وحاالت مبلغ تبلغ حتى " الحاضرة " مدنيتنا في تزيد

واالنتحار.. تتزايد الكامل، والجنون األعصاب، واضطراب الدم وضغط الطاقة بتدمير تؤذن خطرة درجة إلى الحديثة الحضارة ظل في

الواحدة النفس توزع التي الفرقة لتلك صدى وهي وتفتيتها، البشرية[.2] برباط بينها تربط ال ثم شتى وجهات في

عليها.. وحدة. الله فطره التي فطرته بحكم النفسي والكيان " " الالمادة " و " المادة والروح. تشمل والعقل الجسم تشمل وحدة

الروح. وسبحات العقل وتأمالت النفس ورغبات الجسد شهوات تشمل الروح ورفرفات الطليقة الفكر وتأمالت الغليظة الحس نزوات تشمل

الطائرة. وأن متعارضة، الكيان هذا جزئيات أن شك وال اتجاه.. في جانح منها كال

هواه! على منها نابت كل ينبت وشأنها، تركت إذا ذلك الله فطره التي الفطرة عجيبة البشري، الكيان هذا في العجيبة ولكن يتوحد، أن يمكن يجتمع، أن يمكن المنتثر، النافر الشتات هذا أن عليها، أكبر وترابطه، تلك وحدته - في عجب - من يصبح ثم يترابط، أن يمكن

األزل حقيقة من الفانية الذرة تقبس حين األرض! ذلك على قوة المادة فيها كالنور.. تمتزج طليقة، وتصبح وتتوهج، فتشتعل الخالدة،سواء! فهما والالمادة في كله وربطه المنتثر، النافر الشتات هذا لتوحيد األكبر والطريق

طريق! في واآلخرة الدنيا توحيد هو كيان، الحياة تتوزع ال عندئذ النفس تتوزع منفصلين. وال وعبادة عمال جسما ال ومثالية واقعية أو ونظرية، عملية األهداف تتوزع منفصلين. وال وروحا

تلتقيان! واحد، شيء فهما وينطبقان اآلخرة، بطريق الدنيا طريق يلتقي حين

المتعارضة. ويلتقي األهداف فتقترب النفس، داخل في هذا مثل يحدث

Page 11: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

النفس واحد. وتلتقي شيء فهو الجميع ينطبق ثم المتناثر، الشتات توحدت وقد األكبر، الحياة بكيان - تلتقي الموحد - بكيانها المفردة إطاره، في وتنسجم إليه، وتستريح معه، فتتالقى شتاته، وارتبط أهدافه ال الكون فضاء في المفرد الكوكب يسبح كما فضائه في وتسبح

يربطها وإنما األفالك، من بغيره يصطدم شامل واحد قانون جميعافسيح.

العجيبة! هذه يصنع واإلسالمويسر! سهولة في ويصنعهانظام. في واآلخرة الدنيا بتوحيد يصنعها

هg آتاك فيما )وابتغ [.3الدنيا( ] من نصيبك تنس وال اآلخرة الدار اللم من )قgل ه زينة حر تي الل بات لعباده أخرج ال زق من والطي هي قgل الر

ذين gوا لل [.4القيامة( ] يوم خالصة الدنيا الحياة في آمن اإلسالمية. ومن للحقيقة الصادقة الكاملة الترجمة الرسول كان وقد نفسه في واآلخرة الدنيا كانت ثم طريقا واحدا ونهجا " " حسبة و واحدا

واحدة. يكن لم أعماله من عمل أي واآلخرة؟ الله وجه به مقصودا

األرض؟ إلصالح والعمل الدنيا، في العمل عن كف لحظة واي أن الله فيها يستعين عليه وسالمه الله صلوات يكن الصالة.. ألم حتى

الناس هداية هي ورسالته األكمل، الوجه على رسالته أداء من يمكنهاآلخر؟! واليوم الله ليعرفوا األرض، في

واألرض واآلخرة، والدنيا والعبادة، تنقطع: العمل ال واحدة حلقةوالمساء! العملي المنهاج واضع وهو الحسنة، واألسوة القدوة هو والرسول

ليتطهر الناس يعتزل لم الواقع. والرسول عالم في اإلسالم لتحقيق منه. صحبة في وهم ومعهم أمامهم يقضيها معزل. فعباداته في لربه إلى تهفو بشرية نفس فكل يتعبد، الليل جنح في ربه إلى يخلو كان فإذا

الخلوة فوق الخلوة هذه في تصفو أن تملك نفس وكل الوقت، من حينا خلواته أعمق في أنه المهم اآلخرين. ولكن حضرة في تصفو ما

الله. رسالة بأداء المكلف الله، رسول أنه ينسى ال وأصفاها الناس الله. ويدعو سبيل في الله. ويسالم سبيل في يحارب والرسول

ويبني، الله. ويهدم سنة على الله. ويتزوج باسم الله. ويأكل سبيل إلى واليوم الله، سبيل في ذلك ويتوطن.. كل ويهاجر وينشئ، ويحطم الله. إلى بها يتوجه عبادة إذن عمله الله. فكل يلقى يوم اآلخر،

الله... إلى الطريق واحد.. هو طريق أمامه والطريق يسير غيره، طريق ال الذي األوحد الطريق هذا في يسير وهو ال قدما

المسير.. عن يكف يتحول.. وال وال يتلفتالطريق. في يسير كان حياته من لحظة آخر إلى في بالعمل لآلخرة ويعمل اآلخرة، يبغي وهو الدنيا في يعمل كان

األرض.

Page 12: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gم أكملتg اآلية: )اليوم نزلت حين حتى gم لك gم وأتممتg دينك نعمتي عليكgورضيت gمg عيناه.. فدمعت النهاية أنها عمر دينا( وأحس األسالم لك

انشغاله يزايله لم األخيرة اللحظة في الموت.. حتى مرض في حتى البشرية.. برسم األرض.. بهداية الناس.. بإصالح الدنيا.. بأمور بأمور

عراه.. وتوثيق الدين أركان عليه.. بتوطيد يسيرون الذي المنهج لكم أكتب بكتاب " إيتوني عليه يشتد والوجع يقول وكان تضلوا ال كتاباأبدا.. ". بعدهيغرسها.. وكان الفسيلة يده في كانتمواله.. إلى الطاهرة الكريمة روحه فاضت حتى منها يديه يدع ولم

* * * ذلك في وإن البشرية به ويهدون بنبيهم، المسلمون فيه يقتدي لدرسا

السبيل. سواء إلى الضالةاآلخرة. بطريق الدنيا طريق يربطوا أن يتعلمون الحياة. ليس صميم هو وإنما الحياة، عن عزلة ليس الدين أن يتعلمون

مع مركبهم فيه يركبون فال المضطرب الصاخب الحياة تيار عن عزلةالراكبين.

أن عليهم ينبغي أنه أحسوا إذا دينهم يخدمون وال ربهم يرضون ال وأنهماألرض. إلصالح وعملوا الحياة معترك دخلوا إذا والدين الله ينسوا

أو الجامعة أو المدرسة دخلوا إذا الدين يخدموا ولن الله يرضوا لن لألرض يعملون اآلن أنهم حسابهم وفي المتجر أو المصنع أو المعمل

األرض عمل من يفرغون حين أخرى لحظة في وأنهم للدنيا، ويعملونإليه! ويتوجهون فيعبدونه الله، - إلى عادوا - إذا سيعودوناإلسالم! من ذلك كال! ليس

باسم ويتعلموا الله، باسم ويتزوجوا الله، باسم يأكلوا أن اإلسالم إنما سبيل ويستعدوا.. في ويتقووا وينتجوا ويعملوا الله، سبيل وفي الله

طريق ألنهما الدنيا، عن اآلخرة وال اآلخرة، عن الدنيا تشغلهم الله. اليفترقان. ال واحد الطاقة درسوا إذا أنهم يتعلمون ذلك: حين المسلمون يتعلم وحين بالله متصلين يكونوا أن يمكن والحرب السلم في واستخدامها الذرية السياسية النظم يدرسون وهم أنهم يتعلمون الله. حين سبيل وفي

وهم الناس على يطبقونها أو االجتماعي، واإلصالح واالقتصادية الله. حين سبيل وفي بالله متصلين يكونوا أن يمكن أمورهم، يسوسون الحياة هدف يحققون أزواجهم مع خلوتهم في وهم أنهم يتعلمون

الله.. سبيل في ويكونوا الله اسم يذكروا أن يمكن األكبر، أن يتعلمون حين عمال ال المتفرقة الكثيرة األرض أعمال من واحدا

وهو اإلنسان عليه أقدم إذا اآلخرة إلى الطريق عن يخرج أن يمكنالله.. إلى متوجه بالله مؤمن مسلم

Page 13: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

وال الدنيا، بإصالح إال اآلخرة يخدموا أن يمكنهم ال أنه يتعلمون حين بل آخر إلى يظلوا أن عليهم وأن األرض، طريق عن إال لآلخرة يصلوا يصلوا فلن وإال فسائلها، ويغرسون األرض يعمرون حياتهم من لحظة

الله.. رضوان إلىحقا.. مسلمين يكونون ذلك حين

كان كما األرض، سطح على كلها لألمم قدوة يكونون ذلك وحينقدوتهم. هو الرسول

gون سgولg )ليك الر gم شهيدا gوا عليك gون هداء وتك gاس(. على ش الن خاصة. المفتون وللغرب كله، للعالم يعلمونه ما لديهم يكون عندئذ

وهو قرن، ربع في متواليتين بحربين فقام الجنون أصابه الذي الغرباألرض! لتدمير يستعد اليوم

" من " الله ألغيتم األرض: لقد كل في للناس يقولوا أن يستطيعون العلم، تعلم وعن األرض، تعمير عن يعوقكم أنه ظننتم ألنكم حسابكم

بالحياة! االستمتاع وعن األرض، طاقة استغالل وعنكذلك! ليس الواقع في ولكنه

م من إليه: )قgل تهفون الذي هذا كل إلى يدعو إنه ه زينة حر تي الل البات لعباده أخرج زق( وإنما من والطي توحدوا أن فقط يريد الر

تجعلوا فال طريقكم، للدنيا طريقا وإنما منفصلتين، لآلخرة وطريقاالله. إلى الطريق هي واآلخرة، للدنيا واحدة طريق

* * *العجيب. الحديث هذا من نتعلمه الذي الوحيد الدرس هو هذا وليس

الحياة! مع يأس فال من اليأس بسبب واحدة لحظة ينقطع أن ينبغي ال األرض في والعملالنتيجة!

حين كلها، الدنيا الحياة تنقطع حين لحظة، بعد القيامة تكون حين فحتى العمل عن الناس يكف ال عندئذ العمل.. حتى من ثمرة هناك تكون ال

فليغرسها! فسيلة يده في كان ومن للمستقبل، التطلع وعنعليه! واإلصرار فيه واالستمرار للعمل عجيبة دفعة إنها

العمل! من يمنع أن يمكن اإلطالق على شيء ال لها وزن ال ".. كلها " المستحيالت الميئسات.. كل المعوقات.. كل كلالعمل. عن تمنع حساب.. وال وال

األرض تعمر الجبارة الروح هذه وبمثل المدنيات فيها وتشيد حقاوالحضارات.

في والعمل األرض، لتعمير يدعو وهو اإلسالم أن األمر في ما كل اآلخرة، وطريق الله طريق عن والمشاعر باألفكار ينحرف ال سبيلها،

". " األخالق و العملية الحياة بين وال واآلخرة، الدنيا بين يفصل ال ألنه يعنيني وال األرض، - فألعمر المنحرف الغرب يقول - كما يقول ال إنه مقاييس! ال ولألخالق مقاييس فللعمل تهبط، أو الناس أخالق ترتفع أن

Page 14: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

المبتسرة النظرة " يعجبني! فهذه " إنتاجه دام ما الرجل أخالق تهمني العمار تحيل أجيال. وأن في بنته ما لحظة في تدمر أن تلبث ال الهابطة

النفوس لتوزع الهابطة المبتسرة النظرة هذه إن خراب! بل إلى كله القريبة النتيجة فتكون والمثال، الواقع وبين والشر، الخير بين واألفكار

للنفوس تدمير وحده وذلك واالنتحار، والجنون العصبية األمراض هيالرهيب. والخراب الشامل الدمار يحدث لم ولو للطاقة، وتبديد

أروع يبنون به ويعملون بدينهم يؤمنون وهم المسلمون كان وقد طريق عن ينحرفون مفاهيمها.. وال أرفع وينشئون األرض حضارات

الله. في واالنسياح والفتح والتعمير، لإلنشاء " تدفعهم " العمل طاقة كانت

في غيرهم يبلغه لم ما الزمن من خاطفة لمحة في فبلغوا األرض، مكان كل في وأقاموا قرون، - تزال - وما كانت اإلنسانية للعدالة مثالواألساطير. لألحالم ينظرون كما إليها ينظرون البشرية، على غريبة الروم جيش باحتشاد علم يوم الشام ألهل الجزية عبيدة أبو أعاد حين

أموالكم عليكم رددنا لهم: " إنما وقال حمايتهم، على يقدر أال وخشي نمنعكم، أن علينا اشترطتم قد الجموع. وإنكم من لنا جمع ما بلغنا ألنه على لكم ونحن منكم أخذنا ما عليكم رددنا ذلك. وقد على نقدر ال وإنا

". عليهم الله نصرنا إن وبينكم بيننا كتبنا وما الشرط على اإلسالم أنشأها التي المعجزات بإحدى يقوم كان ذلك صنع حين في ويضرب الغاية، أقصى إلى عمله في األرض. يعمل. ويجتهد وجه

ذلك في واحدة لحظة الله ينسى ويغزو. وال األرض. ويحارب مناكب ذلك يعمل ألنه اآلخرة، إلى طريقه عن الدنيا في طريقه يفترق وال كلهالله. سبيل في كله

من الله وأمكنه الصليبية الحروب في الدين لصالح النصر تم وحين داخل المسلمين وذبحوا الله، بعهد قبل من غدروا الذين دينه أعداء البشرية.. حرمات كل على ووحشية بغلظة واعتدوا المقدس، البيت

- وهو السيف رقابهم في يعمل ولم بهم، يمثل ولم لنفسه، يثأر لم صفح - بل بالمثل معاملة واألرض السماء شرائع كل من بذلك مأذون" كلها.. " البشرية النفس وعلى نفسه على وارتفع وعفا، اإلسالم.. يعمل معجزات من أخرى بمعجزة يقوم كان ذلك حين

إلى طريقه عن األرض في طريقه يفترق وال الله، ينسى ويعمل.. والاآلخرة. اإلسالم كان وبذلك التاريخ.. في فذا اإلسالم بناه الذي البناء وكان من ضربات من أصابه مما بالرغم فريدا

السواء. على الخارج ومن الداخل لتعمير العمل على يحثهم وهو برسولهم يقتدون المسلمون كان لقد

وإنما الله، لها يشاء حين تثمر فسائل من أيديهم في ما وغرس األرض، جديد! مكان في يغرسون غيرها إلى ويمضوا يغرسوها، أن فقط عليهم

مكان، كل في الخير نبتات من يغرسون ما به فيغرسون به ويقتدون

Page 15: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األرض مطامع تدفعهم اآلخرة. ال وإلى وحده الله إلى يتجهون وهمالله. تقوى عن المنبتة النفس شهوات وال الله، طريق عن المنبتة األرض، ظلمات في المشرق النور وكانوا وسادوا، تميزوا وبذلك

في نظام. وأوربا وكل علم وكل عمل وكل سوك كل في والقدوة واالنحطاط.. حتى والتأخر والحروب الفرقة تأكلها الجاهلية ظلمة

غفوتها من فأفاقت الصليبية، الحروب في اإلسالم من قبسات قبست ثم اآلخرة.. ومن وطريق الله طريق غير على ".. ولكن " تنهض وبدأت

كالمجنون المس.. تنطلق من الشيطان يتخبطه كمن إال تقوم الالطريق. آخر في والهوة

إذا تنفعهم الله رسول في قدوة اليوم الكسالى المسلمين أمام وإن يعملوا أن عليهم معانيها. إن وتدبروا بصائرهم لها فتحوا وال دائما

الطويل. القعود ليعوضوا الطاقة وفوق طاقتهم، جهد يكلوا.. يعملوا وميدان العلم ميدان العمل: في ميادين من ميدان كل في يعملوا

وميدان السياسة وميدان االقتصاد وميدان التجارة وميدان الصناعةالفكر.. وميدان الفن

إليه؟ نصل أن يمكن وماذا العمل؟ قيمة يقولوا: ما وال يعملوا أن عليهم اللحظة. فإنما تقوم القيامة كانت ولو الفسيلة يغرسواالنجاح! تمام الله وعلى يعملوا،

* * *درس! أي درس الحديث هذا في لهم خاصة والدعاة الناس أشد هم فالدعاة إلى حاجة وأشدهم اليأس، لنوبات تعرضاالثبات!

مرة تدفعه أن تلبث ال المال دفعة ولكن الكسب، من التاجر ييأس قدالطريق. في السير إلى أخرى

تفتح أن تلبث ال السياسة تقلبات ولكن النصر، من السياسي ييأس قد له لصالحه. فيستغله منفذا البحث على المثابرة النتيجة.. ولكن إلى الوصول من العالم ييأس قد

النهاية. إلى توصله أن كفيلة والتدقيق إلى حاجة في وهم لليأس، معرضون حرفة المحترفين البشر ألوان كل

هذا في كالدعاة ليسوا ذلك مع ولكنهم الطويل، والحث الدائم التشجيع فأهدافهم الشأن، وعوائقهم قريبة، تكون ما غالبا قابلة تكون ما غالباللتذليل.

المصلحون. كذلك وليس من أعصى " والنفوس " النفوس مع ولكن المادة مع يتعاملون ال إنهم

واالنحراف. الزيغ وعلى المقاومة على وأقدر المادة، وعدم دعوتهم، عن الناس انصراف هو الدعاة قلوب يأكل الذي والسم ما بقدر األحيان من كثير في مقاومتها بل الحق، من فيها بما اإليمان

الصالح! من فيها ما بقدر وعصيانها الحق، من فيهاالطريق. في الدعاة.. ويتهاوون ييأس عندئذ

Page 16: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

من الطليق. إال المشرق األعلى األفق من قبسة روحه قبست من إال عن اللحظة تقوم القيامة كانت ولو الفسيلة يغرس أن روحه أطاقتيقين!

* * * عن يتعلموا أن الناس الدرس. أحوج هذا إلى الناس أحوج الدعاة

القليلة الكلمات تلك تتضمنه الذي العجيب التوجيه هذا الرسولوالتنسيق. الزخرف من الخالية البسيطة

المضيئة اللمحة هذه الرسول قبسات من يقبسوا أن الناس أحوج هم في وتغرس اليأس، ظلمة قلوبهم في فتنير الموحية، الدافعة الكاشفةحين. بعد لتثمر األرض في الفسيلة تغرس كما األمل، نبتة نفوسهم

وحده، الجهد عليكم ولكن الجهد، ثمرة عليكم لهم: ليس يقول إنهنتائجه! إلى تتطلعوا وال ابذلوه واجبكم وأن مهمتكم، وهذه واجبكم هذا أن كامل بإيمان ابذلوه

في ال األرض، في الفسيلة غرس عند هناك، بكم ينتهيان ومهمتكمالثمار! التقاط

لهم يقول عليهم! إنما يضحك وال بهم يغرر ال ذلك لهم يقول إذ وهوالصواب! الواحد الشيء الرياح وحولها تثمر، وكيف الفسيلة تثمر نفسك: متى تسأل فحين

جانب؟ كل من والشر واألعاصير الفسيلة تطرح أن إلى التفكير بك يصل وحين يديك.. منها وتنفض جانباى تثمر؟ كيف حينئذ تعيش؟ أن لها وأن

يديك؟ من أفلتها حين أنت قتلتها أما تكون بالدعاء.. حينئذ لله يديك وترفع األرض في تغرسها حين ولكنك

ويرعاك. يرعاها الذي الحق إلى بها وعهدت الحق، مكانها أودعتها أنت. عملك من هذا الثمار؟! ليس تكون تسأل: متى أن يشغلك وال

لست - لو طوقك في ال الغيب. و علم لك األقدار. وليس على مهيمناالدوار! من نفسك تمسك - أن علمتهانتهاء؟! وال له حد ال الذي الفسيح الواسع الله ملك في أنت تكون ومن في ومكان وقوة وزن وله كيان له متحرك حي أنت: مخلوق أنت وإنما الكون، وصانع األرض صانع من قبسة روحك تقبس حين األرض، تاريخ

الكبير. الكون هذا بين من أنت وصانعك كصيرك إذن له تدع أفال الفسيلة هذه كذلك له تدع ال أو إليه؟ مطمئنا

بدورك تكتفي ال الثمار؟! أو لها ويطلع لك يرعاها غرستها التي يحملك لم أن الله وتحمد الفسيح، الهائل الملكوت في منك المطلوب

الميسور؟! المحدود هذا دورك سوىالثمار! تطلع ذلك تصنع وحين

سحر! وال ذلك في عجب ال

Page 17: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

صنعت، وما بك فيعجب غيرك فيجيء وتمضي، دورك تؤدي أنت وإنماالثمار. وتطلع فتنمو، غرست، التي فسيلتك يتعهد فيذهب فيحبك،

تكون وقد في حي وأنت الثمرة فترى األرض، " بمقاييس " سعيداالمحدود. عمرك

الثمار.. ترى أن قبل تمضي وقدالله؟ جوار غير جوار إلى الله، غير ألحد تمضي هل تمضي؟ أين ولكن أو هنا، الثمرة رأيت قد تكون أن هناك، إلى تصل حين عليك إذن فماذاسيان. النهاية في كال! إنهما هناك؟ وأنت تراها ولم األرض في الفسيلة غرست أنك ربك جوار في وأنت ترضى وإنماواإلهمال. اليأس يقتلها يدك من تدعها

* * * في كان للناس: إن الرسول يقول حين الخيال في دعوة إذن ليست

فليغرسها. فسيلة أحدكم يد على المشهود األرض، في الواقع الحق. الحق دعوة صميم هي وإنماالتاريخ. مدار

ويصل السبل بهم تضيق حين إليها الناس أحوج األرض كل في والدعاةالقتال. اليأس سم قلوبهم إلىنفسه. الرسول سيرة يتدبروا أن الناس أولى وهملحظات! بعد يكون ما يدري ما وهو الفسيلة يغرس كان لقدفتقتله. قريش به تأتمر قد يهلك قد المؤمنين. من معه ومن هو الشعب في جوعا غد.. أو ثمة يكون فال الغار إلى طريقه في وهو الكفار به يلحق قد

بالرعاية ويتعهدها الفسيلة، يغرس ذلك لحظة.. ومع بعد القيامة تكون مطمئن وهو بالثمار، الله يؤذن حتى الواجب يؤدي دام ما الله إلى دائما

المطلوب. إلى يدعون حين به يقتدوا أن إلى الدعاة يحتاج الذي المثل هو ذلك

اإلصالح.فليغرسها! فسيلة يده في كان من كل من والشر واألعاصير الرياح وحولها تنمو نفسه: كيف يسأل وال

جانب؟شأنه.. ذلك فليس نفسه، يسأل ال

لله ذلك فليدع الذي الحق إلى بها وعهد الحق، مكانها أودعها أنه نفسه ولتطلب

ويرعاه. يرعاهاــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح في القارئ عنه. " عمدة الله رضي أنس عن حسن بإسناد المنتخب في العزيز بن علي [ ذكره1]". والزراعة الحرث باب العيني، الدين لبدر البخاري صحيح

ليس أنه أي كمرض، الدائم بالصداع مصابون األمريكيين من المائة في عشرة أن طبي إحصاء في [ جاء2] النسبة هذه إن التقرير قال يشفى! ثم ال دائم صداع هو وإنما المسكنات، تشفيه الذي الطارئ الصداع

االرتفاع. في آخذة

Page 18: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

[.77] القصص [ سورة3] [. 32] األعراف [ سورة4]

Page 19: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

فريضة العلم طلب

[.5" ] مسلم كل على فريضة العلم " طلب لهم وينير األرض، مسالك في به الله يهدي الذي النور العلم.. هذا

في بها يهتدى النجوم كمثل األرض في العلماء مثل السبيل: " إنالهداة" ] تضل أن أوشك النجوم انطمست فإذا والبحر، البر ظلمات

6.] " والشعاع " المجهول على المفتوحة الضخمة النافذة العلم.. تلك

الظلمات. إلى النافذ كيانه، ويوسع حياته، اإلنسان بها يمد التي الهائلة الطاقة العلم.. تلك

وال القريب، الضيق واقعه في ينحصر وال نفسه، ذات في ينحصر فال األرض. وإنما محيط في ينحصر ال فيه. بل يعيش الذي جيله في ينحصر يفهم أن ويحاول الماضي، إلى فينفذ عليه، ويزيد كله هذا يشمل

خالل من اتساعه على الكون ويرقب الحاضر، ضوء على المستقبل من " المحسوسة " المادة تنفلت ونظرياته.. وينطلق.. كما مناظيره

وتصبح الضيق نطاقها الوحشة، في اآلفاق.. " األنيس في يدور شعاعا السراء على والدليل الخلوة، في والمحدث الغربة، في والصاحباألعداء.. على والسالح والضراء،

[.7تابعه.. " ] والعمل العمل إمام الحرام. وهو من الحالل يعرف وبه بها وكرمه لإلنسان، الله منحها التي العجيبة الربانية المنحة العلم.. تلك

تعودناها! ألننا غافلين بها الخلق. نمر معجزات إحدى وفضله. وهي يقع حين إال البهر من قلوبنا تخفق وال العجب، من أفواهنا نفتح وال

يفتح أو الكون، أسرار من هائل سر على العلم بابا على جديدا " الحياة سواء! كشأن والكبير الصغير في المعجزة أن المجهول.. مع

gعجز األحياء! أعقاد في تعجز كما المفردة الخلية في " ت اإلسالم كان العلم.. لقد هذا الذي وهو ويعظمه، به يحتفل أن حريا

لكل القلوب يوجه الذي وهو ويعظمها، كلها الحياة بطاقات يحتفلالله.. آيات من آية وكل الله، منحها منحة الرسول كان ولقد الذي وهو منزلته، ويرفع العلم على يحث أن حريا الوحي عليه نزل ك فعلمه: )اقرأ ذي األكرمg ورب م ال عل م بالقلم عل

هو اآلفاق. ثم به له وتفتحت العلم، حالوة يعلم( فذاق لم ما األنسانالوحي: هذا من يتلو الذيما ه يخشى )إن [.8العgلماءg(! ] عباده من الل يظل العلم، على يحث وهو الرسول استخدمه الذي التعبير ولكن الخاصة، وإيحاءاته الخاصة دالالته له وتظل كله، هذا مع عجيبا

حماه! إلى واصل بالله، وصول رسول، عن إال تصدر ال التي وتوجيهاته"! " فريضة العلم طلب وحدها تشع المفردة الكلمة هذه وحدها وتفتح النور، من أمواجا آفاقاالحياة. من

Page 20: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

المؤمنين. قلوب في الفريضة تعني ما فريضة.. فلننظر تشغله أن يجوز يؤديه. ال أن اإلنسان على مفروض : واجب أوال إنهاالعقبات. تقعده أن المشاغل. وال عنه

فهو ثم ومن إليه، به ويتعبد الله إلى اإلنسان يؤديه ثانيا: واجب وهيبإخالص. بنظافة. ويؤديه بأمانة. ويؤديه يؤديه بهذه اإلنسان قام فكلما الرب، إلى العبد يقرب ثالثا: عمل وهي

به الله. فيزداد من يقترب أنه أحس العبادة، بهذه أو الفريضة، إيمانا ويزداد وحبا، خشية له ويزداد وتعلقا، رحابه، في بالرضا إحساسا

عطاياه. على والشكر " معاني كانت المؤمن. وتلك القلب " في " الفريضة معاني بعض تلك

المسلمين! نفوس " في العلم

* * * أو اآلخرة عن إحساسهم في تنفصل الدنيا أن قط المسلمون يشعر لمالحياة. عن ينفصل الدين أن

عليها ورباهم الله لها وجههم - التي الواصلة الشاملة الروح وبهذه وأفكار وعبادة، عمل من كلها، الحياة شئون يأخذون - كانوا رسوله

ونظام.. وشريعة ومشاعر، " أنه العلم.. على يأخذون كانوا ذاتها الواصلة الشاملة الروح وبهذه

" وتصل بالعقيدة، العمل وتصل بالسماء، األرض " تصل فريضة".. بالله. المعرفة

علم ليس الشامل.. فهو المدلول " هذا " عقولهم في للعلم كان وحدها النظريات علم وحدها. وليس السماء علم وحدها. وليس األرض

كله، ذلك التطبيقات. ولكنه علم أو بالعقيدة مشموال بالله. ومرتبطا كلها. المعرفة شملت حتى نظرهم " في " العلوم امتدت ثم ومن

اللغة. علوم وكالم. ومنها وتوحيد وشريعة فقه من الدين علوم فمنها كان ما آخر والرياضيات.. إلى والكيمياء والطبيعة الفلك وعلوم معروفاالعلوم. من يومئذ

يحمل تراثهم يكن ولم علم، - أمة اإلسالم - قبل العرب يكن ولم شيئا اللغوية.. ولكن والبراعة الشعر همهم كان المعرفة. إنما من قيمة ذا

التي العجيبة والطاقة نفوسهم، في اإلسالم أحدثها التي الجبارة الهزة حولتهم قد األرض، فجاج - في بعد - من وأطلقها كيانهم، في جمعها

العقيدة. وميدان ميدان ميدان. في كل في تضرب هائلة قوة إلىكذلك. المعرفة السياسة. وميدان الحرب. وميدان

كيانهم: المعرفة في تتأجج المعرفة في الشديدة بالرغبة أحسوا لقد العلم، يطلبون وغربوا ميدان. فشرقوا كل لون. وفي كل من

كله، لذلك الطريق. ويتفتحون في منه يجدون ما كل على ويستحوذون الحياة تربط التي اإلسالمية بصبغتهم ويصبغونه ويمثلونه ويهضمونه

Page 21: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

إليه يضفون العقيدة. ثم برباط كلها جديدا بالجد لهم يشهد قيماوالنماء. والقوة والمقدرة، بالبراعة يشهد كما والعزيمة،

الهند وفي ناحية، من اليونان في مزدهرة وقتهم في المعرفة كانت بالعلوم. وفي زاخرة كذلك الصين كانت ناحية. كما من وفارس هذه إلى يشير " ما الصين في ولو العلم القائلة: " أطلبوا الحكمة

في الطاقة أقصى يبذلوا أن للمسلمين الرسول توجيه وكان الحقيقة،الصعاب. يبالون ال ذلك سبيل في فنشطوا العلم، سبيل في المسلمون وتفقه كله، بهذا اإلسالم ألم خاطفة سرعة وفي

واإلضافة، البناء في أخذوا ثم الحين، ذلك في المعروفة األرض معارف في جانب. عبقريات كل في العباقرة من هائل حشد بينهم من وظهر اقتصاد من فيها بما كلها للحياة النظرية األسس يشمل - والفقه الفقه

العلوم في - وعبقريات اجتماعي وتنظيم وسلم وحرب وسياسة والكيمياء والطبيعة والفلك الرياضة العملية: في العلوم وفي النظرية البشرية بالمعرفة دفعت خالدة، أسماء التاريخ منهم يحفظ والطب، الهيثم بن - كالحسن بعضهم األمام. وظل إلى جبارة خطوات - أستاذا

عليه يتتلمذ عشر، التاسع القرن حتى العلمية وكشوفه مادته فياألوربيون.

العالم في العلم شملت " التي " الروح هو كله ذلك في المهم ولكن". " الفريضة اإلسالمي.. روح

حياتهم تظلل التي هي والرسول الله من استقوها التي التعاليم كانت فريضة وجدانهم في المعرفة مشاعرهم. وكانت على وتسيطرالفريضة. صورة وفي الفريضة بدافع يؤدونها،

تشمل العقيدة. قداسة كقداسة قداسة الناس نفوس في للعلم كان بالتقوى، ويحس بالرهبة، يحس الطالب. كالهما تشمل كما المعلمالله. رحاب في والفرحة بالراحة ويحس بالنظافة، ويحس

األعماق. من ". يؤدى الداخل " من يؤدى مقدس، واجب إنه فريضة أداءه ألن الناس إلى فريضة. ويؤديه ألنه العلم يحصل األستاذكذلك.

للصالة. المسجد إلى يسعون كما طلبه، إلى يسعون والطالبنظيف. وكالهما مخلص كالهما

اليوم أعجبنا - سواء المسلمون أولئك خلفه الذي العلمي والمحصول " عليه " نتفضل لم أم الحديثة المعارف بعقلية إليه ننظر ونحن

فيه.. بذل الذي العنيف الصادق بالجهد يشهد - محصول باإلعجاب النقود! وإنما يكسب أو الشهرة ليكسب! يكسب يؤلف واحد يكن لم

على " فأذاعه " شيء إلى فوصل واستنبط، وجد بحث ألنه يؤلفالناس.

وحده كان " للعلم " االنقطاع و تفسده ال الذي الصدق هذا على دليالاألغراض.

Page 22: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

" " علم في الوحيدة السمة هما واإلخالص الصدق يكن ولم"! " الفريضة معاني كل يستنفد ال المسلمين. فذلك

تركتا أخريان، مزيتان هناك كانت وإنما طابعا الحياة في أصيالعام. ألف من يقرب ما اإلسالمية

إلى القلوب يقرب " - كان " فريضة - وهو العلم أن األولى المزيةهداه. عن يبعدها الله.. والوالدين! العلم بين البغيضة الفرقة تلك اإلسالم في تحدث نعم.. لم

يتقرب كيف الله؟ إلى اإلنسان بها يتقرب فريضة والعلم تحدث وكيفمنه؟! والنفور عنه بالبعد إليه

أولى لإلنسان. وهي وهبها التي المعجزة الله. موهبته نور العلم كال! إنبالكفران! ال بالشكر رقابهم، في أن المسلمون. أحسوا أحس وكذلك يؤدونه. فهو لله دينا

يفكر الذي العقل لهم ". وهب " المعرفة " و " الحكمة لهم وهب قد التجربة. من االستفادة على القدرة لهم ويستنبط. وهب ويكتشف

في نفخ الله أن لوال ليوجد يكن لم الذي العلوي الشعاع ذلك لهم وهب لله الشكر. الشكر دين. هو ذلك لقاء روحه.. فعليهم من اإلنسانالوهاب. المنعم

إيمانا. ويزيدهم يزيدهم العلم كان ثم ومن بالله: تعلقاماوات خلق في )إن يل واختالف واألرض الس هار الل gولي آليات والن أل

ذين األلباب ون ال gرg ه يذك الل قياما gوبهم وعلى وقgعgودا ن gون ج gر في ويتفكماوات خلق نا واألرض الس هذا خلقت ما رب بحانك باطال gعذاب فقنا س

ار( ] [.9الن السماوات خلق في يتفكر ". الذي " يتعلم الذي المؤمن روح تلك

وحقائق ونظريات قوانين إلى ذلك تفكره من واألرض. ويصل يمشي وهو األرض تعميره في " وتفيده " معلوماته تزيد وتطبيقات،

الله. معرفة إلى كله ذلك [ فيدعوه10] الله رزق من ويأكل مناكبها في ": )ما " الحق واألرض. القصد السماوات خلق " في " القصد ومعرفة ويطلب النار إليه. ويتوقى الله. ويتقرب باطال( فيسبح هذا خلقتنا الله وعد تحقيق نا بالنعيم: )رب سمعنا إن gنادي مgناديا gوا أن لإليمان ي آمنgم ك ا برب نا فآمن gوبنا لنا فاغفر رب ا وكفر ذgن ئاتنا عن نا األبرار مع وتوفنا سي رب

لك على وعدتنا ما وآتنا gس gخزنا وال رg ك القيامة يوم ت gخلفg ال إن الميعاد( ] ت11.] أن اإلسالمي التاريخ في يحدث ولم يبحث أو الطب في يبحث عالما نفسه الكيمياء.. وجد في يبحث أو الطبيعة في يبحث أو الفلك في

العلمي البحث عن تعطله العقيدة أن وجد أو العقيدة، عن معزوال العلم بين مسلم قلب في والخصومة الحرب تقم الدقيق! ولم

العقيدة ظالل في العلم عاش والدين. وإنما العلم بين أو والعقيدة المتعنتون بها أقر هائلة، علمية كشوف إلى ويصل وينشط، يتقدم

Page 23: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يحدث أو لحظة الطريق يفترق أن دون أوروبا، علماء من أنفسهمالشقاق.

والصيام الصالة تؤدى كما تؤدى الله، " إلى " فريضة كان العلم أن ذلكوالزكاة!

* * * العلم كون من كذلك - الناشئة المسلمين علوم في الثانية والمزيةاإليذاء! أو الشر في قط تستخدم لم - أنها فريضةوعبادة؟ فريضة وهو الشر في العلم يستخدم وكيف

تسبيح، ومذاكرته عبادة، وطلبه خشية، لله تعلمه فإن العلم، " تعلموا" ] قربة ألهله وبذله صدقة، يعلمه ال لمن وتعليمه جهاد، عنه والبحث

12.] وعبادته، الله، خشية تحفه الذي الطريق هذا في الشر ينبغ فأين

إليه؟ والتقرب وتسبيحه، ألنها الشر في تستخدم لم المسلمين علوم أن البال على يخطر ولقد " وعلوم الذرة بطاقة قيست إذا للشر، تصلح ال بسيطة بدائية كانت

العشرين! القرن " في التدمير كذلك! فإن ليس والواقع - وأبسط المسلمين علوم من أدنى علوما

فيه! وتستخدم الشر على تقدر - كانت وبابل الفرعونية مصر في - العلماء هم األغلب في - وكانوا القديمة مصر في الكهنة استخدم فقد

واالستحواذ السحر، في والنجوم والطب الكيمياء معارف استخدموا القلوب على المطلق السلطان إلى والتوصل بالباطل، األموال على

بالعبودية الناس أمور كل في والتحكم والعقول، واألجسام واألرواحواإلذالل.

للناس، يبيحونه ال العلم بهذا يستأثرون وكانوا بالنفع، ألنفسهم إيثارا فرعون العبيد.. عبيد به يذلون الذي الكافر السلطان على واستحواذا

تفريق. بال " كله " الشعب وهم الكهان، وعبيد بساطة لتمنعهم تكن فلم للشر العلم يستخدموا أن المسلمون أراد ولو

السوء.. عمل عن تعجزهم وال علومهم،الله. عن القلوب به يصرفوا أن الشر أقرب

وينالوا المتدفق المال فينالوا والجهالء السذج على به يضحكوا وأنالسلطان.

العامة.. عن يحبسوه وأنوالسالطين.. الملوك إلى به يتزلفوا وأنالسلطان. مظالم ليبرروا به يلتووا وأن

العلم أن مضيئة.. تشهد مشرقة رائقة التاريخ.. صفحة هو وهذا أراد للشر. بل يستخدم ولم للشر يسع لم اإلسالمي الله وجه دائما

يطالبه الجائر السلطان أمام كثيرة مرات في الخير. ووقف إلى وتوجهالكادحين.. وحق الله بحق

Page 24: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

حماه. إلى العلماء بها يتقرب الله، إلى فريضة كان أنه ذلك* * *

أخرى.. صفحة على لنطلع المضيئة المشرقة الصفحة تلك نطوي واآلنالغرب. صفحة

تزال اإلغريقية. وما والثقافة الرومانية اإلمبراطورية وريثة هي أوربا بشعور المنبعين، هذين من تستمد الفكرية وتياراتها المادية حضارتها

شعور. أوبغير األوربيين من إحساسها - طريقة المبكر تاريخها من ورثته - فيما أوربا ورثت وقدالدين. في واعتقادها بالله

األيام! من يوم في حقة نصرانية تكن لم أوربا أن نعرف أن وينبغي في لها األوربيين وتعصب فيها، المسيحية انتشار من الرغم على

على يرد يزال ال مما الرغم التفتيش. وعلى ومحاكم الصليبية الحروب"! المسيحية " الحضارة عن تتحدث حين الغربية األلسنة بعض

قصارى كان األيام. وإنما من يوم في الحق الدين تطبق تكن كال! لم أرواحهم وتتأثر المعبد، في قلوبهم لها تلين أن عندهم المسيحية

الحياة تحكم ال ولكنها المرفرفة، الروحية وسبحاتها السجية بأنغامها في صالتهم من الناس خرج األرض. فإذا هذه أمر في تحكم وال العامة، اإلغريقية الرومانية الوثنية إلى وعادوا الدين، روح عنهم ارتدت المعبد

وتنظيماتهم وتشريعاتهم ومشاعرهم، أفكارهم منها يستمدون القديمة،العريقة..! المادية حضارتهم وكل القشرة - تحت األوربيين شعور ال في ظلت فقد األمر كان ما وأيا

وجدانهم في تؤثر الله، إلى اإلغريقية النظرة - تلك الرقيقة المسيحيةاألعماق. في الديني إحساسهم وتطبع نحوه،اآللهة؟ الله.. أو تصور اإلغريقية األسطورة كانت فكيف

تعرض كانت التي الزرية الصورة وال كلها، األساطير هنا نستعرض لن تقدير أحسن - على فتصورهم اآللهة، بها ولكن القوة، فائقي - بشرا

يتورع التي النزقة واالنحرافات الطائشة بالنزوات مشحونة نفوسهم في داللة ذات واحدة أسطورة نستعرض العاديون.. وإنما البشر عنها

المقدسة! النار سارق برومثيوس " هي " العلم موضوع دائم صراع عالقة واآللهة البشر بين العالقة تصور األسطورة هذه

أو العطف أو الرحمة مشاعر فيها ترف ال وأحقاد. عالقة وضغينةجديد. من يشتعل حتى أوراها يهدأ المودة.. وال

يريدون "! البشر " المعرفة المقدسة: نار النار على قائمة والمعركة كلها، الكون أسرار ليعرفوا المقدسة، النار هذه على يستولوا أن

وحدها لتنفرد وعنف، وحشية في عنها تردهم آلهة! واآللهة ويصبحوابالسلطان! دونهم وتتفرد بالقوة،

في اندست التي والله! العالقة البشر بين العالقة طبيعة هي إذن تلك وعي. بغير ومشاعرهم أفكارهم تصرف وصارت األوروبيين، أوهام هذا عن راضين غير الله! وهم لمشيئة يخضعهم الذي هو وحده العجز

Page 25: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

" " القوة يطلبون دائمة محاولة في عنه. فهم ساكتين وال العجز ". يحاولون " المعرفة ويطلبون - يقهروا العجز. أو هذا يقهروا أن دائما

الالشعورية - بلغتهم الطبيعة. أو - قوة بلغتهم " - " ينتزعون أيضا أن يحاولون كانوا الذي القديم الوثني اإلله من األسرار! ينتزعونها

المقدسة! ناره منه ينتزعوا أعماق - في الغربية النفس أعماق في المطبوع الخفي الدافع وبهذا

" ترفع " العلم يخطوها خطوة كل أن الغربيون - يحس الالشعورالقدر! بنفس عليائه من اإلله وتنزل درجة، نفسه فوق اإلنسان

العلم فتوحات من جديد فتح دائرة: كل " هكذا " المعركة وتظل يتحلب التي المرقوبة اللحظة تأتي حتى اإلنسان، ويرفع اإلله يخفض

اإلنسان " فيها " يخلق التي اللحظة إليها، ويتلهف الغرب ريق لهاالله! هو ويصبح الحياة، تعبيرهم، نص القوم. فهو أفكار به نصور عندنا من التعبير هذا وليس

". كما الحديث العالم في " اإلنسان كتابه في هكسلي جوليان قالهالدين! وفكرة الله بفكرة ينددون وهم األوروبيين العلماء من غيره قاله

* * * كان الغربية النفس أعماق في المطبوع الخفي الدافع هذا ال خانسا

بضعة األوربية النفوس تطبع ظلت التي المسيحية القشرة تحت شك بين قام الذي العنيف الصراع بفعل تتفتت القشرة كادت قرون. وما

برز حتى العلم، وبين الرسمي بمفهومه الدين بين أو ودارون، الكنيسة كان ما السطح على " يجهرون " العلماء وصار قبل، من متواريا

هذه وينشرون والعقيدة، الدين عن البعد ويتعمدون السافرة، بالعداوة هو الله وليس الله، خلق الذي هو اإلنسان إن تقول التي الكافرة اآلراءاإلنسان!! خلق الذي - من ظاهرها في تدينت - ولو حقيقتها في الوثنية الروح هذه أجل ومن هذه نجد العبادة، على المستكبرة العقيدة، من النافرة الروح هذه أجل

أوربا. في ودارون اإلسالم في الهيثم بن الحسن بين العجيبة المفارقة علمي موضوع - في البصريات في يكتب وهو الهيثم بن الحسن فبينما - يبدأ العقيدة أنوار وال المشاعر نداوة حوله ترفرف ال جاف بحت

يكتب - وهو دارون نجد التوفيق، منه ويطلب ويحمده الله، باسم حديثه بمعجزة يشهد موضوع عن "، " التطور " و " األحياء " و " الحياة عن

ويستجيش خطوة، كل في المبدعة الخالق يد عن ويكشف الخلق في يستتر ويروح الله، ذكر من ينفر - نجده والعبادة بالخشوع الوجدان

لقدرتها! " حد وال شيء كل تخلق " إنها عنها يقول " التي " الطبيعة تقسو وكيف الطبيعة؟ هي هذه كانت إن إذن الله الله! وما سبحان نفسها تمنع حتى القلوب في وصفته لفظه بصريح الله ذكر من منعا

عن بصيرته - فتعمى الداللة واضح - وهو بذلك يكتفي المقام؟! وال هذا الذي الجديد إلهه يصف فيروح المدبر، الخالق خلق في والتدبير القصد

Page 26: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

- أنه سوى شيء عشواء! لغير خبط يخبط - بأنه - الطبيعة له يسجد كل يدرك أن يستطع - لم العلم الضئيل الطاقة المحدود البشر وهو

الحياة! أسرارالعلماء! نظلمهم.. أولئك أن نريد وما

الدين! من كفرتهم التي هي أوربا في المحلية ظروفهم كانت فربما بها تعامل األوربية الكنيسة كانت التي البشعة الوحشية كانت وربما

أجل من وتحرقهم فتعذبهم وجاليليو، كوبرنيكوس أمثال من العلماء تتشبث " التي " المقدسة المعلومات تخالف التي العلمية نظرياتهم

الخصومة أوجدت التي هي الوحشية هذه كانت الكنيسة.. ربما بها" والدين! " العلماء بين والبغضاء

التاريخ.. حوادث فقط نتبع ولكننا سار أوربا.. منذ في والعلم الدين بين العنيفة الفرقة هذه حدثت فمنذ

كله الغرب العداء.. شملت ويناصبه اآلخر يخالف طريق في منهما كل أمور من أمر في تحكمه وال بالله، تؤمن ال كافرة، ملحدة مادية فلسفةالحياة! أمور كل بين من خاصة العلم أمر وفي الحياة، من مداها.. فتجرف آخر تأخذ دارون أطلقها التي الموجة ومضتوتقاليد.. وأخالق عقيدة من الخالد اإلنساني التراث كل العلم طريق العقيدة يلوثان وماركس فرويد دارون بعد من الوجود إلى وطلع

الجنس باألقذار.. أقذار مليئة بشعة صورة اإلنسانية النفس ويصورانماركس. عند الطبقي الصراع وأحقاد فرويد، عند

والرياضة والفلك والكيمياء الطبيعة كثيرون.. في علماء وطلع ويفتحون جبارة، عبقريات على والطب.. يشتملون في جبارة آفاقا

العقيدة طريق في السير - يرفضون األسف - مع العلوم.. ولكنهم هذهالله! - هدداية عمد - عن ويتنكبون

أوربا وعت لقد في بالمسلمين اختلطت حين الدرس، من جانباالدراسة. وطريقة المعارف عنهم ونقلت األندلس،

والكفاح. والجلد والعزيمة.. والصبر والقصد الجد عنهم أخذتالدراسة. في واإلخالص البحث على والتوفر العلم احترام عنهم أخذتالعقيدة. وتأخذ الله، تأخذ أن أبت ولكنها المسلمين أيدي - من المعرفة - شعلة المقدسة الشعلة وقعت ولقد أوربا. الطريق.. فتلقفتها في المضي عن واللذائذ الفتن شغلتهم حين

الذرة فجرت ميدان. حتى كل في جبارة قدما.. خطوات بها وسارتالفضاء.. في طاقتها وأطلقت

كما فريضة العلم تأخذ تكن الله. لم طريق في تسير تكن لم ولكنها من اإلنسان بها ويتقرب الله، إلى تؤدى . فريضة الرسول وصفهحماه.

طريق في به الشيطان.. وسار تلقفه فقد الله عن العلم تخلى وإذاالضالل. طريق في وأبعد الشر،

Page 27: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ويبعد الكفر، أداة - يصبح اإلنسان إلى الله - منحة العلم أن الشر أولالله! عن اإلنسان إلى الناس ذريعة - يصبح الحق إلى اإلنسان يهدي الذي - النور والعلم

االجتماعية البحوث الحياة! في مناحي من منحى كل في الباطل، من بحث وكل والروحية، والفكرية واألدبية والسياسية واالقتصادية

البحوث! الفسق أداة " - يصبح والحرام الحالل به " يعرف - الذي والعلم

الفساد! " تؤيد " علمية بنظريات األخالق، على والخروج لهذه التحطيم أداة - يصبح البشري الخير إلى اإلنسان - طريق والعلم

تزال اإلنسان.. وما شهده ما كأبشع المرعب بالموت يهددها البشرية،األذهان! في ماثلة ونجازاكي هيروشيما " في " الصغيرة تجربته

الشهوات! مطايا من مطية ".. وإنما " فريضة يعد لم ألنه ذلك

* * * ويتشربونها يتدبرونها، رسولهم حكمة إلى حاجة في اليوم والمسلمون

األعماق. إلىgرجعوا ألن حاجة في يتلهون صاروا واحترامه. وقد قداسته العلم إلى ي العاديين بالبشر يليق ال فاضح عبث في به المسلمين. عن فضال

المدارس في طلبة كانوا العابث.. إن استخفاف في يأخذونه إنهم الكسب أو الوظيفة للطالب! غايته " يدرسون " أساتذة أو والمعاهد،

والتلفيق! والخداع الغش طريق. ووسيلته أقرب من الشهرة أو الكافرة أوربا تعطيه ما حتى واالحترام والعناية الجد من يعطونه ال إنهم

عليها سار التي العريقة العلمية بالتقاليد األوربيين من أولى وهم ؛ روح من ويستمدون اإلسالم، ظل في يعيشون كانوا حين جدودهماإلسالم.

وتقديره، العلم احترام إلى يردهم ، الرسول لهدي حاجة في هم لذلكواإلخالص. الجد لروح ويعيدهم

بين الممزق البشري للقلب السالم ليعيدوا كذلك إليه حاجة في وهم الشر تيار في ذلك جراء من الغارق والحياة، والدين والعلم، الدين

- الذين بأنفسهم ويؤمنون بالله يؤمنون حين - وحدهم، وهم والضالل، توحد التي الفريدة بعقيدتهم القلب، ذلك في السالم عقد يستطيعون

العمل وتصل واألرض، السماء توحد العلم.. بل وطريق الدين طريقالله. بطريق المعرفة باآلخرة: وتصل والدنيا بالعبادة

ــــــــــــــــــــــــــــــــماجه. ابن [ رواه5]مالك. بن أنس عن أحمد [ رواه6]عنه. الله رضي جبل بن معاذ عن البر عبد ابن رواه حديث [ من7] [.28] فاطر [ سورة8] [.191 - 190] عمران آل [ سورة9]وا10] gوا مناكبها في [ "... فامشg gل [.15] الملك " سورة رزقه من وك [.194 - 193] عمران آل [ سورة11]. 8 رقم58 ص1 ج والترهيب معاذ: الترغيب عن البر عبد ابن [ رواه12]

Page 28: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية
Page 29: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

أجيب فال تدعوا أن قبل

وجهه في فعرفت النبي علي قالت: دخل عنها الله رضي عائشة عن ما أستمع بالحجرة فلصقت أحدا، كلم وما فتوضأ شيء، حضره قد أن

الناس. أيها وقال: " يا عليه، وأثنى الله فحمد المنبر، على فقعد يقول، فال تدعوا أن قبل المنكر عن وانهوا بالمعروف لكم: مروا يقول الله إن

". فما أنصركم فال وتستنصروني أعطيكم، فال وتسألوني لكم، أجيب[.13] صحيحه في حبان وابن ماجة ابن نزل. رواخ حتى عليهن زاد

* * * الله! أو يا يقول: الذي الله لهم؟ الله يستجيب فال الناس يدعو حقا

عني عبادي سألك يقول: وإذا الذي الله شيء؟ كل رحمتي وسعت"؟ دعان إذا الداع دعوة أجيب قريب فإنيذلك؟ يحدث أن يمكن هل

حقا! إال ذلك يكون أن يمكن رسوله. وما الله. وصدق صدق النفس له ترتجف لحق وإنه رعبا. الوجدان ويقشعر فرقا

رحمة دونهم من أوصدت إذا لهم يبقى ماذا إذن؟ للناس يبقى وماذا األكبر الباب أوصد وقد كله العريض الكون هذا في يلجئون ولمن الله؟ العراء. العراء في اإلنسان األبواب.. ويبقى جميع بعده توصد الذي

الهاجرة لفحة من شيء يحميه وال شيء، يستره ال الذي الكاملالزمهرير؟ وقسوة

من أفظع يتخيله.. ألنه أن ذاته الخيال يتحامى الذي البشع الهول إنه أالالخيال. يطيقه أن

يهوي. انقطع.. فراح قد القادرة القاهرة بالقدرة يمسكه الذي الخيط الظلمات. في خيال. يهوي يالحقه وال أحد يعلم ال حيث إلى يهوي

أوصاله.. شيء. يتحطم.. تتمزق كل في الدوام. يصطدم على يتقلب ال ما اآلالم من يذوق نفسه " من " جزء اتجاه.. وكل كل في يتناثر

ما ماء من خر يطيق: )فكأن يحg به تهوي أو الطيرg فتخطفgهg الس في الر[.14سحيق( ] مكان يعطيه، فال ويسأله يجيبه، فال الله يدعو الذي البائس المخلوق هو ذلك

ينصره. فال ويستنصره - الذين - المسلمين عباده على البشع الهول ذلك الله كتب فهل

ويستنصرونه؟! ويسألونه يدعونه المنكر.. ولو عن والنهي بالمعروف األمر عن يكفون نعم.. حين

اإليمان. بأضعف

* * *األرض. في خليفة اإلنسان يكون أن الله إرادة اقتضت لقد

Page 30: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

- الله من قوته يستمد - الذي اإلنسان يكون أن كذلك إرادته واقتضتالوجود. هذا في الفعالة القوة هو

gم )وسخر ماوات في ما لك [.15األرض( ] في وما الس غير الذي هو ينتج. واإلنسان الذي هو يعمل. واإلنسان الذي هو اإلنساناألوضاع. ويقيم النظم ينشئ الذي هو واإلنسان الواقع،

يسلم التي اللحظة ذات في األرض، في اإليجابية القوة هو اإلنسان طاقته اإلنسان يستمد لله، الكامل اإلسالم هذا من لله. بل كله كيانه

ر على كلها اإليجابية gم األرض! )وسخ ماوات في ما لك في وما الس األرض [.16منهg( ] جميعا

بحانهg في العاملة أداته هو اإلنسان يكون أن الله اختار لقد gاألرض. )س قضى إذا ما أمرا gن لهg يقgولg فإن ( وعلى ك gونg منذ سنته جرت ذلك فيك

واإلنسان. األرض خلق ليس وتعالى سبحانه والله يتصوره الذي النحو على " بسنته " مقيدا

" عن يتحدث وهو البصيرة، المغلق الضيق الجاحد الغربي العقل ينكر ثم تتغير.. ومن أن يمكن ال التي " وحتميتها الطبيعية القوانين

المعجزات! وال بسنته مقيدا الله كال! ليس ذلك عن وتعالى سبحانه بها، محكوما

وفق يريد، حين والمعجزات الخوارق يصنع أنه كبيرا. والدليل علوا عليها يطلع وال وحده يعلمها التي حكمته خلقه. من أحدا هذه على األمور تسير أن اقتضت التي هي سبحانه مشيئته ولكن

في فيسيروا األسباب، يعرفون حين النتائج الناس يعرف حتى السنة،األبصار. عن المحجب الغيب يعلمون ال وهم حتى بصيرة، على األرضلبصائرهم. وهدى بالناس رحمة ذلك وكان القادرة الحرة الله إرادة شاءت - التي الثابتة السنة هذه أساس فعلى

على والتعرف حولهم، من الكون تفهم الناس - يستطيع ثابتة تكون أنوالحياة. الكون وبين أنفسهم بين والتوفيق أسراره،

وكل اليوم، حتى البدء منذ الناس علمه " الذي " العلم وكل التي والخدمات جنوها، التي الفوائد وكل اخترعوها، التي المخترعات

تخلفها. وعدم واطرادها السنة ثبوت لوال لتوجد تكن لم عليها حصلوا على القائمة النظم الشامل.. فكل محيطها في اإلنسانية الحياة وكذلك واالجتماعية واالقتصادية السياسية البشرية: النظم تجارب

وحده واطرادها. فهذا السنة هذه ثبوت لوال لتقوم تكن والعمرانية.. لم ويجعلها قيمة، للتجربة يجعل الذي هو للفائدة مجاال لالعتبار. ومحال - إذا اقتصادية أو اجتماعية أو كانت - علمية التجارب قيمة فما وإال

وال بشيء تتصل ال بذاتها، قائمة غيرها، عن منقطعة تجربة كل كانت فيعرضوا نافع، وهذا ضار هذا أن الناس يتعلم وكيف شيء؟ إلى تنتهي

األخير؟ على ويقبلوا األول عن واضحة، ويجعلها ثابتة، سنة لهم يجعل أن بالناس إذن الله رحمة هي

ويجعلها القلوب: لها ويوقظ الضمائر، إليها ويوجه للعبرة، محال

Page 31: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gم من خلت )قد نن قبلك gوا س gوا األرض في فسير gرgكان كيف فانظ gعاقبة اس بيان هذا المgكذبين قين( ] وموعظة وهgدى للن [.17للمgت

* * * العمل أدوات هم البشر يكون - أن قلنا - كما السنة هذه اقتضت وقدالتغيير: أدوات كذلك وهم األرض فيه )إن رg ال الل gغي ما ي وا حتى بقوم gر gغي [.18بأنفgسهم( ] ما ي بأنفسهم. ما يغيروا أن دون بالقوم ما يغير أن سبحانه الله يعجز ولن

عباده. وهو فوق القاهر ملكه. وهو فيهن ومن واألرض فالسماواتيشاء. وكيفما يشاء بما الجميع في وحده المتصرف

اإلنسان يكون شاء.. أن هكذا ولكنه عنصرا الحياة. وأن في إيجابيا الله إرادة - وهو التغيير يكون اإلنسان، بإرادة - مرتبطا عن مقضيا

طريقه، خالله، من نافذا وشعور. وفكر عمل من كله بكيانه ممتزجا األرض.. وإال في القيمة هذه كل له جعل أن اإلنسان من لله والحمد

اإللهية النفخة تلك لوال عليه؟ الرباني العطف هذا لوال ذاته في هو فما يستوي األرض، هذه طين من هو عليه. أليس هو ما منه جعلت التيالبهيم؟ والحيوان الكاسر والوحش الحقير الصرصار مع ذلك في

ومقتضياته.. تبعاته التكريم لهذا ولكن في ذلك بمقتضى يعمل وأن حقا، إيجابية قوة اإلنسان يكون أن تبعاتهالحياة. واقع

م، وال يصارع، وأن يكافح، وأن يعمل، أن تبعاته وال ينخذل، وال يسليستكين.

gم ويؤمن المنكر عن وينهى بالمعروف يأمر أن تبعاته gنت خير بالله: )كgمة gخرجت أ اس أ ون للن gرgوف تأم gنكر عن وتنهون بالمعرgون المg gؤمن وت

ه( ] [.19بالل فبلسانه.. فإن يستطع لم فإن يغيره.. بيده، أن المنكر رأى إذا تبعاته

اإليمان. أضعف فبقلبه.. وهو يستطع لم

* * * المنكر أو المعروف وليس شيئا أو األرض، هذه في محدودا دون ميدانا

ميدان. بالمعروف يجري أن يمكن صغر، أو كبر الناس، شئون من شأن كل

لهذه مالحقته تستلزم اإلنسان بالمنكر. وتبعات يجري أن ويمكن عن وبعدها بالمعروف جريها من والتأكد عليها، والرقابة كلها، الشئون

الفساد! هي المنكر! وإال.. فالنتيجة تلك شئون الناس يراقب أن سنته اقتضت الله. فقد سنة هي أيضا

بعضهم ويدفع األرض، األرض: فسدت وإال والرشد، الصالح إلى بعضاه دفعg )ولوال اس الل ه ولكن األرضg لفسدت ببعض بعضهgم الن ذgو الل[.20العالمين( ] على فضل

Page 32: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األوحد السبيل هي كذلك األكتاف.. ولكنها بحملها تنوء ثقيلة لتبعة وإنها بالمعروف األمر من واجبه إنسان كل يؤدي فحين األمور، النتظام وال يعيش، أن الباطل يجرؤ - ال بالله اإليمان - مع المنكر عن والنهي

التي الفعالة الغالبة القوة هو الحق يستأسد. ويظل أن المنكر يجرؤاألمور. على تسيطر

يهيج، والشر يغري، فالشر المقدس الواجب هذا عن ينام حين أماالحياة. على يسيطر والشر

التاريخ.. في بذلك الله سنة جرت وقد كل أداء على وتحرص بنفسها، شئونها ترقب متيقظة، حية أمة أيما

تملك التي وهي الناجحة، األمة فهي تقصير، كل من وتنفر واجب،السلطان.

الناس شئون على يسيطر الباطل وتركت وأهملت، تراخت أمة وأيماالدمار. بها حل التي األمة وهي الفاشلة، األمة فهي تنصره، فلم

وذاك. بهذا رهين وضعفه المجتمع وقوة هو المنكر، عن ويتناهون بالخير فيه الناس يتناصح الذي فالمجتمع حثيثا، األمام إلى يتقدم الذي القوي، المتساند المترابط المجتمع اإلصالح. إلى وتوجهها الطاقة تضافر بحكم خير، إلى خير من وينتقل

ويتركه مزاجه، على إنسان كل فيه المنكر يأتي الذي والمجتمع إلى يمضي الذي المنحل، المفكك المجتمع هو يفعل، لما اآلخرون

الطاقة تبدد بحكم ضعف، إلى ضعف من وينتقل حتما، الوراءالشر. إلى وانصرافها

gعن ذين )ل وا ال gد لسان على إسرائيل بني من كفرgمريم ابن وعيسى داو gوا عصوا بما ذلك gوا يعتدgون وكان gوهg مgنكر عن يتناهون ال كان ما لبئس فعلgوا gون( ] كان [.21يفعل

الحديث. التاريخ في الغرب لعن وكذلك والذين للناس، أخرجت أمة خير كانوا الذين األوائل، المسلمون أما

كانوا فقد بالله، ويؤمنون المنكر عن وينهون بالمعروف يأمرون كانوا استطاعت األساس. أمة وثيقة البناء متينة غالبة. أمة قاهرة قوية أمة داخلها، من الظالمة الحكومات وتعيش. تكافح الشر قوى كل تكافح أن

مرة.. وتصمد والصليبيين مرة التتار من خارجها، من البرابرة والغزاةعليه. وتتغلب كله الشر لهذا المنكر.. لما عن والنهي بالمعروف األمر من تعبوا كفوا.. لما فلما

الخالدة األبدية السنة عليهم فعلوه.. جرت منكر عن يتناهون ال عادوا منها.. فصاروا وحذرهم الله لهم بينها التي فتاتا قوى تلتقمه متهاوياالسواء. على والخارج الداخل من الشرgعمر وهان ضعف قد اإلسالمي العالم أن وهلة ألول يبدو ولقد ألنه واست بعضه على انقسم والجمود. وألنه واالنحطاط والتأخر الجهالة في غرق

أن عن بلذائذهم مشغولين كانوا الطغاة حكامه األحقاد. وألن فتنازعته قسمت واالقتصادية االجتماعية المظالم الشعب. وألن إلصالح يلتفتوا

Page 33: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الشعب من وعبيد شيء، كل تملك المالك من ظالمة طغمة إلى الناس يملكون ال واإلنتاجية الحربية القوة والهوان. وألن والفقر الذل غير شيئا

كل في تصعد أوربا كانت بينما وانحسرت تضاءلت اإلسالمي للعالمميدان..

لكذلك وإنه إال الحقائق حساب في هو ما ذاك؟ ما وصدقا.. ولكن حقابالمعروف؟! األمر وعدم المنكر عن السكوت

gم بالعدل: )وإذا الله يأمر ألم اس بين حكمت gمgوا أن الن بالعدل( ] تحك22.]

ذين للظلم: )إن السكوت وعدم أنفgسهم ظالمي المالئكةg توفاهgمg الgوا gم فيم قال gنت gوا ك ا قال gن gوا األرض في مgستضعفين ك gن ألم قال أرضg تكه وا واسعة الل gهاجرg gولئك فيها فت مg مأواهgم فأ [،23مصيرا( ] وساءت جهن

عليهم؟ يغيروا فلم لهم واستكانوا يظلمونهم حكامهم تركوا ولكنهمgم ما لهgم القوة: )وأعدوا واستحضار العدة بإعداد الله يأمر ألم استطعت ولم واستكانوا، وضعفوا االستعداد عن سكتوا ولكنهم [،24قgوة( ] من

إليه؟ يتجهوا ولم الله سبيل في بالجهاد يطالبوا الله يكرم ألم ك العلم: )اقرأ ذي األكرمg ورب م ال عل م بالقلم األنسان عل [،26" ] فريضة العلم رسوله: " طلب عليه وحض [،25يعلم( ] لم ما

الجهالة؟ في وغرقوا العلم إلى يسعوا فلمgم( ] األغنياء بين )دgولة المال يكون بأال الله يأمر ألم فتركوه [،27منك

عليهم يثوروا ولم اإلقطاعيين بين دولة األرض، في الله لكلمة إحقاقا الله؟ به أمر الذي للعدل وإحقاقا

وهgن بالمعروف النساء يعاشروا أن الرجال الله يأمر ألم gوعاشر( وف( ] gوتركوهن بحقوقهن، وأجحفوا بالظلم فعاشروهن [،28بالمعر

الطفولة صانعات - وهن الكيان وضآلة الشخصية وانزواء للجهل طعمة محدودة األنفس هابطة البشر من أجيال أيديهم بين من - فخرجت

اإلنسانية؟ ضئيلة اآلفاقبالله؟ إيمان وأي عنه، نهوا منكر وأي به أمروا معروف فأي

وهم الله.. فاستعبدوا عليهم الله.. وغضب سنة عليهم جرت عندئذgوا مؤمنين: )وال كانوا لو األعلون gوا وال تهن gمg تحزن gم إن األعلون وأنت gنت ك

[.29مgؤمنين( ]

* * * فال يدعونه المنكر.. أو عن وينهون بالمعروف الله.. يأمرون سنة تلك

ينصرهم.. فال ويستنصرونه يعطيهم، فال ويسألونه لهم، يستجيب طريقهم األرض. وعن في الله أدوات - هم ذلك حكمته - شاءت ألنهمه سنته: )إن اقتضت أمره. كذلك الله ينفذ رg ال الل gغي ما ي حتى بقوم

وا gر gغي بأنفgسهم( ال ما ي تلك بغير التغيير - عن - سبحانه الله من عجزا ولكن اإلطالق، على أدوات بغير أو األدوات، في الخليفة لهذا تكريماالسلوك. وحرية التصرف حرية ومنحه األرض،

Page 34: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

. الرسول به نطق الذي الحديث ذلك نفهم السنة هذه نفهم وحين السنة له.. فإن متوفرة إليه، متوجهة للعمل، جاهزة األدوات كانت فإذا

يتم. واإلصالح ينفذ، والعمل تمضي، في كذلك تمضي السنة فاسدة.. فإن أو معطلة األدوات كانت وإذا

عليه، التغبير وعدم فيه، والزيادة الفساد، على باإلبقاء طريقها. تمضيفيه. اإلصالح وعدم

وهم يسألون وحين العمل، عن قاعدون وهم الناس يدعو وعندما ال ذلك النصر.. فعند عدة يعدون ال وهم يستنصرون وحين كسالى،ينصرهم.. وال يعطيهم وال لهم الله يستجيب

النصر.. يستحقون ال ألنهمقاعدون؟! وهم يستحقون وكيفإياه؟! الله منحهم لو عليه يثبتون وكيف

قاعدون. أو وهم النصر عليهم - فأنزل - سبحانه سنته غير الله أن هب مفسدون، فاسدون وهم يحفظونه وكيف لهم؟ أيدوم يحفظونه؟األمور؟ من بأمر دراية وال عزيمة وال لهم قدرة ال متهاوون، متهالكون

هg كان ينصرهم. )وما ال ذلك أجل من gوا ولكن ليظلمهgم الل أنفgسهgم كان[.30يظلمgون( ]

يكون أن اختار قد الله واضحة. إن واالسستنصار النصر طريق إن ويهتدي الله، إلى يستقيم حين األرض، في المنفذة أداته هو اإلنسان

ويخشاه. ويحبه أجله، من ويعمل إليه، فليكن فيعطيه ويسأله فيجيبه، الله يدعو أن أراد من النصر، أراد فمنgنزل وحيث الله، يريده حيث وينفع النصر، فينفع وعطاءه نصره عليه ي

العطاء. أراد وحده. فمن الطريق هذا من والعطاء واضحة. والنصر الله وطريق

الحق. وال الله وعد مالق قدما. فإنه وليمض الطريق في فليسر النصر كل في يتسكع وراح األوحد، الطريق هجر إن وعده. أما الله يخلفاألدبار؟ وموليه عنه منصرف وهو النصر، يصيبه أين فمن غيره، طريق

* * * أوربا وعت ولقد نسيه الذي - الجانب األرض في الله سنة من جانبا

منها اليوم. ونسيت المسلمون وعاه الذي - الجانب آخر جانباالمسلمون!

الطاقة األرض. وأن في الفعالة القوة هو اإلنسان أن أوربا وعت ولقد هذه لتجنيد همتهم اتجهت ذلك أجل اإلصالح. من أداة هي البشريةالحياة. واقع في المنتج العمل إلى وتوجيهها الطاقة، المنتج والدأب والتنظيم النشاط من معجبة درجة إلى ذلك في ووصلوا

العجيب. وينتظرون ويتقاعسون، يتواكلون وهم اليوم المسلمون نسيه ما ذلكقاعدون. وهم

Page 35: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الله! نسيت أوربا ولكنسبيله. في وتنتج سبيله، في وتعيش سبيله، في تعمل أن نسيت

الشيطان. سبيل في الضخمة اإلنتاجية بطاقتها ومضتاألرض. وجه يدمر أن يوشك الذي الرهيب الصراع هذا قام ثم ومن

الله. يعرفون والمسلمون يحفظك الله يحفظونه: " احفظ وال قلوبهم ظاهر في يعرفونه ولكنهم

[31." ] سبيله، في يعملون وال بنهيه ينتهون وال بأمره يأتمرون وال يعرفونه

به ويشركون سواء. )وما البشرية أو المادية األرض قوى من كثيراوا gه قدر يسيرون ال فهم ثم عبادته. ومن حق عبدوه قدره( وما حق الل

الطريق. على بعد كانت شيء.. وإن إلى يصل ويجتهد يعمل من أن الله سنة اقتضت وقد

في يسر لم ما النهاية في الشيء هذا يضيع أنه كذلك اقتضت قد سنتهاليوم. الغرب في يحدث أن يوشك ما الله. وهو رسمه الذي الطريق

كان اإلطالق.. ولو على يجد ال يعمل ال من ولكن الله - يعرف - نظرياالعطاء! ويسأله ويدعوه

الطريق: إلى الضالة البشرية يهدوا أن المكلفون هم والمسلمونgم )وكذلك gمة جعلناك أ gوا وسطا gون هداء لتك gاس على ش gون الن سgولg ويك الرgم عليك [(.32] شهيدا

هم يهتدوا حتى الناس يهدوا ولن الطريق. على ويسيروا الله إلى أوال لكم: مروا يقول الله الله: " إن رسمه كما معروف والطريق

أجيب... ". فال تدعوا أن قبل المنكر عن وانهوا بالمعروفــــــــــــــــــــــــــــــــ

.29 رقم12 ص4 والترهيب. ج [ الترغيب13] [.31] الحج [ سورة14] [.13] الجاثية [ سورة15] " منهج كتاب " من البشرية النفس في متقابلة " خطوات فصل " في واإليجابية " السلبية [ انظر16]

". اإلسالمية التربية [.138 - 137] عمران آل [ سورة17] [.11] الرعد [ سورة18] [.110] عمران آل [ سورة19] [.251] البقرة [ سورة20] [.79 - 78] المائدة [ سورة21] [.58] النساء [ سورة22] [.97] النساء [ سورة23] [.60] اإلنفال [ سورة24] [.5 - 3] العلق [ سورة25]العنوان. بهذا السابق الفصل [ انظر26] [.7] الحشر [ سورة27] [.19] النساء [ سورة28] [.139] عمران آل [ سورة29] [.40] العنكبوت [ سورة30]الترمذي. رواه [ حديث31] [. 143] البقرة [ سورة32]

Page 36: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

* الله ذات في تفكروا ال

ذاته؟ في يفكر أن بشر يطيق وهل سبحانه، بحقيقة تحيط أن المحدودة الفانية التائهة الهائمة الذرة تطيق هل

حدود؟! وال لها آخر ال التي واألبد، األزل " " التفكير إلى حاجتها بالله.. فما واتصلت وصلت اهتدت.. إن وإنحماه؟! إلى واصلة وهي الله ذات في

الخالق ذات في ليفكر الكون، أسرار تدبر من اإلنسان فرغ وهلشيء؟ كمثله ليس سبحانه،

الكون؟ حقائق من واحدة جوهرية حقيقة " إلى " علمه في وصل هل في الدخول على يجرؤ " ال " الظواهر محيط في يزال ما إنه أم

األعماق؟ المجهول.. إلى يصل وكاد الذرة فحطم فتقدم مرة اإلقدام دفعه لقد

االنفجار! هول تراجع.. من فجأة ولكنه أصابه الذي هو المروعة الهائلة طاقتها وانطالق الذرة تفجر يكن لم

إليه، وصل الذي " الجديد " الكشف كان بالذهول! وإنما وأصابه بالذعرالوجود. أسرار من كان حيث إلى فأعاده

هذه وأن "، " طاقة هناك وإنما "، " مادة ثمة ليس أنه اكتشف لقد عنه بحث " الذي " المجهول هي الطاقة ماليين، أو السنين من ألوفا

يزد لم بدأ، حيث من عاد ثم األشياء. بظواهر إال علما يعرف ". ال " ذاتها اإلنسان يعرف ال الكون في الموجودة األشياء

ومظاهرها. صفاتها من يعرف جوهرها. وإنما األشياء يترك أن إلى تدفعه التي تلك مجنونة الفضاء في قفزة فأي

أن فيحاول ذاتها، معرفة عن يعجز التي الصغيرة، المحدودة المخلوقة"؟! " حقيقتها إلى ويصل اإللهية، بالذات يحيطالسليم. التفكير مع اليستقيم خبل

عن أعجز فأنت الصغير عن عجزت إذا " أنك " المنطق قواعد فأبسط تسير أن عن عجزت الكبير. وإذا األميال مئات فستهلكك ميال عن فضال

والماليين. األلوفعريض.. هائل واسع اإلنسان أمام والكون

بل علما، به أحاط هل أبعاده؟ آخر إلى وصل هل أمره؟ من فرغ فهل وخياال؟ تصورا

ويذهل الخيال يبهر وحده فإنه الرسمي العلم كالم هنا فلنسمعالرءوس!

السنوات من األربع فوق الشمس عن يبعد إلينا نجم أقرب " إن يقطع الثانية، في ميل186000 وسرعته النور، أن الضوئية. أي

على سنوات. إنه أربع نحو في نجم أقرب إلى الشمس من المسافة تبلغ مسافة ميل.26??? 000??? 000??? 000??? 000 من نحوا

Page 37: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

4 بنحو األولى النقطة عن تبعد أخرى بنقطة الشمس مثلت لو إنك[.34" ] أميال

كالرغيف... وقطر مفرطح، قرص عظيم. وهي قرص " المجرة مسافة الضوئية ضوئية. والسنة سنة100??? 000 من نحو القرص ألف600 من نحو القرص هذا ميل. فقطر مليون مليون6 مقدارها

[.35" ] ذلك عشر نحو ميل. وارتفاعه مليون مليون تتبعها التي المجرة غير الكون في كثيرة أخرى مجرات وهناك

الشمسية. مجموعتنا ال. ألفان؟ ألف؟ مائة؟ عددها؟ مجرتنا.. كم تشبه التي الدنييات، " هذه

الكون هذا فضاء في جزيرة مليون المجرات. مائة من مليون مائة إنها[.36"!! ] تزيد وقد الواسع

حمله عن يعجز واحد مظهر " للكون. وهو الخارجي " المحيط في هذاالعقول. وتعجز الخيال منثورة الفضاء. هباءة في الهائمة الذرة وحدها. تلك األرض في فلننظر

المبدعة. الخالقة القادرة القدرة إال تمسكها ال الكون، محيط في كم وكم بها جبال وكم نهرا بحيرة؟! كم وكم بحرا وكم جبالها في كهفا

البخار من ذرة وكم إليها تهبط المطر من نقطة كم أراضيها؟ في حفرةالنهار؟ وأطراف الليل آناء منها تصعدواإلنسانية؟ والحيوانية النباتية الحياة الحياة؟ أنواح من بها وكم كم نبات بين تفرق دقائق وأي األرض؟ وجه على النبات صنوف من ألفا

بعض على بعضها ونفضل واحد ماء من " يسقى ألوانه مختلف ونبات"؟ األكل في

وكم والفيافي السهول في والحشرات والطير الحيوان صنوف من ألفاوالغابات؟ والوديان والقفار

واألفكار؟ والعقائد واللغات األلوان مختلف من البشر من مليونا وكم من فيه الواحد.. كم واإلنسان الواحد والحيوان الواحد النبات بل

الخلق؟ معجزات اإلنسان يفرغ التلوين. هل المعجزة التناسق البديعة الواحدة الزهرة

تأملها؟ من " " بالفن اإلحاطة عن ليعجز الرسامين وأقدر المصورين أمهر إن

الزهور. تلك من واحدة زهرة تمثله الذي جاذبية من فيها وما وتناسقها، وتدرجها، األلوان، تعداد من فيها ما فإن

والحس، للعين أعضاء يستلزم الذي الضرورة عنصر عن كله زائداالنفوس. تبهر آلية كله هذا زيادة.. إن وال التأنيث وأعضاء التذكير

يميز " الذي " التخصص و الجذر النبات كيان في عضو من عضوا للعين تبدو واحدة حبة من والزهور.. وكلها واألوراق والساق شيئا

تمييز! وال فيه تخصص ال واحدا"! " مادة إلى " الشمس " طاقة تحول التي الضوئي التمثيل وعملية

Page 38: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

والبرودة الحرارة توزيع بحسب األرض سطح على النبات وتوزع العلم أثبت والظالم! فقد النور توزيع بحسب والرطوبة.. بل والجفاف

فيها يخلف التي دورتهما انتظام " بمعنى والنهار الليل " اختالف أن النبات يوزع الذي كذلك.. هو طولهما اختالف وبمعنى اآلخر، أحدهما

فترة في تتكون زهرة. والزهرة نبات األرض! فلكل سطح على الظالم من معينة فترة إلى تحتاج زهرة النهار! وكل فترة في ال اإلظالم

والنهار الليل أطوال على النبات أنواع تتوزع ثم تطلع! ومن حتى أخذت الظالم! وإذا إلى زهرة كل حاجة بحسب ظلمة إلى يحتاج نباتا

عشر عن يزيد ال ليله مكان في وزرعته يزهر، لكي ساعة عشرة اثنتياإلثمار! إلى يصل ال ثم ومن يزهر، ال ولكنه ينبت، قد فإنه ساعات،ومعجزات؟! عجيبة موافقات من فيه كم الواحد والحيوان واألظافر معجزة. واألنياب والشعر معجزة. والجلد وحدها الحواس

معجزات. كلها واإلنسال والتنفس الهضم معجزة. وجهاز أو واحدة بويضة األصل في كلها لوظيفة. وهي مخصص عضو كل

األجزاء. مميز - غير العين رأي - في منوي حيوان فيها.. كم المخلوقات وسيد األرض سطح على الحياة واإلنسان.. قمة

خلقه؟ في معجزة يحير ما منها كل في كان وإن " كلها، " الحيوانية خواصه من ودعك القدرة وعظمة التناسق وعجيب الدقة شدة من الفكر، ويذهل العقلوظيفته. أداء على يعينه وما له يصلح ما خلق لكل تهيئ التي

ارتفعت قد الحيوان مع فيها يشترك التي الخصائص هذه أن من ودعكوأكمل. وأدق وأعجب أروع وصارت اإلنسان في

إلى الخلق. انظر كل على وتميز بها تفرد التي خصائصه في وانظرإعجاز! إعجاز. أي روحه. أي إلى وانظر عقله

على بعضها يرتب كيف الحقائق؟ إلى يصل كيف يفكر؟ كيف العقل؟ مابعض؟ من بعضها ويستنبط بعض

الطاقات عن تميزت وكيف طاقة؟ أم مادة؟ أم هو كهرباء التفكير؟ وماعنها؟ وتفردت كلها األخرى

المجهول؟ ذلك الروح؟ وما مدى المحدود الطاقة، المحدود القوة، الضعيف لإلنسان يتسنى كيف

قبسات؟ منه ويقبس األعظم بالمجهول يتصل أن الحواس، الخطاب بن لعمر حدث بعد( كما من )التخاطر التليباثي يحدث كيفاألميال؟ ألوف بعد على سارية الجبل! وسمعه سارية يا صاح حين يكشف الذي التنبئي الحلم يحدث كيف لم الذي المجهول من جانبا

الحواس؟ محيط في بعد يحدث وخصام وتذكر، ونسيان وكره، حب " من " المعلوم يحدث كيف بل

وتفكير؟ وعمل وشعر، ونثر وألفة،

* * *

Page 39: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

لنسأل: خطوة الوراء إلى نرجع بل تخرج هي وإذا تنمو، هي فإذا البذرة، في الكامنة العجيبة القوة تلك ما

يطول ثم السطح، على ليظهر بقوة األرض باطن من ينفذ شطئايموت؟ ثم ويثمر ويزهر ويورق

فإذا المنوي، والحيوان البويضة في الكامنة العجيبة القوة تلك وماالحياة؟ تنشئ التي الكبرى المعجزة لقاؤهما

التي الواحدة المفردة الحية. الخلية الخلية في الكامنة القوة تلك ما بلاألرض؟ سطح على منها الحياة بدأت

تخال التي أو الجامدة الخلية في الكامنة العجيبة القوة تلك ما بلاإلشعاع. في المنطلقة أو المادة، في " المجسمة " الذرة في جامدة

األسرار؟ إلى يصل أن يملك أو القوة تلك ما اإلنسان يعرف هل

* * *". " الحقيقة من " ومبلغه " العلم من اإلنسان مبلغ ذلكاآلفاق. في يشطح ويروح نفسه، قدر يعرف ال ذلك ومع الله. فهل بذات يحيط أن " الكبرى. يريد " الحقيقة يعرف أن يريد

يقدر؟ أداة بأية يصل؟ التفكير.. فكيف من ينهه ولم يمنعه لم أحدا أن هبوسيلة؟ وأية

العقل؟ بغير يحيط ال المحدود لإلنسان: إن قال الذي هو ذاته العقل ليس أو

الفناء. يدركه ال بمكن يحيط ال والفاني المحدود،مستحيل؟ إنه ذاته العقل يقول فيما العقل تسخير إذن فيم

المبحث لذلك عقولهم سخروا حين شيء إلى الناس وصل وهلالمستحيل؟

حقيقة إلى محاوالتها وجميع أطوارها جميع " في " الفلسفة وصلت هل بالفشل كلها باءت أم المجهول؟ عن للناس تكشف مستقرة واحدةالمحتوم! والعجز الجازم

ينظر بأن حقيقة الله شأن في الفالسفة كتبها التي التخبطات هذه وهل ويوليها عاقل إليها اهتمامه؟ من شيئا تحطم التي الصخرة في النطح وراء كله؟! ما العناء هذا وفيم

الرءوس؟! الطريق عن يصل ال له الله! فما سبحان الله؟ " إلى " يصل أن أيريد

ركبه " الذي " كالمخووت ويعود ويدور، يلف له ما المفتوح؟ المعبدالخبال!

يترك أما السبيل؟ نفسه أعماق في يحس أما الله؟ إلى يصل أن يريد وحدها، تحلق روحه يدع أما هناك؟ إلى به تصل وهي للفطرة العنان منذ الله علم في كائنة وهي منه قبست الذي النور إلى طريقها عارفةواآلباد..؟ اآلزال

Page 40: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

اإليمان! هو الطريقالطريق! تعرف والفطرة

بقيود يكبلها سجيتها. ال على فطرته يدع أن إلى إال اإلنسان يحتاج وما بركام يغشيها فطير. وال علم أو منحرفة فلسفة من مصطنعة عنها وتمنع شفافيتها تحجب التي الهابطة والنزوات الغليظة الشهوات

النور.إليه! الهدى على فطرها الله الله.. ألن إلى تهديه وحدها وهي أراد وإن العون ذلك الله.. فليكن إلى الطريق في وهي للفطرة عونا

الكون صفحة في القدرة آيات عن والبحث الخلق، آيات تدبر هو األكبربالمعجزات. الحافلة

السبيل. على يعينه الذي هو يطيقه. وذلك الذي هو فذلكماوات خلق في )إن يل واختالف واألرض الس هار الل gولي آليات والن أل

ذين األلباب ون ال gرg ه يذك الل قياما gوبهم وعلى وقgعgودا ن gون ج gر في ويتفكماوات خلق نا واألرض الس هذا خلقت ما رب بحانك باطال gعذاب فقنا س

ار( ] [.37الن معروضة ذاته الوقت في وهي جدا، الغور عميقة الكون في الله وآيات

طليق. قلب وكل متفتحة عين لكل ويسر وضوح فيgم gريك ه آيات فأي آياته )وي ون( ] الل gنكرg [.38ت

ألقى أو التذكر أراد لمن آية منه شيء كل الله. وفي آية كله الكون إنشهيد. وهو السمع الحية والمطر. النبتة واألفالك. السحاب والقمر والنهار. الشمس الليل

الذي الميت العين( والحطام ظاهر )في الميتة الحبة من الخارجة والحياة الحياة تخرج " التي " الميتة الحي. األرض النبات إليه ينتهي األحياء في تفضي التي الله صوره الذي الموت. اإلنسان إلى جميعا

الحياة بين دابة. التوافق كل من فيها بث التي تصويره. األرض فأحسن تقوم فال لألرض الفضاء يرسلها التي الكونية األشعة في يبدو واألحياء

واليابس، البحر من المضبوطة النسب في يبدو كما الحياة، بدونها األرضية، القشرة صالبة والنتروجين.. ومدى واإليدروجين واألكسجين

سرعتها ومدى الشمس عن بعدها ومدى بالجاذبية، األرض تأثر ومدىالموافقات. هذه آخر أمامها.. إلى

الخلق. والقرآن في الله آيات تدبر إلى الناس يدعو الكريم والرسول آية ذكر من تخلو واحدة سورة تكاد ال تفصيال، اآليات هذه يفصل الكريم

آيات.. أو منهاه )إن وى الحب فالقg الل gخرجg والن ت من الحي ي ت ومgخرجg المي من المي

gمg الحي هg ذلك ى الل gون فأن gؤفك يل وجعل اإلصباح فالقg ت الل سكنامس والقمر والش العزيز تقديرg ذلك حgسبانا ذي وهgو العليم gمg جعل ال لك

جgوم gمات في بها لتهتدgوا الن والبحر البر ظgل اآليات فصلنا قد لقومذي وهgو يعلمgون gم ال ومgستودع فمgستقر واحدة نفس من أنشأك قد

اآليات فصلنا ذي وهgو يفقهgون لقوم ماء من أنزل ال به فأخرجنا ماء الس

Page 41: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gل نبات منهg فأخرجنا شيء ك gخرجg خضرا منهg ن حبا خل ومن مgتراكبا النات دانية قنوان طلعها من gون أعناب من وجن يت مان والز والر مgشتبها

وا مgتشابه وغير gرgم في إن وينعه أثمر إذا ثمره إلى انظg آليات ذلك لقومgون( ] gؤمن [.39ي

ماوات خلق في )إن يل واختالف واألرض الس هار الل تي والفgلك والن الاس ينفعg بما البحر في تجري هg أنزل وما الن ماء من الل فأحيا ماء من الس

األرض به gل من فيها وبث موتها بعد ة ك ياح وتصريف داب حاب الر والسماء بين المgسخر آليات واألرض الس [.40يعقلgون( ] لقومgوعنده( gها ال الغيب مفاتحgو إال يعلمgه gوما والبحر البر في ما ويعلم gطgها إال ورقة من تسقgة وال يعلم gمات في حب وال رطب وال األرض ظgل[.41مgبين( ] كتاب في إال يابسgم أن آياته )ومن gراب من خلقك gم ت gم إذا ث ون بشر أنت gأن آياته ومن تنتشر gم خلق gم من لك أنفgسك gوا أزواجا gن gم وجعل إليها لتسك ورحمة مودة بينك

آليات ذلك في إن ون لقوم gر ماوات خلقg آياته ومن يتفك واألرض السgم واختالفg gم ألسنتك آياته ومن للعالمين آليات ذلك في إن وألوانكgم يل منامgك هار بالل gم والن آليات ذلك في إن فضله من وابتغاؤgك لقوم

gمg آياته ومن يسمعgون gريك البرق ي خوفا لg وطمعا gنز ماء من وي ماء السgحيي األرض به في آليات ذلك في إن موتها بعد آياته ومن يعقلgون لقوم

ماءg تقgوم أن gم بأمره واألرضg الس gم إذا ث gم إذا األرض من دعوة دعاك أنتجgون gتخر gماوات في من وله gل واألرض الس gون لهg ك ذي وهgو قانت g ال يبدأ

gم الخلق gعيدgهg ث ماوات في األعلى المثلg ولهg عليه أهونg وهgو ي الس( ] العزيزg وهgو واألرض g42الحكيم.]

منها وأخرجنا أحييناها الميتةg األرضg لهgمg )وآية gلgون فمنهg حبا وجعلنا يأكات فيها رنا وأعناب نخيل من جن gون من فيها وفج gوا العgي gل ثمره من ليأكون أفال أيديهم عملتهg وما gرg بحان يشك gذي س ها األزواج خلق ال gل مما ك

gنبتg يلg لهgمg وآية يعلمgون ال ومما أنفgسهم ومن األرضg ت منهg نسلخg اللهار مسg مgظلمgون هgم فإذا الن العزيز تقديرg ذلك لها لمgستقر تجري والش

كالعgرجgون عاد حتى منازل قدرناهg والقمر العليم مسg ال القديم الشgدرك أن لها ينبغي يلg وال القمر ت هار سابقg الل gل الن يسبحgون فلك في وكا لهgم وآية تهgم حملنا أن ي ما مثله من لهgم وخلقنا المشحgون الفgلك في ذgر

gون وإن يركب gغرقهgم نشأ gنقذgون هgم وال لهgم صريخ فال ن ا رحمة إال ي من [.43حين( ] إلى ومتاعا القدرة آليات مفصلة أو عابرة إشارة من سورة تخلو ال وهكذا وهكذا

المريدة. المدبرة المعجزة المبدعة القادرة وبما ومنسرباتها، بدروبها العالم البشرية النفس هذه فاطر هو والله

ذاتها الفطرة تكون أن حكمته اقتضت لها. وقد يصلح وما يصلحها إليه: )أعطى شيء كل بها هدى التي الخفية بالطريقة الله، إلى مهتدية

gل gم خلقهg شيء ك االهتداء في عناء وال جهد وال كد [ دونما44هدى( ] ث الذرة وتسير المرسوم، مساره في الذرة في الكهرب يسير كما إليه،

Page 42: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

واألفالك والكواكب األرض وتسير المرسوم، مسارها في مادتها في في نفسها تشق وال السير، عناء تحمل ال المرسوم، مسارها في

العليم.. العزيز لله نفسها تسلم وإنما استكناهه، لإلنسان خلق - وقد حكمته اقتضت كما الخلق سائر من به ميزه عقال

مساندة الله إلى االهتداء في الواعي العقل دور يكون - أن نعرفه الذي جعله )أي " مسارها " توعية و المسارب، الخفية الفطرة واعيا واضحا

لذلك ورسم مفهوما( ؛ منهجا واضحا آيات تدبر مستقيما.. هو وطريقاالكون. في الله

وقلب يقظ بوعي اآليات هذه اإلنسان يتدبر لكذلك.. فما إنه وحقاوالحياة. الكون خالق الله، إلى فورها من هدته إال متفتح

الله يكلف وال في يبحثوا أن الناس يكلف لم الله وسعها.. إن إال نفسا يقدروا لن - أنهم - سبحانه يعلم الذي الجهد يكلفهم سبحانه. لم ذاته طاقتهم تنفجر أن يحاولون حين لهم يحدث ما قصارى وأن قط، عليه

فتتحطم مسارها، عن انحرفت التي الذرة طاقة تنفجر كما وتتبدد،الطريق! في تلقاه ما وتحطم

كيال الله ذات في يفكروا أن عن أتباعه الكريم الرسول نهى وحينالقيود. عليهم يضع أو تفكيرهم على يحجر يكن لم يهلكوا،

أن الجهد هذا يصون األعمال. كان من للنافع جهدهم يوفر كان كال! إنما - طاقتهم ينفقوا أن للناس يريد الضالل. كان إلى ويؤدي سدى، يتبدد - في إليه واالهتداء الكون في الله آيات تدبر من حظهم يقضوا أن بعد

العميق. الشامل الواسع بمعناه ". اإلنتاج " اإلنتاج وزيادة األرض تعمير الجهاد وميدان العقيدة ميدان والمادي. في والفكري الروحي اإلنتاج

المفهوم. االصطالحي بمعناه العمل وميدانبالفعل... ذلك حدث ولقد أودية في وتتناثر وتنفجر تتبدد أن طاقتهم المسلمون صان حين

يقاس حين التاريخ في إنتاج أكبر هو ضخم، إنتاج لهم الضالل.. كان الحضارة ومقياس القيم ومقياس الرقعة ومقياس الزمن بمقياسللقياس. يصلح مقياس العلم.. وكل ومقياس المادية

من اإلسالمي العالم امتد التاريخ في لها مثيل ال قصيرة فترة ففي للسماء الشاملة اإلسالم مبادئ معه وامتدت المحيط، إلى المحيط " للحكم " نظم واآلخرة. وقامت والدنيا والعبادة العمل و واألرض

أطوائها في تحمل قبل، من مسبوقة غير واالقتصاد والمال والسياسة وتنشئ االجتماعية، العدالة مجتمعا مترابطا متكافال متحابا ظل متوادا

وابتعدت الحكومات فسدت أن بعد حتى وتكافله ترابطه على سنة ألف وجده ما كل اإلسالم الدين. وامتص روح عن الحضارات من نافعا

تعمل الحياة.. فانطلقت أعطاها ثم له، والمعاصرة له السابقة المادية روحه، وتشربت اإلسالم بصبغة اصطبغت وقد األرض تعمير في

ما كل اإلسالم السماء. وتبنى إلى تتجه وهي األرض في تعمل فصارت وطبيعة ورياضة وفلك طب - من والهنود اإلغريق لدى العلم من وجده

Page 43: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الدافقة وقوته بحيويته شتى إضافات إليه أضاف ثم وكيمياء.. إلخ،األمام.. إلى الدافعة

" اإلسالمي " الفكر يكن ولم وال عاطال - فيما كان عليه. وإنما محجورا بعض اإلغريقية الفلسفة بتأثير انحرفت التي الشاذة القلة عدا

إلى ويسعى األرض، في الناس خير إلى كله( - يتجه )ال االنحراف - البحتة العلوم في يبحث حين أنه السعي. ويرى وسائل بكل سعادتهم

الحكم سياسة يشمل الذي الفقه في يتعمق - وحين التطبيقية أو المجتمع وموقف الدولة وموقف الفرد وموقف االقتصاد وسياسة الحياة شئون من وكبيرة صغيرة كل في ببعض بعضهم وعالقات يعمل وحين تفريعاتها، بكل العبادات يشمل كما العامة، والحياة اليومية

رسم من لهم ميسرة كانت التي صوره في الفني الجمال ميدان في وحقق األمثل بواجبه قام قد يكون ونثر.. إلخ وشعر وعمارة وزخرفة وعمل نافع فكر إلى الله آيات في التدبر ترجم الكامل. وأنه وجوده

في وال العاجية، األبراج في ال األرض، واقع في متحركة حية وقيم نافعالمثاليات. عالم وكان رسوله. وسنة الله كتاب من استمدها التي رسالته في ناجحا

* * *والرسول.. الله بنصيحة ينتصحوا لم لقوم أخرى صفحة نقلب ولكننا في البحث في ومفكريهم علمائهم طاقة ينفقون راحوا أوربا في قوماألمور. من ذلك أشبه وما الله ذات

الباب هذا في الفكري إلنتاجهم ونعرض ال " فنجد " موضوعيا عرضاشيء!

هذا في الفلسفة كتبته ما كل فليقرأ ذلك من شك في كان ومن هل الطريق؟ هذا عن بالله معرفة زاد نفسه: هل ليسأل ثم الموضوع، وهو إليه يصل يكن لم شيء " إلى " وصل هل المعالم؟ " له " وضحت

كل في المعجزة القدرة على بصيرته ويفتح الكون في الله آيات يتدبراتجاه؟

والمالمح، الشيات ذهنه في اختلطت الصحيح؟ هو العكس أم ال الذي المتناقض الجدل من محيط في وتاه واألفكار؟ والتصورات

قرار؟! إلى يركن يبصر المعة مرآة الفالسفة! تلك أولئك لعمل تتمثل ذهني في صورة

أو " هنا " مغبشة قطعة فيها ولكن دقائقه، بكل وجهه اإلنسان فيها " " يجلوها أن " يحاول " الفيلسوف هذا فيروح هناك، مطموسة قطعة

الصفحة غبش قد أصابعه من القذر فإذا المرآة، وجه بأصابعه فيمسحتبين! تعد لم واضحة كانت التي الصورة وإذا كلها،

النتيجة.. كانت كيف وانظر األفكار، لهذه الموضوعية القيمة من ودعكرسوله. بسنة ويهتدوا الله بأمر ينتصحوا أن أبوا الذين عاقبة كان كيف

Page 44: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الناس وتركوا العاجية أبراجهم في والفالسفة " المفكرون " حلق لقد والجمود والجهل واإلقطاع الظلم يأكلهم الناس األرض.. تركوا في

gمتص والكادحون يوم، كل ترتكب المظالم والتفكك. فهذه دماؤهم ت جدل في المفكرون السادة أمرهم.. بينما على مغلوبون صاغرون وهم

الناس آالم ليرى األرض إلى ينزل هو وال نتيجة، إلى يهتدي هو ال أخرقعالج.. عن لهم يبحث أن ويحاول

يكفروا.. أن لهم الناس.. وحق وكفر المثل، وعالم الخيال عالم في تحلق " التي " المثالية بالفلسفة كفرواالدود.. فيه ينغل المنتن األرض واقع وتتركضمير. وال لها قلب ال التي " المتعفنة " المثالية هذه يحطمون وقاموا

والعقيدة. الله - فكرة األسف - مع حطموا الخاوية المثالية ومع تصل أنها وتزعم الله، فكرة حول تدور كانت المثالية هذه ألن حطموها،

" العقيدة. " جوهر إلى الخاوية المثالية الفلسفة وأنقاض والعقيدة، الله فكرة أنقاض وعلىبالعقيدة. تؤمن وال الله تعرف ال جاحدة مادية فلسفة قامت

الحياة.. جوانب كل شملت حتى الفلسفة تلك وتشعبت المادي والسلوكيون.. التفسير والتجريبيون وفرويد، وماركس، دارون،

والالدينية واالنحاللية للتاريخ.. والوجودية االقتصادي والتفسيروالال.. إنسانية! والالخلقية

نهاية في الدماء إال ينتج ال الذي المجنون طريقها في أوربا ومضتالطريق.

من بشق أخذت حين إلى والعمل العلم ميدان في تتقدم لم أوربا إن طاقتها ووجهت الله، ذات في التفكير فانتبذت الكريم، الرسول نصيحة هذا في جبارة خطوات الحياة.. وخطت واقع في األرض لتعمير

السبيل. بهديه تهتد ولم كاملة، الرسول نصيحة تأخذ - لم األسف - مع ولكنها

الله. إلى والتوجه الله، عبادة منها تأخذ السليم. لم - انطلقت المتزايدة النامية الهائلة المادية - بقوتها انطلقت ثم ومنالشيطان. تعبد

gون هgم )ويحسب مgهتدgون(! أنgفسدgوا ال لهgم قيل )وإذا gوا األرض في ت ما قال مgصلحgون(! نحنg إن

والضالل أوربا، بها تتمتع التي الهائلة المادية القوة هي النتيجة وكانتفيه. تغرق الذي المبين

هناك.. والشيوعية هنا الرأسمالية مادية أسس على قائم وكالهما البشرية، استقامة عن انحراف كالهما أمور من أمر في تحكمه الحق. وال اإليمان بالله تؤمن ال خالصة

البشرية. تستطيع ال ما تدركه. وكل أن الحواس تستطيع ما هي عندهم الحقيقةالحساب. من ساقط فهو إدراكه الحواس

Page 45: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الظاهر من " تستعمل أمور الرأسمالي الغرب عالم في العقيدة وأمور العادل االقتصادي التوزيع في نصيب. ال الحياة واقع في لها " وليس

األغنياء بين " دولة المال فيه يكون ال والذي ورسوله، الله يرضي الذي وحيوانية الشهوة مقاذر عن اإلنسان ترفع التي األخالق في " وال منكم

الغريزة. يكون حتى الدولة، بأمر مصادرة الشيوعي الشرق في العقيدة وأمور - والعقيدة الدين عن هناك الحظر رفع ". وحين " للدولة كله الوالء

بعد رفع - فقد خاصة اإلسالمي الشرق في للدعاية سياسية، ألسباب يدرس اإللحاد صار أن والصحافة الكتب له وتدعو المدارس، في رسميا

في تربى الذي الشباب وصار الدعاية، وسائل وكل واإلذاعة والسينما المذهب ظل " الدين! " جرثومة ضد محصنا

والغرب، الشرق بين الرهيب المدمر الصراع هذا هي األخيرة والنتيجةاألرض. قوى كل وبين

األبواب! على قرن.. والثالثة ربع في حربان القgرى أهل أن .. )ولو الكريم الرسول حكمة إلى الناس أحوج ما

gوا قوا آمن ماء من بركات عليهم لفتحنا وات واألرض(. الســــــــــــــــــــــــــــــــ

". الله في تفكروا وال الله خلق في " تفكروا عنهما الله رضي عباس ابن * عنزكي. أحمد الدكتور " تأليف السماء في الله " مع كتاب [ عن34]زكي. أحمد الدكتور " تأليف السماء في الله " مع كتاب [ عن35]السابق. [ المرجع36] [.191 - 190] عمران آل [ سورة37] [.81] غافر [ سورة38] [.99 - 95] األنعام [ سورة39] [.164] البقرة [ سورة40] [.59] األنعام [ سورة41] [.27 - 20] الروم [ سورة42] [.44 - 33] يس [ سورة43] [. 50] طه [ سورة44]

Page 46: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

تراه كانك الله تعبد

لم فإن تراه، كأنك الله تعبد أن اإلحسان. قال عن ".. قال: فأخبرني[.45" ] يراك فإنه تراه تكن

* * *حسنا. فتجعله الشيء تحسن اإلحسان.. أنتراه! كأنك الله تعبد واإلحسان: أن

درجة اإليمان. اإلسالم عن ثم اإلسالم، عن ذلك قبل السؤال كان إسالمك يكون اإلحسان. لكي درجة هي وهذه درجة، ذلك بعد واإليمان

كذلك. وإيمانك حسناتراه.. كأنك الله تعبد

هائلة. حقيقة بساطته في يحمل عجيب تعبير هذا يكون - وقد يروعني ما وأروع وجهك تقلب وأنت يفاجئك - أنه تأثرا

اآلفاق، في إليها! تتجه أن ينبغي التي بالقبلة يفاجئك اإلجابة، عن باحثاالنور.. - ترى منك توقع غير - على أنت فإذا

الروح. ويبهر والقلب العين يبهر الذي النورالله... ترى

gه gورg )الل ماوات ن gور الس gور على واألرض... ن هg يهدي ن gوره الل يشاءg من لنgويضرب gه اس األمثال الل هg للن gل والل عليم(. شيء بك

* * * الله تعبد أن كله: هي بناءه اإلسالم عليها يقيم التي الكبرى القاعدة

تراه. كأنكجميعا.. وتجيهاته وتشريعاته جميعا، نظمه عليها يقيم من الفرد المجتمع. موقف االقتصاد. نظام السياسة. نظام نظام

األفراد، األسرة. معامالت الفرد. نظام من الدولة وموقف الدولةالحياة! هذه في شيء الحرب.. كل وفي السلم في الدول معامالت

" هي: أن عبادة! أليست هذه - أن يخطر ما - أول لإلنسان يخطر ولقد"؟! الله تعبد اإلنسان فيها ينقطع التي القصوى، العبادة أنها لإلنسان يخطر قد بل وحسه بوجدانه له يخلو ربه، إلى ليخلو الحياة، في شيء كل عن

اآلخرين! عن عزلة في وقلبه.. هنالككذلك. العبادة ألقصى وإنها شك، ذلك في ما حقا، لعبادة وإنها

وخلوتها، عزلتها من - لتعود للرب العبد عبادة أقصى - وهي ولكنهااإلنسانية! محيط كل تشمل حتى وتتسع فتتسع

الذي الساطع النور - لهي خلوتها وفي األولى، لحظتها - منذ إنها بل جنبات فيها يضيء التي اللحظة ذات في الحياة، جنبات يضيء

النفوس.

Page 47: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

محيط في وتشمله وحده الفرد تشمل وباطنة، ظاهرة واحدة حقيقةآن!! في وعمل وعبادة وسلوك، شعور هي فإذا الجماعة،الحقيقة. هذه كله اإلسالك العبادة يجعل الذي - هو - وحده اإلسالم والذي عبادة، والعمل عمال

في كلها واآلخرة والدنيا واألرض، والسماء والجسم، النفس يربطنظام.

* * *تراه.. كأنك الله تعبد ويفيض باألمل، ويفيض بالتقوى، ويفيض بالحب، يفيض واسع عالم إنه

بالنور. ويفيض بالرهبة، الخالقة العظمى الذات مواجهة مواله. في مواجهة في اإلنسان - نور الكائنات. والنور جميع على المشرفة المستعلية القاهرة

فيضيء أعماقه، إلى وينفذ جانب، كل من - يغمره واألرض السماواتفيه. ويستقر قلبه، ثنايا

وكل جوارحها جميعا. بكل مواله... بنفسه مواجهة في اإلنسان أخفى هو وما بأسرارها ولطائفها، بدقائقها وباطنها، خلجاتها. بظاهرها

األسرار.. من"! يراك فإنه تراه تكن لم لله.. " فإن مكشوفة وكلها

النفوس. تمأل والقشعريرة الرهبة الله! إنها يا نأمة كل إلى الوجود، هذا في شيء كل إلى النافذة البصيرة الله عين كنت وترقبك. سواء تراك شعور.. إنها وكل فكرة وكل خاطرة وكل

أم المراقبة لهذه متيقظا كنت أم لها نفسك أعددت عنها. وسواء غافالالمعرضين. من حيث إلى تتوجه أن لك يراك.. خير كما الله ترى أن لك لخير وإنه

المفاجأة! النافذة. فتأمن البصيرة العين ترقبك العليم العزيز المولى حضرة في الحالين.. الرهبة في الرهبة إنها

هناك! والذعر والرهبة هنا، واألمل الرهبة الجبار.. ولكنها القوي على عامل قلبك، له مخلص الله، إلى متوجه وأنت واألمل الرهبةرضاه.. تتوجه حين والذعر والرهبة لك محيط! فخير ورائك من وهو عنه بعيدا

تراه! كأنك الله تعبد أن إذن ونجواها.. وسرها وباطنها، ظاهرها جميعا، بنفسك إليه تتوجه وحين العميقة.. والرهبة الخاشعة التقوى شعور نفسك وفي إليه تتوجه وحين

نظافتها. على وتحرص نفسك ستنظف أنك شك فال كيف عليه؟ مقبل وأنت منه تستتر خافية. فكيف عليه تخفى ال الله إن

تعمل أن يمكن عمال يراه؟ ال واحدا

Page 48: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gما )ونعلم gوسوسg هg به ت gنفس gونحن g[46الوريد( ] حبل من إليه أقرب gن خائنة )يعلمg gخفي وما األعي ( ] ت gورg47الصدgر [ )يعلم وأخفى( ] الس

gعرضgون [ )يومئذ48 gم تخفى ال ت [.49خافية( ] منك الذي وحده أنه اإلنسان يظن التي األعين! الخائنة خائنة الله! حتى يا

يفهمها؟ أو يراها كله الوجود في أحد وأال ويعرفها، يحسها معها ينساق قد نفسه وصاحبها أحد، عليها يطلع ال التي الوسوسة حتىلها؟ يتيقظ أن دون مسارب في التائهة السر. الخطرات من أخفى هو ما السر. بل حتى

للتعبير! اللسان بها يتحرك وال الفكر، ظاهر إلى تصل ال النفس،استخفاء. وال إذن ستر ال الله! إنه يا

قبل إذن نفسك تنظف عليه. أفال مقبل وأنت مكشوفة نفسك كلتزكيها؟ االتجاه. أال

وتقواها فgجgورها فألهمها سواها وما )ونفس اها من أفلح قد زك وقداها(. من خاب دس نفسك له تنظف ال كنت إليه. إن متوجه غير عنه معرضا كنت إن فأمااألمر! من شيئا ذلك يغير تزكيها. فلن وال سوء. يراك " ومن " تدسية من بنفسك تصنع ما بكل يراك! يراك إنه

الصدور. تخفي وما األعين خائنة وأوضارك. يعلم بخبائثك اإلعراض من الفائدة ما بل واالختفاء؟ التستر في الفائدة يراك. فما

gوتg " بيده و تذهب؟ الله ملك غير الملك واالنصراف؟ gل ملك شيء كgرجعgون وإليه ذين حسب "؟! " أم ت ئات يعملgون ال ي ساء يسبقgونا أن الس

gمgون ما أن حسبوا أم األرض؟ في معجزون أنهم حسبوا ". أم يحكالعقاب؟ من يفلتوا

يراك! وهو تراه أن لك بمستطاع. فخير ذلك من شيء كال! مارهقا! أمرك من يكلفك ال وإنهgم )هgو gم جعل وما اجتباك فg [. )ال50حرج( ] من الدين في عليك gكل هg ي الل

قgوا51وgسعها( ] إال نفسا ه [. )فات gم..( ] ما الل [.52استطعت طبيعته في ركب وما اإلنسان ضعف ليعلم واسعة. وإنه الله رحمة إنن حب من ي gاس الشهوات: )ز هوات حgب للن ساء من الش والبنين الن

المgسومة والخيل والفضة الذهب من المgقنطرة والقناطير واألنعامطويل. والسفر شاق الجهد أن [. ويعلم53والحرث..( ]

قgوا لذلك ه يقول: " فات gم ما الل ".. استطعتgم أستجب ويقول: " ادعgوني - فيما شيء! وادعوني لكل ". ادعوني لك

الطريق! وعثاء من أنفسكم تنظيف على - ألعينكم إليه تدعوننياألمر؟ هذا في تستعينه أن جربت هل

الحق. وعده وصدق الله صدق إال القلب، وطهارة النفس نظافة على يستعينه إنسان له يتوجه ما

يريد! ما على وأعانه له استجاب

Page 49: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الله إلى القلب يتجه حين يحدث هكذا ساحر! ولكن بسحر هو وما من أكبر نفسه ويجد هينا، عليه األمر يجد دعواه. إنه في ويخلص

المعوقات. ويحس من وأقوى المغريات - إحساسا ملموسا - مجسماالسبيل! له وييسر يعينه الذي هو الله أن

من يلفظك قواك. فهل وتخور الطريق في تضعف فقد كله ذلك ومععليك؟ غضبه ويحل رحمتهالطريق. تتنكب ولم عقبيك على تنكص لم دمت كال! ما

شيء. كل رحمته وسعت جميعا، الذنوب يغفر. يغفر إنهgه gحب )والل ذين المgحسنين ي gوا إذا وال أنفgسهgم ظلمgوا أو فاحشة فعلوا gه ذكر وا الل gوبهم فاستغفرg gوب يغفرg ومن لذgن هg إال الذن وا ولم الل gصر يgوا ما على gولئك يعلمgون وهgم فعل هم من مغفرة جزاؤgهgم أ ات رب وجن

[ 54العاملين( ] أجرg ونعم فيها خالدين األنهارg تحتها من تجري وعمل وآمن تاب من )إال عمال gولئك صالحا gبدلg فأ هg ي ئاتهم الل سي

هg وكان حسنات الل [.55رحيما( ] غفgوراذين عبادي يا )قgل ه رحمة من تقنطgوا ال أنفgسهم على أسرفgوا ال إن الله gوب يغفرg الل [ 56جميعا( ] الذن

دمت ما رحمته من يلفظك كال! لن أن إال عليك الطريق. وما على باقياجديد... من إليه وتتجه ثوبك وتنفض عثرتك من تقوم

* * * وتحرص نفسك تنظف تراه. حين كأنك ترقبه إليه. حين تتوجه وحين صغيرة كل على نفسك تحاسب الطريق. حين في تتلوث أال على

وكل عملته عمل كل تراجع حدت. حين قد تكون ان خشية وكبيرة جارحة تحركتها حركة وكل نفسك بها وسوست خاطرة وكل قلتها كلمةجوارحك.. من

الحياة. هذه في كله األمر يستقيم حينئذ والرجل. والوالد والمجتمع. والمرأة والمحكوم. والفرد الحاكم أمر

نطاق. أوسع على واألمم والولد. واألمة إلى نفسه تتجه كيف يراه؟ كأنه الله يرقب حين الحاكم يظلم كيفgوا والله والبطش الشر قوى( ] أقربg هgو يقول: )اعدل [ )وإذا57للت

gم اس بين حكمت gمgوا أن الن مكان في يضع [ وكيف58بالعدل( ] تحك وهواه؟ هو نزواته الله يطلبه الذي العدل

الحكم، سياسة كل يشمل فسيح، واسع ميدان للحاكم بالنسبة والعدل ". " الشخصية " ومعامالته " الرسمية معامالته وكل المال، وسياسة

يراه. كأنه ويعبده الله، يرقب أن منها كل في مأمور وهوالله. حرمات على يعتدي أو الله حدود يتعدى أن حينئذ يمكن ال

يمكن فال في و الله سبيل في إال السلم يبرم أو الحرب يعلن أن مثالن ما حدود ه إن تعتدgوا يقول: )وال الله. والله بي gحب ال الل المgعتدين(. ي

Page 50: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gوا ويقول: )وال gوا وال تهن gمg تحزن gم إن األعلون وأنت gنت مgؤمنين(. ويقول: كgم ما لهgم )وأعدوا قgوة(. من استطعت

خذ يقول: )ال فالله منهم بطانة يتخذ وال الله أعداء إلى يركن وال يتgون من فليس ذلك يفعل ومن المgؤمنين دgون من أولياء الكافرين المgؤمن

ه قgوا أن إال شيء في الل gقاة(. ويقول: )يا منهgم تت ها ت ذين أي gوا ال ال آمنخذgوا gم من بطانة تت gم ال دgونك gونك يأل م ما ودوا خباال عنت البغضاءg بدت قد

gخفي وما أفواههم من هgم ت gورgدgص gأكبر ا قد ن gمg بي gم إن اآليات لك gنت كتعقلgون(.

يتسلم منذ كلها، وتصرفاته كله، سلوكه ذلك يشمل حتى وهكذا وهكذا وال واحد عمل يفلت الناس. ال إلى أو الله إلى يسلمها حتى األمانةالضمير. ورقابة الله رقابة من رغبة وال فكرة

* * *يراه. كأنه الله يعبد حين كذلك والمعبود

يغش وال يخدع الواجب. ال واالجتهاد الالزمة باألمانة يؤديه عمله فعليه حقيقي. وال إنتاج " دون الخانات " يسدد يتشاغل. وال وال يتكاسل وال

األرض. في الفساد وال الفتنة يبغي به. وال عالم وهو الضرر على يعملله. ليس فيما يطمع الدولة. وال مال يستغل وال وعن نفسه عن الظلم يذود أن مكلف كذلك! فهو الظلم يقبل وال

ذين يراه! )إن كأنه يعبده هو وال بالله، بمؤمن هو فما وإال غيره، الgمgتوفاه gسهم ظالمي المالئكةgوا أنفg gم فيم قال gنت gوا ك ا قال gن مgستضعفين ك

gوا األرض في gن ألم قال ه أرضg تك وا واسعة الل gهاجرg gولئك فيها فت فأمg مأواهgم مصيرا(. وساءت جهن في الله ترعى التي زوجته. والزوجة في الله يرعى الذي والزوج

والقائد. والصغير والصديق. والجندي والولد. والجار زوجها. والوالدوالكبير...

الصغيرة الكلمة هذه من يخرج البتة فيه شيء كله... ال كله المجتمع إنتراه! كأنك الله شيء: تعبد كل تشمل التي

* * * األمة تلك كانت يرونه كأنهم الله يعبدون األوائل المسلمون كان وحين

gم في الفريدة العجيبة gنت gمة خير التاريخ! )ك gخرجت أ اس أ ون للن gرgتأم وف gنكر عن وتنهون بالمعرgون المg gؤمن ه(. وت بالل

عصيت فيكم. فإن الله أطعت ما وأطيعوا يقول: " اسمعوا الحاكم كان". عليكم لي طاعة فال ورسوله الله

" فقوموني أسأت وإن فأعينوني، أحسنت يقول: " إن وكان في إمبراطوريتين أكبر ويواجه وقيصر، كسرى يحارب وهو وكان

من بنفسه. فيقبل الناس من طلبه الذي بالتقويم يضيق ال التاريخ،

Page 51: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

حتى طاعة وال اليوم علينا لك سمع له: ال يقول أن المسلمين من رجلله. ويبين طلبه إلى الحال في يجيبه بل يغضب، وكذا. فال كذا لنا تبين

لرأيتني عثرت بصنعاء بغلة أن يقول: لو وكان عنها! مسئوال - أمكنه حتى المجتمع في االجتماعية العدالة توطيد على يعمل وكان عمر أيام حدث كما المجتمع، من الفقر يلغي - أن التاريخ في مرة ألول

أقتل أن إال الجنة وبين بيني يقول: أليس الجندي العزيز! وكان عبد بنالحسنيين! إحدى ليصيب المعركة يقتحم ثم يقتلني؟ أو الرجل هذا

gعزل القائد وكان يترك وال يتمرد وال يضطغن فال النصر زهوة في ي الله سبيل في يجاهد يستمر القتال. وإنما ميدان وال له إمارة ال جنديا

سلطان. فيرد بحق، له ليس ما يكسب أن الله من يستحي البائع وكان نقودا إليه ردها على المشترين. ويصر أحد من منه علم دون صبيه أخذها دفعها أنه بالله يحلف والمشتري حتى نظره في البضاعة وأن راضيا

عرض تصون والزوجة بالمعروف، زوجته يعاشر الزوج تستحق. وكان وهو بالشهور ويغيب القتال ميدان إلى غيبته. فيذهب في زوجها

السوء! يقربها وماله. ال وعرضه بيته إلى مطمئننظيفا... المجتمع وكان

اإلنسان يعهد والشراء. ال البيع في الغش على الناس عالقات تقوم ال يدلس أو يغشه أن خيفة منه متوجس وهو بالعمل الصانع أو العامل إلى

رجوع! غير إلى ويذهب األمانة يسرق أو عليه ويخدعه. ويبادله عليه يكذب أنه يعلم وهو الرجل إلى الرجل يتحدث ال

والخداع! الكذب ذاته الوقت في يكذب السيئة. وال بالقدوة الكذب فيعلمهم أبنائه على الوالد يكذب ال

الله! مع يتعامل وإنما معه، يتعامل ال ألنه الوالد، على االبن الفتاة تخرج غريرة. وال فتاة أو متزوجة امرأة عرض الشاب يسرق وال

الشباب! توقع أن تحاول الفتنة سوق في متبرجة مالئكة! كانوا الناس يكن لم مستقيمو بشر يزالون! ولكنهم ما بشرا

الله. متعاونون إلى التواء. متحابون وال نفوسهم في عوج ال الفطرةوالعدوان. اإلثم على متعاونون ال والتقوى البر على

وقت في الجريمة من يخل لم األرض وجه جريمة.. فإن هناك وكانت تكن القاعدة. ولم يثبت الذي الشذوذ كانت األوقات. ولكنها من

الشذوذ!! هي القاعدة

* * * تنشئ األمة هذه انطلقت ثم ومن التاريخ! في يسبق لم تاريخا كان وإن النظر، يلفت الذي هو وحده الفتح ليس في بالتسجيل حقيقا

التاريخ. ففي في بعد من وال قبل من لها مثيل ال التي الخاطفة سرعته خمسين من امتد قد شيء ال من بدأ الذي اإلسالمي العالم كان عاما

Page 52: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الجديدة، العقيدة اعتنق - قد معظمه - أو كله للمحيط. وكان المحيط وانقلب جديد! أفق إلى بلغت قد يراها حتى يهدأ ال سبيلها في محاربا

اتجاه. كل في بلغها التي العالية القمم تلك هو النظر يلفت الذي وإنما تتكاثر التي والروحية النفسية والعظمات الشامخة العدالة قمم

التاريخ. من الصغيرة الحقبة هذه في وتتواكب السياسة والسلم. في الحرب اآلفاق. في وتعدد الجوانب واتساع

ومثلها اإلسالم، استوعبها التي المختلفة الحضارات واالجتماع. في تمثيال الفناء. إلى بالزبد وألقى خير، من فيها ما فامتص رائعا

وفاضت كله، اإلسالمي العالم شملت التي المتينة القوية الروابط في يحاربونه وهم للدين. وحتى يكيدون وهم حتى المسلمين غير إلى منه

الصليبيين. أيام في وأدنسها حرب أبشع اإلسالم. إذ غير في تتكرر لم معجزة صنعت التي المتينة الروابط هذه

- ولكن والعباسيين األمويين أيدي على - مبكرا، الحكومة فسدت ما والمودة األخوة روح تربطه متكافال، متماسكا، إسالميا، ظل المجتمع

السنين!! من ألف من يقرب

* * *تراه! كأنها الله تعبد التي الحقة، العبادة أثر كان كله ذلك األعظم، الرسول هو شك دون ذلك في الكبرى القدوة كان ولقد

اإلسالم. وهدي الله هدي على وجنودها قادتها ومربي األمة هذه منشئ الشاملة العريضة الطويلة حياته لحظات من لحظة كل الله يرى كان

الفسيحة. وتستوعبه نفسه - فتطيقه - سبحانه عنه الوحي يتلقى وهو يراه كاناألعماق. إلى

الوحي هذا إلى الناس يدعو األرض مناكب في ينطلق وهو يراه وكانالله. إلى به يهتدوا لكي بيته في وهو يراه وكان أسرة. ورب وأبا زوجا الناس مع وهو ويراه وقريبا ومعلما السبيل. سواء إلى وهاديا إلى جهاد من ويرجع السلم يعقد وهو الله، سبيل في يقاتل وهو ويراهجهاد.

حديث. إلى حاجة غير في فهي الخلوة في العبادة عن نتحدث وال خلجاتها وكل نفسه، مشاعر وكل حياته، لحظات كل معه يراه. ويعيش

ونجواها. سرها وكل الذي النور استيعاب عن قلبه يضعف وال التلقي، عن نفسه تضعف وال

رآه. كلما يغمره المرسلين وسيد النبيين وخاتم الله رسول كان هكذا

* * *عليم. خبير تربية ورباهم عينيه، على صنعهم الذين أصحابه كان ثم

Page 53: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األفق على تصطبر ما وبقدر نفوسهم تطيق ما بقدر الله يرون كانوا قبسات تقبس أن إال النفوس، تحتمله ال الذي المضيء المشرق األعلى

الرسول. من وقبسات الغامر، الله فيض من تعيش أحيانا، وتجتمع أحيانا، تتفرق الزمن مدار على نفوس كانت ثم

تراه. كأنها وعبادته سبيله، في والعمل الله حب على بالفارق الحال في يحس اإلنسان، لقيها حيثما النفوس هذه تزال وما

حرف على يعبدونه الذين أو الله، يعبدون ال الذين وبين بينها الحاسم أعقابهم.. على انقلبوا شر أصابهم وإن به اطمأنوا خير أصابهم فإن

واآلخرة. الدنيا خسروا تلقى حين الفور على تحس ". إنسان " إنسان أمام أنك منهم أحدا

خلق. إنسان ممن كثير على وفضله خالقه كرمه الذي المعنى بهذا عالقاتك. وفي معه تعاملك في تستريح عنده، وتستريح إليه تأنس

التواء. وال فيها عوج ال التي النظيفة االستقامة إلى تستريحوتحبه..

ومشاعرك وأعمالك أفكارك في خالفك ولو تحبه أن إال تملك الواتجاهاتك.

تقفو - أن استطعت - إن الله... وتحاول نور من قبسة فيه ألن تحبهخطاه..

دينهم. أن الناس يعلم وهو اإلسالم، ونبي اإلسالم حرص كان ثم ومن الله وأجمله. " تعبد لفظ أخصر في لهم اإلحسان. ويصفه لهم يبين لم الله: " فإن وخشية التقوى بوجدان قلوبهم ". ويوقظ تراه كأنك". يراك فإنه تراه تكن الناس يقف أال على اإلسالم، ونبي اإلسالم حرص كان كذلك ثم ومن بلوغ يحاولون اإليمان. إنما مراتب أول وال اإلسالم مراتب أول عند

الدوام! على ويحاولون اإلحسان،ــــــــــــــــــــــــــــــــ

عند جلوس نحن قال: " بينما عنه، الله رضي الخطاب بن عمر عن طويل حديث مسلم. من [ رواه45] وال السفر أثر عليه يرى ال الشعر سواد شديد الثياب بياض شديد رجل علينا طلع إذ يوم ذات الله رسول عن أخبرني محمد وقال: يا فخديه على كفيه ووضع ركبتيه فأسند النبي إلى جلس حتى أحد منا يعرفه

وأن الله إال إله أال تشهد أن : اإلسالم الله رسول اإلسالم. فقال وتؤتي الصالة وتقيم الله رسول محمدا ويصدقه. قال: يسأله له سبيال. قال: صدقت. فعجبنا إليه استطعت إن البيت وتحج رمضان وتصوم الزكاة

وشره. خيره بالقدر وتؤمن اآلخر واليوم ورسله وكتبه ومالئكته بالله تؤمن اإليمان. قال: أن عن فأخبرنييراك.. ". فإنه تراه تكن لم فإن تراه، كأنك الله تعبد اإلحسان. قال: أن عن قال: صدقت. قال: فأخبرني

[.16] ق [ سورة46] [.19] غافر [ سورة47] [.7] طه [ سورة48] [.18] الحاقة [ سورة49] [.78] الحج [ سورة50] [.286] البقرة [ سورة51] [.16] التغابن [ سورة52] [.14] عمران آل [ سورة53] [.136 - 134] عمران آل [ سورة54] [.70] الفرقان [ سورة55] [.53] الزمر [ سورة56] [.8] المائدة [ سورة57] [.58] النساء [ سورة58]

Page 54: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ماجه. وابن والنسائي والترمذي داود وأبو مسلم [ رواه59]

Page 55: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ذبيحته وليرح

القتلة، فأحسنوا قتلتم فإذا ؛ شيء كل على اإلحسان كتب الله " إن" ] ذبيحته وليرح شفرته، أحدكم وليحد الذبحة، فأحسنوا ذبحتم وإذا59.]

* * *نبيه..! رحمة الله! يا يا

ذبحها!! على مقدم وهو ".. ومتى؟ ذبيحته " وليرحالله. روح إنها أنبياء. أال رحمة إنها أال شيء. إال وراءها ليس التي القمة يبلغ البشرية للمشاعر مرتقى إنه

الكائنات. قلوب إلى وينفذ كله الكون ينير الذي األعظم النور ذلك انحياز يحكمها وال الخلق، من األناسى عند تقف ال التي الرحمة إنها

الواسع المجال إلى تتعداها بجنسه. وإنما واعتداده لنفسه اإلنسانالكون. في األحياء كل يشمل الذي الفسيح

ترتقي - وإنما عالية قمة ذاته في - وهو المدى هذا عند تقف ال ثمأخرى! درجة

إليها وفق سواء حال، أي " على " مفهومة درجة باألحياء فالرحمةوشذ. عنها انحرف أم البشري القلب مسكين. وهو ضعيف العصفور. فإنه هذا تقتل لي: ال تقول أن مفهومالقتل. يستحق ال لطيف جميل

الرشيقة، القافزة الطائرة الفراشة هذه تقتل لي: ال تقول أن ومفهوم تستفيد لن فإنك جمال اللطيفة رشاقتها في وهي قتلها، من شيئا

وروحك. حسك به تمتع أن يحسن ال كانت إن - حتى الجميلة الزهرة هذه تقتل لي: ال تقول أن مفهوم بل

في أو يدك في منها جميلة.. أجمل هكذا غصنها على - فهي للقتل تتألمثيابك. عروة

يسر، في إليه يوجه أن يمكن الطيب البشري مفهوم. والقلب ذلك كلطباعه. من فيصبح فيعتاده لك: هذه أقول - أن وأشف - أعلى المفهوم هذا - وراء درجة ولكنها

ذبحتها لحظات.. أحسن بعد حية تكون لن والتي ستذبحها، التي الذبيحة قريب حديث في البخاري ذكر " كما موتات " تمتها وال آالمها تطل وال[.60] الحديث هذا من

ذبيحته! وليرح الوجدان تهز كلمة إنها العدم. إلى إلى تساق تذبح. وهي وهي هزا

تشعر. وال توجد ال حيث الفناء. إلى تنتقل التي المعدودة الثواني هذه الذبيحة " إلراحة " العملية القيمة ما

مقبل وأنت إراحتها قيمة ما بل الفناء؟ عالم إلى الوجود عالم من فيهاالذبح؟ وهو له تتعرض أن يمكن ألم أشد إيالمها على

Page 56: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

شيء! الظاهر.. ال فيشيء! الباطن.. كل وفي

سواء متألمة، متألمة ترحها. وهي لم أم ميتة. أرحتها ميتة الذبيحة إن متلبد المشاعر من القلب مجرد تذبحها كنت أم بها رحمة قلبك قطر

كنت إن معها، عنفك إليك فتشكو اليوم بعد تلقاك لن الوجدان. وهي من عنها يصدر ما ويجاوبون الخالئق، هذه عن يفهمون ممن

يضيرها األحاسيس. ولن الكامل الفناء إلى مسوقة - وهي كثيرا أو الغلظة من - شيئا بلحظة ذلك - قبل ذاقت - إنها الوشيك من شيئاالجفاء!

شيء! للذبيحة.. ال بالنسبة العملية القيمة فما إذنشيء! أنت.. كل " لك " العملية القيمة ولكنإنسان؟! قلب لك يكون أن من أكبر شيء ثمة وهل

* * *القتل.. أمر في الشأن وكذلك". القتلة فأحسنوا قتلتم " فإذا

إال يقتل ال الرسول جانب من القول بهذا - المخاطب والمسلمgوا بالحق: )وال gل فس تقت تي الن م ال هg حر [ )وعباد61gبالحق( ] إال الل

حمن ذين الر ون ال gاألرض على يمش gون خاطبهgمg وإذا هونا gوا الجاهل قالذين ه مع يدعgون ال سالما.. وال الل gلgون وال آخر إلها فس يقت تي الن م ال حر

gه قتل [ )من62بالحق( ] إال الل األرض في فساد أو نفس بغير نفساما اس قتل فكأن حرام: المسلم على المسلم [ " كل63جميعا( ] الن

[. 64" ] وماله وعرضه دمه للقتل. مستحق المسلم يقتله الذي الشخص أن في إذن شبهة ال

في مفسد أو محصن، زان أو قاتل، أو مرتد، أو كافر، ألنه مستحقالله. شريعة على القائم السلطان على خارج للفتنة، مثير األرض،

وتحريض: منه بأمر الله. بل من بإذن يتم القتل هذا أن في شبهة والض [65المgؤمنين( ] )وحر

القتل! بإحسان يأمر فالرسول ذلك ومعالقتيل. على أخرى مرة تنطبق فنراها الذبيحة قصة إلى ونعود

يستفيد لن القتيل إن الدنيا. مفارق قتلته. فهو تحسن أن من شيئا أو تحسن ال أو تحسن أن محيص. فيستوي من عنه له ما به واقع واأللم

ضئيل. الحقيقة في الفارق أن بطبيعة شيء ال للقتيل؟ بالنسبة القتل إحسان من العملية القيمة فما

الحال! قلب لك يكون أن أنت. هي لك - هي أخرى - مرة الكبرى القيمة ولكن

إنسان!

* * *

Page 57: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األمرين: الذبحة هذين عند يقف ال الكريم الرسول حديث ولكنالمثال. سبيل على فقط يسوقهما وإنما والقتلة، هي وحدها الرحمة أن الظن على يغلب قد المثالين هذين وبسبب

الحديث. من المقصود صورة ". والرحمة " اإلحسان هو كذلك. فالمقصود ليس األمر ولكن

اإلحسان. صور من في كما - هنا، " واإلحسان شيء كل على اإلحسان كتب الله " إن

المتقن. األداء الكامل. األداء الحسن. األداء األداء - هو السابق الحديثالجميل.

" إلى االتجاه. االتجاه يبين الذي المشير هما المذكوران والمثاالن". اإلنسانية

مع يندفع أن ينبغي ال اإلنسان المثالين: أن من المستفادة الخالصة إن أن التنفيذ في يأخذ وهو ينبغي العنان. إنما لها ويترك الطبيعية دوافعه ليكون األداء، وينظف الوسائل يهذب في والخالفة له الله بتكريم جديرااألرض. هذهشعور. وكل فكرة وكل عمل كل يشمل شامل واسع فالحديث ثم ومن

عن يعبر االتساع. وهو على ". هكذا شيء " كل يشمل اللفظ بنص إنهواحد. هدف عند تلتقيان فكرتين أو أصيلة، إسالمية فكرة

صورة، أية - على األعمال - كل األعمال بأداء يكتفي ال اإلسالم أناألداء. " في " اإلحسان يتطلب وإنما ضرورة، أنها بحجة زيادة، بال ضروراتهم يؤدوا أن الناس من يقنع ال وإنه

التنفيذ. في اإلحسان يتطلب وإنما عمل إذا يحب الله : " إن الرسول قول في واضح األول المعنى أحدكم والقتلة. الذبحة أمر في كذلك [ وواضح66" ] يتقنه أن عمال

اإلنسانية. ويصحبه مشاعر تصحبه الذي اإلتقان هو فالمطلوب أجل ومن خشيته أجل من والعمل الضمير، قرارة في بالله اإلحساس

". تراه كأنك الله ورضاه. " تعبد مثوبته تهدف التي الكثيرة وأحاديثه الرسول سيرة في واضح الثاني والمعنى

ليس التي الغليظة ضروراتها تؤدي وهي خاصة النفس، تهذيب إلىمحيص. عنها

" " الضرورة نريد: قضاء ما على وأدلها األمثلة أدق من مثالين ونضربالجنس. وشئون

على اثنان يتناجى قال: ال النبي أن الخدري سعيد أبي " عن ذلك يمقت الله فإن صاحبه، عورة إلى منهما واحد كل ينظر غائطهما،

ماجه. وابن داود أبو " رواه الموارد، في الثالث: البراز المالعن : اتقوا النبي عن جابر " عن

ماجه وابن داود أبو " رواه والظل الطريق وقارعة يولها وال القبلة يستقبل فال الغائط أحدكم أتى أيوب: " إذا أبي وعن

البخاري. " رواه غربوا أو ظهره. شرقوا

Page 58: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ولم القبلة يستقبل لم : من الله رسول قال: قال هريرة أبي " وعنالطبراني. " رواه سيئة عنه ومgحي حسنة له كتب الغائط في يستدبرها كلها كلها. وهدفها تورد أن من كثيرة الموضوع هذا في واألحاديث تلطف معينة بآداب وإحاطتها الضرورة، بهذه القيام تهذيب واحد. هو

تجعلها " فيها. إذ " الضرورة معنى من وتخفف غلظتها سلوكا فيه وأدبا" وترفع. " اختيار

لقضاء صار التوجيهات. إذ لهذه الكاملة - الداللة اليوم لنا تبدو ال وقد - المدينة في زال فما ذلك مهذبة. ومع ووسائل نظيفة أدوات الضرورة

وأمام الطريق قارعة على حاجاتهم يقضون - قوم ذاتها العاصمة وفيالريف...! الناس. أما

فيها حال. فالتهذيب أي على تفوتنا أن ينبغي ال النفسية الداللة ولكن الحيوان، مستوى " عن " اإلنسان رفع محاولة كذلك واضح. وواضح

الحيوان. مع فيها يشترك التي ضرورته يقضي وهو حتىداللة. وأوضح أعجب فأمره الجنس أما

بالجنس يعترف نظام وال شريعة األرض في ليس نظيفا كريماكاإلسالم.

الكريم. الله اسم يذكر زوجه يأتي وهو اإلسالم أن فقط نذكر ان يكفي الله اسم يقرأ مما أنظف وال الله، ذكر من أقدس اإلسالم في وليسعليه.

تحتاج أن من - أوضح الزواج أي الشرعية، حدوده - في فيه واإلباحةدليل. إلى

gم gم حرث )نساؤgك gوا لك gم فأت ى حرثك gم( ] أن [67شئت شهوته ليأتي أحدنا إن الله رسول يا ألجرا. قالوا أحدكم بضع في " إن

فيها عليه أكان حرام في وضعها لو قال: أرأيتم أجر؟ فيها له يكون ثم[.68" ] أجر له كان الحالل في وضعها إذا فكذلك وزر؟

كثير... وغيرها وغيرها واستمتع فيه، شبهة ال كامل بقسط المباح هذا من أخذ قد والرسول

الحياة. هذه في به يستمتع أن لمسلم يحل ما بكل منهاألمر... كان كيف فلينظر ذلك ومع

الفراش.. في يضاجعها حين زوجته وجه يغطي كان أنه السيرة تروي رأسه يغطي كان الرسول أن سلمة أم حديث من الخطيب وروىبالسكينة. المرأته: عليك ويقول صوته ويغض

* * *الحد! هذا إلى والترفع الحياء هائجا يندفع أن نفسه يملك ال الذي الجائع الحيوان شهوة الجنس ليسالتنفيذ. إلى

لذيذ. متاع على تتلمظ التي الشبق غلظة وليس

Page 59: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

القلب عاطفة بخارها في تختنق التي الفائر الجسد نزوة وليسالروح. وإشراقة

تكن لم الجنسي العمل يهذبوا أن للناس الرسول دعوة فإن ذلك ومعحرارتها. تبريد أو المتعة إطفاء أو الزهادة إلى دعوة

فيه ويحببهم المتاع إلى يدعوهم كان ذلك. لقد من العكس كال! على حين متعته، من ويزيد النفس، في مساحته يوسع الواقع في كان بل

" " " " ومشاعر " عواطف إلى الخالصة الجسد لهفة من يرفعه". ومودة

مداعبة من لها ويمهد يسبقها رسول دون المواقعة عن ينهى كان فقدجياشة. وعواطف

يفسده أو المتاع من الناس يحرم أن يريد الذي دعوة هذه وليست إلى الحيوان مستوى من ورفعهم تهذيبهم يريد من دعوة عليهم. بل

يصبح حتى المتاع، بهذا " تلذذهم " إحسان مع اإلنسان، مستوى متاعا " بتعبيره " الفن فيه ويدخل النفس، عناصر كل فيه " تدخل " جميالالجميل. " مودة " و " سكن أنها على والمرأة الرجل بين الصلة يصف والقرآنgم خلق أن آياته ": )ومن gم من لك أنفgسك gوا أزواجا gن وجعل إليها لتسك

gم صالت كل يشمل أخاذ جميل تعبير [. وهو69ورحمة( ] مودة بينك". " اإلنسان مستوى األرفع. في مستواها في يشملها ولكنه الجنس،

* * * نظرة على الداللة واضح أمر الجنس. وهو شئون في اإلحسان هو ذلك

األمور. لهذه اإلسالمgقضى. نعم. ال الضرورة للدوافع استقذار حجران. وال وال كبت ت التنظيف اإلتيان. ولكنه عند بالذنب اإلحساس ذاتها. وال في الفطرية

الوجدان. وتهذيب ذلك رغم تكون أن - مظنة وأعاد فرويد شأنه في أبدى ما كثرة - من والجنس

لهذا واحدة لحظة يجنح ال بخاصة منه. واإلسالم وتنفر تستقذره األديان كذلك - يحض شيء كل في اإلحسان على يحض - وهو االستقذار. لكنه

مع الضرورة في يشترك كان وإن حتى الجنس، شئون في عليهالحيوان. بها يختص ال اإلسالم في عامة قاعدة هذه أن على القاطع والدليل الدليل وضروراته، اإلنسان تصرفات كل تشمل وإنما وحده، الجنس

الطعام. آداب هو ذلك علىgوا به مأمور مباح. بل نظيف طاهر الطعام أن في شك ثمت فليس gل )وك

gوا( ] [.70واشرب عن به وترتفع شراهته، وتكسر تناوله، تهذب آداب. آداب فله ذلك ومع

اإلنسان. محيط إلى الحيوان محيط

Page 60: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gتنفس أن نهى النبي أن عنهما الله رضي عباس ابن " عن اإلناء في يوالترمذي. داود أو " رواه فيه ينفخ أو

الله رسول أتيت ثم ولحم خبز من ثريدة قال: أكلت جحيفة أبي " عن الناس أكثر جشائك! فإن من عنا كف هذا فقال: يا أتجشأ، فجعلت

أكثرهم الدنيا في شبعا صحيح وقال الحاكم "! رواه القيامة يوم جوعااإلسناد.

والحجران. المنع إذن. وليس اإلحسان فهو

* * * من الحكمة هذه إلى نكون ما - أحوج العشرين القرن - في ونحن

. الرسول اإلخالص بمعنى العمل في باإلحسان يؤمن قرن في نعيش إننا

عن تلقى الذي اإلسالمي العالم - في األسف مع نحن كنا واإلتقان. وإنالروح. هذه عن بعيدين نزال - ما التوجيه هذا نبيه

الدنيا: أمور من كثير في بالتهذيب يؤمن قرن في كذلك نعيش ونحن شراء أثناء الصف في والوقوف الضرورة، وقضاء الطعام، تناول في

على الشكر وإزجاء هفوة، أقهل عن المؤدب واالعتذار السينما، تذاكرالخدمات. أبسط إنه عنه الجنس. ويقول شئون في بالتهذيب يؤمن ال ذلك مع ولكنه

نفاق! مرتقى فراشه. فذلك في الرسول يصنع كان ما بالتهذيب نقصد وال

الكثيرون. يطيقه ال رفيع إلى الجنس تحويل من فراشهم في به أوصاهم ما كذلك نقصد وال

يستفيدوا أن أرادوا غن شأنهم وعطاء.. فذلك وأخذ ومودة مشاعر وهم متعة سيزدادون الذين وهم الفائدة، فألنفسهم الرسول بنصيحة

بل الجسد، متعة عند تقف فال نفوسهم، في الجنس مساحة يوسعونآن. في كلها روح وعالقة قلب وعالقة جسد عالقة تصبح بحياة ال كلها الجماعة بحياة وألصق ذلك من أدنى مستوى نقصد وإنما

األفراد. حدوده في الجنس يكون االجتماعي. أن " بمعناها " الفضيلة هي تلك

يكون وال المشروعة نهبا الطريق.. قارعة على الظامئة لألجساد مباحا يسمونه الذي هو ذلك العشرين! القرن في نفاقا

له شأن فال " بيولوجية، " ضرورة الجنس ألن نفاق؟ هو ولماذاباألخالق!

ضرورة؟ ليس والملبس ضرورة؟ ليس والطعام وي!؟ " " أصول و " المائدة " بآداب االحتفال هذا كل تحتفلون فلماذا

الضرورات؟ بقضاء فيهما تكتفون وال الملبس

* * *

Page 61: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األخالق! عن نتحدث " وال " اإلحسان عن هنا نتحدث ونحن التي العليا اآلفاق نتذوق أن الضرورة. نريد مستوى عن نرتفع أن نريد

اإلسالم. إليها يرفعنا له تتوجه حين جميل طعم والله " فإنه " اإلنسانية طعم نتذوق أن نريد

إنسان! أنه اإلنسان يؤمن وحين النفس،الله. خلقها التي الحياة ". فطرة " الطبيعة فطرة الجمال تهدف ولكنها الضرورة، بقضاء تكتفي ال والحياة في اإلحسان إلى دائمااألداء.األلوان؟ المتناسقة الشذى الفياحة الجميلة الزهرة هذه أرأيت"؟ " ضرورة ذلك أن أتظن

للناس! وشفاء غذاء العسل منها فينتج النحل إليها قالوا: لتجتذبالنبات! تلقيح في كذلك وتساعد

في يكون أن النحل إلى " بالقياس " الضرورة من هل ذلك؟ تظن فهلالجمال؟ هذا كل الزهرة

الرائعة الزهرة على ليحط متواضع! وإنه خلق والله! فالنحل كال الجمال العادية الزهرة على يحط كما التناسق

" يمكن " البيولوجية األهداف ضرورة! وكل إذن الزهرة جمال فليساألزهار. أجمل في تتم كما زهرة أبسط في تتم أن

"؟ " الطبيعة هذه ورأيتالوليد؟ الصبح جمال ورأيت المبدعة الشفق حمرة رأيتالوجدان؟ وتهز األنفاس تبهر الجبال روعة رأيت

الساكن الليل في تراه الموج، منسرب نهاية غير إلى الممتد والبحراألشباح؟ األطياف.. أو تعمره كأنما

ضوئها، في السحر " طعم " ذقت و "؟ " ذقتها القمراء.. هل والليلةالمهموس؟ وحديثها الساربة وأطيافها وظلها،

ضرورة؟ ذلك تظن هل هذا بغير ومستطاعة ممكنة والحياة كله، ذلك في الضرورة هي وأين

الجمال؟الرائع؟ الوجه هذا ورأيت األغوار.. تلك عميق عالم منهما يطل اللتان الحالمتان العينان هاتان

من تطل " التي " الروح المعبر.. تلك المعنى المنسقة.. هذا التقاطيعالقسمات؟ وراءالضرورة؟ وما ضرورة؟ ذلك تظن

في تتم وتنفس وشراب طعام " من " البيولوجية العمليات كل أليستالسواء؟ على وجه وأجمل وجه أقبح

النظر بصرف ذكر وكل أنثى كل في يتحقق ذاته. أال الجنس بل.. نداءالجمال؟ ذلك عن

". " جمال هو ".. وإنما " ضرورة ليس كال. إنهاألداء! مجرد ال األداء " في " إحسان هو

Page 62: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

". " الطبيعة الله.. فطرة خلقها كما الحياة فطرة تلكالفطرة.. دين واإلسالم

الحياة، خالق الله عند من منزل األكبر. ألنه الحياة ناموس مع يلتقيوالحياة. الكون عليها يسير التي الفطرة وخالق حينئذ الضرورة. ألنه أداء بمجرد اإلنسان من اإلسالم يكتفي ال لذلك يكون الحياة، عن متخلفا أمت فطرتها، عن ناشزا الوراء. إلى خرا اإلنسان يكون أن - يريد آفاقها أعلى في الحياة وهو الحياة، إلى واصال

معها، منسجما لها، مساوقا اتجاه. كل في معها ملتقيا في ويسكن أعماقها، في النفوس. يدخل تهذيب إلى يعمد لذلك

اإلحسان. الجمال. إلى إلى باطنها. يوجهها من ويوجهها أطوائها، األفكار في واإلحسان األعمال في شيء. اإلحسان كل في اإلحسان

المشاعر. في واإلحسان".. شيء كل على اإلحسان كتب الله " إن

وينظف المشاعر تتهذب اإلحسان. حين إلى النفس تتجه وحين فتصبح القاهر قهرها عن الضرورة تخرج السلوك. حين سلوكا " مهذبا

أدائه.. في وتتفاضل " النفوس، تختارهوالحياة.. الكون مع اإلنسان يلتقي حينئذ اإلحسان. أو رفيعة. اسمها شاملة واحدة نظرة في معهما يلتقيالجمال. اسمهاالجمال. يحب جميل والله

ــــــــــــــــــــــــــــــــ". تضجعها؟ أن قبل شفرتك أحددت هال موتات؟ تميتها أن [ " أتريد60] [.33] اإلسراء [ سورة61] [.68 - 63] الفرقان [ سورة62] [.32] المائدة [ سورة63]الشيخان. [ رواه64] [.84] النساء [ سورة65]البيهقي. [ رواه66] [.223] البقرة [ سورة67]مسلم. [ رواه68] [.21] الروم [ سورة69] [. 31] األعراف [ سورة70]

Page 63: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

صدقة أخيك وجه في وتبسمك

عليها إال آدم ابن نفس من قال: ليس الله رسول أن ذر أبي " عن لنا أين من الله رسول الشمس. قيل: يا فيه طلعت يوم كل في صدقة والتحميد لكثيرة: التسبيح الخير أبواب فقال: إن بها؟ نتصدق صدقة

األذى وتميط المنكر، عن والنهي بالمعروف واألمر والتهليل والتكبير حاجته. عن المستدل وتدل األعمى وتهدي األصم وتسمع الطريق عن

ذراعيك بشدة وتحمل المستغيث، اللهفان مع ساقيك بشدة وتسعى في حبان ابن نفسك. رواه على منك صدقة كله الضعيف. فهذا مع

أخيك وجه في رواية: وتبسمك في مختصرا. وزاد والبيهقي صحيحه صدقة، الناس طريق من والعظم والشوكة الحجر وإماطتك صدقة،[. 71" ] صدقة لك الضالة أرض في الرجل وهديك

* * * عنده يقف أن دون به يمر أن اإلنسان يملك ال العجيب الحديث هذا

معانيه. بعض يتدبر لحظات أعماق إلى يصل حتى ويلطف، بعضها يدق شتى، إليحاءات له وإن

القلب أوتار على ويوقع هزا، فيهزها الوجدان، قرار إلى النفس، لحنا صافيا مشرقا باأللباب. يأخذ جميال

معنيين الحديث بها يوحي التي الكثيرة المعاني من هنا وسنختار وثانيهما: ربط البشرية، النفس في الخير منابع تفجير رئيسيين: أولهما

األخرى المعاني ببعض نلم واإلخاء. وقد والمودة الحب برباط المجتمعالحديث. أثناء في

* * * الغني بها يساعد محسوسة وأشياء نقود التقليدي مفهومها في الصدقة جدا، المفهوم ضيقة المعنى بهذا للضعيف. وهي القوي ويمنحها الفقير، ظلت أنها محدود. ولو المجتمع حياة في وأثرها طويلة قرونا مظهرا

االجتماعي، التكافل مظاهر من وأداة المجتمع، روابط من ورباطاالحياة.. على الفقراء وإعانة الشح، من األغنياء لتطهير

بعملهم الناس يكتفي أن في األصيل اإلسالم هدف عن النظر وبصرف عمر عهد في تحقق الذي الهدف - ذلك للصدقات يحتاجون فال الخاص

العزيز عبد بن عمر سعيد: " بعثني بن يحيى يقول إذ العزيز عبد بن نجد فلم لهم، نعطيها فقراء وطلبت فاقتضيتها، إفريقية، صدقات على

العزيز عبد بن عمر أغنى فقد منا، يأخذها من نجد ولم فقيرا، بهاالناس.. "

وسيلة الصدقات كانت فقد النهائي، الهدف هذا عن النظر بصرف الدولة تتمكن أن وإلى موجود، الفقر أن طالما المجتمع، في احتياطية

Page 64: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

غير عن الناس إغناء - من العزيز عبد بن عمر عهد في تمكنت - كماالطريق. هذا

الضيق. من التقليدي معناها من بالصدقة يخرج النبوي الحديث ولكن رحيب عالم على تنفتح النفسي. وهنا معناها إلى الحسي، معناهاحدود. له ليست

صدقة.. امرئ كل صدقة.. وعلى خير كل يترك ال واسع شمول في هكذا شيء! عن يضيق وال شيئا

حقا؟! ذلك ليس صدقة. أو خير كلالحدود؟ الضيق الحسي بمعناها التقليدية الصدقة تنبع أين ومن

هو هذا بلى! إن البشرية؟ النفس في الخير معين من تنبع ليست أو نفس عن يصدر ال دنس وهي كاذب، رياء فهي الوحيد. وإال معينها

المقصود. هو الحال بطبيعة ذلك نظيفة. وليس ال الكريم الرسول حديث فإن الخير، معين من تنبع الصدقة كانت فإذا ويستدره، يستجيشه المعين، هذا إلى مباشرة يرجع أن على يزيد

اتجاه. كل في ويتدفق ويفيض، ليتفتح هذا من ينبجس ما صدقة! كل خير كل الصدقة. فليكن معين هو الخير

النظيف، الطاهر النبع هذا من يخرج ما المعين. كل الخير إلى هادفا الحياة. واقع في له محققا

"؟ " إعطاء أليست هي؟ ما والصدقة وجه في تبسمك صدقة! حتى إعطاء كل إذن فليكن كذلك إنها بلى،

أخيك.. صدقة!األحوال! جميع في واحدة نفسية عملية وهي ؛ المنبع ذات إنه بإعطاء تهم وأنت النفس داخل في تحدث التي " النفسية " الحركة إن

تعين أو المحتاج، للرجل القرش تساعد أو الطريق، اجتياز على عاجزا ترفع وأنت نفسك في تحدث التي ذاتها هي حمل.. إنها رفع على إنسانا تدفع التي ذاتها وهي الناس، فيه يعثر ال حتى الطريق من حجرا

أخيك.. وجه ترى حين وجهك إلى االبتسامة فتخيلتها النفوس، مشاعر جسمت لو إنك متحركة.. لرأيت جسوما

من يدها تحرك " وهي " النفس مرة: صورة كل في واحدة صورةاإلعطاء! حركة الداخلالشعور! هذا خذ المعونة.. أو هذه خذ القرش. أو هذا خذ! خذ

األحوال. جميع في واحدة واحد. وحركة منبعواحد.. ودافع ". وقد " إنساني شعور هو للمحتاج الصدقة إعطاء إلى يدفعك فالذي بساطته في الدقيق. فهو اللفظ لهذا معنى تحدد أن الصعب من يكون

كاإلنسانية! معجز وشموله وبينه بينك اإلنسانية. تحس في أخوك واضحا: هذا شعورك يكون قد

وتدعوهم بينهم، وتقرب الواحد، الجنس أفراد تربط التي اآلصرة هذهالوثيق. التعاون إلى

Page 65: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

قلبك من تنبع خفية غامض. خيوط مبهما. وجدان شعورك يكون وقد كالهزات هزات دقيق. أو برباط بينهما فتربط قلبه، إلى تصل حتى

" " يلتقطها حتى الجو، في تنتشر التي الكهربائية أو المغناطيسيةبعيد. من المستقبل

إعطاء إلى يدفعك - الذي المبهم أو - الواضح اإلنساني الشعور هذا فتلتقطه الحجر على يحنيك الذي ذاته هو أليس للمحتاج، الصدقة بعيدا

حين وجهك في البسمة يشيع الذي كذلك هو ليس أو المارة؟ أقدام عنالناس؟! تلقى ندركها ال النفس.. ولكننا داخل في واحدة عملية هي على دائما

حقيقتها. الحقيقة هذه إلى إليها. يلفتنا حديثه في يلفتنا الكريم والرسول الخير. لنعرف أعمال من عمل كل وراء تكمن التي الواحدة النفسية

وزواياه. صوره تعددت وإن منبعه في الخير أنه" فحسب! " نعرف أن يريدنا ال- الرسول ولكن

ليست شيء إلى تنتهي ال التي فالمعرفة وال اإلسالم أهداف من هدفاالعملية! الحياة أهداف من يكون أن األرض في الغايات غاية. وغاية له تكون أن ينبغي شيء كل

الله. وكلمة كلمة هو البشرية. فالخير حياة على المسيطر هو الخيرالعليا. هي الله

اإلسالم. رصيد في واآلخرة والدنيا والسماء، األرض تلتقي هنا ومن " إياه " يعرفنا أن ال الخير، " على " يعودنا أن يريد الكريم والرسولفحسب.صدقة.. ". امرئ كل " وعلى

يريد إنه الحركة تلك يستثير أن بالخير. يريد نفسه تتحرك أن منا كال نفس من تعدى عادة. والعادة بالعطاء. والحياة يدها تمد التي الداخلية

النفس! باطن في شعور إلى شعور من تعدى نفس. بل إلى وتمد وتتحرك، سباتها من تنهض أن تستيقظ، أن النفس تتعود حين يحدث فسوف مرة، هذا يحدث شعور. حين أو بعمل الداخل من يدها أوسع النفس من تشمل حتى اإلعطاء صور مرة. وستتعدد بعد مرة

شعور. وكل تصرف كل الواقع في تشمل نطاق.. حتى وأشكاله، صوره وتعديد الخير، مدى توسيع في الرسول حكمة وتبدو

إنسان! كل متناول في تصبح حتى كذلك وتبسيطها الخير " أو " الصدقة كانت فلو واألموال، المحسوسات على قاصرا

باطن في ثرة ينابيع وتبقى البشرية، أفراد من كثير عنها فسيعجزالغزير. معينها من يستنبط وال أحد، يستثمرها ال النفوس،

النفوس. هذه من الخير تسيل كيف تعرف الماهرة الحكيمة اليد ولكنالمكنون. وتبعث المغلق تفتح هناك ومن هنا من حانية رفيقة لمسات

مع يلطف الحنون كاألب البشرية معاملة في يلطف الكريم والرسول لهم ييسر الطريق. إنه في خطوة خطوة معهم يخطو وهو أوالده،

Page 66: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

مشقة. وحينئذ وال تعب بال مقدورهم في أنه إليهم األمر. ويوحيمشقة!! فيه كان ولو يصنعونه

النفوس. إلى وأحبها التربية وسائل أفضل تلك ليست وهي وال الناس على ضحكا لله! لهم! حاش استدراجا صورة صوره النفس. وكل داخل واحد نبع حقيقة. فالخير كلها إنها

واحدة. تكون أن من " أهون " الصدقات هذه بعض أن وهلة، ألول نظن، ولقد

الجميع. يشمل سلك في غيرها مع تدرج أن يجوز ال صدقة. وأنها في : وتبسمك الرسول قول الظن هذا إلى شيء أقرب يكون وقدصدقة. أخيك دلو في دلوك من صدقة. وإفراغك أخيك وجهالناس.. محيط في تتبعها أردت. أو إذا فجربها ذلك ومع لك يبدو الذي أخيك، وجه في تبسمك إن يوضع أن يصح ما حتى هينا ولم الخير تتعود لم التي النفس على شيء أشق الصدقات.. لهو في

إليه! تتجه غيرهم يلقون وهم أساريرهم تنفرج وال أبدا، يتبسمون ال أناس هناك

الناس! من نفوسهم في مغلقة الخير مرض. وينابيع نفوسهم في أو شريرون إنهم

األقفال. وعليها سبيل على ال الحقيقي ماء! الماء من بقطرة عليك يبخلون ناس وهناك

المجاز! الحركة اإلعطاء. إنها الماء. إنها نقطة وال البسمة ليست المسألة إن

اليد تحرك المغلق. أو القفل فتح النفس. إنها داخل في تتم التياألمام.. إلى وانبساطها النفسية

على النفس فتقدر توجد، أن الحاالت.. إما جميع في واحدة عملية الهين فيستوي توجد، أال والمودة. وإما اإلعطاء على الخير. تقدر

الصدقات. جميع عن النفس وتغلق والعظيم،

* * * يعودنا أن وال فحسب، الخير بمنابع يعرفنا أن يريد ال المربي والرسول

وتبسيطها الصدقات، تعديد وراء من ألمح فحسب. ولكني الخير علىآخر.. معنى الجميع، متناول في تصبح حتى

النفوس. تربية في كبرى قيمة إيجابية. ولذلك حركة اإلعطاء فاعلة. بعكس متحركة حية نفس باإليجابية الشعور تتعود التي فالنفسضئيلة. منحسرة منكمشة نفس فهي السلبية تتعود التي النفس

أن له ويكره فاعلة، إيجابية قوة يكون أن للمسلم يريد والرسولحسيرة. سلبية قوة يكون

ويزيد اآلخر يكمل كالهما النفس، عالم في صنوان والسلوك والشعورقوته. في

Page 67: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

والهينة الصغيرة األعمال حتى يصف أن على الرسول حرص هنا ومنإعطاء. صدقة. بأنها بأنهاأبنائه.. مع كاألب أخرى مرة

هام دور العمل في به قام الذي الدور أن لطفلك توحي حين فأنت ومزيد العمل من مزيد على تشجعه فإنك نتيجة، إلى أدى وقد ومثمر،

تافهة أعماله أن وتشعره شأنه، من تصغر رحت إذا اإلنتاج. أما من نفسه، داخل االنحسار على تشجعه فإنك منه، المطلوب إلى بالقياس

مجهود. إلى يحتاج عمل كل عن واالنصراف األعمال في حتى بإيجابيتهم، اإلحساس على الناس يشجع والرسول

عالم في يتحقق كيانهم أن ليحسوا ظاهرها، في صغيرة تبدو قد التي ذلك السلوك. فيزيدهم عالم في الواقع، ميدان في العمل على إقباالباستمرار. الصعود على ويشجعهم الخير،التعبير. وراء من آخر " أمر " بالصدقات األعمال هذه تسمية وفي

جانب في آخذين الناس تقسم الضيق، الحسي بمعناها فالصدقات والضعف، بالضآلة الشعور اآلخذين إلى توحي جانب. وقد في ومعطين

والغرور. بالخيالء المعطين وتغريالسوء. غاية سيئ للمجتمع تقسيم وذلك متجه عمل وكل شيء كل تشمل حتى الصدقات نطاق توسيع ولكن

عن النظر - بصرف إنسان لكل ويتيح األول، التقسيم يلغي الخير، إلى يكون - أن وغناه فقره معطيا الناس يجعل ثم لآلخرين. ومن واهبا وشركاء المساواة، قدم على ومعطين - آخذين واحدة - بحركة كلهمفسيح! واسع ميدان في

يقرر أنه فوق النفوس، تربية في بارع منهج شك وال وذلك آخر مفهوما هي ليست الحياة تحكم التي القيم األصيلة: أن اإلسالم مفاهيم من

الشعورية القيم وحدها. وإنما االقتصادية وحدها. أو المادية القيم عالقات عليه تقوم الذي األصل هي األخيرة هذه كذلك. بل والوجدانيةالبشرية!

* * * الناس افتتن وقد الحياة. القدماء قوام وحسبوها المادية بالقيم دائما منابع عن الناس بصائر تنطمس سواء. وحين والمحدثون ذلك في

ال فإنهم الواسعة، الكون حقيقة عن نفوسهم وتنحسر الحقيقية، الخير اإلسالم الحواس. ولكن تدركه ما إال يدركون وال المادية، القيم إال يرون

عالم يهمل الحقيقية. لم صورتها في وتجليتها الحياة توسيع على حرص كما الكاملة عنايته أعطاهما الحياة. بل ضرورات يهمل ولم المادة،

الدائمة واإلضافات الشرع، يشملها التي الدقيقة التفصيالت في يتضح هذه عند يقف لم ولكنه القرون مدى على اإلسالمي الفقه أضافها التي

إلى تتعداها هناك. وإنما تقف ال واقعها في الحياة ألن وحدها، األموروأعلى. أكبر مستويات وإلى وأرحب، أوسع آفاق

Page 68: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

جميع في كلها الحياة يشمل ثم ومن الكامل، الحياة دين واإلسالمالسلوك. في ونظافة األداء في نظافة على المستويات، وجميع اآلفاق

منها يزرع ال الخصبة األرض كصاحب إنه أو اآلخر، الجانب ويهمل جانبا لتلك الكبرى بالقيمة يحس السموم. إنه حشائش فيه تنبت يدعه

إهمال أو تعطيلها من تنشأ التي بالخسارة ويحس الثمينة، األرض أن يمكن حتى النفس في مكان كل في ينقب ذلك أجل ومن بعضها،

الثمار. زرعها من ويجني فيزرعها الخير، نبتة فيه تنبت اإلنسانية النفس في الخير ينبوع يظل أن على اإلسالم يحرص وحين

ا روابط البشر بين تقوم أن يضمن فإنه ينضب، وال بالخير يفيض ثر تقيمها أو االقتصاد يقيمها أن يمكن التي تلك من وأوثق بكثير أمتن

يأكلها ال وخيرة، حية رابطة تكون أن يضمن المادية. بل العالقاتوالجفاف. " الصالدة " تنظيماتها مع القلوب إلى تسري وال الحقد،

* * *والحب؟ المودة من أقوى القلوب تربط أن يمكن رابطة وأي

ف gوبهم بين ).... وأل األرض في ما أنفقت لو قgل فت ما جميعا بين ألgوبهم ه ولكن قgل ف الل [.72بينهgم( ] أل

الله.. هبة إنهاالله. هبة كذلك االقتصادية أو المادية والنعم تضع اآلية ولكن الحياة! وميزان القلوب ميزان في مكانه في كال

االقتصادية التنظيمات تكفي القلوب. وال لتأليف وحده المال يكفي الالمادية. واألوضاع

الله. أال روح من المستمد الشفيف الروح ذلك ويغلفها يشملها أن بد الالحب. وهو

وتنفرج الصدر لها فينشرح القلب من البسمة يطلق الذي الحبطليق. بوجه أخاه اإلنسان القسمات.. فيلقى

الذي القلوب. هو يؤلف الذي المعجزات. هو يصنع الذي هو الحب ذلكشيء. إليه يصل وال شيء يهدمه ال الذي البناء يقيم

أعرابي النبي إلى " جاء منه يطلب يوما له: قال ثم فأعطاه، شيئا إليه، وقاموا المسلمون أجملت! فغضب وال قال: ال إليك؟ أحسنت

شيئا. وزاده األعرابي إلى فأرسل منزله دخل كفوا. ثم أن إليهم فأشار عشيرة ومن أهل من الله نعم. فجزاك قال إليك؟ قال. أحسنت ثم

من شيء أصحابي نفس وفي قلت ما قلت : إنك النبي له خيرا. فقال من يذهب حتى يدي، بين قلت ما أيديهم بين فقل جئت فإذا ذلك،

: النبي فقال جاء، الغداة كان فلما عليك. قال: نعم، فيها ما صدورهم فقال رضي. أكذلك؟ أنه فزعم فزدناه، قال، ما قال األعرابي هذا إن

مثلي : إن خيرا. فقال وعشيرة أهل من الله األعرابي: نعم. فجزاك الناس، فتبعها عليه، وشردت ناقة له رجل كمثل األعرابي هذا ومثل ناقتي، وبين بيني الناقة: خلوا صاحب فناداهم نفورا، إال يزيدوها فلم

Page 69: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

من لها فأخذ يديها، بين الناقة صاحب لها وأعلم. فتوجه بها أرفق فإني فردها األرض، قمام عليها وشد واستناخت، جاءت حتى هونا، هونا

فقتلتموه قال ما الرجل قال حيث تركتكم عليها. وإني واستوى رحلها،النار! دخل لنا - يشرح العملي سلوكه من الرسول حياة من العجيب الدرس هذا

االتجاه. هذا في المروية أحاديثه أودعها التي القيم - بعد األمر ظاهر - في األعرابي أرضى الذي هو الزائد المال يكون قد كان ما القليل. العطاء على ساخطا

ولنفرض كذلك. أنه جدال - أكان المعطي جانب من النبي جانب من األمر إلى فلننظر ولكن والمودة بالرحمة الفياض المعين هذا يكن لم لو الرجل عطاء في يزيد

والحب؟ الجاحدة.. المنكرة قولته األعرابي قال أن بعد خاصة األمر إلى ولننظر

يقبل أن يمكن الشفيف الروح وهذا الكبير القلب هذا غير كان قد أوجديد؟ بعطاء عليها ويرد الجارحة القولة

مجرد الموقف! إنها حقيقة هي ليست " الزائدة " المادية الصدقة إن لألصل ترجمة النبيل. إنها السامق للشعور المجسم المادي التعبير

الحقيقة! هو والقلب الصدى األصل! إنها هي وليست ليقيم المبدعة التربية هذه الكريم الرسول يربيه الذي هو القلب هذا

البشرية. رباط عليه - البشرية! ولكنا روابط أمر " في " العلم حقائق ندخل أن نريد وما

نجد برغمنا! ال كل غيرت التي الحقائق هذه إلى اإلشارة من محيصا األخيرة. القرون في البشر تفكير سادت " التي " المادية المفاهيم

" " و " قوى كلها الحياة "! إنما " مادة هناك ليست أنه العلم أثبت فقد"! روابط ظهر ملموسة مستقرة راسية مادة أنها قبل من يظن كان التي الذرة

يشد الذي الرباط وموجبة. وأن سالبة كهربائية طاقة كهارب! أنها أنهاالجاذبية.. هو بعض إلى بعضهاالكون! بناء كل هو وذلك

البشرية! بناء هو كذلك يكون جرم ال "! ليس " االقتصاد ". وليس " المادة ليس عنده تقف مما شيئا

وأدق.. وألطف أعمق شيء هو الحقيقة! وإنما وتظنه الحواسطاقتها. هي البشرية. والقلوب رباط الحب رباطها تفقد حين وتتناثر فتضطرب الذرة في الطاقات تصطدم وكما

كذلك الجاذبية، رباط تفقد حين بعض، إلى بعضها يشدها القوي رباطها تفقد حين وتتناثر فتتنافر البشرية الحياة في القلوب تصطدم

المحبة. تفقد بعض.. حين إلى بعضها يشدها الذي القويالله. دين واإلسالم

خلق. بمن أعلم وهو الخلق خلق الذي الله

Page 70: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

من ويصل مسايرة، أجمل الفطرة يساير الذي الفطرة. الدين دين وهوالنتائج. أجمل إلى ذلك

حياة في واألوثق األول الرباط هو المحبة رباط يجعل الذي هو واإلسالم وفكرية واجتماعية واقتصادية مادية - من كلها الوشائج ويقيم البشرية،المتين. األساس هذا - على وروحيةف gوبهم(. )واعتصمgوا بين )وأل ه بحبل قgل الل قgوا وال جميعا وا تفر gرg واذكه نعمت gم الل عليك gم إذ gنت ف أعداء ك gم بين فأل gوبك gم قgل بنعمته فأصبحت

[.73إخوانا( ] بفطرته - يدرك الكبرى الكونية البشرية اآلية - وهو اإلسالم ورسول أن تأديبه، فأحسن ربه أدبه وبما األعظم، الكون فطرة مع الملتقية البناء عليها يقوم أن يمكن التي وحدها هي واإلخاء والمودة الرحمة

يحب حتى أحدكم يؤمن الحب: " ال إلى فيدعو المتماسك، القوي الحي ويعلمها بالحب، لتفيض القلوب [ ويجلو74" ] لنفسه يحب ما ألخيه

طليق! بوجه أخاك تلقى وتحب: أن تحب لكي الوسيلةالسحر! عمل لتعمل الطلق الوجه على االبتسامة هذه وإن

جربها! مشرقة. ولن ابتسامة فمك وعلى طلق بوجه الناس تلقى أن جربقط! التجربة على تندم األعماق. إلى وتنفذ النفوس مغالق تفتح - أن - وحدها لتستطيع إنها بينها فتربط البشري، الكيان في المكنونة الطاقة القلب! إلى إلى تنفذ

الجاذبية! برباط وبينك الفسيح، فلكه في معه دائرة األعظم، الكون من قطعة تصير حينئذ الناموس في فتلتقيان الحقة، فطرته مع الصحيحة بفطرتك تلتقي ألنك

الكبير!الله! ترى وحينئذ

الطريق! هو فهذاــــــــــــــــــــــــــــــــ

.7 رقم396 ص4 ج والترهيب [ الترغيب71] [.63] األنفال [ سورة72] [.103] عمران آل [ سورة73]ومسلم. البخاري [ رواه74]

Page 71: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

حرام فقليله

[.75" ] حرام فقليله كثيره أسكر " مابالحديث. المقصودة هي وحدها الخمر بأن يوحي اللفظ ظاهر لعل

كله الممنوع على تنطبق شاملة، تشريعية قاعدة أنه ألمح ولكني والغمز والغصب، والسرقة والربا، الخمر على وتنطبق كله، والحرام الخلقية الجريمة والنفاق.. وعلى والكذب والنميمة، والغيبة واللمز،خاصة!فيه.. ضرر ال شيء كل يسكر. وقليل ال الخمر وقليل

الحفالت في واآلخر؟ الحين بين كأس ما خمر؟ شربة ما مثالواألفراح؟!

بيضاء؟ غير أو بيضاء والحين الحين بين كذبة ومافيه؟ تؤثر أن يمكن ال ضخم مبلغ من يختلسها القليلة القروش وما " عجلة " تشحم و األمور به تسير النفاق من قليل في الضرر وما

صدام؟ وال احتكاك فيها يقع فال الحياةفتاة؟ إلى عابرة نظرة وماابتسامة؟ أوكلمات؟ أو ما أو ضمة أو الجريمة.. قبلة حد يبلغ ال المداعبة من قليل شيء أو

أشبه؟الجريمة! فلتكن في تؤثر وال أحد، بها يعلم ال خلسة، الظالم، في عابرة.. تتم جريمة

األخالق؟ تنهار أو ذلك حدث إذا الدنيا تنهد الحياة.. هل سير خط وال التشديد تستلزم ال هينة األولى.. سهلة للوهلة األمور تبدو كذلكاالهتمام! توجب

عميقة ودراية ، الرسول بها نطق التي تلك بالغة حكمة فهي ذلك ومع عند وال الصغيرة، الجزئية عند يقف ال بعيد ونظر البشرية، بالنفس

األجيال! من الواحد الجيل وال الواحد، الفرد والمجتمع، الفرد حسابها في تأخذ التي الشاملة الفاحصة النظرة إنها

األرض. تلك في حياته امتداد على كله واإلنسان فيستلهم اإلسالم صميم إلى ينفذ الذي البصير المدرك القلب نظرةاألسرار. وغوامض الحكمة مغاليق له وتنفتح الدقيقة، العميقة روحه الصافية، النقية اإلسالم روح يدرك بأن أجدر الله رسول غير ومن

تأديبه، فأحسن ربه أدبه الذي وصفيه، الله نبي وهو عنها، ويترجم الكبير، الكون في الماثل وللحق لإلسالم، صدره صدره.. شرح وشرحالبشرية؟! والقمة لإلسالم، الكامل النموذج هو فكان

* * *

Page 72: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

القليل ويذكر الخمر، تذكر حين البال على يخطر شيء أول اإلدمان والكثير فيها

حين البشرية أمام ماثل - خطر العلمية التجربة تثبت - كما واإلدمان المجتمع أدواء من أداء أي لنفسها تبيح وحين الخمر، لنفسها تبيح

المتعددة. الكثيرة أساس - وعلى - جسماني عصبي أساس على يرتكز الخمر في وهو

[.76] كذلك نفسي أو منبه األعصاب، على معين تأثير - ذي دواء كل - بل شراب كل

ألنها قليل، بعد األعصاب على أثره يفقد ملطف، أو مثير أو مسكن زيادة - إلى محالة - ال اإلنسان عليه. ويحتاج وتتبلد ضده تتحصنبمفعول. له يحس " لكي " الصنف تغيير أو الجرعة

العادة. فهناك النفسية الوجهة من العصبية. أما الوجهة من هذا - عالمها هو لحكمة الله فطرها - كذلك عليه تتعود لما تستريح والنفس فيلتقي والمشاعر، واألفكار واألفعال الحركات من تعتاده لما وتشتاق

الواحدة، اللحظة في الواحد األمر على النفس ومتعة األعصاب تأثرويقويه! اآلخر منهما كل ويدفع فيتجاوبان،

الماء، وجرعة الخبز لقمة شيء! حتى كل على ينطبق أمر وهذا حديثه أو نفسه إلى اإلنسان وحديث المقعد، وجلسة السرير وضجعة

األشياء! من شيء ألف أو مكان صحبة أو فالن ورؤية الناس، إلى اإلدمان من بمنجاة فتكون بنفسها نفسها تداوي األمور هذه بعض ولكن

ولو الخطر حد إلى يصل ال بعضها أن - كما المضر اإلسراف - بمعنىاإلدمان! إلى وصل

حيث من النفس، وتتعودها الجسم يتعودها عادة والشراب الطعام الفرامل - تجد السوية الحالة - في والمواعيد. ولكنها واألنواع الكم

المحدود. الفراغ وامتالء الشبع إحساس في الضابطة شره إلى تنحرف فقد ذلك ومع مسعور! نهم

السوية. المعقولة حالتها في بها إال الحياة تقوم ضرورة! ال ولكنهاgوا عن الزائد وحرم المعقول، القول أبيح ثم ومن gل المعقول: )وك

gوا gسرفgوا( ] وال واشرب ذلك ألن بتشريع التحريم يجعل [ ولم77توتقواه. الله وخشية والتهذيب للتوجيه أمره ترك مستحيل. وإنما

- والوسيلة والطريقة والمقدار المواعيد حيث من عادة والراحة والنوم فراملها - تجد السوية الحالة - في - ولكنها مترفة غير أو مترفة

هذا تصريف في الذاتية والرغبة تحدثه، الذي النشاط في الضابطةالنشاط.

وفتور. وتراخ كسل إلى تنحرف فقد ذلك ومع عليك لبدنك - إن المعقول القدر أبيح ثم ومن الترف - وحرم حقا

والقعود. والتكاسل

Page 73: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

تمنع التي الذاتية ضوابطها لها عادة. ولكن ومخالطتهم الناس ورؤية بين التقلب في اإلنسان رغبة - وهي السوية الحالة - في فيها اإلسراف

وتلك. هذه ليرضي الجماعية ونزعته الفردية نزعته دامت - ما عليها اإلدمان في ضرر عادة.. وال واألشياء األمكنة وإلف

يحد أصيل، بشري عنصر وهو فالملل، ذلك - ومع نظيفة ذاتها فيفيها.. واإلسراف عليها اإلدمان من طبيعية بطريقة

كذلك! ليس األدواء من وغيرها الخمر ولكن لإلدمان. عرضة شارب ضوابط. وكل له فليست اإلدمان يحدث حينالسموم! تأثير من حصانة لها ليست األعصاب ألن أن دون تشرب أن تستطيع الناس من أغلبية أن فسنفترض ذلك ومع ليس ذلك - فمع األمر واقع في صحيح غير قول - وهو اإلدمان حد تبلغالقصيد! بيت هذاالقادمة... األجيال هو القصيد بيت وفيهم يولدون السكارى أبناء إن الطب يقول بالذات، الخمر مسألة في

أن قبل النطفة طريق عن إليهم ينتقل الخمر، لشرب موروث استعدادمدمنين! الكبر في يصبحون ثم القياد! ومن ألنفسهم يملكوا نفسية باضطرابات يصابون السكير أبناء إن النفس علم ويقول

شخصية إلى ينظر حياتهم. فالولد مستقبل في تؤثر عنيفة وعصبية يحتذيه. أن ويحاول به يتلبس الذي الكامل األعلى المثل أنه على والده سلوكه في رأى فإذا نفسه داخل في يحدث ذلك فإن خلال بين انقساما

وشخصية شخصيته هما متالبسين، بل مؤتلفين قبل من كانا شخصين على الولد بانطواء إما ينتهي عنيف، داخلي نزاع يحدث ثم والده. ومن

مجرم هيئة في ببروزه إما المتحركة، الحية الحياة واعتزاله نفسهنظيف. كل ويلوث مقدس، كل يحطم صغير،

الرجال كراهية إلى بها ينتهي آخر نوع من صراع فيصيبها الفتاة أما عقد من ذلك يصاحب وما الزواج، من المستقبل في والنفور جميعا، مهاوي في ووقوعها الخلقي انحرافها إلى ينتهي أو مختلفة، جنسية

الرذيلة.صحيح! غير أمر - وهو يقع لن كله ذلك أن أخرى مرة وسنفترض في واغل وهو الخمر عدوى الجنين إلى تنقل لم النطفة أن سنفترض سوء على أوالده يطع لم الوالد أن [. وسنفرض78] الثالث الظلمات

االضطراب. نفسهم في يحدث ولم الخمر يشرب أنه يعلموا فلم منه،األجيال! اتقاءه تستطع لم شيء كله ذلك بعد يبقى

فيما وقعوا قد أبناءه أن يعلم حين الخمر يعاقر الذي األب موقف ماقبل؟ من فيه هو وقع

العنان؟ لهم يرخي أم أيزجرهم؟ هناك بأن يؤمن - ال نفسه وبين - بينه وهو يزجرهم ترى يا ولماذا ضررا

يقول! ما على شاهد خير الشخصية تجربته أن ليؤمن إنه بل األمر؟ في من يفصل اإلدمان. لم حد يبلغ لم له؟ حدث يشرب. فماذا ذا هو ها

Page 74: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يؤثر البال. لم وشرود اإلهمال أو الصباح في التأخر نتيجة عمله على قدرته تفسد ولم أعصابه تتلف االجتماعي. لم مركزه في الشرب

وفي الحفالت واآلخر.. في الحين بين كأس كلها التفكير. وإنها وعند الطريق، نفس في ساروا إذا األوالد على الضير األفراح!! فما

األمور...؟! " وتسير " يعقلون كبرهمجيل! أول في الشارب يدركه ال الخطر موطن هنا هو أنه ينسى! ينسى إنه تستنكر محافظة بيئة في نشأ قد شخصيا

- قوية فرامل الباطن عقله وفي نشأ وأنه منها، وتنفر منها وتنفر الخمر أن - دون بينه حالت التي - هي المحافظة البيئة هذه من مستمدة

أو معنوي شخص نفسه أعماق واإلدمان. في اإلسراف - وبين يشعر عليه وينهال ويحذره، العصا له يمسك مجسم، شخص تجاوز إذا ضرباالضمير. تقريع صورة - في الحدود البتة، يمنعه أن نفسه في القوة من يبلغ لم الشخص هذا أن وصحيح

في شك ال موجود ذلك مع ولكنه الطريق عليه يقفل أن يستطع ولم إلى تصل ال معينة درجة عند به الوقوف في كله الفضل وجوده. وله

البغيض. اإلدمان وهم أخالدهم في غرسه من نفوسهم؟ في الشخص هذا فأين األبناء أما

صغار؟كأبيهم؟ آباء فيه يسرح الذي المجتمع أو أبوهم؟

التي الزواجر توجد لم ثم األمر، وانتهى السيئة القدوة وجدت كال! لقداإلسراف! من األول الجيل منعت

جيل.. أول في الزواجر من أضعف ولكنها توجد، قد أو في الذي الشخص ألن قبل، ذي عن فيسرفون األبناء يشرب ثم ومن

تترك ال لينة يده في التي والعصا نفوسهم، الضمير. في أثرا أجيال.. ويختفي ثم جيل ذلك بعد وينشأ رويدا من الشخص ذلك رويدا

حدود. بال ويسرفون حاجز، بال الناس الضمير. ويندفعاألجيال.. مدار على الخمر قصة تلكالجريمة. على عيونه األمر، أول في متقيظ جيل

الستار... وراء من خفية يتسللون أفراد ثم المجتمع لهم يسمح وال باإلثم يتبجحون ال استتارهم، في ظلوا فإذا

عمومه - في المجتمع بقاء أمل فثم بذلك، فترة الجريمة من - نظيفا خفيتهم، من فخرجوا المجتمع، زجر أمنوا إذا الزمان. أما من طويلة انحراف منحرف. وهو جيل أول ينشأ فهنا الطريق، قارعة على وقعدوا االنحراف النكير. ولكن فيه يبدو وال بالخطر ينذر ال األمر أول في بسيط

- االبتداء - نقطة الصفر نقطة من الزاوية ذراعا يمتد كما يمتد، البسيطالذراعان.. ويبعد الشقة تنفرج حتى

الطريق! نهاية في المحتومة والهاوية

* * *

Page 75: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

األخالق.. جرائم من جريمة كل قصة وهيوالتدليس. والغش والنفاق والخداع الكذب قصةالعورات. وكشف األعراض ونهش والنميمة الغيبة قصةوالفساد. والظلم الرشوة قصةسبيله. في والجهاد الحق نصرة عن القعود قصةوالمجون. والفجور والسرف الترف قصة والمرأة بالرجل يختص فيما " التقاليد قصة األخص على وهي

والجريمة... واالختالط المجتمع يبدأ " نظيفا في يتهاون وال باالختالط يسمح ال " متحفظا

الجريمة. من خال قد األطهار المالئكة من مجتمع " أنه " بالنظافة نقصد وال

التاريخ! في يحدث لم شيء الجريمة. فهذا الصحية. فحين الشئون في يستخدم الذي المعنى بمثل نقصدها ولكنا األوبئة من نظيفة أنها " تقصد " نظيفة المدينة إن الطبية الهيئات تقول

األمراض. هذه من فردية حاالت من خالية أنها تقصد وال الخطرة، قليلة نظيفة. ولكنها غير فردية حاالت توجد النظيف المجتمع هذا في

يبذله الذي الدائم الحرص نتيجة محدودة. وذلك وعدواها ومستترةالتنظيف. عملية في المجتمع

يتراخى... األوقات من وقت في ولكنهالبطيء. التدريجي االنتشار في الوباء يأخذ عندئذ ملموسة وبطريقة بسرعة المرض ينتشر الجسمية األوبئة حالة وفي

مميتة. ويتساندون وقت أسرع في والكفاح للوقاية الناس يهب هنا ومن

الوباء. لوقف ويتكاتفونأخرى. طبيعة ذات النفسية األوبئة ولكن

- الالشعورية النفسية الجسم. والمناعة من استجابة بطبيعتها فالنفس حدته تخفف األقل على أو المرض تقاوم أن - تستطيع توجد حين

أجيال. مدى القاتلة كاملة أجيال تمر جدا. وقد المفعول بطيء الخلقي فالفساد ولذلك

يستشري قد االنحالل إن ينهار. بل أن قبل األخالق منحل مجتمع على جماعة عن البحث فيه يعييك حد إلى األخيرة األجيال من جيل في

بالذات. ومن الجيل هذا في الكارثة تقع ال فقد ذلك فاضلة. ومع واحدة ما بكل مستمتعون وأنهم خرافة، النذر كل أن بالظن الناس يغرى ثم

يحذرون! كانوا مما ناجون ثم يشتهون،التاريخ! في واحدة مرة تتخلف تتحقق! لم النهاية في الله سنة ولكن

استمروا ثم حد، غير إلى الزائدة بشهواتهم الناس استمتع أن يحدث لمالحياة! على قادرين متماسكين أقوياء األبد إلى

يريد. لمن مفتوحة التاريخ صفحة وهذه

Page 76: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

والعالم القديمة، وفارس القديمة وروما القديمة اليونان صفحة جاهليته في الغرب صفحة ثم الشهوات، في غرق حين اإلسالمي

المعاصرة.لطيفة.. خفيفة بسيطة الجريمة تبدأ

المشرفين.. من غيرهم أو اآلباء إلشراف تحت بريء اختالط الخلوة من شيء إتاحة من فيها بأس وال ظريفة، نواد أو لطيفة ونزهاتوفتاة. شاب " بين " البريئة

بعد على الرقيب وعين بريئة كهذه خلوة في يحدث أن يمكن الذي وماحجرات؟! خطوات.. أو

هناك؟ من إعجاب وكلمة هنا من ابتسامة أو الغلة تطفئ طائرة وقبلة الرقيب؟ من غفلة في خاطفة وضمةاللهيب؟ تشعل

"! سيدي " ياالخمر.. في يحدث ما يحدث ثم

اإلدمان.. كأس من بد المفعول. ال ضئيلة تافهة حين بعد تصبح األولى الكأس

ثانية. تغري األولى والقبلة من ذلك ليس تتوقف، أن يمكن ال بالمزيد، دائمااألشياء. طبائع اإلدمان إلى يصل وال الجريمة، في يسرف ال ذلك مع األول الجيل ولكن

المجنون. ينذر العصا ومعه بالمرصاد، النفس داخل في الواقف الشخص هنالك وال المجتمع تربط التي التقاليد األمور. وهنالك بعظائم ويهدد ويحذر في كاملة الجريمة تحدث ال ثم واحدة. ومن دفعة عليها الخروج يسهل

" الناس " يتبحبح وإنما جيل، أول القيود. ويفكون قليال طريقه في المجتمع ويمضي - حتى خطر وال بالخطر، يحس ال منتشيا

- هناك. اآلن المجتمع ويظن على نهاية. قادر غير إلى ذلك على قادر - أنه - نظريا

اإلسراف إلى يصل ال أو الجريمة في يقع ال ذلك ومع القيود يفك أنالمعيب.

ويغفل نفسه على يقيس ألنه الضالة تلك عقيدته في مخلص وهواألمور. حقيقة السابق الجيل نفسه أعماق في أنشأها التي الخفية الضوابط يغفل

يظنها بها، مؤمن غير ألنه المقبل للجيل هو يخلفها لن المتحفظ. والتي لزوم! وال ضرورة بال تشددا مكتسية ورآها بالرجال، تختلط ال متحفظة أمه رأى قد أنه الرجل ينسى

وعي غير على الصورة هذه تقاومه ثم ومن شيء، جسمها من يتعرى ال أو نفسها تعرية إلى ويدعوها به، االختالط إلى غريبة فتاة يدعو وهو منه

به. ليستمتع جسدها

Page 77: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

باإلثم. يتبجح وال يسرف، فال الشهوة، مندفع وهو حتى تقاومه نعم - العري من النفور نفسها في وزرعت متحشمة أمها رأت التي والفتاة

- حتى وعي بغير و منها - بوعي كذلك - تتحفظ والجسدي النفسيباإلثم. تتبجح وال تسرف فال باالنزالق، تهم وهي

الجيل.. هذا يتراجع ثم " التحلل " متعة شبابها في ذاقت التي األم تربية جديد جيل ويجيءكذلك. واألب القيود، من البسيط

ذاقا اللذان واألب األم - الكامل السقوط يسقطا ولم المتعة من شيئااالحترام. " بعين " المتزمتة التقاليد إلى ينظرا - لن خاصة واألم " شيء؟ يحدث ولم التشدد هذا من هما ينفلتا ألم التشدد؟ عالم

" األوالد فليتبحبح ضير! " وال " قليال داخل في الواقف الشخص ضعف وقد الجديد الجيل ينشأ ثم ومن

تترك تعد فلم العصا والنت بالمرصاد، النفس الضمير، في أثراالمحظور. تمنع تعد فلم التقاليد وتفككتالجيل.. هذا ويتراجع

من مماثل وشيء الثياب من شيء من تعرت، قد أمة يرى جيل ويأتياألمور!( هذه في صنوان والنفس )والجسم الفضيلة

والحرص الرجولة نخوة نفسه في تثور ال عارية أمه يرى الذي الولد وصار الجسد، حرمة نفسه في زالت فقد األعراض، على يباح نهبا

العيون. من أكثر هو لما ذلك وبعد للعيون،بالقيد. تؤمن ال عارية أمها ترى التي والبنت الفائرة، الجسد شهوة على يلتقون والبنات، األوالد هؤالء ويلتقي

آخر في والهاوية المحتومة، الدورة وتتم حدود، وال ضابط بال ويلتقونالطريق.

* * * وشأنها تترك - حين والبشرية تتذكر، ما - قليال عبرة تتدبر ما وقليالالتاريخ!

أخرى، ناحية من الفائرة والنشوة ناحية، من الغرور يدفعه جيل كل ليس وأنه قبل، من أحد على تمر لم جديدة تجربته أن فيظن مقيداالتاريخ. بسنة

الشخص أو لكذا، انهارت قد الفالنية األمة لنفسه: إن يقول ما أسهل ما ما لي يحدث ولن غلطته في أقع فلن أنا لكيت. أما تحطم قد الفالني

أدع الزمام. لن مني يفلت هناك. لن حدث قبل يغلبني. سأصحو شيئاقبل. من الناس غير آخر شيء الهاوية. أنا أبلغ أن

كاذبة. نفخة الناس في فينفخ العشرين القرن " في " العلم ويجيءل ال كله. خلق التاريخ في األجيال من مر ما غير خلق أنهم لهم يخي

الصاروخ. وعصر الذرة عصر لسابقة. إنه يخضع وال سنة عليه تنطبق يخلق مزاجه، على ينشئه بنفسه، تاريخه يكتب عصر ؛ يوم كل جديدا

Page 78: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يفتح كانت أن بعد ويسخرها " الطبيعة " يقهر ؛ قبل من تتفتح لم آفاقا وتسيره تقهره التي هي له يد وال لنفسه يختره لم طريق في مرغماتكييفه! في

الغرور: شيطان فيهم ينفخ الناس. أو نفوس " في " العلم ينفخ كذلك )ألم gم أعهد gدgوا ال أن آدم بني يا إليك يطان تعب هg الش gم إن مgبين عدgو لكgدgوني وأن gم أضل ولقد مgستقيم صراط هذا اعب منك جبال أفلم كثيرا

gوا gون [.79تعقلgون( ] تك يضل لم كما البشرية من الجيل هذا الشيطان أضل ولقد من أحدا

ما عن ونأى بجانبه أعرض ألنه البشر، gهg الله. وقال: )إن gوتيت علم(! على أgم ا نعمة خولناهg إذا )ث ما قال من gهg إن gوتيت على أ ولكن فتنة هي بل علم

[.80يعلمgون( ] ال أكثرهgم من خلت التي الله سنة من ناج أن له يخيل البشرية من الجيل وهذا

التي الهاوية من األسباب. وناج توجد حين النتائج حتمية من قبل. وناجالطريق! نهاية في فاها تفغرالرهيب! والخراب بالدمار مهدد كله العالم أن بعينيه يرى وهو هذا يغترون وحين الله طريق عن ينأون حين الناس تصيب غفلة أي

ويستكبرون؟!ما ).. قال gهg إن gوتيت على أ يعلمgون ال أكثرهgم ولكن فتنة هي بل علم قد

ذين قالها gوا ما عنهgم أغنى فما قبلهم من ال gون كان فأصابهgم يكسبgئات gوا ما سي ذين كسب gهgم هؤgالء من ظلمgوا وال gصيب ئاتg سي gوا ما سي كسب

[.81بمgعجزين( ] هgم وما

* * * وشأنها البشرية تترك نعم. حين تتذكر، ما فقليال عبرة تتدبر ما وقليال

التاريخ. من الهائل الطوفان هذا - أن يصدقوا أن يريدون - وال يرون ال إنهم

ذراعا فيها ينفرج التي النقطة الصفر! من نقطة من بدأ قد الفساد كلما الشقة تتسع ثم األمر، مبدإ في للغاية بسيطة فرجة الزاوية،

األجيال. وتتابعت الزمن مضى الثانية. تتبعها األولى الكأس - أن يصدقوا أن يريدون - وال يرون ال

للجريمة. الطريق تفتح األولى والقبلة تقف لم البشرية - أن يصدقوا أن يريدون - وال يرون ال القليل عند يوما

يضر! وإنما ال وأنه واقع، أمر أنه على تبيحه دامت ما يضر، ال الذي تجاوزته كالطوفان. يغرق الذي الكثير إلى حتما

يشرب الذي النهر - وهو المجتمع - أن يصدقوا أن يريدون - وال يرون ال تلقى األقذار بينما التلوث عن بمنأى يظل أن يمكن - ال الجميع منه

وهم سالمتهم على الشاربون يظل أن يمكن وال فيه، الدوام علىاألقذار. يشربون

يراه. ألنه هذا يصدق اإلسالم ولكن

Page 79: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

بما أدرى وهو الخلق خلق الذي هو األرض. والله في الله كلمة اإلسالمعليه: فطرهم

( ] اللطيفg وهgو خلق من يعلمg )أال g82الخبير.] اإلسالم حرص وقد حرصا - بالعين يرى ألنه األمر، هذا على شديدا

عند النتيجة وتماثل األجيال وتعاقب البشرية - تسلسل النافذة البصيرةاألسباب. تماثل ذراعيها بين الشقة تبعد الصفر. ثم نقطة من تبدأ التي الزاوية يرى gعد ب

والحرام. والحالل واألسود، األبيض بين ما الجريمة. إلى تؤدي األولى والقبلة الثانية، تتبعها األولى الكأس يرى حرام. وال قبلة وكل عابرة كأس لكل دائمة يقظة في يقف ثم ومنالتعلالت. من به يتمسحون وما كلهم المستهترين حجج ذلك في يقبل

فيها، أسرف لن أنني واطمئن بهذه لي يقول: اسمح الذي قول يقبل الجديد! إلى أتجاوزها ولن

أوهام! وكله الواقع، من رصيد له ليس ألنه يقبله ال المفصلة الصورة وأقواله بأعماله يشرح الذي وهو ، الرسول كان وقد

دائم ذكر على الرسول الواقع.. كان عالم في ويجلوها لإلسالم، التي والوحدة البشرية، أجيال يربط الذي التسلسل بهذا كاملة وبصيرة تشملها وجماعات، أفرادا أجيال. إثر وأجياال

جيل ومن شخص إلى شخص من العدوى انتقال من بصيرة على كان فكرة إلى فكرة من الواحدة النفس في العدوى بانتقال جيل. بل إلى

شعور! إلى شعور ومناألمر: لهذا التنبيه الدائم وكان

اتقى فمن متشابهات، أمور بين. وبينهما والحرام بين، " الحالل فيه! يقع أن أوشك الحمى حول حام ومن لدينه، استبرأ فقد الشبهات

[ "83.] الرجل يلقى الرجل كان أن إسرائيل بني على النقص دخل ما أول " إن

الغد من يلقاه لك. ثم يحل ال فإنه تصنع، ما ودع الله اتق هذا فيقول: يا فلما وقعيده، وشريبه أكيله يكون أن ذلك يمنعه فال حاله، على وهو

[.84" ] ببعض بعضهم قلوب الله ضرب ذلك فعلواحرام. فقليله كثيره أسكر قال: ما ذلك أجل من

فقهاؤهم فقال الشاملة التشريعية القاعدة هذه المسلمون عنه وأخذ والنظرة حرام، إليه. فالفاحشة تؤدي ألنها محرمة المحرم وسيلة إن

الفاحشة. إلى تؤدي ألنها حرام األجنبية إلى صميم إلى كذلك التشريع.. وسرت كل في القاعدة هذه وسرت

الكأس توجد أن يحذر الناس إلى اليقظة دائم فرد كل المجتمع. فكان فال اإلسالم ثغر من ثغرة على الطوفان. " أنت إلى تؤدي التي األولى"! قبلك من يؤتين

* * *

Page 80: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الفاحشة يلغي ولن الجريمة يبطل فلن صنع مهما أنه يعلم واإلسالمالبشرية! من

ويقول: الرمل في كالنعامة رأسه يدفن اليقين. وال على ذلك نعم. يعلمموجود! غير فهو أراه ال دمت ما

هذا على يقبلها وال واقع، كأمر بالجريمة يعترف - ال ذلك - مع ولكنهالوضع! من الناس وقاية على المشرف الطبيب كموقف بالضبط موقف

األمراض. الناس يصبح ولن الوجود، من المرض يمنع فلن صنع مهما أنه يعلم إنه

محصنين! كلهموباء. إلى فيتحول يتفشى يتركه وال المرض أمام ينهزم فال ذلك ومع

األمراض. مع العراك هي الدائمة مهمته الوقاية، فيها تنفع ال فردية حاالت هناك ستظل أنه اليقين علم ويعلم

العالج. كذلك ينفع ال وقد - صادق - وهو ويقول الهزيمة، إلى يلجأ وال المقاومة، على يصر ولكنه

الوباء. من خالية دامت " ما " نظيفة المدينة إنالبشرية. وقاية في اإلسالم يصنع وكذلك

بها يستهين وال االنتشار، من منعها ليحاول مفردة جريمة لكل يقف الواحدة الكوليرا األمر. فجرثومة مبدإ في الضآلة من تكن مهما

الماليين. وجرثومة ومئات األلوف مئات النهاية في تقتل المفردة تقتل الواحدة الفساد بأكمله. شعبا

الوقوف. وسائل بكل للجريمة يقف وهوالنفس. داخل من تنبت الضمير. فالمناعة داخل لها يقف

". تراه كأنك الله بالله: " تعبد ويربطه ويهذبه الضمير هذا ينظف وتجعل عادة الفضيلة تجعل التي التقاليد بإقامة المجتمع في لها ويقف

مرهوبة. منكرة الجريمةالجريمة. على يعاقب الذي بالتشريع لها يقف ثم

قد التي المفردة المرض كحالة فهي الجو، هذا في الجريمة تقع وحين يفلحان والعالج الوقاية العالج. ولكن فيها ينفع وال الوقاية فيها تنفع ال

وباء. إلى النهاية في وتحولها انتشارها منع فيالحدود. لذلك ووضع الفاحشة بمنع الله أمر وقد أسكر قال: " ما حين للحدود المفصل - الشرح يضع الرسول جاء ثم

". حرام فقليله كثيره متشددا، يكن ولم ضرورة. بال متزمتاالخبير. اللطيف قلبه لها فتح التي الخالصة الحكمة كانت إنما

ــــــــــــــــــــــــــــــــداود. أبو [ رواه75]". والمجتمع النفس " في كتاب " من والجسم " النفس فصل [ انظر76] [.31] األعراف [ سورة77]gم78] gقgك gطgون في [ " يخل gم ب gمهاتك أ gمات في خلق بعد من خلقا [.6] الزمر " سورة ثالث ظgل [.62 - 60] يس [ سورة79]

Page 81: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

[.49] الزمر [ سورة80] [.51 - 49] الزمر [ سورة81] [.14] الملك [ سورة82]البخاري. [ رواه83]داود. أبو [ رواه84]

Page 82: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

بالشبهات الحدود ادرءوا

[.85" ] بالشبهات الحدود " ادرءوا فخلوا ملجأ له كان فمن استطعتم، ما المسلمين عن الحدود " ادرءوا العقوبة في يخطئ أن من خير العفو في يخطئ إن اإلمام فإن سبيله،

[ "86.]

* * *". المتهم صالح في يفسر " الشك

ألف من بأكثر اإلسالم بعد أوربا بلغتها التي اإلنسانية القمة هي تلكعام! عن فيها تصدر ولم ويسر، سهولة في إليها تصل لم فهي ذلك ومع

وتقدر ذاته، " في " اإلنسان بقيمة تحس خالصة، إنسانية مشاعر حق في يخطئ وهو حتى عليه وتعطف وحقوقه، وكرامته حرمته

بعد ذلك جاء باإلنسان.. وإنما الالئق المستوى عن ويهبط الجماعة، من كثير فيه وطاحت الدماء من أنهار فيه جرت عنيف، مستمر صراع

الرءوس! يقسم الزمان، من طويلة فترة أوربا في استقر الذي الوضع كان

" " األشراف من جانب. سادة في وعبيد جانب في سادة إلى الناس العاديين! البشر دماء غير لون مقدس! من دم عروقهم في يجري شييئا، يملكون ال ويشرعون. وعبيد ويحكمون يملكون الذين هم سادة

المقيم. والهوان الذل هو لهم ما وكا شيئا، يشرعون وال يعتبر " المثالية! " والذي بعدالته المشهور الروماني القانون وحتى من كثير في الحديثة األوربية القوانين منه تستمد الذي األصل

كان هذا حتى المسائل، حقوق يملكون "! الذين فقط " للرومان قانونا نفسها، إيطاليا في الشعب بقية هم! أما ما الروماني. وقليل المواطن

تستمتع تكن فلم المغلوبة، والبالد والملحقات المستعمرات عنك ودع واالضطهاد. العسف من حصانة لها تكن ولم الروماني، العدل بهذا

القلة كانت حد أي إلى يرينا العبيد وعدد األحرار عدد بين الهائل والفرق في األحرار كان المغلوبة. فقد الكثرة حساب على تستمتع القليلة

20 العبيد وكان ألفا،214 ق. م. 204 سنة روما في البشر من مليوناالمستعمرات! بقية غير إيطاليا، - قوانين وسواها والهند وفارس أوربا - في األرض بقاع في ووجدت القضاء. أمام المعاملة طريقة في والعبد الشريف بين تفرق صريحة يقتل، السراق الواحد. فالعبد العمل على العقوبة اختالف على وتنص

- إن الشريف على لديه! والمعتدي ما برد يكتفي السارق والشريف كان على المعتدي بالسن. أما والسن بالعين - فالعين مثله شريفا

الذي للسيد تؤدى إنما إليه تؤدى ال الغرامة! والغرامة فجزاؤه العبد العبد، يملك ذاته السيد ممتلكاته! أما " بعض " إتالف عن له تعويضا

Page 83: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

القوانين كانت حين والتعذيب! وحتى واإلبادة القتل حق عبده على فله ال الروح: فالشريف نفس يأخذ كان فالتطبيق الصراحة هذه من تخجل بأخف عليه ويحكم التهمة، عليه تثبت حين إال يحاكم وال بالظنة، يؤخذ

ويعذب شبهة، ألقل التنكيل الشعب.. يسام - أي العقاب. والعبد مع يتناسب ال الذي البشع العقاب عليه يوقع ثم ليعترف، بوحشية

"! " اإلنسانية مع يتناسب وال الجرم المستطاع، من يكن لم البشعة الصورة هذه على الحال استمرار ولكن

منهم وطال األمد عليهم طال مهما لكرامتهم العبيد يثور أن بد فالالسكوت..

بالرءوس.. رءوس وأطاحت مدمرة مزلزلة بالفعل الثورات وقامت - األقل على - نظريا والنبالء.. وتقررت واألشراف والملكات الملوك

من وضماناته. وكان وحقوقه حرماته له اإلنسان. تقررت حقوق بعض فال الحياة جوعا. وضمانة يموت فال الحياة الضمانات: ضمانة هذه

جوعا. وضمانة يموت فال العيش الحق. وضمانة بغير عليه يعتدى العمل. وضمانة واختيار والسفر واالجتماع القول الحريات: حرية

التحقيق في عليه يؤثر وال بالشبهة، المتهم يؤخذ فال القضاء في العدالة عليه يحكم فال المتهم، صالح في الشك بالوعد.. ويفسر وال بالوعيد

فيه. شبهة ال الذي القاطع بالدليل التهمة تثبت حين إال الكاملة بالعقوبة بالد في الرأسمالية الحركة وتلتها انجلترا، في الصناعية الثورة كانت ثم

أوربا.. األموال رءوس من استعباد الرأسمالية: أنها في رأي وللشيوعية والدموع والدماء العرق فيه يبذلون الذي لجهدهم وامتصاص للكادحين،

العتاة.. الرأسماليين يد في فاجر ثراء إلى ليتحوللكذلك.. وإنها فترة في التحرر من هائلة - حركة ذلك - رغم وعى قد التاريخ ولكن

الكامل، والهوان المطلقة العبودية مقاع من الشعب نقلت الرأسمالية، السياسية الضمانات من يحمل إنه عنه يقال ما أقل وضع إلى

إليه.. اعتباره ويرد الفرد بكرامة يعترف ما والقانونية واالجتماعية يعترف ما والقانونية واالجتماعية السياسية الضمانات من يحمل إنه

إليه.. اعتباره ويرد الفرد بكرامة ذلك يكن ولم والمشرعين. وال والمالك " الحكام " السادة من تفضال كان " " الحر والتقدير نفوسهم، في الفياض بالخير منهم إحساسا

كان اإلنسان لكرامة صراعا طويال من القوى فيه اصطدمت عنيفا كانت اإلقطاع.. وإن ضد العبيد صراع في قبل من حدث كما الجانبين

الثورة ألن الحكام، ضد الشعوب من الدموية الثورات تصحبه لم وألن التنفيذ، سوى يبق ولم المبادئ لهم قررت قد كانت الفرنسية

سالح وهو الرأسمالية به يواجهون الذي السالح يملكون كانوا العمالاإلضراب!

Page 84: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

* * * اإلنسانية، للكرامة صادق تقدير عن العدالة إلى أوربا تصل كال! لم يتراجعها خطوة خطوة كانت اإلنسان! وإنما بقيمة صادق وشعورالغضبان! الحاقد الشعب ليكسبها الحاكمون السادة - وزال الشيء - بعض األمور استقرت حين الحديث العصر في وحتى العادية الحياة أمور من العدالة وأصبحت الحقد، شعور من شيء عنها

إنجلترا في واحد شخص على القبض المقررة.. وصار البديهية مثال اعتقاله أو تهمة، بدون ويقيمها كلها، البالد يثير تحقيق، بدون يوما

لم عندئذ الشعب.. حتى أمام الحكومة عنه وتستجوب ويقعدها، ". فما " اإلنسانية بالصبغة عامة الغربي أو األوربي القانون يصطبغ

قبل من العدالة تقصر كانت التي البغيضة الرومانية السمة فيه تزال الذي األبيض، الرجل على تقصرها اليوم وهي الروماني، المواطن على

اإلنسان. بني بقية منها ويحرم اإلنسانية بالحقوق وحده يستمتع وطئه األرض ظهر على مكان كل في ذلك على البشعة والشواهد

زال وما األبيض الرجل وأمريكا.. وآسيا أفريقيا في عليه، مسيطرامكان! كل في والملونين البيض وبين

الدماء تهرق التي المزلزلة الثورة إلى حاجة في يكن فلم اإلسالم أماالرءوس! وتقطع

بالحقوق! المطالبة مجرد إلى حاجة في يكن لم بل على ويحرضهم اإلنسانية، الكرامة الناس يمنح الذي هو كان لقد بل

الطغاة وجوه في أجلها من والكفاح عليها، والمحافظة بها، التشبثوالظالمين!

على ورباهم يطلبوه، أن قبل للناس منحه حق متفضال.. ككل يمنحها - في بإقامته وطالبهم العقيدة، من كجزء العقيدة، ظل في اعتناقه

الفروض! من - كفرض العقيدة ظل والمتفضل المانح، هو الله. والله كلمة ذلك. فاإلسالم في عجب وال

الحياة! نعم من نعمة بكل البشر علىالحياة... قوام والعدل الحق يكون أن الله قضى وقد

واألرض: السماوات به الله خلق الله. والذي صنعة هو الذي الحقماوات )خلق نا87بالحق( ] واألرض الس هذا خلقت ما [ )رب باطال

بحانك( ] gم88سg ما [ )أفحسبت gم أن خلقناك gم عبثا ك gرجعgون ال إلينا وأن تهg فتعالى [. الحق89الكريم( ] العرش رب هgو إال إله ال الحق الملكg الل

للبشر ينبغي والذي الله، إرادة عن صدر شيء كل صفة هو الذيه كذلك: )إن به يحكموا - أن األرض في خلفائه [90بالعدل( ] يأمgرg الل

gم )وإذا اس بين حكمت gمgوا أن الن gم [. )وال91بالعدل( ] تحك ك شنآنg يجرمن gوا أال على قوم gوا تعدل قوى( ] أقربg هgو اعدل gوا92للت كان ولو [ )فاعدل

[.93قgربى( ] ذا ألن القانون، أمام كلهم الناس يتساوى أن والعدل الحق اقتضى وقد

عن وصدورهم الله، إرادة عن صدورهم في متساوون كلهم الناس

Page 85: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ومتساوون الله، خلقها واحدة نفس الله: )يا إلى مصيرهم في أخيراها اسg أي قgوا الن gمg ات ك ذي رب gم ال زوجها منها وخلق واحدة نفس من خلقك منهgما وبث رجاال ها [ )يا94ونساء( ] كثيرا اسg أي ا الن gم إن ذكر من خلقناك

gنثى gم وأ وجعلناك عgوبا gوا وقبائل شgم إن لتعارفg أكرمك ه عند gم( ] الل أتقاكgل [ )وإن95 ون( ] لدينا جميع لما ك gحضرgمن آدم. وآدم بنو [ " أنتم96م

[.97" ] تراب كاملة المساواة قامت والمصير المنشإ في المطلقة المساواة هذه من شريف بين وال وعبد، سيد بين فرق الشريعة. ال أمام اإلسالم في

وحقير. إذا كانوا أنهم قبلكم من الذين أهلك الكريم: " إنما الرسول يقول عليه أقاموا الضعيف فيهم سرق وإذا تركوه، الشريف فيهم سرق

[98يدها. ] لقطعت سرقت محمد بنت فاطمة أن لو الله الحد. وأيم بذلك فيضع ظلت - والتي األرض في قائمة كانت التي للمظالم حدا عام! ويضع بألف ذلك - بعد اإلسالم غير في قائمة للخرافة حدا

في ذلك بعد بينهم وتفرق الخلقة، في الناس بين تفرق التي البغيضة السترضاء جميلة حماسية خطبة القول ذلك يكن الحقوق. ولم

مبدأ وال الشعوب، مثاليا جميال حقيقة كان الفضاء. وإنما في معلقا الرسول كان المسلمين. فقد حياة في العملي التطبيق شهدها واقعة

أنه يظن أحدهم كان إذا منه للقصاص الناس يدعو أي نفسه، من يقيد الخمر، شرب ألنه عمر ابن يجلد عمر عليه!! وكان اعتدى أو ظلمه قد

قريش! من شريف وهو ابنه وهو إلى وسلك تحريرهم، على اإلسالم عمل فقد بالفعل، األرقاء العبيد أما

فذلك ضيق نطاق في بقية منه بقيت قد كانت شتى. وإن مسالك ذلك يرتبط كان األمر ألن ارتباطا فيهم والمعاملة الحرب، بأسرى أساسيا

[.99] األحوال معظم في الحرب أسرى مصير هو الرق وكان بالمثل، يعترف - وهو اإلسالم - أن القانوني التطبيق بصدد - ونحن المهم ولكن يعمل مؤقتة كضرورة بالرق " للسادة يبح - لم منها الخالص على دائما " في " الحر التصرف لهم يبح ولم عبيدهم، على أنفسهم يميزوا " أنالعبيد: هؤالء عبده أخصى ومن جدعناه، عبده جدع ومن قتلناه، عبده قتل " من

[.100" ] أخصيناه ذلك يكن ولم وال الهواء، في تقال كلمة أيضا مبدا مثاليا في معلقا

حياة في العملي التطبيق شهدها واقعة حقيقة كان الفضاء. وإنما عبده. وقصة جب رجل من بالقصاص الرسول أمر المسلمين. فقد

لطم الذي الشريف مع عمر داس ألنه عبدا أثناء ذيله على عفوا أن القصاص.. على على عمر أصر فقد معروفة، الحج في الطواف

يصر.. وعمر ويشفع يرجو الشريف الشريف.. وظل ذلك العبد يلطم الرجل فر حتى اإلسالم! عن وارتد أخيرا

Page 86: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

بن عمرو ابن يشكو جاء الذي القبطي فقصة المفتوحة، البالد أما ابن القبطي يضرب بأن عمر فأمر حق، بغير ابنه ضرب ألنه العاصالدليل! تحمل وحدها القصة منه.. هذه ويقتص عمرو

* * * أمام كلهم الناس بين اإلسالم! المساواة في العدالة مراحل أولى تلك

الشريعة..درجات.. وبعدها واحدة درحة ولكنها

إلى يعطي واحدة.. ولكنه للجميع المعاملة تكون بأن يكتفي ال فاإلسالم ال يحيف. فالشرع وال يظلم فال عادلة ذاتها في هي شريعة ذلك جانب العدل، هو عدل! وإنما الظلم في القائلين: المساواة قول يعرف

العدل! في والمساواة عرضنا اإلسالمي.. فقد الشرع عدالة في التفصيل مجال هنا وليس

بين " اإلنسان كتاب " في والعقاب " الجريمة فصل في التفصيل ذلك - إن إيجاز من نستطيع ما - بغاية هنا نقول " ولكنا واإلسالم المادية في والمجتمع الفرد إلى ينظر حين العدالة قمة يبلغ اإلسالمي الشرع

أن من ليتأكد واحد، آن نصيبه ويؤدي الحقوق، من حظه يأخذ منهما كال على يفتات أو اآلخر، لحساب يظلم ال منهما أيا الواجبات. وأن من

أخيه. الدول في زالت - وما القديمة الدول في القوانين كانت فبينما

فرد وهو ألنه المجرم، عقاب في - تشتط الحاضر الوقت في الجماعيةgتخذ ؛ الجماعة كيان المقدس، الكيان على يعتدي له، كيان ال ضائع وي ذلك ذوي السادة على بالخروج نفسه تحدثه فرد بكل للتنكيل ستارا

والسلطان.. القداسة على للفرد، الحرية إباحة في الرأسمالية الغربية الدول تبالغ وبينما

من وينشأ كيان، وال للجماعة قداسة وال المقدس الكائن هو أنه أساس اإلسالم له.. نجد األعذار وتلمس المجرم على العقوبة تخفيف ذلك

جانب وال الفرد جانب في يميل فال منتصفه، من الميزان يمسك يراهما ال ألنه الجماعة، معسكرين يعتبرهما وال منفصلين، وجماعة فردا تحطيم في منهما كل ويرغب والبغضاء، العداوة بينهما تقوم متقابلين

كل أنهما على والجماعة الفرد إلى ينظر عليه.. بل والقضاء اآلخرgقومg فإنه شذ األداء.. فإذا في متعاون الغاية موحد متجاوب يرد لكي ي

من جاء أو بمفرده الفرد من الشذوذ جاء وسواء ؛ السبيل إلىالصواب! إلى يرد أن ينبغي وكالهما مخطئ الجماعة.. فكالهما

نفسها، على الطمأنينة في حقها فيرى الجماعة، بعين مرة ينظر إذ وهو المعتدين.. ويعاقب عليها، العدوان فيمنع حقوقها، على والمحافظة

سواء الجريمة، إلى دوافعه فيرى الفرد، إلى الوقت ذات في ينظر فإنه أو الشهوات، ودفعة الغريزة، نزوة من النفس، داخل من منبعثة كانت

الدوافع، هذه فيقدر واالقتصادية، االجتماعية الخارجية، الظروف من

Page 87: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

قبل ممكنة طريقة بكل إزالتها على االعتبار.. ويعمل بعين إليها وينظر الذي والتشريع مرة، الضرورات يكفل الذي العقوبة: بالتشريع يوقع أن

مساربها، وتنظف النفس تهذب التي والتربية مرة، الحرمات يصون الجماعة.. في السائدة الروح هي والتكافل والتعاون الحب روح وتجعل

أوال والعمل لخشيته وتوجهه بالله، القلب تربط التي بالعقيدة وأخيرا من سبب ألي الدوافع إزالة عن األمر ولي عجز رضاه.. فإذا على

بالشبهات!! الحدود يدرأ ذلك فعند شبهة، ذلك في ساورته أو األسباب،العدالة؟! هذه تبلغ أن يمكن عدالة أي

أن " روي من لرجل ناقة سرقوا بلتعة أبي بن حاطب البن غلمانا فلما أيديهم، بقطع الصلت بن كثير فأمر فأقروا، عمر، بهم فأتى مزينة،

وتجيعونهم تستعملونهم أنكم أعلم أني لوال والله قال: أما رده. ثم ولى أيديهم. ثم لقطعت له، لحل عليه الله حرم ما أكل لو أحدهم إن حتى أفعل لم إذ والله فقال: وايمن بلتعة أبي بن حاطب البن القول وجه منك أريدت بكم مزني، قال: يا توجعك! ثم غرامة ألغرمنك ذلك

ثمانمائة فأعطه حاطب: اذهب البن عمر قال: بأربعمائة. قال ناقتك؟!"

حتى بذنبه يؤخذ " ال " المجرم أن على الداللة واضحة حادثة فهذه الحاكم ينظر والعدل، الحق بميزان فيزنها الجريمة، دوافع في أوال

كان عليه. وقد العقوبة فيوقع فيها، الحقيقي المسئول عن ويبحث أعفى المالك! بينما يمثل " الذي " السيد هو الحادث هذا في المسئول اعتبره ألنه العقاب، " من " المجرم التي الضرورة ضغط تحت واقعا

تطبيق كذلك االنحراف. وهي إلى وتدفعه نفسه على اإلنسان تغلببالشبهات. الحدود : ادرءوا الرسول لحديث عملي

له وتتلمس المجرم، على اليوم تعطف " التي " الحرة الدول وإن عليه تشتد كانت أن - بعد عنه ترفعها أو العقوبة عنه وتخف المعاذير،

اإلسالم! فعلم روح غير أخرى بروح ذلك تصنع الدول - هذه وتقسو يبرر واالجتماعية، النفسية الدراسات من وغيره التحليلي، النفس

أو الداخلية الدوافع إزاء اإلنسان سلبية أساس على اليوم الجريمة ". ولكن " المسئولية عليها تقوم " التي " اإلرادة وانعدام الخارجية،

يلغي ال اإلنسان. إنه إلى نظرته في المستوى هذا إلى يهبط ال اإلسالم كإنسان. وإنما مسئوليته عنه يسقط المريد. وال الفاعل اإليجابي كيانه

الحدود عنه ويدرأ الضعف، لحظة في عليه - يعطف ذلك - مع هو الرفيع للمستوى - بالنسبة مضاعف عطف الواقع في بالشبهات.. فهو

الذي ذلك من شك وال أكرم عطف - وهو اإلنسان به يطالب الذيكيان! وال نظرها في له إرادة ال كائن " على " الحرة الدول تمارسه

مسئولة الدولة وتجعل حاجاتهم، للناس تكفل التي الجماعية الدول أما ذلك ثمن تأخذ فإنها الجريمة، - عن تقول - فيما الناس وتغني عنها،

بشعة، دكتاتورية وكبيرة، صغيرة كل في وتحكما للدولة. واستعبادا الجماعة مسئولية مبدأ المبدأ، هذا طبق - الذي عمر كان بينما

Page 88: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يقول: " إن الذي [ - هو101] األفراد حاجة عن الدولة ومسئولية في وجدتم وإن فأعينوني، أحسنت السيف! " فال بحد لقومناه اعوجاجاوطمأنينة: هدوء في يقول بل يغضب،سيفه! ". بحد يقومه من عمر رعية في جعل الذي لله " الحمد

* * *الجميع. على بالمساواة ومطبقة ذاتها، في عادلة الشريعة

اإلسالم. شريعة في العدالة معاني كل يستنفدان ال وذاك هذا ولكن االتهام: له يوجه الذي للفرد " المختلفة " الضمانات هناك زالت ما

التحري. وضمانة حسن ذاته. وضمانة االتهام في الصدق ضمانةالتنفيذ. وضمانة التحقيق

ها )يا ذين أي gوا ال gم إن آمن فاسق جاءك gوا بنبأ ن gوا أن فتبي gصيب ت بجهالة قوماgصبحgوا gم ما على فت [.102نادمين( ] فعلت

ذاته االتهام يوزن أن بد بالظنة. وال أحد يؤخذ األولى.. ال الضمانة فهذه المصونة حرماتهم فللناس الجد، من ومبلغه الصدق من مبلغه ليرى

بالحق. تمس.. إال أن يجوز ال التي وكراماتهموا( ] )وال g103تجسس]

اإلثبات! وسائل من الجاسوسية تكون الثانية.. ال الضمانة هي فهذه فوجد الجدار أصوات.. فتسور منه رابته ببيت مر عمر أن روي وقد

فقال االدار صاحب له يعاقبهم.. فقام أن فأراد ويغنون يشربون قوماوا( وأنت يقول: )وال تعالى الله قال: إن ذاك؟ عمر: وما gتجسس gوا تجسست gوت علينا. ويقول: )وأت gي علينا! تسورت أبوابها( وأنت من الب

يستتيبه! أن إال أمامه عمر يجد فلم تبلغها لم التي القمة إلى اإلسالم يرتفع التحقيق.. وهنا ضمانات ثم

الدموي الصراع وبدافع قريبة، فترة منذ إال اإلسالم غير في اإلنسانية " تكرم التي الطليقة اإلنسانية بدافع ال قبل، من فصلناه الذي الطويلالهبوط! لحظة في " حتى اإلنسان

في عليه الخناق وتضييق بالمجرم اإليقاع مهمته ليست المحقق إن تنتهي اإلرهاب وسائل من وسيلة يستخدم أن له يجوز التحقيق! وال

باالعتراف. بجدة.. بن الوهاب عبد (: " حدثنا191 ص4 )ج داود أبي سنن في جاء أن متاع. فاتهموا لهم سرق الكالعيين من قوما فأتوا الحاكة، من أناسا

فحبسهم النبي صاحب بشير بن النعمان سبيلهم. فأتوا خلى ثم أياما النعمان: فقال امتحان؟ وال ضرب بغير سبيلهم فقالوا: خليت النعمان

أخذت وإال فذاك، متاعكم خرج أضربهم.. فإن أن شئتم شئتم! إن ما فقال: حكمك؟ ظهورهم! فقالوا: هذا من أخذت ما مثل ظهوركم من. " [104] رسوله وحكم الله حكم هذا عجب بشأنه اإلسالم إليها وصل التي بنفسه.. فالقمة يعترف الذي أما

التاريخ! في عاجب

Page 89: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

gتي النبي إسماعيل.. أن بن موسى " حدثنا اعترف قد بلص أ اعترافا سرقت؟! " قال: إخالك : " ما الله رسول فقال متاع، معه يوجد ولم

[.105" ] الحد عليه فأقيم أمر ثم ثالثا، أو مرتين عليه بلى! فأعاد قصة فهي بالزنا نفسه على اعترف الذي مالك بن ماعز قصة أما

لديه يعترف مرة بعد مرة الرسول إلى يجيء ظل مشهورة. فقد يسأله الرسول فعاد مرات، أربع اعترف حتى يرده، والرسول

له: " الخالص! فيقول طريق له يفتح أو التهمة له وينفي ويستوضحه". نظرت أو غمزت، أو قبلت، لعلك

" قال: نعم! قال: " فهل له: " أزنيت؟ ال! فقال ويقول يصر وماعز اطمأن حتى الحد عليه أقام [. فما106" ] الزنا؟ ما تدري اطمئنانا العذاب! نفسه عن يدرأ أن يريد وال االعتراف على يصر أنه كامال من لشيء الحال بطبيعة مجال فال التحقيق جو هو هذا كان فإذا

اإلسالم. غير في تتخذ التي البشعة الوسائل التهمة عليه تثبت مجرم في الضمانات.. التنفيذ هذه كل بعد التنفيذ أما ال ألنه ووقعت عادلة، ذاتها في عقوبة عليه ووقعت إكراه، غير من

يحمل كله ذلك بعد الحد.. التنفيذ عنه تدفع الجريمة في شبهةضماناته!

أحدكم ضرب قال: " إذا النبي عن هريرة أبي كامل.. عن أبو حدثنا[.107" ] الوجه فليتقالنار(. [ )أي108" ] الله بعذاب تعذبوا : " ال وقال[.109" ] القتلة فأحسنوا قتلتم : " فإذا وقالهناك... ما كل ليس هذا ولكن

اإلسالم! قمة بعد نبلغ ولم العدالة بلغنا لقد كله.. المجرم االحتياط هذا بعد العقوبة عليه وقعت إذا المجرم إن

ارتكابها.. وإنما في له عذر ال الذي جريمته.. المجرم في شبهة ال الذيالهبوط.. دفعات من ودفعة الشريرة، النفس نزوات من نزوة هي دائرة من يخرج لم بل اإلنسانية، دائرة من بعد يخرج لم المجرم ذلك

يذكر بجريمته.. وال يعير يضطهد.. وال وال ينبذ ال اإلسالمية! إنه الجماعة - لحظته - في الجماعة إلى يعود أن وبين بينه قط شيء يحول بها.. وال

تائبا القلوب. له وتفتح فيها فيقبل الله، إلى منيبا قد برجل أتى الله رسول أن هريرة أبي سعيد.. عن بن قتيبة " حدثنا بيده، الضارب فمنا هريرة، أبو ". قال فقال: " اضربوه شرب،

القوم: أخزاك بعض قال انصرف بثوبه. فلما والضارب بنعله، والضارب" ] الشيطان عليه تعينوا هكذا. ال تقولوا : " ال الله رسول الله! فقال

110.] الحد بإقامة الرسول أمر والذي ذكره، مر الذي السارق حادث وفي الله " فقال: استغفر إليه وتب الله الرسول: " استغفر له قال عليه،

مرات] " ثالث عليه تب اللهم عليه تب فقال: " اللهم إليه، وأتوب111.]

Page 90: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يفقد أن يحب ال اإلسالم إن نعم الله إلى تتوب أن يمكن واحدة نفسا تصيب التي الضعف لحظة على يصر ال إليه. إنه وتهتدي من فرداgهg وال البشر، gعنت الله إلى يعود.. يعود لكي بابه له يفتح أجلها. وإنما من ي لنفسه ويأخذ الخير، من منطلقة هي فيما فينطلق الجماعة، إلى ويعود

العابرة الجريمة تقف بنصيب. وال الخير ذلك من وال حياته، في حاجزا فيصبح األبواب أمامه توصد وال وأفكاره، أحاسيسه تسمم مجرما مصرا

كان أن بعد اإلجرام على الرسول قول معنى قصد. وذلك بغير مجرما". الشيطان عليه تعينوا الكريم: " ال

خلقه " الذي للبشرية.. " لإلنسان الكريم الرسول تكريم فإن ذلك ومع سافلين.. ألسفل لحظة في يرتد وهو تقويم.. حتى أحسن في الله

األحياء عند يقف وال عليه، يمرد وال اإلثم على يصر ال دام ما له تكريمه األرض، في يصنعوه أن يمكن لخير ويستبقيهم للجماعة، يرجوهم الذين

ليتقي أو " واقعية! - " عملية ألهداف - أي عنهم يصدر أن يمكن شرا الرحمة نسيجها شفيفة، رفافة أخرى، آفاق إلى ذلك يتجاوز وإنما

الله! الخالص.. لوجه والتكريم الخالصة، رجلين النبي فسمع فرجم، به مالك: ".. فأمر بن ماعز قصة في جاء عليه الله ستر الذي هذا إلى لصاحبه: انظر أحدهما يقول أصحابه من ساعة سار ثم عنهما، الكلب. فسكت رجم رجم حتى نفسه تدعه فلم " فقاال: وفالن؟ فالن فقال: " أين برجليه، شائل حمار بجيفة مر حتى ". فقاال: الحمار هذا جيفة من فكال الله. قال: " انزال رسول يا ذان نحن

أخيكما عرض من نلتما قال: " فما هذا؟ من يأكل من الله، نبي يا آنفا ينغمس الجنة أنهار لفي اآلن إنه بيده نفسي منه. والذي أكل من أشد". فيها

الله. نبي الله.. ويا يا القلب هذا من يشع الذي النور إنه آفاق.. أال بعدها ما آفاق إنها أال

الله.. عباد على والهدى بالرحمة يفيض ثم بالله، يتصل الذي الكوني وعلم االقتصاد، وعلم االجتماع علم قولته يقول أن قبل كله وذلك

هذا في المتفلسفون يتفلسف أن قبل الجريمة، وعلم التحليلي النفسعام. ألف من بأكثر الميدان

ــــــــــــــــــــــــــــــــللحارثي(. حنيفة أبي مسند وفي عدي البن الكامل كتاب في )ورد عباس بن الله عبد [ رواه85]الصحاح. في السنة مصابيح صاحب [ ذكره86] [.5] الزمر [ سورة87] [.191] عمران آل [ سورة88] [.116 - 115] المؤمنون [ سورة89] [.90] النحل [ سورة90] [.58] النساء [ سورة91] [.8] المائدة [ سورة92] [.152] األنعام [ سورة93] [.1] النساء [ سورة94] [.13] الحجرات [ سورة95] [.32] يس [ سورة96]داود. وأبو [ مسلم97]الستة. [ رواه98]

Page 91: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

". اإلسالم حول " شبهات كتاب " في والرق " اإلسالم فصل بالتفصيل [ انظر99]والنسائي. والترمذي داود وأبو [ الشيخان100] عمر كان وقد اإلسالم، في صريح مبدأ أمورهم جميع عن ومسئوليتها لألفراد الدولة كفالة [ مبدأ101]

لكنت بصنعاء عثرت بغلة أن يقول: لو إن صراحة في حزم ابن الطريق! ويقول لها أسو لم لم عنها مسئوال عنه( منعه )إذا شرابه أو طعامه يده في من يقاتل أن لإلنسان وإن فيها، فرد كل عن )الجماعة( مسئولة

!الحد عليه يقام ال تدفع قتل وإن الدية، ألهله قتل فإن

Page 92: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

المجتمع سفينة

على استهموا قوم كمثل فيها والواقع الله حدود في القائم " مثل أسفلها في الذين فكان أسفلها، وبعضهم أعالها بعضهم فصار سفينة،

في خرقنا أنا فقالوا: لو فوقهم، من على مروا الماء من استقوا إذا جميعا، هلكوا أرادوا وما تركوهم فوقنا! فإن من نؤذ ولم خرقا، نصيبنا

ونجوا نجوا، أيديهم على أخذوا وإن [.112" ] جميعا

* * * الحديث.. هذا قراءة من النفس في تتمثل التي تلك عجيبة صورةمعبرة. موحية شاخصة حية صورة

هناك وإن لجماال هذه كلها بالسفينة. فالحياة التشبيه هذا في بديعا من تضطرب حتى لحظة تسكن تكاد ال العباب، في الماخرة السفينة

حتى المضطرب الموج فوق واالستواء السالمة لها يكتب جديد. ولنيريد. لما ويقظة يفعل، مما حذر على فيها شخص كل يكون

والفاجر، البر ظهرها على السفينة.. يركب هذه كله والمجتمع تحملهم وهي والغفالن، والمتيقظ - وهي لوجهتهم.. ولكنها جميعا الربان لها يريده وما جانب، من والرياح المضطرب بالموج محكومة

وتهتز اليمين ذات مرة فتهتز فيها، تقع حركة بكل - لتتأثر جانب من األفق على تستقيم وقد الشمال، ذات مرة ترسب أو أحيانا إلى أحيانا

األعماق..! وإن سفينة الحقيقة. ينسى - هذه غمرته - في لينسى الناس من كثيرا

الحياة. سفينة أو المجتمعيزول. وال يضطرب ال راسخ راكز البر، على ثابت أنه إليه ينسى. فيخيل

يطغى.. أو يفجر ذلك أجل ومن ليس أنه وطغى استكبر من تذكر ولو ليس ؛ البر على راكزا في دائما

وال مكانه، سفينة على قصيرة رحلة هي وإنما سطوته، في خالدا عن الزائلة بقوته اغتر وال طغى، وال استكبر ما ذلك تذكر الحياة.. لو

يستلهم الكون، هذا في الحقيقية القوة لمصدر ولعاد الخالدة، الحقيقة به أمر الذي النهج على ويسير الرشاد، منه ويطلب الهدى، منه

للناس. وارتضاه ليس أنه وينحرف يفجر من تذكر ولو منطلق هو وإنما البر، على راكزا

تذكر فتهتز.. لو السفينة بها تتأثر يأتيها حركة كل العباب.. وأن على ولعمل والنحرافاته، لشهواته نفسه ترك لما ذلك خطوة لكل حسابا

يتحركها حركة وكل يخطوها اآلخرين.. ونجاة هو نجاته على حرصا واتقى آمن من البشرية.. إال على تخيم التي السادرة الغفلة ولكنهاإليه. واهتدى ربه وعرف

الناس، قلوب على ترين التي الغفلة هذه يدرك الكريم والرسول هذه أبلغها أعجبها من شتى، صور في لهم ويصورها منها، فيحذرهم

Page 93: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

في الماخرة السفينة صورة الحديث، هذا يرسمها التي الصورةالعباب..

* * *عبيد.. عليها من وكل األرض ألنفسهم: نملك اإلقطاعيون قال حين

عبيد.. فيها والعمال المصانع ألنفسهم: نملك الرأسماليون قال وحينعبيد.. والرعايا الملك المقدسون: نملك األباطرة قال وحين غير تكن لم قولتهم، مثل الظالمين من وغيرهم غيرهم قال وحين عليها من وغرق المخروقة، السفينة غرقت مرة، كل في واحدة نتيجة

عبيد! ومن سادة من وأجرت الرءوس أطارت التي المزلزلة األرض ثورات في وانظر

واليابس األخضر تأكل التي المدمرة الحروب إلى وانظر الدماء، السفينة، في المخروق للخرق طبيعية نهاية غير تكن لم الحياة، وتسممالمياه.. طريقه عن تتدفق

* * *جg يقول: من الشهوات، تيار في ينجرف مفتون شاب ويقوم علي يحر

سلطان. علي ألحد وليس لي، بدا ما أفعل أصنع؟ فيماالناس! ويتركهالمجتمع. في الفاحشة وينشر ويفجر، يفسق يتركونه يتركونه خوفا يتركونه األثرياء. أو السادة زمرة من كان إن وطمعا

لشأنه استصغارا األمور. بعواقب واستهتارا وأنا المجتمع في أؤثر أن يمكن فجوره: وهل يبرر نفسه في يقول وقد

قطرة فلتكن الخضم؟ في قطرة إال أنا هل الكيان؟ مفرد واحد شخص في مختلسة ضمة أو الهواء، في قبلة الخضم؟! هل تفسد سم! فكيف

المجتمع في تؤثر أن يمكن هذه هل خلوة، في ممتعة ساعة أو الظالم،األخالق؟! وتهدم

ينسون.. عليه لينسى.. والساكتون وإنه نفسه يتصور إنه شخصا الخضم في واحدة - قطرة المجتمع في واحدا

القطرة يلقى وهو ذلك يقول واحد كل أن ينسون والناس - وينسىالسموم. النهاية في تتجمع أن بد الخضم.. وال في السامة

وحدي أنا الناس: وهل يحدث أو نفسه فيحدث زيادة الفتى يتبجح قد بل أنني األمر. فهب وانتهى فسد لقد الفاسد؟ المجتمع سأصلح الذي

واحتراق النفس اضطراب وحدي واحتملت الجريمة عن وحدي امتنعت وحدي النهاية في أحترق نتيجة؟ وأي ذلك من جدوى األعصاب.. فأي

اآلخرون..! ويستمتعحقا! ذلك يكون وقد

أول خرق الناس! حين وتركه فاجر أول فجر حين كذلك يكن لم ولكنه خارج أول ظن يديه. حين على يأخذوا فلم السفينة في مكانه مفتون

Page 94: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يخرق وأنه شيئا، الناس يضر لن أنه والتقاليد واألخالق المجتمع علىفيه.. حر وهو مكانه يصبح وحين المجتمع يكون الفتى.. حين يقوله ما حقا إلى فاسدا ذلك ضمير.. حين نظافة فيه تؤثر وال فرد، امتناع يصلحه ال الذي المدى وتغرق كله، المجتمع .. ينهار الرسول كلمة وتصدق الله سنة تصدق

بالمياه. الطافحة السفينة

* * * وتعري حديثها، في وتتكسر مشيتها، في تتقصع مستهترة، فتاة وتقوم

ونوازع الجنس فتنة تثير للشباب وتتعرض جسدها، من لها يحلو ما وليس لي، بدا ما أفعل أصنع؟ فيما علي يحرج الحيوان.. تقول: من

سلطان. علي ألحدالناس! ويتركها

هل أصنع؟ شيء جريمتها: وأي تبرر للناس تقول أو لنفسها تقول وقد نفسي أقتل بالحياة. هذا أستمتع أن أنطلق. أريد أن أريد وأترهبن؟ كبتا

أناله كيف أناله؟ حقي! كيف شيء كل ترون أما أردت؟ إذا نظيفا أحصل كيف أعيش؟ فكيف تطهرت فإن الفساد؟ به واشتد فسد حولي الحياة؟ ومتعة الجسد ومتعة القلب متعة من المشروع نصيبي على إنهم الفاسدون؟ هم إنهم أم الشبان هؤالء أفسدت التي أنا وهل

ال غرة بكل ويوقعون الصيد إلى يسعون هم ذئاب! إنهم حيوانات. إنهم الذئاب. فلست وسائل تعرف عن أنا أصده المجتمع. ولن في بدعاالتيار!

الحقيقة. من شيء كالمها في يكون وقد خرجت الناس. حين فتركها فتاة أول فجرت يوم حقيقة يكن لم ولكنه

خرقت باألخالق.. يوم وتهزأ التقاليد تحطم عابثة مستهترة فتاة أولالناس. من غيري يضر ولن مكاني هو وقالت السفينة في مكانها الذي المدى إلى المجتمع يفسد حقا.. حين الفتاة تقول ما يصبح وحين الحياة.. متعة من المشروع نصيبها تجد ال أنها النظيفة الفتاة تحسباالنهيار. كله المجتمع ويؤذن الله، سنة تتحقق حينئذ

* * * أكتب. فيما حر يقول: أنا للناس، ويحسنها الفاحشة يزين كاتب ويقوم

سلطان. علي ألحد لي. وليس بدا ما أكتب الرأي؟ حرية أينالناس. ويتركه النفوس. في السموم وينشر فسادا، األرض في يعيث يتركونه

أكتافهم الحياة. ويهزون زحمة في عنه يشغلون أو بأمره، يستهترونمكلفون؟ به نحن يقولون: هل

وثراء، شهرة الكاتب.. يستفيد ذلك ويستفيد بعض في ونفوذا يصلون األعراض وتجار المخدرات فتجار ذلك في عجب األوساط. وال

Page 95: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الثراء. وإلى الشهرة إلى ويقولون الجريمة، تيار في فينغمسون الكتاب من غيره النجاح ويغري

" التقاليد على القضاء رسالة مقدسة، برسالة تقدميون. يقومون إنهمجديد. لمجتمع " والتحضير البالية

يبررها أو لنفسه، الجريمة يبرر صحيفة صاحب أو كاتب يتبجح وقد يقبلون ال القراء وصار كله الجو تسمم لقد أصنع؟ للناس.. يقول: ماذا

الصحف على تعودوا النظيف. لقد " والكالم " األبيض األدب على هذا غير فيهم يؤثر يعد العارية. ولم واألفكار العارية، والقصص العارية من تعيش؟ فكيف نظيفة صحيفة أصدرت أنني اإلنتاج. هب من اللون

أو غفلة؟ أو انتحارا؟ ذلك يكون أال نفقاتها؟ تغطى كيف يقرؤها؟ جنونا التيار في واحدة صحيفة أو واحد كاتب يصنع وماذا عاقل؟ عليه يقدم ال

الشامتين؟! شماتة بفشله ويثير يفشل أن إال يصنع هل المسموم؟حقا! هذا يكون وقد

وتركه الفاحشة إلى يدعو كاتب أول خرج حين كذلك يكن لم ولكنهمكلفون؟ به نحن وقالوا: هل أكتافهم هزوا الناس. يوم

يجد ال النظيف الكاتب يصبح الحد.. يوم هذا إلى األمور تصل وحين تستطيع ال له.. يوم تنشر التي الصحيفة أو يقرؤه الذي الجمهور فيها بما أثقلت قد السفينة تكون تعيش.. يومئذ أن النظيفة الصحيفة

في الله سنة الخروق.. وتتحقق من فيها مما واضطربت الماء، منباالنهيار. كله المجتمع ويؤذن األرض، الترف يحكمه أو امرأته، تحكمه الشخصية ضعيف والد ويقوم

حر وأنا أوالدي يقول: هم رقابة، بال يعيثون أوالده واالسترخاء.. يتركسلطان. علي ألحد وليس لي، بدا ما فيهم! أفعل

في يقولون: هو استخفافا، يتركونه أو تملقا، الناس.. يتركونه ويتركهسبيل. من عليه لنا وما الخاسر، النهاية

من واالنفالت الضوابط من بالتحلل األوالد.. يستمتعون ويستمتعالقيود.

الهبوط! بلذة ويستمتعون أن الثابت المقلوب! فمن والكيان المنحرف للمزاج متعة شك ال وهي

التوجيه يوجه وال الصالح، بالطريق يكمل ال - حين الناقص الكيان " " " بالنضوج ويحس هابط، طريق من التكملة إلى - يجنح السليمالطريق! هذا " من " " والمتعة والتميز

الطريق.. يجدون في فينجرفون األوالد من غيرهم تغري المتعة وهذه األقران.. ويروحون بين والتميز المنحرف، والنضوج المنشودة، اللذة

القيود. من وينفلتون أهليهم على يتمردون حدودك. من تتجاوز متأخر. أنت رجعي. أنت ألبيه: أنت الولد ويقول نفسي. مسئولية أتحمل مثلك. أنا رجل طفال. أنا أمامك. لست تظنني

ال باإلنفاق. ولكنك ملزم كال! إنك علي؟ تنفق بما تستعبدني أن تريد بعقلية أعيش ينفع. أنا وما يضر بما أدرى شئوني. أنا في التدخل تملك

Page 96: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

إلى وأتطلع المجتمع في يدور ما أفهم متطورة. أنا متحررة جديدةسلطان! علي لك األمام.. فليس المستقبل.. إلى

الجيل بعقلية تعيشون تعيشون! إنكم وأمها: أين ألبيها الفتاة وتقول متحررة. ماذا بعقلية فأعيش أنا الغابر.. المتأخر.. الرجعي.. أما

أفسد؟ أن أردت إن علي الرقباء أنتم أنكم تظنون هل مني؟ تريدون نفسي. وأنا على القيم أنا السقوط؟ من تحميني علي وصايتكم وأن

عن العزلة هي أو المالبس هي األخالق أخالقي! وليست على الرقيبة أكشف أو ساقي؟ أو ذراعي أكشف حين سيحدث الذي المجتمع! ما

الشبان لي سيصنع وماذا قطعة؟ مني ستنقص هل صدري؟ من جزءا إنكم األرض؟ ستخرب هل الطريق؟ في يكلمونني أو إلي ينظرون حين

الحياة! تفهم " وال " التطور تفهم ال جامدة بعقلية األمور تتصورونسلطان! علي ألحد وحدي. وليس شأني فذلك حال أي وعلى

مقدورهم في يعد ولم عليهم، تمردوا أبناءهم أن اآلباء! يشكون ويشكو عليهم يفسد فاسد المجتمع إن السبيل! ويقولون إلى يردوهم أن

األوالد!حقا! ذلك يكون وقد

يفسدون! فتركوهم األبناء من جيل أول فسد يوم كذلك يكن لم ولكنه وال أهلوهم، يحكمهم ال ضابط، بال األوالد ينفلت ذلك.. حين يحدث وحين

المدرس على أفسد قد الوالد ألن المدرسة، في مدرسوهم يحكمهم وكلها السفينة وتغرق الماضية، السنة تتحقق التوجيه.. حينذاك مهمة

خروق!

* * * ألحد لي. وليس بدا ما يقول: أصنع االمتحان، في يغش طالب ويقوم

سلطان. عليالناس. ويتركه يتركونه يتركونه "! أو مستقبله على " إشفاقا بالجريمة. استخفافاالتكاليف.. البسيط الميسر النجاح بهذا ويستمتع الطالب، وينجح في يتسكعون كله، العام يعبثون غيره.. فيروحون النجاح ويغري

يسهرون الفتيات.. ثم وراء الشاردة كالكالب ويجرون الطرقات،االمتحان. أجل " من " البرشام يحضرون األخير األسبوع كله العام يسهرون مظلومون! هم أنهم الشرفاء من اآلخرون ويحس

وقد بغشه، الغشاش يبلغه - ما واألمانة - بالجد يبلغون ال ثم العمل، فيقاعدون! " وهم " الوظيفة إلى يصل يرسبون! وقد وهم ينجح

إلى وينقلبون الصادق، العلمي النشاط عن أغلبهم ينصرف جرم الغشاشين! مخادعين

في وينصرف الموعد في يذهب الذي الموظف ذلك بعد تجد جرم وال طيلة عمال يعمل - وال واالنصراف الحضور في عليه شدد - إن الموعد

"! " الديوان وقت

Page 97: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

" أو " البناء " مواصفات على يوافق ال الذي المهندس تجد جرم وال على يوافق ثم األكمل، وجهها على تؤديها " وأنت الصحية المواصفات

منها أقل "! " المعلوم يده في دسست إن كثيرا من يشفيك الذي الكامل العالج يعطيك ال الذي الطبيب تجد جرم وال

ليزداد مرة بعد مرة عليه تمر ويطلبك العالج يطيل ويروح مرة، أول يكسب أو " معها " يتعامل التي األدوية معامل معه وتكسب كسبا، منك

الموردون!غشاشون! كلهمغافلين. الناس تركه الذي األول الطالب ذلك كلهم يذهب جرم فال المجتمع، في " السارية " العملة هو الغش يصبح وحين

سافلين! أسفل المجتمع بدا ما أفعل أصنع؟ فيما علي يحرج يرتشي.. يقول: من موظف ويقوم

سلطان. علي ألحد وليس لي،الناس! ويتركه إن الخوف بدافع أو المصالح، من يده في ما إلى الحاجة بدافع يتركونه

النفوذ. ذوي من كانالورود. مضمونة المأخذ سهلة ثروة المرتشي.. يستفيد ذلك ويستفيد

ينهلون الشهوة تيار في فيندفعون الموظفين، من غيره الثراء ويغريالمحتاجين. دماء في ويلغون الدنس، المنهل هذا من

غيرها ومن بالرشوة، كلها األمور تصبح مداها.. حتى الموجة وتأخذالحقوق. أصحاب وجه في األبواب توصد

أنا يقول: هل للناس، يبررها أو لنفسه الجريمة يبرر موظف يتبجح وقد تنتظم الفساد.. فهل أشيع الذي وحدي أنا هل أرتشي؟ الذي وحدي نفسي أحرم أنني يحدث ما كل األبواب؟ لهم وتفتح كلها، الناس مصالح

وأظل المتاح، المعين من عيال. وصاحب أسرة رب وأنا فقيراحقا.. هذا يكون وقد

الناس، عنها وسكت مرة أول الرشوة بدأت حين كذلك يكن لم ولكنهالمرتشين. بها وأغروا شجعوها أو

األصل هي الرشوة تصبح الحد.. حين هذا إلى األمور تصل وحين من كله المجتمع تزلزل التي الهزة تقع الشذوذ.. حينذاك هي والنظافةالقرار.. إلى يتهاوى أن يلبث فال القواعد،

* * *حكمته: الله. وصدقت رسول صدق

حرام.. فقليله كثيره أسكر ماأجيب.. فال تدعو أن قبل المنكر عن وأنهوا بالمعروف مروا

إليهما يضيف ولكنه السابقين، الحديثين في ما يجمع السفينة حديث إنوالتفكير.. بالتدبر جديرة أخرى معاني

Page 98: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

يقسم لم الكريم الرسول أن الحديث في النظر يستلفت ما أول وإن المجتمع، في الظاهرية أماكنهم بحسب السفينة ركاب وسفال، علوا وفقرا، وثراء " و األعلون " هم " السادة يجعل وتواضعا.. لم وبروزا

الناس تقسم التي هي القيم هذه كانت األسفل. كال. فما " هو الشعبالله. رسالة ويبلغ الله بحكمة ينطق رسول عند ". هو الله حدود في القائم " هو ورسوله الله تقدير في األعلى إن

بهدي المهتدي الله. هو لشريعة المنفذ الظاهري مكانه كان الله. أيا من وال األرض، عرض من تستمد ال الحقيقية المجتمع. فالقوة في

به اإليمان الله. من من تستمد الله. إنما عن المنقطعة األرضية القيمgوا اإليمان. )وال بهذا واالعتزاز gوا وال تهن gمg تحزن gم إن األعلون وأنت gنت ك

" ومصدر " العلو مصدر وهو الحقة، القوة هو مgؤمنين( فاإليمانتضيع. أن تلبث ال زائفة سواه قيمة التوجيه. وكل

جوانب من جانب كل في المنحرفون العصاة " فهم فيها " الواقع أما " في " الظاهري مركزهم عن النظر بصرف واالنحراف، العصيان

الله من يقي وال شيئا، يساوي ال المركز المجتمع. فهذا يؤدي حين شيئا يساوي ال إنه الطريق. بل عن الميل إلى يقي وال األرض، واقع في شيئا المعلوم! أوانها في السنة بتحقيق الله يأذن حين المحتومة النتيجة من

للشعب: اغرقوا السادة يقول ال الفساد شدة من السفينة تغرق فحينالهالك! من ناجون ونحن وحدكم أنتم

يد على يأخذوا أن الله حدود في القائمين من الرسول يطلب وحين وإنما المجتمع، في الظاهرية بمراكزهم مهمتهم يحدد ال فيها الواقعين مؤمنين داموا فما الحياة، وسفينة المجتمع سفينة في الحقة بأماكنهم

العابثين. أيدي على اآلخذة الموجهة. القوة الحقة. القوة القوة فهم فققرهم، أو ثرائهم عن النظر بصرف يعرفوها أن عليهم مهمتهم، وهذه

األمور.. توزن بهذا مرءوسيتهم.. فما أو ورئاستهم

* * * المصالح بدت وإن المجتمع، في المصلحة وحدة هو الثاني واألمرالخالف! ظاهرة

حديث معنى من مستمد واحد، محور حول أوردناها التي األمثلة كل إن على منها " يستنفعون قريبة " مصالح لهم قوم . فهؤالء الرسول فسوف الزمن من حقبة المجتمع تركهم اآلخرين. ولو حساب

يستفيدون وتوفير الجهد، توفير السكون. يستفيدون هذا من حتما رزقهم الشهوات. ويأتيهم مغالبة سهال قريبا فيه. يتعبون ال ميسرا في الفساد يأخذ - ثم قصيرة أو - طويلة تمضي الزمن من حقبة ولكن

الظالمين معها وتأخذ المطاف.. تغرق نهاية في السفينة وتبدأ االنتشار واحدة. واألخطار النهائية فالمصالح ثم السواء! ومن على والمظلومين

وشأنه وحده مصلحته هي لفرد مصلحة هناك واحدة.. ليست النهائية

Page 99: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

مصلحتهم هي مصلحة بمفرده. كل جميعا.. يصيبهم ضرر وكل جميعاالسبيل. هذا في مسئوليته عن يتخلى أن أحد يستطيع وال

ها الكريمة: )يا اآلية إزاء الحيرة بعض تبرز وهنا ذين أي gوا ال gم آمن عليكgم gم ال أنفgسك ك gم( ] إذا ضل من يضgر فيها وقع حيرة [. وهي113اهتديت

الصواب. طريق إلى ينبههم بكر أبو فقام أنفسهم األوائل المسلمون الله رسول سمعت اآلية.. وإني هذه تقرءون إنكم الناس قال: يأيها يعمهم أن أوشك يديه على يأخذوا فلم الظالم رأوا إذا الناس يقول: إن

والترمذي(. داود أبو )رواه عنده من بعقاب الله فيه. وليس تعيشون الذي المجتمع " عليكم أنفسكم " عليكم نعم

ال المسلمين. فهؤالء غير األفراد أو المجتمعات من غيركم عليكم يقوم التي األعمال الله. أما يريده بما وعملتم اهتديتم متى يضرونكم

مسألة كذلك. إنها حكمها فليس المسلم المجتمع في المسلمون بها المصلحة بوحدة يحس أن المجتمع. فإما لهذا بالنسبة موت أو حياة

- لآلخرين أو لنفسه ؛ ظلمه كان نوع أي - من الظالم يد على فيأخذ األمر يترك أن وإما كله، المجتمع فينجو خوفا أو وطمعا استهتارا

الجميع. تغرق التي الطامة وتهاونا.. فتحدث

* * * المجتمع أفراد بين الترابط ينشأ المصلحة وحدة ومن يتخلخل ال ترابطا

فكيف غارقة، أو ناجية واحدة، سفينة ركاب عراه. إنهم تنقطع والبعض؟ وجود بعضهم يتجاهل أو بعض عن بعضهم ينفصل ان يمكن في - لهو الجميع عندها يلتقي التي الواحدة المصلحة ترابط - وهو وإنه

بالله. واإليمان المنكر عن والنهي بالمعروف األمر ترابط ذاته الوقت اإلثم على التعاون ترابط وليس والتقوى البر على التعاون ترابط

والعدوان.

* * * ولن يشاء ما فليصنع بفالن، أنا شأني إنسان: ما فيه يقول ال ترابطأمره! في أتدخل

في تتدخل وال أشاء ما بي! سأصنع شأنك آلخر: ما إنسان فيه يقول والأمري! كل يقظة من بد كذلك.. ال تستقيم أن يمكن ال المجتمع أمور كال! إن

فيه. واإلسراف الخطأ عن رده من بد وال أخيه، ألعمال فردومشاحنات! منازعات إلى المجتمع يتحول أن ذلك معنى وليس

الطريق! هو هذا كال! فليس أحسنg )ومن ه إلى دعا ممن قوال وعمل الل ني وقال صالحا من إن

ئةg وال الحسنةg تستوي وال المgسلمين ي تي ادفع الس فإذا أحسنg هي بالذي هg عداوة وبينهg بينك ال ك سبيل إلى [ )ادع114gحميم( ] ولي كأن رب

[.115الحسنة( ] والموعظة بالحكمة

Page 100: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الطريق.. هو هذاالبغضاء. الحب. ال ترابط هو الترابط إن

أحبه. ألنني أخي أنصح العذب. أنا المنبع هذا من لتصدر النصيحة وإن النار! وهو في يقع أن بحجزه آخذ أن أريد الخير. ألنني له أريد ألنني نظافة في ويثق يحبني الوضع.. ألنه هذا على النصيحة مني يتقبلوالتوجيه. النصح

فليست العنف أو الزجر معنى من تحمله " بما اليد على " األخذ أماالطريق! أولالطريق! هذا غير يتبقى وال كلها الوسائل تفشل حين النهاية هي إنما

* * * الفتاة أو المستهتر الفتى - مقالة نية إخالص - عن يقول أن قائل ورب

الهوجاء: وأعمل أومن - حين أنا المجتمع. هل سأصلح وحدي أنا وهل - صالحا

القرار! إلى الهاوية السفينة سأنقذكال!

على توشك سفينة في يتحطم، أن يوشك مجتمع في توجد فحين من وحدك تنقذها ولن المحتومة، النهاية عن وحدك تقفها فلن الهالك،الهالك.

نفسك! تنقذ نعم. ولكنك الحق الوعد ينفذ حين تتخلف.. حتى ال التي السنة تتحقق حين فحتى

السفينة. وتتحطموغريق! غريق بين حينئذ.. فشتان حتى

فاجر. ألنه جهنم في غريقشهيد. ألنه الجنة في وغريق

- في يغرق - وهو النار إلى ويسعى بالدنيا، اآلخرة يبيع الذي ذا فمنالنعيم؟! إلى يسعى - أن يغرق وهو - حتى يملك حين

ــــــــــــــــــــــــــــــــ [.6] الحجرات [ سورة102] [.12] الحجرات [ سورة103]داود. أبو [ رواه104]داود. [ أبو105]متعددة. روايات من داود [ أبو106]داود. [ أبو107]داود. [ أبو108]". ذبيحته " وليرح فصل [ انظر109]داود. [ أبود110]داود. [ أبو111]والترمذي. البخاري [ رواه112] [.105] المائدة [ سورة113] [.34 - 33] فصلت [ سورة114] [.125] النحل [ سورة115]

Page 101: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

دنياكم بأمور أعلم أنتم

معروفة.. الحديث هذا قصة - يلقحونه - أي النخل يؤبرون قوم على المدينة في الرسول مر فقد

ذلك في النخل تلقيح عن القوم " فامتنع له لصلح يفعلوا لم فقال: " لو العام إال النخل ينتج فلم الوحي، أمر من ذلك أن منهم ظنا )أي شيصا الصورة هذه على النبي رآه يؤكل( فلما ال مر وهو ملقح، غير بلحا بأمور أعلم وكذا.. " قال: " أنتم كذا فقالوا: " قلت له حدث عما سأل

عن مسلم صحيح أنس(: وفي وعن ثابت وعن عائشة " عن دنياكم ذلك يغني أظن قال: " ما النبي أن أبيه عن طلحة بن موسى ".. شيئا

ظننت إنما فليصنعوه. فإني ذلك ينفعهم كان قال: " إن ثم فال ظنا الله عن حدثتكم إذا بالظن. ولكن تؤاخذوني ". به فخذوا شيئا

* * *الحديث.. قصة تلك

يتصرفون أمور من للناس الرسول تركه فيما الداللة واضحة وهي " العلمية المسائل بدقائقها. إنها وأخبر بها أعلم ألنهم بمعرفتهم، فيها

عن منقطعة األرض، في الناس خبرة تتناولها " التي التطبيقية الفنية الوقت في اقتصادي. وهي أو اجتماعي أو سياسي تنظيم أو عقيدة كل ليست ألنها تنظيم، وكل عقيدة كل مع للتطبيق تصلح ذاته أي من جزءا

اإلنسان وجود عن مجردة علمية حقائق إنها تنظيم.. بل أي أو عقيدة واإليدروجين األكسجين اتحاد تنظيماته. كحقيقة وكل عقائده بكل ذاته

حقائق مئوية. هي كذا درجة في الحديد انصهار وحقيقة الماء، لتكوين منذ موجودة له، سابقة هي اإلنسان. وإنما وجود عن ناشئة ليسن أن فيها " اإلنسان " تدخل الكون. وقصارى في العناصر هذه وجدت

العملية. حياته في ويطبقها لصالحه، يستغلها ثم ويعرفها، يكتشفها فطبقها اإلنسان اكتشفها علمية حقيقة كونها عن تخرج ال النخل وقصة

النبات. وهي عالم في واإلخصاب التلقيح العملية: حقيقة حياته في المعروف. النحو على ونضجها الثمرة تكون بدونها يتم ال عملية

- وإنما الحديث من ظاهر هو - كما برأي فيها يقطع لم والرسول ظننت قال: " إنما من جاء قد ساوره الذي الشك ". ولعل ظنا

عملياتها به تتم ما الحياة فطرة أودع قد يكون أن بد ال الله بأن اعتقاده في خطر اإلنسان..! وطالما تدخل إلى حاجة " دون " البيولوجية

النباتات فسائل وينقل النخيل، يلقح كان السؤال: من هذا أنا نفسي األرض، ظهر على اإلنسان يوجد أن قبل التنقيل، بغير تنمو ال التي

النبات علماء أن شك الخليقة؟! وال في لإلنسان سابقة كلها والنباتات بأن جديرة خاطرة فقط: إنها أقول جواب. ولكني السؤال لهذا لديهمإنسان! قلب على تخطر

Page 102: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الحديث. العلمي بتعبيرنا " البحتة " التكنيكية المسائل إذن هي بذاتها تؤثر سواء. وال والكفار المؤمنون عليها يتحصل التي المسائل

الشعور. اتجاه أو القلب عقيدة في فإن ذلك ومع قصده ما غير منها يفهموا أن يريدون الناس من فريقا

كلها، الدنيا الحياة تشمل حتى يبسطوها أن وحدده. يريدون الرسول بسياساتها واجتماعياتها، باقتصادياتها وتطبيقاتها، بتشريعاتها

" تنظيف غير مهمة الله ولرسول الله لدين يدعون وتنظيماتها. فال له شأن ال الذي الخالص، الروحي " بالمعنى وهدايته البشري القلب فيه. األمور وسياسة المجتمع بتنظيم له شأن وال اليومي، الحياة بواقع

- هو ويجعلونه ، للرسول التفكير من اللون هذا يسندون ثم - شاهداعليه!!

الناس من الفريق هذا يكون الظن! فقد بسوء أبادر أن أريد وما مخلصا تفكيره في إليه بالنسبة ذلك يكون إليه! وقد مطمئنا " ال مهربا شعوريا

من الدين - عن الشرقية أو - الغربية األوربية المفاهيم ضغط " من من الدين عن المنقطعة واالجتماعية " االقتصادية " العلوم و جانب، جانب بعقيدتهم ليحتفظوا المغلوبون، العاجزون إليه يلجأ آخر. مهربا

تحرريين!! أو تقدميين ذلك بعد يكونوا ثم الله، في الشخصية ولكن كان النظر من قليال الصائب التفكير إلى يردهم أن جديرا

إزاء يعانونها التي الفكرية الذلة هذه عنهم ويرفع الصحيح، والتقدير مشاعرهم - وتفسد وعي بغير أو - بوعي أفكارهم فتلوي الغرب،

السبيل. عن فينحرفون - اللفظ لهذا المفهوم " بالمعنى " روحية رسالة اإلسالم كان لو

- ففيم اليومي الحياة بواقع له شأن ال الذي الخالص الوجداني المعنى القرآن في والتوجيهات التشريعات من الهائل الحشد هذا كان إذن

والحديث؟gمg وتعالى: )وما سبحانه الله يقول إذن وفيم سgولg آتاك وما فخgذgوهg الرgم للمخالفين: بالتهديد اآلية نفس في يعقب فانتهgوا(! ثم عنهg نهاك

قgوا ه )وات ه إن الل [؟!116العقاب( ] شديدg اللغير؟! " ليس القلب " تنظيف هي المسألة كانت إذا كله هذا فيم

* * * إلى تحتاج شك.. مهمة دون ضخمة لمهمة البشري القلب تنظيف وإن

رسول! واستقامتها كلها الحياة لسالمة األول الضمان - لهي تنجح - حين وإنها

ضمان! أخفقت.. فال ونظافتها. فإن أو نظام إليه يوجهها أن يمكن عناية أكبر القلب لهذا يوجه واإلسالم ويوجهه بالله، دائما يربطه دين. فهو على والعمل وتقواه لخشيته دائما من ميل وكل نزعاته، من نزعة كل في القلب هذا يتتبع هو رضاه. ثم

الذي السر المستترة.. في والمشاعر الظاهرة األعمال ميوله.. في

Page 103: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

من السر، من أخفى هو فيما بل الله، على يخفى وال الناس على يخفى ذلك، كل في [.. يتتبعه117] الضمير حنايا في الساربة المشاعر عمال

عمال وخاطرا من والحياء الله، بخشية فكرة.. فينظفها وفكرة خاطرا السماء.. في وال األرض في شيء عنها اليغيب التي الدائمة رقابته

المعجزة، القدرة آيات من فيها وما الواسعة، الكون صفحة إلى ويوجهه عنه يحجب الذي والغبش المشاعر، تحجر التي الغلظة عنه ليمسح

إلى وتشده تثقله التي والضرورات الشهوات إسار من النور.. ويطلقهبهداه.. ويفرح الله يسبح شفيفا صافيا خفيفا لينطلق األرض،

". القلب " لتنظيف كله الضخم الجهد ذلك اإلسالم نعم.. يبذل فيقدم الفطرة أسرار يعرف الذي الفطرة.. الدين دين اإلسالم ولكن

أحسن على الفطرة يعالج الذي يصلحها. الدين وما لها يلصح ما لها من تمنحه أن تستطيع ما بأقصى منها ليخرج طريقة، وأنسب وجه

يترك وال كلها فيملؤها بالفطرة يتلبس الذي الخير. الدين فراغا ال واحدا هي كما الفطرة يأخذ الذي إليه. الدين ينفذ كال يتجزأ، ال واحدا كال

في يأخذ الذي الشامل العالج فيعالجها والروح، والعقل الجسم يشمل كلها. ويأخذها الجوانب حسابه وثيق.. نظام في ببعض بعضها مرتبطا

" ويترك " مبادئه يأخذ سلوكه. ال ويترك اإلنسان شعور يأخذ ال ثم ومن في كله ذلك حساب يعمل دنياه.. وإنما ويدع آخرته يأخذ ". ال " تطبيقهسواء. وتشريعاته توجيهاته

* * * تنظيمات. ويرسم من عليه تشتمل ما بكل كلها، الحياة يتناول اإلسالماألرض. هذه في حياتهم عليه تكون أن ينبغي لما كاملة صورة للبشر

للنوم جنبه يسلم حتى الباكر الصباح في يقظته من اإلنسان يتناول إنه عينيه، مايفتح أول يقول وماذا يصنع ماذا ويلقنه المساء. يعلمه آخر في حين ثم صالته، يؤدي حين ثم ضرورته، يقضي حين ثم يقوم، حين ثم

األرض مناكب في يضرب عن باحثا أو رزقه: زارعا أو صانعا أو عامال ثم القيلولة، من يستريح حين ثم طعامه، يتناول حين شاريا.. ثم أو بائعا يضع حين ثم وأطفاله، زوجه يلقى حين ثم اليوم، آخر في يعود حين

النوم وسط في كذلك صحا إذا النوم.. بل في يأخذ حين ثم جنبه، فزعامفزع! غير أو

اإلنسان تناول وكما يعيش وهو كذلك تناوله فقد أحواله، جميع في فردا تكون كيف ولقنه المجتمع األفراد. فعلم من غيره مع المجتمع في

على تقاليده ينشئ العالقات. وكيف تكون وكيف أفراده، بين الصالت يبيع. وكيف يشتري والتعاون. وكيف والتكافل والحب، واإلخاء المودةاألفراد. بين الثروة يوزع وكيف يملك يجني. وكيف وكيف يزرع وكيف المجتمع. " ممثلة " الدولة كذلك تناول والمجتمع الفرد تناول وكما

األمر ولي فأعطى كيف ولقنه واجبات. وعلمه عليه وأوجب حقوقا بأي بينهم، المال يوزع وكيف العدل، بينهم يقيم وكيف الناس، يحكم

Page 104: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

وكيف الحرب يعلن الموارد. وكيف أي ومن الفئات أي وعلى نسبواألفراد.. والجماعات الدول مع يتعامل وكيف السلم، يقيم

والفكرية المادية وتفصيالتها. الحياة دقائقها بجميع كلها الحياة من تشمله ما بكل واالجتماعية. الحياة الفردية والروحية. الحياة"! القلب " تنظيف في الفذة اإلسالم طريقة هي تلك مفاهيم. وكانت

بواقع والروح للقلب ما القول؟! أيقولون هذا من الناس يعجب أوواالجتماع؟! والسياسة باالقتصاد األرض؟

الناس! ويح والقرن عشر التاسع القرن " في " اكتشفوا الذين هم أليسوا

وبعالقات االقتصادي بوضعهم مرتبطة " الناس " مشاعر أن العشريناإلنتاج؟!

في " يضع القلب " ينظف وهو اإلسالم إن لهم قيل إن إذن العجب فيم ونظام متوازن، اجتماعي ونظام عادل، اقتصادي نظام إقامة حسابه

الرباط؟ محكم راشد سياسيgدلون هم أم أدركوا الذين وحدهم أنهم ويحسبون بعلمهم؟ الله على ي

فاته قد به، أدرى وهو الخلق خلق الذي الله بينما الحقيقة، هذه يصفونه عما وتعالى إدراكها؟! سبحانه كبيرا.. علوا

الناس. لها يصحو أن قبل كلها الحقائق هذه تناول قد اإلسالم كال! إنن داخل في تتم أن يمكن ال المتكاملة النظيفة السليمة الحياة أن وبي

والمشاعر الوجدان في تتم أن يمكن الحياة. ال واقع عن معزولة القلب يجعل لم ثم والسلوك. ومن العمل من لها مواز رصيد لها يكن لم إن

جعلها الضمير. وإنما في " كامنة " عقيدة الدين نظاما على قائما عقيدة، ومجتمعا النظام. هذا على قائما والمذاهب الهابطة المادية مهاوي إلى ذلك في ينزل لم أنه صحيح

التابع هو واإلنسان األصل، هي المادة يجعل المنحرفة. لم االقتصادية واإلنتاج.. لالقتصاد الحتمية التطورات إزاء نفسه يملك ال الذي الذليل الذي المصدر هو البشري القلب األصل. جعل هو اإلنسان جعل وإنما يشأ لم ذاته الوقت في اإلشعاع. ولكنه عنه ويصدر الطاقة عنه تصدر

يجعله أن في الفضاء في الهائلة شحنته يطلق العاجي، البرج في معلقا أن الضخمة الطاقة لهذه أراد الروح. وإنما وسبحات الخيال قفزات

العقيدة من بوحي ونظامها مجتمعها تنشئ وأن األرض، واقع في تنتج والسلوك، والوجدان والعمل، الشعور بذلك فيتوازن الله، من وهدي

". " اإلنسان بذلك ويتوازن". الفطرة " دين اإلسالم دام ما الطبيعي األمر هو هذا وكان

لها قيمة ال الجميلة واألفكار المشرق والوجدان المرفرفة المشاعر إن حقيقة إلى تتحول لم إذا الواقع، عالم في بانية قوة إلى تتحول لم إذا

الناس. بها يحس ملموسة ظاهرة إذا لها قيمة ال الفاعلة والحركة الباهر " واإلنتاج " العظيمة واألعمال

األخوة بروابط حي وإحساس بالخير، عميق شعور إلى تستند لم

Page 105: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

الله. إلى وااللتقاء اإلنسانيةللبشرية: مدمر شر إلى - ينقلبان التزاوج هذا - بدون هما بل

الحياة. بها تتوقف وعزلة زهادة إلى تنقلب األولىاألرض. وجه على الحياة يدمر كافر طغيان إلى تنقلب والثانية

منهما بد وال بينهما انفصال ال متمازجين، مرتبطين الحياة، لتستقيم معاافتراق! وال

" البشرية. " الفطرة هي تلكالله. وكلمة الفطرة دين واإلسالم

في يجعل " - أن البشري القلب " ينظف - وهو بد يكن لم ثم ومنوالسلوك. والوجدان والعمل، والشعور والظاهر، الباطن حسابه

الواقعية... حدود أقصى إلى واقعي بذلك وهو أن في يثق الضمير. وإنه ونظافة الروح بعالم العناية أشد يعنى إنه

- ال ذلك - مع اإلشعاع. ولكنه ومصدر الطاقة مصدر البشري القلب أنهم فيهم يفترض العزم! ال أولي من أنهم كلهم الناس في يفترض

يستطيعون أو نظيف، غير مجتمع في نظيفة بقلوب يعيشوا أن دائما في الفضائل على يحرصوا أو عادل، غير مجتمع في العدالة يمارسوا

المنكرات. على يحرص مجتمع معونة: إلى ويحتاج سند إلى يحتاج ضعف " البشرية " الفطرة ففي

ضعيفا(. اإلنسانg )وخgلقالشهوات. ودفعة الضرورة ثقلة هناكنكرانه. إلى سبيل وال تجاهله، في مصلحة " ال " واقع وهي

من يفرغ أن اإلنسان ليستطيع تنظيمه من بد تنظيمه.. ال من بد وال يليق حيث يشاء، حيث والمشاعر. وينطلق األعصاب على ضغطهيكون. أن الله بخليفة

يكون أن المجتمع واقع على اإلسالم يحرص ذلك أجل من ليعاون نظيفا بنظام إال المجتمع نظافة تكون الضمير. ولن نظافة على الفرد

محكم راشد سياسي ونظام متوازن، اجتماعي ونظام عادل، اقتصاديالصحيح. واإليمان الصحيحة بالعقيدة الرباط

* * * التشريعات هذه كانت القلب تنظيف في إذن الدين مهمة صميم من

الحكم، وسياسة والمجتمع، األسرة تتناول التي التوجيهات وهذه والتشريع االقتصادي، التشريع ذلك في المال. يستوي وسياسة

الدولي.. والتشريع المدني، والتشريع الجنائي، والتشريع السياسي،الشئون. هذه بكل المتعلقة العديدة والتوجيهات

البشرية والحياة اإلنسان تناول في جاد - وهو اإلسالم يكن ولم إلى وينصرف كلها، الواقعية الشئون هذه - ليغفل والتنظيف بالتنظيم

اإلسالم رسول يكن واألحالم. ولم المثل عالم في الضمير تهذيب ويقول منها، يديه وينفض الشأن، ذلك في الهائلة مهمته عن ليتخلى

Page 106: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

تشريعاتكم في أنتم تصرفوا " أي دنياكم بأمور أعلم للناس: " أنتم عالقات في الحكم، سياسة وفي المال سياسة في وتنظيماتكم،

الحياة.. تنظم التي القوانين وفي المجتمع، هو الله. والله رسالة إذن أدى فما فعل ذلك. ولو ليفعل يكن كال! لم

gم مجال في له يقول الذي األمر من شريعة على جعلناك التكليف: )ثبعها بع وال فات ذين أهواء تت [.118يعلمgون( ] ال ال

* * * أو آنفا، ذكرناه الذي الناس من الفريق هذا ولكن يقول: إن غيره فريقا لألجيال رسوله يشرع أو الله يشرع أن يمكن إذن تتطور. فكيف الحياة يصلح ال عام وأربعمائة ألف منذ يصلح كان ما إن القرآن؟ لعصر التالية

اليوم يصبح التاريخ ذلك في ثورية تقدمية حركة كان اليوم. وما أمرا رجعيا عتيقا قال ثم للحياة.. ومن يصلح وال التطور يجاري ال متجمدا

عند بالناس يقف وال للتطور، الباب ليفتح الكلمة هذه الرسول وإنما معينة، وظروف معينة بيئة اقتضتها قد وتنظيمات تشريعات

األمور. من به أدرى هم فيما وينظمون يشرعون يتركهمالتطور! من الناس ".. ويح " التطور

ل العشرين! هوس القرن هذا يصيب هوس إنه كلها الحياة أن إليهم يخيناموس! بال كله والكون قواعد، بال

التطور فكرة كانت لقد اكتشافا تاريخها في ألوربا بالنسبة جديدا ال الوسطى، العصور ظالم في طويلة فترة غرقت أن بعد الحديث،

تعلم امتألت عشر التاسع القرن الحياة. وفي ركب تساير وال شيئا والسياسة العلم في التطور، بفكرة والعلماء المفكرين رءوس

وفي الفائت القرن نهاية في الجماهير تلقفتها ثم واالجتماع، واالقتصاد وتفسد شيء كل بها اللوثة.. تفسر يشبه بما القرن.. تلقفتها هذا خالل

شيء! كل بها يكن لم اإلسالمي العالم بينما حياة في وآثاره التطور فكرة عن غريبا

وعالجها مقدمته في خلدون ابن إليها فطن الجماعة. فقد " عالجا علميا عبد بن عمر إليها فطن والتدقيق. ولقد بالبراعة له يشهد " وافيا يجد ما بقدر األقضية من للناس " يجد يقول إذ اإلسالم صدر في العزيز

يضع وهو كله، اإلسالمي الفقه إليها " وفطن القضايا من لهم المتجددة النامية الحياة شئون كل في الدائمة التفريعات جيل. بعد جيال

ويساوق بالتطور يحس وهو صوابه عن يخرج لم اإلسالمي الفكر ولكن ناموس! بال والكون قواعد، بال الحياة أن التطور من يفهم خطاه. فلم

دليل! بال وينطلق الثابتة األصول عن ينفصل أن منه يفهم لم وال للتطور، اإلسالمي الفهم يؤيد األخيرة القرون " في " العلم وجاء هناك، العلماء وأشباه أوربا، في الجماهير أصابت التي اللوثة يؤيد

األخير. عصرنا في الشرق إلى طريقهم عن وانتقلت

Page 107: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

* * * ينفي ال هذا يتطور.. نعم! ولكن كله والكون تتطور، البشرية الحياة وأبسطها، البشرية.. أولها الحياة وفي الكون هذا في ثابتة قواعد وجود

المدبر، الخالق الله إرادة عن كله الكون صدور البديهة، إلى وأقربها ونواميسه سننه وانتظام انتظاما دقيقا وال ثالثة، وال ثانية يخل ال معجزا

الرهيب! الهائل الفضاء هذا في شعرة قيد وتبرد، فتسخن تدور، وهو تتطور نجوم.. والنجوم إلى تتطور السدم وتبطئ.. ولكن وتنبعج. وتسرع وتتكور شيئا بال يحدث ال ذلك من واحدا قانون، وشيئا يحدث ال ذلك من واحدا الذي الناموس للناموس مخالفا العلم يكشف األدوات. له وأتيحت الوسائل له تيسرت كلما منه طرفا

الكون نواميس تتبع منها، جزء نحن التي الصغيرة الشمسية ومجموعتنا تنحرف ال األزل، منذ الله لها أراده الذي النهج على وتسير تتطور، وهيشمال. أو يمين إلى لحظة عنه

األزلية - النواميس تطورها - في تحكمها عليها نعيش التي واألرض وفق الله أراده كما سطحها على شيء كل فيسير الكون، تحكم التي

ارتضاه. الذي قانونه األرض اإليدروجين. في هو األكسجين.. واإليدروجين هو األكسجين من وقدران األكسجين من قدر سواء. والماء النجوم وجميع والشمس

أم المعمل في الماء ركب سواء النسبة هذه تتغير ( ال2)أيد اإليدروجين فينطلق البحر، من يصعد المطر.. بخار هو السماء.. والمطر من هطل

حدث األرض.. سواء إلى فينزل ويثقل، فيتركز فيتكاثف، الجو، إلى ذلك أنزل " أم " طبيعيا من واحد قانون يتغير السماء.. ال من صناعيا

الناموس. عن مساره في يختل وال قوانينه، كنا وإن كيف، اليقين علم نعلم كذلك.. تطورت.. ال األرض على والحياة لنا يؤكد ما العلم أبحاث من نجد اليقين.. ولكنا إلى نصل أن نحاول تأكيدا يكن ولم مصادفة، األرض على تنشأ لم الحياة أن قاطعا

نتيجة هو بالمصادفة. وإنما كذلك السنين من األلوف مئات استمرارها به وأخذت الشمسية المجموعة به بنيت الذي المقرر المحدد النظام

النعدمت النسب من واحدة نسبة اختلت لو الفضاء. بحيث في مسارها المعجز. ولواله الدقيق وتدبيره االخالق، إرادة إذن الحياة.. فهي بذلك

[.119حياة] تقم لم لوثة العلم.. وأصابته غرور مأله الذي ذلك.. اإلنسان بعد واإلنسان

حياته يتطور. تتغير اإلنسان التطور.. ذلك ويستحدث يوم، بعد يوما تدخل التي للنواميس. النواميس خاضع ذلك مع يوم. ولكنه كل جديدا

الذي الثابت القانون من جزء ذاته التطور فإذا حسابها، في التطورالحياة! ويحكم الكون يحكم

* * *

Page 108: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

أو طاقة من تكونه تغير هل طبيعته؟ تغيرت الكون.. فهل يتطورالطاقات؟ من مجموعة

" " حاالته " و " صوره تتغير العلماء! وإنما من أحد بذلك يقل كال! لم جوهره ويظل عليه. هو ما على ثابتا

وهي واألبد األزل ذلك.. حقيقة على السابقة الحقيقة تغيرت ثم.. هلالله؟ إرادة عن الوجود صدور في كالكون وجوده، في العقالء! فالكون من أحد بذلك يقول كال! ال

الله، إرادة عن صادر الفناء، له يقدر حين فنائه في تطوره. كالكون مرتبط الله. بإرادة دائما

وحاالته صوره تتغير أم طبيعته؟ تتغير يتطور.. فهل كذلك واإلنسانفيه؟ الذي الجوهر ويثبت

تكوينه: في األزلية الحقائق تتغير هل إرادة عن صدر أنه ك: )وإذ ك قال رب ي للمالئكة رب األرض في جاعل إن

[.120خليفة( ] البشر وأن ها واحدة: )يا نفس من جميعا اسg أي قgوا الن gمg ات ك ذي رب ال

gم [.121واحدة( ] نفس من خلقك يكملها " الذي " الزوج خلق - قد جنسها من - أي النفس هذه من وأن

gم بها ويلتقي زوجها( ] منها وخلق واحدة نفس من ويوائمها: )خلقكgم خلق أن آياته [ )ومن122 gم من لك أنفgسك gوا أزواجا gن وجعل إليها لتسكgم [.123ورحمة( ] مودة بينك والشعوب والقبائل كلهم الخلق انبث وزوجها النفس هذه من وأن

gم منهgما وبث زوجها منها وخلق واحدة نفس من )خلقك رجاال كثيراgم124ونساء( ] [. )وجعلناك عgوبا gوا وقبائل شgم إن لتعارفg أكرمك ه عند اللgم( ] [.125أتقاك

من الله. قبضى روح من ونفخة األرض طين من قبضة اإلنسان وأن ونحاس حديد من المادية األرض عناصر فيها تتمثل األرض طين

األرض شهوات فيها وتتمثل وإيدروجين، وأكسجين وفوسفور وكلسيوم الشفيفة اإلنسان روح فيها تتمثل الله روح من األرض. ونفخة ودوافع والقدرة الضابطة اإلرادة فيها تتمثل كما والرفعة، السمو على القادرة

اللة من األنسان خلقنا االختيار: )ولقد على g[ )فإذا126طين( ] من س gهg وحي من فيه ونفختg سويت gوا رgفقع gوما [ )ونفس127ساجدين( ] له وتقواها فgجgورها فألهمها سواها اها من أفلح قد زك اها( من خاب وقد دس

[128.] تتغير أم " الحياة؟ " مظاهر تغيرت مهما األزلية الحقائق هذه تتغير هل

يزال؟ ال ثبوته في واألصل المظاهر الكون يحكم الذي األكبر الناموس من بضعة إال ذلك في اإلنسان وهل

الله؟ إلرادة خاضعة الناموس، بذلك محكومة بضعة الحياة؟ ويحكم من فيه نفخ حين وكرمه المخلوق هذا ميز قد الله أن األمر في ما كل

فجعله روحه؟ له التطور. وجعل وعملية الثبوت " لعملية " واعيا

Page 109: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

أو الله، إلى المهتدي الواصل الخط طريقه: مع بها يختار التي اإلرادة هو طبيعته في االزدواج هذا الله. وجعل عن المنقطع الضال الخط مع

في الجزاء عليه يترتب الذي الحياة، في لدوره بالنسبة الثابت الناموساها من أفلح أخراه: )قد زك اها(. من خاب وقد دس

* * * ومهما ظروفه، تغيرت مهما يتغير ال ثابت عنصر إذن اإلنسان في

التغيير. يدركها ال أزلية بحقائق يتصل األرض. ألنه على حياته تطورت الجوهر من " متغيرة قل: " صور متغير. أو عنصر ذلك جانب إلى وفيه

وتطورها تغيرها في الدائم. ولكنها للكيان " متطورة " حاالت و الثابت، عن واحدة لحظة في تنفصل اإلنسان. وال كونه عن باإلنسان تخرج ال

يشتمل ما لكل وشمولها اإلنسانية النفس ترابط بحكم الدائم، كيانهاإلنسان. عليه فطرة كذلك - وهي البشر فطرة في التطور وهذا الثبوت هذا ومن

متغيرة، أحوال وبجانبها ثابتة قواعد اإلنسان حياة في - نشأت الكون في الثابتة القواعد عن تنفصل - ال أسلفنا - كما تغيرها في ولكنهاالحياة.

مثها فصارت أخرى، حقائق الخالدة األزلية الحقائق على ترتب فقدتتغير. ال دائمة خالدة - يحسوا سليمة دامت ما - بفطرتهم الخلق يحس أن عليها ترتب

في العون منه ويستمدوا فيعبدوه، ضآلتهم، إلى بالقياس الله بعظمةالحياة. واحدة نفس من الله خلقهما - اللذان الزوجان يحس أن عليها وترتب متحدين إال يتكامل ال وجودهما وأن ببعض، بعضهما والتصاق بحنين

متراحمين. متوادين - نفوسهم وتنظف سريرتهم تصفو - حين الناس يحس أن عليها وترتب هم إذ اإلنسانية، في باألخوة مع رحم ذات واحدة نفس من جميعاالخير.. في ويتشاركوا فيتعاونوا الجميع،

دائمة. أسس على ترتكز ألنها دائمة عناصر تلك البشرية، المعلومات تطور نتيجة يوم، كل تجد أخرى عناصر وثمة

أسراره، يتعرف أن يحاول والكون، العقل بين الدائم والتفاعل أوضاع فتقوم لمنفعته، ويسخرها كنوزه، ويستخرج كنهه، ويستكنه صناعة، إلى زرع ومن حضارة، إلى بداوة من الناس وينتقل جديدة،

إلى...؟ صناعة ومن يناسبهما بما جميعا، جانبيها في البشرية يجاري الفطرة دين واإلسالمجميعا. يعطيه اآلخر ثابتة. والجانب شرائع يعطيه األول الجانب ثم ثابتة، أسسا

الثابتة، األسس هذه إطار في الدائم التطور مجال له يترك في متمشياالحياة. وفطرة الكون فطرة مع ذلك

Page 110: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

العقيدة.. يعطيه األول الجانب الديانات جميع في ثابتة بل وحده، اإلسالم في ثابتة ليست والعقيدة

واحدة: أزلية حقيقة ويعلمونهم يربونهم، للناس الرسل الله أرسل منذ أن العباد على األلوهية حق خلقه. وأن كله الخلق واحد. وأن الله أن

الدين. له ويخلصوا يعبدوه ال ثابت عليه تقوم الذي األساس ألن تتغير، ال الواحدة العقيدة وتلك

التي السور في وخاصة الحقيقة، هذه ببيان القرآن عني يتغير. وقد كسورة األزمان مر على المكررة الواحدة الرسل رسالة تستعرض

األعراف. وسورة هود والحدود. والطالق، الزواج تشريعات كذلك يعطيه العقيدة جانب وإلى

مختلفة. مدنية وتشريعات له ثابت - عنصر عامة والمرأة الرجل بين العالقة - أو والطالق الزواج جهة من الرجل تتغير. هي ال أسس على يرتكز ألنه ثابت، تشريع

تجذب التي الشديدة والعالقة جهة، من والمرأة وتشده لآلخر منهما كالإليه.

التعليم يتغير. ونظم يتغير. واالقتصاد ظروفها: المجتمع تتغير والحياة يغير ال ذلك تتغير. ولكن تتغير. والسياسة التي الحقيقة من شيئا

وهي وكيماوياتها، وغددها الحيوية، وعملياتها بوظائفها الفطرة تحكمها انفصال وال اآلخر، عن ألحدهما غنى وال إمرأة، والمرأة رجل الرجل أن[.129استقالل! ] وال

كذلك، ثابت - عنصر الجرائم على المفروضة العقوبات - أي والحدود عالقة - أو اإلنسان بأخيه اإلنسان عالقة ثابت: هو شيء على يرتكز ألنه

عليها يعتدي أن يجوز ال التي إنسان كل - وحرمة بالمجتمع الفرداآلخرون.

تتغير. اإلنتاج تتغير. وعالقات العمل ظروفها: ارتباطات تتغير والحياة ذلك تتغير. ولكن السياسية " تتغير. والنظم " باآللة اإلنسان وعالقات

يغير ال البشري. التاريخ وقائع تحكمها التي الثابتة الحقيقة من شيئا] الجميع تربط الرحم وعالقة واحدة، نفس من كلهم الناس أن وهي130.]

واإليجارة كالبيع الثبوت صفة لها المدنية التشريعات بعض وكذلك يلفت ثابتة. ومما تشريعات لها فكانت والوكالة.. إلخ والدين والرهن

المسائل في الحديث الفرنسي التشريع أن الشأن هذا في النظر أخذ قد المدنية الفقهاء أقرب كان إذ مالك، فقه عن كثيرا - - جغرافيا

الفقه أن اإلفريقي! كما الشمال في مذهبه انتشار بسسب فرنسا إلى المرأة أعطى حين اإلسالمي الفقه عن أخذ قد كله األوربي أخيرا جدا

[.131] المدنية الشئون في الحر والتصرف والتعامل الملك حق متصل ذاته الوقت في وهو البشرية، الحياة من المتطور الجانب أما

" " شكل و المال، وسياسة الحكم سياسة فهو الثابت، بالجانب

Page 111: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

إلى تجارية إلى زراعية إلى بدوية من البيئة، شكل أو المجتمعصناعية... إلخ.

الكون، مع وتفاعله البشري العقل بتطور تتطور قلنا كما أمور وتلك تنفصل، أن يمكن وال الثابت، األصل عن تنفصل ال تطورها في ولكنها بعضه وفصل وتقطيعه تجزئته واستحالة وترابطه، اإلنسان وحدة بحكم

بعض. عن اإلسالم كان األمور هذه وفي الحكمة، غاية حكيما للفطرة، مساوقا وضع التفصيالت. أو يضع ولم العريضة الخطوط فوضع لحاجاتها، ملبيا

جيل لكل وترك حدوده، في تتطور أن للبشرية يريد " الذي " اإلطار اإلطار. الصورة داخل " في " الصورة يضع أن المتعاقبة األجيال من

واإلنتاج. بشرط العلم من ومبلغ المادية ظروفه مع وتتفق تناسبه، التي وال فيتحطم، منه أكبر ال اإلطار، قدر على الصورة تكون أن واحد: هو

الفراغ. حولها فيبدو منه أصغروالشورى: أساسين: العدل وضع الحكم سياسة في

gم )وإذا اس بين حكمت gمgوا أن الن [ 132بالعدل( ] تحكهgم gورى )وأمر gش [ )مg133بينه.]

مجلسان. وهل أو واحد مجلس يكون الشورى. وهل طريق يحدد لم ثم التمثيل يكون يعين. وهل أو المجلس ينتخب مهنيا.. إلخ.. أو شخصيا

التطبيق. في واجتهادها البشرية للتجارب ذلك وترك إلخ يجمعها واحد طابع ذات األسس من مجموعة وضع المال سياسة وفي هناك يكون ال بحيث الخير، في الناس اشتراك ضرورة النهاية. هو في

محروم.gوا أعطاه وهو الله، مال األصل في المال أن القرآن قرر للجماعة: )آمنه وله بالل gوا ورسgم مما وأنفقg gوهgم134فيه( ] مgستخلفين جعلك من [ )وآته مال ذي الل gم( ] ال [.135آتاك

" " موظف الفرد وأن فيه، األول الحق صاحبة هي الجماعة أن وقرر حق عاد عليه القيام يحسن لم فإذا عليه، قيامه بحسن يستحقه فيه،

gوا الجماعة: )وال إلى فيه التصرف gؤت فهاء ت gمg الس تي أموالك هg جعل ال اللgم [.136قياما( ] لك

بينها فيما تتداوله الناس من قليلة فئة يد في حبسه يكره الله أن وقررgون ال )كي األمة مجموع منه ويحرم gم( ] األغنياء بين دgولة يك [ 137منك األموال على الزكاة فريضة وقرر حقا لهم تأخذه للفقراء، معلوما

ما بيت من لهم وتعطيه الدولة والمساكين للفgقراء الصدقاتg المال: )إن[138عليها..( ] والعاملين" ] والنار والكأل ثالث: الماء في شركاء يقول: " الناس والرسول

139] يأخذ أن من له )أرضه( خير أخاه أحدكم يمنح ويقول: ألن خرجا معلوما

[ "140]

Page 112: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

إال قرية فتحت ما المسلمين آخر يقول: " لوال الخطاب بن وعمر[.141" ] خيبر النبي قسم أهليها. كما بين قسمتها

للجماعة أعطاه الذي الله مال في الناس اشتراك طريقة يحدد لم ثم رأس في العمال بإشراك تكون العامة. أم المرافق بتأميم تكون وهل

التي الضرورية حاجاتهم تكفل التي األجور بإعطائهم تكون أم المال، لنا ولي حديثه: " من على الرسول بينها فليتخذ منزل له وليس عمال

خادما، فليتخذ خادم له ليس أو زوجة، فليتخذ زوجة له ليست أو منزال[.142دابة"] فليتخذ دابة له ليست أو تفكر المتعاقبة األجيال وترك الصور، هذه من معينة صورة يحدد لم

- في يضع إمكانياتها. ولم مع وتتالءم تناسبها، التي الصورة في لنفسها ال لكي جامدة، ثابتة - تفصيالت الحكم سياسة أو المال سياسة فيها. المستمر والتطور الجماعة، أحوال في المطرد بالنمو تصطدم

يدعها الثابتة. ولم األصول من تفلت األمور هذه يدع لم ذلك مع ولكنه "! فقد " دنياهم بأمور أعلم أنهم بحجة دليل، بال فيها يتصرفون للناس

- عامة اإلسالمي اإلطار خارج وفي أوربا، - في الحر التصرف هذا كان في اإلقطاع "! كان " المتطورة اإلنسانية جبين لها يندى بشعة شناعة

الوصف. عن غنية مظالم من فيها ما بكل الرأسمالية كانت ثم أوربا صورة في - سواء المال يجعالن فهما اإلسالم، نظر في حرام وكالهما

الناس. بقية منه ويحرم وحدهم، األغنياء بين - دولة مال رأس أو أرض للدولة، المطلقة العبودية - أي الشيوعية هو منهما الخالص كان ثم

األفراد! على المطلقة الدكتاتورية - لم األجيال ولجميع األرض على البشر لجميع الله - كلمة واإلسالم

األغالل، في فيه يرسفون " الذي " التطور هذا لمثل الناس ليترك يكن بيدهم يأخذ وإنما النمو حرية لهم يترك وهو حتى ويرشدهم، دائما

الطريق، عن يشردوا لكيال األوضاع، من يجد ما مع التكيف وحرية وجميع األوضاع جميع في الدائم الوجداني بتحررهم يحتفظوا ولكي

األحوال.

* * * في العشرين! تطور القرن في الناس بها جgن التي التطور قصة تلك

لم األصول.. فاإلسالم - في ذلك - مع وثبات الظاهرة، الحياة أشكال لم ذاته الوقت سبيله. وفي في يقف حسابه. لم من التطور ذلك يغفل

الدوام على التطور يساوق دليل. إنه بال الناس ويترك عنه ينحسر في الثابتة القواعد إلى برده واالنحراف. يحفظه التعثر من ويحفظه

العالقة يرسم الذي الدائم والعقيدة. واإلطار الله البشرية. إلى الحياة نفس من انبثقوا الذين الواحد، الجنس أفراد بين تكون أن ينبغي التي

األرحام. بينهم تصل تزال وما واحدة،الفطرة. دين اإلسالم يكون وبذلك

[.143] الحياة منهج كذلك وهو

Page 113: مقدمة الكتاب - صيد الفوائد saaid.net · Web viewوأنه ترجم التدبر في آيات الله إلى فكر نافع وعمل نافع وقيم حية

ــــــــــــــــــــــــــــــــ [.7] الحشر [ سورة116][117gيعلم " ] ر ". تراه كأنك الله فصل: " تعبد [ انظر7] طه " سورة وأخفى الس [.18] الجاثية [ سورة118] وترجمة موريسون أ. كريسي " تأليف لإليمان يدعو " العلم كتاب الشأن هذا في بالتفصيل [ انظر119]

زكي. أحمد الدكتور " تأليف السماء في الله " مع وكتاب الفلكي صالح محمد [.30] البقرة [ سورة120] [.1] النساء [ سورة121] [.1] النساء [ سورة122] [.21] الروم [ سورة123] [.1] النساء [ سورة124] [.13] الحجرات [ سورة125] [.12] المؤمنون [ سورة126] [.29] الحجر [ سورة127] [.10 - 7] الشمس [ سورة128] الرجل لعالقة تفصيلي بحث والمرأة، فصل: اإلسالم " في اإلسالم حول " شبهات كتاب [ في129]

" أن وكيف كاملة، عدالة في األمر اإلسالم عالج كيف هناك بينت وقد اإلسالم، في وطبيعتها والمرأة يضيف ال " المزعوم التطور اآللية المساواة بمعنى أو الخلقي الفساد بمعنى التطور أما العدالة لهذه شيئا

من " حقيقية " قيمة - وليس هناك - شرحتها أوربا في محلية ظروف له كانت فقد والرجل، المرأة بيناإلنسانية. القيم

والمجتمع، للفرد اإلسالم نظرة في مفصل " بحث واإلسالم المادية بين " اإلنسان كتاب [ في130] اإلنسانية المعاني " يعرض بالشبهات الحدود " ادرءوا عنوانه فصل الكتاب هذا والعقاب. وفي والجريمة

اإلسالمي. الحدود تشريع في الرفيعة تلغى الفردية. وحيث الملكية توجد حيث إال لها وجود ال كلها العالقات هذه إن الشيوعية [ تقول131]

من الفردية الملكية تبيح بدأت قد ذاتها الشيوعية حق. ولكن التشريعات. وهذا هذه تزول الفردية الملكيةتأتي! جديد. والبقية

[.58] النساء [ سورة132] [.38] الشورى [ سورة133] [.7] الحديد [ سورة134] [.33] النور [ سورة135] [.5] النساء [ سورة136] [.7] الحشر [ سورة137] [.60] التوبة [ سورة138]الحسان. في السنة مصابيح صاحب [ ذكره139]البخاري. [ رواه140]البخاري. [ رواه141]داود. وأبو أحمد [ رواه142]". البشرية حياة في والثبات " التطور - كتاب شئت - إن [ انظر143]